قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثاني

بعد عدة ساعات في فيلا جاسم الشريف
دخلت تلك الفتاة صاحبة الشعر البني القصير والعيون السوداء الواسعة مرتدية بنطال اسود وقميص جينز ازرق تسير بثقة خطوات لا تمت للانوثة بصلة.

جذب انتباهها تلك الرائحة الشهية المنبعثة من ناحية المطبخ فاتجهت ناحية المطبخ دون تردد ( كله الا الأكل معلش يعني ) فوجدت الكثير من أصناف الطعام الشهية التي تجعل اللعاب يسيل جوعا، بينما تقف فريدة في منتصف المطبخ تشرف علي تحضريات الطعام بحماس
لبني: ايه يا فريدة الاكل دا كله احنا عندنا عزومة ولا ايه
فريدة بسعادة: لينا رجعت يا لبني اخيرا رجعت
اتسعت عيني لبني بفرحة؛ بسكوتة رجعت بنت الايه دي وحشتني اوي.

فريدة ضاحكة: عشان خاطري بطلي تقوليلها يا بسكوتة انتي عارفة أنها بتكره الإسم دا
لبني ضاحكة: اعمل ايه يعني ما بنتك الي عاملة زي بسكوت نواعم تخافي تلمسيها لتتكسر، المهم هي فين
فريدة: في اوضتها اطلعي يلا صحيها علي ما نحضر السفرة
لبني بحماس: فُريرة
صعدت لبني الي غرفة لينا وظلت تحاول جاهدة إيقاظها
لبني: بسكوتة يا بسكوتة اصحي بقي يا بسكوتة
بعد مدة طويلة اخيرا بدأت لينا تستيقظ متذمرة.

لينا بضيق: لبني بليز سبيني انام انا جاية تعبانة من السفر وبطلي تقوليلي يا بسكوتة
لبني ضاحكة: طب يا بسكوتة يا بسكوتة يا بسكوتة يا بسكوتة
انتفضت لينا بغضب جالسة علي الفراش تعقد حاجبيها بغيظ
لينا غاضبة: بطلي يا لبني انتي عارفة إني بكره الاسم دا والله هقول لخالد
نطقتها بعفوية لتغيم زرقتيها بسحابات الدموع الحبيسة
جلست لبني بجانبها تداعب خصلات شعرها برفق: مش بقولك بسكوتة
لينا بدموع حبيسة: وحشني أوي يا لبني.

لبني بضيق: كان سأل عليكي هو يعني يا لينا
لينا باكية: ما هو دا الي واجعني كنت فكراه بيحبني بس دا حتي ما فكرش يسأل عني وبابا قالي أنه اتجوز مرتين وحشني اوي
ضمت لبني ابنه أختها بحنان علي الرغم من أنها أكبر منها بعام واحد ولكنها تشعر دائما أنها ابنتها
لبني بمرح؛ يا اختي بلا نيلة خدنا ايه من الرجالة غير وجع القلب.

ضحكت لينا ضحكة خافتة من بين دموعها فابعدتها لبني عنها برفق وامسكت كتفيها تنظر لها بجد: لوليتا ما توقفيش حياتك علي حد انتي دكتورة معاكي شهادة من أكبر الجامعات كلها يومين وتفتحي المستشفي بتاعتك انتي مش محتاجاه يا لوليتا
لينا بدموع: كان حياتي كلها يا لبني انا فتحت عينيا في الدنيا دي عليه هو الي علمني كل حاجة.

لبني بضيق: وفي الآخر سابك وشاف نفسه زيه زي كل الرجالة ما بيحبش غير نفسه ما بيهتمش بحد نفسه الست عندهم شهوة مش اكتر انسيه يا لينا هتلاقيه اصلا مش فاكرك يلا قومي اغسلي وشك يلا أنا واقعة من الجوع
لينا مبتسمة: حاضر
بدلت لينا ملابسها ونزلت الي الاسفل مع لبني لتشارك عائلتها في طعام العشاء في جو أسري دافئ افتقدته لمدة طويلة.

محمد: كفايه كدة يا خالد مش هتروح
خالد: لاء قوم روح انت انا لسه هقعد شوية
محمد: يا ابني كفاية انت ما تعبتش
خالد بضيق: لاء يا محمد ما تعبتش هتمشي ولا هتقعد
محمد: خلاص يا عم ما تتعصبش كدة انا ماشي، سلام
خالد: سلام
بعد رحيل محمد اخرج خالد من جيبه صورة لفتاة صغيرة
خالد بألم: وحشتيني اوي يا حبيبتي هتجنن يا لوليتا من غيرك عشان خاطري ارجعي بقي.

اغمض عينيه لتهاجمه واحدة من ابشع ذكريات ماضيه البشعة قضي عدة ساعات في مكتبه تهاجمه ذكرياته كالوحوش الضارية، فقرر العودة الي منزله.

مصيبة يا باشا مصيبة وحلت علي دماغنا
هتف بها ذلك الشخص بذعر وهو يدخل الي غرفة رئيسه
، : مصيبة ايه يا زفت أنت ما يجيش من وراك خبر عدل ابدا
خالد السويسي
، غاضبا: خالد السويسي، خالد السويسي، خالد السويسي ما فيش في الدنيا غيره، عمل ايه البيه
الواد اعترف
اتسعت عيني زعيمه بصدمة: اعترف يعني ايه اعترف أنت مش قولت أن القضية ماسكها واد اسمه يوسف ما تنطق يا شاكر يعني ايه اعترف.

شاكر: بالظبط القضية كان ماسكها الرائد يوسف الخياط وشكله كدة ما عرفش يطلع مع الواد بعقاد نافع راح مسلم القضية لابن السويسي وأنت طبعا عارفه، الواد ما خدش في ايده نص ساعة وكان اعترف عليا ابن ال***** أنت عارف خالد السويسي حاطنني في دماغه من ساعة ما قتلت صاحبه دا الي اسمه زيدان أنا لو وقعت تحت ايده مش هيرحمني ولو وقعت مش هقع لوحدي عشان تبقي عارف.

عاد ذلك الرجل بجسده مستندا على ظهر الكرسي وعلي شفتيه تتراقص ابتسامة شيطانية: أنا عندي فكرة هتخلصنا من ابن السويسي خالص
شاكر بلهفة: الحقني بيها ابوس ايدك
الزعيم مبتسما بخبث: اسمع...

في صباح اليوم التالي في بيت كبير ( سرايا ) في محافظة اسيوط تنزل تلك الفتاة ذات القامة المتوسطة والبشرة القمحية والعينان العسليتان الواسعة تهرول علي سلم البيت الكبير
فاطيمة: علي مهلك يا فرح يا بتي متسربعة اكدة ليه
فرح مبتسمة: رايحة لشروق يا اما هذاكر وياها
فاطيمة: ماشي يا بتي قولتي لابوكي
فرح: ايوة يا اما وهو وافق
فاطيمة بحنان: خلي بالك من حالك زين يا فرح.

فرح مبتسمة: حاضر يا اما ما تقلقيش يلا سلام عليكم
فاطيمة: وعليكم السلام يا بتي تروحي وترجعي بألف سلامة.

خرجت من السرايا الكبيرة تتلفت حولها بحذر فإن رآها أحد ستكون في مشكلة او بمعني احري مصيبة تسير بخطي مسرعة ناحية تلك الأرض المهجورة منذ سنوات لا يذهب أحد إليها بسبب تلك الاشاعات التي أخرجها هو! إن بها اشباح تقتل من يقترب من تلك الأرض الملعونة وصلت خلف ذلك الكوخ المصنوع من الخوص والذي من المفترض أن تقابله هناك.

تنهدت بضجر عندما طال انتظارها لتشهق فجاءة وهي تضع يدها علي فمها لتمنع صرختها عندما ظهر فجاءة امامها بدون سابق إنذار
فرح غاضبة: خرعتني يا عزام
عزام مبتسما بوله: سلامتك يا قلب عزام
تفجرت شلالات الدماء تغزو وجنتيها الصغيرتين بخجل
التمعت عيني عزام بخبث: يا ابوووووي تفاح امرياكاوي عاوز قطفه
فرح بخجل: وبعدهالك يا عزام والله همشي
عزام سريعا: لع لع خلاص دا اني مصدقت اشوفك واملي عنيكي منك يا لهطة القشطة.

فرح بضيق لتداري خجلها: اكدة طيب أنا ماشية
ما كادت تتحرك خطوتين حتي شعرت بيده تقبض علي رسغ يدها ليعيدها مكانها مرة أخري
عزام غاضبا: رايحة فين يا مجنونة حد يشوفنا انتي اتخبلتي عاد
نزعت يدها من يده بضيق: بعد يدك يا عزام خبرتك قبل سابق ما تمسكش يدي قبل ما انتجوز
قطب عزام حاجبيه الكثيفين بغيظ ليهدر بضيق: ما هو علي يدك يا فرح اتقدمت لابوكي 3 مرات ورفضني اخرتهم كانت امبارح.

ثم اكمل بغيظ كأنه يحادث نفسه: إني عزام السويسي الي بنات البلد كلياتهم بتتمني نظرة واحدة منه اترفض
ضيقت عينيها ترمقه بغضب وقد زمت شفتيها وبدأت بتحريك قدمها اليسري بضيق: بقي اكدة
تدارك عزام نفسه سريعا عندما سمع صوتها الغاضب لترتسم علي شفتيه ابتسامة غابثة: واه واه واه هتغيري يا موهجه القلب
نظرت فرح ارضا بخجل لتهمس بصوت خفيض بالكاد سمعه: اومال عاد.

كانت تنظر ارضا وجنتيها تكاد أن تنفجران من شدة خجلها فلم تلحظ تلك النظرة الخبيثة التي احتلت مقلتيه تلك الابتسامة الشيطانية التي زينت ثعره ها قد اقترب من نيل مراده وكيف لا يفعل امام تلك الساذجة البريئة التي تراهن مع اصدقائه علي نيلها
مد أصابعه الغليظة لتستقر أسفل ذقنها، رفع وجهها ببطئ ليقابل بحر الزمرد في عينيها الواسعتين
عزام مبتسما بحنان: انتي الي في القلب يا موهجه القلب.

لاحظ ارتجاف بحر الزمرد بحزن وهي تهتف بأسي: والعمل عاد يا عزام
تكلم ببراءة ذئب وديع: إني خبرتك قبل سابق بس انتي الي ما عيزاش
هدرت سريعا وقد اتسعت عينيها بفزع: لع يا عزام كيف يعني اتجوز من ورا ابوي، دا لو عرف...
قاطعها عزام سريعا: ومين بس الي هيقله يا موهجه القلب
فرح برفض قاطع: لع يا عزام اني مستحيل أعمل اكدة
قطب حاجبيه بغضب ليردف بحزن مصطنع وهو يوليها ظهره: انتي ما هتحبنيش يا فرح.

التفت له تنظر الي وجهه بدموع حبيسة: انت عارف زين اني هحبك قوي
عزام ساخرا: الي هيحب حد بيبقي عايز يفضل معاه
ازدرقت ريقها بتوتر لتكمل بصوت مرتجف: هفكر يا عزام
عزام مبتسما بحنان: فكري يا موهجه القلب فكري براحتك بس عايزك تعرفي زين انك ما حدش هيحبك ولا هيخاف عليكي قدي حتي ابوكي.

هزت رأسها إيجابا بلا وعي منها سرعان ما تذكرت شيئا لتتسع ابتسامتها السعيدة: فتحت ذلك الكتاب الذي كانت تحتضنه واخرجت منه شهادة تقدير باسمها
فرح بسعادة: شوف دي يا عزام
نظر عزام للورقة باستغراب فهو أُمي لا يعرف القراءة ولا الكتابة: ايه دي يا فرح.

فرح بسعادة: دي شهادة تقدير عطتهالي المدرسة بتاعت التاريخ عشان جيت الدرجات النهائية في الامتحان تعرف يا عزام كان امتحان صعب قوي قوي، تعرف كمان أنا عحب التاريخ قوي عشان اكدة ناوية اخش كلية الاثار
التوي جانب فمه بابتسامة ساخرة تركها تثرثر كما تريد ليلقي بقنبلته فجاءه وبدون مقدمات
عزام بجمود: بس أنا ما عيزكيش تكملي علامك بعد ما انتجوز.

اتسعت عينيها بفزع شعرت وكأن صفعة قاسية نزلت علي وجهها كادت أن ترد عندما وضع عزام إصبعه على شفتيها يمنعها من الكلام
عزام بحنان يقطر من بين حروفه من شدة فيضانه: عارف أنك مصدومة يا موهجه قلبي وفكراني عهزر
هزت رأسها إيجابا سريعا وهي ترجوه أن يكون فقط يمزح.

فاكمل وهو يغرقها بطفوان كلامه المعسول: يا فرح انتي فرحة قلبي أنا ما عرفتش يعني ايه فرحة غير لما قابلتك يا فرح كيف عيزاني اسيب العلام يشغلك عني، اني ابنك يا فرح في أم تهمل والدها، ردي علي في أم تهمل ولدها
هزت رأسها نفيا بتوتر فاكمل هو بانتشاء من قرب وصوله لهدفه: يبقي كيف عايزة تسبيني انتي حبيبتي ومرتي وخيتي وامي الي انحرمت منيها قبل ما اشبع من حنانها عايزة تحرميني من حنانك انتي كمان يا فرح.

هزت رأسها نفيا سريعا فابعد إصبعه عن شفتيها لتتحدث هي بلهفة ودموعها تأخذ طريقها علي وجنتيها: لع يا عزام اني ما ههملكش واصل، خلاص زي ما تحب مش هكمل علامي
دني برأسه يقبل جبينها بحنان: ربنا يخليكي ليا يا موهجه القلب
فرح مبتسمة: ويخليك ليا يا رب، امشي أنا بقي احسن أنا اكدة هتأخر علي خالتي والبت شروق
عزام بحنان: خلي بالك من نفسك يا موهجه القلب
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة ثم تركته ورحلت.

عزام في نفسه بخبث: هانت يا فرح هانت قوي.

نزل الي أسفل بعدما استعد للذهاب الي عمله
نزل علي سلم البيت الكبير بعجرفته المعتادة
القي بجسده على أول كرسي قابله يشعر بأن رأسه سينفجر ذلك المشروب الذي أصبح يدمنه حتي يستطيع النوم دون أن يفكر فيها يشعره صباحا بأن هناك حمم من النيران تأكل عقله
اغمض عينيه عائدا برأسه الي ظهر الكرسي
خالد بصوت عالي: عنيااااات
جاءت الخادمة تهرول من المطبخ سريعا
الخادمة: افندم يا باشا
خالد باقتضاب: فين القهوة.

الخادمة سريعا: حالا يا باشا
في غرفته بعدما تأكد من هيئته للمرة العاشرة تقريبا وقف يقيم ذلك التيشرت الازرق والسروال الاسود من خامة الجينز وتلك القلادة الفضية التي تأخذ شكل ساري السفينة شعره الاسود الكثيف الطويل مصفف بعناية يكاد يلمع وضع عطره المفضل بغزارة نظر الي نفسه وابتسامة مغتره مرتسمة علي شفتيه.

خرج من غرفته ينزل علي سلم البيت سريعا عندما وجده جالسا علي الكرسي مغمض العينين بدأ يتحرك بخفة حتي لا يسمعه ولكنه ما كاد يخطو خطوة واحدة حتي سمعه يهتف ساخرا
خالد ساخرا: والله عيب علي الرجالة يتسحبوا كدة
تمتم عمر بضيق: بيشوف وهو مغمض دا بيشوف بقفاه اساسا
خالد ساخرا: تعالا يا موري تعالا يا حبيبي ما تتكسفش
عض عمر علي شفتيه بغيظ ليتجه ناحية اخيه الي أن وقف امامه
عمر: صباح الخير يا ابيه.

اشار له بطرف عينيه الي الكرسي المقابل له: اقعد
جلس عمر علي الكرسي بارتباك: خير يا ابيه، أصل أنا مستعجل عندي محاضرات كتير النهاردة
خالد ضاحكا: محاضرات كتير لا الله يكون في عونك، أنهي محاضرات دي يا عمر الي أنت ما بتحضرهاش صح
عمر سريعا: ما بحضرهاش ايه بس يا ابيه الي قال لحضرتك الكلام دا بيضحك عليك.

تجهم وجهه بغضب ليهتف غاضبا؛ انت شايفني اهبل قدامك عشان يتضحك عليا الدكاترة بتوعك هما الي قالولي يا فالح وقالولي علي المصايب والخناقات التي بتعملها كل يوم والتاني ولوليا يا حلو كان زمانك مرفود من زمان
ازدرد عمر ريقه بخوف ظاهر فهو يخاف من أخيه أكثر حتي من خوفه من ابيه: أنا آسف يا ابيه اوعدك ان دي آخر مرة.

خالد ببرود كالصقيع: أنا عارف أنها مش هتبقي آخر مرة فما تحاولش تقنعني، بس عايزك تعرف كويس لو وقعت تحت ايدي يا عمر الله في سماه ما حد هيعرف ينجدك من ايدي اللهم بلغت اللهم فاشهد اظن فاااهم
ارتجفت اوصاله بذعر ليهز رأسه إيجابا سريعا دون تردد: فففاهم يا ابيه فاهم.

تعلقت أنظار خالد علي رقبة عمر يطالعه بجمود ثانية اثنين ثلاثة وقبل أن يستوعب عمر ما يحدث مد خالد يده ونزع تلك القلادة من علي رقبته بعنف حتي انها جرحت رقبته جرح سطحي
خالد بحدة: رجالة السويسي ما بيلبسوش سلاسل
شعر عمر بوغز مؤلم في رقبته فوضع يده عليها يمسدها برفق مغمغما بألم: حاضر يا ابيه.

خالد: يلا قوم شوف أنت رايح فين وابعد عن جنس حوا يا عمر صدقني ما بيجيش من وراهم غير الوجع
هز عمر رأسه إيجابا وهو يرحل سريعا واخيرا انتهت جلسة العذاب
كان يشرب فنجان قهوته الثاني ولا يزال ذلك الصداع يعصف برأسه عندما وجد هاتفه يرن
ما إن انفتح الخط حتي وجد محمد يهتف سريعا
محمد: أنت فين يا خالد
خالد: في البيت
محمد: يا ابني أنت عارف الساعة كام اللوا رفعت سأل عليكي يجي خمسين مرة.

خالد بضيق: بقولك ايه ما تقرفنيش أنت وأبوك ساعة وجاي
محمد غاضبا: هترفدنا كلنا والله
وبدون كلمة اخري اغلق خالد الخط في وجهه
قام من مكانه عندما وجدها تنزل بخفة علي سلم المنزل، أبتسمت باتساع عندما رأته
تقدمت ناحيته بخطي واسعة الي ان ذهبت اليه فقبلته علي وجنته: صباح الخير
خالد بابتسامة صغيرة: صباح النور، رايحة فين بدري كدة.

ياسمين بحماس: رايحة الشغل وبعد كدة هنروح أنا وانور نتغدي وبعدين نشوف الانترية وصل ولا لسه
خالد بضيق: قللي خروجتك مع سي زفت دا ولو عوزتي تروحي في حتة اوديكي أنا
زمت شفتيها بعبوس: يووه يا خالد بطل تشتمه ما تنساش أنه خطيبي ومكتوب كتابنا يعني جوزي
خالد ساخرا: ماشي يا ست جوزي خلي بالك من نفسك
ياسمين: حاضر
خالد: لو الواد دا ضايقك اتصلي بيا
ياسمين مبتسمة: حاضر
خالد: معاكي فلوس.

ياسمين مبتسمة: أيوة بابا اداني الصبح قبل ما يروح المصنع
وضع يده في جيب بنطاله واخرج لها حفنة كبيرة من الاوراق النقدية: خلي دول معاكي احتياطي، السواق برة
هزت رأسها إيجابا فاكمل هو سريعا قبل أن يغادر: ما تسوقيش انتي مهما حصل انتي ما بتعرفيش تسوقي، ولما سي زفت دا يركب معاكي يركب قدام جنب السواق وتركبي لوحدك ورا ولو عوزتي حاجة كلميني.

كانت تستمع له وهي تهز رأسها إيجابا دون توقف تحب اهتمامه بها كثيرا يشعرها أنها ما زالت تلك الطفلة الصغيرة.

صباح الخير يا بابا
جاسم مبتسما بحنان: صباح الورد والفل والياسمين نمتي كويس
هزت رأسها إيجابا بابتسامة واسعة: جدا
جلست علي الكرسي بجانبه تفرك يديها بتوتر
جاسم ضاحكا: عايزة تقولي ايه يا بنت الشريف
لينا ببلاهة وهي تشير الي نفسها: ها أنا هو يعني هو ما سألش عليا
رمقها جاسم بشك ليكمل بحذر: هو مين
ازدردت ريقها بتوتر لتهتف بصوت منخفض متلعثم: خخاالد
ما إن نطقتها حتي مر أمامه عدة مشاهد سريعة متتالية.

( لينا فين يا جاسم، أنت فاكر أنك هتقدر تبعدها عني، بنتك فين، مش هسيبها يا جاسم، لو آخر يوم في عمري مش هسيبها )
هز جاسم رأسه نفيا بعنف ليكمل ببرود: لاء ما سألش هتلقيه نسيكي اصلا يا لوليتا كنتوا عيال يا لوليتا وبعدين أنا قولتلك أنه اتجوز بدل المرة اتنين لو كنتي في دماغه ما كنش فكر أنه يتجوز ولا ايه
همست باسي: عندك حق.

مسد جاسم علي شعرها البني الطويل وهو يهتف بحنان: لوليتا انتي ما بتحبهوش كنتي لسه عيلة في فترة المراهقة وما تعرفيش غيره عشان كدة كنت فاكرة نفسك بتحبيه دا انتي كنتي بتقوليله يا بابا
لينا بابتسامة صغيرة وهي تحتضن والدها: عندك حق أنا مش بحبه أنا بحبك أنت وبس يا بابا
جاسم بحنان: وانتي اغلي حاجة عندي يا لوليتا وعشان خاطرك مستعد أعمل اي حاجة.

مسد على شعرها بحنان وهو يتمتم بداخله: آسف يا لينا ما كنش ينفع اسيبه جانبك بعد الي عمله ابن ال، ، كان مسيطر عليكي يا حبيبتي وانتي بريئة ومش فاهمة حاجة
فاق من شروده علي صوت لينا تهتف: بابا سرحان في ايه
جاسم مبتسما: أبدا يا حبيبتي
دقت الخادمة ودخلت: جاسم باشا الاستاذ عامر برة
جاسم: خليه يتفضل
هزت الخادمة رأسها إيجابا ورحلت ليدخل بعدها بقليل رجل متوسط الطول بدين بعض الشئ يرتدي نظارة كعب كوباية.

جاسم: تعالا يا عامر، لوليتا دا الاستاذ عامر مدير اعمالي أنا هسلفهولك 48 ساعة بس، الرجل شايلي الشغل كله أنا من غيره اغرق
لينا بغيظ طفولي: ماشي يا سي بابا ما تقلقش مش هاكله
ثم اتجهت ناحية عامر بابتسامة واسعة: يلا يا عمو لسه عندنا شغل كتير قبل ما نفتح المستشفي.

وصل خالد الي عمله قبل أن يدخل مكتبه وجد محمد يجذبه من ذراعه
محمد سريعا: أنت لسه هتدخل مكتبك اللوا رفعت قالب عليك الدنيا وشكلها كدة فيها جزا
خالد ضاحكا بثقة: يبقي يعملها كدة ويشوف مين الي هيجيبلوا العيال بتوع قضايا المخدرات
محمد: لاء الموضوع المرة دي شكله مختلف
خالد ساخرا: مختلف في ايه بقي ما هو لقتل لسلاح لاثار لخطف لاغتصاب لمخدرات ايه الجديد بقي
محمد بضيق: يا عم روح وانت تعرف.

خالد بضيق: أما نشوف آخرتها معاك أنت وابوك
تحرك خالد ناحية مكتب اللوا ودق الباب، ادار المقبض ودخل عندما سمع الاذن بالدخول
خالد وهو يؤدي التحية: صباح الخير يا افندم معاليك طلبتني
رفعت غاضبا: لسه بدري يا بيه أنت عارف أنا سألت عليك كام مرة ايه الي اخرك
خالد ببرود: راحت عليا نومة
رفعت بحدة: يا ابني الي بتعمله دا غلط انت كدة بتضيع نفسك وبتهد اسمك الي بنيته في مدة قصيرة بيحسدك عليها ناس كتير.

خالد في نفسه بضيق: مش هنخلص بقي الاسطوانة بتاعت كل يوم
خالد بابتسامة صفراء: حاضر يا افندم هبقي اظبط المنبه
تنهد رفعت بيأس: ما فيش فايدة فيك، اقعد
جلس خالد امام مكتب رفعت فوضع رفعت امامه ملف ازرق
خالد: ايه دا
رفعت: زي ما انت شايف قضيتك الجديدة
خالد: ايوة بس القضية الي معايا لسه ما خلصتش
رفعت: ما أنا عارف أنت هتشتغل في القضتين مع بعض
خالد ساخرا: ليه هو أنا سوبر مان.

رفعت بمكر: ما تستعجلش علي رزقك مش تعرف القضية الاول
رفع خالد حاجبه الأيسر باستفهام ( ايوة زي ما انتوا عملتوا كدة بالظبط )
تناول الملف من علي المكتب فتح صفحته الأولي ليجد صورة فتاة جميلة بكل ما تحمل الكلمة من معني دقق النظر في ملامح وجهها المألوفة وخاصة في عينيها لتجحظ عينيه بصدمة لا بل دهشة بالتأكيد سعادة ممزوجة بقلق: لينااااا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة