قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والأربعون

اخبروني بما حدث لهيثم وسفريا يبدو ان هيثم قد هدأ اخيرا لكن حين طلبت زيارته منعني شاهين قائلا انه يستريح الأن فتوجهت الى حيث سفريا لأطمئن عليها وهذه المرة سمحوا لي بمقابلتها لم تكن بمفردها في غرفتها حيث كان جبرائيل ملتصق بها هذا البائس لا يكف عن الحركة من شدة التوتر وقد سمعت ان جراد عنّفه وبجواره سفريا جالسة على الفراش ويبدو انها بخير تماما كما قالوا حين رأتني ارتسم الغضب على ملامحها الجميلة ثم هتفت: -وتملكين الوجه لمقابلتي؟

كنت اعلم ان هذا سيحدث وعلى ان اخرج نفسي من هذا الموقف فقط ليعني الله قلت: -اعلم انك غاضبة لم فعلت لكن ما حدث قد حدث بالفعل فلا تدعينا نضيع الوقت فيه
رفعت احد حاجبيها الجميلين وقالت: -هل تظنين ان هذا سيقلل من غضبي؟
تنهدت ثم قلت: -ماذا كنت تتصورين ان افعل اذن؟ لقد كنت اشعر بالذنب لم حدث لك ثم ان تأثير اللعنة مختلف من بشرية عادية واخرى تحمل طفرة
قالت بتساؤل: -ماذا تعنين؟

-ما فهمته من فيليب ان اللعنة تقتل البشر غالبا لأن هذا هو الهدف منها اما وقد انتقلت لي وانا كما تعلمين فعيني اليسرى هي حدها لن تنتشر اكثر من ذلك هي لا تعد خطرا على حياتي كما تفعل معك
هزت رأسها ببطء وان كانت لم تبتلع الأمر بعد فسألت: -هل يمكنك ان تقصي على ما حدث داخل ذلك الموقع مجددا بالتفصيل هذه المرة
حركت شفتيها ثم قال: -ليس هناك الكثير ليقال فقط، اه.
-ماذا؟

-اعتقد اني تذكرت امرا لكن لا اظن انه ذا اهمية
قلت بتلهف: -ما هو؟ اخبريني.

-عندما سقطت كان اول ما افزعني هو شيء لمس قدمي وحين نظرت الى قدمي رأيت عينين خضرواتين تلتمعان في الظلام واكاد اقسم انهما لقط بل اني اجزم اني رأئيت قطا قبل ان يتحول الى ذلك الوحش ثم بيداه تتسلق وجهي لتقف عند عيني، بالنظر للأمر الأن اظن انه همس في اذني شيء مثل البشر لابد ان يُعاقبوا ثم شعرت بأصبع ذلك الشيء ينغرز في عيني وما بعدها معروف كما قلت ليس بشيء مهم.

كنت اسمع هذا وانا اتصوره بل اراه ان رأسي يؤلمني. صداع رهيب ماذا بي؟ افقت على صوت سفريا وهي تصيح: -كيسارا!
فاختفى كل شيء فجأه كأنني كنت في حلم فقالت: -هل انت بخير؟
وقبل ان اجيب اقتحم الغرفة جراد وقال بغيظ مكتوم: -ان شداد. اعني سيد شداد يريدكما الأن
فقلت بتلقائية: -اخبره اننا.
لكنه قاطعني قائلا: -ماذا تظونونني انا لست ساعي بريد اخبريه بنفسك لا يزال امامي الكثير من العمل.

لم يترك لنا فرصة للرد ورحل فنظرت الى سفريا وقلت: -هل تعتقدين انك بصحة كافيه للتعامل مع الأتي؟
قالت باستنكار: -لقد استعدت بصري، انا لا اموت يا كيسارا
-حسنا
هنا تذكرت جبرائيل فقلت: -ماذا نفعل به؟
مشيرة اليه فقالت وهي تشير له ان يتبعها: -سيتبعني هو على كل لا يفهم حرفا من الأبيسيه.

اومأت برأسي ثم تحركنا الى مكتب سيد شداد وهناك جلست سفريا بأريحية بينما ظللت انا واقفة في انتظار اوامر سيد شداد الذي قال: -لندخل في صلب الموضوع انا انوي الذهاب الى رودوس للحصول على القلب قبل ان يفعل اريان فمن الواضح انهم ايضا يملكون فكرة عن مكانه لذا لا يمكننا اهدار المزيد من الوقت.

قالت سفريا: -انت تدرك مدى خطورة ما تقوله نحن نتكلم عن رودوس ليس اي دولة. رودوس معقل اريان الفا. كأنك تقدم له هدية بذهابك الى رودوس بقدمك بل ربما هذا هو ما يريده ويتمناه اعذرني لكن لا يوجد عاقل يذهب الى رودوس بقدمه خصوصا في حالتك هذه
نظر لها في استخفاف: -هو خطر بالتأكيد لكن انا لست بغر ساذج يا سفريا.

-انا لا اعلم ما بينك وبينه لكني على يقين انه لا يكره في حياته شخصا مثلك كما اننا لسنا نتحدث عنه هو فقط بل رودوس نفسها خطر
-اعلم لهذا سأكلف هذه المهمة للفرقة الخاصة كلها
رفعت سفريا احد حاجبيها وقالت: -رغم انك تعلم انه في رودوس لا فرق
-نعم لكنهم لا يزالون الأعلى خبرة والأعلى مقدرة كما ان هناك بعض القوى التي لا تمحى.

عقدت سفريا حاجبيها تفكر نعم ان ما يقوله سيد شداد خطر فرودوس معروفة ليس لرؤسائها فقط بل ايضا لقدرتها على ابادة كل اصحاب الطفرات القوية على ارضها من الذين لا يخضعون لقوانينها فهي الدولة الوحيدة التي يتساوى على ارضها البشري الخالص والحامل للطفرة، هناك لا يوجد فرق حيث بمجرد ان يطأ احد الحاملين للطفرات ارضها حتى يصبح كبشري عادي تماما من السهل قتله او التحكم به هناك يولد اصحاب الطفرات ليعيشوا حياتهم كلها دون حتى ان يعلموا للحظة انهم يحملون قوى خاصة لذلك فالكل من اصحاب الطفرات يهابها ولا يقربها بل وتتجنب اغلب الدول محاربتها حتى لا تساق الى ارضها التي ما هي الا فخ كبير لأي طفرة.

يقال ان السبب في ذلك هو ان الحرب العالمية الثالثة بدأت فيها. وفيها انفجرت اولى القنابل فتشبعت ارض رودوس بالإشعاع حتى اصبح فيها اصحاب الطفرات والبشر واحدا، او هكذا نظن على الأقل.
-ثم؟
قالتها سفريا بتساؤل فرد سيد شداد: -اريد مكان الموقع بالضبط وخريطة المكان كله
ضحكت فجأه ثم قالت: -لا لن يحدث فأين جزئي انا مما اتفقنا عليه
تنهد وقال: -الم اخبرك للتو اننا ذاهبون الى رودوس اي ان الموت سيكون اقل ما نتعرض له.

-لا يهمني الأتفاق هو الأتفاق
فتنهد مجددا ثم قال: -حسنا لكن لا تكوني عائقا لنا يكفي كونك عبئا
امتعض وجهها وسمعتها تقول بين اسنانها بصوت منخفض كي لا يسمها سيد شداد: -جاحد
-ماذا عن ذلك الذي خلفك؟
تسائل سيد شداد فأجابت: -سيأتي معنا بالتأكيد ان المسكين قد رأي الكثير في الأيام القليلة الماضية
-فقط ابعديه عن طريقنا لا اريد ان اكتشف ان يتحدث الأبيسية وانه جاسوس.

قبل ان ترد تكلمت انا بعد صمت طويل: -ومتى هذه المهمة بالضبط؟
بحزم قال: -خلال يومين من الأن
هتفت سفريا: -يومين! انت تمزح امر كهذا لابد له من عدة و...
-لقد اخذت اعتدت واتجهز لهذا اليوم عشر سنين والأن...
واشار الى الباب واكمل: -سيكون وقتا ملائما لخروجك.

فقامت في حنق وتبعها جبرائيل فأصبحت وحدي مع سيد شداد: -حسنا ما سأقوله الأن يتعلق بما سنفعله في رودوس فكما سمعتي جميع افراد الفرقة الخاصة ستشارك في هذه المهمة وسيتم تقسيمكم في مجموعات هيثم وشاهين معا بينما كمال وجراد معا
سكت للحظة فقلت: -وانا؟
نظر لي ثم قال ببساطة وهدوء: -انت معي
قلت بدهشة: -انت قادم معنا؟
نظر لي في تساؤل فتوترت وقلت: -اسفة لم اقصد.

فتابع: - وفي الأيام الأولى لنا في رودوس كل منهم سيتولى مهمة محددة حتى نجتمع مع سفريا للذهاب الى الموقع للحصول على القلب ثم الخروج المفروض الا نقابل اية مشاكل ان سارت الأمور كما يجب ولم تلحظ السلطات الرودوسية وجودنا وان كنت اشك ان هذا قد يحدث ولنأمل الا يحدث شيء والا فأني اكون قد قدمت لأريان ما جمعته خلال عقد على طبق من فضة.

اومأت برأسي فقال: -هذه تعتبر اول مهمة جماعية لك معهم لذلك حاولي الا تكوني عائقا
قلت بحدة: -عائقا؟
-اعني لا تتصرفي بانفرادية بناء على مشاعرك لأن هذا ما تفعلينه اغلب الوقت لقد كان هذا احد الأسباب الذي جعلني افكر كثير قبل وضعك على هذه المهمة لكن بالنظر الى الأمور فسنحتاجك بالتأكيد كما ان تركك هنا وحدك ليس بأحكم الحلول.

لا لن اغضب لقد اعتدت على هذا منه حتى انه لم يعد يؤثر في فقط صمت لفترة ثم قلت بهدوء وانا اشير لنفسي: -هذا نتائج تدريبك انت
نظر لي بدهشة من الرد حتى انا دهشت لم قلت وانا لا ادري ما حل بي لأقول ما قلت او من اي خرج هذا الرد لكن سيد شداد لم يكن ليتركه يمر هكذا فقال: -ماذا قلت للتو؟
-، لا شيء لم اقل شيئا. ام. الن اتسلم ملف هذه المهمة؟

نظر لي لفترة ثم اشار الى ملف على مكتبه فأسرعت امد يدي اليه لأشعر بتلك القبضة على يدي لم تكن قوية لكنها كانت ثابته فرفعت بصري الى سيد شداد: -اني احذرك ما نحن على وشك الدخول فيه ليس الا بداية الجحيم دخولنا لرودوس ليس الا اعلان صريح للحرب على القلوب ففي لحظة ما بالتأكيد ستعلم السلطات الرودوسية اننا على ارضها وليس صعبا معرفة من نحن لكن يجب ان تعلمي ان سأحصل على هذا القلب بأي وسيلة ومهما كانت التضحيات.

شعرت بألم في عيني اليسرى فعقدت حاجباي وقد اغمضت عيني فسمعته يقول: -هل انت بخير؟
فقلت بصعوبة: -هناك شيء خطأ، شيء ليس على ما يرام...
-كيسارا انظري لي
نظرت اليه فقال بجدية: -عينك اليسرى!
-ماذا. ماذا بها؟
-انها تتوهج
((تحركت عيناه على الرسالة ثم ابتسم بظفر وقال: -يبدو ان وقت اللعب قد حان
قال الشاب الواقف جواره: -هل تظن انه بالفعل سيأتون بأقدامهم الى هنا يا سيدي.

-بل انا متأكد يا افري فشداد لن يقاوم الإغراء لكن هناك مشكلة
-ما هي؟

-لن يستطيع ارسال المزيد من الرسائل الأن علينا ان نتصرف وحدنا وهذا يعني الكثير من البحث فلو صحت هذه المعلومات فشداد سيحضر معه ذلك الصبي وهو مشكلة فطفرته لا تتوقف على القوة فقط بل اكثرها عقلية مما يعني انه قد يكون ن المستحيل معرفة مكانهم بالضبط لذلك اريد ان تراقب جميع الأماكن التي نظن ان القلب قد يكون بها فعاجلا او اجلا لابد ان يظهروا قرب احدها فهذا ما يريدون في النهاية
-حاضر سيدي)).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة