قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والثلاثون

((رأها متجه نحو مكتب شداد فلم يتمالك ان يتذكر كيف بدت امس في الحفل بذلك الفستان الأبيض وقد تلائم مع لون شعرها وذاك الأخير مرفوع ليظهر عنقها بوضوح لقد كان محظوظا حين وافقت على حضور الحفل معه لكنها كالعادة لا يمكن ان تتصور ما الذي يريده او ينتوي ويبدو ان عليه ان يبذل مجهودا اكبر عاد بذهنه مجددا ليراها وهي تطرق الباب قبل ان يسمح لها بالدخول الى مكتب منافسه ان صح له ان يفكر لأن كيسارا لم تعطه فرصة ليكون منافسا لأحد فيها فولائها لشداد غير قابل لتزحزح تنهد وقد بدأ يتحرك عائدا الى مكتبه والى عمله فمنذ هذه اللحظة ستختلف الأمور تماما ان الكثير من الحقائق على وشك الظهور للعلن لقد بدأ شداد بتحريك اول قطعة شطرنج على اللوحة بعد طول انتظار والتي تصادف انها كيسارا)).

وقفت امام مكتب سيد شداد حتى امرني بالجلوس ففعلت قال بهدوء: -انت هنا لأني سأكلفك بمهمة خارج البلاد
نظرت له بدهشة وقلت: -انا؟!
-اجل
صمت لفترة فأنا لا اذكر ان سيد شداد اعطاني مهمة فعلية منذ حادثة السفينة مع شاهين ثم بعدها حدثت الكثير من الأمور اهذا يعني ان سيد شداد يثق بي للقيام بمهمة فعلية؟ بدأت اتحمس فقلت:
-وحدي؟
-اجل، تبدين سعيدة
قلت: -انا كذلك.

رد بجدية: -ان مهمتك لا تحتمل مثل تلك الأمور لذلك اتخذي الأمور بجدية نحن لسنا هنا للهزل
انكمشت في مقعدي يبدو ان مزاجه سيء صمت في محاولة مني لعدم اغضابة لكنه قال:
-اليس من المفترض ان تسألي عن طبيعة المهمة؟
قلت بخفوت: -ا. اجل
نظر الى الملفات التي امامه ثم قال: -المراقبة وجمع المعلومات
نظرت اليه بتساؤل فدفع ملف إلى وهو يقول: -عن هذا الرجل.

نظرت الى الملف الذي في يدي لأرى صورة لشاب في منتصف العشرينات اشقر الشعر ازرق العينين هذا ان امكنك رؤيتهما فهما ضيقتان جدا بينما اكمل سيد شداد:
-لإثبات انه جاسوس والقاء القبض عليه وستتعاون معنا حكومة الدولة التي يتواجد فيها الأن فهم يشكون فيه ايضا
-وهذه الدولة هي...
-ريوسي، مهمتك تنحصر في التنكر كطالبة في نفس الجامعة التي يرتادها محاولة التقرب منه لمراقبته والتأكد من ان كان جسوسا بالفعل ام لا.

قلت بتعجب: -على حد علمي هذه امور ريوسية لماذا نتدخل بها نحن؟
ابتسم بمكر ثم قال بسخرية: -لتحسين العلاقات ربما
اذن فهي ليست لتحسين العلاقات بالتأكيد لكن على اية حال لا تبدو مهمة صعبة الى هذا الحد بل ليست صعبة على الإطلاق فقلت:.

-لماذا انا؟ اعني لماذا لم تستعن ريوس بعملائها لمثل تلك المهمة السهلة ثم لم انا بالذات وانا بالكاد اتحك بقوتي ان اي احد اخر من افراد الفرقة الخاصة سيكون اقوى بالتأكيد اذن فالأمر لا يتعلق بالقوة فلماذا اخترتني انا؟
صمت لفترة ثم قال: -منذ متى وانت تمتلكين الجرأة لمجادلتي؟
قلت صاغرة: -انا اسفة لم اقصد
-سيعلمك هيثم بالتفاصيل وتجهزي فسنسافر خلال يومين
قلت باستغراب: -نحن؟

-اجل فأنا سأجتمع مع الحكومة الريوسية
اوه حسنا اظن ان هذا وقت خروجي من هنا فوقفت وهممت بالإستئذان للخروج لكن سيد شداد اوقفني قائلا:
-هل استمتعتي بليلة امس؟
قلت بارتباك فلم اكن على استعداد لهذا السؤال: -ل. ليلة امس؟
-اجل هل نسيتي؟ الحفل، مرافقتك لشاهين ومقابلتك لكريستوفر دومينو.
قلت بذهول: -كيف عرفت؟
-من السذاجة الا تظني ان كل ما يحدث في هذه البلاد صغيرا او كبيرا لا يصل لي.

نظرت له عاجزة عن الكلام فتابع: -اذن هل استمتعت امس؟
احمر وجهي على ذكرى امس من الحرج والغضب معا فقلت بعصية: -لا. لا ادري ثم لم السؤال على اية حال؟

لسبب ما اشعر انه غاضب لماذا ماذا فعلت انا؟ عموما استأذنت للخروج وذهبت، مر اليومين التاليين وانا ادرس الملف الذي اعطانيه سيد شداد وايضا احاول معرفة كيف سأتقرب من ذلك الشاب وانا التي لم تدخل مدرسة او كليات من قبل فيما عدا الحربية طبعا فقط اتمنى ان تمر هذه المهمة على ما يرام لأني لست مرتاحة على الإطلاق.
ريوس-العاصمة-الثانية ظهرا.

داخل مكتب هو من افخم ما يكون جلس سيد شداد ووقفت انا امام رئيس روسيا بنفسه وخلفه نائبه الحق يقال ان روسيا اقل ما يقال عنها انها باردة كانو يتحدثون بالريوسية وانا لا اتقنها فقط بعض الكلمات لذلك لم افهم شيء ولم اهتم ما لاحظته ان الرئيس الريوسي كان يتحدث الى سيد شداد باحترام مبالغ فيه رغم اني اعلم انه يكرهه ثم التفت لي وقال بلغة ابيس وهو يرفع احد حاجبية في استخفاف:
-انت من سيقوم بالمهمة.

اومأت برأسي وانا اقول: -نعم
-هل انت مؤلة للقيام بمثل تلك المهام
قلت بثقة: -بالتأكيد
قال النائب: -انت حتى لا تجدين لغتنا
قلت بهدوء محاولة الا انفعل: -لن احتاجها فالجامعة تحوي الكثير من الأجانب كما ان ملامحي لا توحي بأني ريوسية على اية حال
قال الرئيس فيما يظن انه مزاح: -اذن انت لست وجه فقط بل وتملكين عقلا
ما الذي يعنية هذا ال، ايعتقد انه لمجرد انني فتاة فبلا عقل او فائدة؟ قال سيد شداد ببرود:.

-نحن لا نهدر جهودا لتكون النتيجة وجها فقط كغيرنا
تجاهل الرئيس السخرية الواضحة في صوت سيد شداد ثم قال: -اذن فقد سمعت انها احد الذين تأثروا بالإشعاع فما الطفرة التي تمتلكها؟
نظرت الى سيد شداد في تساؤل فهز رأسه موافقا فنظرت امامي وبدأت بتكوين مجال مغناطيسي كان يمكنني بسهولة رؤية الأعين المتسعة للنائب ثم اختفيت فشهق النائب مما جعلني اوقف العرض كله وانا انظر له بانزعاج وقال الرئيس:.

-ارى ان المهمة لن تكون صعبة بلنسبة لك
وعلى هذا انتهى الإجتماع وحين انفردت بسيد شداد قال لي: -كيسارا انا احذرك من التفوه بأي شيء مهم او سري هنا واعتبري نفسك مراقبة طوال الوقت
-حاضر.

هذا كان تحذيره وقد كان اخر حديث دار بيننا حتى بدأت انا بمهمتي. فكرت في هذا وانا اخطو اولى خطواتي داخل الحرم الجامعي، طلاب في كل مكان لست ادري كيف بإمكاني التكيف معهم او حتى تقليدهم لكن يبدو ان اعمارنا متقاربة بالمناسبة كنت ارتدي شعرا مستعارا اسود اللون يبدو ان لون شعري الطبيعي يلفت الأنظار اكثر من الازم، اكملت سيري الى المدرج حين رأيت هدفي ذلك الطالب الأشقر ذي العينين الضيقتين حسنا يا كيسارا لابد ان املك نوع من المحادثة معه هكذا سرت نحوه وانا انظر الى جهة اخرى حتى اصطدمت به واوقعت حاجياتي فقلت معتذرة وانا الملمها:.

-اسفة
قلتها بالبراديسية فلغة باردايس هي اعم واشمل لغة (ما استحدث منها فقد حرمت اللغة الأصلية) الكل يتعلمها فرد عليا بمثلها لكنه لم يعرض المساعدة كما تصور بل على العكس قال بخشونة:
-انظري اين تسيرين
حتى لو لم يكن ما تصورته لكن على انتهاز الفرصة فقلت: -لم اقصد ثم يمكنك تنبيهي بطريقة افضل
نظر لي باستخفاف وقال: -والا ماذا؟

هذا ال، انه يدفعني دفعا الى شجار لكن ان كانت هذه هي الطريقة الوحيدة فلا بأس ان اكملت على طول الخط فقلت بسخرية:
-ستندم ثم انت لا يمكنك ايذائي.

ضحك لزملائه وقد اجتمع الطلاب حولنا للمشاهدة ثم دون سابق انذار كور قبضته واتجه بها نحو وجهي فقط للعلم هو ضخم جدا جدا بتلقائية امسكت قبضته لأمنعها من الوصول الى وجهي لكنه كان قويا جدا وشعرت بأن كفي سيتحطم فلم يكن مني الا ان استعين بالمجال لكن عند كفي فقط بطريقة غير مرئية حينها تمكنت من صد قبضته فنظرت له بسخرية لأراه ينظر لي في دهشة فقلت:
-ناديا ريموند كوربوف انت سيرجي اليس كذلك؟
قال: -كيف عرفت اسمي؟

-انت مشهور ان الطلبة لا تكف عن ذكر الطلاب المسببين للمشاكل امثالك
قال بغضب: -من الواضح انك تبحثين عن شجار
قلت ببراءة: -لا ابدا هذه المرة كان الحظ في جانبي لا ادري في المرة القادمة قد تحطم هذه القبضتة وجهي وانا انوي الإحتفاظ به هكذا
قال بتأفف وهو يستدير راحلا: -خيار جيد.

فسرت خلفه وانا افكر لقد شعرت بشعور غريب جدا عندما لامست قبضته يدي كأن قلبي ينقبض لست ادري ان كان قلبي بالضبط فقد شعرت بها في كل كياني هنا استدار الى وقال فجأة:
-لماذا تتبعينني؟
هتفت باستنكار: -انا لا افعل بل انا ذاهبة الى نفس المدرج.

نظر لي بحنق ثم اكمل طريقه فعدت بأفكاري الى يدي حين لامسني مرة اخرى هذا لا يبشر بالخير ثم نظرت الى ظهره انه لا يبدو لي جاسوسا على الإطلاق مجرد طالب مثير للمتاعب واحمق الى حد ما ثم انه مشهور بين الطلبة كيف يمكن له ان يكون جاسوسا؟ فجأه اصطدمت بشيء طلب اظنه حائطا لكن حين رفعت رأسي لأجد نظرات سيرجي الحادة تخترقني وهو يقول:
-هلا كففت عن الإصطدام بي ان كنت تريدين الحفاظ على وجهك هذا.

قلت بتلعثم: -اسفة. لكن هذه المرة لم اقصدها
نظر لي بشك وقال: -ماذا تعنين؟
بتوتر قلت: -لا شيء. لا شيء
كدت اكشف نفسي الأن فلتركزي قليلا يا كيسارا ثم دخل المدرج فدخلت خلفه وخلال الساعات التالية ادركت كم كنت محظوظة لأني لم ادخل كلية قط قبل الأن.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة