قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع

-علي ان اتوقف عن التفكير في امور لا داعي لها
هكذا قلت لنفسي وانا افتح باب غرفتي ثم دخلت وانا احاول التركيز فيما علينا عمله غدا حين شعرت ان قوتي خارت تماما وان جسدي يحترق سقطت ارضا وانا في حالة من الدهشة فهذا لم يحدث لي منذ سنين ان تعاودني تلك الحالة انه لأمر غير منطقي ثم لما الان؟ اني اتنفس بصعوبة و...
-الملازم كيسارا!
ثم اكمل الصوت في جزع:
-هل انتي بخير؟
لم استطع رؤية وجهه جيدا لكني قلت:.

-ا. احضر الجنرال
-اه
تأوهت وشاهين يغرز المحقن في يدي وهو يقول:
-أأنت متأكدة انك لا تعرفين السبب؟
اومأت برأسي فتنهد وقال:
-اسمعي انت بحاجة ماسة للراحة والمهدئ لن يدوم طويلا لذلك ستبقين غدا هنا
ثم وقف وهو يقول:
-ان احتجت اي شيء فكمال سيكون هنا لتلبيته.

فنظرت الى من دعاه كمال لأرى ضابط برتبة ملازم يقف بهدوء الى جانب الباب الغريب اني شعرت بأن كل شيء فيه اسود الشعر، العينين، الملابس، هل هذا طبيعي؟! كان شاهين قد خرج اثناء شرودي فقلت للملازم:
-شكرا على المساعدة
نعم فهذا هو الضابط الذي ساعدني منذ قليل في جلب شاهين الى هنا، اومأ رأسه وادى التحية وخرج!، هو لم يتجاهلني للتوا اليس كذلك؟ تنهدت واغمضت عيني فأنا متعبة وبحاجة للنوم.

في الصباح التالي كنت اكثر نشاطا و حيوية ولم تعاودني الحالة مرة اخرى، مر اليوم عاديا تماما بالطبع لم اخرج من الغرفة فكمال يجلب لي اي شيء اطلبه لذا لم يكن الامر بهذا السوء رغم اني اشعر انه لا يطيق ما يفعله وحين بدأ الافق يتلون بخطوط سوداء دخل كمال غرفتي بعد ان طرق بابها كان بيده صفحة عليها ما يبدوا انه عشائي وضعه على الطاولة بجواري ثم استدار ليرحل فاستوقفته قائلة:
-انتظر يا كمال هن.

توقفت لأنه نظر لي بضيق شديد فقلت على الفور:
-اعني ايها الملازم هناك ما اريد ان اعلمه
فالتفت إلى في صمت. اظن ان هذه الاتفاته تعني اكملي نظرت اليه بشك هل هو اخرس وانا لا اعلم؟ فأنا لم اره ينطق على الاطلاق، اكملت قائلة:
-اين نحن الان؟ هل سلمنا الشحنة ام لم نفعل؟
تنهد ثم فتح فمه اخيرا وقال:
-نعم وامامنا نصف يوم حتى نصل للقلعة.

منتهى الاختصار! الم يجد كلمات اقل؟ هكذا فكرت وانا امد يدي تجاه كوب المياه بعصبية بينما استأذن هو للرحيل رفعت الكوب الى فمي لكي اشرب وانا لا ازال احدق في كمال عندما انزلق الكوب من يدي وانسكب على الغطاء فقلت بغيظ:
-هذا ما كان ينقصني
وقبل ان ابدأ بلملة تلك الفوضى اسرع كمال نحوي وابعد يدي قائلا:
-هذا عملي.

احسست بشعور غريب وهو بهذا القرب نعم هناك شيء مألوف فيه عقدت حاجباي وانا لا افهم ان هذا الشعور لا يريحني، ان قواي تهتاج اشعر وكأنها تحذرني منه كأنه خطر على ان ابتعد عنه تصلبت وانا انظر اليه وقد انتهى مما كان يفعله وحين رفع بصره إلى ووجدني على هذه الصورة من التوتر و الحذر ابتسم فجأه بسخرية وقال:
-اذن انت بالفعل منهم
ثم تركني وذهب لقد بدأ ذلك القلق يخبوا قليلا وانا اقول:.

-يا الهي شعرت ان قلبي ستوقف لكن ماذا كان هذا؟
هذه الهالة ليست طبيعية، سأسأل شاهين بالتأكيد اما الان فلأكمل النوم...
استيقظت من النوم بعد ما يقرب من خمس ساعات اعتقد اني الان بخير حال على ان اتجهز لأننا سنصل قريبا جدا الى القلعة هكذا فعلت ثم خرجت من غرفتي باحثة عن شاهين وطبعا وجدته في قمرة القيادة، قال حين رأني:
-انت بخير الان؟
اومأت برأسي فرد بسرعة:
-اذن فلتساعدي هناك نحن نواجه نقص في العملين بالفعل.

-حسنا لكن...
قاطعني في حزم وقال:
-ليس هناك وقت للكن يا كيسارا قلت الان
قلت في انصياع:
-حاضر.

لقد عاد كما كان تماما اسرعت الى حيث اشار وبدأت بالعمل ثم بعدها بساعتين كنت قد انتهيت وكذلك كان الجميع فقد وصلنا اخيرا الى وجهتنا الاخيرة نعم لقد وصلنا الى القلعة، ولم تتسنى لي الفرصة لكي اسأل شاهن عما اريد على كل هذا ليس ما يهمني الان خصوصا وان اول ما سنقوم به هو اعطاء تقرير مفصل للسيد شداد عما حدث وهذا امر يدعوا للقلق في نظري.

ها انا ذا اقف امام الباب خلف شاهين الذي طرقه وعندما سُمح لنا بالدخول بدأت انا بالتوتر لأني اعتقد ان هذا الامر فعلا لن يمر على خير، وقفنا امام مكتب سيد شداد بعد ان ادينا التحية وضع شاهين بهدوء تقريره على مكتب سيد شداد وهو يقول:
-هذا هو التقرير عن الاحداث التي واجهناها خلال تسليم الشحنة
نظر الينا سيد شداد ببرود حسنا لا يبدوا عليه الغضب ثم قال بنبرته المعتادة:
-اذن فقد قتل اربعة جنود يا شاهين.

عقد شاهين حاجبيه وقالك
-نعم يا سيدي لقد كان خطأي وانا مستعد لتحمل اي عقاب ستفرضه
فرد سيد شداد:
-نعم بالفعل انه امر لا يمكن ان يمر دون عقاب لكن ليس الان، هل استجوبت الرجل قبل مجيئك؟
-لا، تركت امره الى هيثم سيدي
-كمال لم يصب اليس كذلك؟
قال شاهين بأهتمام:
-بالتأكيد لا لقد كان متنكرا بين افراد الطاقم و...
قاطعه سيد شداد ثم نظر لي وقال:
-الان لنعود الى مشكلتنا الاكبر.

وبمجرد ان انتهى منها دخل مجموعة من الجنود المكتب فأشار اليهم سيد شداد، انا لم افهم ماذا حدث لكني وحدت اثنين من الرجال يكبلاني بقوة ويضعان في يدي اصفاد وانا اقول بدهشة:
-ماذا يحدث هنا؟ ما معنى هذ سيد شداد؟
لكنه لم يرد بينما قال شاهين:
-سيد شداد ماذا يجري؟!
في نفس الوقت الذي هتفت فيه انا لأحدهم:
-ابعد يديك عني
ثم نظرت الى سيد شداد وان اصيح بغضب:
-اخبرني سيد شداد ما معنى هذا؟
فرد ببرود:.

-الامر بسيط يا كيسارا كل ما هنالك انك متهمة بالخيانة
وقع الامر على كالصاعقة ولم استطع الرد بينما الرجال يسحبونني بالقوة بل ويجرونني جرا ويبتعدون بي عن المكتب ومن بعيد اسمع صوت شاهين يهتف:
-انا لا ادري ما حدث لكنها لم...
ثم لاشيء اجل لا شيء تماما، افقت من شرودي لأجد نفسي مكبلة على كرسي معدني امامي طاولة معدنيه انه نفس السناريوا نفس غرفة الاستجواب فقط كان امامي هيثم يكلم احد الحراس ثم اتجه نحوي وقال:.

-اسف يا كيسارا هذه بالفعل افضل غرف الاستجواب لدينا
نظرت اليه وانا اهتف:
-فليخبرني احد ما الذي جري هنا؟ ولما انا متهمة بالخيانة؟
نظر إلى بأسف ثم قال:
-انا مأمور بألا اخبرك اي شيء حتى يسمح هو
-تعني سيد شداد؟
اومأ برأسه فقلت:
-ما الذي. انت لا تظن اني فعلت شيئا اليس كذلك؟
قال بثقة:
-بل انا متأكد انك لم تفعلي شيئا حتى وان كان الدليل قويا
قلت بتعجب:
-من اين هذه الثقة؟

-انه حدسي ثم ان شاهين يعترض بشدة وهذا يكفي ليثبت برائتك بالنسبة لي
قلت بحنق:
-هذا رأيك انت اما بالنسبة ل.
-لا لم يكن هو من رفع التهمة بل مجلس الوزراء هو من فعل
-ماذا؟!
قال بضيق:
-لا يمكنني اخبارك اكثر من هذا لكن اذا استجد في الاوامر شيء فسأعلمك بتأكيد ولا تقلقي لقد اكدت على الحراس الا يمسك احد
قالها وخرج فنظرت حولي وقلت:
-رائع هل يوجد ما قد يجعل الامور اسوء؟

لا تقلقوا لم يحدث ما هو اسوء ولله الحمد كل ما هنالك اني بدأت افكر ماذا يعني ما قاله هيثم؟ لما قد يرفع مجلس الوزراء الدعوة ضدي؟ ماذا يمكن ان افعل ليحدث هذا؟ ثم كذلك موضوع كمال ان الامر مريب بلا شك، كيسارا فلتفكري في كيفية الخروج من هذه المصيبة اولا المشكلة اني لا ادري ما الذي فعلته اصلا؟ ثم لما لم يقل سيد شداد اي شيء؟ لما ساير رأي المجلس الان؟ ام انه يظن اني بالفعل قد، لا لا لا مستحيل هو يعلم اني لن اخونه بالتأكيد ليس بعد ان طلبت العودة بنفسي ووسط هذا وذاك سمعت صوت باب الغرفة يُفتح ويدخل هو ويغلق الباب، وقف امامي عاقدا ذراعيه فقلت بغضب:.

-ماذا الان؟ هل صدر حكم الاعدام؟
لكنه رمقني بنظرة ارتعش لها جسدي واقترب من الكرسي الذي اجلس عليه ثم انحنى عليّ وقال:
-كرري جملة كهذه مرة اخرى وسأجعل خروجك من هذه الغرفة ضربا من ضروب المستحيل
فارتجفت وقلت بخوف:
-لم. اقصد.
تجاهلني واكمل:.

-من الواضح انك لا تعلمين لما انت هنا او على الاقل هذا ما تقولينه فدعيني اخبرك اذن، عندما تم مهاجمة المركبة كان المكان محددا جدا انه المكان الوحيد الذي ستتوقف فيه المركبة لكي يتم عمل صيانة سريعة والتأكد من ان كل شيء على ما يرام وكذلك الوقت الذي ستتوقف فيه بل والادهى من هذا هو معرفة من هاجم السفينة بوجهتها فكان من الطبيعي ان يظهر السؤال المنطقي كيف؟
قلت بعصبية:
-ربما كانوا مجرد قطاع طرق
اكمل:.

-لقد اعترف الرجل الذي امسكتموه ببعض الحقائق ومنها انها عملية مدبرة
قلت بغضب:
-لكن هذا لا يعني اني خائنة
قال في استهزاء:
-ما لا تعريفينه هو انك وشاهين الوحيدين الذين يعلمون وجهة المركبة وكذلك خط السير واماكن التوقف للصيانة وما الى ذلك وهذا يحصر تسرب معلومة كهذه فيكما فقط وبما ان شاهين خارج دائرة الشكوك يمكن القول انه لا يوجد غيرك.

اذن لهذا هم يحتجزونني هنا، على ان افعل شيئا انا لم ارتكب اي جريمة لأستحق هذا فقلت:
-لكني لم افعل ايا من هذا ثم لقد ساعدت شاهين
-هذا ليس بسبب مقنع لأخراجك من هنا
فقلت بحدة:
-ان كان الامر كذلك فلما لا تستخدم قواك على ستعرف الحقيقة
لكنه اجابني بجمود:
-اما هذا فلا.

لما هو هكذا؟ لما دائما يعرضني لهذه المواقف مع انه يمكنه ان يخرجني منها ببساطة؟ لما اشعر ان مبتغاه ان يجعلني اعاني؟، لقد كان مختلفا. لما احببت شخصا كهذا انه حتى لا يريد اخراجي من تهمة قد تنتهي بالاعدام؟ ان موقفا كهذا تكرر من قبل وقد قام بالمثل ورغم كل تلك الاسئلة الا ان سؤالي الاهم هو لما لا يثق بي؟ نعم هو لا يثق بي لا الان ولا قبل ذلك لماذا؟ اريده ان يفهم ان ولائي له لماذا لا يتقبل الحقيقة التي يعلمها منذ لقائي به؟ ان هذا يمزقني، قاطع افكاري صوته يقول في سخرية:.

-هل ستبكين الان ام ماذا؟
قلت وانا احاول السيطرة على مشاعري اقنع نفسي اني لن اخلط مشاعري بهذا لأني ان فعلت فس...
-لكن لماذا ما المشكلة ان استخدمتها علي؟ انه امر بسيط اليس كذلك؟
قلتها بلهفة املة في انه قد يجيبني بأجل لكن
-انت تعرفين انه من الخطر استخدامها على شخص اكثر من مرة في وقت قصير
صحت في استنكار:
-لكنك لم تبالي ابدا بأمر كهذا من قبل
-الان افعل.

هنا لم اعد اتحمل. لم اعد اتحمل ذلك الالم الذي يعتلج صدري ولا تلك الكلمات التي تمزقني لم اعد اتحمل هذه القسوة الغير مبررة فما الذي فعلته انا، تدافعت الدموع الى عيني كل منها تسبق الاخرى الى وجهي وقلت وقد خرجت مشاعري عن السيطرة تماما:
-لكني لن اخونك انا حتى لم افكر بالامر وانت تعلم لماذا، فلماذا تعاملني هكذا؟ لماذا يجب ان امر بكل هذا؟
رد على ببرود:.

-لقد خنتني من قبل وتركت الجيش لقد خنت المقاومة وعدت اليّ هل تتصورين اني سأصدق ما تقلين هكذا؟
صرخت قائلة:
-انا لم اخنك انما هربت من ظلم القائد الاعلى انا حتى لا استطيع. لست ادري لماذا كلما اقتربت تدفعني للخلف مثلما حدث في الماضي لما لا تثق بي؟
لكنه قال بقسوة:
- لا يوجد حتى دليل واحد على برائتك.

تلك القسوة لم يعد قلبي يحتملها احتملتها في الماضي لكني لن استطيع تحملها الان ان لم افعل شيئا سيبقى دائما الحال كما هو على سيظل هو يبتعد عني كما فعل من قبل على ان اتحرك حتى لا اندم مستقبلا فانفجرت قائلة:
-لكنك تعلم الحقيقة فأنت تعلم كل ذكرياتي تعرف كل مشاعر وتعرف انه من المستحيل ان اخونك لأني احبك.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة