قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والعشرون

فتحت عينيها ببطئ تشعر براحة كبيرة بعد ما اخذت قسط كافي من النوم تكررت أحداث الليلة الماضية مرة اخري في حلمها لتجعلها تستشقظ وعلي شفتيها ابتسامة حالمة
اندثرت ابتسامتها فجاءة شخصت عينيها بصدمة عندما وجدته نائما بجانبها يأسرها بين ذراعيه
دفعته بفزع بعيدا عنها لتري انكماش جبينه بضيق فتح عينيه يتحدث بصوت اجش لا تزال آثار النوم عالقة به: في ايه يا لينا
لينا بضيق: إنت ازاي تنام جنبي.

فرك عينيه بنعاس: الله يهديكي يا بنتي على الصبح اطلعي برة واطفي النور وسبيني أنام
اتسعت عينيها بدهشة جلست على ركبتيها تعقد ذراعيها أمام صدرها بضيق: على فكرة دي أوضتي أنا روح نام في أوضتك
كاد أن يرد عندما سمعوا دقات على باب الغرفة
اتسعت عينيها بفزع شحب لونها ماذا سيقولون عنها عندما يجدوه في غرفتها بالتأكيد سيظنون سواءًا بها
تحدثت بصوت مرتجف: ممممين
ردت عليها زينب من الخارج: أنا ماما زينب يا حبيبتي افتحي.

لينا سريعا: ثواني
نظرت له تصيح بحدة من بين أسنانها بصوت منخفض: أعمل ايه دلوقتي مامتك هتقول عليا ايه، اكيد هتفتكر أننا كنا بنعمل حاجة مش كويسة اخبيك فين أنا دلوقتي
هز رأسه نفيا بيأس من تلك البلهاء التي تزوجها لينادي بصوت عالي: خشي يا ماما
اتسعت عينيها بفزع عندما فعل ذلك ثواني سمعت زينب تدخل الي الغرفة على شفتيها ابتسامة ودودة
زينب مبتسمة: صباح الخير يا لوليتا.

ابتسمت ابتسامة متوترة خائفة: صصباح النور يا ماما
زينب بمكر: ايه دا انت هنا يا خالد ايه الي جابك هنا
خالد بدراما مبالغ: المجرمة دي جاتلي امبارح بليل وقالتلي تعالا اوريك الساعة الي بتنور في الضلمة روحت معاها عشان انا طيب ومحترم وعلي نياتي دخلت الأوضة وقفلت الباب بالمفتاح وبعد كدة لالالا مش قادر اقول
ثم شرع في بكاء تمثيلي مضحك للغاية نظرت له بدهشة للحظات لتنفجر ضاحكة تشاركها زينب وصلات من الضحك.

زينب ضاحكة: معلش يا حبيبي انا هخليها تصلح غلطتها وتستر عليك ولا ايه يا لولو
عقدت حاجبيها بتفكير مصطنع: امممم افكر
عاد يتحدث بدراما مرة أخري: انتي لسه
هتفكري والي في بطني دا اعمل فيه ايه هتسبيني للذئاب تنهش فيا انا وابنك
مجنون ذلك الرجل لم تضحك بذلك القدر منذ مدة طويلة بسطت كف يدها على معدتها المنقبضة بألم من كثرة الضحك.

اتسعت عينيها بدهشة عندما وجدت والدته تشاركه نفس الاداء الدرامي تهتف برجاء مصطنع: خلاص يا لولو لازم نلم الليلة قبل ما الحمل يبان ونتفضح
يبدو أن العائلة بأكملها مجانين
ردت من بين ضحكاتها العالية: لاء انا مش موافقة دا طلع ولد وانا عايزة بنت
وغد منحرف احمرت وجنتيها بشدة قطبت حاجبيها بغضب تشتمه في سرها عندما وجدته يقول: طب ما تيجي وانا اجيبهالك
انتفضت واقفة على الفراش تنظر له يغيظ: انت قليل الادب.

خالد ضاحكا: عيب عليكي يا روحي انا مش متربي اساسا
التفت الي والدته تهتف بغيظ
لينا: شايفة ابنك يا طنط
زينب: اه يا حبيبتي وبصراحة هو عنده حق
تدلي فمها بصدمة: عنده حق
خالد ضاحكا بثقة: حبيبتي يا زوزو يا نصفاني
زينب: ايوة يا حبيبتي عنده حق هو فعلا مش متربي ( قصف جبهه )
لينا مبتسمة بخبث: يا نهار ابيض على الكسفة الي إنت فيها يا حازم حازم
خالد غاضبا: كدة يا ماما تخلي حتة عيلة ذي دي تشمت فيا.

تخصرت بضيق: ايه عيلة دي يا اخ انت دا انت حيالا اكبر مني بخمس سنين
اشتغلت عينيه غيظا سيقط لسانها السليط ذلك
وينتهي من صداعها الي الأبد
رن هاتفه في تلك الاثناء
التقطه فتح الخط هاتفا بضيق: ايوة يا على عايز ايه على الصبح
علي بضيق: مالك يا عم داخل فيا شمال كدة ليه طب قول صباح الخير الاول
خالد: صباح الخير يا سيدي خير.

علي: لازم تيجي الشركة النهاردة ضروري عندنا صفقة مهمة جدا لازم نوقعها النهاردة وأنت مش هتبقي فاضي من بكرة
خالد بضيق: طيب جاي سلام
علي: سلام
اغلق الخط التفت ينظر لها بعتاب ثم تركها ورحل من الغرفة بهدوء
لينا بقلق: هو زعل ولا ايه
زينب مبتسمة بمكر: مش عارفة، أنا هنزل احضرلكوا الفطار
جلست على فراشها بعد خروج زينب تعض على اناملها ندما.

لينا بضيق: اكيد زعل يووووه بقي مش هو الي استفزني والله أنا ما عنديش دم يعني بعد كل كل الي عملوا عشاني إمبارح اتخانق معاه
نظرت الي الخاتم الذي يحتضن إصبع يدها اليمني تلمسته برفق تلمع عينيها بسعادة
لينا بحزم: أنا هروح اعتذرله.

قامت متجهه الي باب الغرفة ما أن لفت المقبض لتفتح الباب وجدته يفتح من الخارج ليطل هو اتسعت عينيها بدهشة عندما وجدته مرتدي حلة زرقاء غامقة أسفلها قميص أبيض ساعته الفضية ذات البريق المميز عطره غزا الغرفة بأكملها ما ان دخل
قطبت حاجبيها بدهشة صدقا كيف استطاع فعل كل ذلك لم يمر سوي عشر دقائق منذ ان خرج من غرفتها
نطقت لا إراديا: هو إنت بتطير.

ضحكة صغيرة خرجت منه رغما عنه اخفاها سريعا ليكمل ببرود: أنا رايح الشركة تيجي معايا
أشارت الي نفسها بدهشة: أنا
خالد بضيق؛ اومال خيالك هتيجي ولا لاء
هزت رأسها إيجابا سريعا فاكمل هو؛ عشر
دقايق ما تتأخريش
التفت ليخرج عندما سمعها تقول: أنا آسفة
هز رأسه إيجابا دون أن يلتفت اليها فتح باب الغرفة وخرج مغلقا الباب خلفه بهدوء.

اغتسلت سريعا وبدلت الي ( سويت شيرت أبيض عليه رسومات كرتونية كبيرة وبنطال جينز ازرق غامق ) ونزلت الي اسفل
لينا مبتسمة بحماس: انا خلصت
خالد ضاحكا: هو انا واخد بنت اختي معايا
تخصرت بضيق: إذا كان عاجبك
خالد ضاحكا: عاجبني يا ستي يلا بينا عشان ما اتأخرش
ركبت بجانبه وانطلق هو مسرعا الي الشركة
وصلا الي ذلك المبني الضخم حديث الطراز اتسعت عينيها بانبهار تدلي فمها بدهشة ذلك من روعة ذلك الصرخ الضخم: دي شركتك.

هز رأسه إيجابا بهدوء: عجبتك
لينا بانبهار: جداااا دي تحفة
خالد مبتسما: عشان انتي دخلتيها
امسك يدها متجهين الي الداخل فتح لهم الحرس ذلك الباب الزجاجي الضخم
يمشي بجانبها برزانة رأسه شامخة قليلا خطواتة متنزنة ينظر امامه مباشرة أما هي تمسك بكف يده كالطفلة الصغيرة تنظر حولها بانهبار من روعة تصميم تلك الشركة من الداخل.

عقدت حاجبيها بغيظ عندما لاحظت نظرات اولئك الموظفات يطالعنه بهيام تلك الصفراء التي تجلس هناك تتنهد بحرارة ترمقه بنظرات حالمة ولهه احتضنت ذراعه بتملك تنظر لتلك الصفراء بغيظ
اخيرا وصلا الي المصعد بعد أن ضغط على زر الطابق الأخير مال على اذنها يهمس بعبث: حاسبي لتفرقعي
ضيقت عينيها ترمقه بغضب لتشيح بوجهها في الاتجاه الاخر تتوعده في سرها: ماشي يا ابن زينب صبرك عليا.

وصل المصعد الي الطابق المطلوب ليشبك يدها في يده متجهين الي الخارج وصلا الي مكتب صغير للسكرتيرة بجانب مكتب رئيس مجلس الإدارة
نفخت بغيظ عندما رأت عينه اخري من الصفراء التي بالأسفل تجلس على ذلك المكتب
صدقا لا تعرف ما التي تضعه في وجهها فبالكاد تري ملامح وجهها من كثرة تلك الألوان الزاهية
وتلك الملابس التي خجلت هي من النظر إليها الا تخجل تلك الوقحة من تلك الملابس الضيقة.

روبي بدلال: صباح الخير يا افندم نورت الشركة حضرتك وحشتنا جدا
لينا بضيق: ما تتكلمي عدل ايه الارف دا
روبي بضيق: انتي مجنونة يا بتاعة انتي
لينا يغيظ: أنا مجنونة يا مساحة السلالم على رأي المثل علبة المكياج النضيفة تعمل من الخدامة مضيفة
اتسعت عينيه بدهشة متي أصبحت صغيرته بتلك الشراسة والأهم من أين أتت بذلك المثل
العجيب.

نظر الي تلك الفتاة صارخا بحدة: انتي مطرودة برة انزلي الحسابات تاخدي باقي حسابك وما اشفوش وشك هنا تاني
اتجه صوب مكتبه ممسكا بيد تلك الصغيرة
دخل الي مكتبه فوجد شريكه منهمك في تفحص بعض الاوراق
خالد ضاحكا: إنت في الالاند ما سمعتش الخناقة الي كانت برة
علي ضاحكا: لاء سمعت وبصراحة أحسن البت دي ملزقة اصلا، غمز للينا بمرح، علمتي عليها انتي يا لوليتا
خالد غاضبا: اطلع برة يا علي.

على ضاحكا: طب اخلع أنا قبل ما جوزك يعلقني، الملف على المكتب
فر على مسرعا من المكتب ليلتفت اليها يسألها بدهشة: الخدامة مضيفة جبتي المثل دا منين
ابتسمت ببلاهة: من الروايات
خالد بضيق: الله يخربيت الروايات عارفة لو شفتك بتقري روايات تاني هعلقك
ذهب الي كرسي مكتبه جلس عليه يطالع اوراق
تلك الصفقة باهتمام جلست على الكرسي المقابل لمكتبه
لينا بملل: خالد
خالد: امممم
لينا بضيق: بتعمل ايه.

رفع نظره عن الاوراق هاتفا بضيق: هكون بعمل ايه يعني بشتغل
لينا بضيق: طب انا زهقت
خالد بدهشة: انتي لحقتي دا احنا ما بقلناش ربع ساعه
اخرج هاتفه من جيبه واعطاه لها
خالد: خدي يا حبيبتي ومش عايز اسمع صوتك لحد ما اخلص
اخذت هاتفه تعبث فيه باهتمام لاحظ صمتها مدة طويلة: انتي بتعملي ايه
لينا بلا مبلاة: بقرأ رواية دخلت بالايميل بتاعك على جروب روايات
اتسعت عينيه بصدمة هدر بذهول: يا نهار ابوكي مش فايت.

وما زاد الطينة بلة عندما قالت بابتسامة واسعة ؛ وغيرت صورة البروفايل بتاعك بدل صورتك الي البنات عماله تعاكسك حطيتلك صورة دبدوب أحمر كبير
خالد بذهول: دبدوب وجروب روايات يا فضيحتك يا ابن السويسي
رن هاتفه فاعطته له ببراءة
خالد بحسرة: آه يا محمد
محمد ضاحكا؛ ايه يا ابني الهبل الي إنت عامله دا جروب مش عارفة ايه كدة ودبدوب احمر.

خالد سريعا: استر عليا المتخلفة لينا هي الي عملت كدة بقولك ايه هبتعلك الإيميل والباسورد في رسالة ظبط الدنيا واكتب أن الإيميل كان مسروق اي حاجة منظري بقي في الارض
محمد ضاحكا: ما تقلقش
اغلق الخط أرسل رسالة الي صديقه بها عنوان البريد الإلكتروني والرقم السري الخاص به
ليجد على يدخل الي الغرفة مسرعا
علي: الناس وصلوا
خالد: تمام يلا بينا
ذهبوا الي غرفة الاجتماعات دخلوا الي الغرفة ليجدوا في انتظارهم رجل وامرأة.

(المرأة مريان الكسرمز الفتنة الاوربية بملامحها الانثاوية الصارخة وقدها الممشوق وشعرها الاحمر الناري تملتلك منتجع سياحي ضخم تريد توسيعه
اما الرجل جورج الكس الشقيق الاصغؤ لمريان شاب متوسط الطول شعر اصفر عينان خضراء )
جلس خالد ولينا وعلي على الطاولة ولينا في المنتصف بين مريان وخالد
خالد مبتسما: اهلا بكي سيدة مريان الثاني ت بلقائك
مريان مبتسمة بجراءة: انا من تشرفت بلقاء رجل في وسامتك الشرقية سيد خالد.

ابتسم لها ابتسامة مقتضبه ولم يجب
بدأوا في الاجتماع الكثير من الحديث الذي لم تفهم منه شئ ولكنها على وشك خلع عيني تلك الوقحة من مكانها نظرت ناحية خالد لتري رد فعله فوجدته مندمج في الحديث بشأن الصفقة ينظر الي الورق معظم الوقت لا يعيرها انتباها فابتسمت بسعادة
جاء عامل البوفية ووضع لهم بعض المشروبات حاولت لينا ان تعطي كأس العصير لمريان ولكنه سقط من يدها على ملابس مريان دون قصد.

شقت بصدمة: اسفة عزيزتي لم اكن اقصد
صرخت مريان بحدة في وجهها: حمقاء لقد افسدتي ملابسي
هب غاضبا يصفع الطاولة امامه بعنف: لا تتطاولي هي لم تكن تقصد ومع ذلك اعتذرت لكي
مريان باسفتفزاز: وانا لم اقبل اعتذارها يجب عليها ان تنظف ملابسي
صرخ فيها بحدة: اتردين من زوجتي ان تنظف ملابسكي هل سقطتي على رأسك قبل أن تأتي
مريان غاضبة: ان لم تفعل ذلك فسالغي الصفقة التي بيننا
القي اوراق الصفقة بعيدا هاتفا بحدة.

خالد: اذهبي انتي وصفقتك الي الجحيم لا اريد ان اراكي هنا مرة هيا الي الخارج
خرجت مريان غاضبة خلفها أخيها الصامت طوال الوقت
بينما تهاوت هي على مقعدها تبكي التفت إليها سريعا عندما سمع صوت بكائها ليجثي على ركبتيه بجانب مقعدها
خالد بحنان: ممكن اعرف بتعيطي ليه
لينا باكية: انا اسفة يا خالد عشان بوظتلك شغلك
مسح دموعها بحنان: في ستين داهية الشغل انا اصلا كنت هرفض الصفقة
علي بدهشة: ليه يا خالد.

خالد بضيق: راجع العقود تاني يا على الهانم حاطه شرط جزائي كبير جدا، ومدة تسليم قصيرة جدا يعني لو كنا وقفنا على دماغنا ما كناش هنعرف نسلم في الوقت المطلوب وكنا هندفع الشرط الجزائي يعني هي المستفيدة من كل الجوانب، صحيح عمر هيستلم معاك هنا في الشركة من الاسبوع الجاي
بعد أن عمل على تهدئتها اخذها وخرج من الشركة بأكملها عائدا الي البيت لحظات صمت قطعها قائلا: ساكتة ليه.

لينا بتوتر: بصراحة عايزة اسألك على حاجة بس مترددة
خالد مبتسما: إسألي ما تخافيش
ازدرقت ريقها بتوتر: إنت ليه ضربت عمر
رد عليها باقتضاب: عشان غلط
لينا: بس...
قاطعها بحزم: أنا جاوبت على سؤالك
هزت رأسها إيجابا سريعا لتشرد عينيه
Flash back
ذهب الي العنوان الذي اعطاه له صديقه فوجده يقف امام عمارة سكنية
خالد بضيق: خير يا مراد في ايه.

مراد: العمارة الي قدامك دي فيها واحد من بيوت الدعارة احنا بقالنا مدة طويلة بنخطط عشان نكبس عليهم
خالد: طب ماشي كويس فين المشكلة بقي
مراد ساخرا: المشكلة ان اخوك فوق
خالد بحدة: انت بتقول ايه
مراد: زي ما سمعت عمر طلع مع واحد صاحبه من شوية طلعت وراهم براحة عشان اتأكد لقيتهم دخلوا الشقة دي
خالد بتوعد: والبيه لسه فوق ولا نزل
مراد: لاء لسه فوق.

صعد الي تلك العمارة السكنية الي ان ووصل إلى تلك الشقة المشبوهة دق الباب
فتحت له احدي الفتيات تتخصر بدلال
الفتاة بمياعة: اؤمر يا باشا
شعر بالاشمئزاز من منظرها ولكنه رسم على شفتيه ابتسامة خبيثة اخرج رزمة نقود من جيبه
خالد مبتسما بخبث: انتي عارفة انا عايز ايه
لمعت عيني الفتاة فرحا وهي تري النقود
الفتاة بلهفة: اتفضل اتفضل يا اهلا يا باشا.

دخل الي هذا المكان المقزز يتطلع الي الجميع بإشمئزاز من بشاعة المناظر التي يراها
الي ان جاءت اليه سيدة عرف من منظرها انها صاحبة هذا المكان المقزز
السيدة بخلاعة: يا اهلا يا اهلا يا باشا نورت
نظر اليها بتهكم ليخرج حفنة اخري من جيبه القاها في وجهها
السيدة بخلاعة: اوامرك يا باشا المكان كله تحت أمرك شاور انت بس
خالد ببرود: في شابين طلعوا هنا من شوية هما فين.

ضحكت دلال ضحكة رقيعة: هيكونوا فين يعني يا باشا بيروقوا نفسهم ايه يا باشا مش عايز تروق دماغك إنت كمان ولا ايه
اخرج النقود مرة اخري من جيبه
خالد: انا عايز اعرف هما فين
اخذت دلال النقود بلهفة إشارت له الي احدي الغرف
تقدم الي تلك الغرفة فتحها ولحسن الحظ
وسوئه معا وجد عمر اخيه في هذه الغرفة نائم وبين احضانه ترقد فتاة دخل الغرفة صفع بابها بعنف فاستيقظت الفتاة فزعة.

الفتاة: انت مين يا بيه وايه الي دخلك هنا، يا عمر يا موري اصحي يا موري شوف مين دا
فتح عينيها متأففا بضيق نظر الي ما تشير تلك الفتاة لتتسع عينيه فزعا
خرجت الأحرف بصعوبة من بين شفتيه: خاللد
خالد بجمود: خمس دقايق وتحصلني على العربية
تركه وغادر من هذا المكان العفن ونزل الي سيارته
بعدها بدقائق نزل عمر اليه اوصاله ترتجف فزعا ركب بجانبه في السيارة ظل صامتا طوال الطريق الي ان وصل الي المنزل وحدث ما حدث
بااااك.

افاق على صوت تنبيه من سيارته يخبره أن القود على وشك النفاذ وقف بسيارته امام محطة للوقود
خالد: انا نازل احط بنزين في العربية تحبي اجبلك حاجة وانا جاي من السوبر ماركت
لينا بحماس: جيلي بيرز
خالد مبتسما: من عنيا
نزل من سيارته وتحدث الي العامل ثم دخل المحل خرج بعد قليل ومعه حقيبه كبيرة حاسب العامل ليعود إليها وناولها الحقيبة هاتفا بابتسامة واسعة
خالد: اتفضلي يا ستي.

اتسعت عينيها بدهشة وهي تري تلك الحقيبة الضخمة: ايه كل دا انت جبت الجيلي الي في المحل كله
رفع كف يدها يلثم باطنه بحنان: عيزاني اعرف ان حبيبتي نفسها في حاجة وما اجبهاش
تسارعت انفاسها خجلا: ايوة بس دا كتير اوي
خالد مبتسما: ما فيش حاجة تكتر عليكي يا حبيبتي
سحبت يدها من يده بخجل متصنعة انشغالها بفتح احد الاكياس.

فاعاد تشغيل السيارة مرة اخري ظلت منشغلة في اكل الحلوي باستمتاع وهو يختلس النظرات اليها ليري تلك الابتسامة البريئة الغفوية تزين شفتيها
خالد بحنان: تعرفي يا لوليتا نفسي اوي في بنوتة شبهك وهسميها لينا
قطبت حاجبيها باستفهام: إشمعنى يعني لينا.

خالد بهيام: عشان يبقي عنده نسختين من لينا واحدة حبيبتي وروحي والتانية بنتي اغلي حاجة عندي هحققهلها كل الي نفسها فيه مش هخلي اي حاجة مهما كانت بسيطة تخوفها او حتي تأذيها غامت مقلتيه بشرارات غضب وهو يكمل وان فكر اي حد بس انه يضايقها مجرد تفكير هخليه يتمني الموت
شخصت عينيها بدهشة من كلامه: ليه كل دا يا خالد
تنهد بألم: عشان انا مش مستعد اخسر بنتي التانية يا لينا اكمل متوسلا بس انا اتجوز بقي وابقي اب.

لينا بغيظ: قليل الادب
ضحك عاليا على غيظها اخيرا بعد مدة قصيرة وصلا اوقف السيارة امام باب المنزل
خالد: على فكرة انا محضرلك مفاجئتين هيعجبوكي اوي
لينا بفرحة: بجد، مفاجئتين ايه
خالد ضاحكا: خمس دقايق وهتعرفي كل حاجة.

نزلا من السيارة وكالعادة شبك يدها في يده فتح باب المنزل بمقتاحه الخاص ما أن خطت خطوة واحدة شعرت برجفة تجتاح قلبها سريعا عرفت الدموع طريق عينيها تسيل بصمت غزير على وجنتيها الشاحبتين من الصدمة سحبت يدها من يده بجمود أرادت الهروب بعيدا اتجهت الي سلم البيت ما كادت تخطو خطوة واحدة حتي سمعته يهتف بلوعة
جاسم: ليناااا.

صوته جعلها تتجمد مكانها قلبها يصرخ شوقا له وعقلها يقف كالمرصاد تلك الكلمات القاسية تقف كحاجظ منيع بينهما
التفت له تخفي اشتياقها بعناق من الجمود
تحدثت ببرود عكس قلبها المنصهر ألما: حمد لله على السلامة يا جاسم باشا اتمني تكون كسبت قضيتك
هز رأسه نفيا بألم لتكمل بتهكم: معقولة جاسم باشا الشريف يخسر تؤتؤتؤ معلش
جاسم بألم: لينا أنا
لينا مقاطعة بصراخ: إنت أكتر واحد أنا بكرهه في الدنيا دي.

انسىابت دموعها بغزارة اكبر وهي تكمل: إنت أكتر واحد اذاني، أكتر واحد كنت بتمني منه الحنان ومالقتش ابعد عني مش عايزة اشوفك فاكر لما استخبيت في حضنك وقولتي نفس الجملة
تحدث هو بحزم: انتي فاهمة ولازم تفهمي باباكي ما سافرش بمزاجه والدك كان محتاج حرجة في القلب عشان كدة لازم كان يسافر وما رضيش يقولك الحقيقة عشان ما تخافيش
شهقت بفزع وضعت يدها على فمها تهز رأسها نفيا بعنف
لينا باكية: انتوا بتضحكوا عليا مش كدة.

اتجهت صوب والدها تنظر له بضياع امسكت سترته بين يديها تصرخ فيه: قولي أنه بيكذب عليا قولي أنك كويس، أنا هصدقك
جاسم باكيا: أنا آسف ما كنتش عايز اقلقك بس دلوقتي كويس والله
وضعت رأسها على صدره تنتحب بصوت عالي ؛ إنت ليه بتعمل فيا كدة ليه ما قولتليش ليه فاكرني لسه عيلة صغيرة ليه بتكرهني أوي كدة
جاسم باكيا: أنا عمري ما كرهتك أنا مستعد ادفع عمري وفلوسي عشان خاطر اشوف ضحكتك انتي ما تعرفيش انا بحبك قد ايه.

خالد بحزم: لينا ما حصلش حاجة لكل دا والدك كان تعبان واحنا ما كناش عايزين نقلقك عليه
كادت أن ترد عندما سمعت دقات على باب المنزل وجدته يبتسم باتساع ذهب ناحية الباب وفتحه ليعود اليهم بعد دقائق حاملا بين يديه حقيبتين كبيرتين
خالد مبتسما: أنا عندي ليكوا خبر حلو، أنا فرحي أنا ولينا بكرة ايه رايك في المفاجأة دي يا حبيبتي.

ضحكت عاليا بالتأكيد يمزح تعرفه يعشق المزاح ولكنه يجب أن يعلم أن تلك المزحة ثقيلة للغاية
لينا ضاحكة؛ بتهزر
خالد: لاء فعلا بتكلم جد فرحنا بكرة
لينا صارخة بغضب: إنت ازاي تقرر حاجة زي دي من غير ما تاخد رأيي مش كفاية بقي هتفضلوا تعاملوني على إني عروسة بيتحركوها لحد امتي، انسي يا خالد أنا مش هتجوزك ولو على الفرح روحه لوحدك
تركتهم صاعدة الي غرفتها سريعا صافعة الباب خلفها بغضب.

جاسم صارخا بحدة: إنت ازاي تضحك عليا أنا وافقت أن فرحكوا يبقي بكرة لما قولتي أنك اتكلمت معاها وهي موافقة تطلع مش عارفة
محمود سريعا: اهدي يا جاسم أنت لسه تعبان
خالد بهدوء: أنا هعرف اقنعها ما تشغلش بالك إنت عن اذنكوا
ثم اخذ حقيبة حلته وفستانها وصعد الي اعلي
دخل غرفته ووضع حقيبته على الفراش خرج الي الشرفة وبسهولة شديدة عبر من شرفة غرفته الي شرفه غرفتها وجدها تدفن رأسها في وسادة الفراش تبكي.

خالد: ممكن افهم انتي زعلانه ليه
انتفضت من مكانها تصرخ في وجهه بحدة
لينا غاضبة: اطلع برة مالكش دعوة بيا
خالد برفق: اهدي يا حبيبتي مافيش داعي لكل الي انتي عملاه دا
يكفي عن ذلك الحد صرخت في وجهها بكل ما تملك من طاقة.

لينا غاضبة: ما فيش داعي طبعا طالما انت قولت مافيش داعي يبقي ما فيش داعي انا ازاي اصلا ازعل من غير اوامر خالد باشا ازاي اعلي صوتي على خالد باشا أنا بسمع الكلام وبس وطالما الباشا قال ان الفرح بكرة فانا لازم اقول حاضر وطالما قال ما تزعليش يا حبيبتي اصل احنا كلنا كذبنا عليكي وباباكي كان تعبان فانا لازم اقول حاضر صح يا باشا وما زعلش مش كدة
خالد بهدوء؛ بالظبط كدة تقولي حاضر وبس عشان ما تزعليش مني.

لينا صارخو: انت بني آدم مريض وانا مستحيل اعيش مع واحد مجنون زيك طلقني
خالد ببرود: مش هيحصل انتي مراتي وبكرة فرحنا ودا آخر كلام عندي
صرخت في وجهه بشراسة: على جثتي أن الجوازة دي تتم انتوا فاكرني لعبة في أيديكوا
لو الجوازة دي تمت هخونك!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة