قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثاني عشر

اين انا؟ اين انا؟، اخذت اكرر السؤال بلا جواب وكل ما اراه حولي هو الفراغ ولا غير فليوجبني احد اين انا؟ فجاءني صوت شعرت انه من كل مكان ومن اللا مكان شعرت بأنه من داخلي ومن حولي يقول:
<<انت داخلي>>
من؟ من يتحدث الي؟ من يجيب على افكاري دون ان انطق بها؟ اتاني الصوت مرة اخرى آمرا اياي:
<<فالتأمريني، فالتسيطري عليّ انا لك>>
من انت؟ لا جواب كررت السؤال ولا جواب فقد ترددت جملة سمعت صداها داخلي:.

<<وانت لي>>
فتحت عيناي ببطء والم لأرى ما امامي فأشهق في هلع.

((اخيرا وصل كل من شداد وشاهين الى المبنى الطبيى او بقاياه ان شئنا الدقة ليجدا كمال يستند على الارض مجروحا بينما كيسارا معلقة في الهواء ومن خلفها يقبع التنين كان المنظر مهيبا مخيفا بل مرعبا لمن لم يراه من قبل فتراجع شاهين الى الخلف خطوة فهو لم يرى التنين من قبل سمع عنه نعم لكن لم يراه بينما شداد ينظر الى كيسارا وقد علم انها غير واعية تماما لِم يحدث ثم قال:.

-شاهين علينا ان نوقف كيسارا ان اي هجوم من التنين الان سيعني انتهاء المنطقة بأكملها
فأومأ شاهين برأسه وهو ما زال عاجزا عن الكلام من الرهبة فقال شداد:
-اريد فقط ان اصل الى كيسارا قبل ان يهجم التنين ثانية.

تعجب شاهين لكلمة ثانية فهم لم يشعروا بالهجوم الاول لكنه نظر الى الدمار ليجد جزء من الغابة المحيطة بالقلعة قد دمر عن اخره اذن فقد حدث هجوم بالفعل لكنه توجة نحو الغابة من الواضح ان هناك ما غير اتجاهه نظر الى كمال وقد تحولت كلتا يديه الى كتل من الدماء فقال:
-او من غير اتجاهه.

في هذه اللحظة ارتفع شداد في الهواء محاولا الاقتراب من كيسارا دون ان يتسبب في هجوم اخر في نفس الوقت الذي استخدم فيه شاهين قوته ليشل كيسارا والتنين عن الحركة عن طريق التحكم بظلهما ولم يكد يفعل حتى وجهت كيسارا نظرها اليه ورفعت يدها مشيرة اليه وهمست:
-دمر
وعلى اثر امرها فتح التنين فاهه فهتف شداد: -شاهين كون درع الان.

قالها وهو يعلم انها لن توقف هجوم التنين لكن قد تؤخره قليلا، انطلقت كمية هائلة من الطاقة تجاه الدرع الذي تكون من الظلال وشاهين يحاول بكل ما اوتي من قوة ان يصمد الدرع لكن بلا فائدة انه لن يصمد لعشر ثوان وعلى مرأى من شداد يتحطم الدرع فقال وقد عقد حاجبيه في غضب:
-لم تتركي لي حل اخر
ورفع يده الى السماء قائلا لشاهين: -حاول ان تصمد اكثر.

ثم انهالت الصواعق الكهربية من السماء كالسيل وهدفها واحد اسقاط التنين او اصابة كيسارا في حين ادرك شاهين ما يحاول شداد فعله فقال:
-لن استطيع الصمود اكثر حتى يصل اليها
ثم تأوه حين شعر بأجزاء من الطاقة تتخلل الدرع ونغرز كألاف الابر في جسده وقد رأى امامه الدرع يتزعزع فصرخ:
-انه ينهار لن اصمد اكثر.

حينها فوجأ بيد اخرى تمتد لتساعده يد قد لطختها الدماء حتى لم يعد يُرى ملامحها وحول درع شاهين كون كمال رياح شديد جدا اسمع صوتها القلعة بأكملها في محاولة منه ليغير اتجاه الهجوم الى الغابة كما فعل سابقا فهتف شاهين:
-توقف ستدمر يديك تماما لقد واجهت هجوما بمفردك ستسنفذ قواك هكذا.

لكن كمال لم يرد فهو لا يزال يحاول استيعاب ما يحدث وانه يرى التنين الذي تكلمت عنه الاساطير والروايات بعينيه والاسوء انه السبب في ظهوره حين حاول قتل كيسارا وحين شعر بحياتها تتسرب من يديه لم يفهم ما حدث ولا كيف وجد نفسه ملقى على الارض تملأه الجراح ولا كيف تهدم المبنى ولا حتى استطاع تصديق نجاته من الهجوم الاول لكن هذا الهجوم مختلف انه اقوى واقسى وهو لم يعد يمتلك القدرة على المقاومة كان هذا اخر ما فكر فيه ثم سقط ارضا فاقدا للوعي فنظر اليه شاهين في قلق وتشتت للحظة. لحظة كانت كافية لإنهاء كل شيء انهار الدرع وقُذف شاهين بعيدا لكن الهجوم ابتعد عن مجال القلعة فنظر شداد الى كليهما ليتأكد انهما لايزالان على قيد الحياة ثم الى كيسارا قائلا:.

-هذا يكفي
ثم كثف هجماته التي اصبحت موجه مباشرة الى كيسارا و قال وهو يستعد الى هجوم من نوع اخر:
-لست القلب الوحيد هنا.

اتبع مقولته بإطلاق كمية هائلة من الطاقة موجهة الى كيسارا وليس التنين لأنه يعلم انه ان هاجم التنين الان قد يفقد السيطرة تماما وحينها حتى هو لن يستطيع موجاهة التنين طالما ان كيسارا لا تسيطر عليه وفي سرعة تسبق البرق اصاب الهجوم هدفه ودوت صرخة من كيسارا ردت صداها الحوائط لكنها فتحت فمها لتأمر مرة اخرى التنين وقبل ان تنطق بحرف وجدت شداد امامها وانامل اصابعه تلامس وجهاها ليستنزف قواها وكل شيء تحمله في طيات ذكرياتها فصرخت مرة اخرى وانهت صرختها بتلك الجملة:.

-انه انت. التشتيت الوحيد
ثم اغلقت عينيها وقد بدأ التنين يختفي من خلفها ))
نظرت حولي لأرى دمار وحطام ونيران تشتعل ولأرى جسد كمال ملقى على الارض وغارق في الدماء بينما شاهين منحني على ركبتيه وملابسه مغطاة بالدماء. ماذا حدث؟ اين انا؟ اني اراهم من منظور علوي قلت وانا اتأوه بألم:
-شاهين؟ ك. مال؟
ثم ادركت ان هناك من يحملني بين ذراعية فرفعت رأسي نحو وجهه لأجده سيد شداد فقلت بضعف شديد:
-سي. د شداد.

ان الرؤيتي مشوهة وكل جسدي يؤلمني ولا استطيع التفكير او التركيز ما اراه هو ان سيد شداد يحملني بين ذرايه مما كان كافيا لمنحي شعورا بالامان فرفعت يدي نحو صدره وقبضت بيد مرتجفة على ملابسه طلبا للمزيد من الامان والحماية ثم اغمضت عيناي بهدوء...

((ازاح شاهين بلطف تلك الخصل التي انسدلت على عين كيسارا ونظر لها لقد تضرر جسدها كثيرا ثم تذكر ما حدث حين استفاقت للحظات وكيف تمسكت بشداد وشعر بغصة في حلقه فهو الان مدرك لحقيقة مشاعره تجاهها وايضا يلاحظ انجذابها الشديد لشداد هو غير متأكد من العلاقة بينهم لكن هذا يزعجه اعاد النظر اليها مجددا ثم انحنى على وجهها و، )).

هببت من الفراش معتدلة فألمني جسدي وشعرت بيدان تضغطان على كتفي وترجعانني الى وضعي السابق على الفراش وصوت هادئ يقول:
-اهدأي
فقلت بصوت هامس وعيناي تدمعان: -شاهين...
ثم بدأت الدموع تنهال على وجهي وقلت وسط الدموع: -اسفة. انا اسفة
شاهين في عدم فهم: -علما تتأسفين؟
قلت وانا ابكي: -على ما فعلت
واشرت الى جراحه فقال بدهشة: -ايعني هذا انك تتذكرين ما حدث؟
اومأت برأسي وسط شهقاتي وقلت: -سامحني.

لكنه رفع يده على الفور الى السماعة في اذنه وقال: -هنا شاهين، سيدي ان لدينا جديد، اجل. اعتقد انها تتذكر ما حدث. حسنا
ثم نظر لي بعد ن انهى مكالمته ورأني لازلت ابكي فقال وهو يربت على رأسي:
-لا تقلقي ان كل شيء بخير لم يمت احد على الاقل
زادني كلامه بكاءً وقلت بطريقة غير واضحة: -انا حقا اسفة
فإبتسم وقال بخفوت وهو يقترب مني: -كل شيء على ما يرام فلتكفي الان عن البكاء ان سيد شداد قادم.

فأومأت برأسي ومسحت دموعي ونظرت الى شاهين وقبل ان اتكلم فُتح الباب ودخل سيد شداد كان بمفرده ثم اغلق الباب ووقف وهو ينظرلي في ثبات ثم قال:
-اذن انت تتذكرين ما حدث؟
قلت بتردد: -اجل
فرد على قائلا: -حتى ما كنت فاقدة للوعي فيه؟
هنا تذكرت امر فقلت: -بخصوص هذا اعتقد ان التنين قد تحدث الي.

-ليس اعتقاد انما يقين لقد فعل فقد رأيت ذكرياتك بالكامل لكن الجديد انك تتذكرين هذا يعني انك بدأت تسيطرين على التنين وعلى نفسك
ثم تغيرت لهجته وقال بصرامة: -ما حدث اليوم لن يتكرر يا كيسارا لقد كدت تدمرين القلعة بمن فيها عليكي ان تسيطري على انفعالاتك وكذلك على التنين لقد كدت اقتلك اليوم وهذا اخر ما اريده الان اهذا مفهوم؟

اومأت برأسي في صمت وقد بدأت الدموع تتجمع في عيني من جديد فحاولت نقل الموضوع لكي لا ابكي ثانية فقلت:
-هل كمال بخير؟
اجابني سيد شداد: -اجل، سيعيش على الاقل لقد كان الضرر على يديه شديد لذلك ستأخذ وقت طويل في العلاج لكنه سيتعافى
تسائلت في شيء من الخوف: -اذن ماذا سيحدث له؟
-تعنين بعد محاولة قتلك واكتشافنا انه حامل للطفرة.

ابتسم واكمل: -لا تقلقي لن نحاكمه او شيء من هذا رغم انه احد اسباب هذه الفوضى الا انه ساعد في ايقافها ايضا، لقد عرضت عليه عرضا وقد وافق عليه من الان وصاعدا هو زميل عملك وكذلك احد اعضاء الفرقة الخاصة فقد اثبتت قدراته نفسها في الميدان كما اننا قد وجدنا ما كنا نبحث عنه بالفعل
((-اعتقد انك ستقبل فلا يوجد افضل مما قدمته لك
قالها شداد بثقة لكمال المستلقي على فراش العناية المركزة فقال الأخير:.

-انت لم تترك لي خيارات اخرى
فقال شداد: -لن يقدم احد لك هذا في حال خروجك من هنا حيا، سيبقى اتفاقنا كما هو بإستثناء انك ستستخدم قواك هذه تحت تصرفي وايضا عليك ان تتعلم الولاء لأنك لن تخرج من هنا
ايقن كمال في قرارة نفسه ان هذا بالفعل عرض جيد للغاية بالنسبة لما حدث وما فعله كما ان شداد يختلف عما سمع عنه لكنه لا يزال يملك بعض التساؤلات فقال:
-اذن لما تجمع من يمتلكون الطفرات وانت تمتلك حاملة التنين بالفعل.

كمال لم يستوعب بعد انه رأى حاملة التنين بعينه بل وانه نجى كما لم يتصور ان توجد كل هذه القوى في فتاة بهذا السن، لكنه ايضا شعر بالندم لما فعله بها وكيف انه فقد السيطرة على نفسه...
فرد شداد عليه بغموض: -ستعرف لكن ليس الان. ولا تحاول البحث فلن تصل لشيء)).

خرج شاهين من الغرفة على إثر امر بحضوره لتولي عمل في مكان ما فأنا لازلت اتابع ما يحدث بصعوبة، لم يتبقى في الغرفة الا سيد شداد وانا، اقترب من فراشي وهو يقول:
-انت بالطبع تتألمين الان
ثم توقف امامي وحرك يده يتلمس جروحي وهو يقول: -انظري الى ما جعلتيني افعله
ثم وضع يده على وجهي وهو يقول: -لقد كدت بالفعل انهي حياتك يا كيسارا.

لم استطع الرد بالطبع وسيد شداد يلمسني هكذا بل لم استطع التركيز في ردفأنا لا اصدق انه يسأل عني او حتى يهتم لما يحدث لجسدي ما دامت قوتي تحت يديه ورغمان ما قاله كان بوجه خال من التعابير الا ان هذا لم يمنعني من الشعور بالفرحة وقدتوردت وجنتاي، اقترب مني اكثر فتسارعت انفاسي وانا لا افهم ما الذي ينوي على فعله؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة