قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن عشر

انا اعرف تماما من اين سأبدأ على اولا معرفة خطة سيد شداد وايضا في ماذا يفكر بالضبط فأنا متأكدة من انه لا يصدق ما قاله رئيس الوزراء دراجوسان على الاقل ليس بهذه السهولة كما ينبغي على ان اعرف من المتسبب الحقيقي للهجمات وهذا بالتأكيد قبل الحرب.
تنهدت وانا اتصور الامر هل فعلا سأوقف حرب بأكملها؟، تنهدت مرة اخرى وقلت:
-فالنبدأ بهيثم اولا.

اخذت ابحث عن هيثم بما انه لم يكن بمكتبه ثم بعد معاناة وجدته، قد عاد الى مكتبه شعرت بالغيظ لكن ما باليد حيلة هذه اول مرة اكلمه منذ جئت الى هنا فحييته اولا وسألته عن حاله فرد على سؤالي بسؤال:
-اذن ماذا تريدين بالضبط؟
-ماذا تعني؟
-انت لم تأت إلى لتطمئني على فقط ليس على الاقل ونحن في مثل تلك الظروف
تنهدت وقلت: -اتعلم ان نيتي كانت صادقة، على كل حال لا اتوقع منك ان تخبرني بأي معلومات اريدها عن الحرب.

بادلني الابتسام في سذاجة فقلت: -على الاقل اخبرني ما الذي يفكر فيه سيد شداد، لا تتوقعوا ان اصدق ان باراديس هي التي قامت بالهجوم هذا مستحيل ولا اتصور ان سيد شداد صدق الامر هكذا.

قال هيثم كمن يحدث طفلا مع ان العكس صحيح: -كيسارا ستظلين تبهرينني انت لا تدركين ما الذي يعنيه ان تقودي دولة بأكملها عليك في بعض الاحيان ان تتخذي قرارات لا تريدينها لكنك مضطرة حتى تظل الدولة مستقرة ولا تحدث خلخلة في الحكم او خيانة من اي نوع خصوصا وان ابيس لازلات تحبوا في موضوع الاستقرار هذا فالتنظري مثلا امام الشعب الان ان بعض جنودنا قد قتلوا وان ابيس لا تدرب جنودها بالقوة الكافية حتى يستطيعوا مواجهة اي هجوم مباغت وان باراديس هي من فعلت هذا اذن لابد بالثأر، هكذا هي افكار الشعوب ففي النهاية هي من يقود الدول والامم.

نظرت الى هيثم عاجزة عن الرد اشعر اني طفلة امامه وحين رأى منظري ضحك وقال:
-على كل حال ان كنت بحاجة الى معلومات اكثر فأنت تعلمين الى من تتوجهن
هل يشير الى شاهين؟، قلت وانا اتظاهر باللعب بشعري: -اتعني شاهين؟
ابتسم بخبث وقال: -ام هل هناك ما يمنعك؟
نظرت له في تعجب للحظة ثم هتفت: -لقد كنت انت الطارق البارحة اليس كذلك؟
اتسعت ابتسامته فشعرت بالخجل والاحراج الشديدين اذن فقد رأى ما حدث فصحت:
-انا راحلة.

وعلى هذا تركته غير عالمة اين اتجه هل فعلا على مقابلة شاهين ام، وبينما انا منغمسة في افكاري اصطدمت بأحدهم فابتعدت وانا اقول:
-اسفة
ليأتيني الرد: -لا داعي للأسف
نظرت الى صاحب الصوت بدهشة لأجده ذلك الرجل رئيس المخابرات والى جانبه يقف شاهين، حسنا هذا موقف محرج من جميع الجهات انا اريد محادثة شاهين لكن كيف وهذا الشيء هنا قلت وانا انظر ارضا:
-سأنتظرك في مكتبك.

كنا امام المكتب بالفعل لذا دخلته وجلست امام المكتب عبثت قليلا بالاوراق التي كانت على سطحه ثم انتبهت الى الاوراق والى انني في الواقع داخل مكتب شاهين وهو ليس به بلا احد معي مما يعني اني اذا اردت اي معلومة الان فالفرصة متاحة اخذت اقلب الاوراق دون فائدة كلها اوراق رسمية بحتة لا معلومات تهمني بها وقبل ان افقد الامل اصطدمت يدي بفأرة حاسوب شاهين لأكتشف انه مفتوح وهنا فقط عرفت اني قد وجدت ضالتي انها كارثة ان يدع شاهين حاسوبه مفتوح فحسابه هو اكثر حساب مرخص للدخول على اي معلومة تحت اي بند كانت من السرية هكذا اسرعت ابحث عن شيء واحد فقط كيف سيقوم سيد شداد باختراق دفاعات باراديس، ها هو، هكذا اذن لكني لن استطيع فعل هذا وحدي بالتأكيد سأحتاج الى المساعدة و، هنا سمعت صوت الباب يفتح فأسرعت بعيدا عن الشاشة بينما دخل شاهين وهو يقول دون ان ينظر لي:.

-ماذا تريدين؟
حسنا ماذا اريد اليس هذا اسلوبا خشنا بعد ما فعلته بي البارح قلت وانا اشيح برأسي بعيدا عنه:
-اريد ان اعرف متى ينوي سيد شداد بدأ هذه الحرب؟
كان هذا اول ما فكرت فيه وقلته على الفور، مرت فترة من الصمت فنظرت له لأجده يحدق بي قائلا:
-كأني سأخبرك
فأجبت على الفور: -اذن اعتقد ان هذا هو وقت انصرافي
واسرعت نحو الباب لكنه امسك معصمي وسأل في شك: -الهذا فقط اتيت.

اومأت برأسي وانا اجذب يدي بعيدا عنه فبالنسبة لي شاهين اصبح خطرا وبالطبع لم انظر خلفي بل قفزت الى الباب ورحلت ففي هذه اللحظة ادركت ما فعلت وكذلك سرية تلك المعلومات التي اخذتها بالتأكيد سيعلمون اني دخلت على حساب شاهين على ان اخرج من القلعة تماما والا فقد الفرصة حتى نهاية الحرب فسيد شداد لن يتردد في رمي في اي زنزانة ولذلك اعتقد اني سأستخدم قواي حتى اخرج من هنا...

((ظل شاهين يحدق في الباب فترة بعد رحيل كيسارا وهو يتمتم لنفسه: -يبدوا ان الامر سيأخذ وقتا حتى تعود المياه لمجاريها
قالها ثم استدار الى مكتبه وبمجرد ان وقعت عينه على الحاسوب اتسعت وقد علم على الفور ما حدث فأسرع يتصل بشداد وحين رد عليه هذا الاخير قال:.

-سيد شداد انها كيسارا اعتقد انها اكتشفت ما ننوي فعله للوصول لباراديس، لا، منذ عشر دقائق اعتقد، حسنا سأصدر الامر حالا وان كنت اشك في قدرتنا على اللحاق بها، هي قادرة على افساد كل شيء، حسنا
واغلق الخط ثم اتصل مرة اخرى لأعلان حالة الطوارئ وهو يتعجب هو لم يدع الحاسوب مفتوح لا يمكن ان يقع في مثل ذلك خطأ وكيسارا لا تملك الامكانيات لأختراق النظام اذن كيف فعلتها؟ )).

اخيرا لا اصدق اني خارج القلعة لا ادري كيف فعلتها لكن يمكنني معرفة ان حالة من الطوارئ تم اعلانها لإمساكي لقد اصبح الامر مستحيلا الان، والان الى الجزء المهم انا احتاج الى المساعدة واعتقد اني اعلم الى من اتوجه...

في احد الفنادق الفخمة وقفت عند مكتب الاستقبال في انتظار رؤية من جئت لزيارتها بالطبع اشعر ببشوق رهيب فأخر مرة تقابلنا كانت في باراديس للأسف وانه لمن حسن حظي ان يتصادف وجودها هنا في مثل هذا التوقيت بمجرد ان خطت خطوة واحدة في الردهة التفت اليها كل من فيها وكيف لا وهي مشهورة بذلك الجمال الخلاب وذلك الشعر الذهبي والعينين الواسعتين وبنظرة سريعة الى الموجودين استطاعت ان تميزني بسهولة وقد اسرعت الخطى وعلى وجهها ابتسامة غاية في الاشراق، اقدم لكم سفيريا سفيرة هيفن احدى الدول الاثنى عشر، احتضتني وهي تقول:.

-لقد مر دهر منذ اخر لقاء حتى اني تصورت انك نسيتيني من حياتك
قلت وانا ابادلها الاحضان والابتسامات: -كيف لي ان افعل؟
ثم جلسنا على احدى الطاولات واخذنا نتحدث قالت لي: -اذن كيف تسير الامور؟ سمعت انك عدت للعمل تحت شداد
-نعم هذا يذكرني اني هاربة الان وانهم يبحثون عني لذا لا اعتقد ان لدي الكثير من الوقت قبل ان يعرفوا اين انا؟
قالت وهي تتأملني: -اذن ما الذي ذكرك بي ليس الشوق بالتأكيد واشك انه امر يتعلق بهفين.

تنهدت ثم قلت: -انا هنا لأجل مهنتك الاخرى
ابتسمت وهي تقول: -هذا مثير يبدوا ان شداد لم يدع لكي خيار سواي، هل.؟
قلت بسرعة: -ليس هنا ربما في مكان اكثر انغلاقا
قالت على الفور: -لا بأس لتأتي معي الى غرفتي
وحين استقرينا في غرفتها قالت على الفور كقط جائع: -كلي اذان صاغية.

ما لم اقله الى الان هو ان سفريا ليست مجرد سفير انما هي في الاساس عالمة اثار او ما تبقى من الاثار على وجه الارض بعد الحرب النووية، اخذت نفسا عميقا لأن ما انا على وشك فعله اقرب الى الخيانة بل هو اعلان لأسرار الدولة لكن سيد شداد لم يترك لي حلولا اخرى فقلت:.

-اسمعيني يا سفريا انا اثق بك ثقة عمياء لكن انت تعلمين كيف هو سيد شداد لذلك اريدك ان تعلمي مقدما ان ما سأقوله سيعرضك للعديد من الاخطار ولا ادري ما الذي قد يفعله بكي سيد شداد او بي لو اننا نجحنا بالفعل فيما اريد عمله
قالت بهدوء وثقة: -انت تعلمين اني لست بحاجة الى تلك المقدمة
اومأت برأسي وقلت: -ان سيد شداد ينوي بدئ حرب جديدة
-مع من؟
قالتها بدهشة فقلت: -مع باردايس
هتفت بزهول: -باراديس؟! اتمزحين يا كيسارا؟

-للأسف لا هذه ملاباسات لا استطيع ان اخبرك بها لكن انا مؤمنة بأن باراديس اخر الدول التي قد يكون لها ضرر علينا فهذه باراديس بعد كل شيء انا اريد ان امنع الحرب او على الاقل اؤخرها قليلا حتى انذر باراديس وقد استطعت قبل هروبي من القلعة معرفة كيف سيصل سيد شداد الى باراديس
-كيف؟

-ان لنا جاسوس ذو رتبة عالية هناك وقد استطاع الحصول على تخطيطات سرية لحصون باراديس واين توجد الاماكن الاضعف والاقل حرسا وكذلك اين المدافع والاسلحة وبمعرفتنا لباردايس فهي لن تصمد في يد ابيس اسبوع حتى تنهار تماما وانا اعرف اين ومتى سيسلمنا عميلنا تلك المعلومات وانوي تسلمها منه قبل ان يسبقني اليها سيد شداد او من هو اسوء
-جميل يا كيسارا لكن انا لا دوري هنا.

ابتسمت وقلت: -ما لم اقله ان تلك المعلومات بالبارديسية وانا اعلم انك احد القلائل الموجدين على الارض التي تعرف اللغة وتجيدها حتى المكان والوقت الذي سيقابل فيها العميل لتسليم المعلومات كتب بالبارديسية
وجدتها تعقد حاجبيها وتقول: -بالبارديسية؟! لكن كيف؟ الهذه الدرجة يولي شداد الاهمية لتلك المعلومات، ثم من الذي من المفترض ان يتلقى هذه المعلومات ان كانت بهذه اللغة لا يمكن ان يكون شداد بنفسه.

اومأت برأسي فقامت من مكانها ثم عادت لي بكتاب مهترئ وقديم الى درجة لا تصدق وقالت بفخر:
-اتعرفين ما هذا؟
لوحت برأسي ان لا فقالت: -لن تصدقي لكنه النسخة الوحيدة المتبقية على هذه الارض منه انه الاترولبرس
نظرت لها وقد فغرت فهاهي هي لا تعني، مستحيل بل لا يمكن قالت وقد رأت معالمي:
-اجل انا املكه املك ما لأجله حرمت اللغة البارديسية.

كان وقع الصدمة على شديدا فهذا الكتاب ليس من المفترض ان يكون في يد احد لأنه من المفروض ان تكون جميع نسخه قد اعدمت كما اعدم كاتبها...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة