قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي والعشرون

اين هو؟ اين؟ اني ابحث منذ مدة ولم اجد له اثرا الا يجب ان يكون في مقدمة الجيش هكذا اكملت تقدمي فوق الجيش الضخم بحثا عن سيد شداد لكني لم اجده، كانت خطتي بعد ان رأيت الجيش هي البحث عن سيد شداد وإعلامه ليوقف الجيش عن التقدم لكن الامر لا يجدي نفعا لم يتبقى امامي سوى حل واحد هو الاتصال بشاهين وقد كان، اتاني صوته عبر السماعات قائلا:
-كيسارا؟! اهذه انت؟

-نعم، شاهين اجبني اين سيد شداد انا لا اراه في الجيش
-لأنه بالفعل ليس هناك
-ماذا تعني؟
-كيسارا انت بحاجة لأن تقابلينا لتعرفي ما يحدث بالفعل على ارض الواقع والذي لو لم تتدخلي لعلمته في القلعة
قلت بحيرة: -انا لا افهم
-توقعت هذا عموما نحن في معسكر قريب من حصون باراديس على بعد خمسة كيلوا مترات شرقا منها قابلينا هناك
قلت بتردد: -حسنا.

هكذا اتجهت شرقا تاركة خلفي كما من الاسئلة التي انتظر الاجابة عنها، حين وصلت للمعسكر اسرعت بالدخول الى الخيمة الوحيدة هناك لأجدهم هناك وجميعهم ينظرون إلى هيثم وشاهين وحتى كمال وكذلك سيد شداد الذي قال بمجرد دخولي:
-لقد بدأت اتسائل متي تصلين الى هنا
فقلت وانا اعقد حاجبي: -ماذا يحدث هنا؟

فأشار سيد شداد الى شاهين الذي قال حين رأى الاشارة: -ما يحدث هو اننا لم ولن نشارك في الحرب لقد كنا نستدرك رئيس الوزراء هنري حتى نعرف ما الذي يريده منا وقد كانت الخطة تقتضي بأن نخبر باراديس بما يجري بعد كسب ثقة هنري واطلاعهم على خطتنا والتي كان منها ان جديا من جنودنا لن يشارك في هذه الحرب وكان ذلك بأن ينسحب جيشنا في منتصف المسيرة الى هنا وهذا ما حدث بعد ان وضعنا هنري بين المطرقة والسندان.

قاطعه سيد شداد قائلا: -وكالعادة لم تنتظري لتعرفي اي من تلك المعلومات بل وافسدتي الجزء الاول من الخطة وهو اخبار باراديس، احسنتي
كنت انا لازلت احاول استيعاب ما قيل للتو ثم قلت بخفوت: -اتعني انه لا يوجد احد منا على الحدود
فأومأ سيد شداد برأسه فقلت: -اذن هؤلاء ذاهبون الى حتفهم
-اجل
قلت بانفعال: -لابد ان نخبرهم لا يمكن ان نترك كل هذا العدد يموت دفعة واحدة علينا ايقافهم قبل ان يموتوا.

رد على هيثم: -لقد بدأ الهجوم بالفعل ثم ان ايقافهم الان مستحيل لقد جن جنون هنري وهو مصرعلى الهجوم
قلت بحدة: -لابد ان نفعل شيئا حتى لو اوقفناهم بالقوة
فأجاب سيد شداد: -ان هذا لا يخصنا
قلت بغضب: -حتى وان كان لكن هؤلاء الجنود ينفذون الاوامر فقط وكل منهم له عائلة او من ينتظر عودته اليهم لا يمكن ان نتركهم يموتوا
فرد سيدي بصرامة: -لن نتدخل
قلت بعزم وانا اتراجع للخلف: -لكني سأفعل.

ودون كلمة اخرى خرجت مسرعة من الخيمة وبالمجال المغناطيسي اخذت احلق بعيدا عن المعسكر ومقتربة من حيث الجيش فقد لأرى مشهدا بشع كان الهجوم قد بدأ بينما القبة الخاصة بالحصون تصدر غازات مميتة والصفوف الاؤلى يوجد منها الكثيرمن من يتهاوى ارضا بالتأكيد موتى طبعا السؤال هو كيف سأوقف كل هذا؟ وقد كانت الاجابة سهلة انهم في حالة لا يمكن التفاهم معها الا بالخوف يجب على ان افزعهم حتى يهربوا وينسوا اوامر رؤسائهم لكن كيف؟، باستدعاء التنين طبعا، اخذت نفسا عميقا وانا احاول التركيز على ما اريد فالان انا بحاجة ماسة الى التنين، هيا هيا على انقاذ ما يمكن انقاذه. بدأت اشعر بفيضان من القوة يسري في جسدي. اني. اني اسمع صوت ضحكات هل اتخير ثم صوت عميق يقول:.

-مُريني
قلت دون وعي مني ردا على السؤال: -انا اريدك
((قال شاهين محدثا سيد شداد: -انا لست مطمئنا الى هذا ان كيسارا تنوي على شيء ما بالتأكيد فهي لا يمكنها ان توقف الجيش وحدها
فقال هيثم: -اعتقد ان لدي فكرة عما تريد فعله لكن المشكلة هي هل ستستطيع؟
واتبع مقولته وهو ينظر الى سيد شداد الذي قال: -نعم لكن هل ستستطيع؟
وقبل ان يتكلم احد هب شداد من مكانه وهو يقول: -لقد فعلتها لقد استدعت التنين.

ثم نظر الى شاهين وهو يقول: -فالتذهب لمقابلة حاكم بارديس كما خططتنا وانا سأذهب الى حيث كيسار
ثم نظر ال كلا من هيثم وكمال وقال: -اما انتما فقودا قواتنا الى هنا لتسيطر على تحركات افراد جيش هنري بعد الذي سيحدث.

لم ينتظر ردهم بل اسرع بالخروج فقد توقع ما يحدث هناك عند الجيش وقد علم الى اي حد هو صادق في توقعه عندما وصل فأمامه يهرب الجنود في كل اتجاه ويدهسون بعضهم هربا محاولين النجاة لكن هيهات فقد كان التنين يقضي عليهم وعلى كل ما امامه والدماء في كل مكان والذي بدأ يتوجه نحو الحصون والتي ان هاجمها ستكون كارثة))
-لا توقف.

صرخت امرة التنين لكن لا جدوى انه لا يصغي لي على هذا سيقضي على الجيش واكون انا السبب فهتفت وانا ابكي:
-لا ارجوك لا توقف
لكن لا فائدة يا الهي ماذا فعلت؟ اني انا من يقتلهم لقد اردت انققاذهم فلم يحدث هذا الان اخذت اصرخ في انهيار بلا عائد حين سمعت صوت مألوف يقول:
-كيسارا انظري لي
فتحت عيني لأجد سيد شداد امامي والذي قال: -انت بكامل وعيك؟
قلت والدموع تتساقط من عيني كأنها انهار: -ساعدني اوقف التنين ارجوك.

قال وهو يقترب مني بحزم: -كيسارا انظري إلى لا تفقدي وعيك اياك وان تفعلي
نظرت له فقال: -والان اهدأي وتذكري انت من يتحكم بالتنين وليس هو
حاولت ان اهدأ لكن كيف وقبل ان اتم تساؤلي وجدت سيد شداد يقترب مني ثم مد يده نحوي وبهدوء وضعها على وجهي لم تمض لحظات حتى شعرت بالوهن يسري في جسدي والم ينتشر في جميع انحاء جسمي انا اتذكر هذا الشعور لكن هذه المرة كان اقوى بكثير وسيد شداد يقول:
-ان التنين يأبى الذهاب.

ثم نظر لي وقال: -لم تتركي حلا اخر
قالها واضعا كلتا يديه على وجهي وهو يقول: -هذا سيؤلم لكنه الحل الوحيد الان.

فجأة اصبح الالم لا يطاق الى حد بشع اعتقد اني اصرخ ما هذا اشعر وكأن روحي تفارج جسدي حتى لم اعد املك القوة للصراخ فتحت عيني بصعوبة لأرى سيد شداد لا يزال ممسكا بي لكن المشهد امامنا قد تغير لقد اظلمت المنطقة من حولنا كان هذا حين لاحظت ان شيء يتشكل من هذه الظلمة مسخ بشع الهيئة مرعب المظهر في نفس الوقت الذي بدأ فيه التنين يختفي بهدوء وكذلك يلحقه وعيي فكان اخر ما رأيته هو سيد شداد وهو يأمر ذلك المسخ بشيء ما قبل ان افقد الوعي تماما.

فتحت عيني بصعوبة لأجد امامي شاهين منشغلا بشيء ما حاولت ان اتكلم لكن الكلام اصبح صعبا وحين حاولت الاعتدال شعرت بألم حاد في جميع انحاء جسدي فأصدرت صوت انين خافت فالتفت لي وقال بخفوت:
-اه ارى انك استيقظت
حاولت التكلم مرة اخرى لكن لم يقابلني سوى الالم فدمت عيني فقال شهاين بحنو:
-انت تتألمين فلا تجهدي نفسك بمحاولة الكلام
لكني اريد ان اعرف ماذا حدث بعد فقداني الوعي ويبدو ان شاهين قد فهم ما ارمي اليه فقال:.

-ارتاحي الان وحين تصبحين افضل أعلمك بما جرى
نظرت اليه بقلق فوضع يده على رأسي يربت عليها وهو ينحني نحوي ويهمس:
-لا تقلقي فأنا سأكون هنا اذا احتجتي الى شيء
علي اثر مقولته اغمضت عيني واستسلمت لنوم عميق.
حين فتحت عيني للمرة الثانية كنت افضل حالا لكن لازلت غير قادرة على الحركة لم اجد احدا في الغرفة او هكذا ظننت حين سمعت من يقول:
-هل تبحثين عن شخص ما؟
كان هذا شاهين فقلت بصوت ضعيف: -ش. شاهين.

فأومأ برأسه فقلت: -اخبرني بما حدث؟
ابتسم وقال: -لا تقلقي لقد اوقف سيد شداد الجيش واستطعنا التحدث الى حاكم باراديس واخباره بما حدث كما اننا اعتقالنا العديد من الاسرى المهمين ان دراجوسان تمر بمرحلة صعبة الان
-حقا
-اجل اننا الان في باراديس فحالتك لم تسمح لنا بنقلك الى ابيس
قلت في بتعجب: -الى كم من الوقت وانا هكذا؟
-اليوم هو يومك الثالث على هذه الحال
في دهشة قلت: -ومتى تعتقد اني سأعود الى حالتي الطبيعية.

-بهذا المعدل ليس اقل من اسبوع
-رائع
ثم تذكرت امرا فهتفت: -اه سفريا اين هي؟
-اه تعنين السفيرة؟، انها هنا معنا لكن في غرفة مختلفة لقد كانت قلقة ولم ترد العودة الى هيفن وانت على هذه الحال
-اذن ادخلها فأنا اريد التحدث اليها
-ليس الان فأنت بالكاد تتحدثين عودي الى لنوم والراحة ومع تحسنك سأجعلها تزورك
قلت بتذمر: -لكني بخير
قال وهو ينهض الى الباب: -الى النوم يا كيسارا.

وخرج فتنهدت ومع مرور الوقت والملل عدت للنوم من جديد، شعرت بيد دافئة تتخل خصلات شعري ثم تهبط الى وجهي وفي تكاسل فتحت عيناي لأجد الحجرة مظلمة وكيان اسود يجلس بجواري فانتفضت في ذعر لأسمع صوت هادئ يقول:
-هذا انا
قلت بدهشة وقد بدأت ارى ملامحه رغم الظلام: -سيد شداد؟
لم يرد فقد شعت بيده تداعب شعري فتسائلت: -سيدي؟
وبصوت اقرب الى الهمس قال: -انظري الى ما جعلتني افعله، انت بالكاد تتحركين
رددت بتلقائية: -ا. اسفة.

لكنه ربت على وجهي بحزم لم يلبث ان لان وهو يقول: -انا غاضب يا كيسارا
انحنى على اكثر ثم قال بصوت خفيض: - هذا هو ما آل اليه عصيانك لأوامري فإياك ان تفعليها مجددا اياك ان تعرضي حياتك للخطر مجددا
انحنى حتى كادت شفتانا ان تتلامسا وهمس: -ففي المر القادمة لن اسامحكي
لم ينتهي من اخر حروف جملته الا وهو يطبع قبلة على شفتاي اهتاج لها قلبي وتسارعت لها دقاته ثم ابتعد بهدؤ وهو لا يزال يعابث شعري وقال:.

-لكنني حصلت على الاترولوبرس وهذا كفيل بأن اتغاضى عما حدث
نظرت له بشوق بحب فرغم كل ما انا فيه الا انني سعيدة للغاية وبصعوبة حركت يدي لأضعها على يده التي تداعب شعري وقلت:
-انا لك وسأظل لك ومهما اختلفت بنا الطرق سأعود اليك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة