قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع عشر

تأملت المنظر من النافذة وانا احاول منع الابتسامة من الظهور على محياي كي لا ابدوا كالبلهاء فاليوم انا اخيرا عائدة الى القلعة بعد شهر مر على وكأنه دهر وكذلك كان كابوسا ان المعاملة مختلفة تماما هناك وليست هي فقط بل العديد من الاشياء على كل حال ها انا عائدة لا يهم ما قد حدث في تلك المدة لكني كلما فكرت في الامر جعلني اتسائل لماذا نقلني سيد شداد الى هناك والاغرب ان اوراقي لم تنقل ولم يكتب في اي ورقة رسمية بأنني موجودة في العاصمة بل كل شيء تم بسرية!، بالطبع لم اجد اجابة لهذا واعتقد اني لن اجد، يكفي تساؤلات يا كيسارا انظري الى الجانب المشرق انت عائدة اليه، تذكرت ما حدث في اخر لقاء لنا فشعرت بالخجل وحمدا لله قبل ان اتعمق اكثر من ذلك سمعت من يقول:.

-لقد وصلنا يا سيادة الملازم
رددت بسرعة: -حسنا اذن
ثم قمت من مقعدي متجة الى حيث باب المركبة فتبعني الجندي فقلت: -لقد وصلنا فلن احتاج الى رفقة فلم لا تع...
قاطعني قائلا بحزم: -اسف لكنها اوامر عليا تنفيذها حتى تدخلي القلعة سالمة لا استطيع تركك بمفردك
حسنا لن انزعج لقد كان الوضع هكذا منذ ان تم نقلي لقد تلقى الجميع اوامر بعدم تركي بمفردي وكنت دائما تحت حراس مشددة، تنهدت في ملل وقلت:
-حسنا.

هبطت من المركبة ثم تحركت نحو بوابة القلعة والتي يقف عندها عدد من الحرس الذي قال احدهم حال رؤيتي اقترب:
-بطاقة تعريف الشخصية
نظرت له بدهشة هذا ليس ما يحدث عادتا لكني اخرجتها بدون جدال رأها ثم اشار نحو البوابة لكن قبل ان اصل لها مررت بكل مراحل التفتيش الممكنة حتى اني لم اعد افهم ما الذي يحدث بالضبط واخيرا حين اصبحت داخل القلعة اتسعت عيناي في دهشة مما رأيته وقلت:
-يا الهي ما الذي يحدث هنا؟

اجابني صوت لم اتعرف على صاحبه: -انه كما ترين بالضبط
استدرت لأرى رجلا في الاربيعنيات من عمره ويرتدي زي مختلف عن زي ابيس انه زي حربي مشهور جدا زي افراد جيش دراجوسان وهذا ما ادهشني فقد رأيت بمجرد دخولي العديد من الوجوه التي لم ارها من قبل وكلهم يرتدون نفس الزي قلت بتعجب:
-ما الذي تفعلونه هنا انتم لستم من ابيس؟
رد على بابتسام خبيثة: -بالطبع لسنا ولا نريد فمن يريد ان ينتمي الى دولة الاحتلال.

لم ارد بالطبع هو محق فقد سميت ابيس لوقت طويل بدولة الاحتلال نعم فنحن من خالفنا الاتفاقيات الدولية وهجامنا غيرنا من الدول ولا داعي ان اقول ان دولة دراجوسان كانت احدى تلك الدول حتى انا ذوقت شرور ابيس حين هاجمت دولتي اورال، عاودت سؤالي:
-اذن ماذا تفعلون هنا؟
-هذه امور لست انا من يخبرك بها بل قائدك، اليس من المفروض ان يتم اعلامك بما يتم هنا بما انك احد افراد الفرقة الخاصة؟

نظرت له في زهول كيف علم انني احد افراد الفرقة الخاصة المفروض ان هوية افرادها مجهولة تماما، اذن لما يعلم هو مثل تلك المعلومة ان الامر لا يعجبني نظرت له مرة اخرى ثم قلت محاولة الخروج من هذه المحادثة فأنا لا اريد ان اخطئ في حديثي لأكتشف انه يجرب حظه وامنحه انا معلومة جاهز:
-شكرا على وقتك يا ايها الجنرال
واستدرت راحلة لكنه اوقفني قائلا: -اذن فأنت تعلمين من انا؟

استدرت وانا ابتسم بسخرية واقول: -ومن النظرة الاؤلى فمن ذا الذي لا يعرف كلارك ارثر رئيس المخابرات الحربية لدولة دراجوسان
فبادلني نفس الابتسامة وقال: -ربما فعلا لست مجرد ملازم كما تقول المعلومات لتتكلمي بهذه السلطة امامي
لاحظت ما يعنيه وان هذه بالتأكيد ليست طريقة لتحدث برسمية مع رئيس المخابرات لكني تجاهلت هذا وقلت بتحدي:
-ربما.

ضيق عينينه ثم ابتسم ابتسامة مريضة اصابتني بقشعريرة وهو يقول: -سنرى ما الذي يمكن ان استفيده منك عندما ينتهي هذا اولا
دهشت لما قال والذي لم افهمه لكن بالتأكيد هذا ليس جيدا، لم يمنعني هذا من الرد بحدة:
-ايا كان ما يعنيه هذا الكلام فاعلم انه ليس لديك اي نوع من السلطة هنا
رد على وهو يقترب: -حقا؟
وقبل ان افكر في خطوتي التالية لأني اشعر المحادثة تحولت الى تحدي شعرت بمن يجذبني من يدي ويرجعني للخلف ويقول:.

-اعتذر يا سيادة الرئيس على التصرف الخارج من احد افراد جنودنا
عقدت حاجباي ونظرت الى كمال بغضب وقبل ان افتح فمي قال كلارك: -نعم، اعتقد انها بحاجة الى اعادة تدريب
فكرر كمال هو يضغط على يدي ويكاد يكسرها كي اصمت: -اعتذر مرة اخرى والان اسمح لنا
ثم تحرك كمال وانا اتبعه وحين ابتعدنا كفاية وجدته يستدير نحوي ويقول:
-انت احمق من رأيت في حياتي اني بالفعل واني لأتسائل لم عينك سيد شداد وانت لا تتحكمين بمشاعرك.

قلت بغيظ: -الم ترى كيف يتحدث ل في استخفاف واستحقار بينما هو مجرم حرب
اجل ان رئيس مخابرات دراجوسان هو مجرم حرب وان لم تعترف الدول بهذا فقد اعتقل الكثيرين ايام الحرب وما اعرفه انه لم يخرج احد منهم من المعتقل حيا او حتى ظل حيا حتى موعد محاكمته بريئا كان او لم يكن
رد كمال ببرود: -لكن هذا لا يعني ان تتحدثي اليه بهذه الطريقة اتريدين التسبب بخلاف دولي.

قلت على مضض: -حسنا اعلم اني اخطأت لكن هذا لا يعني ان لديه سلطة عل.
-في الواقع ان لديه
قلت بدهشة: -ماذا؟
تنهد ثم قال: -ستعرفين كل شيء حين يقابلك سيد شداد
-ومتى يكون هذا اللقاء؟
-لست متأكدا فهو مشغول جدا وفي اجتماع الان
-رائع
ثم تذكرت وقلت: -ماذا عن شاهين؟

-لست ادري فقد كنا منشغلين تماما في الايام الفائته لكن ان كنت تسألين عن صحته فهو بخير حال، سأتركك الان لأن لدي الكثير من الاعمال فقط لا ترتكبي اي تفاهة لا داعي لها.

ثم رحل، هل قال تفاهة للتو؟ لا يهم سأعتبر اني لم اسمع هذا الجزء اما الان فسأذهب الى حيث مكتب شاهين فأنا اريد ان اقابله بحق، طرقت الباب وحين سمح لي بالدخول ورفع شاهين رأسه لي اكفهر وجهه انا متأكدة من ذلك هو لم يكن مبتسما لكني رأيت وجهه يظلم وملامح الضيق ارتسمت على وجهه في اعتى صورها لكني تجاهلت كل هذا وقلت:
-كيف حالك يا شاهين؟
فرد بجفاء: -كما ترين.

وصمت فجلست امامه وقلت: -اذن ما الذي يحدث هنا؟ ولم جنود من داجوسان هنا؟
قال بإقتضاب: -سيخبرك سيد شداد بكل شيء فأنت على كل حال تتطلعين لهذا اليس كذلك؟
لم افهم الى ما يرمي، لم يقول الجميع كلام لا افهمه؟، قلت: -انا لا افهم ما الذي تعنيه؟
ابتسم بشيء من السخرية وقال: -بل للأسف تعلمين
-بالطبع لا اعلم...
ثم تابعت قائلة: -انك تعاملني بطريقة غريبة مؤخرا وانا لا افهم السبب اذا كان هناك ما تريد قوله فقله.

قال بعد تنهيدة طويلة وهو يقوم متجها الى احدى الارفف لإحضار ملف ما:
-كيسارا ان كنت قد انتهيت لم جئت من اجله فاذهبي فأنا مشغول كما ترين
قلت بحدة: -لن افعل حتى تخبرني ما الذي انت منزعج منه؟
هنا تغيرت ملامحه واتجه نحوي وهو يقول بجدية: -اتريدين حقا معرفة ما يضايقني.

بعد التفكير. لا! لقد غيرت رأيي ربما انا فعلا لست بحاجة الى المعرفة فهو يبدوا مرعبا كفاية، لكن من قال ان الامور توقفت عند هذا الحد لقد وضع كلتا يديه على زراعي الكرسي الذي انا عليه وانحنى نحوي وهمس:
-اذن دعيني اخبرك
وامسك بإحدى خصلات شعري وهو يكمل: -لقد رأيت ما دار بينك وبين سيد شداد في حجرة العناية المركزة
اتسعت عيناي في دهشة واحمرت وجنتاي وبالطبع لم استطع الرد هنا وضع احد اصابعه على شفتاي وقال:.

-ماذا بك يا كيسارا هل اكل القط لسانك؟
لكني لم ارد من الدهشة و. والخوف اجل ان شاهين قد بدأ يخيفني لم هو بهذا القرب؟ وحتى لو انه قد رأى ما حدث ما الذي يعنيه في الامر؟، قال ويديه تتحرك نحو عنقي:
-ان الامر يضايقني بشدة، يضايقني الى درجة الجنون
اقترب بوجهه مني فأجفلت و، سمعنا صوت طرقات على الباب فانتهزت الفرصة ودفعت شاهين واخذت اعدوا خارج المكتب وانا اغطي وجهي بكفي دون ان اعبئ بالنظر للطارق...

((وضع شاهين يده على صدغه ثم نظر الى الطارق ليجده هيثم الذي قال: -هل كانت هذه كيسارا
ابتسم شاهين بشيء من المرارة وقال: -ظننت انك تعرف افضل، اعتقد اني افسدت الامر الى درجة لا يمكنني الرجوع بعدها
نظر اليه هيثم وقد شعر انه لا داعي من سأله عما حدث ثم رفع ملف كان بيده والقاه على المكتب وهو يقول:
-هذه تطورات الاجتماع راجعها جيدا لأن الامر ليس كما تصورنا انها ليست رودس بل باراديس
فقال شاهين بجديه: -واستنتاجك.

فرد هيثم دون تردد: -اعتقد اننا موشكون على دخول حرب))
ما الذي حدث للتوا؟ هل يعني هذا ان شاهين،؟ لا لا مستحيل انا لا استطيع تخيل الامر حتى، كيف سأواجه شاهين من الان وصاعدا؟
اتجهت نحو حجرتي وانا اشعر بإرهاق شديد واشعر ان يومي قد انتهى استلقيت على الفراش محاولة تناسي ما حدث اليوم واقناع نفسي ان الامر كله ما هو الا كابوس سينتهي ما لم اعلمه ان الكابوس الحقيقي على وشك البدأ.

في الصباح التالي اتاني امر بالتوجه الى مكتب سيد شداد وكذا فعلت والذي قال لي بمجرد ان رأني:
-بالطبع تتسائلين ما الذي يجري هنا؟
اومأت برأسي فقال: -لقد قمت بعقد تحالف مع حكومة دراجوسان
-تحالف؟!، لماذا؟
-قبل رحيلك بفترة قصيرة هوجمت عدة مقرات عسكرية لنا ولأسباب معينة اعتقدنا ان المسؤل عن تلك الهجمات هو رودس لكن كنا مخطئين
-كيف علمتم انكم اخطأتم.

- لقد قابلني هنري وزير دفاع دراجوسان وقد اخبرني بمعلومات سرية عن هوية الفاعل و بالطبع جاءني بالدليل وهو ما اكدته مصادرنا
-لكن هم لم يفعلوا هذا بالمجان بالتأكيد
-بالطبع لقد طلبوا التحالف لمهاجمة تلك الدولة لأسباب اخرى لا تفيدني
قلت برعب: -اتعني الدخول في حرب؟
فأومأ برأسه في صمت فقلت بفزع: -واية دولة كانت؟
نظر لي سيد شداد بثبات ثم قال بعد صمت دام طويلا وكأنه يتربص رد فعلي:
-باراديس.

اتسعت عيناي وفغرت ثغري وكأني لم استوعب ما قال منذ قليل ثم حين استجمعت رباطة جأشي صحت:
-لكن هذا مستحيل هذه معلومات كاذبة انت تعرف انه ضرب من ضروب المستحيل ان تكون باراديس هي المتسببة في الهجوم
-لقد اتاني بالدليل يا كيسارا وكذلك اكد لي مخبرونا.

هتفت بحدة: -لكن ما المصلحة ان تفعل باراديس هذا ما الذي قد تجنيه سيد شداد نحن نتكلم عن باراديس وليس مجرد دولة عادية نتكلم عن مجمع السلام هنا لم قد تعرض كل من تحميهم للخطر، انا متأكدة ان هذا الرجل كاذب
ضرب سيد شداد المكتب بقبضته وقال بصرامة: -راقبي كيف تتكلمين امامي ايتها الملازم
احتقن وجهي وصمت تماما لكن داخلي كان هناك بركان يغلي بينما تابع سيد شداد قائلا:
-لقد اتخذت القرار بالفعل ولا رجعة فيه.

-لكنك لم تشاور الامر مع قادة بارادس
-ولن افعل
-وملايين الابرياء من جميع انحاء العالم لا بأس بتشريدهم وتقتيلهم؟
-ان لدي قتلى من تلك الهجمات يا كيسارا ان الحرب اتية لا محالة
قلت بعنف: -انا لن اشارك في مثل تلك حرب وانا متأكدة بأن الفاعل ليس باراديس
ببرود اجابني: -ومن قال انك ستشاركين انت فقط ستمنعين منعا باتا من مغادرة القلعة تحت اي ظرف حتى ارى ما الذي ستؤول اليه الامور.

كان الغضب على وجهي واضحا جليا فأنا اعرف بارادايس كلنا نعرف وكلنا نعلم قوانينها فبعد كل شيء لقد عشت فيها سنة.

ان باراديس هي ملاذ كل الهاربين من ظلم حكامهم هي مأوى كل من لا بلد له وفيها كل الطوائف من جميع الدول الاثنى عشر بل انه لمن الصعب ان تجد من هو براديسي الجنسية وهي تحمي كل من يأوي اليها كما حمتني من قبل فبراديس ليست دولة عادية بل هي الحياد على الارض لا تهاجم ولا تحارب ولا تنصر في حرب مطلقا فكيف لها ان تفعل الان، ان في الامر شيء مريب انا على يقين من هذا ما الذي يريده هنري بالفعل؟، انا لن اقف مكتوفة الايدي هكذا وحرب قد لا يكون لها اساس على وشك البدء...

هكذا خرجت من مكتب سيد شداد وانا عازمة على ايقاف هذه الحرب حتى لو كلفني ذلك تحذير باراديس بنفسي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة