قصص و روايات - قصص رومانسية :

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

رواية أسير عينيها الجزء الأول للكاتبة دينا جمال الفصل التاسع والأربعون

هي فقط شعرة رفيعة بين العشق والجنون
شعرة قطعها منذ وقع في أسر عينيها الساحرتين
التفت برأسه يطالع تلك النائمة بوله هي من جعلته يجن بحبها تنهد بحرارة وهي يمسد على خصلات شعرها برفق
تركها متجها الي تلك الشرفة الكبيرة ينظر الي البحر امامه تتلاطم أمواجه كتلاطم مشاعره.

اخذها لو اراد لاخذها منذ أن جاءت لكنه اراد تلقينها درسا، لتفعل هي ذلك ارتفعت حرارة جسده غضبا حين تذكر كيف لف ذلك الفارس ذراعه على جسدها يقربها منه، لذلك عمل وبعناية على كسر ذراعه الذي سمح له بأن يلامس جسد زوجته
تقوس جانب فمه بابتسامة ماكرة لا يلدغ مؤمن من حجر مرتين، فارس ومحمد في منزل محمد لم يكن من الصعب عليه تخمين خطة صديقه، لذلك قرر مساعدتهم تعمد اهانتها في الحفل حتي توافق على عرض فارس.

اصطنع الصدمة ببراعة حين أخبرته والدته أنها قد خُطبت
ولأنه يعرفها جيدا كان واثقا من أنها ستأتي إليه لتغيظه كما فعل
ذهب معهم الي محل الذهب لشراء شبكتها
عرف أن فارس سيذهب إليه، خطة محمد.

وهو ومحمد لا يشتريان الا من هذا المحل لذلك اتفق مسبقا مع البائع ان يقدم لهم جميع الخواتم بأحجام صغيرة جدا لا تناسب الا الأطفال عادا خاتم واحد كان يعرف مكانه جيدا، اراد أن يثبت لها أنها اختارت رجل أحمق لا يصلح حتي لاختيار خاتم خطبتهما، ليأتي دوره حين مثل بإتقان دور العاشق الخائف نزع الخاتم من يدها بمعني اصح محي بصمة فارس ليضع بصمته هو، اختار بعينيه الخاتم المحدد ليضعه في اصبعها لو أنها نزعته لرأت اسمه محفور على إطار الخاتم من الداخل.

انتزعها من بينهم بسهولة منديل عليه مخدر اعطي مبلغ ضخم لأحد عمال الحفل ليقوم بإغلاق الاضواء خدرها ليلقن فارس درسا قاسيا في لحظات ليعود اليها حملها وخرج بها الي سيارته متجها بها الي الشالية الخاص به في الساحل.

ساعات من البحث عنها لم يجدوا فيها سوي ورقة واحدة خط عليها
« ما تقلقش على لينا
مراتي ورجعت لحضني
وابقي سلملي على عريس الغفلة »
جاسم صارخا في محمد: بنتي فين يا محمد صاحبك خد بنتي فين
محمد سريعا: والله العظيم ما اعرف خالد اصلا بقاله مدة كبيرة ما بيتكملش معايا وأنا ما اعرفش عنه حاجة، بس طالما معاه تبقي كويسة
جاسم بحدة: والفضيحة الي هتحصل الناس مش هيقولوا اتخطفت هيقولوا هربت.

راشد بجد: ما عاش ولا كان اللي يجيب سيرة بتك بالعفش على لسانه
في احدي الغرف في الاعلي
يتسطح فارس على فراش عريض بجانب احد الأطباء وياسمين ووالدته
فاطيمة بقلق: طمني يا ضاكتور
الطبيب بجد: الحمد لله جت سليمة أنا حطيت دراعه اليمين في جبيرة لمدة شهر بإذن الله في شوية كدمات وجروح أنا هكتبله مراهم ليها بإذن الله هيبقي كويس
هتف بضعف: شكرا يا دكتور.

الطبيب مبتسما بهدوء: العفو على ايه دا واجبي ربنا يتم شفاك على خير عن اذنكوا
رحل الطبيب ومن خلفه والدته لتأخذ منه روشتة الدوا
اقتربت من فراشه تهتف باحراج وهي تفرك يديها بتوتر: أنا آسفة يا أستاذ فارس
ابتسم بهدوء: آسفة على ايه هو انتي الي ضربتيني
ياسمين بتوتر: أنا آسفة بالنيابة عن أخويا الموضوع كبر أوي و...
قاطعها هاتفا بهدوء: حصل خير
ابتسمت بامتنان: متشكرة
فارس مبتسما: هو أنا ممكن اسألك سؤال.

هزت رأسها ايجابا بابتسامة صغيرة ليكمل هو بارتباك: هو انتي مرتبطة
بهت وجهها بحزن ألم خوف حين مر أمامها بشكل سريع متتالي مقاطع مما فعله أنور بها هزت رأسها نفيا بألم: أنا مطلقة
ابتسم بمرح: تبقي بصرة يا حسرة، أنا كمان مطلق
ضحكة صغيرة فلتت منها رغما عنها ليكمل هو بنفس المرح: ومش ناوية تغيري حالتك الاجتماعية
هزت رأسها نفيا تهتف ببرود: لاء مش ناوية
فارس مبتسما بمرح: فكري
ياسمين بضيق ؛ فكرت وخلاص.

فارس بضيق: فكرتي يعني
هزت رأسها ايجابا بجد ليكمل هو بنفس المرح ؛ طب فكري تاني عادي احنا ما ورناش حاجة
هزت رأسها نفيا بيأس من مزاحه تكبح ضحكة مرحة تود الظهور على شفتيها لتهتف بجد: اسيبك ترتاح عن إذنك
همت بالذهاب فتحت مقبض الباب لتسمعه يهتف: على فكرة أنا بتكلم بجد
نظرت له بدهشة ليكمل هو بابتسامة صغيرة: ادي نفسك فرصة يا ياسمين مش معني أن تجربة فشلت أنك تكرهي الرجالة كلهم، مش كلنا مصطفي أبو حجر.

ضحكت رغما عنها ليكمل بابتسامة صغيرة: هتفكري
هزت رأسها ايجابا: هحاول عن إذنك
خرجت من الغرفة ليتنهد بحرارة عابثا في شعره كالمراهقين.

جلس بجانبها ممسكا قطعة صغيرة من القطن يقربها من أنفها رأي امتعاض وجهها بضيق من رائحة النشادر القوية ليعرف أنها بدأت تستيقظ
فتحت عينيها بصعوبة تشعر بالألم حادة في رأسها وضعت يدها على جبينها تفركه بألم جالت عينيها في أرجاء الغرفة ذلك المكان مألوف الي حد كبير ضيقت عينيها باستفهام لتتسع بذهول حينما وجدته يقف أمام فراشها واضعا يديه في جيبي بنطاله ينظر لها بسخرية
خالد ساخرا؛ مساء الخير يا دكتورة.

كادت ابتسامة سعيدة تشق شفتيها عندما رأته اخفتها حينما تذكرت رفضه لها وذهابه للزواج من أخري
لينا بضيق: أنا فين وازاي جيت هنا
ضحك ساخرا: معقولة نسيتي الشالية بالسرعة دي
اتسعت عينيها بذهول: احنا في الساحل طب ازاي
ضحك ساخرا: زي السكر في الشاي
تخصرت تصيح بحنق: أنت ازاي تخطفني من خطوبتي
تقدم صوبها بهدوء مخيف، اطل عليها بطوله المهيب يهتف ببرود: أنا جوزك أعمل الي أنا عايزه فيكي.

صرخت بشراسة: أنت مش جوزي إنت مش طلقتني وروحت خطبت واحدة تانية
رد بهدوء: ما تنسيش أنك لسه في عدتي
صاحت بحنق: عدة مين يا أبو عدة أنا ماليش عدة اساسا
جلس أمامها على الفراش يهتف بخبث: ومالكيش عدة ليه
اتسعت عينيها بخجل تهتف بتوتر: عشان عشان عشان ااااا، عشان كدة
ضحك بخبث: هو ايه الي كدا
ردت بضيق: لو سمحت أنا لازم امشي ما ينفعش انا وانت نبقي في مكان واحد، حرام.

خالد ببراءة: حرام من أمتي حرام الواحدة تقعد مع جوزها
صاحت بضيق: قولتلك أنت مش جوزي
رد بهدوء: أنا رديتك لعصمتي
لينا بذهول: دا الي هو ازاي يعني
تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة: ما هو سيادتك ما تعرفيش إن في حاجة اسمها العدة الاحترازية، كون أنك قعدتي معايا في مكان واحد، اتقفل علينا باب أوضة واحدة نمتي جنبي على نفس السرير دا يخلي ليكي عدة يا حلوة
اتسعت عينيها بذهول تهتف بحذر: أنت بتتكلم بجد ولا بتهزر.

هتف بهدوء: ما اعتقدش ههزر معاكي في حاجة حساسة زي دي
نظرت له بألم شوق عتاب ندم تجسدت جميعها في عينيها لتنساب دموعها قهرا: طالما انت مش عايزني ردتني ليه
قبض على كف يده حتي ابيضت مفاصله يكبح رغبة يده في ازالة تلك الدموع من عينيها
هتف ببرود: عشان انتي ملكي وأنا ما بستغناش عن ممتلكاتي حتي لو مش عايزها.

كلماته حادة سامة دخلت الي قلبها كالخناجر تمزقه دون رحمة لتنساب دموعها بغزارة ويزداد ضغط على قبضة يده، رفعت عينيها تنظر له بألم: أنت بجد بقيت بتكرهني
صرخ قلبه بألم حمقاء يا فتاة يكره نفسه ويعشقك الي أن تغادر روحه جسده تحرك من امامها ليخرج من الغرفة لتهرول خلفه سريعا ممسكة بيده برجاء تهتف باكية: أنت بجد بقيت بتكرهني.

نزع يده من يدها ببرود تحرك الي خارج الغرفة مغلقا الباب خلفه استند برأسه على الباب من الخارج يبتسم بيأس حبيبتي الحمقاء.

وقفت أمام مرآه غرفتها تمسح دموعها بعنف تهز رأسها نفيا بقوة: لا وألف لا لن تبكي مرة أخري ستفعل الكثير ليقبل اعتذارها، دخلت الي المرحاض تغسل وجهها بعنف تحاول التركيز فيما عليها أن تفعل خرجت من المرحاض لتصدر معدتها مواءا جائعة لا تتذكر أنها تناولت شئ منذ مدة طويلة خرجت من الغرفة تبحث عنه وجدته جالسا امام التلفاز ابتسمت بحنين عندما تذكرت ذلك اليوم الذي اجلسها فيه بجانبه حين اقنعها بارتداء الحجاب.

لاحظ وجودها ليقبض على جهاز التحكم بشدة يحاول السيطرة على دقات قلبه الهادرة
تقدمت صوبه جلست بجانبه تهتف بتوتر: مش هتنام
رد ببرود وهو يوجه نظره للتلفاز: مش شغلك
لينا بحزن: أنا آسفة كان لازم اسم...
قاطعها ببروده القارص: لو سمحتي الصوت عشان بتفرج على الماتش
نظرت الي التلفاز تصيح بحنق: ماتش ايه دا
دا شكله قديم بقاله ستين سنة
رد ببرود: مش شغلك.

زفرت بضيق عاقدرة ذراعيها أمام صدرها بضيق لتبدأ معدتها بالمواء مرة اخري، وضعت يدها على معدتها سريعا عينيها متسعة باحراج نظرت ناحيته تدعو الله أن لا يكون انتبه لها
لتجده مندمج مع المبارة ما كادت تتنهد براحة حتي وجدته يهتف بلامبلاة: في أكل في المطبخ
ردت بحزن: مش جعانة، أنا طالعة أنام تصبح على خير
هز رأسه إيجابا بلامبلاة.

تحركت ببطئ تنتظر منه إن ينادي عليها بين الثانية والاخري ولكنه لم يفعل ألقت عليه نظرة أخيره بألم لترحل الي غرفتها.

اطفئ التلفاز متنهدا بضيق على من يكذب لن يستطيع معاملتها بذلك الجفاء قلبه يصرخ فيه
اشتاق الي اخذها بين ذراعيه
اخرج هاتفه يتصل باحدهم، بعد إنهاء المكالمة اتجه الي المطبخ صنع لها بعض السندويشات
اخذها وصعد الي الغرفة، وضع الطعام أمامها على الفراش بجفاء هتف: الأكل
هزت رأسها نفيا بشرود: مش جعانة.

لتموء معدتها تثور عليها، أغمضت عينيها بتوتى تشتم معدتها الشرهة في سرها ليضحك بخفوت امسك احد السندويشات يقربه من فمها، فتحت عينيها تنظر له بندم لتبقي تعابيره غامضة خالية
اكلت ما في يده ولأنها كانت جائعة اكلت كل السندويشات التي حضرها لها
ابتسم ساخرا؛ اومال ليه بقي بتقولي مش جعانة
تضايقت بشدة من أسلوبه الساخر ذلك لتهتف ؛ أنا عايزة امشي أنت هترجعني امتي.

هتف ببرود: بعد بكرة كتب كتابي على تالا، هاخدك معايا وأنا راجع
الي هنا ويكفي لقد طفح كيلها منه هبت واقفة على ركبتيها تصرخ بألم قلبها ؛ حرام عليك بقي أنا اعتذرلتك كتير ليه بتعمل فيا كدة، طالما بتحبها ست بتاعة دي ردتني ليه ولا أنت عايز تقهرني وخلاص.

هز رأسه نفيا بيأس، تقوس جانب فمه بابتسامة ساخرة يهتف بتهكم: هو دا عيبك عمرك ما وثقتي فيا ولا في حبي ليكي
بيده صدم صدره بقوة على موضع قلبه: انتي ما تعرفيش دا بيتعذب ازاي بسببك، أنا مش بحبك أنا عديت مرحلة العشق مرحلة الجنون
نظرت له برجاء تهتف سريعا: سامحني طالما بتحبني زي ما بتقول سامحني
نظر لها بدهشة هاتفا بذهول: زي ما بقول كل الي حصل وكل الي عملته عشانك وفي الاخر زي ما بتقول، أنا بجد مش مصدق.

هزت رأسها نفيا سريعا: ااااااانت فاهم غلط اسمعني
ضحك ساخرا بقوة: أسمعك، تؤتؤتؤ كنتي سمعتيني عشان اسمعك
امسك كتفيها يصرخ بحدة: استغليتي إن حياتك اغلي حاجة عندي في الدنيا ساومتيني قصادها لاطقلك لتموتي نفسك اترجيتك تسمعيني بس لاء عندك هو الي وصلنا لهنا بعد بكرة هتجوز تالا ومش هطلقك هحرق قلبك زي ما حرقتي قلبي.

نفضها بعيدا عنه ليخرج من الغرفة يتنفس بعنف صدره يعلو ويهبط بجنون جسده يحترق لما يجب أن يكون العشق مؤلم لتلك الدرجة
بدون سابق انذار نزل الي أسفل يلقي بنفسه داخل مياة البحر الباردة علها تطفئ نيرانه ولو قليلا
في الاعلي جمعت ركبتيها تضمهم الي صدرها تنساب دموعها ألما لم تكن تظن أنها جرحته لتلك الدرجة لم يسامحها ظنت أنها بمجرد أن تعتذر له سيسامحها فورا.

اتفضل، قالتها بحدة وهي تقف أمامه عاقدة ذراعيها بضيق
رد عليها بابتسامة واسعة: يزيد فضلك اتفضل ايه بقي
صاحت بحدة: تطلقني ودلوقتي حالا
علي سريعا؛ يا لبني اديني فرصة واحدة
ردت بجفاء: لاء
تجهم وجهه بيأس: يعني ما فيش أمل
هتفت بتهكم ؛ ولا عمر اتفضل بقي طلقني ودلوقتي حالا
هز رأسه إيجابا بحزن هتف بألم: انتي طالق يا لبني، عن إذنك
تركها ورحل لتقف للحظات شعرت ببروده قوية اجتاحتها، هل ذلك هو قلبها الذي ينبض بألم.

ولكن لماذا، هزت رأسها نفيا بعنف تحاول إقناع نفسها بأن هذا هو الافضل لها وأن كان فعلا يحبها كما يزعم سيفعل المستحيل لتسامحه.

قضي حوالي ساعة يصارع الماء يفرغ غضبه فيه الجو كان باردا وهو يحترق من ألم قلبه
ذلك الصراع بين قلبه وعقله لا يهدأ ابدا
خرج من الماء متجها الي الشالية تهاوي على أول مقعد قابله جسده ينتفض يشعر ببرودة تعصف بعظامه الجو حاااااار وجسده بارد
يبدو أنه أصيب بالحمي.

كادت أن تغفو حينما شعرت بذلك الوغز في قلبها قامت تجلس على الفراش تضع يدها على قلبها ذلك الألم يعني أن شئ سئ أصابه نزلت تهرول لأسفل سريعا لتجده في حالته تلك
أسرعت توقظه بقلق: خالد، فوق يا خالد فوق يا حبيبي
فتح عينيه بصعوبة ينظر لها بتعب ظاهر وضعت يدها على جبينه لتشخص عينيها بفزع: يا نهار أبيض دا أنت مولع، إنت كنت في الماية قوم معايا
حاولت إسناده ليدفعه عنه بضيق هاتفا بتعب: مالكيش دعوة بيا.

جزت على اسنانها بغيظ: لاء ليا أنا مراتك وهتقوم معايا
لفت ذراعه حول رقبتها تحاول إسناد جسده الثقيل على جسدها
لينا بتعب: قووووم معايا يا خالد انت تقيل أوي
ابتسم بشخوب وقف معها ينظر لبريق اللهفة المشتعل في عينيها بسعادة، تحرك معها الي اعلي أحضرت له ثياب نظيفة، اعطتها له تهتف بتوتر: غير هدومك على ما اعملك حاجة ساخنة واشوف علبة الاسعافات ايه الدوا الي فيها
ابتسم بخبث: طب ما تيجي تساعديني.

اتسعت عينيها بخجل تهتق بضيق؛ حتي وأنت تعبان قليل الأدب
ضحك بتعب لتخرج من الغرفة سريعا وجدت علبة الاسعافات في المطبخ لماذا لا تعرف أليس من المفترض أن توجد في المرحاض
ومن احدث ذلك الإعصار في المطبخ بالتأكيد هو فتحت
فتحت الثلاجة لتبتسم برضا يوجد الكثير من الخضروات والفاكهة
سريعا اعدت له حساء دافئ وكوب مشروب ساخن واخذت العلاج وصعدت لأعلي
وجدته ممدا على الفراش يبدو أنه نائم.

لينا بهدوء: خالد، خالد اصحي يا حبيبي
فتح عينيه ينظر لها ببرود ينافي وجهه الذي يشع حرارة بسبب اعياءه: نعم
لينا مبتسمة: الأكل يلا عشان تأكل وتاخد الدوا
جلس على الفراش فوضعت الطعام امامه لينظر لها باستفهام
لينا: ما تاكل
خالد: اكليني
اطعمته كان يتذمر كالطفل الصغير بين الحين والآخر ( دلع، حادق، سخن أوي، بارد اوي ).

لتصبح كالمصعد تنزل الي المطبخ كل دقيقتين تضع الملح تارة تبدل الطبق بسبب ملوحته تارة تسخنه تارة اخري
الي ان انهي طعامه أعطته الدواء ليتسطح على الفراش مغمضا عينيه انتظرت الي أن غط في النوم لتستلقي بجانبه فتح عينيه وابتسم بخبث، ليبدأ في السعال بقوة
انتفضت فزعة تسأله بقلق: مالك يا خالد
نظرت ناحيته لتجده نائم بهدوء
عقدت جبينها باستفهام: هو أنا كان بيتهيئيلي
هأنام احسن أنا هلكت.

وضعت رأسها على الوسادة ما أن اغلقت عينيها حتي تجده يوقظها: لينا، لينا اصحي
انتفضت تسأله بقلق: أنت كويس
هز رأسه إيجابا بابتسامة بريئة: أنا عطشان
نزلت لأسفل تتحرك بتعب احضرت له الماء لتجده يغط في النوم وضعت الماء بجانبه لتعود للنوم مرة اخري خمس دقائق كان يوقظها يسألها بضيق: فين يا لينا الماية
لينا بنعاس: جنبك يا خالد
خالد مبتسما بخبث: فين دي مش شايفها.

قامت واحضرت لها زجاجة الماء شرب منها القليل ليضعها مكانها
ومرة اخري: لينا يا لينا
قامت تنظر له بنصف عين ناعسة: خير يا خالد
خالد: ممكن تفتحي الشباك عشان حران
هزت رأسها ايجابا قامت بتعب تكاد تبكي ذهبت الي الشرفة وفتحها عادت للفراش فقط خمس دقائق لتجده يقول: لينا يا لينا اقفلي الشباك عشان سقعت.

هزت رأسها ايجابا لتغلق النافذة، اتجهت ناحية الفراش تلك المرة توسدت صدره ليبتسم رغما عنه مسد على شعرها برفق وهو يراها نائمة تكرر حاضر يا خالد هقفل الشباك وهحط ملح على الشوربة بس إنت سامحني
قبل قمة رأسها بحنان؛ أنا عمري ما ازعل منك ابدا
في صباح اليوم التالي
كانت تود وضع يدها على جبينها تتحسس حرارته لتفتح عينيها سريعا عندما وجدت مكانه فارغ نزلت تهرول لأسفل تبحث عنه بقلق.

بحثت في جميع الغرف دون فائدة اتجهت ناحية باب الشالية تفتحه ادارت المقبض عدة مرات دون فائدة لا يفتح
وقفت مكانها للحظات لا تعي ما يحدث أين ذهب ولما اغلق الباب عليها، هل هو بخير
هل أصابه شيئ، لم تعد تسمع صوت أفكارها من صوت دقات قلبها الهادرة
التفت ناحية الباب عندما شعرت به يفتح
لتهرول ناحيته ما أن رأته، القت نفسها بين ذراعيه تختبئ داخل صدره تنتحب باكية: أنت كويس.

تصلب جسده أمامها حركتها المابغتة تلك كور قبضته يشد عليهما محاربا رغبته الصارخة في ضمها إليه، ثار عصب صدغه يصرخ برغبة قلبه
عله يسكت عقله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة