قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

عدل نومها على الفراش برفق يمسد على شعرها يهمس بحزن: ليه يا لبنى ليه عايزة تموتي فرحتنا ليه يا حبيبتي
ربطت زينب على كتفه بحنان: معلش يا ابني هتلاقي اتصدمت بس
جاء صوت محمود من خلفه يهتف بحزم: أكيد مش هتأمن لنفسها معاك بعد ما ضربتها قدام الكل
همس بخزي: يا عمي...
قاطعه ببرود: أنت عامل زي خالد فضل يتفرعن على لينا عشان عارف انها تحت ايده وبتحبه هتستحمل تشوف لبنى مكان لينا
هز رأسه نفيا سريعا.

محمود: يبقي ما تستقواش عليها بدراعك عاملها بمودة وحب، رفقا بالقوارير يا ولاد السويسي، تركه وخرج من الغرفة
في غرفة لينا وصل راشد ومعه رشيد وشروق فوجدوا جاسم وفريدة وشمس يجلسون امام احدي الغرفة راشد بلهفة: جاسم، طمني يا اخوي بتك زينة
هز جاسم رأسه إيجابا بشرود
راشد: طب فين الدكتور المسؤول عن حالتها
جاسم: معرفش بنتي كويسة ولا لاء ما اعرفش حصلها ايه، ما اعرفش مين إلى بيعالجها يا رتني ما جوزتهالوا يا رتني.

راشد: كيف يعني طب فين بتك
اشار جاسم إلى الغرفة المقابلة له فنظر راشد لها مستفهما: مين دول يا ولد ابوي
جاسم ساخرا: حراسة الباشا حاطهها عشان يمنعنا نشوفها
رشيد: خالد اتجنن ولا ايه
ذهب خالد ناحية الغرفة
رشيد: انت يا ابني ناديلي خالد من جوه قوله رشيد الشريف
هز الحارس رأسه إيجابا ودخل إلى الغرفة، فوجد خالد جالسا ينظر إلى زوجته بحزن
رعد: احم، خالد باشا.

نظر خالد له بغضب: أنت ايه إلى دخلك يا حيوان، انا مش قايلك تتنيل توقف برة
رعد: أنا آسف يا باشا بس في واحد اسمه رشيد الشريف عايز حضرتك برة
خالد: طب غور ارجع مكانك
هز الحارس رأسه إيجابا سريعا وخرج من الغرفة
فقام خالد وحمل صغيرته وخرج هو الآخر من الغرفة ينظر لرشيد بخواء: خير يا رشيد
رشيد بحدة: ينفع إلى انت عملوا دا يعني ايه حاطط حراسة على الباب ومش راضي تدخل حد يشوفها.

امتعض يهتف بحنق: انا سبتهم يدخلوا قلبوا الاوضة سوق ذ والدكتور قال انها محتاجة هدوء وراحة
تقدمت شروق بلهفة من لينا الصغيرة واخذتها من بين ذراعي خالد تقبلها بشوق: اتوحشتك قوي يا قلبي
راشد: ما كنش العشم يا ولدي
تنهد بحزن: أنا خايف عليها يا عمي طب انا مستعد اخليكوا تشوفوها بس واحد واحد طبعا أنت لاء يا رشيد عشان هي بشعرها وبهدوم المستشفي
جاسم ساخرا: اخيرا البيه سمحلي اشوف بنتي.

هز رأسه إيجابا، فدخلت فريدة وجاسم وظلا بجانبها بعض الوقت ومن بعدهم رشيد وشروق بينما دل خالد رشيد على الطبيب المعالج فذهب ليتابع حالتها معه
جلس خالد خارج الغرفة بعيدا عن الزحام فوجد هاتفه يرن برقم عمر
خالد: عايز ايه يا عمر
عمر: لينا عاملة ايه دلوقتي
خالد: هتكون عاملة ايه يعني في غيبوبة ومش عارف هتفوق امتي.

عمر: ربنا يقومها بالسلامة على قالي على ساهر واديله 150 الف جنية أنا مش لاقي حجة يا خالد عشان اديلوا المبلغ دا
تنهد بتعب: اعمل قرعة يا عمر
عمر: قرعة ازاي يعني
خالد بضيق: زي إلى بتيجي في الافلام يا عمر قول المواظفين انك عامل قرعة والموظف إلى هيطلع اسمه هياخد 150 الف جنية وخلي كل الورق باسم ساهر
عمر: تمام
خالد: سلام بقي
عمر: مع السلامة
في غرفة لبني.

بدأت تتململ في نومتها تحاول فتح عينيها ببطء نظرت حولها فوجدت على ينظر لها بحزن: أنا آسف والله ما همد ايدي عليكي تاني بس أبوس ايدك ما تأذيش ابننا
اشاحت بوجهها بعيدا تهمش باختناق: أنا مش عايزاه
قبض على كتفيها يصرخ بانفعال: لييه مش عايزاه لييييه ما تنطقي مش عايزه تخلفي مني صح
هزت راسها نفيا بعنف تجهش في البكاء
مسد على شعرها برفق بعدما تذكر كلمات محمود يهمس بحنان: طب قوليلي انتي مش عايزاه ليه.

شردت عينيها في الفراغ تهمس بألم: عشان ما يتعذبش زيي
قطب جبينه بتعجب من كلامها: يعني ايه
همست بألم تنساب دموعها رغما عنها: أنت فاكر انا حكتلك عن حياتي كلها حتى من قبل ما نتجوز.

هز رأسه إيجابا يمسح دموعها برفق نظرت له بألم تهمس بحزن: بعد ما اتولدت على طول والدي سافر وسابني ولما بدأت أكبر كنت دايما بسأل أمي عليه فدايما كانت بتقولي انه مسافر ومشغول اول ما يخلص شغل هيرجع لما روحت المدرسة كنت بشوف ابهات صحباتي بيستنوهم قدام المدرسة وياخدوهم في حضنهم ويفضلوا يهزروا معاهم وأنا كنت بقف أبص عليهم زي المحرومة كنت دايما حاسة بالنقص كنت بفضل ادعي ربنا كل يوم واقوله يا رب رجعلي بابا عشان ابقي زي اصحابي.

كنت بسمع أمي كل ليلة وهي بتعيط وبتدعي ربنا انه يرجعلها وانها تشوفه قبل ما تموت كانت حاسة انها هتموت قريب
وبابا جه فعلا جه عشان يحضر جنازة امي ساعتها فضلت اصرخ واقوله انا بكرهك أنت السبب في موتها كان رده انه ضربني بالقلم
وبعدها لقيت نفسي مجبرة اروح أعيش معاه هو ومراته
بس بردوا ما حستش بالاحساس إلى كان نفسي فيه
بابا كان بيحب جاكلين مراته أكتر مني مع أن جاكلين كانت طيبة وبتعاملني حلو جدا.

بس بردوا ما عوضتنيش عن أمي وخصوصا لما جه فترة تعبت فيها فبدأ والدي يهملني هو اصلا كان مهملني كان شايفني غلطة جات الدنيا غصب عنه من واحدة عمره ما حبها هو بنفسه قالهالي، قالي انتي جيتي حياتي غلطة بعدها على طول بابا مات في حادثة جاكيلين ما استحملتش تعيش من غيره فرجعت بلدها تاني وروحت عشت عند جاسم وفريدة، كنت حاسة اني زي اللقيطة بتنقل من بيت لبيت والحقيقة جاسم كان بيعاملني زي لينا بالظبط رغم كدا فضل احساسي بالنقص يكبر جوايا يوم بعد يوم عشت معظم حياتي من غير أب ولا ام عشان كدة دايما مستخبية ورا شخصية البت المسترجلة قناع استخبي وراه اداري بيه خوفي، فضلت جوايا عقدة الخوف من المستقبل عمري ما حسيت بالأمان غير معاك يا على بس بردوا خايفة ليحصل لابني او لابنتي نفس إلى حصلي ويفضل يروح من بيت لبيت عارف انا والله بحب بيتنا اوي عشان ما بحسش فيه بالخوف ان هيجي يوم واسيبه وامشي زي ما كان بيحصل دايما عشان كدة أنا مش عايزة اخلف مش عايزة يا على.

انسابت دموعه رغما عنه امسك كف يدها يقبله بحنان يهمس بعتاب: ليه ما قولتليش من الأول
همست بحزن: عشان ما كنتش عايزاك تشفق عليا
همس بعتاب: اشفق عليكي ايه يا مجنونة انتي مراتي اللي يوجعك يوجعني، قبل جبينها بحنان: اوعدك يا حبيبتي ان انا هعيش بس عشان احسسك بالأمان انتي وابني
مش هخلي اي حاجه مهما كانت لا تخوفك ولا تزعلك ولا عمري همد ايدي عليكي تاني أبدا ولا هعمري هبطل احبك انتي وابني لآخر يوم في عمري.

ولا هخلي لبنى الصغيرة تحس ولو بشعرة حرمان
ابتسمت بتوتر: بجد يا على اوعدني أنك عمرك ما هتتخلي عنا
على مبتسما بحنان: اوعدك يا حبيبتي
بسطت يدها برفق على بطنها تبتسم بحنو تحدث جنينها: أنا آسفة يا حبيبتي انا بس ما كنتش عيزاكي تتعذبي زيي بس خلاص بابا وعدني انه هيفضل يحبنا على طول، لتنظر لعلي تهتف بتوتر: على انت هتزعل لو طلعت بنت.

ابتسم يهتف بمرح: يا خبر وانا أطول يبقي عندي مجنونة صغيرة شبهك دا انا هبقي أسعد واحد في الدنيا
في الشركة
اجري عمر القرعة وقف جميع الموظفون امامه ينظرون لذلك الإناء بلهفة يريدون معرفة من سعيد الحظ الذي سيفوز بذلك المبلغ الكبير
عمر: والموظف سعيد الحظ الفائز، حلو جو المسابقات دا، احم نتكلم جد
اخذ على ورقة عشوائية وفتحها
عمر: ساهر محمد عبد الكريم
اتسعت عيني ساهر بدهشة سعادة ذهول...
عمر: فين استاذ ساهر.

رفع يده يهتف بلهفة؛ أنا انا
اخرج عمر من جيب سترته شيك بالمبلغ يعطيه له يبتسم بود: مبروك يا استاذ ساهر
ابتسم باتساع حتى كادت ابتسامته تشق وجهه: الله يبارك فيك أنا مش عارف اشكرك ازاي
عمر: تشكرني على ايه دي قرعة وانت إلى كسبت، يلا يا جماعة كل واحد على شغله
تفرق الموظفين وبدأ كل منهم يذهب إلى عمله واخذ عمر علبة الاوراق ليحرقها حتى لا يلاحظ احد الخدعة.

بينما وقف ساهر ينظر للسماء يهتف في نفسه براحة: اللهم لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك.

في المستشفي
جلست مايا جوار حمزة خارج الغرفة على الكرسي المجاور له همست بارتباك: مش هتروح ترتاح شوية انت هنا بقالك يومين تقريبا
هز رأسه نفيا يهتف بشرود: مش همشي قبل ما يسامحني
تنهدت بتعب تعرفه عنيد جدااا لن يغير رأيه، لفت انتباهه باب الغرفة يفتح خرجت شروق تحمل الصغيرة على احد ذراعيها، تمسك جاسر الصغير في يدها وحقيبتها على ذراعها تبدو في حيرة من امرها
وقفت مايا تنظر لها بارتباك: تحبي اساعدك...

نظرت شروق لها باستفهام لتهتف مايا سريعا: أنا مايا مرات حمزة اخو خالد
ابتسمت شروق بود تهز رأسها ايجابا تهتف بحيرة: جاسر عايز يروح الحمام ولينا جعانة
مدت يدها تأخذ الصغيرة منها تحملها برفق تهتف بهدوء: حضرتك روحي مع الولد الحمام وأنا هاخد لينا اجيبلها بسكوت في سوبر ماركت جنب المستشفي
شروق: ماشي بس خلي بالك منيها
مايا مبتسمة: في عينيا.

خرجت مايا من المستشفي تحمل لينا على ذراعها اتجهت إلى محل صغير للحلوي لتشتري لها بعض الحلوي وضعت الصغيرة على كرسي صغير في المحل، لتنتقي لها البعض
وقفت تحاول الوصول إلى ذلك الرف البعيد لتلقط علبة بسكوت الاطفال، لتنزل الصغيرة من على الكرسي تمشي بخطي متعثرة ناحية الشارع لتجد قطة صغيرة ضحكت ببراءة تمشي خلفها تحاول الإمساك بها.

في المحل التقطت مايا علبة البسكوت بعد مجهود تبتسم برضا التفت للصغيرة تبتسم بحماس كأنها ستفهمها: جبتلك البسكوت...
شخصت عينيها بذعر حينما لم تجد الصغيرة القت ما في يدها تهرول خارج المحل تبحث عن الصغيرة بذعر لتجدها تركض في منتصف الطريق تقترب منها سيارة مسرعة ركضت ناحيتها سريعا دفعت الصغيرة على جانب الطريق، في اقل من لحظة كان جسدها يهوي ارضا غارقة في دمائها.

بعد قليل وقف جانب فراش صغيرته ينظر لها بقلق يمسد على شعرها بحنان وطبيبة الأطفال تفحصها ليهتف بقلق: هي كويسة
ابتسمت الطبيبة بهدوء تهتف بجد: الحمد لله جت سليمة في كدمة في دراعها هكتبلها على مرهم تدهن منه صبح وليل وهتبقي زي الفل
ابتسم يهتف بامتنان: متشكر، متشكر اوي.

حمل الصغيرة يضمها لصدره بحنان يتنهد براحة، لولا تلك الفتاة كان سيفقدها، خرج على صوت الصرخات القادمة من خارج المستشفي ليجد الاطباء يهرولون للخارج اتجه نايحتهم للتسع عينيه بفزع وجد صغيرته ساقطة على جانب الطريق تبكي بألم وتلك الفتاة غارقة في دمائها
خرج من غرفة الكشف ليجد حمزة يقف أمام غرفة العمليات بستند على عصاه الحديدية ينظر لبابها بقلق ووالدته تقف بجانبه تربط على كتفه بحنان.

بعد قليل خرج الطبيب من الغرفة ليهرع حمزة إليه يهتق بقلق: طمني ارجوك
هتف الطبيب بأسي: للأسف الخبطة كانت قوية اوي الجنين ما قدرتش يستحملها، انا آسف ربنا يعوض عليك
شخصت عينيه بألم اغشي حدقتيه ليسمع والدته تسأل الطبيب بقلق: طب وهي
الطبيب بجد: حالتها مستقرة إلى حد ما، ادعولها
وقف بعيدا ينظر لأخيه يعرف تلك النظرة يشعر بذلك الالم الذي يحرق قلبه يري تلك الدموع التي يحاول حبسها في مقلتيه.

وجد نفسه تلقائيا يشدد على عناق الصغيرة
اتجه ناحيتهم كانت زينب تنظر له بحزن لا تجد ما تقوله، وقف أمام والدته يعطيها الصغيرة
يهمس بحذر: خلي بالك منها كويس
هزت رأسها ايجابا ليتجه ناحية اخيه امسك ذراعه الايسر يسحبه خلفه وهو يسير معه كالمغيب ركبا المصعد سويا يتجهان إلى الدور الاخير، خرج من المصعد يجذب حمزة خلفه صعدا إلى السطح، كان الهواء يحرك الأشجار حولهما
وقف جوار اخيه يهتف بحزم: صرخ.

التفت حمزة برأسه ينظر له بألم ليهتف خالد بألم: صرخ طلع النار اللي في قلبك صدقني أنا اكتر واحد حاسس بألمك
نظر للفضاء امامه صرخة عالية ذبيحة خرجت من أعماق قلبه انسابت معها دموعه بغزارة صرخة قضي بها على ما تبقي من ماضيه ليبدأ حاضره من جديد
حمزة صارخا: اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه
جذبه خالد يعانقه بأخوه لينفجر حمزة في البكاء بينما يربط خالد على رأسه برفق.

همس من بين شهقاتها بندم؛ سامحني يا اخويا، وحياة لينا عندك
هتف بحزم: خلاص ياض بطل عياط، اعمل ايه يعني انت انقذت لينا ومراتك انقذت بنتي، مسامحك يا ابن امي وابويا.

جلس على كرسي صغير جوار فراشها، ترتسم ابتسامة راضية على شفتيه اخيرا استطاع التخلص من اغلال ماضيه الاسود، حزين على ما حدث لمايا وفقدانه لطفله الاول
طفله الذي جاء من علاقه محرمة كان عقابها عليها فقدانه
انتبه حينما شعر بصوت تأوه منخفض وجد مايا تحرك رقبتها بألم
فتحت عينيها تنظر حولها باستفهام
نظرت لحمزة بتعجب للحظات لتتسع عينيها بفزع تهتف بضعف: لوليتا، لوليتا يا حمزة، لوليتا كويسة.

هز رأسه إيجابا بهدوء: ما تقلقيش لوليتا بخير
ابتسمت تتنهد بارتياح: الحمد لله، حاولت القيام لتصرخ بألم
هب يعيدها مكانها يهتف سريعا: اهدي انتي لسه تعبانة
وضعت يدها على بطنها تهمس بألم: جسمي كله بيوجعني بطني بتوجعني اوووي
اتسعت عينيها بذعر تهمس بقلق: حمزة الجنين كويس مش كدة
هز رأسه إيجابا ببطئ يهمس بحزن: لاء يا مايا، الجنين ما استحملش الخبطة، ما بقاش فيه جنين يا مايا.

شخصت عينيها بذعر تهز رأسها نفيا بعنف تهتف سريعا: لاء يا حمزة أنت بتضحك عليا مش كدة البيبي كويس صح قولي انه كويس، ما تقولش انه راح، دا الحاجة الوحيدة الحلوة في حياتي.

جذب جسدها يخفيها بين ذراعيه يشدد على عناقها يهمس بأسي: احنا غلطانا جامد يا مايا، أنا غلطت لما سبت شيطان انتقامي يسيطر عليا، واذيت ناس مالهمش ذنب، حتى انتي اذيتك، اذيتك لما ضحكت عليكي واوهمتك بحبي عشان تبقي تحت سيطرتي اتحكم فيكي زي ما أنا عايز، بس كله يا مايا أنا والله ندمت على كل اللي عملته وعايز نبدأ من الأول حتى اللي في بطنك أنا وانتي عارفين انه جاي من علاقة مش شرعية.

رفعت وجهها عن صدره تنظر له بألم عينيها مشتعلة من البكاء همست بنحيب: بس أنا كنت فرحانة بيه اوي، كان نقطة النور الوحيدة اللي في حياتي، هو الفرحة خسارة فيا يا اياد
مسح دموعها برفق يهمس: حمزة، إياد بكل شره خلاص مات، حمزة عايز يبدأ معاكي صفحة جديدة ما فيهاش لا غل ولا شر ولا اذيه، عيزك معايا مراتي وحبيبتي وإن كان على اللي راح شدي حيلك وقومي بالسلامة وانا اجبلك دستة غيره، غمز لها بطرف عينيه بوقاحة.

لتبتسم رغم دموعها تعاود احتضانه من جديد
احم احم شكلي كدة جيت في الوقت المناسب، هتف بها خالد بمرح وهو يدخل إلى الغرفة
جلس على الكرسي مكان حمزة يضع الصغيرة على قدميه نظر لاخيه يغمز بطرف عينيه بخبث: طب اقفل الباب
ضحك حمزة بمرح بينما اشتعلت وجنتي مايا خجلا نظر لزوجة اخيه يهتف بامتنان؛ أنا متشكر اوي يا مايا لولاكي كان البنت راحت
همست سريعا: بعد الشر عليها
ابتسم بامتنان: متشكر مرة تانية، عن اذنكوا.

بعد عدة ساعات رحل الجميع وأصرت والدته أن تأخذ الصغيرة معها حتى تعتني بها، حتي حمزة اخذ مايا وعاد إلى فيلا والده
لم يبقي سواهم هو وهي اقترب من فراشها يجلس جوارها يحمل جيتاره وبدأ يعزف ويغني بصوت حزين ملتاع
دي إلى سابت لما غابت
جوه مني حاجات كتير
دي الوحيدة إلى في غيابها
صعب جدا اكون بخير
صعب اكمل يومي عادي
صعب حالتي تكوت عادية.

القي الجيتار من يده يمسك يدها تنساب دموعه شوقا: صعب يا لينا والله صعب ارجعي بقي يا حبيبتي
مضي أسبوع كامل دون جديد ساكنة صامتة لا جديد في حالتها
ترك الدنيا وما فيها وظل جالسا بجانبها.

تزدحم الغرفة في النهار بالكثير من الاشخاص يتحدثون معها يحاولون جعلها تخرج من ذلك الثبات الطويل ويجلس هو ليلا يتحدث يغني يمزح معها كأنها تسمعه، تم القبض على رفعت بتهمة الشروع في قتل الطبيبة لينا الشريف ولكن ما حدث أن خالد تنازل عن المحضر
استوقه صديقه بعدما خرج من غرفة التحقيق بعدما تنازل عن المحضر يسأله بتعحب: ليه.

تنهد بتعب يبتسم بشحوب: عشانك يا محمد، عشان صاحبي وسندي ودايما في ضهري عكازي اللي بتسند عليه في اصعب اوقاتي مش هسمح لاي حد انه يهنيك ولا يقل منك عشان ابوك اتحبس، وعشان خاطر أمي ما بقاش أنا السبب في اني حبست اخوها
نكس رأسه بخزي يهمس بحرج: أنا آسف يا صاحبي.

رفع رأسه بحزم: ما توطيش راسك أبدا، لا عاش ولا كان اللي يحط راسك في الأرض يا صاحبي، اخرج من جيبه بعض الاوراق: دي فلوس ابوك أنا اتنازلته عنها، اديله فلوسه وخليه يبعد عني، صدقني المرة الجاية اللي هيفكر بس انه يأذيني فيها هخليه يبوس جزمتي عشان اموته واريحه من العذاب اللي هوريهوله.

في ذلك اليوم خرج من غرفتها وهو يحمل صغيرته مبتعدا عن ذلك الزحام الذي اصبح يخنقه
تحرك بعض خطوات فسمع أحدهم ينادي عليه
نظر خالد خلفه فوجد ساهر
خالد: استاذ ساهر عامل ايه
ساهر مبتسما: بخير الحمد لله
خالد: بتعمل ايه هنا
ساهر: ابني عمل العملية من أسبوع والحمد لله قام بالسلامة والعملية نجحت
خالد مبتسما: ألف مبروك يا ساهر، ربنا يباركلك فيه ويكمل شفاه على خير
ساهر بود: أمين يارب أنا مش عارف اشكرك ازاي.

عقد جبينه بتعجب: على ايه يا أبني وأنا مالي
ابتسم بامتنان: لو ما كنتش قابلتك ما كنتش اشتغلت في شركتك وما كنتش كسبت القرعة وعملت لابني العمليه
ربط خالد على كتفه بحزم: دي تدابير ربك، قادر على كل شئ
ساهر: الحمد لله قولي بقي مين العسل إلى انت شايلها دي
خالد مبتسما: دي لينا بنتي
ساهر: خير، هي تعبانة
هز رأسه نفيا يهمس بخزن: لاء مامتها هي إلى تعبانة
همس بحرج: ربنا يشفيها
خالد: يارب قولي بقي ابنك فين.

ساهر: في اوضة 23
خالد: طب انا عايز أسلم على...
ساهر مبتسما: مروان
نظر لابنته يبتسم بحنان: يلا نروح نشوف مروان
نظرت له الصغيرة بدهشة ليضحك بمرح: طالما اندهشت تبقي موافقة
ذهب خالد برفقة ساهر إلى تلك الغرفة فطرق الاخير الباب ودخل اولا ومن بعده خالد
حمزة: منال، دا خالد باشا صاحب الشركة إلى انا شغال فيها
ابتسمت بامتنان تهتف سريعا: اتفضل اتفضل يا افندم احنا بجد مش عارفين نشكر حضرتك ازاي.

نظر ارضا يهمس بهدوء: ما تشكرنيش يا افندم انا ما عملتش حاجة
ذهب وجلس على طرف الفراش الذي يجلس عليه ذلك الصغير ذو السبع سنوات يبتسم بحنو: حمد لله على السلامة يا بطل
مروان: شكرا يا عمو، ليكمل بحماس طفولي: بابا قالي ان انا هعرف العب مع اصحابي تاني وقلبي مش هيوجعني تاني
خالد مبتسما: قوم أنت بالسلامة وهنلعب انا وأنت بتحب الكورة
مروان: آه، انا دايما بجيب اجوان كتير
خالد ضاحكا: لاء انت هتهزمني يا استاذ مروان.

مروان: خلاص انا ممكن العب مع ابنك
خالد مبتسما: معلش بقي يا استاذ مروان انا معنديش ولاد انا معنديش غير السكر دي
ابتسم مروان للصغيرة ببراءة: ممكن اشيلها
وضع خالد الصغيرة على قدمه فوق الفراش
مد مروان يده ليداعب وجنتها الصغيرة الممتلئة فغضته الصغيرة بسنتيها
مروان متألما: آه، دي بتعض
ضحك خالد وساهر ومنال
منال: بسم الله ما شاء الله زي القمر
ابتسم بحرج: متشكر
نظرت الصغيرة لمروان الذي ينظر لها بألم من عضتها له.

خالد ضاحكا: معلش يا مارو اصل انا بنتي مؤدبة ما بتحبش رجالة غريبة يشيلوها
ما كاد خالد ينهي جملته حتى شبت الصغيرة وقبلت مروان على وجنته، لتتسع عيني خالد بفزع يهدر بصدمة: نهار ابوكي اسود دا انا لسه بمدح في كرم اخلاقك بتعملي ايه، دا انا لسه ما خلصتش كلامي
تعالت ضحكات كل من في الغرفة ليهتف مروان بحماس: عمو، عمو
خالد: ايوة يا حبيبي
مروان: ينفع لما اكبر اتجوز لوليتا
شخصت عينيه بدهشة: هاااا.

التف برأسه إلى ساهر ينظر له بذهول
فهز الاخير رأسه إيجابا وهو يحاول كبت ضحكاته
حمحم ليكمل بجد مصطنع: بص يا مروان يا ابني أنت عريس لقطة وألف بنت تتمناك بس للأسف انت جيت البنت مخطوبة
لم يستطع ساهر كبت ضحكاته أكتر من ذلك فانهار ارضا من شدة الضحك
اخذ خالد الصغيرة من مروان: عن اذنكوا بقي قبل ما الاقي المأذون جاي، يكتب الكتاب
ساهر ضاحكا: استني، استني انا جاي معاك
خرج خالد من الغرفة يتبعه ساهر.

خالد ضاحكا: ابنك بيشقط بنتي يا ساهر
ساهر ضاحكا: بنتك بتتحرش بابني يا خالد
يا نهاااار ابيض دا احنا ما كناش اطفال
دا انا روحت خطبت وانا عندي 25 سنة وكنت قاعد ملبوخ وحالتي حالة
خالد ضاحكا: لاء انا اجدع منك خطبت وانا عندي 18 سنة
هتف بذهول: 18، بجد واتجوزتها
خالد ضاحكا: اتجوزنا ايه يا عم العروسة كان عندها ساعتها 13 سنة، فضلت خاطبها 12 سنة ولسه متجوزين من سنتين
ساهر: وما اتجوزتوش بدري عن كدة شوية ليه.

خالد: كانت بتدرس طب يا سيدي 7 سنين
ساهر: طب بقولك ايه ما تيجي نخلي كلام العيال جد
عقد جبينه ينظر له باستفهام: قصدك ايه
ساهر بجد: أنا طالب منك أيد بنتك لينا لمروان ابني
خالد: بص يا ساهر طالما بنتكلم بجد فسامحني والله مش هينفع
ساهر: ليه يا عم احنا مش قد المقام ولا ايه
هتف بضيق: بطل الكلام الاهبل دا، انا لسه قايل لابنك جوة انها مخطوبة انا ما كنتش بهزر ساعتها فعلا لينا مخطوبة
ساهر: مخطوبة لمين.

تنهد بحزن: لابن اخويا الله يرحمه كان وصيته قبل ما يموت اني لو خلفت بنت اجوزها لابنه
ساهر: الله يرحمه بس يعني افرض بنتك لما تكبر ما حبتش الشخص دا
خالد بجد: مش مهم عندي تحبه المهم اني ما اكسرش وصية أخويا
ساهر: طب هو ابن اخوك دا عنده كام سنة
خالد: 10 سنين، أكبر من لينا ب8 سنين
ساهر: مش هيبقي كبير عليها
خالد: لاء انا اكبر من والدتها بخمس سنين
حمزة: بس أنت كدة هتظلمها لو هي ما حبتوش.

خالد: هتحبه أنا واثق انها هتحبه
حمزة: معلش بقي آخر سؤال ممكن اعرف اسم العريس
خالد: زيدان الحديدي
ساهر مبتسما: على العموم مبروك مقدما اتمني بقي تعزمنا على الفرح
خالد ضاحكا: إلى هو بعد 20 سنة دا
ساهر بسخافة: يا راجل دا قريب خالد يا دوب نلحق نجيب البدل والفساتين
خالد ضاحكا: روح يا حمزة شوف ابنك
ساهر مبتسما بود: ماشي يا عم اتمني اشوفك تاني
خالد مبتسما: اكيد
ساهر: عن اذنك
خالد مبتسما: اتفضل.

ذهب ساهر إلى غرفة ابنه فتوجه خالد إلى غرفة لينا آملا ان يكون رحل العدد الغفير الذي في الغرفة
نظر للصغيرة بحزم يحدثها بضيق: اما وريتك يا اوزعة عشان تبقي تبوسي ولد تاني
نظرت له الصغيرة باندهاش
خالد بجد مصطنع: اندهشي، اندهشي، دا انا هدهشك بالجزمة اصبري لما تكبري شوية وتفهمي، وهعلمك زي ما كنت بعلم امك حتى لو بالجزمة زي ما كنت بعمل معاها
ليهمس مامي وحشتيني اوي يا لوليتا، يا رب تقوم بقي.

وصل إلى الغرفة، فوجد العدد كما هو بل زاد
هتف بسخط: انتوا ما بتروحوش
أحس فجاءة بشئ يحتضن قدمه فنظر لأسفل ليجده جاسر ابن رشيد الطفل ذو الثلاث أعوام
جاسر بصوت طفولي: امو، امو
جثي على ركبتيه حتى يصل اليه
خالد: نعم يا استاذ جاسر
اشار جاسر ناحية لينا: آت، توتيتا أوتي( هات لوليتا أختي)
اتسعت عينيه بصدمة يهدر بذهول: اجبلك لوليتا اوضتك، ما ترجموا الواد بيقول ايه عشان بدأت افهم غلط.

رشيد ضاحكا: ما حدش بيفهمه غير شروق
شروق ضاحكة: بيقولك هات لوليتا أختي
خالد: آه صحيح دا انا كنت ناسي انهم اخوات
وضع خالد الصغيرة على السجادة الناعمة فجلس بجانبها جاسر، وأعطاها قطعة شوكولاتة صغيرة كانت معه فقبلته لينا على وجنته لتتسع عيني خالد بصدمة تليها اخري: في ايه يا بت انتي فتحاها مبوسة ماشية تبوسي في خلق الله، ما تقومي يا ست لينا تشوفي بنتك
عمر: أنا عندي فكرة حلوة اوي.

نظر له شرزا يهتف بضيق: أنت ايه إلى دخلك هنا اصلا، انت والبهوات إلى جنبك
ذهب ناحيتهم، وادار وجهه ناحية الحائط هو وفارس ورشيد
خالد: فكرة ايه بقي
عمر: هتكلم كدا يعني
خالد: ايوة اذا كان عاجبك، لتطلع برة
عمر؛ لاء خلاص هقول ايه رأيك ننادي عليها
خالد ساخرا: على أساس انها تايهه صح.

عمر: يا ابني مش قصدي قصدي لما كلنا نكلمها في وقت واحد عقلها هيبدأ يستجيب أنا شوفتها في فيلم اجنبي ونجحت في الفيلم وبعدين يعني مش هنخسر حاجة ما انت اكيد جربت كل حاجة، كلام وغني ما هو اكيد الجيتار بتاعك ماجاش لوحده
اغتاظ خالد من تعليقه الذي سبب له احراج فصفعه على رقبته من الخلف بعنف
خالد بغيظ: اتلم
عمر متألما: ااااااه يا عم ايدك تقيلة اسمع مني بس مش هنخسر حاجه.

خالد: ماشي انا مستعد اعمل اي حاجة، بما اننا هنادي كلنا فانتوا هتفضلوا باصين للحيطة
رشيد: ماشي موافقين
عايزين تعرفوا كام واحد في الغرفة
( جاسم، فريدة، محمود، زينب، فارس، ياسمين، على، لبنى، عمر، تالا، رشيد شروق، راشد وطبعا خالد )
عمر: طيب هنقول في الاول ( قومي يا لينا)
تنهد بتعب: ماشي انا مستعد اعمل اي حاجة بس هي تقوم.

عمر: بس مش بصوت عالي يا جماعة بدل ما المستشفى يقولوا مجانين يلا جاهزين واحد اتنين ثلاثة أبدوا
بدأوا جميعا يقولون مع بعض: قومي يا لينا قومي يا لينا
يكررون ويكررون دخل إياد حمزة ينظر لاخيه فاسنده خالد إلى ان وقفه جوار عمر ينظر للحائط ابتسم يهز رأسه إيجابا وبدأ يردد معهم، بدأ الجميع يصيبهم اليأس فهي لم تستيفظ، ولم تبدي اي استجابة لهم عكسه هو الذي لاحظ سرعة نبضات قلبها بعنف.

همس جاسم بألم: واضح كدة أن ما فيش فايدة
راشد: ما تقولش اكدة يا اخوي إن شاء هتقوم قريب
جاسم: يا رب يا راشد يا رب
انتهت تلك الزيارة ايضا، ورحل الجميع وجلس هو بجانبها، لأول مرة يجلس صامتا دون كلام فقط ينظر لها، بعد صمت طويل همس بألم: أنا همشي يا لينا همشي ومش هرجع تاني غير لما اعرف انك رجعتي هعتبرك مسافرة زي ما كنتي قبل كدة دي آخر ليلة هقضيها معاكي وبعد كدة همشي.

ظل ينظر لها طوال الليل هو بالفعل قرر الرحيل ليعاقب نفسه على ما حدث لها بسببه كما يظن مرت الساعات دقائق وهو ينظر إلى وجهها يحفر صورتها في ذاكرته إلى ان أذن لصلاة الفجر
فقام وذهب ناحية مرحاض الغرفة وتؤضاء وعاد إلى الغرفة وفرش سجادة الصلاة ناحية القبلة، وبدأ الصلاة
خالد: الله أكبر
شرع في صلاته علها تسكن ألم قلبه الذبيح.

على سريرها، بدأت جفونها تتحرك ببطئ يبدو انها تحاول فتح عينيها وبعد مدة وبصعوبة اطلت على الدنيا برزقتيها من جديد لفت رأسها تنظر أين هي تعرف تلك الغرفة
سمعت صوته المميز وهو يقرأ القرآن فالتفت براسها ناحيته ارتسمت ابتسامة هادئة على شفتيها، جاهدت لتعتدل في جلستها فتأوهت بصوت مكتوم حتى لا تزعجه أخيرا انتصفت في جلستها تنظر له بعشق وعلي شفتيها ابتسامة سعيدة، عندما سمعته يدعو لها انتهي من صلاته.

خالد: السلام عليكم ورحمة الله السلام عليكم ورحمة الله
همست بسعادة: حرما يا حبيبتي
رد بتلقائية: جمعا إن شاء الله
شخصت عينيه بصدمة هز رأسه نفيا بعنف لا يصدق هل يحلم ام سمع صوتها فعلا
لف رأسه ببطئ ناحية سريرها يدعو الله أن لا يكون فقط حلما
اتسعت عينيه حينما رآها جالسة على الفراش تنظر له بابتسامتها المعتادة لا يعرف كيف وصل اليها
لو قاسو سرعته في تلك اللحظة لوجدوه كسر حواجز السرعة كلها.

ابتسامته تكاد تشق وجهه من اتساعها تتلتهم عينيه كل أنش من وجهها
لتبتسم بخجل تهمس بارتباك: بطل تبصلي كدة
وكانت شرارة التأكيد انه لا يحلم امسك يدها يقبلها بلهفة انتقل من يدها إلى وجهها يقبل كل انش فيه يهمس بلهفة من بين قبلاته: وحشتيني وحشتيني وحشتيني أوي أنا مش مصدق أنك فعلا رجعتيلي
همست بخجل: خالد عيب كدة
رفع نظره إلى الحمرة القانية المتفجرة في وجنتيها من الخجل.

احتضن وجهها بين كفيه يهيم بشوق: انتي رجعتي انتي رجعتي الحمد لله يا رب اللهم لك الحمد
جذبها لصدره حيث يقطن مكانها الرئيسي لف ذراعيه حول جسدها يعتصرها بشوق أطلق ااها معذبة من بين ثنايا روحه المشتاقه اليها ليسمعها تهمس بقلق: مالك يا حبيبي أنت تعبان
تنهد بحرارة: أنا كنت تعبان لاء انا كنت ميت وانتي رجعتي روحي تاني ااااه يا لينا وحشتيني اوي كنت هتجنن من سكونك دا.

ابعدها عنه ينظر لها بلهفة لم ولن تشبع عينيه منها أبدا
ليجدها تهمس بتعجب: هو ايه إلى حصل
خالد: يا ريتني ما وطيت اربطلك الكوتشي كان زمان الرصاصة جات فيا أنا
لينا: بالعكس الحمد لله انها صابتني انا
ابعدها عنه ينظر لها بحزن: بتقولي ايه بس انا كنت هموت من غيرك
لينا: يا حبيبي أنت قوي قدرت توقف جنبي لحد ما اتعالجت إنما انا ما كنتش هستحمل اشوفك كدة.

كنت هنهار ومش هعرف اعمل حاجة هو انا بقالي قد ايه غايبة عن الدنيا
همس بألم: أسبوع
لينا مبتسمة: بس كدة إلى يشوف لهفتك يقول ان غايبة بقالي سنة مش أسبوع
ابتسم بألم: لهفتي انتي ما تعرفيش انا كانت عامل ازاي، انا ما كنتش عايش اصلا
الأسبوع إلى انتي مستهونة بيه دا كل دقيقة كانت بتمر فيه.

وانتي في حالتك دي كانت بتجلد روحي كنت بفضل باصصلك وانا عندي امل انك هتقومي هترجعي هترحمي روحي إلى بتتعذب من شوقها ليكي لسه مستهونة بالأسبوع
لينا: أنا آسفة
خالد: انا إلى آسف انا اذيتك كتير اوي لينا لو عايزة تطلقي انا موافق
ترقرقت الدموع في عينيها: بقي دا حبك وشوقك ليا عايز تسبني عايز تبعد عني خلاص مش عايزني
خالد: أنا مش عايز آذيكي.

لينا باكية: وانت كدة مش بتأذيني لما تبعد عني تبقي مش بتأذيني عارف طول ما انا في الغيبوبة كنت شيفاك انت وبس كنت معايا دايما ودلوقتي عايزة تسبني صح المرة دي بجد انا زعلانة يا خالد
اشاحت بوجهها بعيدا وضغطت جرس استدعاء الممرضة، وهو يجلس ينظر لها بحزن وشوق
دخلت سناء الممرضة بعد دقائق: حمد لله على السلامة يا دكتورة ما تعرفيش جوز حضرتك كان قلقان عليكي ازاي أنا هروح انادي دكتور عصام حالا.

دقائق ودخل عصام الغرفة سريعا
عصام مبتسما: اخيرا حمد لله على سلامتك ما تعرفيش خالد كان عامل فينا ايه دا بعت جاب 3 دكاترة من لندن عشان يتأكد من حالتك
دا غير الحراسة إلى حاططها على الاوضة ربنا يخليكوا لبعض
فحص عصام لينا: تمام هتفضلي معانا يومين بس نتطمن عليكي وبعد كدة تقدري تخرجي عادي
لينا: عصام لو سمحت انا تعبانة
تلك الجملة في قاموس الاطباء معناها اخراج كل من في الغرفة.

عصام: احم خالد باشا يا ريت تسيبها تستريح شوية
لا تريد أن تراه غاضبة منه ولكنه المخطئ هذه المرة كالعادة هو دائما المخطئ وهي ملائكة البريئة فاضت عينيه بالندم ولكنها اشاحت بوجهها بعيدا
خالد: اطلع برة يا عصام لأحبسك
عصام: احم لاء وعلي ايه اتصرفوا مع بعض
خرج عصام من الغرفة واغلق الباب خلفه
تمددت لينا على الفراش وسبحت الغطاء حتى وجهها
خالد بحنان: لوليتا، لوليتي.

لم يتلقي اي رد منها فذهب إلى نهاية الفراش ورفع الغطاء عن قدميها بهدوء وبدأ يدغدغها برفق
هبت تضحك بقوة: ههههه بس يا خالد هههههههه خااااههههص ههههه مش
ترك خالد فبدأت تتنفس مرة اخري نظر إلى وجنتيها المحمرة إلى تنفسها العالي إلى لمعة عينيها الذي حرم منها كثيرا
لينا بضيق: ايه إلى أنت عملته دا أنت فاكر انك كدة صالحتني اتفضل اطلع برة عشان
عايزة انام
خالد: بقي كدة
لينا بعند: آه كدة يلا برة
في صباح اليوم التالي.

خالد يا خالد أنت يا ابني نظر حوله بنعاس فوجد ذلك الجمع الغفير امامه
محمود: ايه إلى نيمك هنا
نظر إلى جاسم: بنتك طردتني من الاوضة
اتسعت أعينهم بفرحة اقتحم جاسم الغرفة لتشخص عينيه بصدمة حينما وجد فراشها فارغا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة