قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والثلاثون

مرت الأيام التالية عبارة عن حلقة لا تنتهي من الملاحقات والجدل مع سرجي حتى اني كدت انسى اني في مهمة مراقبته لم تجدي بشيء اكاد اقسم هذا مجرد طالب عادي بكل المقايس ما جنيته هو كره غير طبيعي للكلية خصوصا واني لم افهم شيء على اية حال كان كل شيء عادي حتى اني وصلني امر بإيقاف التحقيق لفترة لشكهم ان المعلومات التي تلقوها عن سرجي خاطئة كان هذا حين لاحظت اختفاءه المتكرر في اوقات المحاضرات وحتى عندما اراقبه فإذا رفعت عيني عنه للحظة اختفى وخلال متابعتي لتحركاته دائما ما افقده حتى اصبحت اعتقد انه يضللني قاصدا وكأنه يعرف اني اراقبه لكن هذا غير ممكن اليس كذلك؟، كنت الأن في المدرج استمع لأحد المحاضرات حين سمعت من يقول بصوت هامس وهو يجلس بجواري:.

-كيف حالك يا ناديا؟
رفعت عيني لتقابل عيني سرجي الضيقتين وابتسامته التي توحي بشيء من الإستخفاف الى حد ما فقلت:
-اتمنى الا تكون هنا لمشاكستي فأظن اننا اكتفينا من هذا اولست معي؟
ضحك ضحكة خفيضة ثم قال: -لا، ليس اليوم لكن لن انكر ان الأمر كان ممتعا انما انا هنا لأدعوك للعشاء في الواقع
رفعت حاجباي في دهشة وانا اتمتم: -حسنا انا لم اتوقع هذا...

ثم تساءلت: -هل انت واثق انا لم ارك هنا الفترة الأخيرة الست مشغولا بأمر ما؟
قال بثقة غريبة: -لا تقلقي لقد كانت مشكلة بسيطة ولقد حللناها بسهولة
نظرت اليه بريبه ما الذي يعنيه؟ على اية حال قلت: -جيد
-اذن؟
-اذن، ماذا؟
-لم تخبريني بردك بعد؟
-اه، اجل بالطبع سأحضر اخبرني اين المكان بالضبط و...
ابتسم وقال: -لا داعي سأخذك انا فقط اخبرني من اين اصحبك؟

اعطيته عنون الشقة التي اسكن فيها كطالبة حاليا وانا لا افهم ما الذي حققته بالضبط؟ لكن ربما استطيع مراقبته عن قرب فعملي لا ينحصر الا على هذا وعلى هذا افترقنا بينما قمت انا بتسليم تقريري عما حدث اليوم.
((-اذن هذه هي؟
رد عليه وهو يحدق في الشاشة قائلا: -اجل
فعاد ببصره الى الصورة مرة اخرى ثم قال: -انها تبدوا مألوفة، كبر الصورة.

نظر اليها فترة ثم ارتسمت ابتسامة ساخرة على شفتيه وهو يقول: -هذه ليست طالبة بالتأكيد
ثم نظر الى جواره قائلا: -اخبره بأنني اريدها حية واريده ان يعرف من هي بالضبط
هز الرجل الأخر رأسه موافقا فقال: -تذكر اريدها حية )).

جاءتني رسالة سرجي تخبرني بمتى سيأتي لصطحابي لكن اليس الثامنة مساء موعد متأخر؟ اعني ما الذي يريده مني في الثامنة مساء على اية حال حين حان الوقت انتظرته امام البناية لكن الوقت مر وهو لم يأتي، حسنا اتمنى الا تكون هذه مزحة شبابية من نوع ما، انها التاسعة الا ربع الأن ما الذي يفعله ذلك الأحمق بتركي هنا كان هذا حين احسست بها رصاصة مرت بقرب وجهي بل وكادت تصيبه فشهقت وكرد فعل طبيعي كونت مجال مغناطيسي حولي وانا التفت نحو مصدر الرصاصة لأرى رجلا على سطح البناية ملثم بالسواد فقلت وانا اتراجع امامه في حذر:.

-قناص!

لماذا؟ اعني لماذا يستهدفني؟ هل انكشف غطائي؟ بهذه البساطة والسرعة لكن لا يجب ان اقفز الى الاستنتاجات هناك شيء واحد اكيد هو ان من يستهدفني يملك تكنولوجيا متقدمة فالأسلحة الثقيلة نادرة جدا ومن الصعب الحصول عليها وما اراه ان هذه البندقية متطورة جدا حتى عما يتوافر عندنا في ابيس. كيف؟ هل يعني هذا ان هناك من يقوم بتطوير اسلحة عندما وصلت الى هذا الإستنتاج اتسعت عيني في هذه اللحظة امترني ذلك القناص بالرصاص فوسعت نطاق المجال وارتفعت به لأصل الى مستوى القناص وبسرعة رفعت يدى ووجهت دفعة من المجال نحوه لكنه تفاداها ببرعة بينما اصابت سطح المبنى فدمرته عقدت حاجباي في غضب لن ادعك تفلت واسرعت الاحق القناص الذي كلما اتيحت له الفرصة اطلق النار لكن بلا تأثير فالمجال يحميني وبشري لا يستطيع لمسي او هكذا ظننت حتى حاصرته عند نهاية مسدوده رفعت يدي لأنشر المجال حولي في كل مكان فلا يمكنه نفاديه عندما لاحظته ينظر الى ما خلفي وقبل ان افكر ادرت رأسي حين شعرت بوخزة ثم شعرت بالكهرباء تنتشر في جسدي فتأوهت في شيء من الذهول والألم كيف للكهرباء ان تؤثر في مجالي؟ لكن هذا غير كاف لإسقاطي هكذا رفعت يدي في محاولة اخيرة لإستعادة سيطرتي على المجال حين شعرت بصعقة كهربية اخرى من مكان اخر هذه المرة لم استطع التحمل وصرخت وقد بدأت افقد الشعور بقوتي وسقط ارضا وقد بدأ وعي يتهاوى فكان اخر ما رأيته هو ظل لرجلين يرتديان الأسود.

عندما بدأت استعيد وعي ادركت على الفور اني مقيدة الى الكرسي بأصفاد من حديد وهي تؤلم بحق ببطء فتحت عيني لأرى اني في مكان فخم جدا هناك مكتب جميل المنظر وهناك فراش كذلك وشاشة تلفاز عملاقة ان يدي تؤلمني جراء تلك القيود نظرت الى حيث الباب لأجده بقفل الكتروني لكن هذه ليست مشكلة المشكلة الحقيقية في يدي المقيدة عموما لم استطع التفكير في الأمر اكثر من ذلك لأن الباب انفتح ثم دخل امامي شاب اعرفه جيدة بعينيه الضيقتين رمقني ثم قال:.

-ارى انك قد استيقظتي
-سرجي!
ابتسم وظل صامتا مما منحني فرصة لصياح: -أأنت من دبر هذا لي؟ ثم ماذا تريد؟
اتسعت ابتسامته ثم قال: -لنكف عن هذه اللعبة فأنا من يجب ان يسأل، ماذا تريدين يا كيسارا؟
هل قال اسمي للتو؟ ك. كيف؟ نظرت له بدهشة فضحك وقال: -ارى اني قد اصبت، هكذا اخبروني على الأقل واخبروني ايضا انك تمليكين لون شعر مميز
اتبعها بجذب الشعر المستعار فسقط ارضا لينسدل من تحته شعري فعلق قائلا:.

-لقد كان محقا هذا افضل
كنت انا لازلت احاول استيعاب ما يحدث بالضبط فسألته: -لكن. لكن كيف علمت...

لم استطع ان اكملها فقال هو: -كيف علمت بأمرك اما هذا فكان واضحا بعض الشيء اليس هذا ما اردتموه؟ اعني انا اعلم ان الحكومة الريوسية تحوم حولي في الأونة الأخيرة وقد تعقبوني لأكثر من مرة لكن لم يستطيعوا اثبات شيء وبالتالي سيبحثون احدا خلفي بصورة دائمة انا فقط لم اكن اعلم انها انت في البداية وربما لم اكن لأعلم ابدا لكن احدهم تعرفك على الفور وهكذا وصلت لي المعلومات
قلت بتردد: -منذ متى، وانت تعلم؟

-ليس الكثير في الواقع لكني اضطررت الى متابعة هذه اللعبة حتى استطعنا معرفة مكان اقامتك فقد تبعتك اكثر من مرة لكنك كنت تضلليننا بينما اعطيتي لي العنوان ببساطة
رائع لم اسمع هذا الكلام لأول مرة منه وليس من حكومة هذه البلاد؟، على اولا ان اتجاو دهشتي وان اتماسك فأنا لم ارسل الا للمراقبة وليس لمهمة فعلية ثم لم اتمالك الا ان سألته السؤال الذي يراودني منذ فترة:
-لِم لم تقتلني فور امساكي اذن؟

هل هذه انا ام انه نظر لي بدهشة للتو ظل صامتا لفترة وهو يرمقني ثم قال:
-ماذا تعنين؟
بادلته النظرات المتعجبة: -ماذا اعني بماذا؟ الن تقتلني لقد ارسلت لمراقبتك وقد اكتشفت هويتك الأن اليس من الطبيعي ان تقتلني على الفور؟
عقد حاجبيه ثم قال بعد فترة: -ما الذي تهذين به؟، انا لا افهم ما ترمين اليه لكن نحن ايضا في انتظاره كما هو في انتظارننا وكما استخدنك كطعم لنا نحن ايضا قمنا بالمثل.

انا لا افهم شيئا عما يتحدث هذا الرجل وما هذه الترهات التي يقولها فقلت وانا ارفع احد حاجباي:
-انا لا ادري عما تتحدث
-اذن فستجعلين هذا صعبا، اسمعي ان صديقي هنا قادر على سلخك وانت حية واخراج المعلومات منك فإن جعلت هذا صعب علينا سيكون كذلك عليك فلم لا نتعاون من البداية ولا داعي لإهدار الوقت.

فقط ليخبرني احد عما يتحدث هذا الأبله انا لا افهم حرف ثم بأي معلومات ادليها؟ ما الذي يحدث هنا؟ اشعر بأن هناك حلقة مفقودة فأنا هنا لمراقبته فقط، اليس كذلك؟:
-انا حقا لا ادري ما الذي تتفوه به
قال بشيء من الغضب: -اذن فقد اخترت الطريق الصعب لنرى الى متى ستصمدين.

ثم خرج، فعلا! ما الذي يحدث هنا وماذا يظن ذلك الأبله اني اخفي؟ لم تمض خمس دقائق وقد عاد لكن ليس وحدة كان معه رجل اخر يحمل حقيبة متوسطة الحجم ومن ملابسه التي اتذكر اين رأيتها بالضبط قلت:
-القناص!
اومأ وبشبح ابتسامة قال: -نعم هو
بينما قال سرجي: -هذا لوي سيتكفل باستجوابك
قلت بشيء من التوتر: -استجواب؟، لكن انا فعلا لا اعلم ماذا تريد؟
فقال المدعو لوي: -لا تقلقي انا هنا لأنعش ذاكرتك.

وقال سرجي: -لا تتمادى فهم يريدونها حية
مط لوي شفتيه كطفل اُخذت لعبته وهو يقول: -للأسف
اقترب مني ثم فتح الحقيبة التي دخل بها فقلت: -ماذا تنوي ان تفعل؟
ببرود قال: -لنبدأ بالكهرباء
هتفت: -لنبدأ!
لابد انهم يمزحون هل انا على وشك ان اُعذب على امر لا اعلمه اصلا؟، كان يضع عددا من المجسات على جسدي وانا احاول تحريك يدي وقدمي دون فائدة:
-المجال!

نعم المجال ان استطعت تكوينه فلن تؤثر على الكهرباء فبنيت حول جسدي جدار رقيق من المجال يكفي لحمايتي حين تنهد سرجي وقال:
-سأمنحك فرصة اخيرة اين الروزين؟
الروزين؟ ما هذا؟ هذه اول مرة اسمع فيها هذا الإسم قلت بقلة حيلة: -انا حقا لا اعلم شيئ.

لم اكملها شهقت فقط وانتفض جسدي بشدة حين سرت الكهرباء فيه هذا مؤلم، مؤلم جدا عضضت على اسناني بقوة وانا ارتجف وانتفض حتى اوقفها ومعها توقف جسدي. لكن كيف ان المجال حولي كيف تؤثر فيا هذه الكهرباء؟ لكن لم يكن هناك فرصة لسؤال فإجابتي لم تختلف مما جعل المشهد يتكرر عدة مرات اخرى، جسدي يؤلمني بشدة واعتقد اني على وشك تحطيم اسناني من شدة الضغط عليها وعندما يبدوا انهم قد ملوا شعرت بسرجي يجذب شعري بعنف وهو يصرخ:.

-الى متى ستظلين صامته؟ اين الروزين؟ واين سباستيان؟ هل مازال حيا ام قتله ذلك القذر شداد؟
اه نعم لقد زادت الأسئلة ورغم هذا فأنا لا ادري اجابة احدها ما لاحظته انهم يعلمون اني اعمل لصالح ابيس اجبت بصوت لا يكاد يسمع:
-انا لا اعلم
رد لوي: -لا استجابة الى الأن كما ارى لنغير الوسيلة اذن
نظرت له في فزع فابتسم بشيطانية قاطعه سرجي قائلا: -اسرع فهو سيكون هنا قريبا
-حسنا اذن.

ثم اخرج من الحقيبة ما يشبه الأقلام لكنها من حديد ماذا الأن لا اعتقد اني سأتحمل اكثر هنا اشعر قداحة ومرر عليها تلك احد تلك العصيان الحديدة الأن فقط ادركت ماذا ينوي ان يفعل اتسعت عيني في رعب وقلت:
-انت لن تفعل
-راقبيني اذن
كدت ابكي وانا اراه يقترب بتلك العصاة قرب يدي ان قلبي يتقافز في صدري وقبل ان تلمس يدي بسنتيمتر واحد اهتز المكان كله وكأن هناك زلزال فقال سرجي وهو يسب:
-لقد اتى.

لم يكد ينتهي منها وقد تحطم الباب هل قلت الباب اعني الجدار كله ليظهر ن خلفه سيد شداد.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة