قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع

صوت الضربات، الصرخات، النحيب. الدماء، هذا يكفي انا لم اعد احتمل لقد مر الكثير من الوقت على اخر مرة رأيت فيها معركة بهذه الشراسة متى ينتهي هذا الكابوس، هيثم وشاهين قد انهكا بالطبع وان حاولا الحفاظ على هدوئهما لكني ارى ذلك جليا لقد بدأ التعب والارهاق يتسلل اليهما وكذلك الى انا فأنا ايضا اقاتل لأحمي افراد المقاومة صحيح ان كل ما يمكنني فعله هو انشاء مجال مغناطيسي يحمينا خصوصا وان الكثير من الاغام اخذت تنفجر لكنه يستنزف طاقتي وانا كل قواي دفاعية، لقد كنت محقه:.

-هذا مستحيل لا يمكنني المتابعة اكثر من هذا
وعلى اثر مقولتي اختفى المجال واصبحنا معرضين للهجوم لكني بالفعل انهكت لا يمكنني تكوينه من جديد هنا اقترب سيد شداد من وقال ببرود:
-سأفي بوعدي ستخرجون من هنا احياء.

ورفع يده الى السماء ثم بدأ مجال اخر بالظهور نفس المجال المغناطيسي الذي اكونه ومع انها قوتي انا ومع ان سيد شداد لا يملك مثل هذه القوة الا انه، اهتزت الارض مجددا فسقطت ارضا ان احد الالغام قد انفجر للتوا لقد كان قريبا جدا هذا لا يبشر بالخير لكني رغم كل شيئ اشعر بالامان لأن سيد شداد يحمينا، عدت بنظري الى هيثم وشاهين لا اعتقد انهما سيتحملان المزيد ان لم نجد حلا سريعا ستستهلك طاقتهما وقد نقتل جميعا و. ماذا يحدث؟ لقد قام العدد المتبقي من الرجال امامنا بأمر غريب لقد انقسموا الى مجموعتين ومن ثم لا ادري وكأن الارض قد افجرت من تحت اقدامنا. كان الدوي شديداً، يمكنني الشعور بجسدي يحلق في الهواء ثم يسقط ارضا، كانت سقطة قوية وإني لأتألم اشعر ان كل عظمة في جسدي تصرخ من الأم هل كان الانفجار قريبا الى هذا الحد؟ نظرت حولي فلم ارى شيئا ان الضباب يملئ المكان بسبب الانفجار لكني شعرت فجأه بمن يضع يده على كتفي ففتحت فمي لأصرخ لأجد يد تكمم فمي بقوة اصابني الرعب واخذت اتحرك بعصبية محاولة المقاومة حين شعرت بهذا الشخص ينحني على اذني ويهمس بهدوء:.

-انه انا
كان هذا كفيلا بأن تخور قواي وان اكف عن المقاومة بل وايضا ارتجف جسدي بعض الشيئ من مجرد وجوده بهذا القرب ليعود الهمس مرة اخرى:
-لا تصدري اي صوت انا اشعر بهم حولنا يبحثون عنا
ثم بهدوء بدأ يبتعد عني استدرت لأراه بوضوح فنظر لي سيد شداد وهمس:
-ارى انك لم تصابي بإصابات خطيرة فيما عدا ان وجهك محمرا للغاية
ماذا؟، لا. لا يمكن لماذا لا يمكنني كتمان ما اشعر به على الاطلاق؟ اشحت بوجهي وقلت بصوت منخفض:.

-ماذ يحدث بالضبط؟
-لقد عمدوا الى تفريقنا يبدوا ان هذه هي خطتهم من البداية لذلك يوجد حقل الغام انهم يريدون قتلي على الاقل
-اذن وماذا عن الباقون؟
-في الغالب لايزالون يقاتولون حتى الان. لا تقلقي سيقوم شاهين وهيثم بحماية جميع افراد فريقك اما الان فيجب ان نخرج مما نحن فيه
بدأ الغبار والضباب ينقشع وعلى الفور سمعت من يقول:
-ها هم اقتلوهم فالأن فرصتنا.

ولم يكد ينهيها الا وسيل من الهجمات قد إنهال علينا سواء كانت قوى خارقة او حتى اسلحة ثقيلة لكن سيد شداد تفادها بنفس السرعة تقريبا بينما انا كنت اناضل لأتحرك حاولت تكوين المجال لكني لم استطع في حين ان بعض الهجمات كانت موجهة نحوي ولم استطع تفاديها كلها والمشكلة اني استهلكت الكثير من الطاقة فلم اعد قادرة على الاختفاء من قال اني سأخرج سليمة هذا مستحيل بالطبع اغمضت عيني استعداداً لتلقي بعض الهجمات لكني احسست بيد سيد شداد تلتف حولي ثم تجبرني على ان اجثوا على الارض وهو يقول:.

-ماذا تظنين انك تفعلين؟
لم يكتفي بهذا بل ضمني اليه بقوة وهو يقول:
-هل تظنين ان بمقدورك الموت وانا هنا؟
شعرت بالخجل من موقفي ومن. موقفنا الحالي. ما هذا الذي افكر فيه الان؟ هل جننت؟ على ان اساعد سيد شداد هنا لاحظت شيئا سيد شداد لم يستخدم قواه للهجوم حتى الان فقلت:
-سيد شداد لِما لم تهاجم بعد؟
قال وهو يركز قواه في توسيع المجال:.

-لا استطيع لأني ان فعلت ذلك فإن هجوما واحدا سيكون كفيلاً بتدمير الشبكة كلها دون ترك اي اثر لوجودها وانا اريد ان ادمرها جزئيا فقط لأعلم ما توصلت اليه المقاومة ثم انا لا اعلم اين شاهين والبقية قد يصيبهم الهجوم وسط كل هذا الضباب.

انه محق سيموت فريقي بالتأكيد من هجوم واحد، اذن ماذا الان؟ ان موقفنا يسوء والمجال لن يصمد كثيرا يمكنني ان اشعر به يتزعزع على هذا الوضع سنقتل و، ما هذا؟، هذه الدماء؟ انا لست مصابه فمن اين هي؟ انها تملئ ملابسي نظرت الى سيد شداد بجزع انه جريح! وليس من هذه المعركة بل من قبل لأن الجرح مضمد بالفعل صرخت وقلبي لا يكف عن الدق بسرعة:
-انت جريح؟! سيد شداد هل انت بخير؟

حاولت الاستدار اليه لكنه ضغط اكثر على ضمته بحيث منعني من الاستدارة وهو يقول بصوت بارد:
-لا تضيعي الوقت في هذه التفاهات
قلت مستنكرة:
-ماذا؟ اااااه.

تأوهت حين تلقينا هجمة قوية، هذه نهايتنا ان لم يهاجم سيد شداد سنموت بالتأكيد لقد بدأ المجال بالتخلخل بالفعل وانا اشعر بالرعب، ماذا سنفعل؟ انا لا اريد ان اموت هنا ولا اريده ان يموت ليس الان ليس بعد ان رأيته مرة اخرى على ان افعل شيئا لما انا عديمة الفائدة؟ حاولت استجماع ما تبقى لي من طاقة في تكوين مجال جديد وبالفعل تكون فأخذت اعمل على تكبيره هنا قال سيد شداد بصوت مرتفع:
-ماذا تفعلين؟ توقفي.

لكن هذا جاء متأخرا جدا لقد التقى المجالان مجالي الذي كونته للتوا ومجاله هو، في هذه اللحظة تذكرت امرا غاب عني لقد قمت للتوا بعمل احمق، احمق للغاية ان المجالان كلاهما من نفس الموجة بالطبع فقوى سيد شداد ما هي الا استنساخ لقواي انا فسيد شداد لديه القدرة على نسخ اي قوة واستخدامها وعندما يلتقي مجالان من نفس الموجه فإنهما يتنافران بشده وبدوي هائل وهذا ما حدث صرخت من شدة الدوي بينما انتشر الألم في جسدي وسقطت ارضا فضحكت بمرارة وانا اقول:.

-يالسخرية. اي حماقة تلك التي ارتكبتها
نظرت الى حيث سيد شداد فوجدته واقفً بعيد عني ويحاول ان يبتعد اكثر انهم يستهدفونه هو. هل يحاول حمايتي؟ لا. لا. لا اريدك ان تعرض نفسك للخطر ليس لأجلي ليس بسببي ارجوك...

((اخذ يتنهد بصعوبه وهو يحاول الا يسقط ارضا رغم كل التدريبات التي تلقها الا انه لا يستطيع ان يكمل اكثر من هذا حتى التنفس اصبح صعبا هكذا شعر هيثم وهو ينظر الى هذا الكم من الرجال امامهم وكل تفكيره متى سينتهي هذا كله؟ فمهما كان الشخص قويا الا ان العدد كبير وهو لا يستطيع المواصله اكثر فقال لشاهين:
-شاهين لا اظن اني استطيع مواصلة هذا انا بالكاد استطيع الوقوف
فرد شاهين وهو يلهث:
-لا نستطيع هذا لدينا اوامر.

-لكن انت رجل حرب اما انا فلم اتلقى تدريباتي لهذا، ليس للقتال في ميدان مباشر
قال شاهين وهو يتفادى احدى الضربات:
-اعلم لكن علينا حمايتهم حاول الصمود اكثر، على الاقل حتى يظهر سيد شداد...
قطع حديثه فجأه بينما قال هيثم:
-يا الهي
استدار شاهين بسرعة الى هيثم قائلا:
-هيثم اسرع بعمل درع من الماس حولنا لا يمكننا ان نقاتل هذا أخر فرصنا الان
رد هيثم بفزع:.

-اتمزح لن يمكنني فعل هذ انا اشعر بكم الطاقة الاتية وهي غير معقوله لن يمكننا النجاة ابدا
صرخ به شاهين:
-فلتستمع لأمري ايها العميد
وقف هيثم وقال بإحترام شديد:
-سينفذ ايها الجنرال
وبالفعل كون هيثم بأسرع ما يستطيع درعا من الماس وهو يعلم قطعا انه لن يصمد وعندما انتهى قام شاهين بعمل حاجز حولهم من الظلال قائلا:
-فلنأمل ان يصمد هذا.

فجأه إهتزت الارض تحت اقدامهم وهم يحاولاون التماسك لكن الامر مستحيل نعم مستحيل صرخ ويلر:
-ما هذه الطاقة؟ المقاومة لا تملك شيئا كهذا بل انه من المستحيل ان يملكوا قوة كهذه
بينما صرخ احد افراد الفريق:
-سنموت. سنموت بالتأكيد
وقال اخر:
-كل هذا وهذه القوة لم تصطدم بنا بعد...

لم يكمل جملته. فقد حدث الارتطام وكان عنيفا ومريعً. تعالت الصرخات هناك من فقد الوعي بالفعل، نعم النجاة من هذا مستحيلة هذا ما خطر على بال شاهين في تلك الحظات وقد كان محقا))
علي ان افعل شيئا ان سيد شداد في خطر لكن ماذا؟ على الاقل اي شيء يا كيسارا قمت بصعوبة اعتدلت واخذت اقترب مع اني لا ادري ماذا سأفعل لكني لن اتركه وحده ابدا بدأت اسرع اكثر فأكثر حتى وصلت اليه فقلت:
-سيد شداد
قال بإنزعاج:.

-ما الذي تفعلينه هنا إنتهزي الفرصة في الهروب
لكني قلت بهدوء:
-انا لست احد جنودك الان اليس كذلك؟
في هذه اللحظة اختفى المجال. هل شتت انتباهه نظرت امامي فوجدت تلك الهجمات تتجه نحونا فأسرع سيد شداد يحاول اعادة المجال لكني وقفت امامه امنعه لأنه ان فعل ذلك مرة اخرى فلن ننتهي ابد من هذا عليه هو الهروب اتمنى ان يفهم هذا وعلى انا ان ادافع عنه لكنه قال:.

-هل جننت؟ ابتعدي من طريقي الان انا لا استطيع تكوين المجال وانتي تعترضين طريقي
لكنني قلت متجاهلة ما قال:
-نعم انا لست احد جنودك. لكنني اتمنى ان اكون انا اتمنى العودة اليك
ثم استدرت بجسدي نحو الهجمات وانا اقول:
-اما الان فهذا دوري لدّفاع عنك فمهما حدث لن استطيع ان ارد الجميل
نعم فسيد شداد قد فعل المستحيل حتى يبقيني حيه حتى عندما ارادتني (اورال) سمعت سيد شداد يهتف:
-ايتها الحمقاء ابتعدي.

لكنها جاءت متأخرة جدا، لقد اصطدمت بي تلك الهجمات ولكني لم اشعر بأي الم بل ان على الاطلاق ما شعرت به هو فوران من الطاقة تفجر من جسدي طاقة كبيرة تخرج مني طاقة لا استطيع السيطرة عليها ماذا حدث؟ لما اشعر بكل هذا الفراغ؟ هل مت؟ لما تحول كل ما حولي الى فراغ ابيض، سوف احميكي، من؟

فتحت عيناي بصعوبة شديدة اشعر بنعاس شديد وكذلك بإرهاق وخمول حين استطعت اخيرا رؤية ما حولي من الموجدات استطعت التعرف على الغرفة التي انا بها انها غرفتي بمنتهى البساطة، اعني كانت غرفتي.
-،!

انا في القلعه؟! اعتدلت بحركة حادة فألمتني كل عضلة في جسدي فعدت الى الفراش مرة اخرى ثم اسودت الدنيا لا ادري هل حدث هذا من شدة النعاس ام اني فقدت الوعي ثانية؟ لكني اذكر رؤية هيثم جالسا على احد الكراسي بجوار الباب ثم لا شيء...
حين افقت هذه المرة كنت في حال افضل بكثير نعم لم اتعافى لكني افضل بالتأكيد قمت بهدوء هذه المرة والتفت حولي لأجد هيثم يضع يده على اذنه ويقول:.

-نعم لقد استيقظت للتوا، لا لم تحدث اي اضطرابات حتى الان
ثم عاد ببصره إلى وقال:
-لم اظن انك ستسيقظين ابدا
قلت بدهشة:
-ماذا تعني؟
-اعني انك فقدتي وعيك لمدة ثلاثة ايام
هل يمزح ثلاثة ايام ماذا حدث بالضبط؟ اليس من المفروض ان اكون في عداد الموتى الان؟ ثم ما الذي افعله هنا؟
هنا تنهد هيثم وقال:
-لقد كدت تقتلينا كلنا انا حتى الان لا اصدق اني نجوت نحن حتى لا ندري ما قد تفعليه ان خرجت عن السيطرة.

نظرت اليه بتساؤل لكن لم تكن هناك فرصة لسؤاله فقد فُتح الباب ودخل شاهين ثم تبعه سيد شداد اتجه شاهين نحوي ثم امسك معصمي بأريحية فجذبت يدي في استنكار قائلة:
-ماذا تفعل؟
اجاب بهدوء:
-كنت اتأكد من نبضك لا غير
عقدت حاجباي وقلت:
-انا لا افهم ما الذي يجري؟ لما انا هنا؟
رد على سيد شداد:
-اليس هذا ما طلبتي؟ الست انت من اراد العودة لي؟
نعم قد فعلت لأني لم اظن اني سأعيش بعد ذلك، لحظة. كيف غفلت عن هذا؟ قلت بإنفعال:.

-ما الذي حدث؟ كيف نجوت؟
قال سيد شداد:
-بل كيف نجونا نحن وليس انتي
-لا افهم
فأكمل قائلا:
-لقد قضيتي على ما تبقى من افراد المقاومة ودمرت الشبكة عن اخرها وكدت تقتلين هيثم وشاهين مع باقي فريقك
ما الذي يقوله؟ انا لا استطيع فعل هذا ثم انا لا اتذكر اي من هذا فكيف فعلته؟ نظرت له بحيرة وقلت:
-ه. هذا مستحيل
رد ببرود:
- لقد استدعيت التنين يا كيسارا.

ماذا؟ لا يمكن انا استدعيته مستحيل هذه هي المرة الاولى لقد فعلوا المستحيل واجروا ملايين التجارب ومع كل هذا انا لم استطع استدعائه كل ما كانوا يعلموه اني حاملة له نعم فقد ظهرت فيّ العلامات لكن هل هذه هي الحقيقة؟
-لكن هذا غير معقول انا اتذكر نتائج التجارب والفحوصات جيدا وانت تعرفها افضل مني لقد جذموا على اني لا استطيع استدعائه وان فعلت فالموت مصيري
تكلم بنفس البرود:.

-انا لم اقل للحظة ان النتائج كانت صحيحة
نظرت اليه بغضب طبعا لم تكن صحيحة فها انا حية ارزق ثم تذكرت امرا فقلت:
-ماذا عن البقية؟
-لقد اطلقت سراحهم كما وعدت هم الان يعيشون حياة طبيعية لم يعد هناك ما يسمى بالمقاومة لقد اصبحت ابيس الان مستقرة
اذن لم يبق الا شيء واحد قلت بتردد:
-م. ماذا عني؟
لا ادري هل خُيل إلى ام ان ما رأيته حقيقة لقد رأيت شبح ابتسامة يرتسم على فم سيد شداد وهو يقول:.

-اليس هذا واضحا؟ ستظلين هنا بالتأكيد تحت ناظري
قلت وانا احاول السيطرة على مشاعر السعادة التي تعتريني غير مصدقة لما يقول:
-حقا؟!
لكنه قابلني ببرود:
-فقط تحسني سريعا حتى نستطيع الاستفادة منكي
-وهل سيظل هيثم هنا؟
قال بقسوة:
-تعنين العميد هيثم يا كيسارا ثم هو هنا حتى لا تقومي بأي عمل اخرق في فترة نقاهتك
انا معتادة على هذه القسوة على اي حال ثم اني اعلم ما لا يعلمه احد عن سيد شداد لذلك سأتحمل اي شيء في سبيله.

وكانت هذه هي البداية لكل شيء...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة