قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس عشر

<<اظن انه يكفي لعبا يا فيليب>>
التفت انا ومالك الساعة نحو صاحب الصوت في دهشة وهتفت دون وعي مني: -سيد شداد!
فيليب؟! من فيليب؟، كان ذلك في نفس الوقت الذي ابتسم فيه مالك الساعة قائلا بسخرية: -ان لم يكن هذا شداد
ثم اتسعت ابتسامته اكثر وهو يقول: -لم اتصور انك ستفلت بهذه السرعة يبدوا اني اسأت التقدير مرة اخرى.

تنهد سيد شداد وهو يقول بملل: -نعم لم اتفاجأ كثير بالوهم الذي صنعته لكنه والحق يقال اتعبني في الخروج منه.

هل هناك شيء لا افهمه هنا ام اني اشعر انهما يعرفان بعضهما جيدا وان سيد شداد ليس متفاجأ من وجود مالك الساعة هنا بل انه لا يتحدث بطريقته المعتادة لم اكد انهي تفكيري الا وامام نظراتي المندهشة عاد سيد شداد الى طبيعته الباردة ونظر لي والى كل من شاهين وهيثم لكنه اطال التحديق في شاهين وهو يتمتم: -اذن فقد دفعته.

لم افهم معنى جملته ولا حتى ما علاقتها بما نحن فيه لكنه اعاد النظر الى مالك الساعة وقال ببتسامة طفراء ترتسم على وجهه: -لقد كدت ترتكب اكبر خطأ في حياتك بقتلها يا فيليب
فنظر لي بإحتقار ثم اعاد النظر الى شداد قائلا في تحدي: -ولم لا؟ ما الذي قد تحمله هذه البشرية؟
-هل ضعفت قواك مؤخرا؟ ام انك لا تشعر بقوتها. ان من تقف امامك الان هي الحاملة
ثم استطرد في ظفر: -حاملة التنين.

هنا عقد مالك الساعة حاجبية وقد بدا عليه الجدية وهو يقول: -اتزعم اني كنت على وشك قتل حاملة التنين؟
بهدوء رد سيد شداد: -اجل
اقترب مني ملك الساعة فتراجعت في شيء من الخوف وقد تذكرت شعوري من ذلك الحلم الغريب الذي انا متأكدة اني قابلت فيه هذا الرجل، لاحظت ان مالك الساعة لم يعجبه ردة فعلي وقال يحدث سيد شداد: -اتعني ان تلك التي تكاد تتهاوى ارضا خوفا مني هي حاملة التنين؟

وقبل ان يجيب سيدي قلت بصوت واهي: -انا لست خائفة منك
نظر كلاهما لي المؤكد ان منظري يظهر عكس ما اقول لكني اكملت: -لقد قابلتك من قبل ولا اظن انها كانت اضغاث احلام
ردد خلفي ببطء: -اضغاث احلام.
نظر لي مرة اخرى لكنه هذه المرة فحصني بالكامل من رأسي حتى اخمص قدمي ثم قال: -اذن فقد زارتك الساعة هذا مثير
ثم وجه كلامه الى سيد شداد: -هذا لا يغير الكثير
-حقا.

هكذا رد سيد شداد في سخرية ثم تحول وجهه الى كتلة من الثلج وهو يقوا: -اما الان لنعد الى ما بيدنا الان الا ترى انك قد تجاوزت حدك في اللعب هذه المرة
رد عليه مالك الساعة وقد رفع احد حاجبيه: -لا تلومَني على خطأ احد اتباعك لقد خرق عقدي فلينل جزائه اذن
-وقد كان، لكن المساس بمن هم خارج العقد ممنوع.

ثم اكمل وقد شعرت بنبرة من الغضب تغلف صوته وكلامه وان كانت ملامحه باردة كما هي: -لكنك دفعت شاهين الم تفعل؟ استخدمت قوتك لتدفع قواه ويفقد السيطرة لقد كدت تقتله لقد كدت تفسد الدائرة وتدمر الدورة بقتله
قال مالك الساعة بإستخفاف: -انا لا ابالي بحياته البائسة ثم رغم كل شيء هو لم يمت بعد
قال سيد شداد بلهجة تجمد الدم في العروق: -لكن ان كان قد فعل لكنت قد لحقت به بأسرع مما تتصور.

نظر كل منها الى الاخر في تحدي ثم تنهد مالك الساعة فجأة وقال: -حسنا لقد افرطت باللعب هذه المرة.

كاد ان يقتل روحا وكل ما لديه ليقوله هو انه افرط في اللعب اي بشر هذا؟ لما اشعر اني لا افهم شيئا على الاطلاق؟ فليخبرني احد ما الذي يحدث هنا هل مالك الساعة عدوا ام صديق ام ماذا؟ كانت الحيرة تملأني لكني افقت على صوت الجنود والحراس يقتربون وهم يحاولون فهم ما يحدث بينما سيد شداد يصدر اومره هنا وهناك متجاهلا اياي ومالك الساعة لقد بدأ الحراس بالاستجابة وبدأت عربات الاسعاف تنقل كمال وهيثم بينما وهم يحملون شاهين على المحفة اوقفهم سيد شداد ثم اخذ ينظر الى شاهين وقد تحولت بعض اجزاء من بشرته الى ظلال سوداء ان نظراته تملؤها الغضب والضيق الشديد يمكنني رؤيته بوضوح شاهدته يرفع يده لتستقر على جبهة شاهين كنت بعيدة فلم ادرك ماذا يفعل لكني رأيت تلك الظلال تختفي ببطء هل. هل يستخدم سيد شداد قوته لمساعدة جسد شاهين على التعافي سريعا؟ ووسط كل هذا وجدت مالك الساعة يقف امامي وهو يتفحصني بنظراته التي لا تعجبني على الاطلاق ومن ثم قال وقد مد يده يمسك خصلات من شعري: -اذا كنت بالفعل الحاملة فأعتقد اني سأراكي كثيرا من الان فصاعدا.

نظرت اليه بدهشة ((اللهب يتعالى صوت الصرخات من الاجساد التي تحترق تمزق اذني و، )) وشعور بالخوف يتسرب إلى انا لازلت لا افهم ما حدث بالضبط؟ لكني لا امن لهذا الرجل اخرجني صوته من شرودي وهو يهمس بالقرب من اذني، ويده الاخرى تتلمس وجهي: -سأكون سعيدا ان كنت انت هي الحامله
دفعته على الفور بعيدا عني وتراجعت خطوات الى الخلف ثم قلت: -اياك حتى ان تقترب مني.

اعتقد اني بدأت افهم ما نوع شخصية هذا الرجل ابتسم في لزوجة الى ردة فعلي استفزني هذا وكنت على وشك الرد حين تفاجأت بسيد شداد يسبقني قائلا:
-فيليب. ابعد يدك عنها
فالتفت اليه مالك الساعة فقلت بدهشة: -اذن فأنت تمتلك اسما غير اللقب
نظر لي مالك الساعة. اه. هل قلت هذا الان؟ لقد بدأت افقد تركيزي بينما قال مالك الساعة:
-هذه طريقة وقحة لوضع الامر لكن اجل بالتأكيد املك.

ثم قال: -يبدوا انك لا تعرفين شيئا على الاطلاق انا فيليب دي اوتو كلوك مالك الساعة وحاضنها. اذن فشداد لم يخبرك بشيء من الحقيقة الى الان؟ على كل حال هي ليست مبتغى حاملة التنين.

فلتتذكري يا ايتها الحاملة ان الحقيقة ليست دائما سارة ليست دائما مُرادة انما قد تكون مرة المذاق بشعة الكيان والاهم من هذا هو قسوتها فلا تتوقي اليها لا تشبعي جوعك بها ولا تتجه للوهم لا تسيري خلفه فالتأخذي ما بينهما فليست الحقيقة مُناك وليس الخيال مُبتغاك بل ما بين بين
تذكرت هذا اذن فقد كان هو بالفعل قاطعنا سيد شداد قائلا: -لنعد الى ما له اهمية كترميم الجناح الشرقي من القلعة مثلا يا فيليب.

قال فيليب بعدم اكتراث: -ولِم افعل ان لم يكن هذا عقدا؟
-لا تقلق وهكذا سيكون فلنعقد واحدا يا فيليب
ثم التمعت عيناه وهو يقول: -اذن ماذا تريد؟
هنا ارتسمت على شفتي فيليب العن ابتسامة ظافرة رأيتها في حاتي وهو يقول:
-اريدها. اريد ان ادفع قواها
لازلت لا افهم ما الذي يعنيه بدفع قواي؟ لكني نظرت الى سيد شداد الذي قال:
-الازلت تشكك في كونها الحاملة
-بالتأكيد
-لكنها سوف تفقد السيطرة.

-اشك في هذا فأنا لا اشعر بقوتها فإما انه لا وجود لها من الاساس او. او ان التنين اصبح مسخر بين يديها فما رأيك
قال سيد شداد بلا تردد: -لك هذا
هنا ابتسم مالك الساعة في انتصار وقد حقق مراده ثم اتجه ناحيتي فأجفلت وتراجعت لكن امر سيد شداد جاء حازما صارما الى اذني:
-لا تتحرك يا كيسارا.

نظرت له والخوف يظهر جليا على وجهي انا لا ادري ما الذي ينوي ان يفعله ذلك الفيليب لكن ان كان دفع القوة ان انتهي كما حدث شاهين فأنا لا اريد لكن الامر امر وقفت في مكاني محاولة السيطرة على نفسي وعلى ارتجافي فقال سيد شداد:
-فقد انتهي سريعا فأنا اريد هذه الفوضى ان تنتهي
اقترب مني مالك الساعة وقبل ان يقوم بأي شيء قال بهدوء: -اهدئي قليلا.

لا ادري لماذا؟ لكن هذه الكلمات طمأنتني كيف وانا اهاب هذا الرجل؟ لكن كلامه ترك انطباعا قويا داخلي نظرت له وقد شعرت بأن خوفي يختفي تدريجيا، مد بيده لي وهو يقول:
-اعطيني يدك.

ففعلت كما قال وبمجرد ان تلامست يدانا اختفى كل شيء. نعم كل شيء من حولي لم اعد في القلعة ولم يعد هناك اشخاص حولي وانما عدت الى ذلك الفراغ الابيض. لم اشعر بالخوف لم اشعر بالرعب كما حدث سابقا لكني شعرت بأن طاقتي تسحب المزيد والمزيد من الطاقة تخرج مني كأن هناك ما يدفعني لإستخدام المزيد من القوة المزيد من الطاقة اهذا هو الدفع؟ لكن الاهم من هذا ان الامر يصبح اصعب يصبح اكثر ايلاما كأن شيئا ينتزع مني بالقوة كأن روحي نفسها تنتزع اني اصرخ طلبا للنجدة لكن ما من مجيب هنا ظهر امامي مالك الساعة وهو يكرر ما قد قاله لي من قبل:.

لا تدعيه يحركك كيف يشاء والى حيث يريد
لم اعلم انه قد فتح باب للشك في قلبي في تلك اللحظة فجأة تزايد الالم بحيث لم يعد يحتمل اني اشعر وكأن دمي سيخرج من عروقي ما الذي يحدث لي؟، شروخا بدأت تتشكل في ذلك الفراغ وقد بدأ المكان يهتز ويتهاوى صرخت:
-لا. لااااااااااااااا.

فتحت عيني بغتة لأجد نفسي جاثية على ارض الساحة ومالك الساعة وسيد شداد كلاهما موجدان لكن لم يكن ايا منهما ينظر لي بل ينظران الى ما ورائي ففعلت مثلهما فقط لأرى مسخا ابيض ضخم بل عملاق مهيب المنظر قلت بشفتين مرتجفتين:
-يا الهي اهذا هو التنين؟

انها المرة الاؤلى التي اراه فيها بكامل وعيي. اهذا الشيء يقبع داخلي؟ هنا تعالت ضحكات ضحكات غير طبيعية نظرت الى مصدرها فإذا بمالك الساعة وهو لا يكف عن الضحك ضخكات ماجنة ثم قال:
-انه حقا التنين اذن فقد بدأت الدورة من جديد
ثم نظر الى شداد واكمل: -وانت من سيقودها ان لأتوق شوقا للمستقبل والى الدماء التي ستراق في الحرب العظمى اني لمنتظر مشتاق.

لم افهم حرفا مما قال لكني شعرت بالارض تهتز فنظرت الى التنين لأجده يلتفت ناحيتي اهذا ما كان يخاطبني. ثم ماذا الان؟ اعتقد اننا قد اكملنا عقد مالك الساعة كيف اجعل التنين يعود من حيث اتي؟ لم اكد انتهي حتى اتتني الاجابة بأقسى صورة ممكنة الالم يعود مرة اخرى لكن بصورة مختلفة وكأن هناك من يعتصر قلبي لكن هذه المرة جسدي لم يعد يتحمل والرؤية قد اصبحت مشوشة يبدوا اني. اني...

((فتحت عيني بضعف انه ذلك الوهن يعتريني مجددا ما هو لم يحدث؟ نظرت امامي لأرى سيد شداد لكن الصورة ضبابية ومشوهه احسست بيده تربت على وجهي بينما ذلك الوهن يتخلل الى اطرافي حاولت قول شيء لسيد شداد لكن لساني ثقيل وجفناي اثقل ومع ذلك حاولت فقط لأجد يده تغطي عيني واصبعه على شفتاي وهو يقول وصوته يخفت تدريجيا:
-فلتنامي اكثر. لم يأت ميعاد استيقاظك بعد)).

نظرت حولي اني في غرفتي ماذا حدث؟، لم اكمل تساؤلاتي فقد بدأت اتذكر ما قد حدث يبدوا اني فقدت الوعي شعرت بالغيظ فهذا اغلب ما افعله منذ ان قابلت سيد شداد مرة اخرى، احس بأنه قد راودني حلم غريب للتوا تنهدت وتقلبت في فراشي لأجد امامي هيثم ففزعت ثم اعتدلت بسرعة وانا اقول:
-اذا كنت هنا فلتقل شيئا على الاقل
لاحت على شفتيه ابتسامة وهو يقول: -اسف لم ادري متى يجب ان افعل
قلت بحنق: -فلم تفعل على الاطلاق.

ضحك ثم عاد الى هدوئه وقال: -لقد اتيت لأشكرك
-تشكرني؟
-اجل فلولاك لكنا جميعا موتى في تلك الليلة
قلت وانا سعيدة فلم اسمع مديحا منذ فترة طويلة: -انا لم افعل الكثير في الواقع لم افعل شيئا على الاطلاق لقد حميتني تلك الليلة
-يمكنك وضعها هكذا لكن الحقيقة لا تزال هي انك من اوقف مالك الساعة بالعقد
قلت متسائلة: -صحيح اخبرني ما الذي حدث بالضبط؟

-ليس بالكثير يبدو ان سيد شداد على علاقة جيدة مع مالك الساعة انه لمن السخرية ان تنقلب الاوضاع ليصبح حليفنا بعد ان كاد يقتلنا جميعا
فكرت في الامر مالك الساعة حليف؟! لا ادري لماذا لكني غير قادرة حتى تخيل هذا ثم ان النظر اليه يكفي ليذكرني بذلك الجحيم لسبب ما فقلت وقد عقدت حجباي في اشمئزاز:
-اعتقد انه اسوء نوع من الحلفاء بالتحديد النوع الذي لا تعلم متى قد يخونك
<<ان كلامك قاس الا ترين هذا>>.

شهقت وانا انظر الى صاحب الصوت في ذهول ثم قلت: -ك. كيف دخلت الى هنا؟
ابتسم بلزوجة وقال: -ليس مهما كيف، لقد جئت لأودعك
قلت بعد ان ابتلعت دهشتي وزهولي: -ليتك لم تفعل
ضحك ثم قال: -بل لابد لي ان افعل
ثم اقترب مني وقال: -فقد تذكري
ثم همس وهو ينحني على اذني ويرجع خصلات شعري خلف اذني: -الى اي قلب ستخضعين...

نظرت اليه بحيرة من كلماته وتلاقت عينانا فتذكرت اللهب، النيران وكأننا في الجحيم لما اتذكر كلما نظرت الى فيليب الذي استطرد قائلا:
-قريبا ستتذكرين لكن للأن يجب ان ارحل
قالها ومن ثم اختفى دون اثر كما جاء تاركا اياي في حيرة وعلامات الاستفهامتتملكني...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة