قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والعشرون

فتحت عيناي بصعوبة وانا اشعر بألم شديد وبضيق واختناق لا يطاق، متى غفوت بالضبط؟ فكل ما اذكره هو كلام شاهين لي ثم لا شيء وعند هذه اللحظة لم اتحمل ففرت الدموع من عيني لا اريد ان اتكر ما قاله لي بعد ان بدأت اعتقد ان سيد شداد يبادلني شعوري تجاهه فجأه سمعت من يقول:
-شاهين ان عيناها تدمعان اعتقد انها استيقظت اخيرا.

فتحت عيني مرة اخرى ونظرت حولي، اين انا؟ لم كل شيء ابيض حتى ملابس هؤلاء القوم؟ هنا تغيرت الصورة الى وجه شاهين القلق وهو يقول لي:
-لا تقلقي يا كيسارا ستكونين بخير
ما الذي يتحدث عنه؟ هنا لاحظت شيئا انا اعرف هذا المكان، نحن في الجناح الطبي من القلعة لماذا؟ هببت بسرعة من وضع الإستلقاء الذي كنت فيه فأتاني الم كالصاعقة ودوار وغثيان بينما اندفع عدد من الممرضين يعيدونني مكاني وشاهين يهتف:.

-ما الذي تفعلينه؟ لا تتحركي هكذا فجأه لقد استيقظت لتوا اخيرا فلا تعرضي نفسك لأي الحركات المفاجئة
نظرت له بدهشة وانا اقول: -شاهين ما الذي يحدث؟ لم انا هنا؟
عقد حاجبيه وقال: -الا تتذكرين؟
-اتذكر ماذا؟
قال بندم: -بعد حديثي معك انتابتك احدى نوباتك وقد كانت شديدة خصوصا بعد ما حدث مع شيد شداد فجسدك كان ضعيفا جدا
قلت وانا احاول استيعاب ما يقول: -احدى نوباتي؟
اتسعت عيني واكملت: -اتعني؟

اومأ برأسه بصمت فقلت وانا اعض على شفتي: -لكني لم امر بأيها منذ فترة طويله
اذن فهذا يفسر الألم الذي اشعر به الأن نظرت الى شاهين لأجده يتحاشا النظر لي فهو السبب لتلك النوبة او بالأحرى كلامه لقد انفعلت بشدة لدرجة ان احدى نوباتي المرضية من انخفاض حرارتي او فقدان الوعي قلت مازحة لأخفف شعوره بالندم:
-الى كم انخفضت حرارتي هذه المرة؟

نظر لي بغضب ثم صاح بي: -لا تستخدمي شيء كهذا للمزاح لقد كدنا نفقدك منذ قليل ان المهدئات لم تقم بأيي مفعول
خفضت نظري وتمتمت: -اسفه
ثم بدون وعي مني تذكرت مجددا ما قاله لي فقلت بصوت منخفض: -هل تظن فعلا اني مجرد اداة؟
نظر لي وقال بمرارة: -فلتنسي ما قلته لك لقد كان بدافع الغضب ثم عليك ان تهدأي ان كنت تريدين الخروج من هنا اليوم.

ثم اتجه نحو الباب قائلا: -في نهاية هذا الأسبوع سيختبر سيد شداد الى اي مدى تطورت قواك
استدار راحلا فقلت: -شاهين انتظر
لكنه قال دون ان ينظر لي: -انا اسف
ثم اغلق الباب خلفه ورحل فتنهدت وقلت: -ماذا الأن؟

هل ما قاله شاهين صحيح لقد قالها سيد شداد من قبل انه يقوم بنقل طاقته إلى لكن ما انا ليستطيع جسدي تحمل طاقة لا يتحملها جسده هو؟ هل انا بالفعل اداه؟ اهدئي يا كيسارا لا شيء سيحل بالإنفعال فقط لأستريح من كل هذا اغمضت عيني مستسلمة للنوم.

خلال الأيام التاليه حاولت نسيان ما قاله لي شاهين لكني لم استطع وبالطبع لم اقابل سيد شداد مذ ذلك الموقف فأنا لا ادري كيف سأواجهه لكن لقائي به يقترب فغدا سيختبرني بنفسه وانا على يقين اني لن استطيع اخفاء ما اشعر به امامه مطلقا لذا يجب على ان اهيئ نفسي للمواجه قلتها لنفسي وانا ارفع يدي محطمة ما امامي من اشجار الغابة بواسطة المجال فشاهين قد علمني كيف استخدمه للعديد من الأمور بخلاف حماية نفسي خلفه وكذلك كيف يمكنني التحكم بمدى قوة هجمات التنين لكي لا اقتل احدا كما كدت افعل مع جراد، هل كان على شاهين اخباري بهذا؟ الهذه الدرجة يريدوني ان اتوقف عن حب سيد شداد؟ كيسارا. كيسارا ركزي فيما انت فيه الأن...

(( -هذه هي المرة التاسعة الى الأن
قالها هيثم وهو جالس في مكتبه امام كومة من الأوراق كان يحاول التركيز فيما بين يديه لكن مع ما يحدث في الغابة كان الأمر مستحيلا فقد كان يشعر بكل مرة تستخدم فيه كيسارا قوتها وهي تفرط استخدامها الى درجة تجعل تجاهلها مستحيلا سيصاب بالجنون بالتأكيد ان استمر الأمر على ما هو عليه فقواه حساسة لكل القوى المجاورة له هنا اغمض عينيه فجأه عندما شعر مرة اخرى بقوى كيسارا فقال:.

-هل تنوي تدمير الغابة الليلة ام ماذا؟
لابد ان هناك ما يضايقها هكذا فكر لكنه كان عاجزا عن اخذ قرار مناسب هل يذهب اليها ام الى شاهين نعم هو على علم بما يحدث بينهما وإن كان كل ما يعرفه هو ما استنتجه من طريقة تصرف الإثنين مع بعضهما فلابد وان شاهين قد صارحها بما يشعر به وبما ان كيسارا لا تبادله الشعور فقد جعل هذا علاقتهما متوترة بالتأكيد، توقف لحظة عن التفكير ونظر الى اوراقه وهو يبتسم قائلا:.

-الان اعتقد اني سأعود الى عملي
فقد شعر للتو بتوقف كيسارا عن استخدام قوتها وكذلك بوجود شخص معين بجوارها))
-جراد؟ ّ!
قلتها في دهشة ثم تابعت: -ما الذي تفعله هنا في هذه الساعة؟
نظر حوله والى الدمار الذي احدثته بقواي ثم قال: -انا فقط لم استطع النوم فكنت اتجول هنا وكما ترين كان من الصعب عدم ملاحظتك
قلت بعنف: -ما اقوم به تابع للتدريب
قال بهدؤ: -حقا
فقلت بحدة: -ما الذي تريده يا جراد؟

-لا شيء لكن يبدو انه انت من يريد شيئا
فصمت فقال: -تبدين مختلفة عنما رأيتك عليه
خفضت نظري ولم اجب فتابع ناظرا الى ما حولي من دمار: -اذن هكذا تبدين وانت غاضبة
قلت ببطء: -انا. انا لست غاضبة...
ببرود رد علي: -احقا؟
تنهدت وجلست على جزع محطم ومن ثم قلت: -انا فقط لا ادري ماذا يجب على ان افعل؟ او حتى كيف اتصرف؟
ثم لا إراديا بدأت دموعي بالهطول نظر لي ثم خرجت منه ضحكة صغيرة فقلت:
-ما المضحك فيما اقول؟

عاد الى هدوئه: -لا انا فقط لا اتصور انك انت نفس المرأه التي جندتني منذ شهر فقط
وقف امامي وقال: -انا لست مهتما بمعرفة ما يزعجك لكن لابد وانه يستحق ليؤثر فيك هكذا لذا سأخبرك بما ظننته عندما كنت على وشك الإنتحار.

انحنى على واكمل: -انت اقوى مما تظنين يا كيسارا وما يظنه الأخرين ضعفا انت تقومين به وبسهولة شديدة عندما قمت بتجنيدي لم افهم بالضبط ما الذي تفعلينه في صفوف جيش ابيس؟ او حتى ما الذي رأه فيكي شداد ليختارك لخدمة هذه البلاد؟ لكني بعد ما حدث افهم تماما ان شداد لم يكن يعبث عندما اعطاك انت مهمة تجنيدي ربما لأنك الوحيدة القادرة على ذلك
-لكن هذان امران مختلفين.

-على العكس انا اثق بأنك ستجدين حلا لم تمرين به كما فعلتي معي
اراحني كلامه كيرا ابتسمت وقلت: -لقد تكلمت كثيرا وهذا غير معتاد
-ربما لأنه من السهل التحدث اليك
قلت وانا التفت حولي: -ان كنت قد ابكرت في مجيئك قليلا كنا قد انقذنا حياة بعض الأشجار
قال بنبرة ذات مغزى وهو يرفع بصره الى القلعة: -او انقا ذ عقل احدهم من الجنون
لم افهم ما قال لكني في هذه الليلة عدت الى غرفتي مع جراد بعد ان هدأت قليلا.

تراجعت الى الخلف بقوة لكني لم اسقط ولن افعل وصوت سيد شداد يقول: -اهذا هو كل ما لديك؟
هتفت: -بالتأكيد لا.

ثم مرة اخرى هاجمت سيد شداد بموج عالية جدا من المجال المغناطيسي لابد وان اجهزة القلعة تأثرت بكل هذه الموجات لكن سيد شداد لا يبدو عليه التأثر بينما انا اغلي غضبا مما اشعر به داخلي وبكل عزيمتي زدت من هجماتي وانا اتذكر جيدا ما علمني اياه شاهين واخيرا تراجع سيد شداد للخلف قليلا اجل لكني لن اتوقف عند هذا فأنا اغلي غضبا وهذه طريقة جيدة لتفريغ غضبي المزيد من القوة هذا هو ما اريد صحت:
-المزيد.

(( هذا ليس اختبارا انها تقاتل كما لو انها في مهمة كما لو اني عدو حقيقي هكذا فكر شداد وهو ينظر الى كيسارا والى مدى عزيمتها في مهاجمته واسقاطه ارضا لكن ما تفعله ليس كافيا، ليس كافيا على الطلاق فقال:
-لا يمكنك هزيمتي بهذا المستوى يا كيسارا
ثم لوح بيده لتتبعها صاعقة كهربية كالبرق لتطيح بكيسارا وتتراجع هذه الأخيرة للخلف قبل ان تسقط ارضا فقال شداد:
-اريني المزيد
صاحت في تصميم: -سأفعل.

ثم تغيرت عيناها لتصبحان لونا واحدا فعقد شداد حاجبيه فهي تستدعي التنين هو لم يتوقع ذلك اذن فهي تأخذ الأمر بجدية، قال بجزل:
-لنرى الى متى ستصمدين اذن ))
كنت الهث بقوة فقد استهلكت الكثير من طاقتي اشعر بإرهاق شديد ان التنين يهاجم سيد شداد منذ فترة لكن ومع كل هذا فإن سيد شداد لم يتقهقر وانا لم اعد املك المزيد من الوقت والطاقة قبل ان انهار تماما يجب ان افعل شيئا...
<< اطلقي سراحي>>
ماذا؟، هذا الصوت مجددا.

<<لا تقيدين بحدودك>>
هل هذا هو التنين؟ هل يقصد ما علمني اياه شاهين في كيفية السيطرة على قوة هجماته لكي لا تكون النتيجة مروعة كما هي العادة؟
<<الا تريدين هزيمته؟ >>
اريد لكن...
<<اذن اتركي لقواي العنان>>
لكن ماذا اذا...
<<هل تريدين ان تُهزمي؟ >>
لا، لا اريد
<<سأمنحك النصر الذي تريدين>>
ل. لك ما تريد
حينئذ شعرت بتدفق القوة يسري في عروقي وبشفتاي تتحركان من تلقاء نفسيهما:
-دمر.

فقط ليصدر التنين هجمة مدمرة قوية نحو سيد شداد هنا ادركت ما فعلت اني سمحت لغضبي بأن يعميني وان من هاجمت للتو هو الرجل الذي احب كان الضوء الناتج عن الهجوم شديدا الى درجة اعمتني فلم اعد ارى ما يحدث لكن ومن وسط هذا الضوء هالات سوداء بدأت بالظهور ثم منها بدأ مسخ بشع المظهر والهيئة بالتكون منها وبسيد شداد يشير الى ويقول:
-هذا يكفي.

لا ادري كيف لكن التنين اختفى ومن حولي التفت نحوي تلك الهالات السوداء جاذبة اياي نحو سيد شداد ثم بدأت تلك الهالات تعتصرني فتأوهت وقال سيد شداد ممسكا بذقني بعنف وهو يقول بحدة:
-هناك حدود للهجوم في التدريبات فالزميها فهذه ليست معركة
نظرت له بعينين متسعتين دامعتين وجسد يرتجف خوفا نعم خوفا من ذلك المسخ ومن طريقة سيد شداد الذي حين شعر بارتجافي ونظراتي نحو ما خلفه وضع يده مغطيا عيني وهو يقول بنفس الطريقة:.

-يكفي ما رأيت الى الأن
ثم شيئا فشيئا بدأت تلك الهالات تتراخى من حولي ثم رفع سيد شداد يده من على عيني لأرى اننا قد اصبحنا على الأرض وان ذلك المسخ المرعب قد اختفى وامامي سيد شداد يصيح بغضب:
-ما الذي حدث للتو ايتها المقدم؟
لم اجب فقال بنفاذ صبر: -اخبريني ماذا كان هذا يا كيسارا الأن
خفضت نظري الى الأرض وصمت خوفا من المواجه فرفع وجهي اليه وقال بصرامة:
-ان لم تخبريني بنفسك فسأعرفه بنفسي.

اتسعت عيناني في رعب وقد فهمت الى ما يرمي فقلت بسرعة: -لا، لا ارجوك سأخبرك بنفسي
صمت في انتظار ما سأقوله فقصصت عليه ما قاله لي شاهين وحين انتهيت صمت لدقائق مرت على كالدهور ثم قال:
-وماذا ان كان صادقا؟
قلت بعدم فهم: -ماذا؟
-ماذا ستفعلين ان كان ما قاله صحيحا؟
قلت دون تردد رغم الجزع والألم الذي اشعر به: -سأظل تحت امرك
رد على الفور: -وهذا هو كل ما تحتاجين الى معرفته الى الأن.

شعرت بقلبي يشق الى نصفين والى دموعي تتجمع من جديد لكنه قال وهو يقترب مني:
-حتى وإن كان هناك المزيد
لم اصدق ما سمعت بل ان الزهول لا يصف ما اشعر به حاليا لم اتمالك نفسي وهو على هذا القرب مني فاحتضنته بقوة ولدهشتي لقد ضمني اليه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة