قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل العاشر

من حقي ان اتفاجأ اليس كذلك؟، نظرت مرة اخرى الى كمال فخفق قلبي بقوة، انا. لا يمكنني التكيف معه وانا اشعر بذلك تجاهه ان الامر مستحيل فقلت بعصبية:
-لكني لا احتاج الى تدريب انا بالفعل مجندة فلماذا؟
قال سيد شداد: -إن لم تلاحظي فأنت لم تأخذي اي تدريبات تتعلق بالاسلحة الثقيلة فهي لم تكن بهذه الكثرة وقتها ولم يُدرب الجيش في تلك الفترة عليها وكذلك مهارتك القتالية تراجعت لذلك انت بحاجة الى تدريب.

قلت بإنفعال: -لكني اعرف كيفية استخدام الاسلح.
قاطعني قائلا في صرامة: -المعرفة والاجادة امران مختلفان تماما
احتقن وجهي لكني لم اصمت للأسف: -حسنا لكن لما معه هو؟
-هذا لأن كمال لم ينهي تدريبه بعد واعني بذلك التدريب الخاص لمجندي القلعة وسوف تشاريكيه تحت اشراف احد المدربين المختصين
-لكن...
-منذ متى مسموح لك بالجدال في امر اتخذته
عند هذه الجملة صمت تماما فقال سيد شداد: -التفاصيل سيوافيكم بها شاهين، انصراف.

خرجت انا وكمال واغلقت الباب خلفنا ثم استدرت لأجد كمال يحدق بي فتراجعت الى الخلف ان شعوري بعدم الراحة يتزايد فأشحت وجهي عنه واسرعت بالرحيل.
اثناء سيري رأيت شاهين يتحدث مع احدهم فأنتظرت حتى انتهى ثم توجهت اليه وحييته ومن ثم قلت:
-اخبرني ما المراد بهذا التدريب؟
تنهد وهو ينظر الى ساعته وقال: -كيسارا ليس الكل متفرغا مثلك انا لدي الكثير من العمل لنؤجل هذا الموضوع.

لكني قلت بعناد: -على الاقل اخبرني اي شيء الان
فقال بسخرية: -ان التدريب يبدأ في السادسة صباحا
ثم تركني ورحل لقد ملئني بالغيظ وذهب...
ها انا اقف في ساحة التدريب على وبجواري يقف كمال بينما يقف امامنا المدرب الذي لا اذكر اسمه ومن ثم بدأ التدريب...
<<خطأ مرة اخرى ايتها الملازم>>
نظرت الى المدرب بإرهاق، نحن هنا منذ اربع ساعات وكل ما افعله هو التصويب على الهدف ولكن لا يبدوا اني سأتحسن قريبا، قلت بحنق:.

-لكني اصبت الهدف
فقال المدرب بغيظ: -اصبته نعم لكنك لم تصيبيه في مقتل، لم لا تفهمين؟ انا اتكلم عن القلب او الرأس.

ها هو مجددا ليس وكأني لا احاول لكن الامر صعب فعلا، تنهدت ثم نظرت الى كمال وهو يصيب الاهداف بإتقان بل بمهارة عالية لو اردتم رأيي حتى ان المدرب لم يفده بمعلومة واحدة. اليس هذا غريبا؟ اذن لماذا يخضعه سيد شداد لمثل هذا التدريب؟ ان الامر مريب جدا وكذلك شعوري بعدم الاتياح تجاهه لم يفارقني على الاطلاق ولا حتى لثانية هنا صاح فيّ المدرب واعادني الى الواقع قائلا بغضب:.

-هلا توقفتي عن الشرود واخذتي الأمر بجدية
نظرت اليه وانا اقول بملل: -حسنا
-والان ان عدم اصابتك للهدف هو طريقة وقوفك وامساكك للبندقية لذا انظري جيدا كيف امسكها. ضعي يدك هنا و...
توقف عن الحديث حين جاء احد الجنود يريد التحدث اليه فقال لي: -اكملي الى ان اعود وكذلك انت ايضا ايها الملازم.

حاولت عدة مرات لكن الامر فشل بينما طلقات كمال لم تخطأ هدفا قط ظللت انظر اليه لفترة والى تصويبه، انه لم يلتفت لي مطلقا ولم يتكلم كذلك منذ بدأ التدريب، على ان اركز في تدريبي امسكت البندقية وانا احاول محاكة المدرب حين شعرت بيدان تحيطان يداي وتقوم بتعديل طريقة امساكي وصوت يقول:
-انها تُمسك هكذا.

كان هذا كمال لقد فاجأني بما فعل وبالطبع شعوري بالتوتر تزايد كما حدث ونحن في المركبة فإرتجفت يدي على الزناد من لمسته وتحرك الزناد الى الخلف في نفس اللحظة خرجت الرصاصة من البندقية لتستقر في رأس الهدف تماما بينما صوت احدهم يقول:
-ارى ان علاقتكما تتحسن
فإبتعد عني كمال وإلتفت انا خلفي لأرى شاهين يستند على الباب فقلت بسرعة:
-لقد كان يريني كيفية التصويب.

لجظة. لما ابرر نفسي على اي حال؟ بدا عليه الضيق وهو يقول: -على اي حال انا هنا لأخبركما ان التدريب ينتهي هنا بالنسبة لليوم
ومن ثم خرج: -،!
هل اغضبته؟، انا لم اعد افهم شيئا على الاطلاق نظرت الى كمال فوجدته مغادراهو الاخر فقلت:
-شكرا على المساعدة.

لم يرد بل اكمل طريقه وكأن شيئا لم يكن لكني استشعرتها للحظة نعم لجزء من الثانية بل لأقل توقف شعوري بالتوتر والحذر تجاهه! هذا غريب انا متأكدة انه لم يتوقف من قبل فلما الان؟

منذ ذلك اليوم وكمال يتحاشاني تماما في التدريب وانا لا ادري لماذا؟ لكني لسبب ما لم اعد استطيع الاقتراب منه بل ان شعوري بالخوف بدأ يعلوا بشكل غريب الى ان اتى ذلك اليوم الذي جعلنا المدرب نتبارز بالسيوف فيه، لا توجد اي مشكلة بالنسبة لي فأنا اتقن استخدام السيف وبالفعل بمجرد بدأ المبارزة ادركت على الفور اني افوقه بكثير، هذا مؤكد انا افضل منه في هذا اذن من الطبيعي ان اهزمه بسهولة لكن كلما حاولت تسديد ضربة حاسمة له اشعر به يقوى بل كلما اقتربت اكثر تقوى ضرباته عقدت حاجباي وقلت بدهشة:.

-ماذا يحدث؟!
ان استمر الامر لن ننتهي ابد لذلك وانا اعلم ان هذا خارج قواعد المبارزة لكن الامر غير طبيعي قمت بتدعيم السيف بالمجال ورفعته وبكل قوتي هويت على سيفه و، صرخت صرخة مكتومة وطار سيفي بعيدا عن يدي بل ان يدي نفسها تؤلموني بشدة وانا اصرخ:
-ما الذي حدث للتوا يا كمال؟

لكنه لم يجبني بل استدار ليرحل، ان ما حدث كان عجيبا لقد ارتد سيفي بقوة بمجرد ملامسة السيفين بل اني شعرت به يُنتزع من يدي وبالطبع لم اكن لأتركه يرحل هكذا فأسرعت نحوه وجذبت ذراعه وانا اقول:
-انتظر ما الذي...
وقبل ان اكمل التفت لي بحركة حادة وقال وهو يدفعني بيده الاخرى بعيدا:
-اتركيني وشأني.

انا لا اتذكر ما حدث بدقة المفروض انه دفعني فقط لكني وجدت نفسي التصق بالحائط واسقط ارضا بعد ان اصطدمت به بقوة لم اقوى على الصراخ فتأوهت بينما الألام تنتشر في جسدي والدماء تسيل من رأسي والمشكلة اني لم افهم ما حدث لي حاولت القيام بصعوبة وانا انظر الى كمال الذي حدق بي وكأنه عاجز على اتخاذ اي قرار فقلت بضعف وانا اعتدل:
-طفرة؟!

لكنه لم يعير ما اقول اي اهتمام بل اخذ يكلم نفسه ويهمهم بكلمات غير مفهومة لكن ما استطعت فهمه:
-انا لم اخطط لهذا
ثم نظر لي بغضب وهتف: -انت السبب لما حاولتي الاقتراب مني؟ لما افسدتي ما بنيته حتى الان؟
فجأه تهاويت ارضا وقد اسودت الدنيا امامي.
ان الضوء ساطع كان هذا اول ما فكرت فيه حين فتحت عيني ووجه شاهين يقابلني ويقول:
-لقد استيقظت
نظرت حولي فإذا انا في احدى الغرف الطبية وكمال يقف في ركن الحجرة فقلت:.

-اذن ما الذي حدث؟
فقال شاهين مستغربا: -الا تعلمين؟ ان كمال يقول انك استخدمت المجال ثم حدث ما حدث
ماذا؟ بهذه البساطة انا لست حمقاء لا تستطيع السيطرة على قوتها او على الاقل معرفة ما اذا كنت قد فقدت السيطرة ام لا، اذن فكمال لا يريدني ان اقول شيئا، حسنا سأصمت الى الان على الاقل حتى افهم، لم يبق كمال طويلا وبمجرد خروجه سألت شاهين:
-هل كمال من ابيس؟
-لما تسألين؟
-انه ليس من هنا اليس كذلك؟

ابتسم وهو يومأ برأسه ايجابا وقال: -اجل انه من زريها
-اذن لما جُند هنا؟
قلتها بفضول فقال: -لقد تم القبض عليه وهو يهاجر من بلده الى هنا
-هجرة غير شريعية؟
-اجل، لكنه استطاع اثبات نفسه وكسب ثقة من حوله لكن اعتقادي انه يكره هذا المكان ويكرة هذه البلد هو فقط يجيد كيفية التعايش هنا بتحاشي الكل
-الهذا يوليه سيد شداد اهتماما زائدا
قال بغموض: -ربما.

ثم استأذن للرحيل تاركا اياي وسط هذه التساؤلات التي لا تنتهي لكن من قال اني سأتوقف هنا لقد نجوت بأعجبة وبلا كسر واحد لذا اعتقد اني سأستطيع الخروج من هنا الليلة وهذا ما احتاجه فأنا اريد الوصول الى احدى الحواسيب المتصلة بالحاسوب الرأسي هنا هكذا وتنفيذا لما يدور بخلدي تسللت ليلا الى احد المكاتب الخاصة المتصلة مباشرة بالحاسوب المركزي ليجعل مهمتي ايسر فأنا اريد معرفة ما نملكه عن كمال دخلت بسهولة تامة الى ملفات المجندين وحين ادرجت اسم كمال ظهر لي ما توقعته: معلومات تحت بند السرية المطلقة وبالطبع لا يُسمح لي بالدخول ومن هنا بدأت الرحلة في اختراق الموقع، مرت ثلاث ساعات وانا لازلت احاول واعتقد اني اقتربت كثيرا من اختراق كلمة المرور، ساعة اخرى مرت. :.

-اخيرا لم اظن اني سأنتهي ابدا
!
-ما. ما هذا؟
كان ما ظهر لي امر يدعو للدهشة بل للذهول اعتقد اني مكثت فترة احاول استيعاب ما اقرأ
((-سيد شداد يبدوا ان لدينا اختراق على احد المواقع الخاصة بسجل المجندين
قالها هيثم بدهشة وهو ينتظر رد شداد حيث قال هذا الاخير: -بسجل المجندين، حدد مكان الاختراق.

فأجاب هيثم بسرعة: -لقدد حددناه بالفعل انه من احد مكاتبنا لكن الدخول غير مسجل، هل اغلق الموقع وارسل بعض الفرق الى المكتب؟
بهدوء قال شداد: -لا داعي فنحن نعلم بالضبط مع من نتعامل اترك لها بعض الوقت لتعبث قليلا ثم اغلقه
-لكن...
-لا تجادلني يا هيثم
-حاضر سيدي)).

ان كمال ليس مجرد مهاجر عادي انه مطرود من بلده بكل الوسائل الممكنة حتى في زريها لم يكن رجلا عادي بل كان جاسوس، جاسوس يعمل لمن يدفع له اكثر ورغم انه قد عمل لدى حكومة دولته لفترة الا انهم حاولوا التخلص منه حين شعروا بخطره عليهم، ما كتب هنا هو انه خطير للغاية بل انهم من مهارته وقوته اطلقوا عليه لقب The hunter in the dark او الصائد في الظلام انه لا يكن الولاء لأحد اذن ما الذي يفعله هنا في القلعة؟ بل ما الذي يفعله في ابيس كلها؟ ما هدفه بل وكيف تُرك هكذا مع كل هذه المعلومات عنه؟ ماذا لو انه هنا لمهمة لسرقة معلومات او ما هو اسوء لقتل احد هنا ان ملفه يقول وبكل وضوح انه يقوم بأي مهمة لأجل من يدفع لكن كل هذا لم يذكر شيء عن وجود طفرة او انه احد الذين تأثروا بالاشعاع اذن ما تفسير ما حدث معي؟ لكن يا كيسارا انا متأكدة هو بالتأكيد يملك قوة لا اعرف ماهيتها لكنه بالتأكيد ليس طبيعي، شرد ذهني قليلا وكررت دون وعي مني وشعوري بالخوف يتنامى:.

-الصائد في الظلام!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة