قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العشرون

قالت سفريا وهي تربت على كتفي: -لا تقلقي دقائق وسنكون امام القصر
كانت هذه هي محطتنا الاخيرة حيث عاصمة باراديس
قلت في قلق: -لا ادري لماذا لكني قلقة للغاية بل ان لدي شعور بأن الأمور لن تأخذ المنحنى الذي نريده
قالت محاولة تهدئتي: -نحن لا ندري ما الذي سيحدث فلا تجهدي نفسك على ما لم يحدث بعد
قلت بتردد: -ح. حسنا.

وان كنت اشعر ان هناك كارثة على وشك الوقوع، عليك التركيز يا كيسارا فأنت هنا لمقابلة حاكم باراديس.
وقفت امام القصر في زهول اهذا هو قصر الباراديس؟ وامام نظراتي المندهشة علقت سفريا ضاحكة:
-نعم يا كيسارا انه هو
لن اقول انه خالف توقعاتي فعندما نقول قصر الباراديس فالكل يتخي قصر لكن هذا ما هو الا بقايا قصر اثار مر عليها من الزمن الكثير قلت وانا ابتلع دهشتي:
-هنا يوجد الحاكم
-نعم.

-اتمزحين يا سفريا بالكاد ارى حراسا
قالت ببتسامة واسعة: -هذا ما تتميز به باراديس في النهاية هي دولة بلا جيش في النهاية
هكذا وبكل بساطة دخلنا القصر بعد كلمة صغيرة مع احد الحراس القلائل فكل ما قاله هو انه وصف لنا الطريق الى حيث توجد غرفة حاكم باراديس وبينما نحن نسير استوقفنا شيخ طاعن في السن شيخ بالمعنى الحرفي للكلمة قصير القامة واكاد اقسم انه ظهر من العدم قائلا في فضول غريب:.

-هل لي بمعرفة وجهة السيدتين؟
ارتبكت قليلا ثم قلت: -ام. نحن هنا لمقابلة الحاكم
تمتم خلفي: -الحاكم، وما الذي قد تريده سفيرة هيفين من حاكم باراديس
نظرت له سفريا في دهشة ثم قالت: -ان الامر لجلل ان كان لي ان اعلم مع من اتكلم بالضبط؟
ابتسم الرجل ابتسامة لعوب وقال: -انا رئيس الوزراء بالطبع
قالت سفريا بتعجب: -رئيس الوزراء؟!

قاطعها الرجل سريعا وقال: -وبما ان حاكمنا العزيز مشغول الان فأتمنى الا تمانعا صحبتي حتى يستقبلكما
قلت بسرعة: -هذه كارثة ان الامر لا يحتمل التأخير
قال بجدية: -اذن فكلي اذان صاغية
قالها مشيرا غرفة فدخلنها وتبعانا ثم حين استقر الامر بنا جالسين قلت على الفور:
-ما اريد قوله هو ان ابيس تنوي بدأ حرب مع باراديس
وكأن الرجل قد صعق فهتف: -ما الذي قلتيه للتوا؟
-كما سمعت ان ابيس تنوي مهاجمة باراديس.

-لكن هذا مستحيل ما من سبب يجعل ابيس تهاجمنا ثم...
صمت للحظة ومن ثم اكمل: -ثم من انت لتخبرينا بمثل تلك المعلومة وبدون مقابل بل وكيف نثق فيما تقولين؟
لقد علمت ان الامر لن يكون سهلا فقلت: -انا ملازم في جيش ابيس
-كيف لملازم ان تحصل على معلومة كهذه؟

قلت بحدة: -انا لا امزح وكيفية حصولي هذه المعلومات موضوع اعقد من ان احكيه لكن يجب ان تعلم لقد تكلفت الكثير لأتي لإنذاركم وانت بالتأكيد ادرى بما ق يفعله شداد بمن يعصيه من جنوده
قال بتعجب: -بفرض ان كلامك صحيح لكن ما الهدف؟ لماذا تهاجمنا ابيس؟
-حسنا هذا ما كنت انوي ان اثبت عدم حدوثه لكني لا املك دليلا فمؤخرا تعرضت ابيس لهجمات وقد اثبتت التحقيقات ان المسؤل هو.
قاطعني الشيخ: -نحن.

اومأت برأسي فرد الرجل: -لكن ما من طفل قد يصدق هذا الكلام
-لقد قيل لي ان الامر اثبت لي بالدلائل
قال الشيخ بخفوت: -وحتى مع هذا ان شداد ليس بهذه السذاجة لكي يقرر الحرب هكذا فجأه فأنا اعرف كيف هو
قلت بتردد: -لقد كانت دراجوسان هي من عرضت هذا الحل على ابيس
هنا ضحك الرجل فجأة وقال: -هههههه انه عزيزي هنري بالطبع كان لابد ان اعلم انه لم ييأس بعد.

ثم نظر لي وقال: -لو كنت ذكرته في البداية لما احتجنا الى كل هذا الوقت
لم اعر ما قاله اهتماما وانا اقول: -انت لا تبدوا لي قلقا ماذا ستفعلون ان باراديس لا تمتلك جيشا؟
قال بعدم اهتمام: -ان كانت هناك حرب بالفعل فغن طريقهم الواحيد الى باراديس هو من خلال العاصمة وتلك الاخيرة مستحيلة الاقتحام من الخارج
قلت بغيظ: -لا اقصد الإهانة لكني وصلت الى هنا كما ترى.

ابتسم بسخرية قائلا: -يا عزيزتي سنفعل حصون ابيس حول العاصمة
هنا تكلمت سفريا للمر الاؤلى منذ الجلسة: -انت لن تفعل
قال بحزم: -بل سنفعل فلا يوجد حل اخر
قلت بعدم فهم: -الشرح من فضلكم
فقالت سفريا: -ان كان محقا فيما يقول فإن باراديس كما هو معروف تتميز بأعلى حصون تغلف العاصمة بأكملها وتلك الاخير حينا تفعل فأنها تطلق كميات هائلة من الغازات السامة والقادر على ابادة جيوش بأكملها.

هنا نظر الرجل الى سفريا بشك وقال: -يبدوا اتك تعرفين الكثير لكن من اين لك بتلك المعلومة واللتي لا يعلمها سوى خمس رجال على هذه الارض
بالطبع الامر لا يحتاج الى ذكاء انه الكتاب بالتأكيد لكنه ادرك من الصمت انه لن تكون هناك اجابة بينما قلت انا:
-لكن هذا سيدمر الجيش عن اخره لابد هناك طريقة اخرى ماذا عن التفاوض؟

بسخرية اجاب: -تفاوض لابد انك تمزحين سأقولها واضحة ايتها الملازم سأفع المستحيل حتى لا يؤذى احد داخل باراديس حتى لو كلفني ذلك حياة كل من يقترب من الحصون اسمعتي
صحت: -انت لست صاحب القرار فلننتظرولنرى ما الذي سيقرره حاكم باراديس وانا متأكدة ان شخص يدير بلاد كباراديس لن يأخذ مثل ذلك القرار بدون دراسة كافية
قال بلا مبالاه وهو ينادي على احد الحراس: -لن يكون هناك داعي لهذا
قلت في دهشة: -ماذا تعني؟

ابتسم في خبث وتابع: -اعني انك قد سمعت رأيه للتوا
م. ماذا؟ ما الذي يقوله هذا العجوز لا يمكن، لقد خدعنا منذ البداية؟ هنا قالت سفريا وهي تضرب كفا بكف:
-لقد كنت متأكدة نعم فرئيس وزراء باراديس شاب لقد تذكرت اخيرا
قلت بغيظ: -اهذا ما جعلك صامتة طوال الجلسة اهذا ما كنت تفكرين فيه؟
فجأة ودون اي مقدمات امسك الشيخ بإحدى خصلات شعري ثم قال وهو يعقد حاجبية في محاولة منه لتذكر امر ما:.

-ان لون شعرك غريب، ابيض لكن، اشعر بأني رأيت هذا اللون من قبل
هنا قاصعته سفريا في سرعة: -على اي حال لنعد الى ما نحن فيه
قال بصرامة: -لقد اخبرتكم بما لدي وهو لن يتغير
نظرنا اليه فأيقنا انه عازم على ما ينتوي فعله اذن لم يعد امامنا سوى الرحيل وبينما نحن على وشك الرحيل قال الشيخ وهو ينظر لي:
-اعتقد اننا سنتقابل مجددا لذا فلتتذكري اسمي جيدا. مارِك هذا هو اسمي
مارك بكسر الراء اسم غريب بالفعل...

(( نظر كلا من هيثم وشاهين الى شداد في انتظار الخطوة التالية لكن الصمت طال فقال هيثم:
-سيدي ما الذي سنفعله الان لقد افسدت كيسارا الخطة
تنهد شداد ثم قال: -سنمضي بالجزء الثانى من الخطة اما الجزء الاول فسنضطر لتاجيله او النظر في امره فيما بعد
هنا ابتسم شاهين قائلا: -الجيش جاهز لقيادتك يا سيدي فموعدنا غدا عند الحدود.

كان كل من هيثم وشداد يعلمان سبب ابتسامة شاهين فافي النهاية ابيس لم ولن تخسر شيئا وكيف تخسر في حرب لن تشارك فيها اساسا لكنها ربحتها رغم ذلك وقد حصلت على ما ارادت بل وربما اكثر مما توقعت)).

وقفت على اعلى قمة في حصون العاصمة في انتظار الجيش فقد كان هذا هو مطلبيعلى ما اعطيته لمارِك من معلومات وهو اني سأظل هنا حتى يظهر الجيش فلازلت عازمةعلى ايقاف الحرب وانقاذ ما يمكن انقاذه من جنودنا، على الاقل هذا ما املت فيتحقيقه لكن ومع او نسمات الفجر لاح امامي خطوط سوداء تملأ الافق عندها اعترف بأنيادركت اني كنت ساذجة للغاية حين فكرت انه يمكنني ايقاف هذا وحدي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة