قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل السابع والخمسون

خلال الساعات القليلة التالية افاق هيثم لكن حالته لم تتحسن كثيرا لذلك كان علينا مغادرة رودوس بأسرع ما يمكن وبالفعل في الصباح كنا على متن احدى السفن عائدين الى ابيس او كما قال الأيزن جي سوريتيه ((الى الهاوية))
ارتميت على فراشي وانا اتنهد بارتياح: -اخيرا في ابيس مرة اخرى.

رفعت يدي امام وجهي وقمت بتكوين مجال مغنطيسي فقط لأتأكد من اني لم افقد قواي للأبد. ولكم كان ذلك مريحا ان ارى المجال يتكون امامي مع اني منذ ابتعدنا عن رودوس بدأت اشعر بقواي من جديد ولقد كان جراد سعيدا جدا بهذا بينما لسبب ما كان كمال شاردا قليلا هو لا يتكلم كثيرا عادتا لكنه كان اكثر انغلاقا اما هيثم فهو على احد الأسرة في غرفة العناية المركزة يبدو انه حالته غير مستقرة وشاهين مشغول معه، وهذا يذكرني لقد اصر شاهين على فحصي بمجرد ان وصلنا وقد تملصت منه بصعوبة على وعد بأن اقوم بما يريد الليلة رغم اني اشعر بخمول رهيب ولا اريد فعل شيء، احتاج بعض الراحة لكن اين اجد هذا ونحن مطلوب منا تقرير مفصل عما حدث، شعرت بالنعاس يغلبني فقررت النوم.

ليلا خرجت من غرفتي الى قسم العناية المركزة وانا على يقين ان شاهين سيكون هناك رغم ان الوقت متأخر للغاية ولم يخب ظني بمجرد ان اقتربت من حجرة هيثم قابلته وحين رأني رفع احد حاجبيه في تساؤل فقلت:
-الفحص؟ هل نسيت؟
رفع حاجبيه وقد تذكر: -اه صحيح لقد نسيت فقد كان اليوم حافلا
قلت مازحة وانا استدير: -لا بأس يمكنني الذهاب
لكنه قبض على يدي وهو يقول: -اين تظنين نفسك ذاهبة.

ثم اشار الى احدى الأبواب قائلا: -لن ادعك تهربين
ثم قادني الى خارج القسم وقام بتعذيبي خلال الثلاث ساعات التاليه حتى انتهى الفحص والذي افاد ولله الحمد اني صحيحه كالجرس، كنا جالسين-انا وشاهين-في مكتبه وقد شرد مني فقلت:
-شاهين؟ شاهين!
رفع بصره لي ثم تنهد وقال: -اسف ماذا كنت تقولين؟
عقدت حاجباي: -ماذا بك؟ انت هكذا منذ قابلتك؟

صمت قليلا ثم قال: -انا بخير فقط الكثير من العمل منذ ان عدنا خصوصا اني لم انل اي قسط من الراحه
نظرت له للحظة قبل ان اتكلم: -ان كنت تعتقد اني سأصدق ان الإرهاق هو السبب فأنت واهم ثم انت دائما لديك الكثير من العمل. قل لي ما الذي يشغل تفكيرك؟
ظهر شبح ابتسامة على شفتيه وقال: -انه. هيثم.
نظرت له في اهتمام فتابع: -انا قلق بشأن هيثم.

قلت بقلق انا الأخرى: -لكنك اخبرتنا انه جسديا يعتبر بخير وانه بعد ان افاق سيتحسن وضعه
-اعلم وهو بالفعل جسديا بخير لقد اكد لي كلارك هذا بنفسه لكن هذا ليس ما يقلقني
-، ماذا اذن؟
-انها. قواه التي تقلقني. لقد افاق اليوم لبضع ساعات لكنه سألني اين نحن فأخبرته اننا في ابيس فكانت اجابته انه لا يشعر بقواه لا يشعر بأي شيء على الإطلاق
-اتعني انه لا يستطيع الشعور بنا؟
اومأ برأسه فقلت: -لست افهم لماذا؟

-كيسارا. هل تذكرين حين اخبرتك ان هيثم يملك القدرة على خلخلة القوة بالتلاعب بالإشارات العصبيه التي يرسلها المخ؟
قلت مفكرة: -اعتقد اني اذكر شيئا كهذا.

-حسنا ان هيثم ممنوع من استخدام تلك القوة لأنها تنعكس على جسده حين يستخدمها انها تأكله حيا، واعتقادي انه خلال الفترة التي قضيناها في رودوس والتي فقدنا فيها قوانا تماما مع ما مر به في الإستجواب قد ساعدا فيما يحدث الأن انه يستخدم قواه تلك على نفسه دون ان يشعر والتي بالتالي اثرت على قواه الأخرى وجعلته عاجزا على استخدامها.

كدت اتكلم حين قاطعني بشيء من القلق الممزوج بقلة الحيلة: -المشكلة انها تؤثر على جسده كلما طال استخدامه لها كلما اصبح الوضع اسوء
نظرت اليه وانا اشعر بالقلق يعتريني بالخوف يملئ قلبي. هيثم. وكأني عدت مرة اخرى الى غرفة الإستجواب الى حيث سيطر على كريستوفر دومينو تحت امر من اريان الفا لكني ارغمت نفسي على الهدوء ثم قلت:
-الا يوجد حل لوقف هذا؟

ابتلع لعابه واشاح بنظره عني وهو يقول: -لا. ليس قبل ان يصبح واعيا تماما حينها يمكنه ان يدرك ما يحدث فهو وحده القادر على مساعدة نفسه فقط اتمنى الا يفوت الأوان قبل ان يفعل.
-اتعني ان كل ما يمكن فعله الأن هو الإنتظار؟
-للأسف نعم.

تنهد وهو يسند رأسه على يده في صمت انه قلق للغايه هذا واضح وكيف لا وهيثم ليس مجرد زميل في العمل كما ان تاريخهما يرجع الى ما قبل ان يعرف ايا منا هذا شيء لاحظته على مدار الفترة التي قضيتها معهما، ورغم قلقي وانفعالي الدائم إلا اني حافظت على هدوئي الخارجي حتى لو كان ما داخلي هو عاصفة من القلق والخوف وقلت:
-شاهين.

واضعتا يدا على يده ثم قبضت عليها برفق وقلت: -اعلم انك قلق لكن لا شيء يمكنك فعله الأن لذا لا تضغط على نفسك لقد فعلت كل ما يمكنك ان تفعل والباقي يعتمد على شاهين وحده لذا لا تجهد نفسك انا متأكده ان هيثم لو كان هنا لقال انك تضيع مجهود لا جدوى منه وانت لا يمكنك فعل شيء
ابتسم قليلا: -انت محقه كان سيقول هذا بالتأكيد فهو يتمسك بالحقائق دائما
قلت مبتسمة: -هل انت بخير؟
-اجل انا بخير.

قلت: -ليس هذا ما اعنيه هل انت بخير؟ انت جريح لكنك تعمل منذ ان وصلنا الى ابيس فهل انت بخير؟
هنا ابتسم ابتسامة كاملة: -اجل انا بخير لقد. لقد ساعد سيد شداد على مداوة جروحي
قلت بدهشة: -اتقول انه استخدم قواه
اومأ برأسه فقلت: -لابد ان هذا كان مؤلما لكن اليس هذا خطرا بعض الشيء؟
-اجل لكني طلبت هذا لأستطيع الإشراف على هيثم بنفسي كنت اعلم انه سيواق لأنه كان قلقا هو الأخر. لكني سعيد لسؤالك.

هنا ادركت ما افعل بيدي لكني لم اسحبها ليس الأن وقلت: -وكيف لا اسأل انت احد اهم الأشخاص في حياتي كذلك هيثم وكمال وجراد
حملت ابتسامته شيء من المرارة وهو يجيب: -انا لن اخرج ابدا من تلك الدائرة اليس كذلك؟
-الدائرة؟
حين فهمت ما يرمي اليه توترت قليلا وشعرت بالخجل والقليل من الغباء في الواقع:
-اه، الدائرة. شاهين. انا.

قاطعني بوضع قبضته فوق يدي: -لا بأس انا افهم جيدا مشاعرك لا داعي للأعذار. لكني لازلت سعيدا لسؤالك
ثم ترك يدي وقال: -اظن ان هذا يكفيني لليلة واحدة سأعود الى غرفتي
-ارجح هذا ايضا فالإرهاق يكاد يمزق وجهك ولا تنسى اخباري بكل جديد بالنسبة لهيثم.

اومأ برأسه فحييته قبل ان اخرج من مكتبه حيث اخذت اسير في الممرات بلا هدف تقريبا حتى اقتربت من الساحة حينها شعرت بالتوتر وبشيء من الحذر وكلما سرت نحو الساحة كلما شعرت بعدم الإرتياح حتى وصلت اليها لأرى كمال وجراد يتحدثان او يتجادلان حيث كان وجه جراد غاضبا بينما امامه كمال يقف بهدوء لكني اعرف اكثر فقد لا يبدو عليه الضيق لكن بالنسبة لي يمكنني رؤية ذلك ببعض التدقيق، توقفا عن الحديث فجأه حين انتبها لي حينها قال جراد سبة بذيئة قبل ان يتحرك نحو البوابة التي اقف عندها حيث اندفع منها بقوة دفعتني انا لكنها لم توقعني لحسن الحظ بينما اكمل هو سيره دون ان يعيرني اهتماما، حسنا هذا جديد عادتا حين يقابلني لابد ان يضايقني بأي شكل ممكن احيانا اعتقد انه سادي يتلذذ بهذا. نظرت الى كمال الذي بادلني النظر قبل ان يستدير راحلا لكن لا لن اسمح بهذا فهتف:.

-عندك، اين تظن نفسك ذاهب؟
لكنه اكمل دون حتى ان يلتفت فأسرعت نحوه ووقفت امامه لأوقفه وانا اقول:
-لن ادعك ترحل
فتنهد: -ماذا تريدين يا كيسارا؟
-لقد كاد يوقعني لتو اعتقد اني بحاجة الى تفسير ما الذي حدث؟
-لا شيء مهم
-حقا؟ لقد بدا لي ذا اهميه لتغضب كلاكما
قال بحذر: -انا لست غاضب
-ربما لكنك بالتأكيد تشعر بالضيق انه جلي على وجهك
ببرود قال: -الا يمكنك تركي؟

ومع كلماته شعرت بموجة هواء باردة ارتعش لها ظهري. اذن فقد بدأ يغضب خفضت صوتي وسألت:
-الت تريد ان تخبرني ام لا يمكنك ان تخبرني؟
-الإثنين
صمت لفترة فتحرك مبتعدا لكني استوقفته قائلة: -كمال
رفع احد حاجبيه في تساؤل: -انت تعلم ان لو هناك ما تحتاج مساعدة به سأكون سعيدة ان اساعد ولم لم يكن هناك ما يمكنني فعله يمكنني ان اسمع
نظر لي بصمت لفترة حتى ان ظننت اننا وقفنا هكذا لساعات حتى قال: -لماذا؟

-لماذا ماذا؟ انا لا افهم
-لماذا تريدين مساعدتي
اعتقد ان التعبير الذي ظهر على وجهي كان مضحكا قبل ان اتخلص من دهشتي واقول:
-ولم لا قد اريد مساعدتك انت صديقي وسيسعدني مساعدتك
ابتسم للحظة قبل ان يعود لهدوئه: -من الأفضل ان لا تنسي ما قلتيه للتو
قلت بحيره: -حسنا
حين سمعت من يقول: -سيادة المقدم كيسارا
نظرت الى جواري لأرى جندي يقف خلفي وحين عدت الى كمال كان قد اختفى بالفعل كما توقعت فنظرت الى الجدني وقلت:.

-اجل ماذا تريد؟
-سيد شداد يريدك في مكتبه الأن
قلت في ذهول: -. ح. سنا.
ماذا قد يريد سيد شداد مني في هذه الساعة؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة