قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الأربعون

-انت لست الروزين اليس كذلك؟
نظر لي في دهشة للأول مرة اراها على وجهه ثم قال ضاحكا: -وما الذي جعلك تعتقدين هذا؟
قلت بهدوء: -كل ما قلت يبدو وكأنك تتكلم عن نفسك فأنت تمتلك قوة تفوقنا جميعا لكن الساعة مما اخبرني به سيد شداد كأن لها كيانها الخاص فكأنها القلب وانت الحاضن
صمت لفترة وهو يحدق بي ثم تنهد وقال: -ربما وربما لا.

كان قريبا جدا ورغم هذا الا اني لم اكترث بل كل ما فكرت فيه هو: -اذن ماذا ستأخذ يا فيليب؟
لم يرد فرفعت نظري لتقابل عيني عينيه في هذه الوضعية التي نحن عليها وظهري ملتصق بجزع الشجرة وبعد برهة امسك وجهي بين كلتا يديه وقد انحنى فوقي ثم اكتسى وجهه بالجدية وهو يقول:.

-فقط عديني انه حينما يأتي الوقت ستتبعين اختيارك وليس اختيار شداد لا تدعي شداد يدمر ما يملك لأجل ما يريد لا تدعيه يغرق اكثر فأنا لا اريد ان ارى الدورة تعاد من جديد يا كيسارا لقد رأيت ما يكفي الى الأن
قلت بعدم فهم: -انا لا افهم
ابتسم بحزن وقال: -ربما ليس الان لكن عما قريب فقط لا تتخلي عن شداد فإن ضل طريقه كما فعل من قبله فنحن والعالم اجمع سنكون في عداد الأموات.

شعرت بالرعب مما يقول ماذا يعني؟ ما الذي ينوي سيد شداد فعله؟ ولماذا يجعل مجرد وعد كهذا مهم لدرجة ان يساوم عليه مالك الساعة بعقد قاطعني قائلا:
-كيسارا ان هذا ليس مجرد وعد عادي ليس شيئا قد لا تنفذينه ان اردتي فالساعة ستجبرك بهذا العقد ان تنفذي ما تعاهدنا عليه فحياتك ستعتمد عليه فقط لا تدعيه يفقد طريقه في الظلام انت وحدك قادرة على انقاذنا جميعا.

هنا وجدت نفسي اقول وانا لا ادري كيف لكني لم اتحكم بما اقول: -سأفعل وللساعة ان توثق العقد بحياتي ان نقضت ميثاقي
عقدت حاجباي في تعجب وانا اضع يدي على فمي واتمتم: -ما الذي حدث للتو؟
ابتسم ابتسامة لعوب وهو يقول: -انها الساعة تحكمت بك لتقبلي العقد
-الها القدرة على ذلك؟
بغموض قال: -بل واكثر
-حسنا متى تنوي تحريري من هذه الوضعية
تنهد في ملل وقال: -واين المتعة في ذلك؟
قلت بتذمر: -ان ظهري يؤلمني.

-اتعتقدين ان هذا سيوقفني
قالها بإبتسامة واسعة وهو يهبط على وجهي حتى لامست شفتيه جبهتي ثم ابتعد وان ترك يده تتحرك ملامسة رقبتي قائلا:
-سأطلق سراحك بهذه لكن في المرة القادمة لن تفلتي بهذه البساطة
فقلت بوجه قد اصبح لوحة الوان: -صدقني لن تكون هناك مرة اخرى
واسرعت اعدو غير عالمة بالإبتسامة الماكرة التي ارتسمت على وجهه الجميل ثم توقفت ونظرت خلفي وانا اهتف:
-شكرا يا في...

لكني لم اجده لقد اختفى كعادته فعدت الى القلعة كان الجو ليلا فجلست على احد المقاعد في حديقة القلعة افكر فيما قاله لي فيليب وكم ملئ الرعب قلبي مما تعاهدنا عليه فما فهمته ان سيد شداد يسير في طريق مظلم خطر وليس على ابيس وحدها بل وعلى العالم اجمع ما الذي يطمح اليه سيد شداد؟ ما الذي يريده؟ لقد علمت طوال عمري ان سيد شداد يريد حكم ابيس لذلك انقلب على القائد الأعلى لم اسأل لماذا من قبل ورغم اني اعرف القليل عن ماضيه والذي اعتقد انه جزء من الاجابة لكن اليست ابيس في يده الان ماذا يريد اذن؟ انا فعلا لم اعد افهمه لقد كان الوضع اسهل في الماضي وكان هو كل ما املك كان حياتي كلها ولقد كان معتادا على ان يحدثني كثيرا رغم اني لم اكن افهم معظم ما يقول فماذا قد تغير؟ هل لأني هربت؟ لكنه يعلم لم هربت ويعلم اني لن اكررها مهما حدث ويعلم كم احبه كما لم احب من قبل فلم لا يهتم. لم، الخوف، الحزن، قاطعني صوت يقول:.

-هل انت بخير؟
عدت بنظري الى الارض لأرى هيثم امامي فقلت: -اجل
جلس جواري وقال: -هذه كذبة لا تنطلي على طفل لم يتجاوز خمس سنوات، ماذا بك؟
صمت لم ادر بما اجيب او حتى كيف اجيب فقال هيثم: -ان كنت لا تريدين الحديث فأنا لن اسأل اكثر لكن للعلم فقط لقد بحث عنك سيد شداد كثيرا ولوقت طويل
نظرت اليه بتعجب كيف عرف اني قلقة بسبب سيد شداد لكن مجددا هذا هيثم فقلت:
-ماذا تعني؟

-اعني انك بالتأكيد مهمة وانه لم يهدأ ولم يكف عن البحث الا بعد سنتين من التحاقي بالجيش لذلك لا تظني للحظة انه لمجرد انه استخدمك كطعم يعني انه لا يكترث لم قد يحدث لك لقد كان يراقبك خطوة بخطوة ان سيد شداد رغم انه يضع هدفه اولا وهو ما كرس حياته له لكن من الواضح انك لا تقلين اهمية وليس لما انت بل لمن انت
نظت له بعينين متسعتين: -ما الذي يجعلك متأكدا؟

ابتسم وقال كمن يكلم طفلا: -اوه كيسارا عزيزتي انا نادرا ما اخطئ في تحليل اي شيء فهذه قواي رغم كل شيء
قلت وانا ابتسم فقد اراحني ما قال حتى وان لم يكن حقيقة فنظرت له بامتنان عاجزة عن الرد فقال ضاحكا:
-وحتى ان لم يكن سيد شداد فأنت تعلمين من يريدك وكأن حياته تعتمد عليه.

هل يعني هيثم فتوردت وجنتاي لكنه لم يتوقف بل اكمل: -كما انك قد ساعدتني من قبل ونجحت في كسب ثقة كمال وانقاذ حياة جرايد فكما ترين انت مهمة للجميع وليس لسيد شداد فقط فأنا هنا اعتبر الجميع عائلتي
هنا لم اتمالك نفسي فاحتضنت هيثم واعتصرته بين ذراعي وقلت وانا امنع دموعي:
-وانا ايضا
-ام. كيسارا.
ابتعدت عنه بسرعة وانا ابتسم قائلة: -اسفة لكني لم اتمالك نفسي انا حقا سعيدة اني عدت هنا مرة اخرى.

-ارى هذا هيا بنا لقد تأخر الوقت
قمت من مقعدي وسرت معه الى داخل القلعة فقط لألاحظ الحركة الغير عادية في القلعة فعادتا تكون هادئة في مثل هذا الوقت فقلت:
-عجبا ما الذي يحدث؟
قال شاهين بعدم اكتراث: -الا تعلمين ان سيد شداد قد خرج بنفسه لمهمة
قلت باهتمام: -حقا
-اجل فيبدو ان مالك الساعة كان هنا ومن الواضح انه كان يملك جديدا لذلك خرج هو وسيد شداد منذ قليل
-اذن لم يكن الامر مجرد صدفة
-عما تتحدثين؟
-لا شيء.

لا انا لن اخبره بما قاله لي مالك الساعة او حتى انني قابلته، اوصلني هيثم الى غرفتي وهناك استحممت ونمت.
اعتقد اني لم اكمل اربع ساعات من النوم فصفارة الإنذار اعلنت في القلعة كلها وتلك الأخيرة اقتلعتني من النوم نظرت الى الساعة لأراها الثالثة والنصف صباحا فقمت مرغمة وارتديت ملابسي على وجه السرعة وانا اخرج من الغرفة بسرعة فاصطدمت بجرايد الذي قال بمجرد ان راني:.

-كيسارا لقد كنت على وشك ان، لا يهم هيا اسرعي ان شاهين يريدنا على الفور
قلت وانا اركض خلفه: -ما الذي يحدث بالضبط؟
-لقد هرب سرجي من السجن منذ قليل
-ماذا؟!
-نعم ولا نعلم مكانه بالضبط لكن هيثم يؤكد انه قريب وان كان هناك ما يشوش على قدرته لإجاده
-كيف حدث هذا؟ سيقتلنا سيد شداد ان لم يفعل شاهين
كنا قد وصلنا الى مكتب شاهين فدخلنا وادينا التحية الذي كان يوبخ هيثم ثم انتقل لي حين راني:.

-وانت كان يجب ان تزيدي من عدد الحراس وقد تعاملت معه من قبل وتعلمين انه خطر
لست ادري ما الذي يعنيه ما يقول فأنا لا املك سلطة فعليه لكني قلت كي لا اجادل:
-اسفة والان؟
نظر لي وقال: -لقد ارسلت فرقا للبحث عنه انت هنا لأنذرك لا تدعيه ينفرد بك ابدا اسمعتي ابدا
نظرت له في دهشة: -لماذا؟ اعني لقد واجهته وحدي من قبل ويمكنني...
صاح قائلا: -قلت لا اتسمعين حينها والان يختلفان تماما اتفهمين؟

كان صوته مرتفعا لدرجة ارعبتني فقلت بخفوت: -حسنا...

هكذا خرجت من المكتب دون اية كلمة اخرى وانا لا افهم ما الذي حدث للتو لكن هذا لا يعني انه سيمنعني من التفكير فلو ان سرجس قد هرب بالفعل هذا يعني انه غالبا ولم يهرب تماما كما قال هيثم اذن فهو يبحث عما يريد عن الروزين فهو مؤمن بأننا نمتلكه مما يعني لو انه محق فنحن نعرف مكانه، احتاج الى معرفة المزيد عن الروزين لكن كيف، هنا فقط ادركت ما يجب على فعله لأصل الى ما اريد احتاج الوصول الى الأرشيفات لابد وانها تحتوي ما تعلمه ابيس عن الروزين وان كان هنا فعلا ام لا وكان هذا ما فعلت.

بصعوبة وصلت الى هنا اكاد اقسم انه لا يمكن لنملة ان تدخل ولولا قدرتي على الإختفاء والمجال لما وصلت ابدا اخذت ابحث في الارشيفات وبعد اكثر من ساعتين وجدت ما اريد فتحت الملف سريعا فقط لأصدم، هذا لا يمكن، هذا مستحيل، انهم يمزحون اليس كذلك؟ لابد وان هذا الكلام غير حقيقي، لكن، ما كتب هنا ان القلب يقع في الحامل، في الحامل للتنين بل ان التنين هو كيان القلب ويوجد ملف اخر مرفق بهذا ملف لا يحتاج المرء الى ذكاء ليعرف صاحبه الا يعني هذا انهم يبحثون. عني انا!، لكن هذا ليس اكثر ما ادهشني بل ارعبني مكتوب هنا ان القلب لو انتزع من الحاضن فهذا يعني انتهاء حياة الحاضن اي لا يمكن نزعه دون موت الحاضن الا يعني هذا موتي انا، يا الهي. يا الهي. ماذا افعل حتى سيد شداد يريد القلب ايعني ذلك ان سيقتلني لأجله الهذا حذرني شاهين؟ لكن هل من الممكن انتزاع شيء كهذا ببساطه، لا اعرف ولا اريد ان اعرف، انا لا اريد ان اموت لا اريد، يجب ان هرب اجل يجب ان افعل، كنت في حالة هلع وفزع شديدة فهذا كثير على وعقلي لم يعد يملك القدرة على التفكير المنطقي كل ما يجوبه الان هو فكرة واحده وهي الهرب ولا شيء غيره. لم احاول قراءة حرف بعدها بل القيت الملف ارضا واخذت اركض خارج المكان يجب ان اخرج من القلعة يجب ان انجو فحتى القلعة لم تعد امنة هكذا تسللت خارجها الى طريق لا ادري اين ينتهي والى اين يتجه.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة