قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الحادي والثلاثون

للحظات تصنم مكانه وهو يراها أمامه غارقة في دمائها بدون حراك شعر بأن روحه قد غادرت جسده ينظر الي جسدها المسجي أرضا برهبة مد يده المرتجفة يأخذ مسدسه التقطه بأصابع مرتجفة
وضع فوهه المسدس على قلبه يده الاخري تمسد على شعرها بحنان
خالد باكيا: مش هتبعدي عني تاني مش هتضيعي مني تاني، أنا وعدتك إني مش هسيبك ابدا وطالما انتي مشيتي فأنا كمان هاجي معاكي
أمسك يدها بقوة يده الاخري تضغط على زناد مسدسه.

ليشهق بقوووووووة شعر بدلو من الماء البارد يلقي على وجهه
بدأ يفتح عينيه الرؤية كانت ضبابية مشوشة
ينطق إسمها بضعف، ليخترق أنفه رائحة عطر قوية اشعرته بالنفور فبدأ يحرك رأسه للجانبين بعنف بدأت الرؤية تتضح شيئا فشيئا
قطبت حاجبيه باستفهام يمعن النظر في الواقف امامه: جسور إنت أنا
اتسعت عينيه بذعر لينتفض من مكانه يترنح بألم هاتفا باسمها بذعر: ليناااا، لينا فين.

محمد بدهشة: هتكون فين يعني قاعدة مع البنات برة مالك يا خالد
قطب حاجبيه بدهشة: بنات! نظر حوله ليجد نفسه مازال في قاعة الزفاف، نظر لملابسه سريعا ليجد حلته السوداء
اتسعت عينيه بدهشة: يعني كل دا كان حلم
محمد بقلق: مالك يا خالد إنت كويس
تهاوي على الكرسي بتعب يتنفس بصعوبة بعنف ازاح رابطة عنقه عله يستطيع التنفس من جديد
خالد بضياع: هو أنا بقالي قد ايه هنا.

محمد: إنت بقالك نص ساعة مختفي قلبنا عليك الدنيا أنا وجسور ويوسف في الآخر جسور لقاك هنا مغمي عليكي بقالنا فوق الربع ساعة بنفوق فيك جسمك عمال يترعش ويتنفض وعمال تقولي سامحيني سامحيني
صدم رأسه في ظهر الكرسي يأخذ نفسا عميقا زفره بحرارة كادت تحرق روحه
احمرت عينيه بشدة تنذر بقدوم عاصفة هوجاء.

نظر حوله بلهفة يبحث عن هاتفه فوجده ملقي ارضا بجانب الكرسي امسكه يقلب بين ملفات الصور ليجد تلك الصور اللعينة كور قبضته يكاد الهاتف يُعتصر بين يديه
التف لصديقه هاتفا بتوعد: عز نائد السيوطي تشق الأرض وتعرفلي هو فين
اتسعت عيني محمد بدهشة: النهاردة
هز رأسه نفيا بعنف صائحا بغضب: لاء مش النهاردة دلوقتي حالا.

رحل محمد سريعا، اخفي وجهه بين كفيه لا يصدق حتي الآن أنه كان فقط يحلم سيصرخ من سعادته أنها بخير وأنه لم يؤذيها
بينما يقف هو واضعا كفيه في جيبي بنطاله يتفحصه بنظرات خبيرة مستشفة قائلا برزانة:
صدقته
رفع عينيه ينظر لصديقه بخزي يومأ برأسه إيجابا ليكمل جسور برزانة: لسه مصدقة
هز رأسه نفيا بعنف قائلا بألم: الحلم دا كأنه قلم نزل على وشي يفوقني قبل فوات الأوان
جسور: قوم يلا نرجع المعازيم كلهم بيسألوا عليك.

لينا ضاحكة: انتي مشكلة يا جميلة بطني وجعتني من كتر الضحك
رفعت جميلة ياقة قميص وهمية بغرور مصطنع: إحنا في الخدمة دايما وبعدين خلاص احنا بقينا أصحاب ولا ايه
لينا مبتسمة بسعادة: آه طبعا
جميلة مبتسمة بمرح: احنا الاتنين دكاتير زي بعض.

انفجرت ضاحكة حتي ادمعت عينيها بينما يقف هو يراقبها من بعيد ضحكتها الصافية لمعة عينيها حركات يدها العفوية حمدت ربه آلاف المرات في سره أنه لم يرتكب تلك الجريمة البشعة التي قتلتها هز رأسه نفيا بعنف ما أن جالت تلك الفكرة في رأسه.

لم يشعر بقدميه وهو يهرول ناحيتها ولأن جميلة اعتربت أن مكانه على الكوشة لها جلس على ركبتيه امامها جذبها لصدره يشدد على عناقها يتنفس بانفعال كبير صدره يعلو ويهبط بجنون تلوت بين ذراعيه بخجل
لينا بخجل: خالد الناس بتبص علينا
تنهد بحرارة ما أن سمع نغمات صوتها العذب: الحمد لله يا رب اللهم لك الحمد يا رب.

نظرت جميلة الي جسور الواقف بعيدا شرزا قامت من على الكوشة متجهه ناحيته بخطي سريعة الي أن وقفت امامه رمقته يغيظ تهتف بسخط: بذمتك إنت جيت ركعت على ركبتك
تحضني يوم فرحنا
جسور ضاحكا: ربنا يهديكي يا حبيبتي تعالي اجيلك شوكولاتة
تعلقت في ذراعه بسعادة وقد نسيت تماما لما كانت غاضبة: بجد يلا بينا
ضحك بمرح على زوجته المجنونة التي أعادت السعادة لقلبه من جديد.

جلس بجانبها تلتهم عينيه كل أنش من وجهها ببطئ يثبت لقلبه ولعقله ولروحه ان روحه ما زالت حية، انفجرت الدماء تغزو وجنيتها برودة تعصف بها نظراته المصوبة ناحيتها تشعرها بتوتر، إحراج، خجل
خرج صوتها منخفضا ببحة متوترة: خالد الناس بتبص علينا
ابتسم بولة: أنا مش شايف غير لينا بس
لينا بخجل: والله العظيم لو ما بطلت كلامك دا هعيط.

ضحك بمرح على خجلها لتفجاءه بجملتها: هو عز كان عايزك في ايه اصل أنا قلقت لما شوفته واقف معاك
هتف بحذر: قلقتي ليه
لينا: خفت يعصبك فتفقد أعصابك وتضربه والفرح مليان ظباط
نظر لها بدهشة للحظات ليطلق العنان لضحكاته المرحة على برائتها
لينا بغيظ: بتضحك على ايه انا غلطانة اني قلقت عليك كان هيبقي كويس يعني لما يتقبض عليك.

لم تزذه كلماتها الا ضحكا بصعوبة استطاع ان يسيطر على نوبة ضحكه
خالد ضاحكا: ما شوفتش في برائتك خايفه ليتقبض عليا حبيبتي انا العقيد خالد السويسي
لينا بضيق: مغرور اوي
خالد مبتسما بثقى: طبعا لازم اكون مغرور قاعد جمبي اجمل بنت في العالم ومش عيزاني اكون مغرور
نفخت خديها بغيظ: اوووف عليك بجد لو سمحت كفاية
خالد ببراءة مصطنعة؛ كفاية ايه
لينا بخجل حاولت إخفاءه: كل ما اتكلم معاك في حاجة تقلبها معاكسة.

هتف بعشق: مش بإيدي اول ما بشوف عينيكي لساني بيتكلم لوحده
لينا بخجل: يووووه بقي
قضوا باقي الوقت يلتقطون الصور مع الاهل
ويستمتعون بالفقرات الموسيقية المختلفة
مال خالد على إذن يوسف هاتفا بملل: بقولك ايه ما كفاية كدة انا زهقت
يوسف بإيجاز: تمام
وبالفعل في غضون دقائق انتهي حفل الزفاف وقف الاهل يودعون العروسين
احتضن جاسم ابنته بحنان مربطا على رأسها برفق: هتوحشيني يا لوليتا خلي بالك من نفسك.

هزت رأسها إيجابا في صدره والدتها
نظر جاسم لخالد هاتفا بجد: إنت عارف اني ما بحبكش بس أعمل ايه بقي لينا بتحبك وأنا عشان خاطر لوليتا مستعد استحملك، خلي بالك منها صدقني لو فكرت تأذيها همحي اسمك من الوجود
التوي جانب فمه بابتسامة صغيرة واثقة: إنت عارف كويس اني هاخد بالي منها مش يلا بينا بقي يا حبيبتي
هزت رأسها نفيا تتشبث في صدر والدها تبكي بخوف كالطفلة التي تترك والدها في اول يوم دراسة.

لينا باكية: لاء انا هروح مع بابا
زينب: تروحي مع بابا ازاي يا حبيبتي يلا يا عروسة مع جوزك
بدأ بكائها يزداد تهز رأسها نفيا بعنف: لاء انا هروح مع بابا
زينب بضيق: اهدي يا لولو يا حبيبتي في عروسة تروح مع باباها يوم فرحها بردوا
لينا باكية: ماليش دعوة انا عاوزة بابا مش هسيب بابا
ظلت متشبثة في حضن والدها تبكي بشدة وهو يسرح خصلات شعرها بحنان يحاول تهدئتها وفريدة تقف بجانبه تحاول اقناعها بالعدول عن قرارها.

صمت يلف المكان لا يقطعه سوى شهقات لينا الباكية في صدر والدها ينظر الجميع الي بعضهم بحيرة لا يعرفون ما الحل مع هذه العروس المتشبثة بوالدها ولكن ما يثير دهشتهم حقا هو العريس فخالد هادئ تماما لم يبدي اي رد فعل
قاطع صمتهم صوت خالد هاتفا بهدوء
خالد: ماشي يا لينا طالما انتي عايزة تروحي مع باباكي انا موافق
فغر الجميع أفواههم بدهشة من ردة فعله الغير متوقعة
الجميع: هاااااا.

خالد بضيق: انتوا هتفضلوا متنحلي يلا يا جماعة مش هنفضل هنا طول الليل عمي جاسم وطنط فريدة اتفضلوا اركبوا عربيتي انا الي هسوق
استقل جاسم وفريدة سيارة خالد على الاريكة الخلفية جلس خالد على مقعد القيادة بجانبه لينا ربط لها حزام الامان جيدا ابتسم لها ببراءة ذئب ليدير سيارته منطلقا الي منزل جاسم.

طوال الطريق كان هادئ تماما يقود بانسجام يصفر بسعادة يطرق بأطراف أصابعه على المقود بهدوء بعد مدة قصيرة وصل الي فيلا جاسم
خالد مبتسما: حمد لله على السلامة اتفضوا
نزل جاسم وفريدة بينما قطبت حاجبيها بضيق وهي تحاول فتح حزام الأمان الخاص بها لتجده يغلق ( lock ) السيارة منطلقا
شهقت بخوف عندما انطلق سريعا
لينا بضيق: ايه دا انت رايح فين اوقف
اوقف يا خالد انا عايزة ارجع لبابا.

خالد بهدوء: بذمتك في عروسة تبات عند باباها يوم فرحها
صرخت بغضب: يعني كنت بتضحك عليا
خالد بهدوء: لاء أنا كنت بخدك على قد عقلك سيان بينهما
زفرت بضيق لتتجه لباب السيارة
حاولت لينا فتح باب السيارة ولكن دون فائدة
لينا غاضبة: افتح البتاع دا ونزلني
خالد مبتسما ببراءة: حاضر يا حبيبتي اول ما نوصل هفتحه وانزلك
لينا غاضبة: لا نزلني دلوقتي نزلني بقولك نزلني.

وكالعادة لم تجد منه ردا كتفت ذراعيها أمام صدرها ظلت صامتة الي ان وصلا رات السور المحيط بالمنزل لتزدرد ريقها بتوتر ما هذا السور العالي يحاوطه من الخارج الكثير من الرجال المسلحين فتح احد الرجال الباب الحديدي الكبير فدخلت سيارة خالد الي حديقة واسعة خالد السيارة ونزل منها استدار حولها يفتح لها الباب
خالد مبتسما: يلا يا حبيبتي انزلي
لينا بعند: لا انا عاوزة بابا
زفر بقلة صبر: حاضر بكرة الصبح هوديكي لبابا.

لينا بضيق: لاء انا عاوزة بابا دلوقتي
اغمض عينيه بشدة يكرر مع نفسه اهدا اهدا اهدا
فتح عينيه وابتسم: يلا يا حبيبتي عشان اوريكي المفاجاءة اللي محضرلهالك
لينا بعند: لاء بردوا
خالد بضيق: هتنزلي ولا اشيلك
نفخت بغيظ لتضع كف يدها الصغير في كف يده الممدودة يحتضن كف يدها برفق
لوت شفتيها بضيق عندما وجدته كالعادة يحملها
دخل بها الي عشهم السعيد اتسعت عينيها بانبهار تطالع المكان حولها.

( عشان زي ما انتوا اكيد متوقعين أن الفيلا هتبقي فظيعة في ديكورتها واثاثها
وأنا بصراحة مش هوصفها لأنها اتهرست في أربعين رواية فتخيلوها انتوا الواحد بقي خلقه ضيق )
خالد مبتسما: عجبتك
لينا بانبهار: تحفة
كانت تلتف حولها بانبهار تطالع المكان بعينين متسعتين بدهشة قاطع دهشتها تحركه بها ناحية السلم
لينا بتوتر: احنا رايحين فين.

ابتسم ببراءة: هوريكي الأوضة عشان تغيري هدومك وتنزلي المفاجأة، هتعرفي دلوقتي أنا كنت مختفي ليه طول النهار
صعد بها الي الطابق العلوي وقف بها امام الغرف وركل الباب بقدمه فانفتح
انزلها برفق داخل الغرفة
خالد مبتسما: ادي يا ستي الاوضة
لينا: طب اتفضل بقي انزل على ما اغير هدومي
خرج من الغرفة مغلقا الباب خلفه فتحه مرة اخري يظهر لها برأسه فقط
خالد مبتسما: الفستان عندك على السرير
لينا: ماشي، شكرا.

اغلق الباب ثم فتحه مرة اخري
خالد: ما تتاخريش
لينا: حاضر
اغلق الباب ثم فتحه مرة اخري
خالد مبتسما بعبث: مش عايزة مساعدة
القت الوسادة على وجهه: امشي بقي
خالد بضيق: نازل خلاص انتي عيلة رخمة اصلا
واخيرا نزل الي اسفل لتأخذ الفستان متجهه الي مرحاض الغرفة لتبدل ثيابها
في الأسفل يقف ممكسا بهاتفه بيده اليسري يحتجز سيجارة بين اصبعي يده اليسرى
اتصل بصديقه عدة مرات لكن لا مجيب
خالد بضيق: اوووووف ما ترد يا زفت إنت كمان.

لحظات سمع طرقات حذائها على السلم رفع نظره لها ليتجمد مكانه يطالعها بهيام يشعر في كل مرة يراها فيها أنه يراها للمرة الأولي
خطفت أنفاسه بمظهرها الجذاب هالة البرائة المحيطة بها شعرها المنسدل يتطاير في الهواء ليتطاير معه قلب ذلك العاشق الوله وصلت أمامه
لينا: أنا خلصت فين بقي المفاجأة
هز رأسه إيجابا سريعا ليخرج قماشه سواد من جيبه يربطها حول عينيها
لينا: انت بتعمل ايه
خالد مبتسما: بخطفك يا حبيبتي ينفع.

لينا بمرح: اخطف يا اخويا أنا قولت حاجة
خالد بدهشة؛ اخطف يا اخويا! انتي مالكيش قعاد مع جميلة مرات جسور تاني
لينا ضاحكة: جميلة دي عسل دمها خفيف جدا
خالد مبتسما بوله ؛ والله ما في عسل غيرك
أمسك يدها يمشي معها بهدوء
توقف عن الحركة نزع تلك القماشة من على عينيها.

بدأت برفق تحاول فتح عينيها اتسعت عينيها بدهشة ابتسامة واسعة شقت شفتيها عندما وجدت نفسها تقف امام غرفة خشبية صغيرة اشبع بالكوخ الذي يأتي في حكايا الاميرات
قفزت بسعادة تصفق بيديها بحماس: الله أنا بجد مش مصدقة دا تحفة ربنا يخليك ليا يارب
خالد: لسه باقي المفاجأة جوة.

دخلا الي الكوخ اضاء المصابيح ليظهر المكان من الداخل غرفة متوسطة الحجم بها فراش ليس كبيرا والعديد من الارفف الخشبية عليها الكثير من الروايات المفضلة لديها الحوائط تعج بمئات الصور لهما منذ أن كانا طفلين الي الآن طاولة صغيرة بجانب الفراش عليها الكثير من علب البيتزا التي تعشقها باب في آخر الغرفة عرفت بعد ذلك أنه حمام صغير ملحق بها ماذا ستريد أكثر من هذا انسابت دموع عينيها فرحا لولا أنها خافت من أن يظنها قد جنت لكانت صرخت وضحكت وبكت في آن واحد.

اخذتها قدميها دون وعي الي احدي الصور تلمستها باصابعها برفق ابتسمت بحنين كان يحملها فوق كتفيه وهي تضع يديها على عينيه حتي لا يري الابتسامة البريئة تلوح على شفتي كل منهما
لينا بدموع: كانت أيام جميلة يا ريتنا ما كبرنا
وقف أمامها هاتفا بعشق: احنا كبرنا عشان نعمل أيام اجمل من الي فاتت
عجز لسانها عن التعبير أمام تلك المفاجأة الرائعة لا تصدق أنه فعل كل ذلك لأجلها.

فاضت عينيها بسعادة غامرة توجهت بنظراتها له لتجد تلك الابتسامة الدافئة تعزف لحن هادئ جميل على شفتيه
لينا بدهشة: أنت إزاي كدة أنت شيطان زي ما بيقولوا عنك ولا ملاك ما فيش لحنيته وصف
اتسعت ابتسامته قليلا تنهد بحرارة ليكمل بابتسامة صغيرة دافئة: أنا شيطان خرج من نار معاصيه بعد ما شاف جنة عينيكي بحبك يا جنتي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة