قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع عشر

اختبئت تحت الغطاء ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها بصمت، رأت جانبه المظلم بأكمله بعدما فعل ما فعل بمنتهي القسوة والوحشية، لم يبالي بروابط العشق القديمة التي تجعهما بل مزقها بلا رحمة
شاردة تنظر للفراغ بخواء تشعر بأن روحها قد انتزعت من جسدها مجرد حطام لا نفع منه
أغمضت عينيها لتنساب دموعها العالقة بزرقتيها تشهق في بكاء مرير، ذاقت مرارة الاغتصاب حتى وان كان تحت غطاء شرعي.

قامت من على الفراش بخطوات بطيئة مرتجفة، خطوة اثنتين ثلاثة لتسقط ارضا تجهش في بكاء حارق، أغمضت عينيها ليمر أمامها ذلك المشهد، دخلت تلك الصغيرة على اطراف أصابعها متجهه ناحية ذلك النائم تحمل طبق صغير به قطعة ثلج باردة اخذتها من كوب العصير لتجلس على الفراش بجانبه تبتسم بخبث طفولي لتلقط تلك القطعة الباردة تضعها على رقبته من الخلف ليهب من على الفراش يصيح من بروده الثلج، لتنفجر هي ضاحكة، نظر لها بتوعد لينقض عليها.

لتصرخ سريعا: لا يا خالد ههههههههه، هههههههههههه كفاية، كفاية
كانت صرخاتها سعيدة فهو لم يتوقف عن دغدغتها ليحملها على كتفيه متجها للخارج
انتحبت بصوت عالي، لم يبقي لها من عشقه سوي بعض الذكريات السعيدة التي يدمرها واحدة تلو الأخرى، اتجهت ناحية حقيبة ملابسها، يكفي سترحل دون عودة
في الخارج، يجلس على الأريكة واضعا وجهه بين كفيه صوت صراخها يصم أذنيه: لا يا خالد عشان خاطري ما تكرهنيش فيك.

ابعد كفيه عن وجهه يشد على شعره بعنف انسابت دموعه ندما، ليسمع في تلك اللحظة صوت تلك الأغنية يصدح من سيارة تمر أسفل منزله وكأن الكلمات تقصده
تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
تفيد بإيه يا ندم يا ندم يا ندم، وتعمل إيه يا عتاب
طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
طالت ليالى، ليالى، ليالى الألم
واتفرقو الأحباب، واتفرقو..
وكفايه بقى تعذيب وشقى، وكفاية بقى تعذيب وشقى، ودموع في فراق ودموع في لقى.

ضم شفتيه يكبح صرخاته المتألمة ليزداد دموع عينيه، انتبه حينما وجدها تخرج من الغرفة تحمل صغيرتها التي استيقظت على احد ذراعيها، وحقيبة سفر صغير على ذراعها الآخر
وقفت في صالة المنزل تنظر له بألم بشرتها شاحبة عينيها حمراء منتفخة باكية، شفتيها ترتجفان لمحاولاتها المستميتة لكبح شهقاتها
نظرت له بعتاب لتتجه ناحية باب الشقة لتجده يعترض طريقها يهتف بخزي: ما ينفعش تمشي دلوقتي احنا بعد نص الليل.

نظرت له ببرود لتتجاوزه متجهه ناحية باب الباب فتحته لتجده يغلقه سريعا فتح فكه ليتكلم ليجدها تهتف ببرود: هكلم بابا يجي ياخدني
همس بألم: طب استني على ما يجي
هتفت ببرود: هروح عند طنط سعاد، مدت يدها لتفتح الباب لتسمعه يهمس بصوت خفيض باكي كأنه طفل صغير يستجدي والدته الا تتركه وترحل: ما تسبنيش أنا ما اقدرش اعيش من غيرك.

مدت الصغيرة يدها ناحية والدها تشب بجسدها ناحيته تريده أن يحملها تهتف بصوتها الطفولي: با، با، با، با
انهارت ارضا على ركبتيها تحتضن صغيرتها تجهش في بكاء أليم هتفت من بين دموعها: ليه يا خالد، ليه قربك وجع وبعدك وجع، ليه بتعمل فيا كدة، هونت عليك يا خالد للدرجة دي أنا رخيصة اوي عندك.

جلس بجانبها يستند بظهره على الباب المغلق يهمس بألم: غبي ومتخلف وهمجي وحيوان وخسارة فيه ملاك زيك، لو عايزة تمشي أنا مش همنعك بس خليكي للصبح خليكي جنبي لآخر مرة، أنا عارف أنك مش طيقاني بعد اللي حصل وعارف أن اسفي وندمي مالهمش لزمة، بس اعمل ايه أنا مريض بعشقك، أنا بكره جاسم عشان ابوكي وعشان رغم اللي هو بيعمله بردوا بتحبيه، بكره اي إنسان بتحبيه، أنا عايز حبك كله ليا انا بس، أنا طماع واناني، ومجنون بس مجنون بيكي.

استندت برأسها على ذراعه تحاوط صغيرتها بذراعيها تهمس بألم: حبك ذنب مش عارفة أتوب منه، عشقك داء مالوش دوا غيرك
عايزة امشي بس لا قلبي ولا روحي موافقين، أنا ما اقدرش اعيش من غيرك، وتعبت من العيشة معاك، اعمل ايه
رفع ذراعه التي تستند عليه لتصبح مستنده على صدره يلف ذراعه يحاوطها به يهمس بيأس: أنا آسف، حقك عليا، صدقيني مش هعمل كدة تاني.

ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيها تهتف بتهكم: تعرف أن أنا مهزقة، عشان أنت كل كرة بتقولي كدة وأنا كل مرة بسامحك
رفعت وجهها تنظر له بعتاب: حتى المرة دي هسامحك، مدت يدها تمسح دموعه تهمس بابتسامة شاحبة: عشان أنا ما اقدرش اشوف دموعك، بس خليك عارف كويس أنا مسلمالك نفسي بمزاجي عشان بحبك وواثقة فيك رغم كل اللي بتعمله فيا، بس صدقني لو الحب دا راح هخرج من حياتك وعمري ما هرجع تاني.

عقد حاجبيه بتعجب من نبرتها، واثقة جادة حادة، لم يسمعها منها من قبل
همس بحزن: . مسمحاني
ابتسمت ساخرة: مش بقولك مهزقة، ظلت مستندة على صدره نامت صغيرتها، لتغمض عينيها تريح عقلها مما يحدث لها
نظر لملاحها الهادئة وهي نائمة ليبتسم بغموض.

في صباح اليوم التالي
خرج من المرحاض بعدما اغتسل وبدل ملابسه دخل إلى الغرفة فوجدها ترتب الفراش ابتسم بمكر ذهب ليشاكسها كعادته، اقترب منها بهدوء إلى أن أصبح خلفها احتضن خصرها بذراعه ليجدها تشهق بخوف تتحرك بفزع: لالالا يا خالد عشان خاطري لاء
انتفض بعيدا عينيه شاخصة بذهول ليهتف: اهدي يا حبيبتي، أنا كنت بهزر معاكي.

نظرت له بشك لتجده يخفض نظره بحزن من نفسه مسحت دموعها سريعا متجهه ناحيته ناحيته وعلي شفتيها ابتسامة جاهدت في رسمها شبت على اطراف أصابعها تحتضن وجهه بين كفيها: انا اسفة، انا بس اتخضيت
ابتسم بحزن يعلم انها تكذب لتخفف عنه، هو من اذاها وهي من تخفف عنه
ابتسمت بمرح: رجلي وجعتني من الشب متجوزة نخلة يا ربي
قبل يدها بحنان هاتفا بندم: أسف
ابتسمت بمرح: لاء انا زعلانة منك عشان ما جبتليش لوليتا بالمنجا.

اعتصرها بين ذراعيه حتى أن قدميها لم تعد تلامس الارض، اجفل على صوت رنين هاتفه لينزلها برفق مقبلا جبينها دون كلام ليتركها ويرحل، نزل إلى الورشة وفتحها
بدأ في العمل هو وإسلام حاول الهاء عقله قدر المستطاع بالاندماج في العمل
بعد مدة جاء اليه محمد وجلس معه داخل الورشة
محمد بجد: عندي ليك اخبار مش كويسة
ابتسم ساخرا: ما بقاش فيه اخبار كويسة اصلا قول اللي عندك.

محمد بجد: امبارح رفعت خد مايا وسافروا شرم عشان يفسح الهانم، أنا دخلت الفيلا قلبتها يا خالد، ما سبتش حتة ما دورتش على الورقة اللي أنت مضيت عليها، اختفت ير خالد مالهاش اثر، وقبل ما اجي عرفت ادخل مكتب رفعت قلبته بردوا مش لاقي حاجة
ابتسم ساخرا: ومش هتلاقيها أنا قولتلك ابوك خيط في حد بيحركه الشخص دا بقي هو اللي معاه الورقة، بس أنا اللي شغالني فعلا هو ضاغط على ابوك بايه، فلوس ولا مهددة بحاجة.

عقد محمد حاجبيه يفكر: يمكن مهددة بأنه يكشف موضوع مايا
هز رأسه نفيا: مش عارف، هيستفاد ايه يعني لما يكشف دا.

محمد بجد: أنت عارف طبعا أن رفعت اتجوز على امي، هز خالد رأسه إيجابا باهتمام ليكمل محمد بضيق: الست اللي اتجوزها دي كان بيحبها من زمان بس جدي رفض جوازه منها عشان كانت أكبر منه ب5 سنين واجبره يتجوز امي، وبعد ما جدي مات رفعت على طول راح اتجوز الست دي بس المشكلة انها كان عندها مشكلة وما كنتش بتخلف، فرفعت عشان كان بيحبها أوي عرض عليها يتبنوا طفل او طفلة، واتبنوا مايا ومن حب ابويا الشديد للست دي حبه الطفلة اكتر من ولاده تخيل كان بيحبها اكتر منا.

المصيبة بقي أن الست دي اصلا ما كنتش بتحبه ما اعرفش ازاي الملعونة دي خلته يتنازل عن تلت تربع املاكه باسم مايا وخدت البنت وهربت برا البلد وبقت بتصرف من فلوس رفعت بصفتها الوصية على البنت واستخدمت الفلوس دي وضربت في البورصة وفي مشاريع كتير وكسبت كتير اوي وعشان هي ما عندهاش امل تخلف سايبة كل الفلوس باسم مايا وهي بتصرف منهم، واللي يضحك بقي رغم كل اللي الست دي عملته فيه أنه لسه بيحبها وبيحب الست مايا اكتر من بنته لوجين اللي من دمه.

شردت عيني خالد في نقطة واحدة فقط، معظم املاك رفعت باسم مايا، ليهتف بجد: يعني المنفعة مشتركة
قطب محمد جبينه يهتف بفضول: يعني ايه.

هتف بجد: يعني انت قولتلي في مرة أن أم مايا كانت رافضة أنها تنزل مش معقول فجاءة كدة توافق، اكيد في حد دفع لها فلوس كتير واضح من شخصتيها انها كلبة فلوس ولعب نفس اللعبة على رفعت يعني ممكن يكون مضاه على شيك بمبلغ كبير في مقابل أن مايا ترجع فرفعت يعرف يرجع فلوسه من ناحية ويسدد الشيك ولا ايا كان اللي كتبه من ناحية، مقابل طبعا أن مايا تتجوزني.

محمد: بس كدة في حلقة ضيعة، اكمل خالد بجد: قصدك الشخص دا عرف منين ان مايا هتتعلق بيا، مش بقولك في حد بيلف الحبل حوليا
تنهد محمد بضيق: هتجنن واعرف هو مين
هز رأسه إيجابا بشرود، ليفيق على صوت محمد يهتف بجد: بس مالك شكلك النهاردة مش مظبط
تنهد بحزن: ما فيش يا محمد
ابتسم بثقة: عيب عليك يا صاحبي دا انا عارفك أكتر من نفسك
هتف بحدة: خلاص يا محمد قولتلك ما فيش حاجة.

نظر محمد له بصمت للحظات ليزفر خالد بضيق يهتف بحنق: هقولك
قص عليه ما حدث ليهتف بندم: غصب عني الدم غلي في عروقي لما شوفتها بالمنظر والحيوان إلى اسمه رشدي كان هياكلها بعينيه
ظهر الغضب جليا في عينيي محمد ليهب من مكانه يمسكه من تلابيب ملابسه يصرخ بحدة: انت ازاي تعمل فيها كدة، إنت ايه يا اخي حيوان ما بتحسش هتموتها يا حيوان.

اغمض عينيه بألم: أعمل ايه يا محمد ما استحملش اشوف الحيوان اللي اسمه رشدي بيبصلها حسيت أن في نار بتحرق فيا
محمد بحدة: ليه يا اخي وهي ذنبها ايه
خالد: محمد بالله عليك انا مش ناقص تقطيم كفاية إلى انا فيه، لتقولي اعمل ايه لتخرس احسن
دفعه بحده ليهتف بهدوء: خرجها، فسحها، نسيها عملتك السودا دي، والاهم من دا كله حاول تتحكم في غضبك شوية، مرة كنت هتكسر دراعها وتاني مرة اغتصبتها.

هز رأسه إيجابا باقتضاب ليرحل محمد بعد قليل عائدا إلى بيته، واغلق خالد الورشة وصعد إلى منزله يهتف بابتسامة: لينا، لوليتا حبيبتي انتي فين
خرجت من المطبخ حينما سمعت صوته: انا اهو يا حبيبي
خالد: طب يلا روحي البسي
عقدت حاجبيها باستفهام: هنروح فين
خالد: هنخرج بقالنا كتير ما خرجناش مع بعض
هتفت بحيرة: بس لوليتا...

قاطعتها رحمة: اما انك هبلة صحيح الراجل بيقولك هنخرج يلا اجري البسي ومالكيش دعوة بلوليتا أنا يا ستي هاخد بالي منها على ما تيجوا
ابتسمت تصفق بحماس لتسرع إلى غرفتها تبدل ملابسها سريعا
شبك يده في يدها خرج من المنزل و من العمارة كلها وهو ممسكا بيدها
راتهم دلال وسميحة وهما ينظران من نافذة شقتهم
لوت سميحة شفتيها بسخط: شايفة يا اختي اهي دي الرجالة ولا بلاش، واخدها اهي وهيخرجها مش احنا حسرة قلبي علينا.

دلال بحسرة: مسم، يا اما كان نفسي في راجل كدة طول بعرض يملي العين زيه كدة مش المخفي على عينيه إلى وقع في قربيزي
عند خالد ولينا
لينا مبتسمة: حبيبي احنا هنروح فين
ابتسم برفق: بصي يا ستي هنروح نصلي في الجامع دا أنا هصلي تحت وانتي هتصلي في جامع الستات فوق، وفي درس ديني مدته نص ساعة تقريبا لو عايزة تسمعيه
هزت رأسها ايجابا بحماس: طبعا عايزة
هز رأسه إيجابا بابتسامة صغيرة: تمام لما ارن عليكي انزليلي.

صعدت لأعلي لتخلع حذائها أدت صلاة العشاء لتجد سيدة بشوش مبتسمة تجلس في احد الاركان يلتف حولها مجموعة من السيدات اتجهت ناحيتهم تسأل أحد السيدات بخجل: هو دا درس الدين مش كدة
هزت السيدة رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة لتكمل لينا بخفوت: ينفع اقعد معاكوا
هتفت تلك السيدة بطيبة: اكيد يا حبيبتي اقعدي.

جلست بجانبهم لتجد احدي السيدات تسأله المعلمة: حضرتك أنا جوزي راجل مقتدر وكسيب الحمد لله بيشتغل نجار بس من فترة حصلتله إصابة في دراعه وظروفنا بقت مش متيسرة اوي يعني الحمد لله على كل حال بس دلوقتي امي بتزن عليا عشان اسيبه وبصراحة أنا بقيت بتخانق مع جوزي كتير بسبب كلام امي.

هزت تلك السيدة رأسها نفيا بحزن؛ ليه كدة بس يا بنتي يعني لو كان جوزك ربنا فتحها عليه وانتقل من المكان دا لمكان احسن بعيد مش كنتي هتروحي معاه.

هزت الزوجة رأسها ايجابا سريعا لتكمل تلك السيدة: طب ليه لما حصل العكس عايزة تسيبيه، انتي لما اتجوزتيه، اتجوزتيه على الحلوة والمرة مع بعض، ما ينفعش تبقي في الحلوة معاه وأول ما يحصل له ضيقة زي دي تسيببه وفهمي الست والدتك أنك لما تجبري خاطر جوزك وتهوني عليه محنته ربنا هيجزيكي على دا خير، أنا كنت عايزة اتكلم معاكوا النهاردة في نقطتين مهمين اول واحدة غض البصر، طبعا انتوا اول ما تسمعوا غض البصر هتقولوا على طول دا للرجالة يعني احنا بنطالب بالمساواة في كل حاجة وجايين عند غض البصر وبقي للرجالة دا احنا ستات غريبة، تبقي ماشية انتي وصحبتك رايحين تجيبوا سندوتشين بطاطس سوري تبقوا هتلكوا الواد بعينيكوا ويبقي نهار ابيض لو قالك دخيل قلبك خلاص انتي بتحجزي قاعة الفرح، اللي انتي بتعمليه دا هيتردلك يعني يوم ما تتجوزي هتتجوزي واحد.

بص لكل ما هو انثي حتى لو فرخة بلدي وهيفضل طول الوقت يقارنك بيهم شعر دي وعيون دي ورموش دي وحاجات تانية كدة، افتكري انك كل ما تقولي لاء أنا ربنا امرني لما قال ( قل للمؤمنين يغضوا من أبصارهم ) انك كل ما تغضي من بصرك وتنفذي تعاليم ربك، ربنا هيبعتلك واحد علاقته بالستات اشكال جزمهم اللي شافها لما بص في الارض عشان ما يبصش عليها، الخلاصة لما تعملي خير هتحصدي خير، الموضوع التاني بقي التعدد، أنا نفسي اعرف ليه احنا كستات رافضين فكرة التعدد اذا كان ربنا عز وجل شرعه في كتابه العزيز وبعدين يا جماعة العنوسة زادت اوي لازم نتقبل الفكرة ونتعايش معاها.

نظرت لها لينا لتبتسم بخبث، انتظرتها إلى ان انتهت من الدرس لتذهب إليها تهمس بخجل: السلام عليكم
ردت السيدة بابتسامة: وعليكم السلام يا حبيبتي اقعدي
جلست لينا تفرك يديها بتوتر تهمس بخجل: أنا سمعت حضرتك وانتي بتتكلمي عن التعدد اد ايه احترمتك لما لقيتك متقبلة للفكرة عشان كدة أنا جيت لحضرتك بصراحة كدة انا متجوزة جوزك من 3 شهور وهو كان محرج بقولك بس شكلك عاقلة ومتفهمة.

نظرت لها السيدة بذهول تفتح فهما بصدمة ليغشي عليها على حين غرة
لينا بفزع: يالهوي، اجتمعت السيدات حولها يضعن الماء على وجهها إلى ان استفاقت تنظر للينا بذهول، لتهتف لينا سريعا: والله العظيم انا لا أعرف جوزك ولا عمري شوفته بس يا ريت بعد كدة ما تقوليش كلام ما فيش ست هتتحمله حتى انتي عن اذنك عشان جوزي بيتصل بيا
خرجت من المسجد لترتدي حذائها تبتسم بفخر لتجده ينتظرها بالاسفل، ابتسمت باتساع: اتأخرت عليك.

هز رأسه نفيا بابتسامة صغيرة ليمسك يدها متجها لذلك المكان، سألته باهتمام: احنا رايحين فين
ابتسم هاتفا ببساطة: حاليا ولظروفنا المادية المتدهورة هنتمشي على الكورنيش وناكل درة وحلبسة
عقدت حاجبيها باستفهام: ايه حلبسة دي
خالد ضاحكا: حمص الشام يعني، اختفت ضحكته وهو يكمل، لوليتا أنا آسف
هتفت بمرح: انا عايزة بلحسة
خالد ضاحكا: اسمها حلبسة، تعالي وأنا اجبلك
ذهبا معا إلى كورنيش النيل ووقفا امام عربة لبيع حمص الشام.

خالد للبائع: اتنين من غير شطة
البائع: حاضر يا بيه
اخذها وجلسا على ركسيين من البلاستك يهتف بابتسامة صغيرة: فاكرة اول مرة شوفنا بعض لما رجعتي
زمت شفتيها بضيق: اااه وكنت رخم اوي على فكرة
هتف بضيق مماثل: أنا بردوا، الهانم كانت لابسه فستان مالوش ملامح
عقدت جبينها بغيظ: تروح قايل عليا اني كنت شبه بلالين المولد
ضحك عاليا لتزم شفتيها بغيظ
جاء البائع وأحضر المطلوب
لينا: أنت ليه طلبت الاتنين من غير شطة.

خالد: انتي ناسية ان انا عندي قرحة ما بقدرش اكل حاجة بشطة، وانتي مش هتستحملي الشطة بتاعتهم تماما
جلسا يتحدثان ويضحكان وهما يتذكران تفاصيل من حياتهم الماضية
خالد: تصدقي انا عمري ما سألتك حياتك كانت عاملة ازاي في امريكا
ابتسمت بارتباك: عادية كان معظمها شغل ودراسة، يوسف كان بيساعدني كتير
عقد جبينه باستفهام: يوسف مين.

ابتسمت بحنين: هو انا ما حكتلكش عنه دا يا سيدي صديقي الصدوق كان بيساعدني في كل حاجة هو إلى ساعدني اني أتدرب في مستشفى هناك وكان بيساعدني في المذاكرة وكان بيموتني من الضحك، اصله دمه خفيف جدا
ظلت تتحدث عن صديقها غافلة عن هذا الذي يحترق بجانبها من الغضب والغيرة، شعر بالدماء تغلي في عروقه، اغمض عينيه واخذ نفسا عميقا ليسيطر به على نوبه الغضب تلك
لينا بقلق: مالك يا خالد انت كويس.

هتف من بين اسنانه بغيظ: كويس، واستاذ يوسف بقي عنده كام سنة
لينا مبتسمة: خمن
خالد: 30 مثلا
لينا: تؤ تؤ، يوسف عنده 58 سنة يا خالد
جحظت عينيه في دهشة: 58 سنة، دا ازاي يعني
لينا مبتسمة: عادي هو اصلا صاحب بابا وعايش برة بقالوا كتير وعنده بنت قدي فكان بيعتبرني زي بنته
تنهد بارتياح: طب ما قولتيش ليه كدة من الاول دا انا كان فاضلي تكة واقوم ارميكي في النيل
لينا بحزن: خالد انت ليه مش بتثق فيا.

خالد سريعا: مين قال ان انا مش بثقك فيكي
لينا: افعالك وكلامك يا خالد
خالد: حبيبتي انتي فاهمة غلط، انا بخاف عليكي اوي، دا مش معناه ان انا مش بثق فيكي، لينا انتي روحي انا من غيرك ميت قولتهالك وهقولهالك تاني وتالت وعاشر انتي مش بس مراتي انتي حتة مني، انا بثق فيكي اكتر ما بثق في نفسي
رفع يدها وقبلها بحنان، فابتسمت بعذوبة
سمعوا صوت قادم من جانبهم، سامع بيقولها ايه اتعلم
فضحك كلامها.

خالد: خليكي مكانك هجبلك درة واجي
هزت رأسها إيجابا فقام خالد متجها إلى عربة الدرة المشوي
ظلت تراقبه بعينيها إلى جلس بجانبها مرة اخري
خالد مبتسما: اتأخرت عليكي
لينا: لاء يا حبيبي
اعطاها حبة الدرة: حاسبي سخنة
لينا: اااه، صوابعي اتلسعت
وضع الدرة جانبا وامسك راحة يدها برفق
خالد بقلق: وجعاكي اوي
ابتسمت وهزت راسها نفيا، فقبل راحة يدها
وامسك بالدرة، مدت يدها لتأخذها
خالد: لاء سيبيها انا هاكلك.

لينا بخجل: ما ينفعش يا خالد احنا في الشارع، الناس يقولوا ايه
خالد: طظ فيهم كلهم انتي مراتي انا ما بعملش حاجة غلط
بدأ يطعمها وهي تأكل بخجل تشعر أن الجميع ينظر إليها
حتي سمعوا ذلك الصوت مرة اخري
شايف شايف بياكلها بايده خايف لصوابعها تتلسع، طلقني يا عماد
فجاءة وجدوا رجل يقف امامهم
خالد: نعم
الرجل: بقولك ايه يا بتاع انت عايز تبقي حبيب اقعد في بيتك
خالد: والله انا اعمل إلى انا عايزة في المكان إلى يعجبني.

الرجل غاضبا: دا انت قليل الادب بقي
امسك الرجل خالد من تلابيب قميصه فابتسم بسخرية، وابعد يد الرجل
خالد ساخرا: روح يا شاطر العب بعيد عشان ما تتأذيش
اغتاظ الرجل من رده ففجاءة بلكمة قوية جعلت بعض قطرات الدماء تخرج من فمه شهقت لينا بفزع وكادت أن تقوم وتذهب اليه
خالد؛ مكانك ما تتحركيش
وقف خالد امام الرجل مبتسما بسخرية ليفاجئه بلكمه اسقطته ارضا الدماء تسيل من فمه.

قام الرجل غاضبا وبدأت المعركة وكان الانتصار الاكبر فيها لصالحه
إلى ان جاء بوكس الشرطة واخذ العساكر
خالد ولينا وذلك الرجل وزجته متجهين إلى قسم الشرطة.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة