قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس عشر

بعد تلك الحادثة مرت الايام التالية بسكون بالنسبة للجميع فيما عداي لأنه فيما يبدوا اني اجهل الكثير ربما لا تكون كلمة الكثير معبرة لكني بالفعل جاهلة لكل ما يحدث حولي هناك العديد من الاسئلة التي تتقافز في عقلي مثلا ما مالك الساعة بالضبط هل هذه القوة الهائلة مجرد طفرة؟ ثم ما الذي يعنيه اني سأتذكر؟ هل نسيت شيئا لأتذكره؟ وما معنى الى اي قلب ستخضعين؟ قلب؟ لماذا اشعر بأن هذه الكلمة بالذات مميزة كذلك ايضا ما اخبرني به هيثم بأن مالك الساعة اراد ان يسلبه قواه في العقد اليست تلك القوة ناشئة عن طفره؟ وان لم تكن كذلك فما مصدرها ثم نأتي لذلك الشعور الذي يتملكني من فترة الى اخرى وبما اني متأكدة انها ليست احدى نوباتي فما هو؟ اعتقد ان العامل المشترك هو شعوري بالوهن و، لحظة العامل المشترك؟ في تلك المرات، انا لم اكن بكامل وعي في اي منها نعم لو نظرت الى كل مرة بدقة لوجدت اني لم اكن بوعي في، قطع افكاري صوت الممرضة وهي تقول:.

-ليس مسموح لك بالزيارة بل ليس مسموع لك التواجد هنا اساسا
نظرت اليها في غيظ انها المرة الألف التي يُقال لي فيها نفس الجملة فرددت بحنق:
-اذن متى سيسمح لي؟
-لا ادري لكن انا انصحك بالأستسلام وعدم المجئ هنا مرة اخرى فحتى نحن الممرضون والاطباء غير مسموح لنا بالدخول إلا في وجود سيد شداد معنا ومراقبته لكل ما نفعله
قلت بتعجب: - لكن سيد شداد ليس هنا الان فلم انت هنا؟

-انا للمراقبة الخارجية فقط وليس مسموح لي بالدخول، والان اخرجي من هنا.

هكذا رجعت الى مكتبي في خيبة امل كبيرة تعتريني فهذه هي محاولتي السادسة للزيارة شاهين فهو كما سمعت لم يفق من غيبوبته لذلك انا قلقة جدا عليه ومع ذلك فإن سيد شداد قد اعطى امر بعدم الاقتراب من حجرة شاهين في قسم العناية المركزة لست ادري لماذا ما الفائدة من هذا؟، على كل حال ما يهمني هو شاهين اريد الطمئنان عليه ففي النهاية سبب اصابته انه كان يحمينا من مالك الساعة، لقد تعافينا كلنا فيما عداه والإشاعات المنتشرة في القلعة لا تبشر بالخير لقد حاولت اكثر من مرة مقابلة سيد شداد لكن لم استطع مطلقا لقد اخبرني مدير مكتبه انه مشغول جدا خصوصا في عدم وجود شاهين، تنهدت ثم نظرت الى كومة الورق التي امامي وتنهدت مرة اخرى وانا اقول:.

-ان العمل المكتبي ممل جدا
قلتها وبدأت اعمل بعد ما يقرب من الخمس ساعات كنت قد انتهيت ان الساعة الان التاسعة مساء وانا اشعر بالنعاس الشديد، سأغمض عيني لخمس دقائق فقط...

اه. انا اتذكر لكن لم اتذكر؟، نعم اتذكر الشعور بالضعف والوهن اتذكر اني لا اكون بكامل وعيي حينها. هل احلم، بالتأكيد انا احلم لقد اطلت التفكير في هذا الامر. لكن ما الذي سأستفيده حتى لو كنت اتذكر الشعور فأنا لا اع،؟! ما هذا؟ كيف لم الحظ هذا؟، لقد كان امامي في كل مرة و، استيقظت فجأه اخذت انظر للفراغ فترة قلت بصوت ناعس:
-اين انا؟، اه صحيح انا في مكتبي.

اشعر اني كنت احلم، تذكرت بغتة فشهقت ووضعت يدي على فمي: -يا الهي اهذا ما اراد مالك الساعة اخباري به.

لكن لماذا؟ لماذا؟ شعور بالخوف والشك يتسرب الى قلبي، على ان اعلم الحقيقة والسبب فعلى ما تذكرت الان ان ما لم الحظه في كل مرة لأن وعي لم يكن في احسن حالته ففي المرة الاؤلي لم ارى شيئا على الاطلاق لقد كنت نائمة اما في الثانية فبالطبع تجاهلت الشعور وكيف افكر به وقد كان يقبلني بنفسه وكأنه حلم تحقق بالنسبة لي اما في الثالثة فقد رأيته نعم رأيته واعتقدت اني كنت احلم لقد كان سيد شداد موجود في كل مرة شعرت فيها بهذا الضعف والوهن لكن ما معنى هذا؟ هل هو السبب؟ هذا يجعلني اسأل ما الذي يفعله بي وماهية هذا الشعور، ان خوفي يتزايد خصوصا بعد كلام مالك الساعة، اذن ماذا سأفعل؟ وقبل ان افكر سمعت طرقات على باب المكتب فقلت:.

-ادخل
فدخل احد الجنود وبعد ان ادى التحية قال: -ان سيد شداد يريدك في مكتبه حالا
قالها واستأذن للخروج ثم خرج كنت انا اتعجب لم يريد سيد شداد مقابلتي توقفت عن التساؤل وانا اقول:
-سأعرف حين اذهب الى هناك
توجهت نحو مكتب سيد شداد وكلي حيرة وطرقت الباب فسمح لي بالدخول فدخلت وتوقفت امام المكتب كان سيد شداد مشغولا ببعض الاوراق يطالعها لم ينظر لي وقال:
-لقد سمعت انك تصرين على زيارة شاهين رغم اوامري بعدم ذلك.

وبدلا من الرد وجدت نفسي عاجزة تماما، لا ادري لماذا لكني اشعر بخوف مبهم، اشعر بأن قلبي يرتجف بين ضلوعي انا لم ارد بل لم اهتم بالرد كنت احدق فيه وانا لا افهم لم تتسارع ضرباتي هل لأني اشعر انه هو السبب وراء ما يحدث لي ام ان ما قاله مالك الساعة قد اثر بي ذلك الشك الذي ملئ به قلبي قبل عقلي ماذا يريد سيد شداد مني؟ يبدوا اني تأخرت في الرد لأنه رفع رأسه لي بتساؤل لكن بمجرد ان التقت عينانا ارتجف جسدي للحظة انها نفس المشاعر التي اجتاحتني حين قابلت سيد شداد بعد هروبي وجدته يعقد حاجبيه ويقول:.

-كيسارا؟
قلت بسرعة وانا اتدارك نفسي: -ن. نعم
نظر لي وصمت ثم قام من كرسيه واتجه نحوي ففزعت ماذا يريد؟، وقف امامي فشعرت برعب شديد وحاولت الا اتراجع حتى لا اثير شكه فإذا به يمد يده ويتحسس بها وجنتي واضعا ايها اسفل عيني وهو يقول:
-انا لم ارك تنظرين إلى هكذا من قبل اني اكاد اقسم انها نظرة شك.

اتسعت عيناي في انفعال اعتقد اني بدأت افقد تماسكي تماما ان لم اكن قد فعلت وقبل ان افكر في رد تحركت شفتاه امامي لتقول بصوت هادئ بينما يده تتحرك ناحية شعري:
-انك ترتجفين من لمستي لم كل هذا الخوف يا كيسارا
ثم قال بصوت ساخر: -اعني انك ترتجفين اكثر من العادة
قلت بصوت مبحوح: -ليس هن. اك.
كما ترون لا استطيع حتى تجميع الكلمات كما اني اشعر ان يد سيد شداد كالمشنقة بالنسبة لي فقال:.

-انا لا اريد السماع منك بل سأعرف ما هناك بنفسي
اتسعت عيناي في خوف هل يعني ذلك انه سيستخدم قواه قلت: -لا، لا تفعل ارجوك
نظر لي في برود وقال: -ليس لديك حق الاختيار هنا
واتبع مقولته الم شديد يسري في جسدي ان تنفسي يعلوا ويتحول الى شهقات وتلك الاخيرة بدأت تتحول الى صرخات و...

اتسعت عيناي وانا استيقظ فجأه اعتدلت بسرعة رغم كل تلك الالم ونظرت حولي فلم ارى امامي سواه لم اجرؤ على النظر له انه الان يعلم ما كنت اخفيه سمعته يقول:
-اذن هذا ما كنت تفكرين فيه، اتعلمين ما الذي يعنيه هذا التفكير؟
نظرت اليه في تساؤل فابتسم ابتسامة صفراء وقال: -انها خيانة ايتها الملازم
نظرت اليه بدهشة وقلت بسرعة: -ان الامر ليس كذلك.

هنا قاطعني قائلا في صرامة: -اي امر ذلك الذي ليس كذلك انك تشكين فيّ تشككين في اهدافي وتكادي تؤمنين انني استغلك فماذا قد يكون هذا ان لم يكن انعدام لولائك
قلت مدافعة عن نفسي فأنا لا اريد ان يتحول الأمر الى هذا مطلقا: -لا، انا ادين بالولاء لك ولك وحدك
قال في استخفاف: -الهذا تثقين بكلاف فيليب رجل لم تقابليه سوى مرة واحدة؟!
قلت في تردد: -لا، انا لا اثق به. انه ذلك الشعور.

هنا وجدت سيد شداد يقترب مني فأجفلت لكنه مد يده بهدوء نحو معصمي وهو يقول بخبث:
-هذا الشعور؟
حين قالها اعتراني فجأة وهن شديد واصبحت قدماي غير متزنان انه ذلك الشعور انه هو نفسه اذن فقد كان هو السبب، سحبت معصمي بقوة وتراجعت بحركة حادة فوقعت على الاريكة المجاورة رفعت ناظري له وبعينين زائغتين يملأهما الرعب قلت:
-م. ما هذا؟

قال بلهجة مرعبة: -ماذا بك هل انت خائفة؟، فلتتذكري انا لم اجلبك هنا بالعنف بل انت من طلبتي هذا وإذا اردتي الرحيل فلتفعلي وان كنت اشك في قدرتك على هذا
انه محق فرغم كل شيء انا لا اريد الرحيل ولا اريده ان يعرضه على هكذا وكأنه لا يحتاجني وحتى ان كنت اجهل ما الذي يفعله بي فمشاعري تجاهه لم تتغير انه ليؤلمني ان يعلم هذا وان يخبرني ان ارحل بمنتهى البساطة نظرت له وقلت بصوت مرتجف وعينين قد إمتلأتا بالدموع:.

-لكنك تعلم. تعلم انه ورغم شكي ورغم كل شيء الا اني لم افكر في الرحيل مطلقا لم افكر في ترك جانبك ابدا وانا لن افعلها ما حييت ثانية وتعلم ايضا ان كل ما اردته هو ان اعرف، ان شعوري بالخوف والقلق وحتى الشك لم يغيروا شيء من مشاعري تجاهك فأنا احبك وسأظل افعل وولائي لك وسيظل لك حتى مماتي.

ثم نظرت بغضب وقد احتقن وجهي: -فلماذا؟ لماذا لا تثق بي؟ لماذا لا تخبرني بالمزيد وانت تعلم اني سأطيعك حتى لو كلفني ذلك حياتي...
عقد حاجبيه ثم قال: -لقد تخطيت حدودك فلتخرجي من هنا ولتأتي لمكتبي غدا فستحولين الى فرع اخر في العاصمة
وقع على الخبر كالصاعقة وقلت: -لا ارجوك لا تفعل
رد على ببرود: -ليس لك الحق في مناقشة امري ولن اكرر ثانية فلتخرجي من هنا.

ان سيد شداد غاضب اشعر بهذا اراه في عينيه بوضوع وكذلك ارى ايضا انه لا فائدة من الجدال فبالتأكيد انا لا اريد ان يحدث ما هو اسوء من مجرد نقلي الى فرع اخر، خرجت في صمت وانا امسح دموعي ولا ادري ماذا افعل؟ انا متأكدة انه سينقلني بالتاكيد فقرارته لا مجال للنقاش فيها، اني اشعر بالغضب والحزن لكن حزني يفوق غضبي لم لا يثق بي؟ لم يبعدني عنه؟ وانا لا اريد وقد عدت لأجله، جلست في غرفتي واخذت اهدئ نفسي لكن الامر مستحيل لقد بكيت وبكيت حتى شعرت انا جسدي تعلوا حرارته وان وعي يتسرب مني لا انها تلك الحالة التي تصيبني عند الانفعال الشديد اسرعت بأخذ المهدئ قبل ان تصبح الحالة اسوء خصوصا وان شاهين ليس متاحا الان، هذا صحيح شاهين! سأرحل قبل ان يستيقظ انا حتى لم ازره بسبب الأوامر لكن ما فائداتها الان وانا ذاهبة كنت قد هدأت قليلا وحاولت اقناع نفسي انه لا فائدة من البكاء على امر لا يمكنني تغيره، اعتقد انه لا بأس بزيارة شاهين مرة على الاقل مادمت ذاهبة هذا اقل ما يمكن عمله بعد ما فعله لحمايتنا هكذا تسللت الى قسم العناية المركزة واستطعت الوصول الى غرفته في ثوان معدودة ان الامر لسهل لمن يملك القدرة على الاختفاء مثلي دخلتها بهدوء ثم نظرت الى الفراش والى ذاك الراقد عليه وابتسمت انه يبدوا نائما ثم قلت بمرارة:.

-اعتقد انها قد تكون اخر مرة اراك فيها حتى يغير سيد شداد رأيه هذا ان فعل
ثم قلت بمرح مصطنع: -لن تحتاج الى رعايتي مجددا اعتقد ان هذا قد يعطيك وقت فراغ اكبر و.
لم استطع المقاومة اكثر فأجهشت بالبكاء وقلت بصوت هامس: -انا لا اريد الرحيل.

فجاة شعرت بالمكان يهتز اهتزازات ضعيفة ثم بدأت تقوى شيئا فشيئا وبدأ المكان يظلم تدريجيا وصوت انين يتعالى فارتعدت ونظرت حولي ما الذي يحدث لم يلبث ان تحول الانين الى صرخات فشهقت ثم شعرت فجأة بأن هناك من يجذبني من كل اتجاه ومن الدهشة لم يسعني فعل شيء حاولت الصراخ لكن لم استطع ان صوتي يأبى الخروج وكان ما خرج همسا كان اسمه:
-سيد شداد.

((كان شداد في غرفته يراجع ما حدث مع كيسارا وهو كعادته جالسا بجوار النافذة فلأول مرة يساوره شعور غريب لم يستطع تفسيره على امر اتخذه انه مقتنع بأن ما فعله هو الصواب فهو ليس بغر ساذج يبني قرارته على مشاعره بل ان نقلها كان لابد منه اذن فلماذا يشعر بالتردد؟ هكذا حدث نفسه وذاكرته لا تكف عن عرض صورة واحدة ابى عقله ان يتناسها الا وهي تلك الدموع التي ملئت مقلتيها ونظرة الألم التي رمقته بها حين اخبرها انه سينقلها الى فرع اخر، هنا تيقظ فجأة لهذا الشعور فهتف:.

-كيسارا؟!، ))
انها الظلال تهاجمني لكن لماذا؟ ان شاهين فاقد للوعي انا لم اقاوم في الواقع لا اريد ان اقاوم انما اريد ان استريح نعم، احساس بالنعاس تسلل الى جفوني اجل انا مرهقة ويجب ان، قاطعني بغتة يد تلتف حولي وتجذبني الى الخلف وصوت يقول:
-ماذا تظنين نفسك فاعلة.

كان هذا سيد شداد وقد امسكني بيد وبيده الاخرى يستخدم قواه لأبعاد الظلال تلك الصواعق الضوئية تبعدهم فحسب انه لا يهاجمهم بالمعنى الحرفي لأنه ان فعل، سيأذي شاهين! وجدته يقول:
-لهذا امرت بعدم الزيارات لم لا تنفذين الاوامر ان شاهين فاقد للوعي ولا يستطيع السيطرة على قواه وقد استشعرت الظلال وجودك وها هي تهاجمك.

لم استطع الرد لكني لاحظت ان الظلال تلتف حولنا انها تعلم ان سيد شداد يتعمد ابعادها فحسب اي قوة هذه؟! سمعت سيد شداد يقول:
-كيسارا المجال
انتبهت لم يقول فأسرعت بتكوين المجال وانا اقول: -حاضر سيدي.

انشأت مجال حولنا فتركني سيد شداد ونظر لي وقال: -ان المجال لن يصمد الا لثون معدودة وانا لا استطيع القضاء عليها من دون القضاء على شاهين والطريقة الوحيدة لإيقاف هذا هو باستخدام قواي لكني احتاج الاقتراب منه اولا لذلك اريدك ان تلهي الظلال عني حتى استطيع ملامسة شاهين افهمتي؟

اومأت برأسي انه يريد لشاهين ان يستيقظ لذلك سيستخدم قواه لتسرع الخلايا على التجدد وتعويض التالف منها، أشار إلى بالبدأ فأزحت المجال بعيدا عني فأصبح سيد شداد بمفرده فيه بينما انا اقف بلا حماية وسط كل هذه الظلال التي انقضت على ظلي وجسدي فصرخت لكن على ان اتحمل حتى يصل سيد شداد الى شاهين وقد فعل وفي اللحظة التي كاد ان يلامسه فيها رأيت ذاك الظل بين الظلال حاملا لشيء حاد لا ادري كهنه لكنه ينوي طعن ظلي به وارتفعت يده السوداء وقد هوت بما فيها على قلب ظلي على قلبي انا فصرخت وانا اغمض عيني:.

- سيد شداد
احسست بمن يحوطني بكلتا يديه ويندفع بي ارضا ففتحت عيني لأجد يد سيد شداد التي تلتف حولي قد جرحت بقوة والدماء تتساقط منها بينما المكان قد اصبح اكثر اضاءة واختفت الظلال فنظرت الى الجرح الذي على يده وقلت وانا اتحسسه برفق:
-انا اسفه. اسفة
قلتها وقد اخذت الدموع تتساقط من عيني وقد احتضنته ودفنت رأسي في صدره واخذت اجهش بالبكاء وانا ارتجف ثم قلت وانا اتمسك به اكثر:
-انا لا اريد الرحيل. لا اريد.

هنا شعرت بيده تحت ذقني لترفع رأسي لمقابلته ومن ثم انحنى على وقد تلاقت شفتانا فاتسعت عيناي في ذهول، ابتعد عني ببطء وانا اشعر اني سأنفجر من الحرارة وقد تدافع الدم الى وجنتاي بل وخفضت رأسي من شدة الخجل والاحراج الذي اشعر به وقلت بتلعثم:
-م. ذ.
بالطبع لم تخرج كلمة مفهومة لكني وجدته يقول: -لا تلقي ابدا بنفسك الى الموت مرة اخرى
اومأت برأسي وانا لا املك الجرأة على النظر اليه ثم انحنى على وهمس في اذني:.

-فلتثقي بنفسك اكثر فأنا افعل
نظرت له بدهشة ايعني هذا انه يثق بي؟ لكنه لم ينتظر ردة فعلي بل اعتدل واقفا واتجه ناحية الباب وقال:
-ان ما تشعرين به من ضعف ووهن حين الامسك ليس الا انتقال من قوتي اليك فقريبا ستفهمين كل شيء
فقلت بصعوبه: -ايعني هذا اني لن انقل لفرع اخر؟
رد على ببرود وهو يغادر الحجرة: -لا بل ستنقلين لكن لمدة شهر.

ثم ذهب بينما انا وقفت وقلبي يطرب من السعادة والفرحة وقد لاحت على شفتاي ابتسامة دافئة كما اشعر تماما وان كنت لا ادري ما هو شعور سيد شداد تجاهي بالضبط؟
وبينما انا تملؤني السعادة كان هناك من قد رأى وسمع لكنه بالتأكيد لم يسعد بما حدث انما امتلئ كيانه كله بالغضب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة