قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع

جلس علي الفراش صدره يعلو ويهبط بجنون يضم صغيرته لصدره يحاوطها بذراعيه، لل يصدق ما حدث كانت ستضيع منه في لحظة واحدة، بعد صراخها هب سريعا ينتشل الصغيرة من الماء حمد لله لم يصل الماء لانفها
اختطف منشفة كبيرة يلف بها صغيرته.

رمق لينا بنظرات نارية مشتعلة متوعدة ليأخذ الصغيرة متجها الي الفراش جلس علي حافته حينما شعر بأن قدميه لم يعودا يستطيعان حمله يضم صغيرته لصدره ترتكز حواسه بأكملها مع دقات قلبها الصغير المنتظمة
خرجت من المرحاض بالكاد تستطيع التقاط أنفاسها من مما حدث عينيها حمراء بشرتها شاحبة، تحدثت بصوت مرتجف: هي كويسة
نظر لها بتوعد يجز علي أسنانها بغضب
فتحت يديها تريد اخذها منه: طب هاتها.

مدت يدها تأخذها الصغيرة منه لتشهق فجاءة حينما دفع يدها بعنف لدرجة أنها سقطت ارضا امامه، نظرت له بذهول
ليصيح بحدة: مالكيش دعوة ببنتي فاهمة يا بنت جاسم
هبت واقفة تصيح بحدة مماثلة: دي بنتي انا كمان ومش حقك تبعدها عني.

قبض علي ذراعها يهزها بعنف يصيح بقوة: بنتك، بنتك اللي سبتيها في الماية وواقفة تتخنقي علي الشغل، إنت عارفة لو بنتي بعد الشر كان حصلها حاجة ما كنش هيطفي ناري عيلتك كلها، كنت هموتهم كلهم قدام عينيكي، أما انتي كنت هخليكي تتمني الموت من اللي هعمله فيكي، مش عايز اسمع كلمة الشغل دي تيجي علي لسانك خالص، لو كان في أمل واحد في المية اني اوافق علي شغلك بعد اللي حصل دا مش عايز اسم كلمة شغلي تاني انتي فاااااااااااااهمة.

انتفضت الصغير تبكي خائفة من صوت والدها الغاضب ليربط خالد علي ظهرها برفق يهدهدها بحنان، بينما تقف هي في حالة صدمة لا توصف بدأ جسدها يرتجف تلقائيا بدأت الدموع تسيل بغزارة من عينيها لا تصدق أن تلك الكلمات القاسية خرجت من فمه هو!
تحدثت بصوت مرتجف باكي: ططب هااات البنت البسها هدومها بدل ما يجليها برد
ضحك ساخرا: خايفة عليها اوي يا بنت جاسم
رددت بحزن: بنت جاسم.

هتف بحدة: ما هو انتي لما بتعدي عن دلع لوليتا وحنية لينا وتفكري بانانية تبقي بنت جاسم ابوكي طول عمره اناني ما بيفكرش غير في مصلحته وبس
لينا بحدة: لو سمحت ما تتكلمش عن بابا بالشكل دا
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: مش بقولك بنت جاسم
اتجه ناحية دولاب ملابس الصغيرة اخرج لها بعض الثياب وهو مازال يحملها علي ذراعه.

القاهم علي الفراش وضع الصغيرة علي الفراش ناظرا لها بحدة: غيريلها مهما كان ايدي هتبقي ناشفة وممكن اوجعها وأنا بلبسها
افسح لها المجال لتبدل ملابس الصغيرة برفق وهي تداعبها تستمع بضحكاتها البريئة
ما إن أنهت تبديل ملابسها كادت ان تحملها حينما اخذها منها وضعها في مهدها الصغير
جلس علي ركبتيه بجانبها يلعب معها بالعابها الكثيرة الي ان نامت ورغم ذلك لم ينم هو ظل جالسا بجانبها ينظر لها حتى يتأكد فقط أنها تتنفس.

اما هي فتجلس علي حافة الفراش تنظر لصغيرتها من بعيد وكأنه أصبح حاجز بينهما
اقتربت بخطئ بطيئة جلست بجانبه امام فراش الصغيرة تنظر له بعتاب نظرات صامتة متألمة، نظر ناحيتها ببرود لدقيقة واحدة ومم ثم قام وتركها متجها الي فراشه تمدد عليه موليها ظهره.

مدت يدها تمسد علي خصلات شعر الصغيرة تهمس بصوت منخفض باكي: أنا آسفة يا حبيبتي والله العظيم ما كنش قصدي الحمد لله انك بخير لو بعد الشر كان حصلك حاجة كنت هموت وراكي
سمعته يهتف بصوت بارد خالي: سيبي البنت نايمة ما تزعجيهاش عايزة تتكلمي اطلعي برة
شخصت عينيها بصدمة هتفت بذهول: أنت ازاي بتقولي كدة دي بنتي أنا كمان علي فكرة
سمعت نبرته الساخرة وهو يقول بتهكم: آه ما أنا واخد بالي.

يكفي كلماته كالخناجر تمزق فيها دون رحمة جلست بجانب تخت صغيرتها تسند رأيها علي حافته الخشبية ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت ظلت تبكي لمدة لا تعملها الي ان غلبها النعاس رغما عنها
لم ينم يعلم أن كلامته قاسية حادة هو نفسه لا يعرف كيف قالها صدقا هو ليس نادما علي ما قال، لن يتحمل أن يخسر طفلته الثانية
لن يتحمل ذلك الألم مرة أخري.

التفت ناظرا ناحيتها ليجدها علي حالتها تلك نائمة تسند رأسها علي فراش الصغيرة دموعها تغرق وجهها، زفر بضيق ليقم من علي الفراش متجها إليها دثر صغيرته بالغطاء جيدا ليجثي علي ركبتيه بجانبها مد أنامله يمسح تلك الدموع التي تغرق وجهها ليسمعها تهتف وهي نائمة لوليتا أنا آسفة، آسفة.

حملها بين ذراعيه بهدوء وضعها علي الفراش وضع عليها الغطاء ليعود مرة اخري يجلس جزار فراش الصغيرة ينظر لها وهي نائمة يطمئن فقط انها تتنفس، ظل علي حالته تلك الي أن سطعت الشمس قام مقبلا جبينها، اتجه ناحية المرحاض يمط ذراعيه في الهواء بتعب لم ينم منذ الأمس، اغتسل وبدل ملابسه ليتجه ناحيتها يوقظها ببرود
خالد بحدة: لينا انتي يا استاذة قومي
هبت جالسة بقلق تسأله بلهفة: في ايه لوليتا كويسة.

تجاهلها يهتف بجد: أنا نازل قومي عشان تخلي بالك من البنت
هزت رأسها ايجابا تهمس بحزن: حاضر
تحرك ليخرج من الغرفة حين استوقفته: مش هتفطر
رد بكلمة واحدة: لاء، ليخرج من الغرفة صافعا الباب خلفه
تنهدت بحزن من طريقته الجافة لم تفكر كثيرا فبالتأكيد هو من وضعها بالفراش اطمئنت أنها بخير لتذهب سريعا تعد لها زجاجة الحليب.

جالسا في مكتبه يتحدث في الهاتف
رفعت بجد: الورقة قدامي اهي، أنت متأكد أنه مش هياخد باله، زمانه جه، مش دلوقتي علي طول شوية، طيب خلاص، اه ماشية زي ما خططت، تمام اول ما يمضي عليها هقولك، طيب سلام
جلس في مكتبه واضعا وجهه بين كفيه يشعر بصداع يكاد يفجر رأسه اجفل علي صوت دقات علي باب الغرفة
خالد بجد: ادخل
دخلت مايا تمشي بدلال لم يلحظه هو في الاصل لم يراها الي ان جلست علي الكرسي امامه.

مايا بدلال: هاي يا خالد
رفع وجهه يبتسم لها بتعب: اهلا ازيك يا مايا
مايا مبتسمة بدلع: كويسة كتير لما شوفتك، مالك شكلك تعبان
ابتسم باصفرار: ما فيش مصدع شوية
قطبت جبينها بحزن تمط شفتيها بدلال مصطنع: اوووه عشان أنت بتتعب اوي في الشغل، لتبتسم بدلال، انا عندي فكرة هايلة هتضيعلك الصداع في ثواني.

قطب جبينه باستفهام ليجدها تقوم من مكانها متجهه ناحيته وقفت خلف كرسيه ليشعر بها تمد يديها ناحية رأسه تدلكها بحركات دائرية ناعمة! عند ذلك الحد انتفض من مكانه ينظر لها بحدة هاتفا بضيق: انتي بتعملي ايه
مطت شفتيها بحزن مصطنع: مش بعمل حاجة مش أنت مصدع أنا كنت عايزة الصداع يروح
هتف بجد: لائ متشكر الصداع راح اتفضلي بقي عشان ورايا شغل، لينادي بصوت عالي، يا عسكري.

دخل العسكري سريعا ليخبره بجد: وصل الاستاذة مكتب اللوا رفعت عشان شكلها اتلغبطت في المكتب
العسكري بجد: حاضر يا باشا، اتفضلي معايا
نظرت له بتوعد لتخرج بخطي مغترة من مكتبه ليعود مرة اخري يلقي بجسده علي الكرسي تلك المرة وجد هاتفه يرن، انها هي غاضب ولا يريد الرد ولكن ماذا يفعل بقلبه الاحمق
فتح الخط يرد بجفاء: نعم
سمعها تصرخ باكية: الحقني يا خالد
هب واقفا يسألها بفزع؛ في ايه.

ردت من بين شهقاتها: لوليتا، لوليتا ساخنة وعمالة تترعش
صرخ بلهفة: أنا جاي حالا البسي علي ما اجي عشان هناخدها للدكتور
اغلق الخط مهرولا الي باب المكتب كاد أن يفتحه حينما وجده فتح من الخارج دخل احد العساكر يهتف بجد: خالد باشا رفعت باشا بيقول لحضرتك أمضي علي الورق دا عشان يقفل الفضية بتاعت شخنة المخدرات اللي اتمسكت الأسبوع اللي فات
هتف علي عجل: بعدين.

العسكري: ما ينفعش يا باشا رفعت باشا مأكد أنك ما تمشيش قبل ما تمضي علي الورق عشان لازم الفضية تتقفل النهاردة
اختطف الورق من يده يلتقط قلم جاف من علي مكتبه أسرع يخط اسمه علي جميع الأوراق ليلقي القلم تاركا الورق مكانه اسرع يركض خارج الإدارة متجها الي سيارته
يقودها بجنون التقط هاتفه يتصل بسامح
خالد بلهفة: ايوة يا سامح أنت في العيادة
سامح: آه لسه واصل
خالد سريعا: طب تمام أنا دقايق وهبقي عندك.

وصل الي منزله ليجد لينا تقف في الحديقة تنتظره وهي تحمل الصغيرة ففتح لها باب السيارة لينطلق سريعا ما أن ركبت
خالد برفق: اهدي يا حبيبتي لوليتا هتبقي كويسة ما تخافيش
لينا باكية: دي سخنة اوي يا خالد
بلع لعابه بخوف يطمئنها: ما تخافيش بإذن الله خير
كان يطمئنها وهو بداخله مرعوب علي ابنته الصغيرة جالت في باله افكار بشعة عن أنه فقدها.

امسك رفعت تلك الورقة ليبدأ برفق نزع غلافها الخارجي كانت ورقة ملتصقة بورقة اخري ابتسم بخبث حينما شاهد امضته علي الورقة الاصلية
رفعت بخبث: والله وصباعك بقي تحت ضرسي با ابن اختي، يخربيت دماغك يا، شيطان
امسك هاتفه يتصل بذلك الرقم يهتف بفخر: تمام، مضي، لا ما شكش في حاجة، لو شك ما كنش مضي، بكرة هقوله، كل حاجة ماشية تمام.

وصل سريعا الي عيادة سامح فاخذ الصغيرة منها يركض مسرعا الي تلك العيادة
سامح: خير، يا خالد قلقتني
خالد سريعا: لينا، لينا سخنة اوي
سامح: طب حطها علي السرير دا
وضع خالد الصغيرة علي السرير الطبي وبدأ سامح يفحصها
خالد بقلق: في ايه يا سامح طمني
سامح بجد: هو ايه اللي حصل
تحدثت بصوت مرتجف باكي: ما اعرفش أنا روحت اصحيها عشان آكلها لقيتها عماله تترعش وبعدين لقيت حرارتها عليت فجاءة.

سامح مبتسما بهدوء: ما تخافيش هي واضح انها خدت نزلة برد والحمد لله لحقناها في الأول
جلس علي مكتبه يخط بعد الأدوية علي الروشتة امامه
سامح بهدوء: تاخد من الدوا دا بانتظام أنا كاتب جنب كل نوع كام مرة في اليوم وبإذن الله هتبقي كويسة
خالد بجد: متشكر يا سامح.

اخذ الروشتة منه ليخرج هو و زوجته التي اسرعت واخذت صغيرتها منه تضمها لصدرها بحنان وخرجت من العيادة وخلفها خالد واستقلا سيارته وقف خالد امام احدي الصيدليات ونزل منها واشتري الدوا ثم عاد واستقل سيارته وعاد الي منزله
صعدت لينا لأعلي وهي تضم الصغيرة لصدرها بشدة وخلفها خالد
خالد: نيميها في سريرها يلا يا حبيبتي
لينا: لاء هتنام في حضني
خالد مبتسما: ماشي يا ستي.

وضعت لينا ابنتها علي سريرها وتمددت بجانبها تنظر لها بخوف ثم امسكت كفها الصغير برفق وقبلته، رفعت نظرها لخالد تنظر له بخوف
لينا: خالد، هي هتبقي كويسة صح
خالد: ما تخافيش يا حبيبتي، سامح قال انها كويسة والله
هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة متوترة
بدأ النوم يهاجمها وهي تقاومه لاحظها هو فربت علي يدها برفق
خالد بحنان: حبيبتي، نامي شوية
هزت رأسها نفيا وهي تحاول ان تبقي عينيها مفتوحة.

لينا: لاء يا خالد فاضل ساعة علي ميعاد دوا لوليتا
خالد: ما تقلقيش نامي وانا هدهولها
نظرت له بشك ورفعت حاجبها بتوجس
لينا بشك: هتعرف تديهولها
خالد: مش شغلانة يعني يا لينا معلقتين دوا نامي يا حبيبتي وما تقلقيش
لينا: طب لو ما عرفتش صحيني
خالد: حاضر
لينا: وعد
خالد: وعد يا حبيبتي، يلا بقي نامي
اغمضت عينيها واستسلمت للنوم بدأ النوم يهاجمه هو الاخر فهو لم ينم منذ الأمس هز رأسه نفيا عدة مرات ليبعد عنه النوم.

خالد بجد: لا لا فوق يا خالد، عشان دوا لوليتا
رغما عنه اغمض عينيه بضع دقائق
ففتحت الصغيرة عينيها تنظر حولها باستغراب لتبتسم بسعادة حينما رأت والدها زحفت ناحيته الي ان جلست علي صدره تشد أزرار قميصه تحاول خلعها للعب بها ليفتح عينيه فجاءة يهتف بمرح: قفشتك يا حرمية بتسرقي زراريري وأنا نايم
لم تفهم منه شيئا ولكنها ضحكت عاليا ببراءة
بسط كف يده يتحسس جبينها برفق ليتنهد براحة: الحمد لله الحرارة راحت.

نظر في الساعة
خالد: يلا عشان ناخذ الدوا
اعتدل في جلسته واجسلها بجانبه واحضر الدواء واعطاه لصغيرته
بدأت الصغيرة تصدر اصواتا: بوووووووووف، فووووووووو، تتتااالتالتاتتاا
خالد. ضاحكا: شكلك كدة صحصحتي تعالي بقي عشان ما نصحيش ماما
حملها علي ذراعه و ذهب بها الي غرفة العابها، غرفة جعلها مخصصة لطفلته وملئها بالألعاب
جلس ووضع صغيرته علي قدميه وبدأ يلعب معها الي ان نامت الصغيرة.

فحملها برفق ووضعها في فراشها ودثرها بالغطاء وقبل جبينها
خالد بصوت منخفض: تصبحي على خير يا جنة قلبي
نظر في ساعته فوجدها الثامنة، مد ذراعيه في الهواء بتعب
ذهب الي الحمام واغتسل وارتدي ملابسه وقف امام المراءة يصفف شعره عندما
قامت لينا فزعة من نومها
لينا بلهفة: لينا، لينا فين
خالد برفق: اهدي يا حبيبتي ما تخافيش لينا نايمة
لينا بلهفة: طب هي الحرارة نزلت بقت كويسة يعني.

ابتسم بهدوء: اه يا حبيبتي، بقت كويسة الحمد لله
نظرت له بدهشة عندما وجدته يرتدي ملابسه ويستعد للخروج
لينا: ايه دا انت رايح الشغل
رفع كتفيه بتعجب من سؤالها
خالد: اه طبعا
لينا: بس انت ما نمتش من امبارح
خالد مبتسما بحنان: ما تقلقيش عليا انا متعود علي النوم القليل، خلي بالك من لينا علي ما اجي.

هزت رأسها ايجابا بحزن ليذهب ناحيتها جلس بجانبها فاتحا ذراعيه قليلا لتنكمش ملامحها بحزن اسرعت تختبئ داخل صدره تبكي بحرقة
خالد: أنا آسف
هزت رأسها نفيا تبكي بقوة تتشبث بقميصه
لينا باكية: بابا خالد زعقلي وقالي كلام يزعل اوي
مسد علي شعرها برفق: حقك عليا يا حبيبة بابا، اوعدك أنه مش هيقول كدة تاني ابدا هو بس غبي لما بيبقي خايف ما بيعرفش يتحكم في أعصابه.

ابعدها عنه يسمح دموعها برفق: خلاص بقي آخر مرة أنا آسف يا ستي حقك عليا
ربط علي شعرها برفق: مش عايزة حاجة وأنا جاي
شهقت بذهول: أنت نسيت ولا ايه
خالد مبتسما: قصدك عيد ميلاد لوليتا، مين يصدق ان بقي عندها سنة
لينا مبتسمة: هتعمل حفلة
هز راسه ايجابا: اه طبعا، شوفي ايه المطلوب وانا اجيبه هو انا عندي اغلي منها
ضربته بقبضتها الصغيرة علي صدره
لينا بغيظ: يا سلام.

خالد ضاحكا: منك، هو انا عندي اغلي منك انتي الي سمعتي غلط
استيقظت الصغيرة وبدأت تبكي فتملصت من بين ذراعيه وذهبت اليها سريعا وحملتها من مهدها
وذهبت بها ناحية خالد، فأخذها منها وقبل جبينها
خالد مبتسما: صباح اللوليتا علي احلي لوليتا
لينا بغيظ طفولي: كدة يا خالد، خلاص انا زعلانة منك
اتسعت ابتسامته الخبيثة يهتف بمكر: اصالحك.

وضع صغيرته في فراشها، وعاد اليها وجدها تحاول ان تخرج من الغرفة دون ان يلاحظ، فأسرع وامسكها وحبسها بين ذراعيه والباب
خالد بخبث: قفشتك رايحة فين، انا لازم اصالحك
اتسعت عينيها بخجل: لالالا أنا مش زعلانة خالص
غمزها بوقاحة: يا بت علي العموم هنأجل الصلح لبليل عشان أنا متأخر علي الشغل، آه صحيح اجهزي انتي ولوليتا هعدي عليكوا الساعة 5 نروح نشتري المطلوب عشان الحفلة
ثم نظر في ساعته يا خبر دا انا انت اتأخرت اوي.

قبل جبينها ونزل سريعا وهي تركض خلفه
لينا: استني يا خالد افطر الاول
خالد بسرعة: معلش يا حبيبتي مستعجل
امسكت ساندويتش صغير وركضت خلفه الي ان وقفت امامه واعترضت طريقه بجسدها الصغير
لينا بعند: مش هتخرج غير لما تاكل دا
امسك يدها الممسكة بالشاندويتش وبدأ يأكله باستمتاع
لينا بخجل: طب سيب ايدي عشان تعرف تاكل
خالد مبتسما بخبث: تؤ، كدة الاكل طعمه احلي، صحيح هو دا ساندويتش ايه اساسا
لينا: جبنة رومي.

خالد: بجد، امال انا ليه حاسة ساندويتش عسل او مربي
لينا بخجل: بس بقي يا خالد
خالد بهيام: هتوحشيني
لينا: ما تتأخرش
خالد: من عنيا يا حبيبتي
لينا: يلا بقي مش قولت متأخر
خالد بسرعة: اه صحيح، سلام يا روحي
ذهب الي عمله ثم الي مكتبه
محمد: ايه يا عم كل دا تأخير
خالد: اديني جيت اهو، علي الله بقي تقولي الوا رفعت عايزك انا ما فييش دماغ لأبوك النهاردة
محمد: لا اطمن، بس قولي ايه الي شاغل دماغك.

خالد: انت مالك انت عيل تنح صحيح، يلا يالا علي مكتبك
محمد: خلاص يا عم، سلام
خالد: صحيح عيد ميلاد لينا بكرة
محمد: انهي واحدة فيهم
خالد بتهكم: اكيد مش هعزمك علي عيد ميلاد مراتي، مش عايز غباوة
محمد مبتسما: معقولة لوليتا تمت سنة، كل سنة وهي طيبة
خالد مبتسما: وانت طيب، بكرة الساعة 8 علي الله ما تجيش وتجيب رانيا ولوجين معاك عشان وحشتني
محمد: ماشي يا عم 8 بالدقيقة هنكون عندك.

خالد: بقولك انا نازل صالة التدريبات شوية، لو ابوك سأل عليا قوله مات
محمد ضاحكا: الله يرحمك يا صاحبي
نزل خالد الي صالة التدريبات وخلع ملابسه وارتدي ملابس التدريب الخاصة به المكونة من تيشرت اسود بحمالتين وسروال قطني أسود ايضا، و ارتدي قفازات الملاكمة وبدأ يتمرن.

وقفت تلك العيون تراقبه بنظرات عاشقة راغبة تتطلع إلى عضلاته المرسومة بجرائه، قضت ليلتها بأكملها تحلم به وتفكر فيه، رجل غريب لم تلتقي مثله أبدا، فهو لم ينجذب كمعظم الرجال التي قابلتهم لفتنتها ولا انوثتها الطاغية، حتى انه رفض ان يسلم عليها، وعاملة بفظاظة بالأمس.

عقدت حاجبيها بغيظ وهي تتذكر مدي عشقه لتلك الفتاة بل الطفلة من وجهه نظرها لن تنكر انها جميلة لها هالة خاصة من البراءة تحيط بها، ولكنها تريده هو تريد ذلك الحب الذي يغدق به تلك الطفلة، وهي أن رغبت في شيء تحصل عليه
ابتسمت بخبث وهي تتذكر ما حدث بالأمس
كانت تقق في شرفة غرفتها في منزل والدها، تفكر فيه اصبح يحتل تفكيرها من يوم واحد رأته فيه، دق رفعت الباب ودخل
رفعت مبتسما: الجميل لسه صاحي ليه.

مايا بضيق: مش جايلي نوم دادي
رفعت: مالك يا حبيبتي، ايه الي مضايقك
مايا: ما فيش، دادي هو ينفع يعني...
رفعت: قولي يا حبيبتي
مايا: ينفع يعني الواحد يحب من أول نظرة، ولا بيحصل في الأفلام بس
رفعت مبتسما بخبث: خالد مش كدة
اتسعت عينيها بدهشة: دادي انت عرفت ازاي
رفعت: عنيكي كانت هتاكله واحنا عنده في الفيلا، حبيتيه
مايا بحزن: يس دادي، بس ايه الفرق هو بيحب مراته اوي، مستحيل يحبني.

رفعت مبتسما: انتي عيزاه يحبك ولا يتجوزك
مايا بدهشة: What
رفعت: مش انتي بتحبيه انا هخليه يتجوزك وبعدين انتي خليه يحبك بعد كدة
مايا بفرحة: بجد يا دادي
رفعت مبتسما: طبعا يا حبيبتي، أنا اهم حاجه عندي هي سعادتك، اوعدك انك اي حاجة هتحلمي بيها انا هحققهالك
احتضنت مايا رفعت بسعادة: I love you dad
رفعت: وانا كمان بموت فيكي يا حبيبتي
باااااك.

فاقت من شرودها ومازالت تلك الابتسامة الخبيثة تزين شفتيها، اقتربت من الصالة ببطء الي ان دخلتها ووقفت خلفه مباشرة
مايا مبتسمة: خالد
التفت اليه وهو يتصبب عرقا وينهج بشدة من كثرة التدريبات
خالد مبتسما باصفرار: اهلا يا مايا ازيك
مايا مبتسمة: كويسة، انت عامل ايه
خالد مبتسما: الحمد لله بخير، اه صحيح عيد ميلاد لوليتا بنتي بكرة الساعة 8 مستنينك
مايا بدلال: أكيد هاجي، طالما انت عايزني أجي ولا ايه.

ابتسم ابتسامه صغيرة بمجامله ثم وقف صامتا لا يعرف ماذا يقول يريدها ان تخرج ليكمل تدريباته اما هي فكانت تقف تتفحصه بنظراتها
الي ان دخل محمد
محمد بضيق لمايا: اللوا رفعت عايزك
نظرت مايا لمحمد بضيق ثم تركتهم وذهبت
خالد مبتسما: جاي في واقتك مظبوط
محمد: أنا لقيتك واقف مش عارف تعمل ايه وهي شكلها لازقة مش هتخرج قولت لما اخلصلك منها.

خالد: تعيش يا صاحبي، هو ابوك فاكر الادارة دريم بارك جايب اختك تتفسح فيها
محمد: يا عم احنا مالنا خلينا في شغلنا
خالد: علي رايك، انا راجع مكتبي ولو ابوك سأل عليا قوله انتحر
محمد: بالسم
خالد ضاحكا: لا بالقتال يا خفيف، دا أنت بقيت عسل أسود يا محمد
بدل ملابسه وعاد إلى مكتبه مرة أخرى.

جلس علي كرسي مكتبه الكبير يراجع ما امامه من قضايا الي ان وقعت عينيه علي البرواز الصغير الذي يحوي صورة طفلتيه، امسكه ينظر الي تلك الضحكات البريئة المرتسمة علي شفتي حوريتيه كما اسماهما، فاتسعت ابتسامته والتقط هاتفه من جيب سترته ليتصل بهما
خالد: وحشتيني
لينا: وانت كمان
خالد: لوليتا عاملة ايه
لينا: بقت احسن بكتير الحمد لله
خالد: هي صاحية
لينا: اه، اهي جنبي
خالد: طب افتحي الكاميرا.

فتحت لينا الكاميرا وبالمثل فعل خالد
لينا: بابي اهو، قولي باي
ظلت الصغيرة تنظر الي خالد باستغراب
خالد مبتسما: صباح الفل يا لوليتا
لوليتا: فوووووووو، بوووووووووف نتنللتننلتلااا
خالد ضاحكا: مش عارف ليه حاسس ان بنتك بتشتمني
لينا ضاحكة: لوليتا، اعملي كدة
اخرجت لينا طرف لسانها لخالد ففعلت الصغيرة مثلها
خالد ضاحكا: بقي كدة يا اوزعة انتي وهي ماشي لما اجيلكوا
لوليتا: ب. ا. ب. ا
خالد مبتسما: نعم يا قلب بابا.

لوليتا: تا. تا
عقد حاجبيه باستفهام يحاول ان يفهم ماذا تريد وعندما لم يستطع
خالد: يعني ايه، يا لينا
لينا: شكولاتة يعني
خالد مبتسما: بس كدة من عنيا
لينا: لاء يا خالد ما تجبش شكولاتة عشان هي تعبانة
خالد بلهفة: ليه، مالها هي سخنت تاني
لينا: لاء يا حبيبي، اهدا، بس الشوكولاتة غلط عليها مع الأدوية
تنهد بارتياح: خلاص ماشي، اوعدك يا حبيبتي اول ما تخفي هجبلك شكولاتة كتير اوي
دق احد العساكر الباب ودخل.

العسكري: خالد باشا، اللوا رفعت عايز حضرتك في مكتبه
خالد: طيب ماشي، روح وأنا جاي وراك
ثم التفت الي الهاتف
خالد: انا هقفل دلوقتي عشان عندي شغل، سلام يا حبيبتي سلام يا لوليتا
لينا: مع السلامة يا حبيبي، يلا اعملي لبابا باي
ابتسم بسعادة ثم اغلق الخط
خرج من مكتبه وذهب ناحية مكتب اللواء رفعت، دقائق مرت وبدا صوت الجدال يتصاعد..

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة