قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل السادس عشر

اختطف خالد الهاتف من يدها وضعه على أذنه فاستمع الي جزء الجملة الثاني ( يا روح روو)
خالد صارخا بغضب: دا أنا هاجي اطلع روح روو
فارس بفزع: خالد اومال فين لينا اوعي تكون قتلتها
خالد غاضبا: لاء لسه لما اقتلك انت الاول
فارس سريعا: استني يا خالد انت فاهم غلط خالد، الو
اغلق الخط في وجهه دون أن يستمع الي باقي حديثه
ضغط على مكابح السيارة بقوة لتقف السيارة فجاءه بعنف فارتدت لينا في مقعدهت.

لينا صارخة بغضب: ايه الجنان دا كنت هتقلبنا
قبض على خصلات شعرها بعنف صرخ فيها بحدة من بين اسنانه: انتي لسه شوفتي جنان دا هوريكي الجنان الي على اصوله
التمعت الدموع في عينيها بألم
لينا بدموع: اه شعري يا خالد سيب شعري
انا عملت ايه لكل دا
خالد غاضبا: وحياة امك انتي ازاي تتكلمي مع فارس بالطريقه دى
لينا صارخة: وفيها ايه يعني دا ابن عمي سيب شعري بقي.

خالد غاضبا: مش من حقك تتكلمي مع اي راجل بالطريقة دي غيري انا بس حتي لو كان ابوكي
والا قسما بالله هقصلك لسانك
دفعته في صدره بغضب تصرخ فيه: ابعد عني بقي سيب يا شعري يا حيوان
خالد غاضبا: اخرسي
هوي كفه على وجنتها بصفعة اردارت وجهها بعنف الي الجانب الآخر
شخصت عينيه بفزع لالالا هو لم يفعل ذلك نظر الي كف يده بأعين شاخصة فزعة نقل نظراته بين تلك الجاحظة بألم تضع كف يدها على وجنتها عينيها جامدة خالية من الحياة.

فاق على صوت رنين هاتفه برقم غريب التقطه يرد
فارس سريعا: خالد اسمعني يا خالد والله العظيم لينا كانت بتغيظك اوعي تكون عملت فيها حاجة، خالد رد عليا خالد ألو ألو
أغلق الخط يتردد في اسماعه جملة فارس ( لينا كانت بتغيظك )
ازاح كف يدها من على وجنتها برفق ليري اثار أصابعه منطبعة على وجنتها الحمراء
ماذا يقول هل الاعتذار سيكفي للتعبير عن ندمه بما فعل احتضن كف يدها بين يديه برقة.

خالد بندم: لينا أنا آسف اااانا أنا مش عارف أنا عملت كدة ازاي أنا ما بعرفش اتحكم في غضبي وانتي بصراحة زودتيها انتي مش محتاجة تخيليني اغير غيلكي أنا اصلا مجنون بيكي
ظلت نظراتها جامدة خالية من الحياة سحبت يدها من يده بهدوء حركت رأسها بجمود ناحية النافذة تتطلع الي الشارع الفارغ بجانبها ببرود
تنهد بندن ليدير محرك السيارة انطلق كلما حاول التكلم تعلق الكلمات داخل فمه.

وقفت السيارة في إشارة المرور لتلمع عينيها بفرحة إشارت بيدها الي المحل المجاور لها
لينا بجمود: أنا عايزة عصير
خالد سريعا: بس كدة حاضر
ركن السيارة بجانب المحل نزل منها احضر لها كوب عصير
لينا بضيق: أنا عايزة عصير قصب مش كوكتيل
خالد: حاضر
عاد مرة اخري الي المحل ليعود لها بعد قليل ومعه كوب بلاسيتكي كبير
خالد: اتفضلي
كتفت ذراعيها بضيق: أنا عيزاه في كيس
عض على شفتيه بغيظ هتف من بين اسنانه: حاضر.

دخل الي المحل للمرة الثالثة ليعود لها بعد قليل
خالد مبتسما: اتفضلي يا ستي
اختطفت منه ( كيس العصير ) بضيق لتشيح بوجهها بعيدا قربت قشة العصير من فمها ترتشف منه بهدوء
ادار المحرك مرة أخري وانطلق يختلس النظرات اليها
تكلم بحذر بعد فترة صمت طويلة
خالد: لسه زعلانة
لينا بضيق: أنت ايه رأيك
خالد بندم: خلاص بقي يا لوليتا أنا آسف.

لينا بحنق: لاء يا خالد أنا مش مسمحاك مش عشان بس ضربتني بالقلم عشان بتدي لنفسك الحق تعمل الي أنت عايزه وبتحاسبني على اقل غلطة انت ليك الحق انك تتكلم مع المسهوكة الي اسمها جودي لاء وكمان نازلة احضان وأنا ماليش حتي الحق اني اتكلم مع ابن عمي
خالد سريعا: بس بس خدي نفسك والله العظيم يا لوليتا أنا اتفاجئت بيها في المول أنا اصلا كنت جايلك.

اخرج الهاتف من جيبه: والله العظيم ما كنت بتكلم معاها غير في الشغل طب حتي خدي الموبايل أهو شوفي الرسايل بنفسك
ابعدت نظراتها عنه بضيق
تنهد بتعب: خلاص بقي يا لوليتا عشان خاطري يا ستي يا رب تتقطع ايدي لو مدتها عليكي تاني
رفعت سبابتها بتحذير: آخر مرة
قبل طرف أصبعها التي تشهره في وجهه، غمز لها بطرف عينيه: آخر مرة
لينا بخجل: أنت قليل الادب
تعالو
تعالت ضحكاته وهو يعود تشغيل السيارة مرة أخري منطلقا الي وجههته.

وصل اخيرا الي منزله صف سيارته نزل منها ليتفح لها الباب فوجد سيارة حمراء حديثة بدون سقف تصف بجانبها
نزل منها على مبتسما
علي مبتسما: يا اهلا يا اهلا دا أنا أمي دعيالي إني شوفت خالد باشا
خالد: اتلم يا ظريف
اتجه على ناحية لينا التي تنظر له باستفهام رفع كف يدها وقبلها بنبل
علي بمرح: بونسيرا سنيوريتا
لينا مبتسمة: بونسيرا سونيري
صدح صوته غاضبا: سيب ايديها يا على لقطعلك ايديك
علي بفزع: سلاما قولا من رب رحيم.

خالد بضيق: ايه يا خفيف شوفت عفريت
همس للينا بصوت منخفض ؛ بصراحة جوزك بيخوف اكتر من العفاريت
حاولت كبت ضحكاتها بصعوبة ولكن عذرا شفتيها لم تستطع البقاء ساكنة لتنفجر في ضحكات عالية مرحة، لتصمت فجاءة تزدرق ريقها بخوف عندما رمقها باحدي نظراته المشتعلة
تكلم بتحذير من بين اسنانه: قدامي
هزت رأسها إيجابا سريعا لتهرول امامه الي داخل المنزل يتبعها هو ومن خلفه علي
استقبلتها زينب بعناق ساحق كالعادة.

زينب بود مبالغ فيه: وحشتيني اوي يا لوليتا
كدة ما تسأليش عني
لينا باحراج: لاء طبعا سألت خالد عن حضرتك حتي اسأليه
خالد ضاحكا بسخرية: كدابة ما سألتنيش عليكي
زينب بود: مالكش دعوة يا رخم بتدخل بين الام وبنتها ليه ايه الرخامة دي
علي ضاحكا بمرح: شكلك فاااااااانلة
حك ذقنه بتوعد: بتقول حاجة يا علي
على مبتسما ببلاهة: لا لا ابدا دا انا بقول نفسي في البسلة.

ضحكت زينب ولينا على خفة ظل على بينما تقدم على فاتحا ذراعيه بود ليحضتن عمته
على برفق: وحشتيني اوي يا زوزو
خالد بضيق: ما تحترم نفسك ياض أنت ايه زوزو دي
على بضيق مصطنع: دي عمتي يا عم مش مراتك
زينب. ضاحكة: بس يا ولد انت وهو بطلوا خناق ويلا عشان تتغدوا يلا يا لولو يا حبيبتي
جلس الجميع على طاولة الطعام شرعوا في تناول طعامهم
نظر خالد لعلي متحدثا بجد: اخبار الشغل ايه.

علي بضيق: وهو أنا دايخ ولا سيادتك السبع دوخات الا عشان الشغل يا خالد الشركة هتضيع
نظر الي طعامه بلامبلاة: تضيع
علي بحدة: طب كلميه انتي بقي يا عمتي الشركة شغالة بنص الإنتاج عشان خالد باشا بقاله 3 شهور ما عتبش الشركة
صفع طاولة الطعام بكف يده ليصيح بعنف: ومش هروح الزفتة دي حتي لو هتولع قولتلك أتنيل أعلمك توكيل بالإدارة عشان ما توجعش دماغي كل شوية بس أنت الي مش راضي خلاص بقي ما تقرفنيش.

صاح على غاضبا ؛ وأنا مش هقف اتفرج على شقي عمري وعمرك وهو بيضيع انت ناسي احنا بنينا الشركة دي ازاي كنا بنفضل مطبقين بالاسابيع عشان نكبرها جاي دلوقتي تقولي تولع
زينب بحدة: ممكن تهدي بقي أنت وهو دا حتي حرام الخناق على الاكل
علي بهدوء: حاضر يا عمتي، نظر الي خالد هاتفا بضيق، أنا جايب معايا ورق الصفقات المتعطلة ممكن حضرتك تتكرم وتتعطف وتمضيهم
هز خالد رأسه إيجابا بهدوء مكملا طعامه.

بينما كانت تجلس هي لا تفهم شئ مما يحدث لم تشئ التدخل بينهما ستبدو متطفلة جدا أن فعلت ذلك ولكن بقي ذلك السؤال يراودها لما يكره خالد شركته لتلك الدرجة
نظر على الي زينب هاتفا بمرح: بس ايه دا كله يا زوزو ولا الشيف شربيني ولا ايه رأيك يا لينا
لينا مبتسمة: بصراحة اكلك حضرتك جميل جدا
ربطت زينب على ظهرها بود: دا من زوقك يا حبيبتي
ساد جو من المزاح والمرح الذي عمل علي.

علي انتشاره وبقوة لم تتوقف عن الضحك حتي شعرت بتقلص عضلات معدتها بألم من شدة الضحك بينما كان يجلس هو يراقبها بشعف كان يضحك فقط عندما يراها تضحك وكأن ضحكاتها تدغدغ حواسه لتجعله هو الآخر يضحك
لينا بدموع من شدة الضحك: كفاية يا على بطني وجعتني من كتر الضحك
علي ضاحكا: اي خدعة محسبوكوا على في الخدمة دايما
بعد تناول الغداء جلسوا في غرفة الصالون أحضرت الخادمة العصائر والحلوي.

جلس خالد مع على يتحدثون في امور العمل والصفقات
بينما جلست زينب مع لينا يتحدثون في أمور الطبيخ والطعام
زينب: قوليلي بقي يا حبيبتي بتعرفي تطبخي
لينا باحراج: شوية مش اوي
زينب: لاء ازاي لازم تتعلمي كلها كام شهر وهتبقي في بيت جوزك انتي عايزة الواد دا يأكل وشنا
لينا مبتسمة: حاضر
خالد بتعب: كفاية كدة يا علي
علي: تمام
ضغط على كف يده بقوة عندما شعر بأن جرحه يصرخ من الألم
نفر عرق صدغه ينبض بقوة من الألم.

ضغط على شفتيه بقوة محاولا كبح ألمه هتف نن بين أسنانه بتعب حاول إخفاءه ؛ انا تعبان وطالع ارتاح شوية، على ابقي وصل لينا
تركهم وصعد لأعلي بخطي حاول ان تكون متوازنة بينما تراقبه هي بقلق تعجبت عندما طلبت من على إيصالها تعرف غيرته عمياء
ذلك القلق الذي روادها في اليوم الذي جاء فيه الي المشفي مصابا عاد يهاجم قلبها من جديد
فاقت من شرودها على يد على تلوح أمام وجهها
علي: يلا يا لينا عشان لسه ورايا شغل.

هزت رأسها إيجابا زفرت بقلق لتقم من مكانها
التفت ناحية زينب تهتف بقلق: معلش يا طنط ممكن حضرتك تطلعي تشوفي خالد صاحي ولا لاء عايزة اقوله حاجة
زينب مبتسمة: حاضر يا حبيبتي
تركتهم زينب متجهه الي اعلي
علي: مالك يا لينا
لينا بقلق: مش عارفة يا على مش مطمنة
دقيقة اثنين صمت عم المكان شقه صوت صرخات زينب قادمة من اعلي
هرولت لينا وعلي الي اعلي.

اقتحمت الغرفة بقلق لتتجمد مكانها وجدته ممدا على الفراش عاري الصدر جرح كتفه عاد ينزف بقوة جسده ينتفض بشدة
هزت رأسها نفيا بعنف لتفيق من حالة الصدمة التي أصابتها هرعت اليه
لينا بجد: جرحه فتح تاني، على بسرعة شنطتي في عربية خالد
علي سريعا: هجيبهالك حالا
لينا: طنط زينب كانت في حاجات أنا استخدمتها لما غيرت لخالد على الجرح المرة الي فاتت
زينب سريعا: هجبهالك حالا.

بعد نصف ساعة استطاعت التقاط أنفاسها مرة أخري بعدما استطاع تقطيب جرحه قبل فوات الاوان
أوصلت المحلول الوريدي بعرق يده لتحقنه بخافض للحرارة
لينا: معلش يا طنط عايزة طبق فيه مايه نضيفة فيها خل
زينب: حاضر يا بنتي
خرجت زينب من الغرفة
لينظر لها على هاتفا بقلق: هو بقي كويس مش كدة
لينا: آه يا على، الحمد لله لحقناه.

ابتسم على بمكر: قصدك لحقيته لتاني مرة بتنقذيه من الموت أنا عرفت أنك اتبرعتيله بدمك أول مرة وادي تاني مرة حسيتي بتعبه من غير حتي ما يتكلم، أنا كنت قريت الزمان أن العشاق أرواحهم بتحس ببعض ما صدقتش الكلام النظري بس اديني أهو بشوفوا عملي
قلبت عينيها بضيق: تعرف يا على انك رخم زي ابن عمتك بالظبط
علي ضاحكا بخبث: أنا ممكن اكون شبهه في حاجات كتير ما عدا حاجة واحدة.

قطبت حاجبيها باستفهام أرادت أن تسأله ما هو ذلك الشئ الغامض ليكمل هو: ما بعشقكيش بجنون
اتسعت عينيها بحرج من كلامه انقذها في تلك اللحظة مجئ زينب ومعها الماء أخذته منها وشرعت في عمل الكدمات الباردة له
تجاوزت الساعة العاشرة ليلا عندما غادر على وعاد محمود من العمل صعد إلى غرفة خالد عندما علم بمرضه واطمئن عليه
محمود: هو عامل ايه دلوقتي يا بنتي
لينا بهدوء: ما تقلقش يا عمي الحمد لله بقي كويس.

زينب بود: طب يلا يا حبيبتي عشان تتعشي انتي بقالك يجي 3 ساعات واقفة على رجلك
لينا: معلش يا طنط مش هقدر انا والله مش جعانة انا بس لازم امشي عشان الوقت اتأخر
محمود: لاء طبعا مش هتمشي دلوقتي الساعة عدت عشرة
زينب سريعا: انا قولت لعلي انك هتباتي هنا عشان كدة هو مشي
اتسعت عينيها بصدمة: اييييييه لاء طبعا ما ينفعش انا ما قولتش لبابا
محمود بهدوء: سيبيها على راحتها يا زينب أنا هوصلها.

زينب سريعا: لاء توصلها ايه هي عايزة تقعد مش انتي عايزة تقعدي يا حبيبتي شوفت السكوت علامة الرضا، معلش يا محمود بس انت كلم والدها قوله
اومأ لهم برأسه إيجابا خرج من الغرفة ليكلم جاسم
التفت زينب تنظر لتلك التي تطالعها بدهشة
زينب بود: انا مش عارفة اشكرك ازاي على الي عملتيه مع خالد على فكرة هو بيحبك قوي
ابتسمت بسخرية لتضع يدها على وجنتها تتحس إثر صفعته: اه اوي.

زينب: بصي يا حبيبتي انا عارفه انك ما كنتيش عايزة تتجوزي خالد وانك اتجوزيه غصب عنك بس صدقيني يا بنتي لو لفيتي الدنيا كلها مش هتلاقي حد يحبك قده
تجمعت الدموع في عينيها ألما: كلكوا بتقولوا انه بيحبني أوي انتوا ما بتشوفوش هو بيعاملني ازاي
ربطت زينب على كتفها برفق: عيب خالد من وهو صغير أنه ما بيعرفش يتحكم في عصبيته دا غير غيرته العامية بس صدقيني على قد ما هو قاسي على قد ما هو حنين.

ابتسمت لينا لزينب ابتسامة صغيرة تحمل خلفها طيات من السخرية
زينب: يلا بقي عشان ننزل نتعشي
لينا: معلش يا طنط انا مش جعانة والله لو جعانة هاجي معاكي
زينب: خلاص يا حبيبتي على راحتك هخلي عنيات تعملك نسكافية
لينا: ماشي يا طنط
نزلت زينب واخبرت عنايات ان تصنع للينا كوب من النسكافيه لتذهب بعدها الي زوجها وجدته ينهي مكالمته مع والد لينا
زينب بترقب: ها يا محمود وافق.

تنهد بتعب: طلع عيني على ما واقف، صحيح البت ياسمين فين
زينب: في اوضتها من ساعة ما عرفت ان لينا جاية مع خالد
محمود: يعني ما عرفتش ان أخوها تعب
زينب: انا كنت مشغولة مع لينا لما كانت بتعالج خالد ما قولتلهاش
محمود بضيق: طيب يا زينب على راي خالد البنت دي من ساعة ما اتعرفت على اسمه انور دا وهي حالها اتقلب
زينب: ربنا يصلح الحال انا طالعة للينا
ذهبت زينب واخذت النسكافية من عنايات وصعدت لاعلي.

زينب: اتفضلي يا ستي احلي نسكافية لاحلي لوليتا
لينا مبتسمة: تسلم ايديكي يا طنط
زينب: قوليلي يا ماما انا هروح اجيبلك بيجامة من عند ياسمين عشان تغيري هدومك
لينا: لا يا طنط ما تتعبيش نفسك
زينب: ما تجدليش في كل حاجة هجبلك البيجامة واجي
ذهبت زينب وبقيت لينا وحيدة جلست على الكرسي المجاور لفراشه تتأمله وهو نائم
وجدت شفتيه يتحركان يبدو أنه يهذي
بدأت همهماته تعلو فاتضح ما يقول.

ررحاب رحااب ليه عملتي فيا كدة ليه دا حقتتلك كل الي ممكن تتمنيه ليه يا رحاب
صدمة تلتها صدمة تعصف بكيانها من تلك الفتاة التي يهذي باسمها يبدو بالفعل أنه يحبها
لتسيطر على تفكيره بتلك الطريقة
ادمعت عينيها بقهر ابتسمت بسخرية على حالها هي التي كانت تعنف نفسها على عدم تصدقيها لعشقه الذي يتغني به الجميع
قاطع شرودها دقات على باب الغرفة ودخول زينب تحمل منامة بيتية بين يديها
زينب: خدي يا حبيبتي انا جيبتلك بيجامة.

لينا: متشكرة يا طنط قصدي يا ماما
زينب: صحيح تحبي تباتي هنا في اوضة خالد ولا في اوضة تاني.

لينا: لاء خليني هنا يمكن لقدر الله يتعب تاني
ابتسمت زينب بخبث: على العموم سرير خالد كبير وهيكفيكوا
اتسعت عينيها بصدمة فتحتها فمها ببلاهة حتي كاد يصل للارض لتصيح فيها بفزع: اييييه لاااء طبعا أنا مش هنام جنب ابنك
زينب ضاحكة: خلاص بهزر معاكي اعملي الي يعجبك البيت بيتك تصبحي على خير يا حبيبتي
لينا: وحضرتك من اهله
رحلت زينب لتذهب هي الي المرحاض الملحق بالغرفة واغتسلت وبدلت ملابسها.

لتعود الي الغرفة واضعة ملابسها على احد المقاعد
اخذت كوب النسكافيه وعادت لتجلس على الكرسي بجانب فراشه تتامله وهو نائم
وقلبها يتمزق حزنا بعدما سمعته يهذي باسم حبيبته
لكنه عاد يهذي من جديد ولكن هذه المرة كان بدا غاضبا من ملامحه المنقبضة فكه المرتعش يديه التي يقبض عليها بشدة
خالد غاضبا: رحاب انا تعملي فيا هقتلك انا تخونيني انتي نسيتي نفسك قسما بربي لاندمك على عملتك السودا دي.

وضعت يدها على رأسها بحيرة لا تعرف هل هو يحبها أم لاء
طرقت ببالها فكرة تسلي بيها وقتها قامت ناحية مكتبه الصغير واخذت ورق ابيض بدون أسطر واقلام رصاص وعادت تجلس على كرسيها ولكن هذه المرة لترسم خالد وهو نائم
تذكرت كم كانت تعشق الرسم وهي صغيرة تذكرت أيضا كيف كانت روسامتها بشعة جدا ولكنها لم تيأس اخذت الكثير من الكورسات التعليمية في الرسم الي أن اصبحت بارعة فيع.

ظلت منهمكة في تلك اللوحة الي ان انتهت قرابة الثانية بعد منتصف الليل فكتبت اسفل تلك اللوحة بخط زخرفي صغير( يبدو الوحش جريجا ولكنه ما زال وسيما )
شعرت بالتعب بعد هذا اليوم الشاق فوضعت راسها على حافة فراشه وما هي الا ثواني حتي غطت في نوم عميق.

في صباح اليوم التالي
فتح عينيه ببطئ ينظر حوله باستفهام آخر شئ يتذكره انه القي بجسده على الفراش يلهث بقوة من شدة الالم لينتهي به الأمر فاقدا للوعي
شعر بتحسن كبير في كتفه ليدرك أن ذلك التحسن ليس من تلقاء ذاته عندما وجد المحلول الوريدي موصل بذراعه والشاش الطبي ملتف حول كتفه والعديد من الادوية على الطاولة بجوار فراشه.

واهم ما في ذلك وجدها نائمة بهدوء ملائكي رأسها على حافة فراشه وباقي جسدها متكوم على الكرسي
بجانبها عدة اوراق اعتدل في جلسته وامسك الاوراق فوجدها لوحة له وهو نائم ارتسمت
بدقة عالية وقرأ الجملة التي كتبتها فابستم
نظر ناحيتها لتنقبض ملامحه بشفقة عندما رأي ملامحها المرهقة وهي نائمة قام بنزع المحلول من يده نزل من على فراشه متوجها اليها.

حملها بهدوء حتي لا تستيقظ ليضعها في فراشه دثرها جيدا بالغطاء وذهب الي مرحاضه ليأخذ حماما دافئا
في مستشفي الحياة
حي بدون روح انتزعت روحه بعدما علم بذلك الخبر المفزع حبيبته تزوجته الفتاة الاولي التي عشقها قلبه بجنون اصبحت لغيره لا يلومها فهو لم يصارحها ابدا بحبه وعندما كاد يفعل كان قد فات الأوان قلبه يصرخ يحتضر كالطير الذبيح.

شعرت بأن قلبها يتفتت وهي تراه بتلك الحالة عينيه حمراء هالات شديدة السواد تحيط بعينيه اتجهت اليه دون تردد
سميه برفق: دكتور عصام دكتور عصام حضرتك كويس
رفع رأسه يطالعها بنظرات خاوية ميتة لينقبض قلبها بقلق هتفت سريعا: دكتور عصام حضرتك كويس شكلك تعبان اوي
عصام بهدوء مصطنع: انا كويس يا دكتورة خير في حاجة
سمية بقلق: انا كنت عايزة اطمن على حضرتك.

ضحك بألم: انا كويس، كويس جدا يا لينا اكتر مما تتخيلي مش عشان انتي سبتيني واتجوزتي واحد غيري انا هنهار لا ابدا انا هنساكي وهعيش حياتي لتنهار سيول الدموع من عينيه رغما عنه
انا عمري ما هقدر انساكي انا بحبك اوي
ادمعت عينيها حزنا على حالته ربطت على كتفته بحزن
لم يشعر بنفسه الا وهو يلقي بنفسه بين ذراعيها يبكي وينتحب
مسدت على شعره كطفل صغير تحاول تهدئته.

بعد مدة قصيرة تدارك هو نفسه لينتفض من بين ذراعيها كالملسوع
عصام بصدمة: انا اسف أنا آسف والله العظيم ما كنتش اقصد أنا آسف
سمية مبتسمة بحزن: ولا يهمك يا دكتور
حضرتك محتاج تحكي كل الي جواك يمكن ترتاح
ارتسمت ابتسامة صغيرة حزينة على شفتيه: شكرا يا سمية عن إذنك
ذهب من امامها فتلاشت ابتسامتها المزيفة وتبدأ دموعها في الهطول حزنا تتذكر كلامه
عندما كان يبكي بين ذراعيها.

(انا بحبك اوي يا لينا ليه ليه سبتيني ليه عمرك ما هتلاقي حد بيحبك قدي ليه فضلتيه عليا، انا بحبك اوي بحبك اوي )
مسحت دموعها بعنف عندما سمعت عزة تناديها للكشف على حالة عاجلة لتهرول الي عملها مسرعة.

خرج من المرحاض بعدما انتهي من اخد حمام دافئ اراح عضلاته فوجدها بدأت تستيقظ تفرك عينيها براحة يدها كالاطفال
خالد مبتسما: صباح اللوليتا يا لوليتا
نظرت له بأعين نصف مفتوحه تهتف بنعاس
لينا بصوت ناعس: صباح النور هو انا فين.

خالد ضاحكا: هو انتي يا بنتي بتصحي من النوم فاقدة الذاكرة
ابتسمت ببراءة بالكاد تحاول فتح عينيها
خالد برفق: لينا ارجعي نامي شكلك نعسان اوي
هزت رأسها نفيا: لا انا صحيت اهو انا عايزة اروح
دقت على باب الغرفة تلتها دخول زينب
زينب بحنان وهي تحتضن خالد: حمد لله على سلامتك يا حبيبي، عامل ايه دلوقتي
خالد: الحمد لله احسن بس هو ايه الي حصل
قصت زينب عليه ما حدث بالأمس
زينب: يعني المفروض دلوقتي تشكر مراتك.

نظر لها بحنان فوجدها غفت وهي جالسة تتوسد راحة يدها ابتسم من منظرها الطفولي
زينب: لينا لوليتا اصحي
خالد سريعا: سيبيها نايمة
أتاهم صوتها ناعسا: لاء أنا خلاص صحيت
زينب: طب أنا هنزل احضرلكوا الفطار
نزلت وتركتهم لتلفت له تسأله بنعاس: كتفك عامل ايه
خالد: الحمد لله احسن شكرا
لينا بتهكم وهي تقلده: دا شغلي يعني لازم اعمله حتي لو مش طايقه ولا ايه يا خالد باشا
ضحك عاليا بملئ فاهه: والله انتي مصيبة.

تركته وذهبت الي المرحاض لتسمعه يقول: ما تتأخريش عشان هننزل سوا
لينا: لاء انزل انت وأنا هحصلك
التفت الي المراءة يصفف شعره بهدوء: انتي عارفة أنا ما بحبش كلامي مرتين ما تتأخريش
نفخت خديها بغيظ من بروده المستفز لتدير المقبض تدلف الي المرحاض
ذهبت ناحية المغطس لتملئه بالمياه فتحت صنبور المياة لتشهق بفزع عندما انتشرت مياه المرش العلوي تغرقها بشدة
لينا بغيظ: ايه الرخامة دي حمامه رخم زيهر.

انتهت من اخذ حمام دافئ مريح لتكتشف الكارثة انها نسيت ملابسها في الخارج والملابس التي معها تغرق في بحر من المياه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة