قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع عشر

نظرت للكتاب وانا احاول استيعاب ان ما امامي هو الاترولبرس هذا الكتاب الذي كشف اسرار باراديس واحدا تلوا الاخر والذي كشف عن موقع كل ركن فيها بل وكل حارس وكشف كيف تدار المنظومة كلها عن اخرها وبالطبع كان من كتبه في الاساس براديسي الجنسية عن اب وام لقد صدمت الحكومة والعالم ان كتاب كهذا اؤلف ونشر بل الى الان لا احد يدري كيف صنعت نسخه وكيف نشر خصوصا وانه لا توجد دار للنشر في باراديس ستسمح بنشر هذا دون اعلام الحكومة والاسوء من هذا كيف استطاع موظف حكومي عادي من معرفة تلك المعلومات التي لا يعرفها بالكامل كلها شخص واحد في باراديس او حتى في العالم لأنه دائما ما توجد اسرار بين الوزارات وبعضها بين السياسين وبعضهم لكن الكتاب فضح باراديس جعلها كتاب مفتوح لكل من يريد دخولها كسب مكانة فيها وبالطبع احتلالها هكذا وببطء تحولت باراديس الى ما هي عليه الان لقد اصبحت الملجأ للجميع في تلك الفترة وقد واجهت الكثير من الهجمات ومحاولات الإحتلال حينها قررت الدولة بعدم السماح لأحد بتداول اللغة البراديسية ومنع تدريسها للأطفال وهكذا اماتت الدولة لغتها حتى لا يُقرأ الكتاب بأي شكل وحتى تسحب الحكومة نسخه من كل مكان وقد فعلت باراديس المستحيل لسحبه حتى انها غيرت نظام الدولة والحكومة فقد اصبحت ابيس بلد محايدة غير قادرة على الحصول جيشها الخاص لكن كل هذا لا يبرر ان تميت الدولة لغتها هناك اشاعات قالت انه يوجد اكثر من هذا داخل الكتاب هناك ما لا يجب ان يعلم لكن ماهية تلك المعلومات التي يحتويها تظل لغزا حتى الاشاعات لم تصل لهذا، افقت من شرودي على صوت سفريا وهي تقول:.

-كيسارا؟
نظرت لها ثم قلت: -بهذا لن نحتاج الى المعلومات التي سيسلمها الجاسوس لكن لازال على منع وصولها الى جيشنا
ثم نظرت االى الكتاب وقلت: -ان هذا ان وقع بيد سيد شداد ستكون كارثة
قالت في حزم: -لذلك سيظل هنا ان دولتي نفسها لا تدري اني املك الكتاب
-الست خائفة من تركه هنا؟

قالت ضاحكة: -لا تكوني سخيفة من سيقتحم مقر السفيرة اتعدتقدين ان امرا كهذا قد يمر دون مشكلة دولية كما ان هذا المكان مراقب يا عزيزتي وعليه حراسة مشددة ثم أنا لم ارك اياه الا لسبب واحد
-الا وهو؟
قالت بابتسامة واسعة: -لأعلمك ان لنا حلا بديلا وايضا لأجل القلب
قلت بعدم فهم: -القلب؟

-لقد قرأت هذا الكتاب بالكامل لكني لم افهم اهم جزء فيه حتى مع معرفتي للترجمة فهناك العديد من الشفرات في هذا الكتاب لكن هناك ذلك السطر الذي يؤرقني دائما والذي حتى لا افهم كهنه الى الان او لم هو موجود في مقدمة الكتاب بدون اي سابقة اتدرين ماذا كتب في ذلك السطر؟
قلت: -بالطبع لا
فردت بغموض: - عند الجانب الشرقي من القصر الغربي في شمال الاراضي الجنوبية
قلت بتعجب: -هل لهذا الكلام معنى؟

قالت بخفوت: -هذا ما اود معرفته على اية حال ماذا سنفعل الأن؟
قلت بثقة: -سنقابل الجاسوس
حدود بارديس في المقاطعة (، ) وقفت في انتظار الجاسوس الذي سيسلمني المعلومات، بعد برهة ظهر امامي شبح لشخص يقترب من بعيد ثم بدأت اراه جيدا رجل في الاربعين من عمره ويبدوا عليه الوقار الشديد يرتدي بذلة و، هل هذا هو الجاسوس؟ تبادلنا الشيفرة فتأكدت انه قال لي وهو يحدق في:
-لم اتصور انهم سيبعثون صبية لمقابلتي.

نظرت له في دهشة اذ ليس من المفترض ان يحدثني فعقدت حاجباي في غضب ووضعت اصبعي على شفتاي ليصمت فقال بهدوء:
-لا تقلقي يستحيل التنصت على هذا المكان
قلت: -اولا انا لست صبية ثم انا ايضا لم اتصور ان يكون جاسوسنا مدني
عدل منظاره الطبي وهو يقول: -على كل ليس من المحبذ ان نبقى هنا طويلا، اه واخبري سيد شداد فلينتظر قليلا فقد اقتربنا من الهدف
قلت في تردد: -ح. حسنا.

لم افهم بالطبع ماذا يعني هذا الكلام بالتحديد لكن بمجرد ان سلمني رقاقة الكترونية تحمل المعلومات انصراف الرجل فاتجهت مباشرة الى ركن معين من المكان لأتأكد من ان المبعوث الحقيقي لايزال فاقد الوعي فقد هاجمته عند بمجرد وصوله لهذا المكان وانتحلت شخصيته من الجيد انه لم يستيقظ بعد اي لم يسمع اي معلومة وهذا هو المهم هكذا تركت المكان ذاهبة الى حيث تنتظرني سفريا...

(( اسرع هيثم الى مكتب شداد فهو يحمل من المعلومات ما يجب ان يبلغ فورا، لم يطرق الباب مع علمه التام ان شداد ليس بمفرده بل في اجتماع مع كل من كلارك رئيس المخابرات وهنري وزير الدفاع الخاصين بدولة دراجوسان اقتحم المكان واتجه الى حيث شداد ثم انحنى عليه وهمس بالخبر في اذنه فعقد شداد حاجبيه وقال:
-كما توقعت
ثم نظر الى كلارك وهنري وقال: -اسف ايها السادة لكن سننهي الاجتماع هنا.

فاستأذن كلا منهما للخروج وبمجرد ان فعلوا قال شداد على الفور: -ابعث الى شاهين انا اريده هنا الان
-حاضر يا سيدي
ثم غمغم شداد: -تلك الحمقاء ستفسد كل شيء خططنا له الى الان
في تلك اللحظة طُرق الباب ثم دخل شاهين وقد وصله الخبر فقال شداد: -ان كيسارا غير قادر على قراءة المعلومات او حتى الوصول الى مكان اللقاء من دون مساعدة فهي لا تعرف الباراديسية لذا اريدك ان تجهز فرقة على اعلى مستوى
فقال شاهين: -بقيادتي؟

قال شداد بحزم: -لا بل بقيادتي انا الى ذلك البرج القريب من السفارة الى حيث تتواجد سفريا ))
قالت سفريا وهي تقرأ ما تظهره الشاشة: -هذه معلومات دقيقة بالفعل كيف استطاع مدني الحصول عليها على كل حال لابد وان الخبر قد وصل الى شداد الان وهو بالتأكيد غاضب وهو سيعرف انك لجئت إلى بمجرد ان يصله الخبر فأنت لا تقرأين الباراديسية فماذا ستفعلين بهذه المعلومات؟

قلت وانا اغلق الحاسوب واخرج الرقاقة منه: -سأحتفظ بها حتى اصل الى باراديس او الى اتفاق مع سيد شداد لكن قبل هذا علينا العودة الى ذلك الفندق فلا يمكننا ترك الاترولبرس هناك لإنه ان وقع في يد سيد شداد ستكون نهاية باراديس.

فأومأت برأسها حين وصلنا الى الفندق اتجهنا الى الغرفة على الفور وقفت في انتظار سفريا وهي تفتح الغرفة ببطافتها ثم دخلت فتبعتها لكنها توقفت وقد شهقت في دهشة فقلت وانا استدير بعد غلقي للباب:
-ما،!
فأمامنا الغرفة وقد قلبت رأسا على عقب لكن ليس لهذا دهشنا ففي منتصف الغرفة جلس سيد شداد على احد الكراسي في انتظارنا كما يبدوا وبجواره يقف هنري وزير الدفاع ومن حولهما مجموعة من الجنود فقلت برعب:
-سيد شداد؟

والذي رد على ببرود وقد قام من مجلسه: -لقد كنا في انتظارك يا كيسارا
هنا هتفت سفريا: -كيف تجرؤ على اقتحام مقر السفيرة
فرد سيد شداد: -حسبتك ادرى يا سفريا
ثم نظر لي واكمل: -اعتقد انك تملكين شيئا لا يخصك واعتقد انه سيكون من الاسهل لو اعطيتني اياه على الفور.

كنت خائفة بحق اذ لست ادري ماذا ينوي ان يفعل بنا سيد شداد وفي نفس الوقت لا يمكنني تسليمه المعلومات والا فإن مستقبل بلاد بكاملها سيمحى تماما فماذا افعل؟، اقترب مني سيد شداد وقال بهدوء:
-اين التحية يا كيسار؟

اذا كانت الظروف طبيعية بالطبع الواجب على اداء التحية العسكرية عند مقابلته لكني لا املك القدر على عصيانه ولم املكها قط فبقدر ما احببته بقدر ما اهابه هكذا بدأت انحني لأداء اتحية لكن وانا احني رأسي شعرت بيد فولاذية تقبض على شعري وترفع رأسي مجددا لأنظر الى سيد شداد في دهشة والم وهو يقول بغضب:
-اوتجرؤين على عصيان اوامري؟ بل انك لم تكتفي بهذا فحسب بل ايضا اذيت احد عملائنا لمقابلة الجاسوس.

قالت سفريا في فزع وهي تتجه نحوي لتعاونني لكن الجنود منعوها: -ما الذي تفعله يا شداد اتركها!
لكنه لم يلتفت لها مطلقا بل احكم قبضته على شعري قائلا: -اذن اين هي؟ اين الرقاقة؟
تأوهت في الم وانا اشعر بالمهانة فهذا يحدث امام الجميع وقلت بصعوبة:
-انت تعلم اني لن اعطيها لك ولو كلفني ذلك حياتي
ثم قلت بغضب: -لن ادعك تؤذي باراديس.

رد على بسخرية وان كانت نظراته توحي بالغضب الشديد: -هكذا اذن، لم تدعي لي خيارا سوى استخدام القوة
قالها تاركا شعري بعنف فجثوت على الارض ووضعت يدي على شعري في الم وبعين شبه دامعة نظرت الى سيد شداد لأجده يخلع قفاذه فاتسعت عيناي وقلت برعب:
-لا انت لن تفعل...
قال بصرامة: -انت لم تتركي لي خيارا اخر.

ثم انحنى على ولامس بيده وجهي وعلى الفور سرى في جسدي ذلك الالم المميت وعلى الفور احكمت قبضتي على ما في يدي فتحطم الى قطع صغيرة تلك كانت الرقاقة لقد ارتكمت خطأ كبيرا بهذا لكن ليس امامي خيار، لا. لا يمكنني جعله يفقدني الوعي وإلا انتهى كل شيء على ان افعل شيء ثم تذكرت ما فعلته مع مالك الساعة من قبل انا اريد هذه القوة من جديد ان كان بإمكاني التحكم فيها فأنا اريد استخدامها هنا والان، فقط بتفكيري في هذا شعرت بفيض من الطاقة يسري في جسدي ويتغلب على الالم وبكل ما اوتيت من قوة هتفت:.

-الان
وفجأة انتشر سيل من الطاقة ابعد الجميع عني بما فيهم سيد شداد وبسرعة ووسط النظرات المندهشة قبضت على يد سفريا ونظرت الى سيد شداد وهو يعتدل وقلت:
-انا اسفة لكني سأؤقف هذه الحرب
لكنه لم يرد على بل رمقني بإبتسامة على محياه ففهمت على الفور ما الذي تعنيه تلك الابتسامة بينما صاح هنري في سيد شداد قائلا:
-هل ستتركها تهرب؟
لكن وقبل ان يجيب سيد شداد قلت وانا اكون مجالا حولي وانا وسفريا ونحن نختفي ببطء:.

-حتى مع هذا سأحاول منعك يا سيدي
قلتها وقد استخدمت قوتي للأختفاء ثم الهرب بالطبع بقوة المجال عبر الحائط حتى اصبحنا خارج الفندق...
(( -اوقف البحث عن كيسارا يا شاهين فلم اعد بحاجة اليها
جاء الرد خلال السماعة قائلا: -هل حصلنا على الرقاقة؟
قال شداد بظفر: -بل على ما هو افضل بكثير. بكثير جدا
ثم اكمل بحبور: -لقد حصلت على الاترولبرس
بالطبع لم يتلق شداد اي اجابة من شاهين ذاك الذي الجمته المفاجأة)).

قلت وانا احاول التحكم في المجال والمحافظة على ارتفاعنا عن الارض: -اننا في كارثة يا سفريا فرغم تدميري للرقاقة الى ان سيد شداد قد حصل على الكتاب
قالت بدهشة: -ماذا تعنين ان شداد لا يعلم بوجوده اصلا ثم انه مخبأ في خزانة بحيث لا تتم ملاحظتها بأي شكل؟
قلت بضيق شديد: -لكني اعرف انك تملكين الكتاب واعرف مكان الخزانة ايضا.

نظرت لي في عدم استيعاب لم اعني فصحت بغضب: -لقد رأى سيد شداد ذكرياتي لقد علم كل ما فعلت هذا ما حدث حين لامسني ان باراديس الان وكل من فيها في عداد الاموات وانا السبب
قالت بصعوبة في محاولة لتهدئتي: -لا تقلقي لايزال امامنا وقت حتى يفك شداد شيفرة الكتاب سنستطيع انذار باراديس
قلت بغضب وتصميم: -نعم سنفعل بالتأكيد سننذر باراديس
قلتها وقد عزمت وجهتي الى حيث الخلاص الى حيث باراديس.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة