قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع عشر

تبادلنا النظرات ودون اي كلمة انطلقنا نعدوا نحوا الجانب الشرقي كان امامي الحراس والجنود يعدون في كل اتجاه منهم الهارب من النار ومنهم الفرق الخاصة بمثل هذه المواقف تحاول السيطرة على الحريق بلا جدوى كأن النار لا تنطفئ وبينما نحن نعدوا اقترب احد الرجال من شاهين وقال صارخا:
-لقد شبت النار من تلقاء نفسها لا ندري كيف ولكن هذا ما حدث كما ان كل محاولاتنا لأخماد النار باءت بالفشل و...

توقفت فجأة عن العدوا ونظرت خلفي فقد شعرت بأنني يجب ان افعل لأرى من بعيد عند بداية الساحة شخص يقف هناك. تلك الهيئة؟! ثم هتفت حين ادركت من هو وقد غيرت اتجاهي نحوه:
-هيثم!
وحين وصلت اليه وجدته يقف متصلبا كالتمثال وعينيه متسعتان وهو يردد:
-لم يكن من المفترض ان يحدث هذا. لم يكن من المفترض
-هيثم؟ هيثم؟
لكنه لم يرد على بل كان يحدق في الحريق فأجفلت وقلت وانا اهزهه بعنف:
-هيثم ماذا بك؟

لكنه سقط فجأة بين يدي فاقدا للوعي فهتفت برعب: -هيثم!
الصمت يعم المكان فالنظرات كافية كنا في مكتب شاهين انا وكمال جالسين غير عالمين ما نفعل بينما شاهين يتلقى التقرير عن الحادث طوال الوقت، قلت كاسرة لهذا الصمت:
-اذن هل هناك قتلى؟
قال بضيق: -قتلى؟ لا لكن المئات من الجرحى في حالات حرجة كل هذا يحدث ونحن غير قادرين على الوصول الى سيد شداد
فقال كمال: -اذن ماذا نفعل؟

-سننتظر استيقاظ هيثم بالطبع فعلى ما قالته كيسارا فهو بالتأكيد يعلم شيئا.

ثم تنهد ووضع يده على جبهته كناية عن الصداع بالطبع لابد ان يشعر به فهو من اوقف امتداد الحريق بينما كمال من اخمد النار اما انا، لم افعل شيئ بالطبع فقد كنت مع هيثم في ذلك الوقت، ان كل هذه البلبلة والجلبة مسؤلية شاهين للأسف لا اعتقد ان سيد شداد سيسعد عندما يعود ويجد ان الجانب الشرقي من القلعة قد احترق بالكامل اخرجني صوت شاهين يقول:
-لكن كيف علمتي مكان هيثم؟

نظرت اليه بعدم فهم فأكمل: -اعني كلنا اتجهنا نحو الحريق لم يكن هناك مجال لينظر احد للخلف فلِم فعلتي؟
قلت وانا اتذكر: -شعرت انه يجب ان افعل، ان هناك ما يدفعني للنظر خلفي
تمتم خلفي: -شعرت...
نظر لي كمال بدهشة وبدا وكأنه على وشك قول شيئ ما لكن كلانا التفت الى شاهين حين سمعناه يقول:
-استيقظ؟ حسنا ابقوا حراسة على الغرفة وامنعوه من الخروج حتى آتي.

كان يتكلم من خلال السماعات في اذنه ثم نظر الى كلانا بمعنى هيا، فانطلقنا خلفه بالتجاه الغرفة الطبية التي بها هيثم ودخلناها لنجد هيثم مستلق على الفراش في انتظارنا وهو يقول:
-اعلم انك تريد معرفة ما يحدث لكن ليس الى درجة حبسي في الغرفة فأنا لم أأت لأهرب
قال شاهين في عدم اكتراث: -فقط للتأكد من انك لن تختفي ثانية. اذن ما الذي يحدث بالضبط؟

امتعض وجه هيثم وكأنه تذكر امرا مؤلما وقال: -لقد عقدت عقدا مع مالك الساعة و.
توقف قليلا ثم اكمل: -ولم اقم بجزئي من العقد
لم افهم شيئا على الاطلاق ولا ما علاقة هذا بما حدث في القلعة ومجددا من هو مالك الساعة بينما قال شاهين وصوته يشوبه الفزع:
-انت تمزح اليس كذلك؟
فنظرت اليه لأجد عينيه متسعتين وهو لا يصدق ما يسمع وعلى حالة مشابه كان كمال الذي تكلم قائلا:.

-اذن كيف هربت منه بل كيف بقيت على قيد الحياة بعد مقابلته ان هذا مستحيل
قلت انا بعصبية: -ليخبرني احد عما تتحدثون
فقال شاهين: -مالك الساعة هو شخص مثلنا يملك قوة لكن قواه تفوقنا بكثير وسمي بهذا الاسم لستحواذه على وتلك لها القدرة على رؤية الماضي لكن دون تغيره وبالتأكيد لا يرى بها المستقبل ولكن ما يشتهر به هو قدرتة على تشكيل العقود
-تشكيل العقود؟

فرد على هيثم قائلا: -نعم فيمكن لأي شخص تشكيل عقد بينه وبين مالك الساعة فالساعة لديها القدرة على تحقيق مرادك لكنها تطلب منك ثمنا او مقابلا يساوي ما طلبت
-وان لم تدفع المقابل
ابتسم بمرارة وقال: -غالبا الساعة تدمر اهم الاشياء اليك ان لم تصل لحياتك
قلت وقد بدأت استوعب: -اذن ما حدث للقلعة؟
اومأ برأسه في صمت فقال شاهين بغضب: -ايها الاحمق هل تظن ان مالك الساعة سيتوقف عند هذا الحد.

لكن هيثم لم يرد يبدوا انه اكثرنا ادراكا لما يحدث وانه يشعر انه المتسبب فيما حدث الى الان فقلت محاولة تهدئة الوضع:
-اهدأ يا شاهين ما حدث قد حدث بالفعل
قال شاهين محاولا السيطرة على غضبه: -وما الذي طلبه مالك الساعة منك في العقد؟
نظر لنا هيثم بعينين خاويتان وقال: -لقد طلب سلب قواي
قلت: -ماذا؟ لكن كيف ان قواك ما هي الا طفرة
نظر لي كل من هيثم وشاهين وحتى كمال لم يحملقون فقلت: -ماذا؟

رد شاهين: -ارى ان المقاومة كانت جاهلة بالعديد من الامور
قالها ثم رد بصره الى هيثم قائلا: -لكن هذا ثمن كبير فلأجل ماذا وافقت عليه بجانب القلعة ماذا قد، لا تقل لي عائلتك؟
ظل هيثم صامتا فأكمل شاهين بغضب: -ايها الاحمق هل عرضتنا كلنا للخطر لأجل عائلتك عرضت حيات المئات من الجنود لأجل هذا
عقد هيثم حاجبيه بغضب وهتف: -نعم فعلت هذا امر لن تفهمه ابدا فأنت لا تملك شيئا على الاطلاق.

اشعر بأن الامر سينقلب الى مشادة كما ان هذه اول مرة لي ارى فيها شاهين يتصرف بهذه العصبية بينما يبدوا على هيثم الغضب الشديد فقلت بسرعة:
-هذا يكفي كليكما
ثم وجهت نظري نحو شاهين وقلت: -من الطبيعي ان يفعل هذا لأجل عائلته...
قاطعني قائلا وهو يستدير للرحيل: -لا اريد ان اسمع هذا من من لم تملك عائلة من الاساس وليس لديها حس بالمسؤلية لأي شيء.

شعرت بدوار فجأه وترأ امامي صورة للنار تلتهم الاجساد وصوت الصراخ والنحيب يعلوا و. شعرت بغصة في حلقي انا لا اريد تذكر هذا الان نظرت الى شاهين بغضب فتجاهلني ثم خرج من الباب وهو يقول:
-ان عملنا يطلب منا التضحية بكل شيء ولا مجال للعواطف فيه.

تبعه كمال بينما بقيت انا مع هيثم وقد شعرت اني تلقيت صفعة من كلماته فقد كانت قاسية رغم كل شيء اتجهت نحو هيثم وجلست على الفراش بجواره وقبل ان اتكلم وجدته يقول بصوت مهزوز:
-اعلم هذا. انا اعلم ان ما يقوله صحيح اعلم اني اخطأت بتصرفي لكن ماذا كان على ان افعل؟

انه يشعر بالندم. هنا تذكرت شيء غاب عن ذهني ربما لأن هيثم ذكي ولا يشعرني به مطلقا. بأنه مجرد فتى في الرابعة عشر وان الطريقة التي تكلم بها شاهين قاسية للغاية فربت على رأسه وقلت:
-برأيي انك فعلت الصواب
نظر لي متعجبا فبتسمت وقلت: -لو وضعت في نفس موقفك لفعلت المثل وربما اسوء ان عائلتك شيء مهم بالتأكيد.

فجأه ودون سابق انذار وجدت الدموع تتساقط من عينيه فدهشت هذه اول مرة لي اجد احدا غيري في هذه القلعة له القدرة على البكاء لكن مجددا هو مجرد صبي فضممته إلى وانا اشعر برغبة جامحة في البكاء لم يتحرك من مكانه وان كان قد استكان قليلا وتوقف عن البكاء فقلت بعد ان ابتعدت عنه:
-اذن اخبرني بالتفاصيل ما الذي حدث بالضبط؟

قال بصوت منخفض: -لقد اخذت اجازة للعودة الى بلادي وزيارة عائلتي لكن حكومة البلاد تعلم اني اعمل لصالح ابيس فرغم كل شيء انا اعتبر مواطن هنا لقد ارادوا معلومات عنما يحطط له سيد شداد وبما اننا مدربون لكي نتحمل شتى انواع التعذيب فلم يكن هناك مجال لأخذ المعلومات مني بهذه الطريقة هذا اذا استطاعوا اعتقالي اصلا لذلك لجأو لأسر عائلتي والتهديد بقتلهم لكي اسلم نفسي وبالطبع لا يمكنني اللجؤ لأبيس لأن هذا يعني فتح الامر على نظام دولي وقد ندخل في حرب لأني احد القادة هنا وواحد من افراد الفرقة الخاصة لذلك لم يمكنني المخاطرة بهذا فكان لابد لي من حل انفرادي لا يتضمن تسليم نفسي ومالك الساعة كان حلي الوحيد في هذا الوقت ورغم كل هذا لست اعرف ان كانوا بخير ام ان مالك الساعة قد قتلهم ادرك اني اخطأت خطأ فادحا لخرقي العقد لكن لا استطيع تسليم قواي لملك الساعة ان سيد شداد يجمعنا لأجل قوانا.

قلت فجأة: -هذا صحيح الم تقابل سيد شداد؟ لقد اخبرني شاهين انه ذهب خلفك وتولى المهمة بنفسه
عقد حاجبية وهو يقول: -هذا مستحيل انا لم اقابله مطلقا فضلا عن اني متأكد انه لم يكن هناك
-لا يعني انك لم تقابله انه لم يذهب
هز رأسه نفيا وقال: -بل انتي مخطئة لو كان هناك لشعرت به على الفور فهذه قواي بل لو كان في العاصمة لشعرت به لكني متأكد هو لم يدخلها بل لم يطئها.

قلت بدهشة: -اذن ماذا يعني هذا؟ عندما عُلم مكانك لم يرسل احد بل تولى لامر بنفسه
صمت لحظة ثم قلت: -ايعني هذا انه لم يبحث عنك من الاساس؟
قال ببطء: -لست ادري
توقف عن الكلام فجأة واتسعت عيناه بل وقفز من فوق الفراش وهو يقول: -انه هنا
سار كمال خلف شاهين كان الاخير في قمة غضبه فقال كمال ببرود: -اذن ماذا الان؟

توقف شاهين واستدار لمواجهة كمال: -الديك اقتراحات؟ من خلال صمتك افهم انك تعلم جيد قوى مالك الساعة هل تظن انه بأمكننا مواجهته؟
فصمت كمال فابتسم شاهين باستهزاء وهو يقول: -ظننت هذا ايضا
كانا قد اصبحا في الساحة وشاهين يحدق في الدمار الذي خلفه الحريق وغضبه يتزايد فهذه مسؤليته الان ماذا سيفعل؟ ماذا سيخبر شداد عند عودته؟ في تلك اللحظة قال كمال:
-هذا غريب لقد تغير اتجاه الريح للتو.

هنا لاحظ شاهين اضطراب في ما حوله ان الظلال تتراقص في نفس اللحظة التي رفع فيها بصره عن الارض وجده امامه لم يكن الامر بحاجة الى الذكاء لمعرفة شخصية القادم.

اسرعت خلف هيثم الذي انطلق بأقصى سرعته الى الساحة فتبعته وبمجرد ان خطوت نحو الساحة رأيت جسدا يطير في الهواء ويرطتم بسور الساحة ويسقط ارضا وقد تكونت حوله بركة من الدماء ورغم الظلام استطعت معرفة صاحبه انه كمال؟! صرخت في دهشة وفزع واسرعت نحوه غير دارية بما يجب على فعله كان فاقدا للوعي او ميتا لا ادري ووسط كل هذ الارتباك والتوتر سمعت ضحكة عالية هزت اركان المكان، هذه الضحكة! نظرت نحو مصدرها وانا ارتجف لأجده امامي. ذلك الشعر النحاسي، تلك الملابس الغريبة فصرخت بذهول:.

-انه انت
لكنه لم يعرني اهتمام كان يقف امامه شاهين وهو ينظر اليه بسخرية و. لحظة هل قلت شاهين؟ اهذا شاهين. ان الظلال تغطيه بالكامل وفي عينه نظرة متوحشة ورغم الدماء التي تملئ جسده والجروح الا انه لا يبدوا عليه الالم ما الذي يحدث له اعادني صوت ذلك الرجل الواقع وهو يقول:
-المتحكم بالظلال
ثم ضحك بسخرية وقال: -انت هو شاهين؟ انت هو افضل جنود شداد؟ ان هذا مخيب للأمال بعض الشيء.

لم يرد شاهين بل انتشرت الظلال حوله نحو عدوه و. ونحونا؟! فهتفت: -شاهين!
تراجع نحوي هيثم وهو يقول في فزع: -انه يستخدم قواه بمستوى عالي انه يستهلك نفسه اعتقد انه فقد السيطرة ايضا
قلت في خوف: -ماذا نفعل؟
قال في حزم: -احمي نفسك وكمال ايتها الملازم
ان هذا امر رسمي لم اجرؤ على الاعتراض وكونت مجال حولي انا وكمال بينما الظلام يغزو المكان بالكامل لا شيء فقط كل ما يمكنني سماعه هو صوت هجمات وصوت هيثم يهتف:.

-افق يا شاهين لسنا ندا له
تردد صوت من اعتقد انه ملك الساعة وهو يقول: -هذه هي النهاية
ثم سطع ضوء هائل اضاء الظلمة كلها وكأن الفجر قد بزغ في منتصف الليل وبعدها سمعت صرخات ليست بشرية صرخات تمزق الاذان انها الظلال تصرخ في احتضار فصرخت في رعب والدموع تخرج كالسيول من عيني:
-شاهين، هيثم.

لكن احد لم يرد كما ان الظلال بدأت تتراجع وتختفي في سرعة لأرى جسدين ملقيين على الارض لكن الواضح ان حالت شاهين سيئة للغاية رأيت مالك الساعة يخطوا نحوهما فأسرعت اليهما ووقفت امام الاجساد الملقاه وقمت بتكوين مجالي بمساحة اوسع وانا اقول:
-لن تلمسهم الا على جثتي
ابتسم في جزل وقال: -ولما لا
وهنا حدث شيء غريب لقد اقترب من المجال ومد يده تجاه فاخترقه وتخطاهه كأنه لم يكن شيئا فقلت في دهشة:
-كيف...

وقبل ان اكمل كانت يده مطبقة على رقبتي تعتصرها وابتسامته تتسع لم استطع المقاومة احسست بالشلل يسري في جسدي. لا استطيع التنفس ان قبضته تشتد بينما اشهق طلبا للهواء واغمضت عيني في يأس حين...
<<اتريدين الخلاص؟ >>
اجل. اجل اريد
<<فالتأمريني اذن>>
امنحني القوة لأدمره ايها التنين.

شعرت بكمية هائلة من الطاقة تسري في عروقي وفتحت عيناي في ثقة وانا اسيطر على وعيي بالكامل وبمجرد ان فعلت انطلقت طاقة شديدة قوية حولي القت بملك الساعة بعيدا عني وهو ينظر لي في دهشة و...
<<اظن انه يكفي لعبا يا فيليب>>.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة