قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والثلاثون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل التاسع والثلاثون

((-لكن الم يكن ذلك يفوق قدرتها على الإحتمال
قالها شاهين في عصبية لشداد وهو يجلس امامه في مكتبه وهما يراجعان خطوات ابيس التالية فلم يعد احتمال تجاهل الأمر لأكثر من ذلك رد عليه شداد في برود:
-ماذا تعني؟
-انت تعلم ما اعني سيد شداد لقد تأذى جسدها بشدة هذه المرة انت حتى لم تسمح بإجراء اي فوحصات لها في ريوس.

لو لم يكن شاهين هو من يتحدث الى شداد الأن لكان رد فعل شداد مختلفا فهو لا يقبل مثل هذه الطريقة في الحديث معه وان شاهين لمحظوظ لكونه من القلة القارين فعلا على معاتبة شداد وان لم يكن بطريقة مباشرة وبعد فترة من الصمت قال شداد:
-انت تعلم جيدا ان جسدها يتحمل ما هو اكثر فقد اُختير لهذا الغرض بعد كل شيء
صاح شاهين بحنق: -لكنها كانت تتألم وبشدة بل وقد فقدت وعيها على الفور امامي.

تقابلت عيناهما في شيء من التحدي حتى قال شداد: -شاهين اهدأ اولا ولا تدع لمشاعرك ان تسيطر عليك ان ابيس هي اولويتنا كما انك لو هدأت وفكرت قليلا لعلمت لماذا لم اسمح لأحد بأن يفحصها في ريوس فليس الأمر وكأني استمتع بتعذيبها مثلا
صمت شاهين للحظات يدرس فيها ما قاله شداد لكن مع هالة الغضب التي يشعر بها لم يستطع التركيز في اي شيء فعقد حاجبيه في حنق فتنهد شداد وقال:.

-لم اكن لأخاطر بكشف حقيقة ما تكون في احد هذه الفحوصات يكفي ما يعلمه عنك انت تعلم جيدا ما قد يحدث ان علموا من هي فعلا وانها على ارضهم وبين ايديهم ولو للحظات لم يمن الخطر ليقع عليها وحدها بل وعلينا جميعا ان كيسارا مهمة، مهمة للغاية ويجب ان تبقى تحت اعيننا سواء بإختيارها او اجبارا لها، لقد قطعنا شوطا طويلا ولا يمكننا ان نضيع كل شيء من ايدينا في لحظة غفلة بسيطة كهذه كما يجب ان تحكم السيطرة على مشاعرك كي لا تكون عبئا لك فيما بعد.

صمت شاهين عاجزا عن الكلام لقد كان شداد محقا في كل كلمة قالها فهو بالذات قد ذاق من تلك الكأس حتى قابل شداد قاطع افكاره صوت يقول:
<<توقعت ان يكون هذا هو السبب>>
نظر كلاهما الى هيثم الذي وقف بجوار باب حجرة المكتب الذي دخل في بساطة وهو يقول:
-ارى انهما منشغلان لدرجة عدم الشعور بوجودي
كان هيثم هو اكثر من يحتاجه شاهين الان ليخفف من حدة الجو بينما تجاهل شداد ما قاله هيثم سائلا:
-هل تم كل شيء على ما يرام؟

رد هيثم: -اجل كل شيء يسير كما هو مخطط، هو عندي الان لكني لم استجوبه بعد وان لم نكن في حاجة الى ذلك
ابتسم شداد ثم قال: -ليس نحن من سيفعل بل هي من ستقوم بهذا لنا
اعاد شداد النظر الى شاهين قائلا: -لا تقلق يا شاهين فكيسارا على وشك ان تدرك ما يحدث فعلا، على وشك ان تعرف الحقيقة وان لم تكن كلها لكن معظمها
نظر شاهين وهيثم الى بعضعهما ثم الى شداد وقالا في صوت واحد وفي ترقب وبعينين متسعتين:.

-هل سنتحرك اخيرا نحو هدفنا؟
بصوت واثق اجاب شداد: -وبلا رجعة)).

اخيرا بدأت اشعر بجسدي مجددا لم يعد هناك اي الم من اي نوع يبدو ان جسدي قد تأقلم اخيرا كنت في طريقي الى مكتب سيد شداد فقد استدعاني وللأسف ليس لدي فكرة محدد عما يريده مني لكن هذا لا يقلل ما اشعر به للحظة فقد عدنا الى ابيس منذ ثلاثة ايام فقط وهي ليست فترة كافية لتلتئم فيها جروحي النفسية والمعنوية توفقت عن التفكير حين دخلت المكتب ووقفت امام سيد شداد مؤدية التحية في انتظار ما يريد الذي قال:.

-كيف حال جسدك الان؟
وكأنك تهتم، كنت غاضبة ساخطة وهذا السؤال لم يعاونني كثيرا فأظهرت ضيقي ورددت في اقتضاب:
-بخير
-ارى من طريقتك هذه ما كان الغرض الحقيقي من وجودك في ريوس اليس كذلك؟
عقدت حاجبي انزعاج وقلت وان اجز على اسناني: -اجل
-هل يغضبك كونك مجرد طعم استخدم لإجتذاب من اريد؟

اجل هذا هو السبب الحقيقي لقد كنت مجرد طعم منذ البداية لإجتذاب سرجي لقد اكتشفت هذا في السفارة لكن هذا ليس ما يغضبني فعلا بل هو جهلي بما كنت افعله فعلا والدلالة الواضحة في انه لا يثق في بالقدر الكافي ليخبرني بأن هذا دوري وكأنه لا يثق ان اؤدي ما يريد بالضبط لو علمت الحقيقة، هذا ما يغضبني. بل يحزنني لم لا يثق بي لماذا هو يعرفني اكثر من اي احد بل لقد شكل هو كل شيء في حياتي لم لا يضع مشاعري ابدا في عين الاعتبار وكأني لست شخص بل اداه مجرد اداة يستغلها حتى تبلى فيتخلص منها عدت الى ما حولي على قوله:.

-كيسارا؟
فقلت بحده: -لا هذا ليس ما يغضبني، لماذا لا ترى ما اريد؟ بل لماذا تتجاهله؟ لماذا لا تثق بي؟ هل تظن فعلا ان ادائي كان سيسوء لوكنت على علم بما افعل؟
بهدوء قال: -اجل.
اعترافه بالأمر يؤلمني اكثر انا هنا منذ ما يقرب من سنة الان وهو لا يزار لا يثق بي قلت بضعف وانا اشعر بالدموع تتجمع في عيني:
-لماذا؟ لماذا لا تثق بي؟

قال في بساطة: -الامر لا يتعلق بالثقة انا فقط ارى ما لا ترين وبناء عليه اختار ما هو مناسب وانت يا عزيزتي لا تتحكمين بمشاعرك مطلقا بل تسرين خلفها لذلك اخبارك بالحقيقة قد يعرض كل شيء للخطر بما في ذلك حياتك ايضا
قلت وانا اكبح دموعي: -لقد كدت اموت فعلا
-لا لم يكونوا ليقتلوك لقد انقذك جهلك.

نظرت اليه في عدم اقتناع لكني لن اجادل وانا اعلم انه لا فائدة فحتى وان كان محقا فأنا اعلم انه مخطئ، اجل فأنا. قاطعني صوته قائلا:
-لنعد الى ما اريدك له
نظرت له في صمت فتابع: -ان سرجي في سجوننا وانا اريدك ان تستجوبيه لقد اخبرت هيثم ان يجهز كل شيء لك
نظرت اليه بدهشة وهتفت: -سرجي هنا؟ فيما سأستجوبه وانا اصلا لا اعلم من هو؟

-ربما تبدأين بهذا وربما تسأليه عما اراد معرفته منك لكن يجب ان تعتبريه فرصتك للوصول الى الحقيقة
نظرت اليه في شك ثم قلت: -لماذا تتركني ابحث عما تعلمه ولا تخبرني به مباشرة؟
انزاحت كل المشاعر من وجهه وهو يقول: -لم يحن هذا بعد.
قلت تركة هذا الموضوع: -ماذا عن لوي؟
-لم ينجو.
كانت اجابة مقتضبة لكنها تكفي لأربط الأحداث ببعضها وافهم انه قد مات او بالأحرى قتله سيد شداد تنهد في استسلام ثم قلت:
-سأفعل.

ثم استأذنت بالخروج فأنا لن اتحمل المزيد من هذا قررت اني سأذهب مباشرة الى حيث سرجي ففضولي يكاد يقتلني لكن هذا لا يعني ان عقلي توقف عن التفكير فيما حدث فأنا لا اشعر فقط بأن سيد شداد لا يثق بي بل لا يهتم ايضا، يكفي يا كيسارا، يكفي التفكير في هذا الأمر، كنت قد وصلت الى غرفة الأستجواب وقبل ان ادخل ابتسمت بسخرية وانا انظر الى الزجاج الى حيث يجلس سرجي فقد تذكرت اني كنت هنا من قبل الان انا من سيقوم بالإستجواب قابلني احد المسؤلين واخذ يتحدث معي اولا عن الترتيبات ثم بعدها سمح لي بالدخول يبدو ان هيثم ليس هنا اليوم على كل حال خطوت داخل الغرفة ليبتسم ببرود ويقول:.

-اه عزيزتي كيسارا أأنت هنا لإستجوابي ارى ان الأدوار قد انعكست
رددت بنفس الطريقة: -هنا اسمي المقدم كيسارا
-همم انت مقدم اذن
تأففت ثم قلت: -لندخل فيما انا هنا لأجله
كنت حانقة جدا لذلك كان سرجي اخر ما ينقصني بالتأكيد على كل حال سألت:
-لنبدأ اذن بما بدأته انت معي ماذا تعرف عن الروزين؟
لقد اخترت هذه الصيغة بالضبط لأوهمه اني اعلم ما اتحدث عنه وان اجهل من دابة فيه نظر لي بشيء من الشك وهو يقول:.

-ماذا تعنين بماذا اعرف عنه؟ انا محصل بالتأكيد اعلم عنه ما يعلمه الجميع
لكم وددت ان اسأله ما الذي يعنيه بكلمة محصل فمن الطبيعي ان يكون معي ملفه لكن كما هو واضح فسيد شداد لم يتح لي هذا فملفه يقع تحت بند السرية المطلقة وبما اني لا انتمي لهذا القسم فلا وسيلة للحصول عليه عموما قررت ان استمر في لعب الدور لفترة اطول وقلت:
-فقط اجب عن السؤال.

نظر لي ثم اجاب بهدوء: -انه القلب الذي يحمل قوة لا مثيل لها فيما قد يظهر في البداية طفرة لكنها مميزة جدا حيث لها كيانها الخاص او على الاقل هذا ما نعلمه عنه حتى الان
ما الذي يتفوه به؟ قلب؟ قوة لا مثيل لها؟ كيانها الخاص؟ هناك الكثير مما لا اعلمه واشعر اني اتحدث الى مجنون كيف اسأله عن ذلك دون ان يدرك اني لا اعلم عما اتحدث هدأت قليلا ثم قلت بحذر:
-وانت تظن انه معنا.

ابتسم بخبث وقال: -انا لا اظن بل انا متأكد مصادري تقول هذا
قلت خلفه: -مصادرك؟
عقد حاجبيه للحظة ثم قال: -مصادري؟ انت. لا يمكن. انت لا تعلمين من انا او عما نتحدث!
هل كان الأمر واضحا الى هذه الدرجة على الأقل انا اعلم انه لابد وان ابيس تعلم مصادره قمت من مكاني وانا اقول في خشونة:
-لا تغتر كثيرا بنفسك وتقفز الى الإستنتاجات.

ثم تركته ورحلت نعم انا لم احصل على اجابات وربما كانت تلك هي فرصتي لكني فقط لم اعد احتمل كل هذا كثير على بل على اي احد نعم انا احتاج بعض الوقت لنفسي بمفردي هكذا وجدت طريقي خارج القلعة تجاه الغابة وهناك استندت الى احد الأشجار وانا احاول ان اهدأ لكن عقلي يأبى ان يطيعني فكل ما افكر فيه الان هو ما اخبرني به سرجي ما الذي يعنيه هذا من قد يجيبني عن هذه الأسئلة احتاج الى من يرشدني، لسبب ما مر على ذهني فجأه مالك الساعة، مالك الساعة؟، لم هو الأن؟ انا متأكدة انه يعلم وانه بالتأكيد قادر على اجابتي لكن كيف اواجهه بعد ما حدث بيننا اعني لقد تفوهت بالكثير رغم جهلي بما حدث لوالداي فعلا لقد تسرعت في ردة فعلي، لكن لنكن واقعين من يمكنه العثور على مالك الساعة حين يريد فهو قد يكون موجودا في مكان على وجه الأرض، اه. اين ما اريد حين اريد؟، فليب دي اوتوكلوك. شهقت حين سمعت من يقول:.

<<هل اردتني؟ >>
جاء الصوت من فوقي فرفعت رأسي بحركة حادة لأراه يقف مستندا بجوار الشجرة منحنيا فوقي تماما كان الأمر مفاجأ لي بشدة وبتلقائية تحركت الى الأمام وكدت اتعثر لولا ان امسكني هو فقلت وانا اتكمسك به كي لا اقع:
-يا الهي لقد كدت اصاب بسكتة قلبية
قال بطريقته: -لم اكن لأدع هذا يحدث
-فقط لا تفعلها مجددا
-اين المتعة اذن؟
تنهدت ثم قلت: -كيف علمت انني ار...

لم اكمل فإبتسامته تكفي ثم اتبعها بقوله: -انت تقللين من قدري هل نسيتي من انا؟
-لا وكيف لي
-اذن فيما اردتني أئشتقتي الي؟
ها هو كما كان تماما رغم ما حدث في اخر لقاء لنا ودون وعي مني وجدتني اقول:
-انا اسفة
رفع احد حاجبيه فأكملت: -اسفة على ما حدث لم اكن اعلم ما قد تفعله الساعة و...
اوقفني بوضع سبابته على شفتي ثم قال: -يكفي، اذن فقد اخبركي شداد.

لا ادري كيف لم اشعر بعدم الراحة للمسته بل لم تركته يفعلها من الاساس لكني اومأت برأسي فقال ببتسامة مريرة:
-مثير للشفقة اليس كذلك؟
حين فهمت ما يعني هتفت: -لا بالتأكيد لا
عادت ابتسامته اللعوب وقال: -لم اتوقع منك اقل من هذا
عقدت حاجباي فقد كان يتلاعب بي للتو ثم قلت: -سأخذ هذا على انك قبلت اعتذاري
لم يعلق فأكملت: -انا اريد منك خدمة
-ستدفعين ثمنها.

قالها ببتسامة هي الى الجزل ثم جذبني اليه اكثر هنا فقط ادركت انه لم يتركني لحظة منذ امسكني لكي لا اقع وقبل ان احتج اسندني الى جزع الشجرة بين كلتا يديه وقد انحنى على حتى لامس شعره الطويل وجهي وهمس وهو يتحسس وجهي:
-فماذا ستقدمين لي؟
شعرت بوجهي يشتعل ولكن انا لست مستعدة للهرب وترك فرصتي الوحيدة للمعرفة هكذا خصوصا بعد ان اتتني بنفسها فقلت:
-لا ادري، ماذا تريد انت؟
-هذا يعتمد على ما تريدين.

تنهدت وقلت: -اريد ان اعرف ما هو الروزين بالضبط وما يحدث حولي ما الذي يريده سيد شداد من كل هذا؟
-هذه الكثير من الأسئلة، هل قرر شداد ان يخبرك اخيرا
خفضت عيناي وقد تذكرت عدم ثقته بي وقلت: -ربما، لا ادري بالضبط
تراقصت ابتسامة غريبة على وجهه ثم قال: -الروزين هو قلب او جوهر واحد السبعة لنقل انه قوة هائلة وطاقة لا مثيل لها تمتلك كيانها الخاص تتحارب عليها دول العالم اجمع بما في ذلك ابيس.

-لا افهم هذا هو ما قاله سرجي ماذا تعني بكيان خاص وما هي مهيتها بالضبط؟
-بالكيان اعني افكارها الخاصة بها وقدرتها على الأختيار اما عن المهية فلا احد يعلم بالضبط ما يعلمه الجميع هو انها نشأت مع الطفرات بعد انتهاء الحرب العالمية الثالثة
-ماذا تعني بقدرتها على الإختيار؟
اتسعت ابتسامته واجاب: -اعني اختيار الحاضن بالتأكيد انت لا تظنين انها توجد هكذا لأي احد يجدها بل انها تختار حاضن يحتويها.

نظرت له وانا لا اشعر ان ما يقوله حقيقي او في احتمالية وجود مثل هذه القوة الهائلة في يد احد ثم لفت انتباهي امر فقلت:
-لقد قلت سبعة؟ ايعني ذلك وجود اخرين؟
-اجل
نظرت له ثم سألت: -اتعلم اين الروزين؟
ابتسم بخبث وصمت ولقد كانت هذه اجابة كافية انه يعلم لكن من قال انه سيخبرني؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة