قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل السادس

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل السادس

رواية أسير عينيها الجزء الثالث للكاتبة دينا جمال الفصل السادس

وقفت مكانها متجمدة من الصدمة لا تصدق ما تسمع أكان يخدعها طوال تلك السنوات يرتدي وجه الحمل البرئ وهو في باطنه ذئب ماكر ينتظر الفرص المناسبة للقضاء على ضحاياه والتي للأسف هي إحداهن، مسحت دموعها بعنف حينما وجدت زينب تتقدم ناحيتها تسأله بقلق: انتي كنتي فين لينا أنا قلبت عليكي الجامع وخالد عمال يتصل بيكي ما بترديش ليه.

حمحمت لتجلي صوتها الذي بح من كثرة البكاء تهمس بألم؛ ما فيش يا ماما أنا بس كنت مخنوقة فوقفت هنا اشم شوية هوا
ربطت زينب على كتفها برفق: طب يلا يا حبيبتي خالد جه أهو.

هزت رأسها ايجابا باستسلام هي حقا لا تعرف ماذا عليها أن تفعل جلست بجانب والدته على الأريكة الخلفية، ما ان نظرت لملامح وجهه من خلال مرآه السيارة كان منشغل بقيادة السيارة انهمرت دموعها خوفا وألما اجفلت على صوت والده يهتف بقلق: مالك يا بنتي بتعيطي ليه.

تبكي اتسعت عينيه حينما سمع تلك الكلمة ليضعط على مكابح السيارة بقوة لتتوقف فجاءة على جانب الطريق التفت لها بلهفة يهتف بلوعة: انتي بتعيطي ليه، تعبانة في حاجة بتوجعك اوديكي للدكتور
نظرت له بألم دون أن تنطق ليبدأ ثلاثتهم يسألوها بقلق عما بها اما هي فكانت فقط تبكي دون ان تنطق بحرف لتنتفض فزعة حينما سمعته يصرخ بحدة: ما تنطقي احنا هنتحايل عليكي
اخذتها زينب بين أحضانها اسألها برفق: مالك يا بنتي.

هتفت بصوت مبحوح: ما فيش يا ماما اصل سمعت قصة ضيقتني شوية
هتف محمود باستفهام: قصة إيه اللي عملت فيكي كدة
ابتعدت عن حضن زينب تمسح دموعها بعنف: تخيل يا عمي، شوفت واحدة في الجامع خطيبها ضحك عليها واغتصبها وعشان يخلص منها جاب واحد وقال عليه عشقها ولغي الجوازة بعد ما دمرها وطلع هو في الآخر البرئ
هتف محمود بحدة: دي ايه البجاحة دي، دا حيوان
زينب: يكفينا الشر يا بنتي دي عالم ما تعرفش ربنا.

هتفت بهدوء وهي تنظر لعينيه من خلال مرآه السيارة الاماميه: وأنت ايه رأيك يا خالد
نظرت لها بهدوء لترتسم على شفتيه ابتسامة ساخرة سمعت صوت محرك السيارة وهو يعمل من جديد ليهتف بهدوء ؛ والله أنا ما اقدرش احكم عليه من غير اعرف الصورة كاملة مش يمكن هي كدابة.

هزت رأسها ايجابا بهدوء لينطلق بعدها الي المنزل في صمت مطبق، الي ان وصلوا الي المنزل نزل محمود وزينب ليبقيا هما، نظرت له بضيق ليلتفت له يهتف ببرود: ممكن افهم بقي في ايه، ايه الهبل اللي حصل من شوية دا
نظرت له بغضب لتهتف ببرود: أنا قابلت رحاب
اتسعت عينيه بصدمة ظل صامتا لبضع ثواني ليخرج من مكانه متجها الي باب السيارة الخلفي جلس بجانبها يهتف بحدة: شوفتيها فين وامتي وقالتلك ايه.

نظرت له بشك وكلام رحاب يتردد داخل عقلها لتهتف هي الأخرى بحدي: ومالك متعصب كدة ليه، ولا خايف
عقد جبينه بتعجب مما تقول ليهتف بهدوء: وأنا هخاف من ايه يعني
نظرت له بعتاب لتهتف بغموض: من اللي أنا وأنت عارفينه كويس، يا خسارة يا خالد.

اتسعت عينيه بدهشة ماذا تقول تلك الحمقاء، ماذا قالت لها تلك الملعونة، وجدها تخرج من السيارة في لحظة تهرول ناحية المنزل، نزل خلفها ليقف مكانه ساكنا وضع يديه في جيبي بنطاله ينظر لها ببرود، رحاب بالتأكيد ملئت عقلها بكلام مسمم مزيف لا صحة له، يستطيع بسهولة ان يسحقها تحت قدميه دون ان يرتف له جفن ولكنه لن يفعل ذلك، يبدو أن موت ابنتها قد أثر على قواها العقلية لذلك هو لن يحاسبها بل سيحاسب تلك الحمقاء التي سلمت عقلها دون تفكير، وقف في الحديقة يدخن احدي سجائره بشراهة، ليتجه بعدها الي غرفتها، وهو في طريقه سمع والدته تهتف باسمه نظر ناحيتها ليجدها تجلس امام التلفاز على أريكة كبيرة تشاهد أحد مسلسلات رمضان.

ليتجه ناحيتها وقف أمامها يبتسم بهدوء: مساء الفل يا ست الكل
ابتسمت له بحنو تربط على الاريكو بجانبها: مساء النور يا حبيبي تعالا اقعد عايزة اتكلم معاك كلمتين
جلس بجانبها ينظر لها باستفهام لتمد يدها لجهاز التحكم تغلق التلفاز لتلتفت له بجسدها تهتف بعتاب: بصراحة بقي حالك اليومين دول مش عاجبني
أسند ذراعيه على فخذيه يسند ذقنه على راحه يده يبتسم بشخوب: ماله حالي بس يا أمي ما أنا كويس اهو.

هزت رأسها نفيا تهتف بضيق: لاء يا خالد مش كويس حالك متشقلب، عاجبك حالك وهما فاكرين مجنون، كل دا عشان بتحبها وبتغير عليها وبصراحة بقي يا خالد أنت مدلعها أوي
ارتسمت ابتسامة حزينة على شفتيه يهتف بشرود: يا ستي خليها تدلع طول ما أنا عايش
اتسعت عينيها بدهشة من تصرفات ابنها لتهتف بحزم: في ايه يا خالد، مالك يا إبني، اللي انت فيه دا ما ينفعش
اعتدل في جلسته يهتف بهدوء: انتي عايزة ايه يا أمي.

نظرت حولها يترقب لتهمس بحذر: أنا عندي حل كويس لحالتك
رفع حاجبه الايسر بشك ينظر لوالدته يهتف بحذر: مش فاهم
اتجوز نطقتها زينب بعفوية شديدة لترتفع ضحكاته الصاخبة، لتنظر له بضيق تقطب حاجبيها بغضب هتفت بحدة: ايه اللي بيضحك في اللي أنا بقوله إنت راجل ومن حقك تتجوز واحدة واتنين وتلاتة
اندثرت ضحكاته في لحظة ينظر لها بدهشة هاتفا: انتي بتتكلمي بجد يا أمي.

هزت رأسها ايجابا تهتف بهدوء: آه طبعا وجد الجد كمان، اتجوز خدلك بنت صغيرة كدة 19، 20 سنة تدلعك وتجبلك الواد اللي يشيل اسمك طالما...

قاطعها يهتف بضيق يعقد جبينه بغضب: طالما ايه يا أمي، طالما لينا ما بقتش بتخلف مش كدة، طب افرضي أنا اللي ما كنتش بخلف كنتي هتقولي للينا اطلقي واتجوزي، انا الحمد لله ربنا ما حرمنيش من الخلفة عندي بنت ربنا يخليهالي بكرة تكبر وتشيل إسمي، ما حدش فينا مخلد عشان حضرتك عايزة ولد يخلد إسمي
ربطت على كتفه برفق تهتف بحنو: يا إبني أنا مش قصدي أنا بس مش عايزة اشوفك حزين كدة.

ربط على يدها يبتسم برفق: أنا كويس يا أمي ما تقلقيش عن إذنك أنا هطلع ارتاح شوية
اخذ طريقه الي غرفته، ما ان دخل الي الغرفة حتى جز على اسنانه بغضب حينما وجد دولاب ملابسها فارغ وتخت الصغيرة اختفي اتجه الي غرفتها المجاورة لغرفته يدق بابها بعنف يهتف بحدة: افتحي يا لينا
سمع صوتها تهتف بعند: مش هفتح يا خالد ومش هقعد معاك في أوضة واحدة
صرخ غاضبا: افتحي يا لينا بدل ما اكسر الباب.

سمعها تهتف بتحدي يبدو ان ذلك الباب المغلق اكسبها بعض الشجاعة: اكسره عشان عمي محمود يجي يكسر دماغك
خالد غاضبا: أنت بتهدديني
لينا بحدة: افهمها زي ما إنت عايزة آه وما تحاولش تيجي من البلكونة عشان أنا قفلاها كويس
هتف ببطء متوعدا: ماشي يا لينا على راحتك
تركها ونزل الي صالة العابه الرياضية يفرغ غضبه من أفعال تلك الفتاة في تلك الآلات المسكينة.

جلست على الفراش تضع صغيرتها على قدميها لتهتف الصغيرة بصوتها الطفولي: با با
نظرت لابنتها بحزن لتبدأ في الحديث معها وكأنها ستفهما: تفتكري بابا يعمل كدة فعلا، حاجة جوايا رفض تصدق ان خالد يعمل كدة، انا حقيقي تعبت يا لوليتا كل ما اقول خلاص كل حاجة هتتصلح الاقي نفسي لسه واقفة عند نقطة البداية، تنهدت بتعب تبتسم لصغيرتها بشحوب: تعالي ننام احسن.

ضمت الصغيرة لصدرها تربت على شعرها برفق الي ان نامت الصغيرة قبلت جبينها تهمس بحنان: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي
في اليوم التالي
استيقظت على دق على باب غرفتها، قامت تفتح الباب وهي تفرك عينيها بنعاس لتسمعه يهتف ساخرا: صباح الخير يا دكتورة معلش ازعجتك
انتشلتها نبرته الساخرة من بئر النوم لتمط شفتيها بضيق تهتف بنعاس: بصراحة آه ازعجتني عايز حاجة ولا ارجع انام.

وضع يديه في جيبي بنطاله يرتفع جانب فمه بابتسامة ساخرة: عايز موبايلي عشان نسيته عندك
قطبت جبينها بتعجب تنظر له بدهشة: افندم وايه اللي هيجيب موبايلك عندي
رفع كتفيه بلامبلاة يهتف ببراءة: روحي وانتي هتلاقيه.

دخلت الي الغرفة لتتسع عينيها بدهشة حينما وجدت الصغيرة تنام في مهدها انتقلت بنظرها الي الفراش لتجد هاتفه ملقي عليه التقطته بين أصابعها تنظر له بدهشة، التفتت تنظر للواقف جوار الباب يبتسم ساخرا لتهتف بذهول: أنت ازاي دخلت هنا
اعتدل في وقفته ليقترب منها همس جوار اذنها بخبث: أنا في كل مكان ولا ألف باب وحيطة هيقدروا يبعدوكي عني
شخصت عينيها تنظر له بصدمة: دخلت ازاي والباب والشباك مقفولين.

عدل هندامه بغرور يبتسم بثقة: لما تكبري شوية هقولك
لينا بضيق: أنا عايزة اعرف دلوقتي حالا أنت دخلت الاوضة ازاي
امسك رسغ يدها يجلسها على الفراش ليجلس أمامها يهتف بهدوء: أنا اللي عايز اعرف رحاب قالتلك ايه بالظبط مغيرك كدة
اشاحت بوجهها في الاتجاه الآخر لتهتف بصوت حزين مختنق: قالت اللي قالته بقي يا خالد
هتف بحدة وهو يدير وجهها ناحيته: أنا من حقي اعرف هي قالتلك إيه.

بقيت على صمتها لينظر لها ببرود هاتفا بتوعد: طيب يا لينا أنا هروحلها بنفسي واعرف منها بالظبط هي قالتلك ايه
قام ليرحل لتنتفض سريعا امسكت بذراعه تهتف بلهفة: لاء خلاص هقولك والله هقولك
عقد ساعديه يهتف بهدوء: اتفضلي قولي.

بلعت لعابها بارتباك لتبدأ باخباره ما حدث بالأمس وهي تراقب تعابير وجهه لتجد البرود يحتلها، قصت عليه ما حدث كاملا ليبقي صامتا ينظر لها ببرود دون أن ينطق بحرف دقيقة اثنين ثلاثة لتسمعه يهتف بخواء: وانتي صدقتيها مش كدة
اخفضت رأسها ارضا لا تعرف ماذا تقول تفرك يديها بتوتر: مش عارفة
هتف ببرود: لاء عارفة يا لينا انتي صدقتيها، اومال الحيوان اللي كنتي بتحكي عنه في العربية إمبارح مش يبقي أنا بردوا.

يا خسارة يا لينا
نظرت له بقلق حينما قبض على رسغ يدها يسحبها خلفه الي غرفته لتجده يفتح درج صغير
في مكتبه اخرج ملف به بعض الاوراق القاه امامها لتنظر له بتردد امسكت الملف تفتحه لتجد عقد زواج له هو والمدعوة رحاب وعقد طلاق تاريخه بعد عقد الزواج بحوالي شهرين.

رفعت نظرها عن الاوراق تعض على شفتيها بندم لتجده يخرج هاتف قديم من درج المكتب فتحه يشهره أمام وجهها لتري ذلك الفيديو الذي سجله محمد قديما لرحاب وذلك الشاب.

وضعت يدها على فمها تكبح شهقاتها المتألمة الندمه، لتنساب دموعها ترثي حماقتها كم هي حمقاء غبية لتصدق تلك الفتاة بتلك البساطة وتشك به هو نظرت له بندم احتل مقلتيها لتهمس بحزن وهي تشهق في البكاء: طبعا انا لو قولتلك أنا آسفة على غبائي وجهلي وقلة ثقتي بيك مش هتسامحني
اقترب منها الي ان وقف أمامها مباشرة ينظر لها ببرود نظرات خاوية جليدية.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة