قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الثامن والأربعون

بعد تلك الحادثة الغريبة لعيني اصر سيد شداد ان يفحصها شاهين والذي لم يكن لديه الكثير ليضيفه في الواقع لكن ما بدأت اختبره انا بنفسي هو ذلك الثقل الغريب ليس جسديا بل كأن هناك ما يجثم على روحي على انفاسي ولست ادري لهذا سببا وقررت عدم اخبار سيد شداد بما اشعر به فمن يدري ماذا قد يفعل كان هذا ما دار بذهني وانا احدق في المياه الزرقاء امامي لقد اقتربنا من اليابسة فاليوم بالتحديد سنصل الى رودوس وعلى المدى البعيد يمكنني رؤية اليابسة نظرت الى يدي محاولة تكوين مجال صغير حولي او جعل يدي تختفي لكن المجال فلحظة هو موجود ولحظة هو متلاشي لا استطيع الحفاظ عليه او جعله يستقر نحن لم نصل بعد وقد بدأت اشعر بخلل في قواي حين شعرت بشيء يلامس كتفي فالتفت بجانبي لأرى شاهين واقفا بجواري وقد تلامس كتفانا فعدت ببصري الى الماء في صمت فقال:.

-لم يعد يمكنني الشعور بالظلال من حولي بالقوة المعتاده
اذن فقد رأني وانا احاول تكوين المجال فقلت وانا اتنهد: -هذا ونحن لم نصل بعد
ابتسم وقال: -انت لم تذهبي الى رودوس من قبل اليس كذلك؟
اومأت برأسي: -ولم اتصور اننا سنذهب اليها بحرا
-مع انها من ابطأ الوسائل الا انها الأأمن في حالتنا هذه
-اعلم
شعرت بعينيه ترمقاني وهو يقول: -في ماذا تفكرين؟

بعد فترة من الصمت قلت: -، انا. فقط اشعر بالقلق، اشعر ان الأمور لن تسير كما خططنا لها ولسبب ما اعتقد ان ذهابنا الى رودوس بأقدمنا خطأ
شعرت بيده على ظهري محاولا تخفيف شعوري بالقلق: -لا تقلقي لقد قمنا بحساب كل شيء بدقة
لم يساعد هذا كثيرا فتنهدت مرة اخرى فربت على كتفي وقال: -كفاكي من هذا الأن فسيد شداد يريدنا.

تحرك نحو المقصورة التي يها سيد شداد وتبعته حتى وصلنا اليها كان الكل متواجدا هناك يبدو اننا اخر من نصل بمجرد ان اغلق شاهين الباب قال سيد شداد:.

-خلال ساعة من الأن سنصل الى رودوس ستقابلون عملائنا هناك وسيأمنون لكم منزل امنا وكما هو متفق عليه ستنتظرون يوما لنتأكد ان رودوس ليست في اثرنا ثم اريد من كل منكم ان يبدأ عمله على الفور فليس لدينا الكثير من الوقت لا اريد اخطاء فالأمر اخطر من ان يتحمل اي خطأ كونوا على حذر شديد وتذكروا حياتكم هي الأهم فلو حدث وتعرضتم لأي خطر اثناء المهمة فلكم مطلق الحرية باستخدام اي وسيلة ممكنة للخروج احياء. اكلامي مفهوم؟

رد الكل اي نعم فتابع سيد شداد: -ستلتزمون بالفرق التي قسمتم فيها وليس لأي منكم ان يتحرك دون الأخر وهذا يعني عدم التحرك بانفرادية يا كمال وعدم التهور يا جراد.

فزمجر جراد لكنه لم يقل شيئا فقال سيد شداد ناظرا الى جراد: -لا اريد اي قتل لا داعي له فقط التزم بالتعليمات فمهمتكما دقيقة وتعتمد على المراقبة في الأغلب بلا تدخل واكرر بلا تدخل لا اريد ان اسمح عن حارس تم قتله او مشكلة من اي نوع نريد ان تتم هذه المهمة دون معرفة رودوس بما نقوم به على الفور.

طبعا جراد لم يتقبل هذا الكلام بصدر رحب لكنه ظل صامتا وان كان بالأمكان سماعه وهو يجز على اسنانه عموما ان سيد شداد مح فكل ما سيقومون به هو مراقبة حراسة الموقع الذي تحدثت عنه سفريا لمعرفة موعد الدوريات وكم حارس في كل دورية كما متى يحدث التبديل ومع من كي يكون دخولا امنا بقدر الأمكان انها مهمة تعتمد على الحذر الشديد لنأمل ان يتماها في نجاح عدت الى الواقع وسيد شداد يقول موشيرا الى كل من كمال وجراد:.

-يمكنكما الإنصراف
فخرجا في حين بقيت انا وشاهين وهيثم الطريف في الموضوع ان لا احد يعلم طبيعة مهمة هيثم وشاهين بما في ذلك هم الوحيد الذي يعلمها هو سيد شداد والمخابرات:
-هيثم هل تستطيع تحديد من بالقرب من المقصورة
اغمض ذلك الأخير عينه محاولا التركيز: -ليس هناك احد بالقرب منا لكن على داثرة نصف قطرها عشرون مترا كلهم بشر لا استطيع الإحساس بما هو ابعد، ان اقترابنا يشوش على بشدة.

رفع سيد شداد يده: -هذا يكفي، والأن لنعد لم هو مهم مهمتكما
رفعت حاجباي في تعجب سخبرهم وانا موجودة هذا غريب نظر له كل من شاهين وهيثم باهتمام:.

-كما ذكر هيثم من قبل وكما لاحظنا ان رودوس تستخدم اسلحة ثقيلة لم نرها من قبل ولا ندري كيف نتعامل معها ما اريده هو ان تؤكدا لي انها تقوم بتطوير الأسلحة الثقيلة وبأنها تخالف التعاهدات الدولية وايضا وهذا هو الأهم اريد ملفات هذه البحوث كل ما توصلوا اليه وكل ما طوره في السنوات العشر الماضيه
اتسعت عيناي في ذهول ايمزح؟ نظر هيثم وشاهين الى بعضهما ثم عاد شاهين ببصره الى سيد شداد قائلا:.

-ان هذا يكاد يكون مستحيلا دون استخدام قوانا
ابتسم سيد شداد: -اعلم لهذا معك هيثم يمكنه استخدام جزء من قواه حتى في رودوس مهمتك هي حمايته مهما تكلف الأمر ايها الجنرال
عقد هيثم حاجبيه ثم قال: -لكن هذا سيتطلب الكثير من التخطيط لِم لم يتم اعلامنا بما سنقوم به من قبل
-اعلم لكن هناك ما ادى الى ابقاء الأمر سريا حتى هذه اللحظة.

بدا على هيثم الضيق لكنه لم يرد فقال شاهين: -لازلت لا ارى كيف سيكون هذا ممكنا ليس فقط ان الأمر سيتطلب منا الدخول خلسة الى مبنى هو من اكثر البنايات حماية في العالم بل وسيكون علينا اختراق الحاسوب المركزي للحصول هذه المعلومات ان امرا مخالفا لتعاهدات كهذا لابد من جيدا
-هيثم سيكون قادلا على ايجاد حل فقط احمه بما تكلف الأمر فهم لا يعلمون بعد انه احد الفرسان وارغب في ان يظل الأمر كذلك لديكما اسبوع من الأن.

قال هيثم: -لكن اوليس الأنسب لهذه المهمة هو كمال انه معتاد على هذا النوع من العمل
اومأ سيد شداد برأسه وقال: -اجل لكني اثق بكما فقط لأداء هذه المهمة ولو تعرضتما للخطر مسموح لكما بالهرب بأي وسيلة وقتل كل من يعترض طريقكما
بعد ان تقبلا الأمر اخيرا قال شاهين: -حسنا اذا اتممنا الأمر سنرسل بأحدهم في المكان المعتاد
لم يبدو على هيثم السعادة لم سيفعل وبعد فترة من الصمت رأيت الجميع يحدق في فقلت بتعجب:
-ماذا؟

فقال سيد شداد: -لا داعي ان انوه ان كل ما قيل يقع تحت بند السرية المطلقة
عقدت ذراعي على صدري وقلت بنفاذ صبر: -اذن؟
-هذا يعني انه حتى سفريا ليس لها ان تعلم بهذا
شعرت بالغيظ فاكتفيت بالصمت فقال هيثم: -اذن هل يمكنني ان ابدأ الأن فلا بيدوا ان لدينا الكثير من الوقت
-اجل يمكنكما الإنصراف، فقط تذكر انا لا اريدك مجددا في العناية المركزة
ثم نظر الى شاهين وقال: -احمه جيدا وتذكر حياتكما اهم.

فأومأ برأسه ثم خرجا فبقيت انا وحين كنت على وشك ان استأذن للخروج منعني سيد شداد:
-انا لم اقل انه بإمكانك الذهاب
فنظرت له بتساؤل فأشار لي ان اقترب ففعلت حتى اصبحت امام المكتب فمد يده الى وجهي بالتحديد الى عيني اليسرى:
-الا تشعرين بشيء؟
قلت بتردد: -ل. لا.

ارتفعت يده قليلا لترجع بعض خصلات شعري التي تساقطت على عيني خلف اذني ثم لتعود مرة اخرى الى عيني، شعرت بوجنتاي تتوردان فلاحظ ذلك وارتفع احد حاجبيه مقترنا ببتسامة وبخفوت قال:
-صحيح
تحرك ابهامه ليتوقف عند شفتي السفلى: -سي. د ش. شداد؟
نظر لي في صمت فترة ثم ابعد يده: -اذا شعرت بأي شيء مجددا اخبريني على الفور
قلت وانا احاول تجميع شتاتي عاجزة عن فهم ما حدث للتو: -ح. حسنا
-وتوقفي عن التلعثم.

شعرت بالدم يصعت الى وجهي وبإحراج شديد وكدت اتلعثم وانا اقول: -حاضر
-الدور الذي ستلعبينه سيكون مهما لذلك لا تخالفي ايا من تعليماتي او اوامري يا كيسارا انا احذرك للمرة الثانية انا لا اريد اي اخطاء لا تتخذي اي قرار بمفردك فالوضع لا يحتمل
هززت رأسي اي نعم فأشار لي بالخروج وقال: -وابعثي لي بجراد.

خطوت اولى خطواتي على ارض رودوس وانا احس بشعور لا يمكن وصفه فعدم شعروي بقواي او بوجود التنين داخلي غريب وكأن الجسد الذي اتحرك به ليس جسدي وكأن هناك عازل بيني وبين قواي ولم اكن وحدي فجميعنا كنا نشعر بذلك لكن التأثير الأقوى كان على جراد فهو غير معتاد على السفر اولا وثانيا عدم شعوره بقواه يجعله عصبيا ومتوترا بشكل لا يطاق على كل تفرقنا بمجرد وصولنا الى الميناء لعدم اثارة الشبوهات واتجه كل منا الى المكان الذي سيستقر فيه لينفذ مهمته وامامنا اسبوع واحد فقط لتنفيذها، اسبوع واحد قبل وصول سفريا الى رودوس متخفية هي الأخرى لكن القلق لم يفارقني للحظة يمكنني بوضوح رؤية الخطر الذي نحن مقبلين عليه تنهدت وانا افكر في مهمة كل فريق ان مهامهم صعبة وفي مرحلة ما سيتعرضون للخطر الشديد الا انا فمهمتي مختلفة انا لن اتعرض للخطر في مرحلة ما فمهمتي كلها منذ البداية الى النهاية ستعرض حياتي للخطر بل وحياتنا جميعا فمهمتي تهدد بكشفنا وفشل المهمة كلها.

اسفة على التأخير كان لدي العديد من الإمتحانات ولا يزال لدي الكثير، اذن ماذا تظنون تكون مهمة كيسارا؟ ^^.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة