قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السادس والأربعون

-ماذا حدث لوجهك؟
رأيت ابتسامة صغيرة تتشكل على ثغرها وهي تقول: -تعنين لعيني؟
-. أ. أ.!
كنت عاجزة عن الكلام فأمامي عينها اليسرى مغمضة وحولها شيء يشبه شبكة العنكبوت حول اخذا جزء كبير من الجانب الأيسر لوجهها، م. ماذا حدث؟ وعندما رأتني لا اكاد اتكلم قالت:
-لا تقلقي انا بخير
-لكن. ماذا حدث؟
قال سيد شداد: -هذا ما نريد معرفته هنا والأن يا سفريا سيكون وقتا ملائما لتخبرينا بما جئت لأجله.

تنهدت وقالت: -سأعتبر ان كل من هو هنا يعلم عما اتحدث لقد بحثت عنما اردت مني ومع بعض المساعدات استطعت معرفة اين يتواجد القلب الذي تريد ولأتأكد ان ما توصلت اليه صحيح قررت الذهاب الى الموقع بنفسي لكني لم ادر ما كان ينتظرني هناك يبدو ان الأساطير صحيحة وان هذه الكيانات تمتلك حياة فما اتذكره اني حين وقعت الى جزء سفلي للموقع رأيت شيء اقرب الى الوحش لا استطيع وصفه لكنه مرعب والذي اعتقد انه القلب وقبل ان افكر في فعل اي شيء اتجه نحوي وقبض على وجهي وبعدها لا اتذكر سوى الم شديد وصراخي ثم فقداني للوعي لكني اعتقد اني سمعت من يهمس بشرية.

قال كمال: -اتعنين ان القلب هو من تسبب بذلك؟
اومأت برأسها ثم قالت: -ليس هذا فقط بل اظن اني اعلم لم فعل هذا فحسب مصادري هذه ليست اول حادثة وعندما بحثت اكثر علمت انها لعنة
تساءل شاهين: -لعنة؟
-اجل لعنة القلب هكذا اخبرني جبرائيل ان اي بشري يقترب من هذا المكان تصيبه اللعنة
قلت وانا اشعر بالذنب يمزق اعماقي: -اه. يا الهي انا اسفة يا سفريا
كررت: -لا تقلقي ليس وكأني اصبحت عمياء تماما.

<<اجل ربما الأن لست عمياء لكن قريبا ستنتشر هذه اللعنة لتطغى على جسدك كله>>
تحركت رؤسنا جميعا نحو صاحب الصوت الذي ظهر من العدم وقال جراد في دهشة:
-مالك الساعة؟!
كان يبتسم كما هو دائما لكني لم املك الوقت لأندهش فسألته بانفعال: -ماذا تعني ان اللعنة تنتشر؟
-اعني انها قريبا ستقضي عليها حتى لا يتبقى منها سوى جسد خاوي
اتسعت عيني في رعب وهتفت: -انت تمزح؟
قال بسخرية: -ما رأيك انت؟

وقفت عاجزة على الرد وانا ارى ابتسامته تتسع بينما قطبت سفريا جبينها فقال سيد شداد:
-الا يمكن ازالتها؟
قال فيليب وهو يتحسس شفته السفلى: -القلب هو الوحيد القادر على ذلك
يا الهي انا السبب انا من طلب منها البحث عن مكان القلب هذا خطأي، انا السبب. انا السبب، سمعت شاهين يقول:
-اذن لو اردنا تجنب هذا لابد ان نسرع بالحصول على القلب.

هنا قالت سفريا منذرة: -لو اردتم لا يا عزيزي لدي مع شداد اتفاق وعليه تنفيذه واظن ان ما يحدث الان يشمله ثم اني الوحيدة التي تعرف مكان القلب فلا تجعلوني احتفظ به للأبد
هنا قال جراد: -وماذا عن ذلك الأحمق بجوارك؟
عندها ادركنا جميعا اننا نتكلم في امور تقع تحت بند السرية المطلقة امام غريب مدني من رودوس لكن سفريا قالت:.

-هذا جبرائيل مرشدي لولاه لما كنت هنا الأن لقد انقذني رغم انه هرب وتجابن لكنه عاد في النهاية. اه. هو لا يفهم الأبيسية لا تقلقوا هو فقط يتحدث الرودوسية
قال كمال: -هذا لا يجيب عن سبب اصطحابك له هنا
اشارت لجبرائيل وهي تقول: -لأنه يعلم مكان القلب كما انه جيد في التعامل مع الرودوسيين فسيساعدنا
ضيق شاهين عينيه وقال: -وما الذي يجعلنا نثق به؟

-هو ليس فقط يعلم مكان القلب فقط بل ويعلم ان ذلك المكان يحمل قوى ما لذا كان من الخطر تركه في رودوس قد يخبر السلطات لكني اظنه بالرغم من كل هذا ليس بالشجاعة ولا الذكاء الكافيين لفعل ذلك فقررت ان اجعله مساعدي من الأن وصاعدا.

ثم تحدثت الى الشاب الذي جلس كل ذلك صامتا ينظر الى الأرض فرد عليها بارتباك ثم دخل في الحوار سيد شداد وبعدها شاهين وحتى كمال بدا مهتما الجميل في هذا كله اني لا افهم الرودوسية على الإطلاق فنظرت الى جراد فبادلني النظرات لكنه بدا غير مكترث بما يقولون رغم عدم فهمه له هو الأخر حين شعرت بنظرات ترمقني وتكاد تخترق ظهري فنظرت خلفي لأرى مالك الساعة، اعني فيليب يرمقني بنظرة غريبة وبابتسامة اغرب جعلت بدني يرتجف للحظة ثم عدت بنظري الى سفريا الجالسة تتكلم والى وجهها بالذات الى عينيها لأشعر بالألم بالذنب. بالحزن الشديد. ختاما بالقلق هل لو تأخرنا في الوصول الى القلب ستموت؟ قطع حبل افكاري صوت شاهين يهتف واضعا يده على سماعة اذنيه:.

-ماذا؟ سأكون هناك حالا
فنظر اليه سيد شداد بتساؤل فقال: -انه هيثم يبدوا انه قد استيقظ
وفي غضون ثوان كان الكل يهرول خارجا من المكتب حتى سفريا جارة معها جبرائيل لكني وقفت في مكاني افكر في امر ما وبعد تردد. رفعت رأسي لتقابل عيناي فيليب اذن فهو لم يذهب معهم، ظل يرمقني فترة ثم قال بدهاء:
-اتريدين شيئا كسيارا؟
قلت بهدوء: -انت تعلم ما اريد
-انا لا استطيع
-لقد قلت ان اللعنة لا يمكن ازالتها بدون القلب.

اتسعت ابتسامته وكأنه يعلم ما ارمي اليه: -ماذا تريدين؟
((اسرعوا جميعا نحو قسم العناية المركزة وعندما وصلوا استقبلهم كلارك فشاهين لم يرض بغيره في حالة عدم وجوده هو والذي قال حين رأهم:
-بهدوء لقد استيقظ للتو او بالأحرى عاد لوعيه فهو مرهق جدا.

ففعلوا كما طلب فأدخلهم فكان اول ما رأه هو جسد هيثم الضئيل على الفراش يبدوا عليه الوهن والضعف الشديد كأنه قد خسر بضعة كيلوجرامات من الأمس الى الأن، اسرع شاهين يتفقده بتوتر ثم قال:
-هيثم هل تستطيع سماعي؟
فتح هيثم عينيه وبصعوبة قال: -ا. اجل...
فتنهد شاهين وشداد في نفس الوقت في ارتياح ثم تحرك الباقين مقتربين من الفراش في هدوء ليطمئنوا عليه ومنهم سفريا التي قالت:
-لقد اقلقتنا ايها الشاب.

لقد كانت قلقة فعلا ربما ليس على الشاب نفسه بل مما يمكن ان يفعله شداد اذا فقد هيثم حياته فقد اخبرها شداد بوضعه وهي تعلم انه احد اهم دائرة الفرسان وما يريده شداد سيتطلب تجمع الأثنى عشر فقط تصور ان تهدم كل ما بناه خلال ما يفوق العقد الأن، ستكون كارثة فحتى ان كان شداد يبدو الأن متماسكا وعاقلا الا انها تعلم ان قلب هذا الرجل يحتوى على بركان من الثأر والأنتقام والكراهيه هي تعلم جيدا كيف يمكن ان يتحول الى وحش كيف يمكن ان يفقد كل منطق وكم سيكون خطرا ان فعل هو بالفعل خطر هي تعلم ان هيفين دولتها اضعف من ان تدخل في اي نزاع معه ولذلك بالذات لم تحاول للحظة البحث عن القلوب او الفرسان فشداد يمكنه تحويل هيفين الى بحر من الدماء ان فكرت بمعارضته كما قد يفعل بأي دولة حتى رودوس هي متأكدة انه لن يهتم للأبرياء ولا للنساء ولا للأطفال لن يهتم لشيء حتى هي تهابه وان كانت تتصرف بلا مبالاه لكنها تخافه كالجميع تماما ربما. ليس الكل فكيسارا، هنا لاحظت غيابها ان كيسارا ليست هنا. اين هي؟ وقبل ان تتساءل سمعت هيثم يشهق فأسرع نحوه شاهين بينما قال شداد:.

-ماذا هناك؟
لكن عينيه المتسعتين وشفتيه المرتجفتين لم تنطقا بحرف ثم بدأ جسده كله يرتجف فصاح شداد:
-شاهين ما الذي يحدث؟
قال شاهين في حيرة وهو يفحص الأجهزة حول هيثم: -لست ادري. لست ادري
ارتجف جسد سفريا فجأه وشعرت بألم شديد يغزو وجهها فوضعت يدها على وجهها محاولة منه نفسها من الصراخ لكنها لم تستطع منع الأنين فالفت لها جراد وجبرائيل الذي اسرع نحوها في صاح كمال:
-سيد شداد.

ليجذب انتباه ذلك الأخير نحو هذا المشهد لقد تهاوت سفريا ارضا بينما همس هيثم:
-مالك الساعة، كي. سارا
وحين عادوا بأبصارهم الى سفريا رأو وجهها يعود ببطء الى صورته الأصليه عندها بدأ يفهمون ما حدث فقال شداد:
-شاهين ابق انت هنا في حال تدهورت حالة هيثم، كلارا.

ثم اشار الى حيث تكومت سفريا على الأرض بجوارها جبرائيل يقول كلمات سريعة بالرودوسية بهستيرية شديدة ضايقت جراد بشده فالموقف لا يتحمل هذا الصراخ الأن فأمسك ساعد الشاي واعتصره بين يديه وقال وهو يجز على اسنانه مانعا نفسه من التسبب بضرر للفتى:
-اخرس
فارتجف جبرائيل لكنه صمت في حين كان شداد قد خرج بالفعل متبوعا بكمال)).

فُتح باب المكتب بقوة فلم ارفع رأسي لأني اعلم جيدا من سمعت خطواته تسرع في اتجاهي ثم شعرت بيده ترفع وجهي بعنف لأنظر اليه فرأى عيني اليسرى دامية فقال بحدة وهو يضغط على ذقني:
-ما الذي فعلتي؟
-لقد. لقد عكست اللعنة لي
-ايتها الغبية
قالها بغضب وهو يبعد يده عن وجهي بخشونة ثم هدأ قليلا وقال: -اذن انت لا ترين بهذه العين؟ واين فيليب؟
-لقد رحل
-تصرف ذكي
قلت متجاهلة كل هذا: -ماذا عن هيثم؟

رفع احد حاجبيه في غضب فقلت: -اسفة. لكني لم ارى حلا سوى هذا فأنا السبب ليس عدلا ان يحدث هذا لسفريا
لكن من الواضح ان كلامي لا يصله لأنه فجأه قذف شيئا كان على المكتب بعنف في غضب فارتجف جسدي وابتعدت قليلا لكنه تحرك نحوي ورفع يده نحو وجهي فأغلقت عيني معتقدة انه سيصفعني لكني شعرت بيده تستقر على وجهي بهدوء ثم قال:
-لم تفعلين هذا؟ لم لا تنفذين ما اخبرك به؟

نظرت له بتساؤل فقال بخفوت: -الم اخبرك الا تعرضي حياتك للخطر مهما تكلف الأمر. فأنت الأهم
رغم سعادتي لهذه الكلمات الا اني لم استطع الشعور بذلك الألم الذي يذكرني كل مرة بأني احمل القلب الأثمن احسست بيديه تحيطان بوجهي ثم بأصابع يده اليمنى تتفقد عيني اليسرى ثم تنهد وضمنى اليه قائلا:
-لا يمكنني ان اخسرك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة