قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الرابع عشر

رب صدفة خير من ألف ميعاد ولكن تلك الصدفة كانت بمثابة فتيلة اشتعال ربما غضب وربما غيرة
كانت أعينهم متسعة بصدمة يرمقان بعضهما بذهول وغضب وغيره
فاقا على جملة جودي وهي تهتف بحيرة: انتوا تعرفوا بعض
احتدت نظراتها ترمقه بغيظ لتهتف من بين اسنانها وابتسامة صفراء مرتسمة على شفتيها: آه طبعا يا حبيبتي نعرف بعض.

تقدمت ناحيته لتسمك بكف يده تضعط عليه بغيظ تهتف بضيق وهي تشير ناحية خالد: هيدا بيكون جوزي ولا ايه يا حبيبي
فتح فاهه بصدمة ليهز رأسه إيجابا سريعا لتصرخ تلك الفتاة بسعادة وتقفز لتلقي نفسها بين ذراعيه
جودي بسعادة: واااااه أنت اتجوزت كتير كتير فرحت منشانك
نفضت يده بضيق لتهتف في فارس بغيظ: يلا يا فارس أحسن اتأخرنا
فارس: أنا خلصت خلاص يلا بينا
ما كادت تصل الي باب الخروج حتي سمعته يهتف فيها: استني يا لينا.

كادت أن تخرج عندما اوقفتها يد فارس
فارس بخبث: ما تخليش الغزو الاوربي دي تفوز عليكي هستناكي في الكافية الي في الدور التاني
تركها وذهب لتجد زوجها العزيز يتجه نحوها بخطوات واسعة بعدما بدل ملابسه
وقف امامها مباشرة يهتف بضيق: انتي رايحة فين
قالت بغيظ من بين أسنانها: ابدااا قولت اسيبك مع ست جودي عشان تعرف تحضنها براحتك ما أنت متجوز فاظة مش كدة.

هل تسمعون قرع تلك الطبول هي في الحقيقة دقات قلبه التي تكاد تصرخ فرحا
تغار عليه تغار عليه هذا يعني أنها تحبه نعم تحبه
لو لم يكن في مكان عام لكان صرخ بأعلي ما يملك من قوة صارخا بحبها
رد بخبث وابتسامة ثعلبية تتراقص على شفتيه: ايه دا انتي بتغيري
رفرفت باهدابها بصدمة تغار ربما لا بالتأكيد تغار هي بالكاد تمنع نفسها من الذهاب لتلك الشقراء وخلع قلبها من مكانه.

ازردرت ريقها بتوتر لتهتف بتلعثم: هاااا لالالا طبعا مش بغير مين الي قالك الكلام الفارغ دا
نظر في عينيها بقوة ليهتف بخبث: عينيكي
سحقا لما تشعر بالدماء تغزو وجنتيها وجهها يشع حرارة ملتهبة من شدة خجلها انقذها في هذه اللحظة مجئ جودي تهتف بدلال: خالد في شي
خالد مبتسما ليغيظها: لا ابدا يا جودي خلصتي ولا لسه
جودي كبتسمة: ايه خلصت، بشكرك اكتير على مساعدتك ليا
خالد مبتسما: ما فيش مشكلة أنا دايما في الخدمة.

عانقته مرة اخري لتهتف سريعا: أنا راح أمشي هلاء لأن جون عم ينطرني، باي باي خالد باي لينا
خالد: مع السلامة يا جودي
لينا بغيظ: روحي يا شيخة الهي يفرمك قطر
انفجر ضاحكا حتي ادمعت عينيه
خالد ضاحكا: يفرمها قطر آه يا مفترية
لينا صارخة بغضب: أنا مفترية وهي طيبة وكيوتة وكل خمس دقايق تترمي في حضنك يا ابو حضن حنين انت
اتسعت عينيه بدهشة ليهتف ببراءة مصطنعة: طب وأنا مالي مش هي الي حضنتني، هو أنا الي حضنتها.

لينا بغيظ: يا سلام فارقة سيب ايدي بقي عايزة انزل لفارس
تجمهت ملامحه فجاءة ليضغط على يديه هاتفا بحدة من بين اسنانه: خدي هنا انتي ازاي اصلا تخرجي من غير أذني
لينا بلاملاة: لاء طبعا أنا كش هاخد اذنك قبل ما اخرج
رفع سبابته يهتف في وجهها بتوعد: قسما بربي يا لينا لو خرجتي تاني من غير أذني لكون حابسك في البيت لحد يوم الفرح.

انتفخت اوادجها بغيظ حاولت نزع يدها من يده بعنف لكنها لم تفلح لتصرخ بغيظ: سيب ايدي عايزة انزل لفارس
كاد أن يرد عندما رن هاتفها اخرجته من حقيبتها بيدها الحرة نظرت الي الاسم لتزفر بضيق: دا فارس اكيد بيستعجلني
صك اسنانه بغيظ: انتي لحقتي تديلوا نمرتك
لينا: آه طبعا دا ابن عمي
اختطف الهاتف من يدها فجاءة: طب هاتي الزفت دا.

وضع الهاتف على اذنه بعدما فتح الخط ليسمع صوت خصمه يهتف بمرح: ايه يا لولو كل دا تأخير انتي فين
خالد غاضبا: لولو مع جوزها يا حبيبي
فارس بدهشة: خالد اومال فين لينا، أنا قصدي يعني اننا اتأخرنا وعمي جاسم...
خالد مقاطعا بحدة: لاء روح انت يا حبيبي وعلي الله اشوفك بتكلم مراتي تاني
ابعد الهاتف عن اذنه ليضغط على رز اغلاق الخط، أغلق الخط في وجه فارس ثم توجه إليها قائلا بابتسامة واسعة: يلا بينا.

لينا بضيق: يلا بينا على فين أنا مش رايحة معاك في حتة
هتف بابتسامة صفراء: هتيجي معايا بالذوق ولا اشيلك قدام الناس
دبدبدت على الأرض بغيظ طفولي لتسير خلفه مرغمة، دخل بها الي احد المحلات وبدأ يشتري الكثير من الملابس تركته فهي ظنت أنه يبتاعهم لياسمين بما ان زفافها قد اقترب
ومن محل لآخر استمرت جولتهم ما يقارب ثلاث ساعات تسير خلفه مرغمة بدأت قدميها تؤلهما خاصة بذلك الكعب الرفيع الذي ترتديه.

وقفت في احد المحلات تنظر اليه بضيق متي ستنتهي وصلة العذاب تلك لمحته قادما ناحيتها فاشاحت بوجهها بعيدا
خالد بقلق: انتي كويسة
لينا بضيق؛ آه كويسة ممكن بقي نمشي رجلي وجعتني أوي
اشار الي احد عمال المحل هاتفا بجد: شيل الشنط دي وتعالا ورايا
كادت أن تسأله بتهكم لما لم يحملهم هو لكنها شهقت فجاءة عندما وجدته يحملها بين ذراعيه
لينا بصدمة: أنت اتجننت يا خالد نزلني يا خالد نزلني يا خالد الناس بتبص علينا
خالد: طظظظ.

اخفت وجهها في صدره خجلا لتعقد حاجبيها بدهشة لما دقات قلبه سريعة هكذا
وصل بها الي سيارته ليفتح بابها ويضعها على المقعد الامامي ثم ذهب الي العامل واخذ الحقائب واعطاه بقشيشا فرح به العامل كثيرا، وضع الحقائب في شنطة العربية وعاد يستقل القيادة ادار محرك السيارة وانطلق
لينا صارخة بغضب: ممكن افهم ايه الي سيادتك عملتوا دا
خالد بهدوء: عملت ايه انتي قولتيلي رجلي وجعاني فشلتك بس.

لينا بغيظ: يا سلام فعلا دي حاجة بسيطة خالص تشلني في المول قدام الناس ومنظرنا قدامهم بقولوا علينا ايه
خالد برفق: طظ فيهم انا ما يفرقش معايا كلام الناس صدقيني ما بيأثرش فيا لكن الي يأثر فيا ويأذيني فعلا انك تكوني تعبانة او بتتوجعي ولو حتي وجع بسيط
اسبلت عينيها بدهشة تصارعت دقات قلبها بعنف احساس غريب لذيذ يحتل خلاياها لا تعرف لما قفزت جملة فارس في عقلها في تلك اللحظة ( سكتي عقلك شوية وادي فرصة لقلبك ).

فتحت فمها لترد ولكن صدقا هربت الكمات من حلقها ففضلت الصمت الي ان وصلوا
دخل الي حديقة الفيلا اوقف السيارة ليلتفت اليها مبتسما بحنان
خالد: لينا عايز اقولك حاجة مهمة قبل ما تنزلي
لينا: اتفضل
خالد بهدوء: علاقتك بفارس لازم يبقي ليها حدود اكتر من كدة
قطبت حاجبيها بدهشة: بمعني
خالد بضيق: بمعني ان تعرفوا بعض من ساعتين وبيقولك يا لولو
كتفت ذراعيها بعند: وفيها ايه يعني دا ابن عمي.

امسك يديها يفك تشابكهما برفق، اخذ يدها اليمني يحتضنها بين راحتي يديه برفق هاتفا
بحنان: لوليتا عشان خاطري اسمعي كلامي ما تتعامليش مع الناس بطيبتك الزايدة مش من حق اي حد ان يتكلم مع الالماسة او حتي يشوفها دا انا المفروض احط حوالكي ليزر وحراسة واخبيكي جوة قلبي مع انك جواه من زمان
هل تسمعون قرع تلك الطبول الصاخبة هذه المرة هي شعرت بتجمد أطرافها بحرارة ملتهبة تخرج من خديها كانت كأنها قطعة جليد تذوب.

تعلقت عينيها بعينيه وهو يتحدث لتري نظرة مختلفة غريبة دافئة وكأن نبع من الحنان تفجر فيهما شعرت ان قلبها سيخرج من مكانه خصوصا عندما رفع يدها وقبل راحته برفق
وكأنه تنويم مغناطيسي وجدته نفسها تقول تلقائيا بلا وعي: طب انتي عايزني اعمل
ابتسم بداخلها بانتصار فهو يعرف جيدا كيف يقنع صغيرته العنيدة برأيه.

خالد بحنان: لوليتا انتي عارفة اني مستحيل اشك فيكي مهما حصل واني بثق فيكي حتي اكتر ما بثق في نفسي أنا بس كل الي طالبه منك ما تلبسيش الهدوم الغريبة بتاعتك دي قدام فارس ولا قدام اي حد غريب
لينا بحيرة: بس أنا هدومي كلها كدة
خالد مبتسما بثقة: اومال أنا كنت بشتري كل جا لمين هتلاقي عندك كل الي هتحتاجيه عبايات واسدلات وبيجامات واسعة بس عشان خاطري خليكي في العبايات.

هزت رأسها إيجابا باستسلام ليميل مقبلا جبينها
خالد بمرح: يلا انزلني عشان أنا فاضلي ثانية ونتمسك أنا وانتي فعل فاضح في العربية
نزلت سريعا تشتمه بغيظ: قليل الأدب
تركته ودخلت الي المنزل فوجدت الجمع ما زال منتصبا
لينا: السلام عليكم
جاسم بضيق: وعليكم السلام يا ست هانم كنتي فين كل دا
كادت أن ترد عندما سمعت صوته يهتف من خلفها: كانت معايا يا عمي
راشد: تعالا يا ولدي اشرب معانا الشاي.

خالد مبتسما بتهذيب: معلش يا عمي اعذرني مش هقدر عندي شغل كتير بكرة ومحتاج ارتاح شوية قبل الشغل
راشد: مش هتيجي يا ولدي من خمس دقايق
خالد: تتعوض مرة تانية ان شاء الله
ناولها الحقائب هاتفا برفق وهو يمسك طرف ذقنها بين اصبعيه: ما تنسيش الي قولتلك عليه
هزت رأسها إيجابا سريعا، لينحني برأسه قليلا مقبلا جبينها هامسا بجانب اذنها بحنان
خالد: خلي بالك من نفسك
خالد: احم عن اذنكو يا جماعة رحل هو.

لتفر هي كالصاروخ الي غرفتها القت الحقائب على سريرها ووضعت يدها على قلبها عله يهدأ قليلا
لبني بمرح وهي تدخل الغرفة: ايه يا بنتي التأخير دا كله دا انا قولت هتاباتي في المول
لينا يا لينا يا بنتي
لينا: هااا، في ايه
لبني: ابدا بقالي ساعة بكلمك ولا انتي هنا
لينا سريعا: لا ابدا انا هنا هو
لبني: ايه يا بنتي مالك وايه كل الشنط دي
لينا: دي هدوم وعبايات جابيها خالد
لبني بشك: ليه.

لينا: مش عايزني البس بناطيل او ترينجات قدام فارس
لبني غاضبة: يا سلام على فكرة دا اسمه تحكم مش غيره، وانتي بقي ناوية تلبسيهم
رفعت كتفيها بحيرة: مش عارفة انا قولتله اني هلبسهم
لبني بضيق وهي تفتح الحقائب: طب وريني بقي يا ستي ذوق خالد باشا
اعجبت لبني كثيرا باشكال العباءات وألوانها
لبني بضيق: هو ذوقه حلو بس دا مش معناه إنه يفرض عليكي تلبسي ايه وما تلبسيش ايه
علي فكرة هو كدا بيلغي شخصيتك.

شردت عينيها في الفراغ لتهتف بحيرة: تفتكري، لاء يا لبني هو ممكن بس يكون غيران
هو قالي كدة
لبني بتهكم: غيران آه دا شكاك ومش واثق فيكي تقدري تقوليلي ايه الي جابوا المول انتي مش كنتي رايحة مع فارس
ايه مكشوف عنه الحجاب عشان يعرف أنك هناك
اتسعت عينيها بصدمة: قصدك انه بيراقبني
لبني ضاحكة بتهكم: هتفضلي طول عمرك ساذجة يا لينا وبيضحك عليكي بكلمتين.

اشعلت كلمات لبني الساخرة فتيل غضبها لتلتقط هاتفها تتصل به ولكنها ولحسن الحظ وجدت هاتفه مغلق
القت هاتفها على الفراش بغيظ دخلت فريدة في هذه الاثناء تنظر لهما بشك
فريدة: مالكوا عاملين زي ريا وسكينة ليه كده
يلا عشان تتعشوا
لينا: لا يا ماما انا ماليش نفس
فريدة بحزم: انتي بالذات لازم تاكلي عشان ما تدوخيش تاني وتقعي من طولك خمس دقايق وتحصليني على تحت يلا يا لبني.

خرجت فريدة وتركاها في حيرة من امرها صدقا لا تعرف ماذا تفعل كلام لبني يشوش تفكيرها
بعد تفكير حسمت قرارها وقامت وبدلت ثيابها وعقصت شعرها ونزلت اليهم متوجها الي طاولة الطعام
لينا مبتسمة بهدوء: مساء الخير
جاسم مبتسما: مساء النور يا لوليتا ايه دا اول مرة اشوفك لابسة عباية بس تصدقي حلوة عليكي بس مش واسعة شوية لا كتير الصراحة
راشد مبتسما: كيف القمر يا بتي
لينا: متشكرة يا عمي.

فارس بخبث: طبعا دي فكرة خالد بيغير عليكي مني مش كدة
لينا سريعا: لا الم...
فارس مقاطعا بابتسامة: عنده حق بصراحة عارفه لو انتي مراتي هحبسك في اوضة ومش هخلي اي حد في الدنيا يشوفك
لبني غاضبة: بردوا سمعتي كلامه خليه يتحكم فيكي ويمشي كلامه عليكي
راشد: وااه يا ابنيتي ما هي لازم تسمع كلام جوزها
كان راشد يترأس الطاولة بدلا من جاسم لانه الاخ الكبر وعن يمينه يجلس جاسم بجواره فارس.

وعن شماله تجلس لبني بجوارها فريدة ذهبت وجلست بجوار فريدة
لينا بهدوء: لو سمحت يا جاسم بيه عايزة اتكلم مع حضرتك في حضرتك في موضوع مهم
جاسم بيأس: اتفضلي
لينا: لو سمحت انا عايزة انزل شغلي انا بقالي اسبوع قاعدة في البيت وأظن اني عملت الي حضرتك طلبته واتجوزت خالد ينفع بقي ارجع شغلي
انقبض قلبه بقلق، حياتها حقا في خطر ليست لعبة من خالد لكن هناك خطر حقيقي يهددها لم يعرف بما يجيبها صمت لحظات يفكر ليكمل بضيق.

جاسم بضيق: ماليش دعوة عايزة تنزلي شغلك استأذني من جوزك
لينا وهي تحاول كبح دموع عينيها: ماشي يا استاذ جاسم عن اذنكو.

فرت لغرفتها سريعا وبدأت تبكي وتجهش في بكاء مرير الي ان وصل رسالة لهاتفها من احدش شركات الاتصالات تخبرها ان هاتفه مفتوح عزمت أمرها اتجهت الي المرحاض غسلت وجهها بعنف اخذت نفسا عميقا لتلتقط هاتفها تتصل به يتأجج بداخلها بركان غضب وقهر من كونه المتحكم في حياتها بتلك الطريقة سمعت صوت رنين الهاتف عدة مرات قبل أن يجيب.

عاد الي منزله والسعادة كلمة قليلة لتعبر عما يشعر به تناول العشاء مع عائلته لاول مرة منذ مدة طويل ليصعد سريعا الي غرفته اخذ حماما وبدل ملابسه واستلقي على فراشه عاقدا ذراعيه تحت رأسه يفكر فيها رغب قلبه في سماع صوتها قبل أن ينام امسك هاتفه يود الإتصال بها فوجده يدق بالفعل برقمها
فتح الخط يهتف بحنان
خالد بحنان: وحشتيني.

عادت دقات قلبها تقرع كالناقوص علقت الكلمات داخل فمها ما ان سمعت صوته كان عليها لملمه شتات نفسها سريعا قبل ان تضعف امام سحر صوته
صاحت غاضبة: انت بني آدم قليل الادب ووقح
تفاجأ كثيرا من ردة فعلها كيف تحولت قطته الوديعة الي تلك النمرة الشرسة
بهذه السرعة
صاح فيها غاضبا: انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي انتي اتجننتي.

لينا غاضبة: لا انا عقلت وشوف بقي يا بتاع انت انا هلبس الي انا عيزاه وهتكلم بالطريقة الي تعجبني وهدومك انا هرميها في الزبالة ومن بكرة هنزل شغلي واعلي ما في خيلك اركبه
اغلقت الخط في وجهه سريعا قبل ان يرد
جلست على الفراش تتنفس بعنف
ليقول عقلها: احسنتي
فيرد قلبها في فزع: ماذا فعلتي يا فتاة هل جننتي
عقلها: فعلت الصواب فهو لن يتحكم فيها ابدا.

هبت لينا واقفة تحدث نفسها بصوت عالي: ايوة مش هيتحكم فيا انا الدكتورة لينا جاسم الشريف ومش حته بتاع زي دا هيتحكم فيا انا لازم اخليه يطلقني
ليصيح قلبها: ستندمين يا فتاة.

اما هو فكان كالليث الثائر يجوب غرفته ذاهبا وايابا وغضبه كفيل بتدميرها لم يفهم سبب تغيرها المفاجئ وهذا اغضبه اكثر، شعر ان رأسه سينفجر ان لم يفرغ شحنه غضبه ابدل ملابسه سريعا والتقط ساعته ومفاتيحه
استقل سيارته ضغط على دواسة البنزين بعنف لتصرخ السيارة بسرعة وهي تشق غبار الطريق
في فيلا جاسم الشريف
بعدما انهت مكالمتها ذهبت وبدلت تلك العباءة ومزقتها بغل ذهبت ناحية فراشها تسير بخطي.

بطيئة منكهة تشعر بان اعصابها قد انقطعت من كثرة الصغط عليها نامت فترة قصيرة راودتها فيها عدة كوابيس وكلمات متداخلة اقتحمت عقلها
(ما فيش خروج من البيت، هتتجوزي خالد غصب عنك، انتي بتاعتي، هتسبيه يتحكم فيكي، الماستي، ادي فرصة لقلبك، ما فيش خروج من غير أذني، انتي ازاي تتكلمي معايا بالطريقة دي، اخيرا بقيتي ملكي )
قامت من النوم فزعةظلت تصرخ بهستيريا تحطم كل ما يقابلها.

فزع كل من في البيت من صوت صراخهت صعدوا الي غرفتها مسرعين فوجدوها في تلك الحالة
جاسم بفزع: الحالة رجعتلها
فارس: حالة ايه يا عمي هو في ايه
جاسم: لينا لما يتحس بزعل شديد وضغط شديد على اعصابها، اعصابها بتنهار وبتبدأ تعمل زي ما انت شايف تصرخ وتكسر في اي حاجة حواليها بيجيلها انهيار عصبي يعني
فارس بقلق: طب هنعمل ايه دلوقتي نطلب دكتور
جاسم: انا طلبت دكتور بس لسه قدامه مدة على ما يجي وهي كدة ممكن تأذي نفسها.

لم يجد حلا امامه سوي الاتصال به يعرف انه يستطيع فعل الكثير من أجل صغيرته
جاسم بلهفة: الو ايوة يا خالد يا ابني
قطب حاجبيه باستفهام نظر في ساعة يده الممسكة بالمقود ليجدها الثانية بعد منتصف الليل
خالد باستفهام: ايوة يا عمي خير؟
جاسم برجاء: معلش يا ابني ازعجتك في وقت متأخر بس لينا
قاطعه خالد صارخا: مالها لينا
جاسم بقلق: اصل هي يا ابني تعبانة شويةو...

لم يدعه يكمل ما يقول هل يعتقد حقا أن حديثه القادم مهم ومليكة روحه بها ولو خدش صغير
قاطعه خالد صارخا: انا جاي حالا
اغلق الخط ليدير مقود السيارة ذاهبا اليها، لا يعلم على اي سرعة كان يقود ولكنها تاكيدا بسرعة دقات قلبه القلقة تفادي العديد من الحوادث بأعجوبة في مدة قصيرة وصل الي منزلها نزل من السيارة راكضا الي البيت يدق الباب بعنف فتحت له احدي الخادمات فدخل مسرعا
خالد بلهفة: مالها لينا يا عمي ايه الي حصل.

لم يكد ينهي جملته حتي سمع صوت صراخها يشق خلجات قلبه قادما من الاعلي
ركض لاعلي مسرعا من صوت صراخها استطاع معرفة مكان غرفتها افتحم الغرفة لتتسع عينيه بدهشة مما رأي صغيرته تتحرك كالمجنونة تدور في انحاء الغرفة بلا توقف تصرخ تحطم كل ما يقابلها بدا وكأن اعصار دمر الغرفة
خالد بحذر: لينا
التفت إليه تنظر له بغضب أعمي صرخت فيه: أنا بكرهك انت ايه ما بتفهمش بكرررررهك اخرج من حياتي بقي.

خالد بهدوء: حاضر يا حبيبتي هخرج من حياتك بس اهدي
لينا صارخة: انت كدااااب طلقنييييي
خالد بهدوء: هطلقك وهعملك كل الي انتي عيزاه بس اهدي، اهدي يا حبيبتي
لينا صارخة: ما تقولش يا حبيبتي بقولك طلقني طلقني لهقتلك
نظر الي الجمع الغفير الواقف في الغرفة صارخا فيهم بحدة: اطلعوا برة مش عايز حد في الاوضة
تبادلوا النظرات بقلق ليصرخ فيهم مرة أخري: أنا مش قولت برة.

خرج الجميع من الغرفة او بمعني أصح دفعهم هو خارجا ليعود اليها أغلق الباب عليهم بالمفتاح ليتجه اليها مشمرا عن ساعديه و...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة