قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والستون

انا حقا لا افهم ما الذي يحدث، لكني لن اعترضهم فلن استطيع فعل او فهم شيء اذا تم حبسي في غرفتي لذا قلت لراي:
-انا لن اتركك هناك لكني بحاجة لأن افهم
قابلتني نظرات راي المستنكرة فقلت: -لا تقلق، فسأخرجك
ثم تركتهم يذهبون به، على الفور اتجهت الى مكتب شاهين لأجد الحرس يعترضونني واحدهم يقول:
-ممنوع الدخول يا سيادة المقدم
بتعجب قلت: -ماذا؟ لماذا؟!

رد الحارس بحذر: -لقد امر سيادة الجنرال بعدم ازعاجة حتى التاسعة فهو مشغول، يمكنك زيارته بعدها
ضاقت عيناي وانا اقول: -بل ادخل الأن ان الأمر عاجل ولا يحتمل التأخير
فكان رده: -اسف يا سيادة المقدم
ولم يتحرك من مكانه حينها هتفت رغم علمي ان الجدران عازلة وغالبا لن يسمعني شاهين من هنا:
-قلت تنح...
قاطعنا دخول جندي ثان جاء ليسلم شيئا ما وهو يقول: -المستندات المطلوبة.

فتسلمها منه احد الحراس الواقفين على الباب ثم طرقه وفتح الباب فصحت:
-ادخلني الأن لا تجعلني استخدم القوة في هذا
لكن الحارس امسكني محاولا منعي. هل استخدم القوة بالفعل؟ المشكلة اني ان فعلت ستكون جريمة وبالتأكيد لن يكون العقاب هينا يكفي ان سيد شداد لم يحدد كيف سيعاقبني على عصياني للأوامر بعد، توقفنا جميعا عن الحركة حين سمعنا صوت شاهين عبر الباب المفتوح يقول للحارس الذي قد دخل اليه بالفعل:.

-ما كل هذه الضجة؟
تلعثم الحارس وهو يجيب: -أ. أعتذر يا سيدي لكن سيادة المقدم كيسارا تصر على مقابلتك والحراس يمنعونها بناء على اوامرك
تنهد شاهين ثم قال: -ادخلها واغلق الباب
اشار لهم الحارس فأفسحوا الطريق فدخلت وخرج ذلك الأخير فلم يبقى غيري انا وشاهين في المكتب ويبدو انه كان مشغولا فعلا فمكتبه ممتلئ بالملفات واوراق لا حصر لها، لكن هذا لا يعني ان اصمت مثلا فقلت وانا اعقد يداي على صدري:.

-ما معنى هذا يا شاهين؟
رد بهدوء وقال: -ما معنى ماذا؟
قلت بحدة: -انت تعلم عما اتحدث فلا تتغابى معي، لم امرت بحبس راي؟
رد بنفس النبرة: -انه ليس حبس مجرد اجراء وقائي
-اجراء وقائي؟ من ماذا؟ اخبرني لم امرت به؟
اعتدل وقال: -ليس وكأن الأمر صدر مني انها اوامر مباشرة من سيد شداد، وانا لا اعلم لماذا
قلت بحنق: -بل تعلم فلا تتحامق معي فكلنا نعلم انك اكثر من يثق به سيد شداد لذا قلها مباشرة انك لن تخبرني بما اريد.

رد ببساطة: -اذن لم تسألين؟
كان الرد مستفزا وانا لم اعد اتحمل فقلت: -انا لا ادري ما تنون او ما يريده سيد شداد من هذا لكني لن انتظر الإذن لأتصرف
واستدرت مغادرة لكنه اوقفني قائلا: -إن كنت تنوين الذهاب الى مكتب سيد شداد فلا تفعلي فهو لن يقابلك على اية حال.

نظرت له في غضب قبل ان اخرج من المكتب وكل ذرة في كياني تشتعل غضبا وغلا، علمت ان سيد شداد لديه اجتماع الأن وادركت انني لن استطيع مقابلته حاليا لكن هذا لا يعني ان اقف مكتوفة الأيدي، اتجهت الى الطابق الثالث وكلي عزم على اخراج راي من هناك وبمجرد دخولي صحبني احد الجنود يسأل عما اريد:
-في اي غرفة وضعتم راي؟
-اتعنين الفتى...
لم اتح له فرصة ليكمل وقلت: -اين هو؟

ارتبك لكنه اجاب: -وضعناه في الجناح الشرقي من الطابق في الغرفة رقم 122 لكن هناك تعليمات بعدم زيارته
قلت بحزم: -لا بأس سأتحمل انا كامل المسؤلية، فقط اريد نقله الى احدى الغرف في الطابق ما قبل الأخير هو لن يمكث هنا لأكثر من هذا
احتج الرجل قائلا: -لكن ذلك الطابق مخصص لل...

-اعلم لمن هو مخصص لذلك ستنقله هناك وبمكنك متابعة باقي الأوامر بمنعه من الخروج ومنع زيارته ومراقبته على مدار الساعة لكنه لن يبقى هنا هل كلامي مفهموم؟
اومأ برأسه على مضض فقلت: -والأن افتح لي هذا الباب
-ل. لكن سيادة المقدم هذا خرق للأوامر و...
كررت بصرامة: -سأتحمل المسؤلية كما اخبرتك فإما ان تفتحه انت بهدوء او افتحه انا بالقوة ايهما تريد؟

اخرج الرجل بطاقة ثم مررها على قفل الغرفة ففُتح الباب وبالكاد دخلت حتى انقض على راي فأوقعني ارضا وهو يهتف في غضب:
-اخرجوني من هنا
فأمسكت كلتا يديه وانا اهتف: -هذه انا ايها الأبله
فتوقف ونظر للي للحظة قبل ان يقول بدهشة: -كيسارا!
ولم يتحرك فقلت: -سأكون شاكرة إن قمت من فوقي
فإعتدل وقال: -اسف لقد ظننتك احد الحراس.
ثم عقد حاجبيه وادار وجهه: -لا انا لست اسفا فقد تركتهم ليحبسونني هنا.

تنهدت وقلت: -انت تعلم انه لا يمكنني فعل شيء بالنسبة للأوامر لكن لا تقلق لقد اصدرت امرا بنقلك من هنا لكنك ستظل تحت المراقبة للأسف
تأفف في غيظ ثم جلس على احد الكراسي بالحجرة التي تكاد تكون فارغة وقال:
-انا اكره شداد
اقتربت منه وانا اسأل: -المهم الأن هل انت بخير؟ لم يؤذك احد اليس كذلك؟
مددت يدي اربت على رأسه فغمغم بصوت منخفض: -لم يكن ليجرؤ احد.

شعرت به يهدأ لكنه حاول اخفاء هذا فضحكت وقلت: -اجل لم يكن ليجرؤ احد
نظر لي وتقابلت عيناه الحمراوتين بعيني فاحمر وجهه حرجا وقال بصوت منخفض:
-كفي عن الضحك
وحاول التملص مني لكن محاولاته بائت بالفشل فابتسمت وقلت: -سأحاول
صمت فقلت بعد برهة: -راي كن صريحا معي اتعلم لم امر سيد شداد بحبسك؟
تغيرت ملامحه الطفولية في لحظة واحدة وفي نفس اللحظة لمعت عيناه بوهج احمر قبل ان تعودا كما كانتا وهو يقول:.

-ربما يعلم ما لا تعلمين
-ماذا تعني؟
رد بوجه خال من المشاعر: -سيخبرك يا كيسارا انا متأكد من انه سيفعل
هذا كان غريبا لكن لا يمكنني المكوث اكثر من ذلك حتى لا يرتاب الحارس فقلت:
-انا مضطرة للذهاب المهم هو انك بخير ولا تقلق سيقومون بنقلقك من هنا الى مكان افضل بكثير
اومأ برأسه ثم قال: -فقط افعلي شيئا لأحصل على حريتي
اومأت برأسي وقبل ان اذهب سألته: -هل تريد شيئا اخر؟

نظر لي في صمت وتنهد ثم ابتسم وقال: -فقط تذكري
واشار الى نفسه مكملا: -هذه هي حقيقتي
عقدت حاجباي ثم قلت مبتسمة: -انا اعرف.

ثم رحلت، ما فهمته ان سيد شداد يأبى مقابلتي كما اخبرني شاهين اذن فرصتي الوحيدة هي ان افرض نفسي عليه لن انتظر اذنه حتى اقابله وانا على يقين انه بمجرد ان ينهي هذا الإجتماع سيذهب الى مكتبه ثم الى جناحه وإن تبعته الى المكتب لن استطيع مقابلته لكن عند جناحة حيث الحراسة قليلة وتكاد تكون معدومة وهذه هي فرصتي لذا فقد استخدمت قواي على الإختفاء حتى دخلت الى جناحه لأنتظره هناك، الأن بعد فعلت هذا بدافع الغضب، اشعر بالإحراج انا في حجرة سيد شداد، ليس وكأنها مرتي الأولى هنا لكن، لا يهم. لا يهم فلنركز الأن على انتظاره حتى يعود، انتهى بي الأمر بالتحديق في الغرفة...

((انتهى الإجتماع فاتجة شداد الى مكتبه ليتابع التقرير الذي وصله للتو، تقرير عن مكان القلب الأخير مما يعني انها ستكون ليلة طويلة بالنسبة له.
جلس على مكتبه ليجد المزيد من التقارير، الطريف هنا انه وجد تقرير يفيد بنقل الفتى من الطابق الثالث فغمغم:
-كيسارا.

هذا متوقع لكن لوجوده داخل الإجتماع هو يعرف الأن، ازاح التقرير عن مكانه ووضع امامه ما هو مهم الأن، ظل شداد يعمل حتى اصبحت الساعة الثانية بعد منتصف الليل حينها قد وصل به الإرهاق مبلغه فهو لم يسترح مذ عاد من باراديس او حتى قبلها، ادرك انه لن يستطيع ان يتابع اكثر فابتعدت عن الملفات وهو يتنهد ثم قام من مكانه وتحرك مغادرا المكتب.

حين وضع يده على مقبض الغرفة ادرك على الفور ان هناك شيء خطأ، ففتح الباب بحذر ثم دخل بلا صوت ليشعر بوجودها قبل ان يراها مستلقة على كرسي مجاور للنافذة العملاقة خلفها فعقد حاجبيه وفتح فمه ليتحدث لكنه عندما اقترب وجدها نائمة على الكرسي، فتنهد قائلا:
-انت لا تتغيرين ابدا.

اقترب اكثر حتى اصبح امامها مباشرة وهو يتأملها وهي منضغطة على نفسها ورأسها مستند الى ظهر الكرسي وقد انسدل شعرها الأبيض على وجهها ليغطي ملامحها، لا يدري متى لكنه وجد يده تمتد لتزيح الخصلات الى خلف اذنيها ليظهر من خلفها وجهها مغمض العينين ومستكين تماما للمسته، جميلة جدا. هكذا فكر وهو يراها مستلقية في هدوء داخل غرفته هو. انه يريدها. يريدها بشدة لكنه لا يستحقها. وعما قريب ستعلم الحقيقة وحينها. وحينها فقط سيشعر بالندم لم فعل لأول مرة في حياته. في بعض الأحيان يتمنى انه لم يلقاها. فهي نقطة ضعفه الوحيدة والشيء الوحيد الذي لا يملك الحق ليملكه. لكنه ايضا لا يمكنه التخلي عنها، كيف جرى به الزمن ليتعلق بها هكذا؟ ماذا فعلت به وبحياته؟ حتى لإنه ليفكر في بعض الأحيان انه لا يريد ان يكمل في هذا الطريق لكي لا يفقدها ويفقد كل شيء. لكن الواقع هو نتاج ما بناه وعليه وحده ان ينهي ما تسبب به فمن سيغفر له؟ من سيفعل؟، هو لا يدري كيف جعلته يفكر هكذا. فعلا كيف جرى الزمن ليتعلق بها هكذا؟

تحسس وجهها وهمس: -كيسارا
لو ان شداد رأى ما يحمله وجهه الأن من المشاعر لأصاب بالذهول، بهدوء تحسست يده وجنتها وقال بخفوت:
-لم لا تستسلمين؟
ثم حرك ابهامه على شفتها السفلى وهو يقول: -سيأتي اليوم الذي سأخسرك فيه الى الأبد))
تعريف لشخصيات الرواية لأن البعض طلبها:.

الرواية قد تجاوزت السنتين في سردها واحداثها بالنسبة للأبطال: كيسارا(بطلة الرواية): (18-20) مقدم في جيش ابيس واحد اعضاء الفرقة الخاصة وطنها الأصلي: اورال، قواها: المجال المغنطيسي والتخفي والقدرة على استدعاء التنين، حاملة لقلب الروزين.
شداد (بطل الرواية): (27-29) قائد ابيس وحاكمها، وطنه الإصلي: ابيس، قواه: القدرة على استنساخ اي قوة والحصول على ذكريات وافكار الشخص بمجرد اللمس وحامل لقلب الموت.

شاهين: (22-24) وزير الدفاع واحد اعضاء الفرقة الخاصة وقد درس الطب قبل ان يصبح مجندا واكثر من يثق فيه شداد، وطنه الأصلي: انجلاند، قوه: التحكم في الظل وهي احدى اقوى الطفرات في العالم وهو احد الفرسان.

هيثم: (14-16) رئيس المخابرات واحد اعضاء الفرقة الخاصة وممن يثق بهم شداد، وطنه الأصلي: زونُس، قوه: ذكي جدا ويحفظ كل ما يراه او يسمعه ولو لمرة واحدة لديه قدرة فائقة في جمع المعلومات والشعور بكل القوه المحيطة به على مجال واسع لكن احد اهم قواه هي قدرته على خلخلة قوى وذلك عن طريق التلاعب بالإشارات العصبية التي يرسلها المخ، احد الفرسان.

كمال: (20-22) مقدم وهو ايضا قناص محترف كان يُعرف ب(الصائد في الظلام) واحد اعضاء الفرقة الخاصة وطنه الأصلي: زريها، قوه: التحكم في الرياح، احد الفرسان.
جِرْاد: (21-23) ملازم واحد اعضاء الفرقة الخاصة، وطنه الأصلي: دراجوسان، قوه: ذراعه اليمنى تتحول الى سيف عملاق نصله احد من اي الة عرفت على مدار التاريخ، احد الفرسان.

فيليب دي اوتوكلوك(مالك الساعة): (غير معروف) صديق قديم لشداد ويعلم الكثير عما حدث وما سيحدث، موطنه الأصلي: نووير، قواه: معروف بقدرته على تشكيل العقود والتحكم في الساعة، حامل لقلب الساعة.
سفريا: (21-23) سفيرة لدولة هيفين وعالمة اثار معروفة وصديقة مقربة لكيسارا، وطنها الأصلي: هيفين، لا تملك اي طفرات.
الأيزن جي سوريته(جيسور): (مئات السنين) الموطن الأصلي: ريوس، احد القلوب السبعة.

رِاي: (14) الموطن الأصلي: باراديس، حامل لقلب باراديس.
اريان الا: (30) حاكم رودوس موطنه الأصلي: رودوس، قواه: غير معروف
كريستوفر دومينو: (26) نائب رئيس رودوس موطنه الأصلي: رودوس، قواه: يمكنه معرفة صدق الحديث او كذبه ولوته القدرة على استخراج المعلومات التي يريدها مِن مَن امامه.
اري: (25) عقيد في جيش رودوس ولديه عقلية حربية جعلته مشهورا رغم صغر سنه.

سرجي: (21) جاسوس لدولة رودوس، موطنه الأصلي: ريوس، محصل يملك القدرة على انتزاع القلوب من حامليها.
اوراكل: (45) احد وزراء اورال، موطنه الأصلي: اورال، باحث وعالم ويعلم الكثير عن القلوب وحامليها وكيفية التحكم ببعضها.
الفصل القادم غدا بإذن الله.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة