قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الخامس عشر

خرج الجميع من الغرفة او بمعني أصح دفعهم هو خارجا ليعود اليها أغلق الباب عليهم بالمفتاح ليتجه اليها مشمرا عن ساعديه
لينا صارخة: ابعد عني بقولك ما تقربش
ظل يتقدم بهدوء دون أن ينطق بكلمة واحدة
كانت تحرك رأسها بجنون في انحاء الغرفة لتلمع عينيها بشراسة عندما وجدت قطعة زجاج انكسرت من مرآة غرفتها اندفعت تلتقطها تنظر له صارخة: لو قربت مني هموت نفسي
وضعت قطعة الزجاج على عرق رقبتها النافر.

رفع يديها باستسلام هاتفا بهدوء: اهدي يا حبيبتي اهدي وهعملك كل الي انتي عيزاه
لينا صارخة: ابعد عني سبني في حالي بقي
خالد برفق: فاكرة لما كنتي صغيرة وكنتي بترمي الأكل تحت السفرة وتقولي خالد
ابعدت قطعة الزجاج من على رقبتها تهتف بابتسامة شاحبة: كنت برمي الخضار عشان ما بحبوش ولما كانوا بيلاقوه ويقولوا مين الي عمل كده كنت بتقول انا وبتتعاقب مكاني انك تاكل غيره مع إن انك ما كنتش بتحب الخضار.

وجدته في لحظة يقف امامها سحب قطعة الزجاج من يدها برفق لف ذراعيه حول جسدها يخفي جسدها الصغير داخل صدره
ظلت ترتجف كالعصفور الصغير بينما يمسد هو على شعره بحنان: هششش اهدي يا حبيبتي اهدي
لينا باكية: انتوا ليه بتعملوا فيا كدة
مد يده أسفل ذقنها يرفع وجهها برفق ليقابل عينيها الباكيتين يهتف بحنان: عملوا فيكي ايه يا حبيبتي.

ردت من بين شهقاتها ودموعها: لبني قالتلي أنك ما بتحبنيش ومش بتثق فيا وعايز تسيطر عليا وبابا مش راضي يخليني اروح المستشفى وبيقولي قولي لخالد
ضحك ضحكة خافتة ليردف بحنان: عشان كدة اتصلتي بيا تتخانقي معايا لو كنتي قولتيلي عايزة اروح الشغل ما كنتش هقول لاء على فكرة
قلبت شفتيها بضيق طفولي: بس كدة هتبقي أنت المتحكم في كل حاجة زي ما لبني قالت
خالد بهدوء: سيبك من لبني دلوقتي.

ليكمل في نفسه بتوعد ( دي حسابي معاها بعدين )
مش انتي قبل ما تخرجي بتاخدي إذن من بابا
هزت رأسها إيجابا ليكمل هو: ليه
لينا بتلقائية: عشان هو بابا
خالد بحنان: وهو أنا مش بابا ولا ايه
أسبلت عينيها ببراءة ازدردت ريقها بتوتر فتحت فمها لترد عندما وجدته يكمل بحذر: لوليتا ايه رأيك نروح لدكتور نفسي
هزت رأسها نفيا سريعا وقد انكمشت ملامحها بحزن: أنا مش مجنونة.

هتف سريعا: لاء طبعا يا حبيبتي انتي مش مجنونة، طب خلاص بلاش.

اهدي يا اخوي مش اكدة
جاسم غاضبا: يعني ايه يطردنا من الأوضة ويقفل عليهم الباب بالمفتاح أنا مش عارف هو بيعمل ايه فيها جوا
راشد: هيكون بيعمل فيها ايه دا جوزها يا جاسم
رحمة: الدكتور جه يا جاسم بيه
ذهب جاسم الي الطبيب وسحبه من يده سريعا خلفه
الطبيب بدهشة: براحة حضرتك يا استاذ براحة يا حضرت
وقف جاسم امام غرفة ابنته ليدق الباب بقوة
جاسم بحدة: افتح يا خالد الدكتور جه.

مش عايزه دكتور أنا مش مجنونة خليه يمشي
هتفت بها بنحيب تحتمي داخل صدره ليبتسم بفخر اخيرا عاد هو درعها الحامي الذي تلجأ له
اسندها برفق الي الفراش دثرها جيدا بالغطاء
جلس بجانبها يداعب خصلات شعرها الثائرة بحنان
لينا بنعاس: غنيلي ارجوزي سكرة
بدأ يغني بصوت منخفض عذب: ارجوزي سكرة مناخيره مدوره
لتكمل هي معه بنعاس وعيونه مثلثات وخدوده احمره.

اخيرا استسلم عقلها بعدما كل ما حدث لتغمض عينيها سامحة لسلطان النوم بالسيطرة عليها
ادمعت عينيه على تلك الحالة التي وصلت لها
هشه ضعيفة طفلة خائفة
قام وقبل جبينها اتجه ناحية الباب ليفتحه وجد جاسم يدفعه بقوة ليدخل الي الغرفة
قبض سريعا على ذراعه هاتفا بخفوت من بين أسنانه: سيبها نايمة
امسكه جاسم من تلابيب ملابسه هاتفا بغضب: عملت فيها ايه.

نظر لها بازدراء: المفروض انا الي اسألك السؤال دا عملتوا فيها ايه عشان توصلوهت للحالة دي
نفض يد جاسم بعنف ليخرج من الغرفة فوجد الطبيب ينظر لهما بدهشة
خالد: متشكرين يا دكتور وآسفين لازعاجك هي خلاص بقت كويسة
هز الطبيب رأسه إيجابا سريعا ليتركهم ويرحل وهو يتمتم بضيق: دا ايه الناس الهبلة دي
نزل الي أسفل بهدوء فهرعت له فريدة تسأله بقلق: لينا عاملة ايه
ابتسم لها بهدوء: ما تقلقيش يا فريدة هديت ونامت.

تركها واتجه ناحية لبني التي ترمقه بغيظ يرمقها بنظرات مشتعلة غاضبة
دس يديه في جيبي بنطاله هاتفا بتوعد: تعرفي الحاجة الوحيدة الي رحمتك من ايدي ان لينا هتزعل عليكي لو حصلك حاجة قسما بربي يا لبني لو ما بعدتي عن لينا وبطلتي تسممي أفكارها بكلامك ال****** دا بصي هسيبك تتخيلي أنا هعمل فيكي ايه كله الا لينا يا لبني أظن واضح
تركهم ورحل عائدا الي منزله فيكفي ما حدث في هذا اليوم من أحداث شاقة.

في صباح اليوم التالي
استيقظ مبكرا على غير عادته اخذ حماما وبدل متجها الي أسفل وجد والديه جالسين على طاولة الطعام
زينب: صباح الخير يا خالد
خالد مبتسما: صباح الفل يا ست الكل
زينب بخبث: شكلك مبسوط مش بعادة يعني بركاتك يا ست لينا
محمود: تعالا يا ابني افطر
خالد سريعا: لا يا حج معلش انا هفطر مع لينا
زينب: صحيح يا خالد هات لوليتا وأنت جاي النهاردة تتغدي معانا
خالد مبتسما: حاضر يا ست الكل.

خرج مسرعا قفز في سيارته منطلقا الي منزلها
سعيد كلمة قليلة عما يشعر به لم ينس أنها
كانت بين ذراعيه تحتمي به بالأمس
( ما يعرفش المقلب الي مستنيه )
وقف أمام احد محلات الهدايا، اشتري لها باقة ازهار وردية اللون يعرف أنها تعشق اللون الوردي
وصل الي منزل جاسم نزل من سيارته دق الباب ففتحت له احدي الخادمات
دخل فوجد جاسم وراشد جالسين يتحدثان
خالد: صباح الخير
راشد: صباح الفل يا ولدي ادخل تعالا.

ذهب اليهم جالسا على احد المقاعد
خالد بهدوء: لينا عاملة ايه دلوقتي
جاسم: اه صحيح كويس انك فكرتني لينا مش هتفتكر اي حاجة من الي حصلت امبارح
خالد بدهشة: يعني ايه
جاسم: بمعني الي بيحصلها في الفترة الي بيجيلها فيها الانهيار دا بتنسي كل الي حصل فيها سألت دكتور نفسي قالي أن هي لما بيحصلها كدة عقلها ما بيقاش واعي بالي هو بيعمله
لاء تلك ليست رائحة حريق كما تظنون تلك رائحة دمائه التي تحترق غيظا.

جلس دقائق يتنفس بعنف الي أن وجدها تنزل امامه على درجات السلم بهدوء
وقف ينتظرها أسفل السلم ما أن وصلت له رفع كف يدها وقبله بنبل
لتتسع عينيها بدهشة كانت تتوقع ردة فعل مختلفة تماما بعدما فعلت بالأمس
خالد مبتسما: الورد لاحلى وردة
زاد اتساع عينيها حتي كادت تخرج من مكانها
خالد سريعا: مش يلا بينا عشان ما تتأخريش على المستشفى.

ابتسمت بداخلها بفخر يبدو أن عراكها معه بالأمس قد أثبت شخصيتها له واضطر الي تنفيذ أوامرها
خرجت معه من المنزل الي السيارة فتح باب سيارته وانحني لها بحركة مسرحية
خالد مبتسما: تفضلي مولاتي
كتفت ذراعيها بعند: أنا هركب عربيتي
هتف بتوعد من بين اسنانه ولا تزال تلك الابتسامة تداعب ثغره: لاء يا حبيبتي انتي هتركبي عربيتي أنا والا قسما بالله هخليه يوم أسود على دماغك يلا يا روحي.

انصاعت لاوامره مرغمة بعد نبرة التهديد الواضحة في صوته فتحت باب السيارة بضيق ركبت على كرسيها لتصفع الباب بحدة
بينما ابتسم هو بفخر محدثا نفسه ؛ الحمشنة حلوة ما فيش كلام
التف حول سيارته الي أن وصل الي مقعد القيادة جلس عليه أدار المحرك لينطلق الي وجههته
خالد بهدوء: لوليتا
نظرت له بضيق: نعم عايز ايه
رمقها بنظرات وعيد غاضبة: قسما بربي يا لينا لو ما اتعدلتي لاعدلك مفهوم.

اشاحت بوجهها بعيدا بضيق فسمعته يقول بضيق: هاتيلي علبة المناديل من تحت الكرسي بتاعك
لينا ساخرة: وانت حاطط علبة المناديل تحت الكرسي ليه
قلب عينيه بملل: خلصي يا لمضة.

انحنت بجسدها تمد يدها اسفل الكرسي لتجلب له العلبة ولكنها احست انها ثقيلة مدت يدها الاخري وسحبت العلبة لتتسع عينيها بسعادة علبة هدايا حمراء كبيرة وضعتها على قدميها تفتحها بلهفة لتُفاجئ بانواع مختلفة من الشكولاتة والمصاصات والورود واللعب الصغيرة
نظرت اليه وابتسامة طفولية سعيدة تداعب شفتيها
لينا بسعادة: هي الحجات دي عشاني
هز رأسه إيجابا دون ان يلتفت اليها.

رفع حاجبه الأيسر بدهشة عندما طلبت منه ان يقترب منها مال برأسه ناحيتها فقبلته على وجنته قبلة صغيرة بريئة
خالد في نفسه: اثبت واهدا اهدا اهدا
لينا مبتسمة: ميرسي يا خالد
ازردد ريقه بتوتر قبض بشدة على مقود السيارة محاولا التركيز على الطريق أمامه
بعد مدة قصيرة وصل الي المطعم واوقف سيارته
نزل منها التف ليفتح لها الباب ثم.

خرجت من السيارة فشبك يدها في يده ليدخلا الي المطعم مشط المكان بعينيه ليقع اختياره على تلك الطاولة القابعة في زاوية صغيرة بعية عن الانظار ذهب بها اليها سحب لها مقعدها فجلست عليها ليجلس هو على المقعد المقابل لها
جاء النادل واعطاهم قوائم الطعام
خالد: عايز تشيز كيك شوكولاتة وميلك شيك وفنجان قهوة مظبوط
النادل: حاضر يا افندم حاجة تانية
خالد: لا شكرا
ذهب النادل لإحضار الطلبات فنظرت له باستنكار.

لينا بضيق: ممكن افهم انت ليه مقعدنا هنا مقعدنا على حدود المطعم ومين الي اداك الحق انك تخترلي انا هاكل ايه
وايه الطلب دا ميلك تشيك وتشيز كيك انت خارج مع بنت اختك
خالد مبتسما بهدوء: واحدة واحدة قعدتك هنا عشان ما اخلعش عين اي واحد يبصلك عايزة تمشي شباب البلد عُمي
اتنين انا ليا الحق في كل حاجة تخصك عشان انتي مراتي
ثالثا بقي بذمتك يا شيخة كنتي هتطلبي ايه غير الطلب الي انا طلبته بس جاوبي بصراحة.

ازدردت ريقها باحراج: كنت هطلب نفس الطلب
خالد بثقة: شوفتي بقي
قطبت حاجبيها بغضب: ايوة بس دا بردوا مايدلكش الحق انك تطلبلي يا خالد دا اسمه تملك
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة: سميه غيره سميه تملك زي ما لبني قالتلك سميه زي ما تسميه الحاجة الوحيده الي لازم تعرفيها كويس اوي ان انتي بتاعتي وانا ليا الحق في اي حاجة ليها علاقه بيكي واي حد هيفكر بس بيصلك هخليه يندم على اليوم الي اتولد فيه.

رمقته بنظرات غاضبة مستنكره
خالد بهدوء مستفز: ما تبصليش كدة دا امر واقع ولازم تتعودي عليه
لينا بضيق: ومين قالك ان انا هوافق على كدة
رفع كتفيه بلا مبلاة: للاسف يا حبيبتي مش بمزاجك
انتفخت اوداجها بغيظ: انا عايزة امشي اتأخرت على شغلي
خالد بهدوء: لما تاكلي الاول
زفرت بضيق: مش جعانة لو سمحت انا عايزة امشي
جلس باريحيه على الكرسي واضعا قدما فوق اخري: وانا ما بحبش اعيد كلامي مرتين لما تاكلي هنمشي.

احضر النادل الطعام ورحل فصبت تركيزها الي الطعام امامها متخاشية النظر اليه
اكلت جزء يسير من طعامها ثم هبت واقفة
لينا: انا خلصت يلا نمشي
رفع سبابته يهتف بتحذير: مرة تانية ما تقوفيش وانا قاعد فاهمة
ترك بعض النقود على الطاولة ثم خرجا من المطعم استقلا سيارته متوجهان الي المستشفي بعد مدة قصيرة وصلا وقف امام تلك
المستشفى اطفئ محرك السيارة ليلتفت اليها هاتفا بتحذير.

خالد: اسمعيني بقي كويس لو عايزة تكملي شغل في المستشفى
واحد انا الي هوديكي واجيبك
اتنين كلامك مع الي اسمه عصام دا او مع اي دكتور تاني عامة بيقي في أضيق الحدود وياريت ما تتكلموش خالص طالما مش عيزاني اقلبها مدبحة عندك في المستشفى
اه صحيح ووقت ما أجي يبقي شغلك خلص ماشي يا حبيبتي.

رمقته بغيظ لتخرج من السيارة صافعة الباب خلفها بعنف متجهه الي المستشفى بخطي غاضبة حانقة ظل يتابعها بعينيه الي أن اختفت من امامه فاعاد تشغيل محرك السيارة متجها الي عمله.

في داخل احدي الغرف بالمستشفى
لاحظت شرود اختها منذ أن دخلت حتي أنها لم تلحظ دخولها
عزة: سمية سمية انتي يا بنتي
فاقت من شرودها تهتف سريعا
سمية: ها خير يا عزة
عزة بخبث: الي شاغل عقلك
سمية: ابدا الشغل هو دكتور عصام اتأخر ليه النهاردة
عزة مبتسمة بمكر: دكتور عصام قولتيلي بقي
سمية بضيق: قصدك ايه يا عزة
عزة ببراءة: ما قصديش حاجة عينك في عيني كدة بتحبيه صح اوعي تنكري
هزت رأسها إيجابا بحزن.

سمية بألم: آه بحبه بس هو حتي مش حاسس بيا مش شايف قدامه غير لينا وبس
عزة: طب ما تحاولي تلفتي نظره ليكي
سمية بضيق: ازاي بس بقولك مش شايف قدامه غير لينا دا حتي ساعات بيغلط في اسمي ويقولي يا لينا
عزة: الدكتورة لينا دي حبايبها كتير
قطبت حاجبيها باستفهام: ايه دا هو مين تاني بيحبها اوعي يكون وليد
عزة غاضبة: مين يا اختي دا انا كنت غزيته
سمية ضاحكة: خلاص خلاص بهزر اومال قصدك مين.

مصت شفتيها بضيق: يخربيت الزهايمر بتاعك الواد الظابط المز الي كان مضروب بالرصاص
سمية: اه قصدك خالد تصدقي فعلا شكله بيحبها دا كان ملهوف عليها اوي لما كانت تعبانة ورفض يخلي عصام يكشف عليها دا عصام ساعتها كان هيفرقع منه
قاطع كلامهم دقات على باب الغرفة دخلت لينا بابتسامة واسعة
لينا مبتسمة: صباح الخير يا دكاترة
عزة مبتسمة: صباح النور يا دكتورة ايه الغيبة الطويلة دى.

لينا: معلش شوية ظروف على شوية مشاكل بس الحمد لله ازيك يا سمية
سمية ببرود: اهلا ازاي حضرتك
لينا مبتسمة: كويسة هو دكتور عصام لسه مجاش
عزة: لسه يا دكتورة
لينا بغضب: هو بيتأخر كل يوم ولا ايه انا المفروض سيباه مكاني
سمية سريعا: لا والله ابدا يا دكتورة بيجي كل يوم بدري جدا قبل الساعة ثمانية بيكون موجود أول مرة يتأخر النهاردة.

لينا بخبث: واضح ان دكتور عصام غالي عندك اوي يا سمية، علي العموم لما يجي بلغوه ان انا عيزاه في مكتبي
تركتهم وذهبت الي مكتبها
عزة بضيق: يخربيتك على طول مدلوقة كدة خليتي الدكتورة لينا خدت بالها
سمية: اعمل ايه بقي انا مقدرش استحمل انه يتأذي حتي لو في شغله بحبه اوي
عزة بأسي: والله مش عارفة اقولك ايه ربنا معاكي
سمية برجاء: يا رب يا عزة يارب ويحط حبي جوة قلبي بقي.

بعد مرور بعض الوقت دخل عصام الي المستشفي يمشي بهدوء اصبحت ايامه متشابه منذ ان غادرت المستشفى يأتي الي العمل في الصباح الباكر يجهد نفسه فيه عله يشغل عقله وقلبه عنها يتمزق خوفا عليها حاول ان يتصل بها اكثر من مرة ولكن تخونه يده في اللحظة الاخيرة سمع مصادفة احدي الممرضات وهي تتحدث مع زميلتها انها عادت لم يشعر بقدميه وهم يقودانه الي مكتبها عادت سيذهب ويعترف لها بكل ما يجيش في قلبه طرق الباب بلهفة فسمع صوتها تأذن له بالدخول.

دخل سريعا وعلي وجهه ابتسامة واسعة لم يستطع إخفائها
عصام مبتسما بسعادة: دكتورة لينا حمد لله على السلامة وحشتيني اوي قصدي وحشينا اوي كلنا
لينا مبتسمة: متشكرة أوي يا عصام
عصام: ايه الغيبة الطويلة دى
لينا: ظروف بس الحمد لله اتحلت
عصام: الحمد لله والحمد لله انك هترجعي تتورينا تاني
لينا: شكرا يا عصام
عصام بتوتر: دكتورة لينا أنا كنت عايزة اقولك حاجة
لينا مبتسمة: اتفضل.

فتح فمه محاولا التحدث ليشعر في تلك اللحظة أنه نسي كيف يتحدث
لينا: مالك يا عصام في ايه
عصام؛ هااا لا ابدا بعدين
لينا: زي ما تحب ممكن تجبلي كشوفات العمليات الي تمت والعمليات المتأجلة وقول لوليد يبعتلي كشوفات بنك الدم
عصام: حاضر يا دكتورة عن اذنك
لينا: اتفضل.

دخل كالصقر الشامخ مجرد دخوله جعلت كل من يجلس يهب واقفا يحيه ويهنئنه بسلامه رجوعه وبزواجه فيوسف نشر الخبر في الادارة بأكملها وصل الي مكتب اللواء رفعت دق الباب ودخل
خالد وهو يؤدي التحية: صباح الخير يا افندم
رفعت مبتسما: صباح النور يا بطل حمد لله على سلامتك ومبروك ايه العروسة خدتك مننا ولا ايه
خالد: الله يبارك فيك يا افندم لا ابدا انا موجود اهو عن اذن حضرتك هروح مكتبي
رفعت: اتفضل.

دخل الي المكتب فهب يوسف يحتضنه
يوسف بمرح: حبيبي واخويا وعم عيالي وحشتني يا غالي، قولي يا كبير اخبار العروسة ايه رفعت راسنا ولا لسه
خالد بضيق: واد يا يوسف اتلم وما تجبش سيرة لينا على لسانك لقطعهولك وراسكوا ايه الي ارفعها يا اخويا دا لسه كتب كتاب
محمد: حمد لله على سلامتك يا كبير
خالد: الله يسلمك يا محمد قولولي اخبار الشغل ايه.

محمد: كله تمام شاكر اتقدم للمحاكمة واتحددلته جلسة والرهاين رجعناهم لاهاليهم وصالح لسه المحكمة ما حكمتش عليه بس قدمنا الورق الي يثبت أنه كان شاهد ملك في القضية وأنه ساعدنا عشان نقبض عليهم
خالد: تمام ايه جديد
محمد: ولا حاجة شوية محاضر مش أكتر
خالد: طب انا نازل صالة التدريبات لو حصل حاجة كلمني
محمد: تمام يا كبير.

خرج من مكتبه لينزل الي ساحة التدريبات وظل يتمرن مدة طويلة كان يشعر ان عضلاته قد تيبست من قله التمرين المدة المنصرمة.

فبدأ يتمرن كثيرا وبعنف الي ان شعر بوخز في جرح كتفه لكنه تجاهله وبدأ في التمرين مرة أخرى الي ان احس بألم لا يحتمل بكتفه فتوقف عن التمرين واخد احد الحبوب المسكنة ذات المفعول القوي التي دائما يستخدمها عندما يشعر بالصداع بسبب كثرة ذلك المشروب السام ذهب الي المرحاض الملحق بالصالة واغتسل وبدل ثياب التدريب الي ملابسه العاديه خرج بعدما شعر بتحسن بسيط
ركب سيارته متوجها إلى المستشفي بعد مدة قصيرة وصل.

نزل من سيارته الي داخل توجه الي مكتب معذبته الصغيرة دق الباب ودخل
خالد: خلصتي ولا لسه
لينا بضيق: يا باااي مافيش ازيك عاملة وحشاني لاء خلصتي ولا لسه ما بتضيعش وقت أنت
قهقه عاليا بمرح
كان يمر على غرف احد المرضي عندما سمع احدي الممرضات
الممرضة: يخربيت جمال اهله عارفة يا بت شبه مين شبه كريم الي في مسلسل فاطمة
الممرضة الأخرى: كريم مين يا شيخة دا شبه كمال الي في مسلسل الحب الاعمي يا بختك يا دكتورة لينا.

لم يفهم عصام شئ من كلامهم سوي ان هذا الرجل الوسيم في مكتب حبيبته ذهب مسرعا الي مكتبها قبل ان يدق الباب سمع صوت ضحكاته العالية اشتاط غضبا وفتح الباب دون ان يستأذن حتي
لينا باستفهام: عصام خير في ايه وازاي تدخل مكتبي بالطريقة دي
اُحرج هو مما فعله كثيرا بينما كان يجلس خالد واضعا قدم فوق اخري ينظر اليه ببرود
بدأت لينا في ضب اغراضها سريعا
عصام بدهشة: هو حضرتك ماشية
خالد: اه، يلا يا لينا اخلصي.

عصام بحدة: على فكرة انا بسألها هي
قام واقفا يطالع ذلك الاحمق بغضب اعمي
خافت لينا من ردة فعله فهي تعرفه دائما ما يسقط خصمه غارقا في دمائه فهتفت سريعا
لينا سريعا: دكتور عصام صحيح نسيت أعرفك العقيد خالد السويسي جوزي
شخصت عينيه بفزع توقفت دقات قلبه شعر وكأن صاعقة عصفت بجسده: انتي انتي انتي اتجوزتي
خالد غاضبا: اه يا خفيف اتجوزت تحب اوريك القسيمة.

ابتسم بألم قلبه الذبيح: مبروك يا دكتورة مبروك يا باشا عن اذنكوا
خرج عصام من غرفتها بخطي سريعة هرول الي غرفته الخاصة ليدخلها سريعا مغلقا الباب خلفه بالمفتاح وبدأ يبكي ويجهش في البكاء على حبيبته التي ضاعت منه للابد
عصام باكيا: يا رتني قولتلها يا رتني.

خالد بضيق: مش يلا بقي ولا ايه
لينا سريعا: حاضر جاية اهو يلا بينا
خرجا الي سيارته متوجهين الي منزله
لينا باستفهام: هو احنا رايحين فين دا مش طريق البيت
خالد باداء درامي مبالغ فيه: اصل ماما تعبانة شوية وعايزة تشوفك
نظرت له بدهشة للحظات لتنفجر في الضحك
لينا ضاحكة: لا بجد هنروح فين
خالد بتأكيد: والله رايحين عندي البيت
ابتلعت ريقها بخوف: ليه
خالد بضيق: هو ايه الي ليه انتي مش واثقة فيا ولا ايه.

فضلت الصمت فأكمل بضيق
خالد بضيق: على العموم ماما عزماكي على الغدا وانا اتصلت بعمي جاسم واستأذنته ولو مش صدقاني تقدري تتصلي بأمي وبعمي جاسم تتأكدي
ثم اخرج هاتفه من جيبه واعطاه لها
اخذت الهاتف من يده ولكنها لم تتصل بوالدها بل ظلت تتصفح الهاتف وفتحت حسابه على الفيسبوك
خالد بشك: انتي بتعملي ايه
لينا بغيظ: ابدا بتفرج على الفيس بتاعك صحيح يا خالد انت عندك جودي في الفريندس
خالد: اه، ليه.

لينا بغيظ: ابدا اصلها بعتالك آكتير اشتقتلك يا خالد ليش ما بتسأل عني
خالد: عادي يعني we just friends
لينا بتهكم: really
خالد: اه طبعا وبعدين هاتي البتاع دا مين قالك تفتحي الفيس بتاعي
اعطته الهاتف اشاحت بنظرها للنافذة وهي تشعر بنار الغيرة تشتعل في قلبها
رن هاتفها وكان فارس فوجدتها فرصة جيدة لإثارة غضبه
فتحت الخط سريعا تتحدث بدلال: صباح النور يا روو
فارس: صباح الفل يا لولو انتي فين يا بنتي.

لينا: أنا في الشغل ليه
فارس: اصل احنا ماشيين وعمك راشد كان عايز يسلم عليكي
قلبت شفتيها بضيق: معقول هتمشوا بالسرعة دي يا روو
فارس بخبث: خالد جنبك مش كدة
اتسعت عينيها بصدمة: أنت عرفت منين يا روو
فارس بخبث: عشان بتدلعي وانتي بتتكلمي يا روح روو
اختطف خالد الهاتف من يدها وضعه على أذنه فاستمع الي جزء الجملة الثاني ( يا روح روو)
خالد صارخا بغضب: دا أنا هاجي اطلع روح روو.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة