قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والعشرون

لن انكر اني في البداية لم استطع التركيز في التدريب بسبب ما حدث لكني من بعد ذلك كرست جهودي لكي انسى وانشغل بتدريبي خصوصا مع اشراف سيد شداد عليه فقد حضر بعض جلسات التدريب ليرى الى اي مدى تقدمت كما ان شاهين كان يتصرف بطبيعية وكأن شيء لم يكن كما انه لم يعد غاضبا كما كان فيبدو ان اعترافه لي كان كافيا بأن يهدئه لكني في بعض الاحيان لا استطيع ان امنع خوفي منه، انا احاول اخفاء هذا الشعور لأني متأكدة انه ان علم به فسيجرحه هذا دون شك وعلى هذا مرت الايام فلم يعد سوى اقل من اسبوع حتى انتهاء التدريب، اعتقد اني الان احكم السيطرة على استدعاء التنين كما ان مهاراتي الهجومية قد تطورت عما كانت عليه اعتقد ان هناك تقدم جيد لكن هناك ما يؤرقني هكذا فكرت وانا اطرق باب مكتبه ثم اسمع الاذن بالدخول ففعلت ليقابلني وجهه المتفاجأ قليلا ثم ابتسامة ضغيرة وهو يقول:.

-لنقل اني لم اتوقع ان الموقوفة عن العمل هي من ستقرع باب مكتبي
قلت وانا ابادله الابتسام: -ارحمني يا كلارك وكف عن السخرية قليلا لقد جئتك في امر جاد ثم الا تظن ان كل هذه السخرية لا تتوافق مع سنك
قال في استمتاع: -اولا: لاعلاقة للسن بهذا ثانيا: لا تقلقي انا لا اتعامل مع احد غيرك هكذا
عقدت حاجباي في ضيق وقلت حاولة السيطرة على نفسي: -سأخذ هذا في صميم الاعتبار والان الى ما جئت لأجله.

نظر لي بإهتمام فقلت: -اريدك ان تنظر الى جرح معين
قلتها وانا اشير الى ظهري فقام من خلف مكتبه وهو يقول: -ولم انا؟ انت تعلمين انه رغم كوني رئيس فرقة الأطباء هنا إلا انك لا تدخلين تحت مجال عملي فشاهين هو المسؤل عنك انت وغيرك ممن...
قاطعته قبل ان يكمل قائلة: -اعلم لكني لظروف معينة لا استطيع سؤال شاهين حاليا
تنهد ثم قال: -حسنا اريني ما تريدين.

قمت بفك ازرار زيي العسكري لأريه ظهري وبمجرد ان رأه اتسعت عيناه وهو يقول:
-ما هذا؟
-ماذا تعني؟
-اعني ما هذا الجرح؟ انه غير ملتئم ومع ذلك لا يوجد نزيف فكيف وهو جرح بهذا العمق؟
تنهدت وقلت: -كما انه لا يؤلمني على الاطلاق
قال بتعجب: -لا يؤلمك؟!
ثم شعرت بيده تضغط على الجرح وهو يقول: -الا تشعرين بأي نوع من الألم؟
-لا، ليس الان على الأقل
توقف ثم نظر لي وقال: -ليس الان؟ اتعنين انه يؤلمك في اوقات معينه.

فأومأت برأسي وقلت: -عندما استدعي التنين
ابتعد عني وعاد الى مكتبه وهو يقول: -يمكنك اعادة وضع ملابسك
وهكذا فعلت ثم جلست امامه فقال: -صف لي ما تشعرين به عند استدعاء التنين؟
-اشعر بأن ظهري يخرق من جديد وكأن سيفا يشقه اني اشعر بألم شديد
عقد حاجبيه وصمت فقلت بفضول: -ماذا تظن؟
قال وهو يحرك شفتيه في عدم ارتياح: -كيف اصبت بهذا الجرح؟

قلت بلا مبالاه: -انا لم اصب به فقد كان الهجوم موجه نحو التنين لكن بعد ذلك ظهر هذا الجرح
قال وهو يحك رأسه: -انا لست متأكدا لكن يمكن القول بأن هذا الجرح ليس لك بل للتنين
-اذن لقد كان سيد شداد محقا
نظر لي بتساؤل فرويت له ما اخبرني به سيد شداد فقال: -اذن لماذا اتيتيني ان كنت على علم مسبق بماهية هذا الجرح؟
نظرت اليه وتنهدت وانا اقول: -اريد رأيك يا كلارك الا ترى اي شيء اخر او اي ابعاد اخرى لهذا الجرح؟

نظر لي بجدية وقال: -اتعنين استنتاجي؟
اومأت برأسي فصمت فترة ثم اجاب: -اذن فأنا اؤكد شكوكك وادعمها بقوة وان لم اكن على دراية كبيرة بالطفرات
اتسعت عيناي وقلت: -اتعني؟!
-اجل اعتقد انه في كل مرة سيصاب فيها التنين ستتأثرين انت وكأنك انت من يصاب.

عقدت حاجباي فانا اردت ان ينفي ما توصلت اليه بشده لكنه تابع: -لكن هذا غريب، اعني ليس من الطبيعي ان يتأثر صاحب الطفرة بها المفروض هو العكس في الواقع ان تتأثر هي به وبمشاعره
-لست افهم.

-اعني على عكسك فإن هيثم مثلا عندما يجسد ذلك الوحش فأنه اذا اصيب لا يتأثر بها جسد هيثم انما يظهر التأثير بما يبذله من جهد وطاقة فتتأثر قوته من ضعف او قوة به هو وبحالته النفسية والبدنية كالإنسان العادي عندما يبذل مجهودا كبيرا فإن ذلك يرهقه ويؤثر على ادائه لأي عمل يحتاج الى مجهود
اومأت برأسي في فهم ثم قلت: -اذن ما الذي يحدث لي؟

-لست ادري لكن ارتباط قوتك بك قوي جدا اقوى من كونها طفرة وكأنها انت تماما كما تتأثرين بها تتأثر بك مما يعني انها...
قلت وقال في نفس الوقت: -ليست مجرد طفرة!
نظرت اليه بدهشة فقال وهو يشير الى صدري: -كأنها القلب والجسد
نظرت له بحيرة فبادلني نفس النظرة فقلت: -لكن ما قواي اذن ان لم تكن طفرة؟
-اسف يا كيسارا ها هو ما اقصى ما استطيع تقديمه لك فأنا لست متخصصا في هذه الامور.

ابتسمت وقلت: -لا تقلق فقد قدمت الكثير بالفعل
ثم قمت استعدادا للرحيل فاستوقفني عند الباب قائلا: -اعتن بنفسك فلا اريد رؤية جثتك في مشرحتنا
-سأحاول.

عدت الى غرفتي واستلقيت على فراشي افكر فيما يعنيه ما علمته الان؟ هل اسأل سيد شداد؟، لا، لا اظن انه يسجيبني على اية حال شعرت بالإرهاق ولا يزال امامي الكثير من الوقت حتى التدريب فأغمضت عيني في غفوة قصيرة حين فتحتها فجأه بعد ان احسست بحركة غير مألوفة على الفراش فقط لأرى سيد شداد جالسا على فراشي وهو ينظر لي بوجه هادئ ويقول:
-اهدئي هذا انا
بصوت مرتعش قلت: -س. سيد شداد!
-اجل.

قلت بخفوت: -لماذا؟، اعني لماذا انت هنا؟
اغمض عينيه وتنهد وهو يقول: -لأني لم اعد احتمل المزيد
قالها بخفوت بصوت اقرب الى الهمس وهو يقترب مني هل يبدو عليه الارهاق ام انها مخيلتي، قلت بتردد:
-لم تعد تحتمل؟
-نعم انا اريد المزيد من الطاقة انه دورك لتأخذي ما يفيض
نظرت اليه بعدم فهم فابتسم بهدؤ وقال: -كيسارا اعطيني يدك.

ود يده نحوي فوضعت يدي في يده دون تردد هنا شعرت بذلك الوهن المألوف يسري في جسدي وبتخدير يجري في اطرافي فقلت بثقل وخفوت:
-ما الذي يحدث؟
ابتسم مرة اخرى وهو يمد يده الأحرى ليزيح بعض الشعيرات التي سقطت على جبهتي الى ما خلف اذني وهو يقول:
-اني اعطيك الطاقة، الطاقة التي لم يعد جسدي يتحملها
ومع عدم فهمي الا اني تسائلت وقد بدأ وعيي يتسرب مني: -لم انا؟
-لأنك الإنسانة الوحيدة التي تستطيع.

ثم قال بمرارة: -مع اني لا اريد لكن لا خيار امامي
-انا. انا لا افهم
قال وهو يدفعني بلطف للإستلقاء على الفراش: -ستفهمين عما قريب سأخبرك عندما ينتهي التدريب
طبعا لم استطع التركيز في التدريب او ما يقوله شاهين بل لم استطع التركيز في اي شيء على الاطلاق سوى ما قاله سيد شداد و، تهادى الى مسامعي صوت ات من بعيد ثم بدأ يعلوا مع الوقت:
-. سارا. كيسارا. كيسارا!

عدت الى دنيا الواقع على صوت شاهين الذي لسبب ما بدى ضخما وهو يقول:
ماذا بك؟ هل انت بخير؟ هل ستظلين عندك الى الأبد؟
عندي؟! نظرت حولي لأجد اني على الأرض فنظرت الى شاهين وقلت: -كيف؟ اعني ما الذي حدث؟
نظر الى بتعجب ثم انحنى ارضا هو الاخر وهو يقول: -ماذا بك اليوم؟
-لا. لا شيء
-هل تظنيني احمقا انت تبدين اضعف واكثر ارهاقا اليوم كما انك لا تركزين معي مطلقا الى اين يذهب عقلك بالضبط ونحن في منتصف التدريب؟

قلت بإرتباك: -انه الوهن فقط و...
-الوهن؟ ايمكن!
ثم امسك بيدي وهو يقول وقد تلون وجهه كله بالغضب: -اذن هذا هو ما يشغلك، يبدو انك قد حظيت بحديث جيد مع سيد شداد
-ما الذي تعنيه؟
قال بغضب وهو يجذبني بعنف لأعتدل: -هل اخبرك اخيرا لم انت هنا؟ وانك مجرد اداة لوصوله الى ما يريد وأنه لا يهتم بك كما تشعرين انت نحوه؟
قلت بزهول وخوف: -ماذا قلت يا شاهين؟
-،!

قلت وانا اجذب ذراعه بعنف: -انا اداة؟ اداة لماذا؟ اخبرني ما الذي عنيته للتوا
كنت اتصرف بعصبية وصدمة مما سمعت بينما كل ما قاله هو: -اذن فهو لم يخبرك بعد
كدت ابكي وانا اقول: -يخبرني بماذا؟ اخبرني ما الذي يحدث هنا؟

قال بوجه خال من التعابير: -الم تفهمي بعد؟ انه يحتاجك لكي يحافظ على جسده فقوته اكبر بكثير من ان يتحملها جسده فلابد من التخلص منها عندما لا يستطيع جسده تحملها وانت هي الوحيدة التي تستطيع استيعاب مثل تلك القوة في جسدها
نظرت اليه بوجه مصدوم وعينين متسعتين فتابع: -انت مجرد اداة يحتاجها هو للحياة.

كان وقع هذه الكلمات على كالصاعقة لا يمكن، مجردة اداة؟ مستحيل مستحيل وانهمرت الدموع من عيني دون توقف وكيف لها ان تتوقف؟!

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة