قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل الثامن

خالد بصوت ضعيف و متقطع: مح مد قوو لها انيي بحببها اوي
ثم اغلق عينيه ليتهاوي جسده أرضا
محمد صارخا: يووووسف شيلوه معايا يا يوسف بسرعة نوديه على المستشفى
وبالفعل تولي بعض الظباط العناية بالراهائن في احدي السيارات الكبيرة
اما خالد فوضعه محمد ويوسف في سيارة صغيرة ركب محمد بجانبه على الكنبة الخلفية واستقل يوسف مقعد القيادة يشق غبار الطريق من سرعته
محمد صارخا بغضب: بسرعة يا يوسف.

يوسف صارخا: أسرع من كدة العربية هتتقلب لا هو هيعيش ولا احنا هنعيش بص حواليك شوووف اي مستشفي نقف عندها
محمد سريعا: اطلع على مستشفي الحياة
يوسف بدهشة: اشمعنا يعني
محمد غاضبا: اسمع الكلام يا يوسف أنا عارف أنا بعمل ايه
هز يوسف رأسه إيجابا سريعا ليضغط على دواسة البنزين بقوة لتصرخ السيارة من شدة سرعتها
محمد بحدة: اجمد يا خالد.

فتح الاخير عينيه بضعف وابتسم ابتسامة صغيرة شاحبة وبدأ يحرك شفتيه يتحدث بصوت ضعيف متقطع: اش، هد، إن، لا، ال، ه، اااللا، الله
محمد صارخا: لاء يا خالد أنت مش هتموت أنت فاااهم مش هتموت بسرعة يا يوسف
يوسف سريعا: وصلنا خلاص اهو.

في فيلا محمود السويسي
استيقظت زينب فزعة من نومها تصرخ وتنادي باسم ابنها
زينب صارخة: خاااالد لالالا اااابني
هب محمود جالسا يهتف بقلق: مالك يا زينب، بسم الله الرحمن الرحيم، في ايه
التفت له تهتف بقلق تجلي بوضوح على قسمات وجهها
زينب بقلق: خالد، خالد يا محمود خالد مش كويس في حاجة حصلتله قلبي حاسس ابني جراله حاجة
ثم بدأت بالنحيب.

محمود سريعا وهو يربت على كتفها: استهدي بالله يا زينب ما تفاوليش على الواد إن شاء الله هو كويس مش أول يعني يطلع عملية
زينب باكية: طب بالله عليك كلمهاسمع صوته بس
محمود: اكلمه ازاي يا زينب انتي ناسية ان هو منبه ان ما حدش يكلمه وهو في مهمه استهدي بالله كده وارجعي نامي وهو إن شاء الله كويس
استسلمت زينب لاوامر زوجها وعادت لتستلقي على الفراش ولكنها لم تنم فقلبها يعرف ان هناك شئ سئ حدث لابنها.

زينب بقلق: لالالا أنا مش مطمنة أنا هقوم أصلي، يمكن قلبي يرتاح شوية.

في مستشفي الحياة
ساعدت الممرضات محمد ويوسف على وضع خالد على السرير النقالر
محمد صارخا بغضب: فين الزفت الدكاترة الي هنا ما تقفوش كدة نادوا الدكاتره بسرعة
ركضت الممرضات ناحية غرف الاطباء وذهبت واحدة منهم ناحية غرفة لينا اقتحمت غرفتها تهتف سريعا: الحقي يا دكتورة
لينا: في ايه يا سماح ايه الدوشة الي تحت دي.

الممرضة سريعا: الحقي يا دكتورة في حالة خطيرة تحت اتنقلت على اوضة الطوارئ ودكتور عصام راح على هناك و...
لم تقف لتسمتع الي باقي حديثها من بداية تلك الليلية وهي تشعر بقلق غير مبرر نزلت تركض على سلم المستشفي بقلق دقات قلبها تصرخ من القلق لسبب مجهول
ما إن وصلت الي حجرة الطوارئ وجدت محمد يقف امامها
اتسعت عينيها بفزع، لا لا ليس هو بالتأكيد شخص آخر.

اقتربت منه وهي تهز رأسها نفيا بعنف تنفي تلك الفكرة من مجرد التجوال في عقلها
محمد باكيا: لاء هو خالد بيموت يا لينا الحقيه أبوس ايدك، صرخ في وجهها خالد لو مات مش هسامحك ابدا أنا عملت كل دا عشانه عشان يرجع يعيش تاني
لم تفهم حرف واحد مما قال سوي أن حياته في خطر هرعت الي غرفة الطوارئ وهي تشعر في تلك اللحظة أنها نسيت كل ما تعرفه عن تلك المهنة.

في فيلا جاسم الشريف
وضع جاسم مفتاحه الخاص في قفل الباب فتح الباب بهدوء ودخل ليجد زوجته جالسة على أريكة كبيرة في غرفة الصالون من المفترض أنها تشاهد التلفاز
جاسم مبتسما: مساء الخير يا فيري
فريدة مبتسمة بقلق: مساء النور يا جاسم
تهاوي جاسم على الاريكة بجانبها يهتف بتعب: هلكااااان النهاردة كان عندي قواضي وعملا كتير أوي
فريدة مبتسمة برفق: ربنا يقويك يا حبيبى.

جذ كف يدها برفق ليلثمه بقبلة حانية: ويخليكي ليا يا حبيبتي، قوليلي البت لينا فين
ازدرقت فريدة ريقها بذعر لترد بتوتر حاولت إخفاءه: لوليتا نايمة من بدري جت من الشغل تعبانة ونامت
جاسم: اوعي تكوني سبتيها تنام من غير ما تاكل
فريدة بعتاب: دي بنتي أنا كمان على فكرة يعني اكيد مش هسيبها من غير أكل
جاسم مبتسما: طب يا حبيبتي أنا هروح اخذ دش وأنام مش هتيجي تنامي
فريدة مبتسمة بتوتر: هخلص الفيلم واحصلك.

جاسم: ماشي يا حبيبتي تصبحي على خير
فريدة: وأنت من اهله
راقبته وهو يصعد بقلق حتي اختفي عن ناظريها
لتتنهد براحة: الحمد لله، ربنا يستر جاسم لو عرف أن لينا مش بايتة في البيت هيقلب الدنيا على دماغنا استرها يارب.

في داخل غرفة العمليات
لينا سريعا بعملية: نبضه ضعيف اوي وليد بسرعة عايزة اعرف فصيلة دمه ايه
وليد سريعا: حاضر يا دكتورة ثواني
عصام: الحمد لله طلعنا الرصاصة ووقفنا النزيف بس احنا محتاجين دم بسرعة
وليد بتوتر: دكتورة لينا في مشكلة فصيلة دمه o negative
اتسعت عينيها بفزع: يا دي الليلة البيضة الفصيلة الوحيدة الي مش موجودة حد يجيب كانيولا بسرعة.

بعد ساعة تقريبا خرجت لينا من غرفة العمليات ومعها عصام ووليد وبعض الممرضات يجرون الفراش الناقل الي غرفة العناية المركزة
محمد سريعا: خالد بقي كويس صح هيعيش مش كدة
يوسف برجاء: طمنينا ارجوكي
لينا بابتسامة متعبة: ما تقلقوش هو الحمد لله بقي كويس والعملية نحجت وحالته استقرت خالد بنيته قوية اصلا عشان كدة قدر يعدي منها
محمد بقلق: بجد بقي كويس.

لينا مبتسمة برسمية: والله العظيم بقي زي الفل هيحتاج بس يفضل يومين تحت الملاحظة وبعد كدة هيخرج
تنهد محمد براحة: ربنا يطمنك يا رب، روح أنت يا يوسف وأنا هفضل معاه
يوسف بضيق: واروح أنا ليه ما تروح أنت وأنا افضل معاه
محمد غاضبا: يوسف اسمع الكلام
يوسف بحدة: احنا برة الشغل يا محمد باشا وانا مش همشي من هنا.

لينا سريعا: بس بس انتوا ناسين انكوا هنا في مستشفي وفيها مرضي، انا عندي ليكوا حل كويس انتوا لسه راجعين من عملية واكيد مجهدين، فالاحسن انكوا تروحوا ترتاحوا وانا هخليه تحت عنيا طول الليل والصبح من بدري تعالوا
محمد باعتراض: لاء طبعا ما ينفعش
لينا مقاطعة بضيق: من غير لاء يا حضرة الظابط صدقني دا أفضل حل مش مسموح غير بمرافق واحد بس هتفضلوا تتخانقوا طول الليل من فيكوا الي هيبات معاه.

نظرت محمد لها للحظات ليري نظرة تحدي وعِند تلمع فى عينيها فابتسم بداخله على محبوبة أخيه هز رأسه إيجابا باستسلام واخذ يوسف ورحل بينما نزلت لينا لغرفة العناية المركزة، دخلت فوجدت عصام يفحص حالته
لينا باهتمام: ها يا عصام حالته عامله ايه دلوقتي
عصام: الحمد لله الحالة مستقرة النبض طبيعي والتنفس منتظم واعضائة الحيوية شغالة بصورة طبيعية
تنهدت براحة: طب الحمد لله.

نظر لها عصام نظرة غريبة نظرة تجسد فيها الألم والحزن والغضب ليهتف بضيق حاول إخفاءه: لولاكي كان مات
لينا بلهجة حادة: عصام ما تجبش سيرة الموضوع دا تاني، ماشي واتفضل روح على شغلك وانا هتابع حالته
عصام بضيق: تمام، يا دكتورة اجيبلك حاجة تشربيها انتي اتبرعتيله بدم كتير أوي
لينا بحدة ؛ لو سمحت يا عصام اتفضل مش عايزة حاجة
زفر بضيق ليهز رأسه إيجابا خرج من الغرفة وأغلق الباب خلفه.

في منزل محمد
وصل محمد الي منزله في ساعة متأخرة فوجد زوجته ما زالت مستيقظة تجوب غرفة النوم بقلق
محمد بدهشة: رانيا انتي ايه الي مصحيكي لحد دلوقتي
لم ترد عليه بل اسرعت ورمت نفسها بين ذراعيه وبدأت تبكيبقوة
( رانيا النشار زوجة محمد منذ ثلاث لديها ابنه صغيرة لوجين )
رانيا باكية: كنت قلقانة عليك اوي يا محمد الحمد لله انك بخير
مسد محمد على شعرها بحنان: بس يا حبيبتي اهدي انا كويس والله ما تخافيش.

ابتعدت عنه تمسح دموعها سريعا
رانيا مبتسمة: الحمد لله الحمد لله يا رب ثواني وهحضرلك العشا
محمد بتعب: معلش يا رانيا ماليش نفس
ثم تركها وجلس على الفراش وبدأ يخله حذائه
فذهبت وجلست بجانبه تربت على يده بحنان: مالك يا محمد
رمي رأسه على كتفها وبدأ يبكي: خالد يا رانيا خالد اتصاب وكان هيموت.

شهقت بفزع مدت يديها سريعا تحتضن رأسه بحنان ليكمل هو باكيا: كان هيموت زي زيدان، زيدان مات قدام عينيا وخالد كان هيحصله كنت حاسس إني هتجنن وهو بيتشاهد وبيغمض عينيه زي زيدان
انسابت دموعها بألم على حالته: اهدي يا محمد اهدي يا حبيبي مش هو الحمد لله بقي كويس
هز رأسه إيجابا فاكملت بحنان وهي تمسد على شعره برفق: الحمد لله يا حبيبى ما تعملش في نفسك كدة عشان خاطري.

رفع رأسه ينظر لها بحب دني برأسه يقبل جبينها: ربنا يخليكي ليا يا حبيبتي.

اما في منزل الرائد يوسف
دخل يوسف الي منزله يفرد ذراعيه بتعب اتسعت عينيه بدهشة عندما وجد والدته وخطيبته في انتظاره
يوسف بدهشة: ساندرا انتي بتعملي ايه هنا
ساندرا بضيق: بقي دي طريقة تكلم بيها خطيبتك، طب انا زعلانة منك وانا غلطانة اصلا اني كنت قلقانة عليك
يوسف سريعا: مش قصدي يا ساندرا، قصدي ان الوقت اتأخر هتروحي ازاي دلوقتي
ذهبت والدته اليه وعانقته بحنان.

والدة يوسف: وحشتيني اوي يا حبيبي الحمد لله انك رجعت بالسلامة وان كان على ساندرا ما تقلقش هتبات معانا هنا انا اتفقت مع خالتك على كدة
تنهد يوسف براحة: طب كويس ادخل انا انام بقي عشان جاي هلكان، تصبحوا على خير
ثم تركهم وذهب الي غرفته
ساندرا: شوفتي يا طنط ابنك بيعاملني ازاي، وانا قلقانة عليه وسهرانه طول الليل مستنياه.

والدة يوسف: معلش يا حبيبتي انتي عارفه ان هو بيبقي جاي من شغله تعبان وما بيصدق يرتاح شوية يلا احنا كمان نروح ننام تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانتي من اهله يا انطي
دخلت والدة يوسف الي غرفتها وذهبت ساندرا الي غرفة الضيوف التي ستقضي فيها ليلتها ما ان دخلت وأغلقت الباب حتي شعرت بظل يتحرك خلفها
فزعت ساندرا وبدات تصرخ: حرررا...

وضع يوسف يده على فمها سريعا: يخريبتك هتفضحينا حرامي مين انا يوسف، ثم اكمل بنبرة رومانسية حالمة وحشتيني
دفعته ساندرا بضيق: عبوشكلك قطعتلي الخلف
قطب يوسف حاجبيه بصدمة: يا نهار أبيض على دا لسان
وضعت يدها على خصرها تنظر له بضيق: والله يا سي ولسه فاكر تقولي وحشتيني
يوسف بحزن: معلش بقي يا ساندرا ما انتي ما تعرفيش الي حصل
لوت ساندرا جانب شفتيها بضيق: هعرف لو انت قولتيلي.

يوسف بضيق: يخربيت لمضتك أنا الي جبته لنفسي خالد يا ستي اضرب بالرصاص وهو دلوقتي في المستشفى
ساندرا بحزن: انا اسفة يا حبيبي ما اكنتش اعرف طب هو حالته عاملة ايه دلوقتي
يوسف: الحمد لله الدكتورة قالت ان حالته استقرت
ساندرا وهي تدفعه إلى خارج الغرفة: طب يلا بقي يا حبيبي روح نام عشان نلحق نروحله الصبح بدري
يوسف بمرح: طب ما تزوقيش، تصبحي على خير يا حبيبتي
ساندرا: وانت من اهله
يوسف بمشاكسة: حاف كدة.

ساندرا: ايوة دا الي عندي اتفضل بقي روح نام
اخرجته من الغرفة واغلقت الباب في وجهه
يوسف بضيق: منك لله يا ساندرا يا بنت ام ساندرا كشفت رأسي ودعيت عليكي بالعربي وبالانجليزي وبكل اللغات ثم صاح بضيق: عايز اتجوز يا ناااااس
بينما تقف ساندرا خلف الباب المغلق منهارة من الضحك على افعال حبيبها المجنونة مثله.

في المستشفى
كان ممدا على الفراش الكثير من الأجهزة الطبية متصلة بجسده اقتربت من فراشه ببطئ تجول بعينيها بين تلك الأجهزة وملامح وجهه المستكينة.

امسكت رسغ يده تتأكد من انتظام دقات قلبه اغمضت عينيها فمر امامها مشهد طفلة صغيرة تجلس على فراش صغير تبكي لأن دميتها المفضلة انكسرت فظهر صبي اكبر منها ببضع سنوان ذهب اليها وضمها بحنان الي صدره ومسح دموع عينيها برفق واخرج من خلف ظهره عروسة اخري فصرخت هذة الصغيرة بفرح وقبلت الصبي على وجنته
فتحت عينيها تنظر له بحنين وعتاب عندما تذكرت جملته الساخرة ( دا واضح أن الموضوع كان عاجبك وأنا مش واخد بالي ).

وضعت يده برفق بجانبه ثم ذهبت وجلست على كرسي صغير بجانب الفراش.

في صباح اليوم التالي، في فيلا محمود السويسي
يقف عمر أمام والده وهو يحمل حقيبة سفر صغيرة
محمود بحدة: يعني ايه مسافر يا عمر
عمر سريعا: يا بابا دا هو يوم واحد عشان خاطري وافق
محمود: طب وجامعتك يا ابني
برجاء: يوم يا بابا وهنرجع بكرة مش هنتأخر عشان خاطري عشان خاطري عشان خاطري
زفر محمود بضيق: ماشي يا عمر بس يوم واحد
قلبه عمر على وجنته بفرح: اشطات يا حج ربنا يخليك يا رب اخلع انا بقي.

ركض الي خارج منزلهم يستقل سيارة صديقه
سامر ضاحكا: أنا ما صدقتش لما اتصلت بيا وقولت انك طالع معانا الساحل
عمر: لاء يا سيدي صدق
سامر: طب وهيركل اخوك
عمر ضاحكا: في مأمورية
سامر ضاحكا: ايوة يا عم إن غاب القط ألعب يا فار
عمر ضاحكا: بالظبط let s go يا برنس دا هيبقي أسبوع درمغة يا شقيق.

بدأ يفتح عينيه بتعب يحاول السيطرة على ذلك الشعور الذي يرغمه على الاستسلام لسلطان النوم اخيرا استطاع فتح عينيه تطلع الي سقف الغرفة الأبيض بضع لحظات قبل أن يعقد حاجبيه باستفهام أين أنا
تردد ذلك السؤال في عقله حرك رأسه يسارا فوجد تلك الاجهزة المتصلة به.

شعر بتيبس عضلات رقبته فبدأ يحرك رأسه للجانبين لتثبت انظاره عليها وهي نائمة على الكرسي بشكل ملائكي خطف انفاسه بدون وعي منه نزع تلك الاجهزة المتصلة به ليقم من على الفراش ببطئ متجها اليها
جثي على ركبتيه بجانب كرسيها ينظر لها بسعادة تنطق من بين قسمات وجهه المرهق
خالد بصوت منخفض: لينا، لوليتا اصحي يا لوليتا
تمتمت وهي نائمة بضيق: مش هصحي يا خالد ومش هروح المدرسة النهاردة اجازة.

ضحك عاليا بشدة، ضحك كما لو لم يضحك من قبل فتململت هي بانزعاج من صوت ضحكاته فتحت عينيها بضيق لتتسع عينيها بفزع
لينا بقلق: خالد أنت قومت من على السرير وشلت الكانيولا والمحاليل ليه انت لسه تعبان
خالد: بس اهدي أنا كويس
لينا بضيق: لو سمحت ارجع لسريرك
عاد لفراشه يتسطح عليه فعملت على اعادة توصيل المحلول الوريدي بجسده
خالد بألم مصطنع: ااااه الحقيني مش قادر
لينا بفزع: في ايه، ايه الي وجعك.

نظر له بهيام ليهتف بمرح: قلبي بيوجعني أوي آه يا قلبي
ضيقت عينيها ترمقه بغيظ: جاك وجع في قلبك وقفت قلبي
ابتسم بمشاكسة: خوفتي عليا
نظرت له ببلاهة لتهتف بتلعثم: هااااا، ااه طبعا حضرتك مريض ولازم نخاف على حضرتك عشان سمعه المستشفي
خالد مبتسما بسخرية: همشيها سمعة المستشفى ثم اكمل بجد هو ايه الي حصل بالظبط
لينا: كل الي اعرفه أنك اتصبت ومحمد ويوسف جابوك هنا
هز رأسه إيجابا ليكمل: أنا هخرج امتي.

لينا: يومين على ما حالتك تستقر خالص ممكن بقي تستريح عشان انت لسه تعبان
خالد بجد: لاء انا كويس، وعايز اخرج
لينا بضيق: تخرج ازاي ما ينفعش لازم تفضل تحت الملاحظة يومين على الاقل دي اوامر الطبيب المعالج
خالد غامزا بمشاكسة: وانا تحت امر الطبيب المعالج
نفخت خديها المتوردتين من الخجل بغيظ لتهتف بصوت منخفض غاضب: قليل الادب
خالد ضاحكا: سمعتك على فكرة
سمعا صوت دقات على باب الغرفة
لينا: اتفضل
دخل يوسف وساندرا.

يوسف بمرح: يا صباح الي بتغني يا لود عامل ايه دلوقتي
ساندرا مبتسمة: صباح الخير يا خالد حمد لله على سلامتك
خالد: الله يسلمك يا ساندرا، ممكن معلش اطلب منك طلب
ساندرا: اه طبعا اتفضل
خالد: ما تجبيش الواد دا هنا تاني
ضحكت ساندرا ولينا ضحكات عالية، فنظر خالد الي لينا احدي نظراته المخيفة فسكتت عن الضحك
دخل بعد قليل محمد ورانيا ولوجين ابنتهم الصغيرة ذات الثلاثة أعوام
جرت لوجين سريعا الي حضن خالد.

لوجين بفرحة: عمو خالد
خالد ضاحكا بألم: براحة يا لوجين على عمو خالد
اتسعت عيني الصغيرة بدهشة: ايه دا يا عمو انت متعور
خالد: اه يا حبيبتي
قلبت الصغيرة شفتيها بحزن: مين الي عورك
خالد بحنان وهو يمسد على شعرها: الناس الوحشين الي بيخوفوا العيال الصغيرة
لوجين بحماس: وانت قبضت عليهم
خالد: اه يا حبيبتي قبضت عليهم انا وبابا
لوجين: مش دول ربنا هيزعل منهم
خالد: اه يا حبيبتي.

رانيا: كفاية بقي يا لوجين عشان ما تتعبيش عمو خالد، حمد لله على سلامتك يا خالد
خالد مبتسما: الله يسلمك يا رانيا
لوجين: عمو خالد هو انا تعباك
خالد: لا يا حبيبتي ابدا
لوجين: ثوفتي بقي يا ماما اهو مث تعباه
لمح خالد بطرف عينيه عيني صديقه المليئة بالدموع الذي يحاول إخفائها عن الجميع
خالد بحدة معنفا اياه: انشف يا محمد من امتي وحد فينا بيعيط وانا الحمد لله قدامك اهو عايش ما موتش، لما ابقي موت ابقي عيط.

محمد سريعا: بعد الشر عليك
احتضن محمد وخالد بعضمها ظل كل منها يشد على جسد الاخر بقوة الصداقة بينهما
خالد بمرح: براحة يا جدع انت بتستقوي عليا عشان انا مريض
محمد بدموع: ربنا يجعل يومي قبل يومك
خالد غاضبا: بعد الشر عليك انت اتجننت يا محمد ازاي تدعي على نفسك
محمد: انا ما اقدرش اعيش في اليوم وانا عارف انك مش فيها أنت اخويا وابويا وصاحبي.

خالد بمرح: انا بقي اقدر قوم ياض هات لمراتك وبنتك وساندرا حاجة يشربوها وهاتلي سجاير
لينا بضيق وهي تعقد ذراعيها امام صدرها: التدخين ممنوع يا استاذ خالد حضرتك في مستشفي وما تنساش ان حضرتك مصاب يعني ما ينفعش
خالد بابتسامة صفراء: احم، طب ما ينفعش سيجارة واحدة
لينا بحدة: لاء يعني لاء
تمتم خالد بغيظ: خلاص ماشي ايه البت الرخمة دي
يوسف بمرح: الحمد لله يا رب لقينا حد يقول لخالد لاء.

دقت الممرضة باب الغرفة تهتف بلهفة: دكتورة لينا دكتور عصام بيقول لحضرتك في عملية مستعجلة
لينا سريعا: أنا جاية حالا عن اذنكوا
تركتهم وخرجت من الغرفة سريعا لمباشرة عملها
فنظر يوسف لخالد بخبث: يا بختك يا عم المزة بايته جنبك طول الليل يا رتني كنت أنت الي اتضربت بالرصاص
لكزته ساندرا في كتفه بغضب: اتلم الي بتعاكسها دي صاحبتي.

خالد بحدة: قسما بالله يا يوسف لو اتكملت عنها بالطريقة دي تاني هحققلك امنيتك واضربك رصاصتين يخلصونا منك
رن هاتف محمد برقم محمود والد خالد
محمد: دا والدك، اتصل بيا كتير بس انا ما ردتش عليه لحد ما اعرف هتعمل ايه
خالد: طب هات الموبيل
ثم نظر للجالسون يهتف بتحذير مش عايز اسمع صوت
فتح الخط فرد محمود بلهفة
محمود بلهفة: ايوة يا محمد يا ابني ما بتردش ليه
خالد: وعليكم السلام يا حج
محمود: خالد انت كويس يا ابني.

خالد: أيوة يا حج الحمد لله كويس
محمود: اومال ما جتش لحد دلوقتي ليه انت فين
خالد: انا في الادارة
محمود: طب هتيجي امتي
خالد: يومين تلاتة كدة يا حج عشان ورايا حاجات مهمة
محمود بشك: خالد انت بجد كويس
خالد: اه يا...
وقبل ان يكمل كلامه قاطعه صوت الممرضة وهي تهتف
الممرضة: خالد باشا الحركة الزايدة غلط على جرح حضرتك ودا جرح رصاصة يعني ممكن يفتح تاني
رمقها خالد بغضب افزعها بينما صاح فيه والده بحدة.

محمود بصدمة: خالد انت اتصبت حرام عليك يا ابني ومخبي علينا انا جيلك حالا انت في مستشفي ايه
خالد: مستشفى الحياة يا حج
محمود سريعا: انا جيلك حالا
اغلق الخط والقي الهاتف ليتنفض من على الفراش يقبض على رسغ الممرضة بقسوة يصيح فيها بغضب: انتي ايه الي جابك هنا
الممرضة بخوف: دا دا دا ميعاد الدوا بتاع حضرتك
خالد غاضبا: مش عايز زفت، اطلعي برة
الممرضة: ايوة يا افندم بس.

القي خالد الدواء من يدها: قولتلك اطلعي برة بررررررة
ركضت الممرضة من الغرفة سريعا وهي تبكي لتبحث عن لينا، فعلمت انها في غرفة العمليات لاجراء جراحة طارئة
اما داخل الغرفة
محمد بهدوء: اهدا يا خالد خلاص ما حصلش حاجة
خالد غاضبا: ازاي يعني ما حصلش حاجة غبية، بسببها والدي عرف الي حصل
محمد: ما هو كدة كدة كان هيعرف
خالد غاضبا: كنت هقوله بعد ما اتنيل اخرج من هنا، آه يا كتفي.

محمد سريعا بقلق: مالك يا خالد انت كويس، اندهلك الدكتور
خالد غاضبا: لاء انا كويس، ما تندهش حد مستشفي كل الي فيها اغبية
يوسف بخبث: حتي دكتورة لينا
خالد غاضبا: كلهم اتلم بقي يا يوسف
تولي محمد ويوسف مهمة تهدئة خالد الي ان هدأ بعض الشئ فانسحب الجميع بهدوء ليتركوه يرتاح بعض الشئ.

بالكاد انتهت من اجراء جراحة طارئة ذهبت الي مكتبها متعبة للغاية فهي لم تنم منذ الامس الا ساعات قليلة لا تتذكر هل بالفعل تناولت شئيا منذ الامس أم لا تهاوت على كرسيها تفرك عينيها بتعب عندما سمعت دقات على باب مكتبها
لينا: ادخل
دخلت تلك الممرضة تبكي بشدة
لينا بقلق: مالك يا الفت أيه الي حصل بتعيطي ليه
قصت الفت على لينا ما حدث في غرفة خالد وهي تبكي وتنتحب.

لينا برفق: خلاص يا ستي حقك عليا انا ما تزعليش ومعاكي باقي اليوم اجازة واسبوعين مكافأة بدل زعل مرضية كدة يا ستي
الفت مبتسمة: انا متشكرة أوي يا دكتورة حضرتك طيبة جدا، عن اذنك
لينا مبتسمة: اتفضلي
خرجت الفت من الغرفة
لينا بضيق: وبعدين معاك يا خالد
خرجت من مكتبها متجه الي غرفته دقت الباب فسمعت صوته يأذن بالدخول
لينا بضيق: حمد لله على سلامتك يا حضرة الظابط.

ابتسم داخله بسخرية علم لما جاءت قبل أن تتكلم بالتأكيد تلك الممرضة ذهبت لتشتكي لها منه
خالد ببرود: الله يسلمك، خير
لينا بحدة: بص يا حضرة الظابط حضرتك هنا في مستشفي محترمة فياريت حضرتك تلتزم حدودك وانت بتتعامل مع الناس الي شغالين فيها
اغتاظ من طريقتها الحادة في الكلام معه فهتف فيها بغضب
خالد غاضبا: أنتي مشغلة عندك شوية اغبيه.

لينا غاضبة: ما اسمحلكش تتكلم عنهم بالطريقة دي، دول مش شغالين عندك دول بيساعدوا حضرتك عشان تبقي تتعالج
مع انفعالها بدأت تشعر باضطراب فوضعت يدها على رأسها تحاول التوازن
تبخر غضبه كله في لحظة ليهاجم القلق قلبه
خالد بقلق: مالك يا لينا
لينا غاضبة: مالكش دعوة بيا
كانوا على وشك الجدال من جديد ولكن قاطعهم دخول والد خالد ووالدته مسرعين الي الغرفة.

محمود: خالد يا ابني حمد لله على سلامتك، كدة يا ابني عايز تخبي علينا
خالد: ما تقلقش يا حج انا بقيت كويس عمر الشقي بقى
زينب باكية: قلبي كان حاسس أنك مش كويس
خالد برفق: خلاص يا أمي والله أنا كويس دا جرح بسيط ولا ايه يا دكتورة
نظر ناحيتها نظرة تقول لها قولي فقط نعم فهزت رأسها إيجابا سريعا
محمود: طب يا ابني أنا هسيب والدتك معاك واروح اشوف حساب المستشفى.

خرج محمود من الغرفة بينما جلست زينب جوار أبنها تحركت لينا خطوة اثنتين بدأ الدوار يعصف برأسها من جديد
التفت له تتطلع اليه بأعين زائغة منهكة، ليهب سريعا من فراشه ولكن سبق السيف العزل لتسقط ارضا تحت قدميه فاقدة للوعي بينما يصرخ هو باسمها بفزع.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة