قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر والأخير

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر والأخير

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل العاشر والأخير

ارتسمت ابتسامة هادئة سعيدة على شفتيه وهو يجلس على الفراش، فبعد أن خرجوا من عند الطبيب سمع في مذياع سيارته أن دار الإفتاء أعلنت أن اليوم هو المتمم لشهر رمضان المبارك وأن غدا هو أول يوم عيد الفطر المبارك.

ليتذكر كيف صرخت بسعادة كأنها طفلة صغيرة ليأخذها متجها بها إلى احد محلات الملابس اشتري لها الكثير من الاثواب الجميلة ولكنه رفض رفضا قاطعا أن تجربهم في محل الملابس لتفر صاعدة إلى الغرفة ما أن وصلا إلى المنزل دخلت إلى المرحاض تجرب الملابس وتريها إياه
فاق من شروده على صوتها تهتف بحماس: هااا ايه رأيك.

أطلق صفيرا طويلا معبرا به عن كتلة الجمال التي يراها أمام عينيه ليهتف بإعجاب: تحفة تحفة تحفة، بس مش هيتلبس برة البيت
ضمت حاجبيها بضيق وضعت يدها على خصرها تهتف بتذمر: ليه بقي أن شاء الله
اشار إلى الجزء العلوي من الفستان يهتف بهدوء: عشان ضيق من فوق البسيه زي ما انتي عايزة بس في البيت
تأففت بحنق لتدخل إلى المرحاض مرة اخري غابت بضع دقائق لتخرج تلك المرة تلتف حول نفسها تبتسم بمرح: طب ايه رأيك في دا.

اشار لها بأصابعه علامة ممتاز يهتف بإعجاب: دا ممتاز بجد
اتسعت ابتسامتها اخير شئ نال إعجابه لتندثر ابتسامتها حين سمعته يهتف: بس بردوا مش هيتلبس برة البيت
صرخت بغيظ من كلامه الذي يثير حنقها: عاااا، ماله دا كمان
ابتسم باصفرار: مجسم يا حلوة
تأفقت بضيق ضيقت عينيها تنظر له بشك: خالد أنت فعلا اتعالجت.

عقد ساعديه أمام صدره ينظر لها بهدوء ليهتف بجد: مش عشان اتعالجت هبقي بقرنين، أنا خالد السويسي راجل شرقي حر دمه حامي اللي يبص لحرمة يبتي يسيح دمه فهماني طبعا
نظرت للفستات بحسرة تهمس بحزن: بس أنا عاجبني الفستان أوي.

قام من مكانه متجها ناحيتها امسك كتفيها برفق بيديه يهتف بحنو: يا حبيبتي أنا ما قولتلكيش ما تلبسيهوش بالعكس دا شكله جميل جدا عليكي، اي حاجة عامة بتلبسيها بتبقي تحفة عليكي عشان انتي اللي بتحلي الهدوم مش هي اللي بتحليكي، بس هو فعلا مجسمك يا لوليتا، وأنا مش عايز حد يبصلك بصة كدة ولا كدة، البسي كل اللي نفسك فيه جوا البيت بس برة لاء ماشي يا روحي.

ابتسمت بسعادة طفلة صغيرة تهز رأسها ايجابا دون تردد ليلثم جبينها بحنو.

في صباح اليوم التالي
ظلت تقفز وتصرخ بسعادة وهو يعيطها فستانها الجديد فهو لم يقتنع بتلك الفساتين التي اشترتها فاشتري لها فستان طويل واسع ذو لون ازرق فاتح وحذاء ابيض أعطاهم لها لتهتف بسعادة: الله يا خالد حلوين أوي
ابتسم بحنو: يلا البسي بسرعة عشان نروح نصلي العيد
هتفت سريعا: فورا.

ابتسم بسعادة بأقل شئ يعطيه لها طفلته تسعد بأقل شئ يعطيه لها كأنها أعطاها كنز ثمين، خرجت من المرحاض تلتف حول نفسها بسعادة: ايه رأيك
صفر بإعجاب: مزة المزز كلهم
لينا بسعادة: طب يلا بسرعة
خالد: استني يا هبلة مش هتاخدي عيديتك الأول، ها يا ستي عايزة كام
عقدت حاجبيها باستفهام تفكر لتبتسم باتساع: زي ما كنت بتديني واحنا صغيرين.

ضحك ساخرا: هو أنا فاكر يا بنتي كنت بديكي أنا اي عيدية كنت باخدها كنت بقسمها بيني وبينك وكنت بصرف نصيبي عليكي
وقفت أمامه تداعب لحيته بدلال تبتسم بعذوبة: طول عمرك مدلعني
كوب وجهها بين كفيه يبتسم بحنان: صغيرتي تدللي ما دمت حيا
احمرت وجنتيها خجلا تنظر ارضا ليضحك على خجلها الذي يعشقه، بعد دقائق كانت تركب جواره متجهين إلى المسجد لأداء صلاة العيد.

خرج من المسجد بعد ما آدي الصلاة يبحث عنها ليجدها تقف وسط مجموعة من الاطفال تحمل علبة بها الكثير من الحلوي وبعض البالونات توزعهم على الصغار تبتسم ابتسامتها العذبة التي تثلج قلبه.

اتجه ناحيتها ترتسم ابتسامه واسعة على شفتيه، وقف خلفها مباشرة كانت هي تعطي الحلوي لأحد الأطفال التفتت خلفها لتشهق كادت ان تسقط حينما التقطها سريعا بين ذراعيه ينظر لها بعشق بينما أحمر وجهها بأكمله من الخجل ليسمعوا صوت تصفيق وصفير يأتي من حولهم نظر حوله ليجد بعض السيدات والرجال يشاهدون ذلك المشهد الرومانسي الذي يأتي فقط في الأفلام الهندية.

اختئبت في كتفه ليأخذها سريعا بعيدا عن ذلك الحشد، عادا للمنزل وسط بهجة عائلية كان الجميع مجتمعين ما عدا فارس وياسمين اللذان سافرا بالأمس ليقضيا العيد في اسيوط وعمر خرج يتنزه مع تالا، تشعر بالسعادة وهو يجلس بجانبها يحاوط كتفها بذراعه الايسر يطعمها تلك الكحكات في فمها برفق بسعادة ليجفلا على صوت دقات قوية على باب المنزل، فتحت الخادمة ليدخل ضابط شرطة وخلفه بعض العساكر.

تركها خالد متجها ناحية ذلك الضابط يهتف باستفهام: مراد، خير يا مراد ايه اللي جابك هنا
نظر له صديقه بتوتر لا يعرف ماذا يقول ليوجه نظرة ناحية لينا يهتف برسمية: دكتورة لينا جاسم عبدالله الشريف
هزت رأسها ايجابا بتعجب ليكمل الضابط برسمية: مطلوب القبض عليكي!
في اللحظة التالية كان يقبض على عنق صديقه يصرخ بغضب: أنت اتجننت يا مراد.

دفعه مراد بعنف بعيدا عنه يسعل بشدة كاد يختنق من ضغط يده العنيف على رقبته هتف بصوت مبحوح: يا خالد اهدي أنا مقدر حالتك بس اعمل ايه دي اوامر، اخرج من جيبه ورقة فتحها بعنف يهتف بحدة: ادي أمر النيابة بالقبض عليها أنا مش جايب حاجة من عند أمي
صرخ بغضب وهو يقبض على تلابيب ملابس صديقه: بتهمة ايييه.

تجارة أعضاء! نطقها مراد بارتباك لتشهق لينا بذعر، تنساب دموعها خوفا ليكمل مراد بهدوء: ارجوكي يا دكتورة اتفضلي معانا بهدوء، خالد أنت أكتر واحد عارف إن ما ينفعش نخالف الأوامر
نظر خالد لمراد بغضب ليهتف على مضض: مراد لينا مش هتركب البوكس روح وأنا هاجي وراك بعربيتي
هز رأسه إيجابا ليخرج ومن بعده العساكر.

لتنهار ارضا تنظر له بذعر تصيح بخوف: أنت بتقول ايه أنت هتخليهم يقبضوا عليا فعلا هتوديني السجن أنا ما عملتش حاجة والله العظيم ما عملت حاجة، نظرت ناحية والديه اللذين اخرستهم الصدمة تصيح بخوف: عمي محمود قوله إن أنا مستحيل اعمل كدة، ماما زينب انتي مصدقة أن أنا أعمل كدة، انتوا ساكتين ليييييييه.

جلس أمامها امسك كتفيها بحزم لتنظر إليه هتف بحدة: لينا اهدي، طبعا انتي ما عملتيش حاجة مش محتاج حد يقولي، اكيد في سوء تفاهم، امسك يديها يوقفها معه يشد على يديها بحزم: ما تخافيش يا حبيبتي مش عايزك تخافي لو فيها موتي مش هسمح لأي حاجة في الدنيا انها تأذيكي، أخذها متجها إلى سيارته طوال الطريق كانت تنظر للطريق بشرود تتساقط دموعها بصمت وهو يشد على يدها محاولا طمئنتها ليشعر ببروده يدها التي تضاهي الصقيع، وقف بسيارته أمام تلك المديرية ليجد محمد وجاسم يقفان في انتظارهما، نزل وانزلها كانت تتحرك بخواء كأنها آلة، ليتقدم جاسم منها يضمها لصدره يهتف بحزم: ما تخافيش يا حبيبتي، ابوكي محامي شاطر مش هتاخدي يوم واحد.

رفعت وجهها عن صدره تهمس بخوف: أنا ما عملتش حاجة والله
هتف جاسم سريعا: عارف يا حبيبتي انتي هتقوليلي أنا
همس خالد بصوت خفيض لصديقه الواقف جواره: أنت عرفت ازاي
محمد: ابوك كلمني وكلم عمك جاسم متقلقش بإذن الله خير
هز رأسه إيجابا بقلق اتجه معها ناحية غرفة التحقيقات ممسكا كف يدها، ومن خلفه جاسم ومحمد، دخلت هي جاء أن يدخل هو ليمنعه العسكري من ذلك: ممنوع يا افندم
صرخ بحدة؛ أنت اتجننت أنت مش عارف أنا مين.

هتف العسكري سريعا: أنا آسف يا باشا بس دي اوامر حاتم باشا
اتسعت عينيه بصدمة ليهمس بذهول: حاتم عدنان، حاتم!
جاسم: خلاص يا خالد خليك وهدخل أنا، وجه كلامي العسكري يهتف بلباقة: جاسم الشريف المحامي
دخل جاسم بصحبة ابنته إلى الغرفة لتتسع عيني لينا بفزع ما أن رأت الجالس خلف المكتب، بينما ابتسم ذلك الشخص ببرود، اشار إلى الكرسي المقابل لمكتبه يبتسم باصفرار: اتفضلي يا دكتورة.

بلعت لعابها بتوتر لتجلس على ذلك الكرسي ليجلس جاسم أمامها بثقة محامي خبير يعرف تماما ما سيفعل
نظر حاتم لها بغموض يهتف بهدوء: دكتورة لينا أنتي أكيد عارفة انتي هنا ليه
هزت رأسها نفيا سريعا ليكمل هو ببرود: هعمل مصدقك، طب يا دكتورة انتي هنا بتهمة تجارة اعضاء
هتفت سريعا وهي تنظر له بفزع: والله العظيم أنا ما عملت حاجة
ضغط على زر صغير موجود في مكتبه ليدخل العسكري، ليهتف حاتم: هات المتهم.

لحظات خرج فيها العسكري من الغرفة لتجلس لينا بتوتر كأنها تجلس على صفيح ساخن بينما يطالع جاسم محضر القضية بهدوء دقائق ليدخل العسكري بصحبة ذلك الشاب لتسمع حاتم يهتف بجد: تعرفيه؟
نظرت لذلك الشاب لتهز رأسها نفيا سريعا: لا أبدا أول مرة اشوفه.

لتسمع ذلك الشاب يصيح بحدة: نعممم يا اختي، اول مرة تشوفيني انتي بتلبسيني عشان تخرجي نفسك، يا باشا الست دي كدابة هي اللي اتفقت معايا أنها هتقلل الدكاترة في وردية بليل عشان ما حدش يقولي رايح فين ولا جاي منين
نظرت له بذعر عينيها متسعتين بخوف لتهز رأسها نفيا تصرخ بخوف: أنت كدااااب والله كداب أنا ما اعرفكش والله ما اعرفه
هتف حاتم بجد؛ انتي فعلا قللتلي الدكاترة في وردية بليل.

هزت رأسها ايجابا تبلع لعابها بذعر
بينما هتف حاتم بهدوء: ليه؟
هتفت سريعا: عشان في نقص عمالة في فرع المستشفى التاني خصوصا ورديات بليل فاصطريت اني انقل كام دكتور من المستشفى دي للمستشفى التانية
هز حاتم رأسه نفيا بهدوء يهتف ببرود: للأسف يا دكتورة التهمة لبساكي لبساكي انتي صاحبة المستشفي وانتي المسئولة قدامي على عمليات تجارة الاعضاء اللي حصلت في المستشفي.

هنا نطق جاسم نظر لحاتم بهدوء يهتف بثقة: ممكن اسأل الدكتور دا سؤالين
هز حاتم رأسه إيجابا، لينظر جاسم إلى ذلك الشاب يبتسم بمكر خفي: دكتور...
اكمل الشاب: راغب
هتف جاسم بابتسامة واسعة: عاشت الاسامي يا راغب، قولي يا راغب أنت بتشتغل في مستشفي الحياة من قد ايه
هتف الشاب بثقة: من شهرين
رفع جاسم حاجبه الايسر بمكر يبتسم باتساع؛ متأكد
هز راغب رأسه إيجابا سريعا يهتف دون تردد: آه طبعا متأكد.

ليكمل جاسم بهدوء وثقة: مين مضي ورق تعينك في المستشفي
اشار إلى لينا يهتف بثقة: الدكتورة
هتفت لينا بذعر: أنا! والله العظيم ما حصل
نظر جاسم لها بحدة حتى تصمت يبتسم باصفرار: لو سمحتي يا دكتورة ما تتدخليش في شغلي
عاد ينظر لذلك الشاب يبتسم بهدوءه الماكر: طيب يا راغب، من محضر الوقعة اللي قدامي بيقول أنك جيت واعترفت على نفسك مش كدة
هز راغب رأسه إيجابا ليكمل جاسم يتعجب: بقي يا راجل في حد يعترف على نفسه.

هتف راغب بحدة: ايوة طبعا لما يكون عنده ضمير أنا حاولت اموت ضميري وأسمع كلام الست دي واشتغل في تجارة الاعضاء كانت عيزاني اسرق اعضاء الناس الغلابة عشان تبيعها بملايين بس ما قدرتش عشان كدة جيت اعترفت على نفسي
ابتسم جاسم بهدوء: طب أنت بتزعق ليه، ولا وهو من مبدأ صوتك العالي دليل على ضعف موقفك، تعرف دكتور عصام نور الدين
هتف راغب بضيق: أنا عايز اعرف هو المفروض الظابط اللي يستجوبني ولا أنت.

ابتسم جاسم ساخرا: أصل أنت مش عارف حاتم دا تلميذي، كان فاشل اوي هو في مادة القانون وأنا اللي كنت بذكرهاله مش كدة يا دومه
ضحك حاتم بمرح: تلميذك يا كبير
نظر جاسم لراغب مرة اخري يهتف بهدوء: ما قولتليش بردوا تعرف دكتور عصام نور الدين
هز راغب رأسه نفيا يهتف بحدة: لاء ما اعرفوش ارتحت
ابتسم جاسم باتساع يهتف بارتياح: فوق ما تتخيل.

وجه نظره لحاتم يهتف بجد: الورق اللي قدامي بيقول أن دكتور راغب حمدان اتعين في المستشفي في تاريخ، من شهرين والدكتور الماضي على التعيين دكتورة لينا جاسم الشريف، طب ازاي يا افندم ونفس الوقت دا الدكتورة كانت في غيبوبة ودي نسخة من تقرير المستشفي اللي تثبت أن لينا كانت في غيبوبة في المدة دي والمسؤول في الفترة دي عن تعيين الموظفين كان دكتور عصام نور الدين اللي المتهم انكر أنه يعرفه، طب ازاي معقوله الدكتورة مضت على تعيينه وهي غايبة عن الدنيا، فحنا كدة قدام قضيتين واحدة توزير في اوراق رسمية، ودا المثبت من خلال ورقة التعيين دي الدكتور دا اصلا ما دخلش المستشفي ولا حتى من ضمن طاقم العاملين فيها ودا اللي يثبته الكشف الخاص بالعاملين في المستشفي، اخرج جاسم الكشف من حقيبته يعطيها للظابط، والتانية تشهير وسب لسمعة شخصية معروفة زي دكتورة لينا الشريف ودي طبعا هنرفع فيها قضية تعويض أنا عن نفسي مش هتنازل عن 2 مليون كتعويض، نظر ناحية راغب يهتف باتساع: مش بقولك ارتحت.

ارتسمت ملامح الذعر على وجه ذلك الشاب ليهتف سريعا بتوتر: أنت بتقول ايه يا عم أنت، أنت عايز تلبسني المصيبة، لا لا طبعا أنا مش هروح في داهية لوحدي، هي السبب، هي اللي قالتلس اعمل كدة
هتف حاتم بحدة: ايوة هي مين بقي.

هز الشاب رأسه نفيا سريعا يهتف بذعر: ما اعرفهاش والله ما اعرفها ما شوفتهاش هي قالتلي اعمل كدة وهتديني مليون دولار، أنا مش هلبسها لوحدي، أنا مش هروح في داهية، هي قالتلي هبقي اعترفت عليها وابقي شاهد ملك في القضية لالالا أنا مش هلبسها لوحدي
هتف جاسم ساخرا: انت لبستها يا حبيبي صباح الفل يعني، قام من مكانه ليمد يده يجذب لينا برفق من كرسيها يبتسم بهدوء: طب يا حضرة الظابط احنا برة لحد ما تخلص تحقيق.

اتجه جاسم بصحبة لينا إلى الخارج فتح جاسم الباب وخرج ليتوقف عن خالد عن زرع المكان ذاهبا وايابا يكاد يحترق من الغضب، منعه محمد عدة مرات من اقتحام الغرفة، اتسعت عينيه بلهفة حينما وجدها تخرج بصحبة ابيها لتشخص في نفس اللحظة بذعر حينما رأي ذلك الشاب يلف ذراعه حول رقبتها بعنف لينتشل بندقية العسكري الواقف جواره يضعها على رقبتها يصرخ بجنون: أنا مش هروح في داهية لوحدي يا دكتورة، طب هي بتكرهك وعشمتني بفلوس كتيرة، أنا البسها لييييه هااا ما تردي عليا.

اخرج خالد مسدسه من جيبه يصوبه ناحية ذلك الرجل ليتنزع جاسم المسدس من يده يصرخ فيه: أنت اتجننت كدة الرصاصة هتيجي في لينا، نظر ناحية ذلك الشاب يرفع يده باستسلام يهتف بحذر: يا ابني اللي أنت بتعمله دا غلط، ما تزودش التهم اللي عليك
ضحك ذلك الشاب بجنون: أنا كدة كدة رايح في داهية، مش فارقة معايا، اللي هيقرب خطوة واحدة هفجر دماغها.

كانت تقف امام ذلك الشاب تشعر بعصر يده لعنقها تكاد تختنق تري ابيها وهو يرفع يديه يحاول السيطرة على الموقف وخالد ينظر لذلك المجنون بغضب ولها بقلق، محمد يبحث حوله عن اي شئ يساعده في السيطرة على الموقف بعض العساكر يشهرون اسلحتهم ناحيتهم فالموجود فقط القليل، بسبب إجازة عيد الفطر، جاء دورها لتفعل شيئا لن تبقي كومبرس صامت في مسرحية موتها هتفت بصوت بح من خنقه لها: هتستفاد ايه لما تقتلني أنا ما اذتكش عمري ولا اعرفك حتى أنت اللي كنت عايز تأذيني عشان مليون جنية ولا دولار، سهل كدة تدمر حياة واحدة ما تعرفهاش عشان الفلوس، أنت مش دكتور بردوا فاكر قسم المهنة اللي حلفت بيه، مهمتك يا دكتور تنقذ ارواح الناس مش تنهيها.

نظر لها بجزع ليهز رأسه نفيا بعنف: انتي أملي الوحيد اني اخرج من هنا
عادت هي تحاول التقاط أنفاسها تتحدث بصوت خفيض: تفتكر لو خرجت ورحت للست دي هتسيبك، اكيد هتقتلك أنت ما نفذتش مهمتك، طبعا هتخاف من أنك تكون اعترفت عليها، هتموتك ما تبقاش غبي.

نظر لها بقلق لا ينكر خوفه مما قالت لينتفض فزعا حينما شعر بيد احدهم توضع على كتفه التفت برأسه سريعا ليسقط ارضا من تلك الصدمة العنيفة التي أخذها من رأس حاتم، هو الوحيد الذي لم يكن حاضرا، استطاع أن يخرج من نافذة مكتبه منها إلى خارج القسم ليتسلل بخفة على اطراف أصابعه إلى أن اصبح خلف ذلك المجنون ليصدمه برأسه بعنف، كانوا يطلقون عليه لقب الصخرة لقوة صدمته ليسقط المجرم ايضا ومعه لينا تحاول التقاط أنفاسها، ليهرع الواقفين إليها.

ارتمت بين احضان ابيها تحاول التقاط أنفاسها شيئا فشئ إلى ان هدأت لتخرج من بين ذراعيه تبتسم له باتساع: أنا دلوقتي اتأكدت أن بابا محامي شاطر عمره ما يخسر قضية ابدا
خرجت من حضنه لحضن خالد الذي ظل يتفحصها بعينيه جيدا حتى يتأكد أنها لم تصاب بخدش ليهتف بلوعة: انتي كويسة
نظرت لحاتم الواقف خلف خالد بتعجب تهتف بدهشة: كويسة، بس حقيقي ما كنتش متخيلة أنك أنت اللي هتنقذني، يعني أنا قولت هتتلكك وتحبسني.

اتجه حاتم ناحيتهم يبتسم بهدوء: ابوكي استاذي ومعلمي ومثلي الاعلي كنت عايز ابقي محامي ناجح زيه بس فشلت في كلية حقوق ودخلت شرطة ما انكرش اني ظابط ناجح بس دا بردوا بفضل والدك، هو فعلا كان بيذاكرلي مواد القانون اللي عندي، وجوزك صاحبي صحيح في بينا شوية خلافات بس مصيرها في يوم تتحل
جاء محمد يهتف بمرح: وليه في يوم ما تتحل دلوقتي، دا حتى العيد فرحة.

وقف خالد أمام حاتم يبتسم بامتنان: متشكر يا حاتم، صمت بضع لحظات ينظر لصديقه بعتاب ليهتف: والله ما خونتك يا صاحبي أنا عمري ما كنت خاين يا حاتم...
قاطعه الاخير يهتف بندم: مصدقك بس كنت بحاول الاقي مبرر للي عملته سمرا فيا فكنت جايب اللوم كله عليك، مد يده ليصافحه يهتف بندم: مسامحني يا صاحبي.

التفت خالج برأسه ناحية لينا يهتف بمرح: طول عمره اوفر ويعشق الأفلام القديمة، ليعاود النظر لحاتم وهو يفتح ذراعيه: خش في لحم اخوك يا فواز.

ضحك الواقفين جميعا ليحضتن حاتم خالد عناق اخوي حار، كان الجميع سعيد حتى لينا التي كانت ترتجف خوفا قبل دقائق كانت تضحك بسعادة مع والدها تحاول تقليده تنظر له بفخر بينما هو شارد يفكر من تلك السيدة وماذا تريد منه ولماذا تريد أذية لينا، بالتأكيد هي فاحشة الثراء مليون دولار مبلغ ليس بهين على الاطلاق.

بعد عدة أيام من انتهاء تلك المشكلة كانت لينا تجلس في منزلها تداعب الصغيرة تطعهما بحنو حينما سمعت صوت الباب بقتح لحظات ودخل خالد بصحبته فتي صغير في العاشرة من عمره، نظرت له لينا باستفهام خاصة أن ملامح وجه خالد كانت مكفهرة حزينة شاحبة، سمعته يهتف بجد: لينا، دا زيدان الصغير او بمعني اصح دا خالد ابن زيدان صاحبي الله يرحمه، هيعيش معانا من النهاردة.

هزت رأسها ايجابا دون تردد نظرت للضغير تبتسم بحنو لتلاحظ ملامح وجهه الحزينة المنطفئة ليبدو أكبر من عمره بسنوات عينيه وكأن الحياة انتزعت منهما
اجفلت على صوت دقات الباب ليتجه خالد ليفتح ليجد باقة ورد كبيرة مع احد حراسه يبخبره بأن عامل التوصيل تركها وذهب، قطب جبينه بتعجب ليلتقط الكارت الموجود مع البطاقة ليجد بعض الجمل مكتوبة على الحاسب ليست يدويا بالغة الإنجليزية.

« لا تعتقد أنها النهاية، اللعبة لم تبدأ بعد، ستدفع الزمن غاليا، أعدك بأني سأقتل ابنتك الغالية امام عينيك، اراك قريبا، عيد سعيد الصغيرة »
كور الورقة في يده بعنف يجز على اسنانه بغضب ينظر للفراغ بشرود متوعدا فيبدو أن الحكاية لم تنتهي بعد.

تمت بحمد الله.

تابعوا ثلاثة حلقات خاصة، وبعده الجزء الرابع إن شاء الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة