قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثالث عشر

حين لامست شفتاي شفتاه لم استطع التفكير بشيء بل لم استطع التصديق اصلا لكني في تلك اللحظة لم اشعر الا بضعف يسري ببطء في جسدي ليغزوه بالكامل ليغطي على اي شعور اخر، وهن يزحف حتى تملك جسدي ما هذا الشعور؟ لكن في تلك اللحظة لم يستقر اي تفكير في عقلي لأكثر من ثانية وكيف له ان يستقر وانا في موقف كهذا؟، تسللت تلك الابتسامة الى شفتاي مجددا على اثر تذكري لما حدث فقلت لنفسي وانا اغطي وجهي بيداي من الخجل:.

-لقد تذكرت مرة اخرى الن انتهي ابدا؟

لقد مر ثلاثة ايام منذ تلك الحادثة، لم اقابل سيد شداد بعدها وبالطبع لازلت اتعافى لذلك لم اخرج من هذه الغرفة الصحية والاسوء انني هنا بلا زوار لدفع الملل لكن من قال اني اشعر به اساسا فمنذ تلك الحادثة وانا لم اتوقف عن التفكير والتذكر والشعور الغامر بالسعادة رغم اني على دراية تامة ان سيد شداد لم يقم بهذا بدافع الحب او شيء من هذا القبيل اما لماذا فعل هذا فأنا لا ادري؟ ما الذي يريد ان يكسبه بهذا وانا بالفعل انفذ كل امر له حتى وان كلفني ذلك حياتي فما جدوى ما فعل؟، وبينما انا شاردة في افكاري في هذا الامر فُتح الباب ليدخل منه شاهين فابتسمت وقلت:.

-اخيرا ظننت انكم نسيتموني هنا. كيف الحال؟
لم يبادلني الابتسامة للأسف بل قال بكل برود: -انا هنا للفحص الدوري فقط
قلت بتعجب: -اعلم لكن لم يكن عليك قولها هكذا
فرد على بتأفف: -هلا انتهينا سريعا فأنا لدي الكثير من الامور لأتولاها
قلت بغيظ وانا لا افهم لما هو في مزاج سيء: -ليس ذنبي انك غاضب فلا تعاملني هكذا
ابتسم ابتسامة صفراء وهو يقول: -بل على العكس
مال على فجأة وهو يقول بصوت اقرب الى الهمس: -انت السبب.

قلت بدهشة وانا احاول الابتعاد: -ماذا؟!
لكنه حاصرني بكلتا يديه وهو ينحني اكثر ويقول: -اجل انت السبب في كل هذه الفوضى
ازاح بيده بعض الخصل التي انسدلت على جبهتي فتوردت وجنتاي وقد بدأ شعور من الخوف يتسلل الي. ماذا يريد؟ لما هو قريب هكذا؟ ادرت وجهي بعيدا عنه في حرج وقلت وانا ارتجف:
-ش. شاهين؟
ابتعد عني فجأة كأنما ادرك ما يفعله ثم قال وهو يحاول تدارك الموقف:.

-لم اقصد اخافتك. على كل حال دعيني اخذ علاماتك الحيوية
لم ارد كنت في حالة ارتباك غير فاهمة لِم حدث للتو او حتى لِم حدث؟ اكمل شاهين في صمت. لقد اصبح الجو ثقيلا فحاولت التكلم لأزالة هذا الثقل فقلت:
-اذن كيف هو كمال؟
فأجابني بإقتضاب: -بخير
نظرت له بغيظ انا احاول فتح موضوع هنا فلتجاريني على الاقل تنهدت ثم تذكرت امرا كان يراودني منذ فترة فقلت بلهفة:
-شاهين
فالتفت نحوي فأكملت: -اين هيثم؟ انا لم اره منذ فترة.

نظر لي بإستغراب ثم قال: -الم يخبرك احد؟
-يخبرني؟ بماذا؟
-ان هيثم مختف منذ فترة ولم نستطع ايجادة حتى الان رغم ارسالنا لفرق للبحث عنه
قلت بقلق: -ماذا يعني هذا؟
-يعني ما سمعتي. والان اما وقد انتهيت
قالها وهو يتجه نحو الباب مباشرة دون ان يلتفت لي وخرج هكذا. بمجرد خروجه تنفست الصعداء على الفور فقد كنت في حالة من التوتر منذ ذلك الموقف الذي لا ادري كيف قادت الاحداث له قلت وانا ارتمي على الفراش:.

-ان الاحداث الغير مفهومة تتوالى على الواحد تلو الاخر.

لا شيء. يمينا، يسارا. لا شيء خلفي، امامي، لا شيء. لا شيء. اين انا؟ لما لا يوجد حولي سوى الفراغ. فراغ ابيض. اين الارض والسماء اين كل شيء صرخت فلم يخرج صوتي لكني سمعتها تلك الصرخة. اين انا؟ لما انا وحدي لما لا يوجد احد على مد البصر. ان هذا مخيف بل مرعب بدأت عيناي تتسعان بخوف وانا اصرخ بلا صوت اين انا حين سمعت صوت ضحكات وقهقهات عالية كادت اذناي ان تدمي من علوها وقوتها ونظرت بالتجاه الصوت لأرى رجل يجلس على الفراغ كان منظره غريبا جدا شعر طويل مموج برنزي اللون وعينين بنفس اللون وبشرة بيضاء اما ملابسة فأغرب، لا توصف نظر لي وهو يقول بابتسامة ساخرة:.

-لا يوجد ما يخيف يا حاملة التنين
قلت: -من انت؟
-من انا؟
واخذ يضحك مرة ثم قال بنفس السخرية: -ستعرفين فقريب لقاؤنا
ثم اكمل واضعا ساق فوف ساق: -فشداد قد بدأ الدورة من جديد وقريبا ستسال الدماء من جديد لكن السؤال هو هل ستتوقف؟
نظرت له في عدم فهم وقلت: -اي دماء
لكنه تجاهلني وقال وقد ضيق عينيه وابتسم ابتسامة ماكرة: -لكنك جاهلة لما يحدث جاهلة لما يفعله بك شداد.

ثم قام من مكانه واتجه نحوي بخطواط واثقة وقال: -الا تلاحظين ذلك الضعف الذي يعتريكي؟
قلت وانا اشعر اني فقد القدرة على الحركة فهو يتقدم لكني كلما حاولت التأخر لا استطيع:
-الضعف؟
-الوهن الذي يسري في جسدك حتى يتملكه بالكامل، الم تشعري به من قبل من فترة قصيرة
لكني في تلك اللحظة لم اشعر الا بضعف يسري ببطء في جسدي ليغزوه بالكامل ليغطي على اي شعور اخر، وهن يزحف حتى تملك جسدي ما هذا الشعور؟

اتسعت عيناي وانا اتذكر فازدات ابتسامته اتساعا وقال بثقة: -انها ليست المرة الاؤلى
ليست المرة الاؤلى؟ شعور غريب يتملكني. ذلك الالم الذي يسري في جسدي، كأن كمية هائلة من الطاقة تتدفق في كل اركاني، ورغم كل هذا اشعر بالدفء، ماذا يحدث؟
نظرت له في جزع وخوف وقد اصبح امامي مباشرة قال وهو يبتسم بخبث: -الى طريقي سيقودك شداد.

وبحركة واثقة مد يده نحو وجهي فأجفلت فأكمل: -وحين القاء سيسقط جزء من الاحجية وسيتفرق المسار بك فأي طريق ستسلكين؟
كنت اشعر اني منومة مسيرة في يده ومع ذلك شعرت بؤلفة لا ادري سببا لها فقلت:
-مسار؟
لكنه تجاهلني تماما وقال وقد اختفى ملامح السخرية ليظهر وجهه خالي من التعابير:.

-فلتتذكري يا ايتها الحاملة ان الحقيقة ليست دائما سارة ليست دائما مُرادة انما قد تكون مرة المذاق بشعة الكيان والاهم من هذا هو قسوتها فلا تتوقي اليها لا تشبعي جوعك بها ولا تتجه للوهم لا تسيري خلفه فالتأخذي ما بينهما فليست الحقيقة مُناك وليس الخيال مُبتغاك بل ما بين بين
ثم بدأت صورته تتشوش بينما يتردد صوته في اذني: -انت الحاملة انت قلب القلب ذاته لديكي الاختيار فلا تدعيه يحركك كيف يشاء والى حيث يريد.

استيقظت فجأه وانا اشهق بقوة وسرعة واخذت اسعل طلبا للهواء. ماذا كان هذا؟ من هذا؟ ايا كان فقد كان شخصا مرعبا مخيفا دون عن اني لم افهم ما قال لكن كلامه اخافني، حين هدأت وبدأت استعيد رباطة جأشي قمت بصعوبة من الفراش وحاولت السير فوقعت ارضا بمجرد ان فعلت وكذلك وقعت الطاولة فقد حاولت التشبث بها لقد احدثت ضجة وجلبة لا داعي لها في تلك اللحظة دخل احدهم الغرفة وقال:
-هل انت بخير؟

تعرفت على صاحب الصوت على الفور فقلت وانا ارفع بصري اليه: -كمال؟!
ابتسم لي في شيء من السخرية وقال: -لما دائما اقابلك في مثل هذه المواقف؟
تذكرت ان اول لقاء لنا كان شبيها بهذا تجاهلت ما قال لأن دهشتي فاقت غيظي من كلماته وقلت دون وعي مني:
-ك. كيف انا لم اشعر بشيء على الاطلاق
نظر لي بريبة ثم تمتم: -نعم لقد ذكرت شيء كهذا من قبل
ثم وجه لي السؤال بشكل مباشر: -ماذا تعنين؟ ما هذا الشعور الذي تتكلمين عنه؟

قلت بشكل تلقائي: -عندما تقترب مني اشعر نفور عام وبحذر كأني على وشك ان تتم مهاجمتي اني اشعر بالخوف او بالاصح كنت اشعر لأني لا اشعر بأي شيء الان
نظر لي بتعجب وقال: -وماذا يعني هذا لما تشعرين بهذا الشعور من الاساس بل ولما توقف
ابتسمت وقلت: -الان فقط افهم.
-تفهمين هذا؟
فاتسعت ابتسامتي وقلت: -الن تساعدني على الوقوف؟
فاقترب مني ومد يده نحوي فالتقطها بينما ساعدني هو على الوقوف فقلت:.

-نعم لقد اختفى تماما. يبدوا انك اصبحت تشعر بالراحة تجاهنا
-،!
ضحكت وقلت: -لا تنظر لي هكذا اعتقد ان شعوري كان ناتجا عن قواك التي تمتلكها لقد كانت دائما على استعداد دائما في تأهب للقتال وفي حالة قلق عام تجاهي لكنها في لحظات معينة كانت تختفي وتعود
نظرت له مباشرة وقلت: -بالنظر الى تلك اللحظات الان فعلى الاغلب كانت تلك هي اللحظات الاكثر صدقا في كلامك هي التي كنت فيها تظهر ما تضمر دون اي توتر او خوف.

نظر لي كمال عاجزا عن الكلام من الدهشة ثم بعد فترة قال: -لولا انك حاملة التنين لما صدقت ما قلتي
قلت وانا ابتسم ثانية: -اذن فقد بدأت تركن لنا الان، مرحبا بك يا كمال في الفرقة الخاصة سيشرفني العمل معك بالتأكيد
للاحت على شفتيه ابتسامة لم تلبث ان اختفت وهو يقول كأنما تذكر شيء:
-لقد الهاني كلامك عما جئت لأجله
-وما هو؟
قال بجدية: -لقد اختفى سيد شداد
قلت بصدمة: -ماذا؟
ثم اكمل بعجل: -ان شاهين يريدك حالا.

اومأت برأسي، ان شاهين هو صاحب السلطة تماما بعد سيد شداد وبالطبع لابد من تنفيذ اوامره، على كل حال اسرعت مع كمال الى حيث شاهين وحين دخلنا مكتبه هب واقفا وقال بنفاذ صبر:
-لقد ظننت انك لن تحضرها اليوم من التأخير.

ثم تابع في سرعة: -اسمعاني جيدا فما سأقوله معلومات سرية لا يجب ان يعرفها احد لكن وبما انكم الان المتبقون من الفرقة الخاصة ومع اختفاء سيد شداد فلا يسعني الا اخباركم بما حدث لكي نكون على استعداد لما قد يحدث.

تنهد بعمق ثم قال: -ان هيثم قبل اختفائه اخذ اجازة ولم يبرر سببها لذلك تأخرنا في معرفة اختفائه وحتى مع بحثنا عنه لم نجد اي شيء ولكن منذ يومين يبدوا ان احد مخبرينا قد توصل الى ان هناك من شاهد هيثم في منطقة معينة واعتقادي ان سيد شداد قد فهم لما هو هناك وحين طلبت عمل بحث هناك رفض واخبرني انه سيذهب بنفسه ووحده لكننا لم نسمع منه من يومين وفقدنا كل وسائل الاتصال به
قاطعته قائلا: -وما الذي اسفر عنه البحث؟

توقف لحظة في تردد ثم قال: -نحن لم نرسل فرقا للبحث
عقد كمال حاجبيه وقال: -ماذا؟، لماذا؟
تردد ثانية ثم قال: -لأن هذه المنطقة هي اخر منطقة شوهد فيها مالك الساعة
لم يلبث ان انتهى منجملته حتى تعالت صرخات وصيحات وانطلقت اجهزة الانذار في كل مكان لكن كل هذا لم يكنكافيا فأمام اعيننا ومن النافذة الكبيرة كان المنظر واضحا، كأن النهار قد اشرق قبلاوانه فأمامي كان الجانب الشرقي من القلعة بالكامل يحترق!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة