قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الحادي عشر

-. سارا. كيسارا
افقت من شرودي على صوت السكرتير الخاص بمكتب سيد شداد فنظرت له بإهتمام وقلت:
-اذن؟..
قال بإرهاق: -للأسف ليس هناك وقت لتكلميه فاليوم كله مشغول
نظرت له بغيظ فهذه ثاني مرة اتلقى فيها نفس الرد كلما احاول مقابلة سيد شداد فقلت وانا استعد للرحيل:
-لا عليك اذن.

وتركته، اثناء سيري استرجعت ما حدث فمنذ يومين فقط اكتشفت هوية كمال والواضح ان ماضيه معروف بالنسبة للنخبة اذن ما الذي يعني وجوده هنا انه كارثة متنقلة فرغم براعته الا انه لا دولة ارادته حليفا لها وكيف يستأمن على اسرار دولة وهو يعمل لمن يدفع اكثر والاسوء موضوع الطفرة هذا، لا اظن ان هناك من يعلمه غيري وظني ان كمال لا يريد لأحد ان يعلم ثم انا لم استطع تحديد ما يملكه من قوة قد يكون الامر خطيرا هكذا فكرت لذا حاولت اكثر من مرة ان اخبر سيد شداد بهذا الامر لكن لم استطع، فجأه ارتفع مستوى التوتر والحذر بداخلي فنظرت امامي في خوف لأجده يقف محدقا فيّ، حاولت تجاهله واكمال سيري لكنه امسك بذراعي حين مررت بجواره واعتصره بيده فقلت وانا اتأوه:.

-ما الذي تفعله. اتركني!
لكنه ضغط اكثر على ذراعي وهو يقول بصوت اقرب الى الهمس: -لا تفكري حتى بإخبار احد فصدقيني اني لأتوق لأول فرصة لقتلك
نظرت له ورغم ما يعتريني من الخوف قلت: -اود ان اراك تحاول.

لم ادر كم كنت سخيفة جدا ساذجة جدا حين قلتها وما قد تجلبه عليّ من عواقب، اسرعت بالرحيل فبدأ ذلك التوتر يتلاشى، ما هذه المشاعر على اية حال؟ لم اشعر بهذا كلما اقترب مني؟ اني اعلم انه موجود قبل حتى رؤيته، هل لهذا علاقة بقوته؟ وان كان الامر كذلك فلما انا الوحيدة المتأثرة بهذه القوى، لم اعد ادري اي شيء على الاطلاق هنا تذكرت امرا ان عليّ بعض التقارير-ان عملي لا يقتصر فقط على المهام الجسدية- التي يجب ان اسلمها فأسرعت الى مكتبي وبدأت انهيها سريعا لكي استطيع تسليمها في الموعد وبعد اكثر من ثلاث ساعات انتهيت فجمعتها واسرعت بالخروج من مكتبي لتسليمها وخلال سرعتي وعدم انتباهي اصطدمت بأحدهم واوقعت ما كان بيدي فإنحنيت ارضا نحو التقارير وانا اقول:.

-اسفة
فرد على صوت بارد يقول: -فلتأخذي حِذرك فلا مكان لعدم الانتباه او الشرود هنا
تلك الكلمات الباردة وذلك الصوت رفعت بصري نحو صاحبه وقلبي يختلج بين اضلُعي لتقابل عيناني تلك العينان القاسيتين وذلك الوجه الخالي من التعابير وانا اقول:
-سيد شداد...
لكن سيد شداد تجاهلني واستدار مبتعدا فقلت: -انتظر.

لكن هناك من حادثه قبلي ومن ثم تركاني، رائع هل يوجد افضل من هذا؟ ان لدي تدريب بعد هذا مما يعني اني سأقابل كمال وهذا ما لا اريد لقد بدا جادا فيما هدد به لكن من قال ان الامر اختياري هكذا وجدت نفسي اتجه نحو ساحة التدربيب المغلقة، اليوم سيكون التدريب ليليا، حين ذهبت وجدت نفسي وحدي مع المدرب وفي النهاية لم يحضر كمال مطلقا بينما اخذت انا التدريب وحدي.

اقف وحدي في ساحة التدريب احاول التصويب وحدي بعد رحيل المدرب فقد تحسنت كثيرا فجأة اسودت الدنيا. ماذا؟ قلت بخفوت:
-هل انقطعت الكهرباء؟
مستحيل طبعا ان تنقطع نحن في القلعة هذا غير ممكن الا اذا. : -!

الا اذا حدث بفعل فاعل، توترت طبعا فالساحة لا يوجد بها غيري والاسوء انها ساحة مغلقة هذا ليس جيد ليس جيدا على الاطلاق على الاسراع نحو المخرج مستدلة بذاكرتي لكني توقفت حين شعرت بحركة الهواء تتغير. ماذا؟ وقبل ان اندهش او تصدر مني ردة فعل اصبح تيار الهواء اشد ثم فجأة:
-اااااااااااااااااااااااااااااااااااااااه.

صرخت بشدة ليس من الخوف بل من الالم فقد شعرت بأن شيئا اخترق جسدي بقوة ليس سيف او حتى رصاص بل شيء اخر، سقطت ارضا وانا اكافح كي لا افقد وعيي من الالم في حين تساقطت قطرات الدم من ظهري، حاولت رؤية ما امامي لكن بلا فائدة في ظل هذا الظلام الحالك كانت الامي تتزايد رفعت يدي لكي اصنع مجال يحميني من اي هجوم اخر لكنه لم يتكون حاولت مرة ثم اخرى ورعبي يتزايد انا مرهقة جدا ولقد فقدت الكثير من الدماء وطبيعي جدا ان لا املك القدرة على تكوين مجال او استخدام قوتي ان خصمي يعرف مع من يتعامل وكيف يتعامل معه فحاولت الاعتدال لكن حينها شعرت بأن العشرات الخناجل تخترق يداي وقدماي فصرخت وقلت:.

-هذا يؤلم بحق
ثم لم اعد احتمل فهتفت: -كمال هذا انت اليس كذلك؟
لم اتلقى اجابة فأكملت: -الهذا تسمى الصائد في الظلام. اني لأعترف انت تستحق اللقب عن جدارة.
لم يصدر اي شيء هل رحل؟ بالطبع لا فقلت: -انا اعلم انك هنا بل انا متأكدة فأنا اشعر بك لقد شعرت بالتوتر والحذر منذ اللحظة التي انقطعت الكهرباء فيها. اذن انت متحكم في الرياح.

كان وعيي يتسرب مني وخوفي يتزايد بأن افقد الوعي وانا على هذه الحالة ماذا سيفعل بي؟ هل سيقتلني؟ كما ان الالام تفوق حدود تحملي والدماء تتساقط منها بغزارة فقلت بضعف وانا لا ادري هل افقد الرؤية ام انه الظلام:
-م. ماذا تريد؟
حينها احسست بحركة قربي فقلت: -كم. ال
ثم لا شيء. لا اذكر اي شيء بعدها غير سواد قاتم حتى فتحت عيني مرة اخرى لأرى شاهين امامي وانا في تلك الحجرة الطبية مرة اخرى فقلت:.

-ارى اني مازلت اتنفس
بينما قابلني شاهين بوجة يبدوا عليه الغضب الشديد وصاح قائلا: -ما الذي حدث بالضبظ؟ ما الذي تفعلينه لنجدك كل مرة على وشك الموت؟
قلت بهدوء: -لكني حية لذا.
قاطعني هاتفا: -لذا ماذا؟ اتعرفين ما فعلنا لتبقي حية هكذا؟ لقد فقدت الكثير من الدماء وهذا ليس كل شيء ان فصيلة دمك هي O سالب فصيلة نادرة جدا، هل تعلمين كم كان من الصعب ايجادها بالسرعة المناسبة لتبقي على قيد الحياة.

قلت بغيظ: -ليس وكأن لي دخل بهذا لقد تمت مهاجمتي انا لم اسعى لهذا بنفسي ثم ان كنت قلقا يمكنك التعبير عن ذلك بطريقة افضل
فقال على الفور: -لم اكن. على اية حال ماذا حدث؟
قلت ببطء: -لست ادري لقد انقطعت الكهرباء عن الساحة وتمت مهاجمتي بغتة لم ارى اي شيء
-اتعنين انك لم تري من هاجمك؟
-اجل لم اره
-ولا تعلمين من هو او اي فكرة عنه؟
-اجل انا لم يكن بإستطاعتي رؤية اي شيء ومن هاجمني لم يصدر اي صوت لذلك.

قاطعني مرة اخرى وقال ووجهه يعلوه الشك: -اذن انت لا تعلمين من هو
فنظرت له وقلت بثقة: -اجل لا اعلم
ظل ينظر لي فترة ادركت فيها انه بالتأكيد يعلم من فعل هذا لكنهم بحاجة لأعترافي فكيف سيقبضون على شخص من دون دليل لكني انكرت المعرفة حتى النهاية فقال شاهين:
-حسنا لنستمر في هذه اللعبة للنهاية
-ماذا؟
ابتسم ثم قال وهو يربت على رأسي: -لا شيء، لا ترهقي نفسك.

ثم تركني وذهب وضعت يدي على رأسي وانا اقول: -ان شاهين يتصرف بغرابة
<<ليس وحده>>
نظرت بدهشة الى مصدر الصوت فرأيت كمال امامي، متى دخل؟ قال وهو يقترب مني:
-اذن لِم لم تخبريهم بالحقيقة؟ بأنني انا من هاجمك واني املك قوة
قلت بهدوء: -لأنك لم تقتلني بعد
-ماذا تعنين؟

-اعني انك لم تقتلني رغم ما كتب عنك وانك لا تتردد في القتل لكنك لم تفعل لقد جعلني ذلك اتسائل لماذا؟ اني اريد معرفة لِم انت هنا وما هو هدفك؟ بل وكيف يبقونك في القلعة وهم يعرفون عنك تاريخك كله؟
اختفى شعوري بالتوتر لحظيا مرة اخرى وهو يقول: -وهل تظنينني سوف اجيبك؟
لكنه بدلا من تلقيه جوابا رأني احدق به في دهشة فقال: -ماذا؟
قلت وانا اتعجب: -لقد اختفى مرة اخرى.

نظر لي في عدم فهم فقلت: -ذلك الشعور الذي ينتابني عندما تكون بقربي
قال بإهتمام: -اي شعور؟
ابتسمت وقلت: -اتريد ان تعرف؟، اذن فالنتقايد
-ماذا تعنين؟
-كما ترى انه لمن النادر ان اراك تتكلم لذلك لننتهز الفرصة ولتخبرني بما اريد وانا سأقوم بالمثل
ابتسم بخبث وقال: -ماذا ان اخبرتك بأكاذيب؟
قلت بوجه خال من التعابير: -سيكون هذا مؤسفا لأني لن اكذب فيما اقول.

قال وهو ينظر لي عاقدا حاجبيه: -انت بالفعل تعرفين الكثير، لا بأس لنبدأ
-اذن لما تخفي امر قوتك؟
ابتسم وقال: -لأن شداد يبحث عن من يملكون هذه القوى
-يبحث عنهم؟ لماذا؟
-اعتقد ان هذا دوري في السؤال فأخبريني انت من انت؟
نظرت له بتعجب: -من انا؟ ماذا تعني؟
قال بجدية: -نعم من انت؟ ان شداد يوليكي اهتماما عظيما لا يمكن ان تكوني مجرد مجندة فقط كما انك الجندية الوحيدة هنا.

-انا لا ادري ما ترمي اليه لكن انا املك قوة مثلك لذلك انا هنا لست ادري عن اي اهتمام تتحدث
بالطبع لا استطيع اخباره عن الماضي فالحاضر يكفيني قلت لأغير الموضوع:
-دوري، ما الذي تعلمه عن بحث سيد شداد عن الطفرات.

قال بعدم اكتراث: -ليس الكثير بل اشاعات اذا شئنا الدقة يقال انه يبحث عن افراد معينين منهم لا احد يعلم لماذا او حتى ماذا يحدث لهم حين يجدهم لكنه بالتأكيد ليس امرا جيدا وانا لا اريد الاشتباك مع رجل مثل شداد رجل بمثل هذه الشخصية لا يمكن التفاهم او التأقلم معه ولقد رأيت الكثير ولا اريد المزيد اريد فقط ان اكمل ما تبقى من حياتي هكذا يكفي كل ما اضطررت له سابقا انت تريدين ان تعرفي لم انا هنا؟ سأخبركي فالامر ليس بهذه السرية لقد عقدت مع شداد اتفاقا هو ان ابقى هنا دون التعرض لي او محاسبتي على جرائمي على ان ابقى هنا تحت ناظريه لكن بإكتشافك لقوتي فإن حتى هذا لن احظى به كان على قتلك لكن...

للمرة الثالثة يختفي شعوري بالتوتر تجاهه فقلت: -الهذا لم تستطع ان تدين بالولاء لأحد لكن لماذا؟ ان سيد شداد ان علم بأمر قوتك لن يتغير الاتفاق انا متأكدة من ذلك ثم ان كنت قد لاحظت فأصحاب الطفرات هنا هم شاهين وهيثم وانا وجميعنا نعامل بأفضل مما كنا نتمنى في حياتنا الا يكفي هذا؟
عقد حاجبيه وقال وهو يتجه نحو النافذة: -هذا يكفي
حينها تعالى شعور التوتر مرة اخرى حتى شعرت اني سأختنق لكني قلت بسرعة:.

-انتظر انت لم تجبني ما افهمه انك تريد الهرب من ماضيك اليس كذلك؟ اذن لم لا تتخذ هذه فرصة، انا بالفعل لا استطيع ان ابقي امر قوتك سرا بل سأخبره لسيد شداد فهذا عملي وواجبي
-انها ليست وطنك حتى
ابتسمت وقلت: -نعم انها افضل منه بكثير، ما الذي ستفعله الان؟
اقترب مني اكثر وقال: -ان ما فعلته بك كان مجرد تحذير ان قررت قول اي شيء للشداد سأقتلك دون تردد.

-هل هذه فعلا هي الطريقة المثلى للتخلص من ماضيك بقتلي بالعودة اليه مجددا الى كونك قاتلا اسمعني هنا لن يؤذيك احد يمكنني ان اضمن لك هذا فأنا اعلم سيد شداد جيدا
قاطعني قائلا بعنف وهو يمسك يدي بقوة: -لم تفعلين هذا؟ ما هدفك من اقناعي بالمكوث بعد ما فعلته بك؟ ايا كان فأنا لا اهتم على اية حال، يكفي لا اريد سماع المزيد
-بل اسمعني لأني سأخبر سيد شداد فأنا ولائي له حتى وان حاولت قتلي.

امسك رقبتي بين يديه وهو يهتف بغضب: -هذا يكفي اتريدين الموت الى هذه الدرجة
شهقت فقد كان هذا مباغتا انه يعتصر رقبتي بين يديه وانا اشهق واسعل طلبا للهواء لا اريد ان ينهي لامر هكذا لكلينا، ماذا افعل؟ انا لا استطيع منعه وانا بالكاد اتحرك لكن على ان اتصرف ورغم كل هذا فذلك الشعور بالتوتر يزداد بوحشية حتى انه ليزيد الامي قلت بضعف:
-كمال. ت. وقف.

لكن كلامي لا يصله على ان، لا استطيع التنفس. اني اموت بالفعل لكن ان استسلمت الان ستكون النهاية له ولي، على فعل اي شيء. اي شيء
<<هل تريدين القوة؟ >>
صوت تردد في اذني لم امتلك الوقت لأفكر في صاحبه وانا اهتف: -نعم نعم اريدها
<<اذن فلتستدعيني>>
((وقف شاهين بهدوء امام شداد الذي كان مشغولا ببعض لملفات يطالعها وهو يقول:
-اذن فقد قالت انها لا تعرف من هاجمها.

-اجل سيدي رغم تأكدنا التام من انه كمال وانها على دراية بهذا
تخلى شداد عن ما بيده وشبك اصابعه وهو يقول: -هل لديك اي فكرة كما تكون قد علمته؟
فقال شاهين على الفور: -ان تكون قد اكتشفت ما ارتبنا في وجوده
-سيجعلنا هذا نتقدم كثيرا، فلتتركها تفعل ما تشاء لكن راقب.
وصمت فجأه ثم عقد حاجبيه بشدة وقال: -شاهين ابعد جميع الجنود والعاملين عن المبنى الطبي بسرعة لا اريد احدا هناك ثم اتبعني بسرعة.

لم يكد ينتهي منها حتى شعرا بهزة قوية رجت ارجاء المكان وصوت مبناً يتهدم فنظر شاهين من النافذة سريعا ليرى ما هناك فأتسعت عيناه وهو يقول:
-يا الهي
فما رأه كان مهيبا، المبنى الطبي وقد تحول لركام وحطام ووسط هذا رأه يتشكل امامه كاسرا جنح الظلام وبخفوت سمع شداد يردد:
-التنين )).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة