قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والثلاثون

كنت سعيدة جدا بظهوره لكن سعادتي لم تكتمل حيث قام سرجي بجذب شعري رافعا رأسي ثم قرب العصاة الملتهبة الى رقبتي وهو يقول لسيد شداد:
-حركة اخرى وسأغرز هذه في رقبتها
عقد سيد شداد حاجبيه ثم تنهد وقال: -هل حقا تظن نفسك قادرا على تهديدي ام ان رؤسائك لم يخبروك من انا؟
انا لم ارى وجهه سرجي لكنه شدد قبضته على شعري ثم قال: -بل لأني اعرف ما انت افعل هذا ولن اكرر حركة اخرى وستخسر كيسارا حياتها.

ما انت؟ ما الذي يعنيه سرجي بهذا وخلال حيرتي رأيت سيد شداد ينظر إلى ثم يعيد النظر الى سرجي الذي قال:
-استسلم فأنا اعلم جيدا انك لا تستطيع استخدام قوتك ليس الان على الأقل انها الفرصة المثالية للحصول على القلب
القلب؟ ما الذي يهذي به هذا الرجل؟ انا لا افهم ما الذي يحدث هنا ثم لماذا لا يستطيع سيد شداد استخدام قوته؟ وكأن كل هذا لا يكفي لأن اتعجب بل ان سيد شداد قال وعلى شفتيه شبح ابتسامة:.

-، انت محصل اذن. ارى ان رودس تلعب بقوة. لكن لا بأس
ثم رفع بصره الى سرجي وقال رافعا يديه: -انا استسلم
اتسعت عيناي في ذهول هل ما اراه حقيقي؟ ان سيدي يستسلم لا استطيع التصديق خاصتا وان شخصية سيد شداد لا تسمح بجعل الاستسلام ممكنا لسبب مجهول بدأت اشعر بالرعب بالخوف بل وبدأت اشعر بأني على وشك الدخول في احدى نوباتي وصعوبة في التنفس لكني حاولت الإبقاء على وعي فقط لأسمع لوي يقول:
-ولضمان ان تظل كذلك...

وفي اسرع من لمح البصر سمعت صوت الرصاصة وقبل ان ادرك رأيتها تستقر في اعلى كتف سيد شداد الأيسر فشهقت في فزع بينما اكمل لوي وكأن شيئا لم يكن:
-فلا احد يأمنك.
كنت انا في عالم اخر وكل تركيزي على سيد شداد الذي لم يصدر اي صوت وكأنه كان يتوقع هذا فقط عقد حاجبيه ثم رفع يده اليمنى ليوقف بها الدم وقال بعد فترة:
-اما وقد حصلت على ضمانك ابعد ذلك الشيء عن رقبتها الأن.

بهدوء ابعد سرجي تلك العصى الحديده عن رقبتي لكنه لم يترك شعري بل جذبني بشده لأعتدل بعد ان فك قيدي فوقفت بصعوبة وانا اتأوه ثم دفعني بقوة نحو سيد شداد الذي امسكني بيده اليمنى فأنا لا استطيع الوقوف لسبب ما ربما لكثرة الكهرباء التي تلقاها جسدي بينما قال سرجي:
-خذ طعمك هذا
طعم؟ هناك بالتأكيد ما لا افهمه هنا تابع سرجي: -انها بلا فائدة تقريبا لا افهم لم يريدها رؤسائي حية.

شعرت بيد سيد شداد تضيق على جسدي وهو يهمس: -انت ترتجفين كم تلقى جسدك من الكهرباء؟
بتلقائية اطبقت يدي على ملابسه اتمسك به بينما رفع هو بصره مرة اخرى الى سرجي وهو يقول:
-لقد ارتكبت اكبر خطأ في حياتك بتسلميها لي واستخفافك بقوتي لمجرد انك محصل يا سرجي رغم انك اقتربت بشدة من الحصول على ما تريد...
قاطعه سرجي وقد بدأت يده تتحفز قائلا: -ماذا تعني؟
اتسعت ابتسامة سيد شداد وهو يقول: -انها المفتاح.

اتسعت عينا سرجي بينما قال لوي: -انت لا تعني...
-اعتقد اننا قد اطلنا المكوث في ريوس الا تظنين هذا معي يا كيسارا
انا لا افهم ما الذي يعنيه بكلامه لكنه تابع: -وما اريده امامي بالضبط فلم لا ننهي هذه المهزلة الان.

لم يكد ينتهي وقد شعرت بذلك الوهن الغريب يسري في جسدي فشهقت ان سيد شداد، مرة اخرى، لكن هذه المرة مختلفة عن سابقتها فجسدي ضعيف جدا لا اظن انه سيتحمل المزيد من الطاقة شعرت بالعالم يظلم من حولي ومن بعيد سمعت صوت انفجار لكني لم استطع التركيز في ما هيته فوعي قد خانني...

عندما استعدت قدرتي على الشعور مجددا وجدت اني على فراش طبي هذا واضح جدا من كثرة الأجهزة الطبية التي حولي لكن الغريب هو ان احدها لم يكن متصل بي عن قريب او بعيد بل لا يوجد اي علامة ان احدها كان متصلا. حين حاولت التحرك بدأت ادرك ان شيء بي ليس على ما يرام، اشعر بغضب لا حد له وبأن جسدي يحوي فيضا من الطاقة وصوت يلح على بشدة ان استخدم قواي لا ادري لماذا لكن لسبب ما احس بأني فقدت السيطرة على حواسي ومشاعري كأن هناك غيري يتحكم بها ماذا بي؟ رغبة شديدة في التدمير في اخراج تلك الطاقة من جسدي وكأن حياتي تعتمد على هذا والصوت يتردد في ذهني قائلا:.

دمري. دمري
استدعيني. اخرجيني.

ما الذي يحدث لي؟ ان وعي يتسرب لكن جسدي يتحرك من تلقاء نفسه ماالذي يحدث؟ تحركت نحو الباب محاولة السيطرة على مشاعري لكن وجودي في مكان غريب وحدي ومغلق لم يساعد كثيرا رفعت يدي نحو الباب لأفتحه لكن موجة من الطاقة خرجت من يدي فتحطم الباب وحائط الممر خلفه بل واهتز المكان بأسره هذه ليست قواي العادية هذا ليس المجال هذه القوى تابعة للتنين ايعني ذلك اني في حالة شبه التحول ان كان هذا صحيحا فهذه هي المرة الثالثة منذ ان عبث اوراكل بي على ان اهدأ كي لا افقد السيطرة تماما اهدأي يا كيسارا تنفس، شعرت بمن يمسك يدي من الخلف وبقواي تسحب وبقدرتي على التفكير بعتدال بل واستعدت كامل سيطرتي على جسدي بالكامل وبوهن نظرت خلفي لأرى سيد شداد الذي همس:.

-توقعت هذا لقد امددت جسدك بالكثير من الطاقة في مرة واحدة
لم استوعب ما قال فعدت ببصري الى ما حولي لأرى العديد من الرجال حولنا معظهم رجال امن وبعضهم، موظفون؟! اين نحن؟ امامي وقف رجل تمركز حوله رجال الأمن بوهن تساءلت وانا استند الى سيد شداد:
-اين نحن؟
-نحن في السفارة الريوسية
وقال الرجل الذي يبدو مهما: -هل. هل كل شيء على ما يرام؟
فقال سيد شداد: -اجل.

فقال الرجل لرجال الأمن وللموظفون الفزعيين: -لا بأس الان عودوا الى اعمالكم لتتصرفوا في امر الحائط
ثم اشار لسيد شداد الى حجرة فدخلنا خلفه وانا احاول الوقوف وعلى اول كرسي وجدته جلست فجسدي لا يسمح بأي جهد من اي نوع كان اول من تحدث هو السفير(غالبا) قائلا:
-هل هي بخير؟
لم ينظر لي سيد شداد بل اجاب مباشرة: -اجل.

فتنهد السفير وقال: -لا تبدوا كذلك كما انك لم تتركنا ننقلها الى المستشفى او السماح بإجراء اي فحوصات على جسدها للتأكد من انها على ما يرام فهذا اقل ما قد نقدمه بعد ما قدمته لنا
لكن سيد شداد اصر قائلا: -لا تقلق هي بخير والان لنعد لموضوعنا الأساسي كما اتفقنا مسبقا هو لنا لا اعتقد ان الجثة المتبقية ستسبب مشكلة
-اجل اجل سيكون معكم غدا اضمن لك هذا.

ثم دخلوا في حوار سياسي بحت لم يستطع عقلي ملاحقته من شدة الارهاق وانا لا افهم ما بي او ماذا حدث بالضبط جثة من؟ هل فشلت في المهمة؟ هل سيد شداد بخير؟ هل هو غاضب؟ ربما لهذا لم يهتم بفحصي؟ كذلك لا افهم كيف علم سيد شداد بمكاني؟ على كل دفعت بكل هذه الاسئلة بعيدا حين انتهت المحادثة بعدها انتظرنا انا وسيد شداد في احدى المكاتب في السفارة وصول الطائرة التي ستقلنا كنت غارقة في في افكاري واتنفس بصعوبة حين شعرت بيد ترفع ذقني لتقابل عيني وجهة سيد شداد يقول:.

-فيما انت شاردة؟
حين ادركت مدى قربه من شعرت بوجهي يحترق لكني لم اتراجع هذه المرة بل رفعت يدي اتحسس كتفه قائلا بتردد:
-هل. هل انت بخير؟
تغير وجهه للحظات لم استطع فيها تحديد ما يشعر به ثم لم يلبث ان عاد الى السخرية الباردة قائلا:
-اولست انت التي لست بخير
تحسس وجهي ثم اكمل: -لقد استخدمت الكثير من الطاقة على جسدك من المفترض انه الحركات البسيطة تؤلم.

لأول مرة في حياتي اشعر بما اشعر به الان تجاه سيد شداد نعم فللمرة الاؤلى لم اشعر بالارتياح للمسته بل لسبب ما كنت اشعر بالغضب الشديد ربما لأني ادركت شيئا للتو شيئا حاولت تجاهله واصر عليه سرجي لكني لا ادري كيف اتعامل معه الان نظرت الى سيد شداد مجددا ثم انتقل نظري الى جرح كتفه ليتحول غضبي الى مرارة وحزن وشيء من الخوف وبلا وعي مني قلت:
-هل ستأخذني يوما في عين الإعتبار؟

اتسعت عيناي للحظة حين ادركت اني تفوهت بما قلت وابعدت وجهي عن يد سيد شداد وانا ارتجف قليلا الذي تحول وجهه الى طبقة من الجليد:
-أأنت خائفة؟
نظرت اليه في شيء من الدهشة للسؤال ثم همست: -ربما لكن المعظم. حزن.
كاد يقول يقول شيئا لكننا سمعنا طرقا على الباب فابتعد سيد شداد عني وسمح للطارق بالدخول فدخل واخبرنا ان الطائرة جاهزة وفي انتظارنا وهكذا بدأت رحلتنا للعودة.

كان اول ما قاله لي سيد شداد حين وطأت قدمي القلعة هو البحث عن شاهين وجعله يقوم بفحص دوري على جسدي والتأكد من ان كل شيء على ما يرام فتحاملت على نفسي لتحريك جسدي الذي يئن من شدة الألام التي به اتجهت الى مكتب شاهين وكدت اطرق الباب في نفس الوقت الذي فتح فيه ليخرج منه شاهين حين رأني وقبل يتكلم معبرا عن دهشته كنت انا قد وصلت الى اقصى حدودي ودون كلمة اخرى سقطت فاقدة الوعي بين ذراعيه.

((نظر الى كيسارا الفاقدة للوعي على الفراش الطبي جواره في غضبه ثم نظر الى التقارير الطبية التي امامه كانت تنقصها توقيعه فزفر في غضب وهو يضع توقيعه ثم قذف القلم بعنف واعاد النظر الى كيسارا وهو يتمتم:
-لقد تخطيت هذه المرة كثيرا يا سيد شداد.

كان يغلي غضبا وهو يتذكر كيف فقدت الوعي بين يديه اطلق سبة ثم حاول تهدئة نفسه حين سمعها تئن ثم تفوت بكلمات غير مفهومة لكنه استطاع اخراج اسم واضح من همهماتها ولا يحتاج المرء لكثير من الذكاء لمعرفة اسم من فاتجه نحوها ونظر لها للحظة ثم قال:
-لم هو. فقط اخبريني لم هو؟ ما الذي يميزه هو يعذبك هكذا؟ وانا هنا اتعذب لكل دمعة تذرفينها لم ليس انا يا كيسارا اجيبيني!

لكنه يعلم انه ما من اجافه فتنهد منحنيا على شفتيها، ))
فتحت عيني بصعوبة والإراهاق يعتصرني نظرت حولي فوجدت شاهين امامي فاسترجعت الأحداث الماضية وحاولت منع دموعي من مفارقة مقلتاي وانا ارتجف:
-ش. شاهين؟
-انا هنا. لا تقلقي.
تأوهت وقلت: -انا اتألم. اتألم بشدة يا شاهين.

نظر لي بألم وقلة حيلة: -انا اسف لا يمكنني فعل شيء انها قواك مضطربة قليلا من كمية الطاقة الممتلئ بها جسدك لكن لا تقلقي ستكونين بخير قريبا سيخف الألم
اخذت نفسا عاليا: -. شاهين.
-اجل
-انا اسفة
فهم على الفور ما ارمي اليه واني اقصد شعوره نحوي فقال: -انت تعلمين جيدا ان هذا ليس شيء تعتذرين عليه بل انت تجعلين الأمر اسوء
ببتسامة صغيرة قلت: -انا اسفة.

تنهد ثم ابتسم بمكر وانحنى على وهو يقول قبل ان يطبع على جبهتي قبلة:
-وانا ايضا اسف لكني لا انوي التراجع
احمر وجهي لكن الألام تغلبت على كل هذا بينما قال شاهين كاسرا الصمت:
-انا مضطر للرحيل الان فقد عاد سيد شداد مما يعني الكثير من العمل
اومأت برأسي بوهن فابتسم ثم استدار راحلا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة