قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الثاني (جنون عاشق) للكاتبة دينا جمال الفصل الأربعون

جلست في غرفتها جوار الفراش ارضا ضامة ركبتيها لصدرها تنساب دموعها قهر ألم شوق، وضعت يدها على فمها تكبح صرخاتها الذبيحة من الخروج، مسحت دموعها سريعا حينما سمعت صوت دقات على باب الغرفة ردت بصوت بح من كثرة البكاء: مين
سمعت صوت والدتها تهتف بحنان: أنا ماما يا حبيبتي ممكن ادخل
ردت سريعا: ثواني يا ماما.

فتحت حقيبتها تخرج بعض مستحضرات التجميل تداري تخفي ما مسحه دموعها حتى لا تري والدتها تلك الكدمات على وجهها
اعادت الادوات مكانها سريعا تمسح دموعها بعنف لتهتف بهدوء: خشي يا ماما
دخلت والدتها تبتسم بحنان، تحمل الصغيرة النائمة، وضعتها على فراش لينا لتعود تجلس جوار ابنتها على حافة الفراش تهمس برفق: انتي لابسه شتوي ليه دا حتى الجو حر.

ابتسمت بارتباك تشد كم قميصها الصوفي ذات الأكمام الطويلة: ما فيش يا ماما أنا بس سقعانة شوية
مدت فريدة يدها تمسد على شعر ابنتها ترجع خصلاتها المبعثرة خلف اذنيها تهمس بحنان: مالك يا حبيبتي، فيكي ايه دي مش لوليتا اللي أنا عرفاها لابسه شتوي في الصيف وحاطة مكيب كتير أوي، عينيكي حمرا مليانة حزن وألم، قوليلي يا حبيبتي ايه اللي حصل انتي متخانقة انتي وخالد.

عند ذكر اسمه انسابت دموعها بغزارة همست بألم: ماما احضنيني
عانقتها فريدة سريعا لتنفجر في البكاء بين ذراعي والدتها التي سألتها بقلق: مالك يا حبيبتي ايه إلى حصل
لينا باكية: ارجوكي يا ماما مش عايزة اتكلم عايزة افضل في حضنك بس
ظلت تبكي وتنتحب وفريدة تمسد على شعرها وهي تقرأ بعض آيات القرآن حتى هدأت ونامت.

في منزل محمد
شخصت عينيها بفزع لا تصدق مستحيل
هتفت بذهول: أنت بتهزر صح يا محمد قولي أنك بتهزر
هز رأسه نفيا بهدوء يقص عليها ما حدث قديما.

Flash back
ربط خالد على كتف محمد يبتسم بهدوء: ايوة يا عم اخيرا اتنقلت المكافحة بدل شرطة السياحة اللي انت كنت مبلط فيها
تنهد محمد بحرارة يبتسم باتساع: والله الواحد شاف يومين عنب المزز هناك منورين كدة رباني
ضحك خالد عاليا ليدفعه ناحية مكتبه يهتف بتوعد: طب تعالا بقي عشان هتتتفخ هنا
في مكتب خالد.

ارجع ظهره في ظهر المقعد يمط ذراعيه بألم نظر لمحمد يتحدث بارهاق ظاهر: أنا هلكت ما فضلش غير الواد اللي قدامك دا خد اقواله وقفل المحضر أنا هروح اشوفلي حتة اريح فيها شوية
حرك محمد رأسه إيجابا يبتسم بهدوء ليخرج خالد من المكتب ويجلس محمد مكانه ليهتف ذلك الرجل سريعا: يا باشا مين قالك بس يا باشا انها مخدرات
ضحك محمد ساخرا: لا يا ظريف سكر بودرة بتاع الكحك دا عارفه، دا انتوا متلبسين بالبضاعة.

بعد شد وجذب اعترف ذلك الرجل ليأخذه العسكري متجه إلى الزنزانة جلس محمد على الكرسي أمامه بعض العينات التي تم القبض عليه، نظر لها يبتسم ساخرا يهتف بتهكم: نفسي اعرف الناس بتتجنن على شوية البتاع الأبيض دا ليه.

حمل القليل على اصبعه يقربهم من عينيه ينظر لها بتفحص دفعه فضوله ليستنشق ما يحمل على إصبعه ليغمض عينيه بألم حينما شعر بتلك المادة تفور في رأسه، ليدخل خالد إلى الغرفة يهتف سريعا: محمد ما شوفتش موبايلي، اتسعت عينيه بفزع حينما وجد تلك المادة تغطي أنف صديقه من الخارج ليصرخ بذهول: الله يخربيتك، الله يخربيتك ايه اللي انت نيلته دا
فتح عينيه بتوهان يهتف بثقل: جري ايه يا خالد كنت بتأكد أنها مخدرات.

صرخ بغضب: بتجرب على نفسك فار تجارب انت، منك لله يا اخي لو حد عرف بالمصيبة اللي انت عملتها دي هتروح في ستين داهية
صدقا لم يسمع محمد حرف واحد مما قال فقد اغمض عينيه وذهب في نشوه خاصة بفعل ذلك السم الأبيض
وعندما فاق وجد نفسه في غرفته على فراشه شعر بصداع شديد ينخر في رأسه وألم قوي يجتاح عظامه انتصف جالسا على فراشه يتأوه من الألم ليجد هاتفه يرن برقم خالد فتح الخط يجيب بتعب: ايوة يا خالد.

خالد بلهفة: أنت كويس يا محمد
محمد: آه أنا تمام
خالد: يعني مش حاسس بصداع ولا وجع في عضمك
ابتلع لعابه بارتباك يهتف سريعا: لالالا مش حاسس بحاجة
هتف بقلق: محمد النوع اللي احنا مسكنا امبارح من اقوي المخدرات ارجوك انت لو مخبي عليا هتضيع
محمد بحدة: ما خلاص بقي يا خالد وبعدين ما حدش هيدمن من شمة واحدة يعني قولتلك أنا كويس سلام بقي عشان الموبايل هيفصل شحن.

اغلق الخط يقذف الهاتف على الفراش بعنف يشعر بصداع يكاد يفتك برأسه وضع يديه على رأسه يضغط عليه بشدة اخذ الكثير من المسكنات علها تسكت تلك النيران التي تشتعل في رأسه ولكن دون فائدة، ظل يدور في غرفته كالليث الحبيس يشعر بجسده يشتعل من الألم، بدل ملابسه سريعا ليخرج من المنزل يبحث عما ما سيسكت ذلك الالم إلى ان وصل إلى احدي المناطق المتطرفة المهجورة استطاع ان يجد فيها ذلك السم دفع الكثير.

واشتري ما يريد ليعود إلى منزله سريعا دخل غرفته مغلقا الباب عليه بالمفتاح جلس على فراشه يمسك تلك الورقة البيضاء بأصابع مرتجفة يضحك على نفسه ساخرا الآن فقط عرف إجابة سؤاله، يعرف أن ما يفعله خاطئ ولكنه يجب ان يخرس ذلك الالم الذي ينهش عقله بضراوة.

مر ثلاثة ايام انشغل فيهم خالد بعملية جديدة، بالكاد انتهي منها ليعود إلى مكتبه جلس على كرسيه يتصل بمحمد ليجد هاتفه مغلق، ليدخل ايمن في تلك الأثناء يهتف بمرح: مسا مسا على الناس الكويسة
خالد مبتسما: تعالا يا ايمن
أيمن: خير يا باشا
خالد: فين محمد
ايمن: أنت ما تعرفش ولا ايه دا واخد أجازة بقاله 3 أيام
قطب حاجبيه باستفهام: اجازة ومن 3 أيام، ليه
أيمن: علمي علمك يا باشا، هو اتصل بيا وقالي انه تعبان خدلي اجازة.

خالد في نفسه: يارب يطلع اللي في دماغي غلط، هب يهتف سريعا: بقولك يا أيمن خليك مكاني أنا رايح مشوار سريع وجاي
أيمن: ماشي يا باشا
خرج سريعا من واستقل سيارته
متجها إلى منزل خاله
خالد: مساء الخير يا خالي
رفعت: مساء النور يا خالد
خالد: اومال محمد فين
رفعت: فوق في اوضته مش راضي يخرج منها مش عارف ليه، كل ما اكلمه يقولي تعبان وعايز اقعد لوحدي
خالد: طب أنا طالعه
رفعت: اتفضل طبعا
صعد سريعا إلى غرفة محمد ودق الباب.

محمد من الداخل بحدة: قولت سيبوني لوحدي
دق مرة اخري دون أن ينطق بحرف ظل يدق مرة بعض مرة حتى قام محمد فتح الباب بعنف ليوبخ الطارق
محمد غاضبا: انت، بلع ريقه يهمس بخوف: خخالد
دفعه خالد إلى داخل الغرفة بعنف مغلقا الباب عليهم ينظر له بشك: أنت عامل كدة ليه
ابتسم بارتباك: عامل ايه يعني مش فاهم
هتف بحدة: أنت أدمنت
محمد بارتباك: ايه الكلام إلى أنت بتقوله دا لاء طبعا
هتف بتوعد: ماشي، الماية تكذب الغطاس.

بدأ يقلب محتويات الغرفة يبحث إلى ان وجد بين ملابس محمد أوراق صغيرة مغلقة بها تلك المادة امسكها بين اصابعه يهتف بحدة: ايه دا
بلع ريقه بخوف يهمس: ممما اعرفش
صفعه بقوة: ما تعرفش، ما تعرفش، البيه بقي مدمن مخدرات، أنت ازاي تعمل في نفسك أنت عارف بالأرف إلى أنت فيه هيبقي اخرك ايه، لمرمي في الشارع بتشحت عشان تجيب القرف دا لهيتفبض عليك بتهمة التعاطي
محمد بحدة: مالكش دعوة بيا أنت مش ولي أمري.

خالد غاضبا: غصب عنك مش بمزاجك أنا اخوك، وهتنفذ إلى هقول عليه بالحرف
اخذ خالد حقيبة سفر صغيرة يلقي بداخلها ملابس محمد بإهمال
خالد: بص بقي انت هتنزل معايا كدة زي الشاطر وهنقول لوالدك اننا طالعين نستجم يومين بعيد عن ضغط الشغل
محمد: أنا مش هروح في حته
خالد غاضبا: هتيجي معايا يا محمد والا قسما بربي هكلك علقة وهتيجي معايا إن شاء الله على نقاله، يلا قوم.

اخذ خالد محمد ونزلا إلى أسفل واخبرا رفعت انهما مسافرين لأخذ بعض الراحة من ضغط الشغل، وبالفعل انطلت الخدعة على رفعت ذهب محمد وركب بجانب خالد في سيارته
محمد: احنا رايحين فين
خالد: ما اقدرش اوديك مصحة هتتفضح هوديك شقة الزمالك واجيبلك دكتور معرفة
محمد بارتباك: بس أنا مش عايز اتعالج
خالد بضيق: بس ياض هتتعالج غصب عنك
وصل خالد بسيارته امام شقته وفي الطريق اتصل بالطبيب
خالد: ادخل يا بيه.

دخل محمد إلى الشقة جلس على احد الارائك يخفي وجه بين كفيه
دقائق ووصل الطبيب واخذ عينه من دم محمد ليعرف نسبه المخدر فيها
وكتب له علاج مبدئ
الطبيب: بص يا خالد واضح أن آخر جرعة خدها كانت من قريب عشان كدة هو بيتعامل عادي، بس كلها ساعة ولا اتنين والمفعول هيبدأ يروح، وهتبدا اعراض الإنسحاب تظهر عليه، خد بالك ليعمل حاجة في نفسه ومهما حصل اوعي تديلوا اي جرعة تانية من المخدر.

وبالفعل مضت ساعتين لم يحدث فيهم شئ تناولا الطعام والشاي وشاهدا التلفاز إلى أن بدأ الصداع يعصف برأس محمد بقوة
فدخل مسرعا ناحية حقيبته يبحث بين ملابسه عله يجد بعض من ذلك المخدر ليسمع صوت خالد يهتف من خلفه ببرود: ما تحاولش مش هتلاقي
التفت له محمد بأعين حمراء دموية: ودتهم فين
خالد ساخرا: في الزبالة طبعا
هتف برجاء: أبوس ايدك يا خالد شمة واحدة
خالد: لاء
محمد برجاء: عشان خاطري مش أنا اخوك وصاحبك، مرة واحدة بس.

خالد: حاضر، تعالا معايا
اخذ يد محمد وسحبه خلفه إلى غرفة صغيرة لا يوجد بها اي شئ ادخلها فيها وخرج سريعا مغلقا الباب خلفه بالمفتاح
ظل محمد يصرخ وهو يدق على الباب بعنف: افتح يا خالد، حرام عليك أنا بموت، طب شمة واحدة شمة واحدة ومش عايز تاني
خالد: أنا آسف يا صاحبي
محمد صارخا: حرام عليك، هقتلك يا خالد هقتلك.

ظل محمد يصرخ مدة طويلة إلى ان صمت تماما، فتح خالد الباب بهدوء فوجده فاقد للوعي في احد اركان الغرفة، امسك هاتفه واتصل بالطبيب
هتف غاضبا: بقولك اغمي عليه، أعمل ايه أنا دلوقتي
الطبيب: سيبه يرتاح تحليل الدم بتاعه طلع، والحمد لله نسبة المخدر في دمه مش كبيرة نقدر نلحق الموضوع على طول بس دا طبعا لو هو ما صعبش عليك وقررت تديلوا مخدر
خالد: لاء ما تقلقش أنا عايزه يتعالج في أسرع وقت.

الطبيب: أنا هبعتلك ممرضة كويسة تتابع ادويته
خالد: ماشي
مرت عدة أيام ومحمد يعاني من اعراض الإنسحاب كاملة
في احدي النوبات خرجت الممرضة تجري من غرفته في لحظة دخول خالد إلى المنزل
خالد: مالك في ايه
الممرضة بذعر: كان، كان، كان عايز يقتلني
خالد: ما اديتهوش المهدئ ليه
الممرضة: مالحقتش، دا فجاءة بدأ يصرخ وعمال يكسر في الحاجة
خالد: طب تعالي ورايا.

دخل إلى الغرفة وفتح بابها بهدوء، فوجد صديقه يحاول تكسير سريره همس بحذر: محمد
التفت له عينيه مشتعلة من الغضب: أنت بتعمل فيا كدة ليه حرام عليك
خالد: محمد اهدي وأنا هعملك اللي أنت عايزه
محمد برجاء: أنا عايزة شمة، شمة واحدة يا خالد أبوس ايدك
خالد: حاضر يا محمد، هجبلك إلى أنت عايزه
الممرضة بغباء: ايه إلى أنت بتقوله دا ما ينفعش يا افندم
نظر خالد لها نظرة غاضبة تحمل معني ( الله يخربيت غباءك ).

محمد غاضبا: أنت بتضحك عليا فاكرني عيل صغير
اندفع محمد بجسده واسقط خالد ارضا على حين غرة وخرج من الغرفة يبحث مثل المجنون إلى وصل إلى المطبخ بدأ يبحث في علب التوابل وبين الادراج
خالد: محمد ما ينفعش إلى أنت بتعمله دا
سحب محمد احدي الساكنين ونظر لخالد بشر: هقتلك لو ما ادتنيش الازازة
خالد: بتهددني يا صاحبي، حاضر هديك الازازة
تقدم خالد منه فأوقفه محمد صارخا: أنت رايح فين.

خالد: هجبلك الازازة من على الرف إلى وراك
تقدم إلى أن وصل إلى الرف العلوي ومد يده يبحث عن شئ
خالد: هي الازازة فين، راحت فين دي
محمد غاضبا: اخلص
التقط خالد شئ في يده واغلق عليه قبضته والتفت لمحمد
محمد بلهفة: هاتها
خالد: حاضر، خد
كانت لكمة قوية اطاحت محمد أرضا واوقعت السكينة منه
بدأ ينشب بينهما عراك دامي يحاول محمد قتل خالد، ويحاول خالد السيطرة على حالة محمد.

استطاع خالد اخيرا تثبيت محمد ليصيح في الممرضة بغضب: انتي واقفة تتفرجي عليا ما تديلوا المهدئ
الممرضة ببلاهة: المهدئ في الأوضة
صرخ غاضبا: روحي جيبيه الله يخربيت إلى شغلك
ركضت الممرضة سريعا ناحية الغرفة لإحضار حقنة المهدئ
خالد: اهدي يا محمد
محمد بهدوء: خلاص يا خالد انا كويس
خالد بشك: بجد
محمد: يا سيدي بجد سبني بقي عشان مش قادر أقف
ترك خالد محمد، فالتفت الاخير ولكمه بقوة اسقطه ارضا والتقط تلك السكينة.

محمد بشر: هقتلك
خالد: اقتلني يا صاحبي
رفع يده عاليا بالسكين وكاد أن يهوي بها على صدره
استطاع خالد أن يمسك يده محاولا ابعادها عن صدره نشبت معركة شرسة بينهما كانت نهايتها أن انغرز نصل السكين في كتف خالد بقوة
تحمل الألم رغما عنه ليسقط محمد ارضا يلكمه بقوة استطاع ان يقيد ذراعيه فحقنته الممرضة بالمهدئ سريعا
أسند صديقه ووضعه على الفراش لتضمد الممرضة جرحه واضطرت إلى تخيطيه بدون مخدر لعدم توفره.

الممرضة: يا افندم ما فيش مخدر هتقدر حضرتك تستحمل
خالد غاضبا: هتنيل استحمل، يلا دمي هيتصفي
بدأت الممرضة تخيط جرحه فامسك فوطه صغيره وصكها بين اسنانه يضغط عليها بقوة عندما يشعر بالألم، إلي أن انتهت اخيرا وصلة العذاب
الممرضة مبتسمة: تعرف صاحبك دا محظوظ اوي ان عنده صاحب زيك
خالد ببرود: متشكر، مش خلصتي شغلك اتفضلي
احرجت الممرضة من ردوده الباردة فلمت اشيائها ورحلت سريعا.

مر شهر ويزيد وانتهت الازمة وعاد كل شيء كما كان وعلم محمد من الطبيب والممرضة ما كان يفعله له خالد في فترة مرضه، فاعتبر محمد ما حدث دين في رقبته، ومهما فعل لن يستطيع الوفاء به
Back.

محمد: مهما عملت مش هقدر اوفي دينه اللي في رقبتي لولا وقفوه جنبي كنت ضعت
هتفت بصدمة: أنت ازاي ما تقوليش كل دا عايشة معاك بقالي خمس سنين على كدب
محمد: كنت هقولك قبل ما نتجوز بس خالد رفض، وقالي دي حكاية واتقفلت
ابتسمت ساخرة: ما كنتش اعرف انك ضل خالد يقولك شمال، شمال، يمين، يمين.

اشتعلت عيني محمد صغير فرفع يده عاليا وصفعها على وجهها: اخرسي، مش عشان أنا هادئ وما بحبش اتعصب ولا ازعق تسوقي فيها، أنا مستعد اخليكي تكرهي اليوم إلى اتولدتي فيه
رانيا بألم: طبعا وأنا مستنية ايه من واحد مدمن
محمد غاضبا: قولتلك كنت، كنت
رانيا: أنا مستحيل أعيش معاك أنا هاخد بنتي واروح عند بابا.

محمد: بصي يا رانيا لو انتي بترسمي على طلاق فأنا مش هطلق أنا هسيبك يومين تهدي وتعقلي وترجعي بيتك، بس لو كلمة من إلى أنا قولتها طلعت برة هطلع روحك قصادها ماشي
رمقته بلوم وعتاب تركته وذهبت إلى غرفة ابنتها الصغيرة وظلت تبكي بألم.

كيف يذهب إلى منزله وهي ليست فيه كيف سيرقد على فراش لا تشاركه فيه، يشعر بقلبه يحترق يريد أن يراها ولو لدقائق يطفئ نيران شوقه لها اتجه بسيارته لمنزل والده دخل بالمفتاح الخاص به ليجد والديه جالسين على طاولة العشاء هما وعمر
ابتسم بشحوب يهتف بإرهاق: السلام عليكم
ارتسمت الصدمة على وجوههم جميعا حينما رأوه ليهتف محمود بهدوء: وعليكم السلام
زينب مبتسمة بارتباك: تعالا يا حبيبي كل.

جلس معهم على الطاولة دون أن يأكل شيئا ليسأله والده بهدوء: مراتك عاملة ايه
هز رأسه إيجابا بهدوء يرسم ابتسامة صغيرة على شفتيه: كويسة
محمود: اومال ما جتش معاك ليه
تنهد بتعب: عند ابوها اصل جاسم تعبان شوية، أنا طالع أرتاح في اوضتي عن اذنكوا
اتسعت عيني زينب بصدمة تهتف سريعا: لاء
التفت لها يقطب جبينه بتعجب: لاء ايه يا أمي
ابتلعت ريقها بتوتر تنظر لمحمود بارتباك، ليهتف الاخير بهدوء: اخوك قاعد في اوضتك.

قطب جبينه باستفهام: اخويا مين، انت ايه قاعد في أوضتي يا عمر
هز عمر رأسه نفيا سريعا: لا والله العظيم مش أنا، دا دا دا، ابيه حمزة
اشتعلت عينيه بغضب ليهرول لاعلي مسرعا خلفه زينب تصرخ بفزع: خالد استني يا ابني الحقه يا عمر
هرول عمر خلفه بينما جلس محمود ينظر لهم بهدوء سيتدخل في الوقت المناسب.

اتجه إلى غرفته يطوي الارض تحت قدميه وقف امام غرفته ليجد مزلاج ضخم يغلقها من الخارج فتحه بعنف ليدخل لذلك الذي يتمدد على فراشه باريحيه، ابتسم حمزة ساخرا ما ان رآه يهتف بتهكم: اهلا اهلا اخويا حبيبي جاي بنفسه يطمن عليا
في لحظة كان يقبض على عنقه يصرخ بغضب: انت ايه يا اخي عايز مني ايه دمرت بيتي وحياتي وخسرتني مراتي انت مستحيل تكون طيبعي.

هرول عمر سريعا يحاول تخليص حمزة من خالد قبل أن يقتله: خالد سيبه يا خالد هتموت اخوك يا خالد
زمجر غاضبا: دا مش اخويا، دا شيطان فضل ورايا لحد ما خسرني كل حاجة، انسابت دموعه رغما عنه يهتف بألم: حتى لينا خسرتها أنا مستعد اتنازل عن عمري وفلوسي بس ترجع لحضني تاني، التفت ناحية حمزة يصرخ بغضب: انت السبب.

دفع حمزة يديه يصرخ بغضب مماثل: ما تعش في دور الضحية أنت مجني عليك انت جاني زيك زيي بالظبط لو كنت ناسي افكرك كسرت دراعها يوم ما نزلت الشارع وانتوا في الحارة، اغتصبها لما خرجت من غير ما تقصد قدام رشدي بالفستان الاسود، دايما حابسها في البيت ومانعها أنها تخرج حاطط عليها حصار ومبررلك الوحيد أنك خايف عليها، انت ما بتحبهاش اللي بيحب ما بيأذيش، وانا ما بحبهاش أنا كنت بنتقم منها على حبي اللي رمته على استغلالها ليا عشان تنساك على سنين عمري اللي راحت وأنا بنبي نفسي من الصفر بعد ما كانت السبب وخلت يوسف يطردني.

صرخ خالد بغضب: عشان انت حاولت تغتصبها يا حيوان
انثني جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم: أنا حاولت لكن انت دبحتها، انت جاني مش مجني عليك
سمعوا صوت والدهم يهتف من خلف خالد بهدوء: الكلام اللي أنا سمعته دا صح ليهتف بحدة ما ترد يا خالد باشا.

صرخ بقوة: ايوة صح أنا السبب أنا اللي ضيعتها من إيدي، انا كسرتها و اغتصبتها دمر، انسابت دموعه يهتف بألم دمرت بنتي واغتصبتها من غير رحمة كسرت دراعها عشان ما تعصاش اوامري عاقبتها قصاد كل غلطة عملتها بقصد او من غير
وبعدين أرجع اعتذرلها كنت بكسر كل حتة فيها وبعدين أرجع ندمان واقولها انا آسف واخدها في حضني وتسامحني عشان هي طيبة وبريئة ملاك لكن انا، أنا اسوء من الشيطان.

في لحظة كان يتلقي صفعة قوية من يد والده
محمود غاضبا: يا خسارة تربيتي فيك أنت ايه يا أخي، ازاي تعمل فيها كدة، وطول الوقت تقول بنتي بنتي هتطلقها انت فاهم ولا لاء
اتسعت عينيه بفزع يهتف سريعا بذعر: لالا مستحيل اطلقها مستحيل تبعد عني لينا لالالا، لينا حبيبتي بنتي مراتي أنا مستحيل اطلقها، انتوا فاهمين تركهم متجها إلى غرفتها يوصد عليه الباب جلس على فراشها يبكي بألم يشعر بالاختناق كأن روحه تهزق ببطئ.

في فيلا جاسم داخل مكتبه امسك هاتفه يحاول الاتصال به يزفر بغضب كل مرة ينتهي فيها الاتصال دون أن يجيب ليجد الخط يفتح بعد وقت طويل ليصرخ بحدة: انت فين يا اياد
ردت مايا ساخرة: معاك مايا يا جاسم باشا
ردد بدهشة: مايا اومال اياد فين
مايا ساخرة: اياد اختفي او اتخطف راح فين بقي الحقيقة ما اعرفش هو فين، الحاجة الوحيدة اللي اعرفها انك راجل****.

هتف جاسم بحدة: انتي اتجننتي يا بتاعة انتي، انتي مش عارفة انتي بتكلمي مين
صرخت بغيظ: هتكون مين يعني، انا صحيح بكره لينا وكان نفسي تتأذي بأي طريقة، بس انت، انت مجنون ومريض اللي يتفق مع واحد عشان يصور بينته في اوضاع مخله ويبعت الصور لجوزها عشان يفرق ما بينهم يبقي بني آدم مجنون
اتسعت عيني جاسم بفزع يهتف بصدمة: صور ايه أنا مش فاهم حاجة.

ضحكت ساخرة: طب يا برئ قصت عليه ما حدث لتتسع عينيه بفزع يسقط الهاتف من يده.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة