قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس

لقد مر اسبوع على ما حدث، تعافيت تقريبا كما انني جُندت من جديد لقد تكرر ما حدث في الماضي مجددا لكن على الاقل هذه المرة لن انفذ اوامر القائد الاعلى هكذا فكرت وانا جالسة في احدى شرفات القلعة واتأمل الاجواء من حولي وهذا يذكرني ان هذه القلعة مميزة للغاية فموقعها وحصانتها اكسباها شهرة وبغض النظر عن انها محاطة بالغابات من جميع النواحي الا انها توجد على حافة قمة تل مشهور في العاصمة شردت بذهني مرة اخرى حين وقف امامي احد الجنود وقال بعد ان ادى التحية العسكرية:.

-سيد شداد يريدك في مكتبه ايتها الملازم
نعم لقد مُنحت رتبة كذلك لكني اعلم لما مُنحتها لقد فعل سيد شداد ذلك لأصبح قادرة على الانضمام الى الفرقة الخاصة، اومأت برأسي للجندي فذهب بينما اتجهت انا الى مكتب سيد شداد وفي خلال سيري قابلت هيثم الذي عندما رأني ابتسم وحياني بمودة وهو يقول:
-مرحبا يا كيسارا
ابتسمت انا ايضا وقلت:
-مرحبا يا هيثم، كيف حالك؟

لقد تغيرت وجهة نظري تجاه هيثم تماما فهو لم يكن متعجرفا كما ظننت بل على العكس تماما هو شخص ودود للغاية بل كان يتصرف كذلك لأنه كان يعتبرني عدوه عموما كان من السهل مصادقته اما بالنسبة لشاهين فلأمر لم يتحسن على الاطلاق لايزال يكرهني خصوصا وانه مسؤل عن حالتي الصحية وهذا ما لا افهمه فسألت هيثم:
-هيثم اخبرني هل كان شاهين طبيبا؟
-لا لكنه كاد يصبح واحدا، ثم الم يطلبك سيد شداد؟
قلت وقد تذكرت:
-نعم انت محق.

وتركته مسرعة الى مكتب سيد شداد طرقت الباب ثم دخلت، اديت التحية ثم نظرت الى سيد شداد فوجدت بجواره شاهين يبدوا انهم كانوا يناقشون امرا ما هنا نظر لي سيد شداد ببرود وقال بصرامه:
-لقد تأخرت، هل تظنين ان هذا المكان للعب لكي تتأخري؟
ارتبكت وقلت بتلعثم:
-لم. لم اقصد
اكمل بنفس النبرة:
-نحن هنا ندير بلاد بأكملها لا مجال لتأخير او التخلف عن المواعيد افهمتي؟
قلت وانا اخفض رأسي:
-اجل.

-ان تكرر هذا الامر ثانية فلن يمر دون عقاب
اومأت برأسي في خوف بالتأكيد لا اريد ان اعاقب اختلست نظرة الى شاهين لأجده يبتسم في تشف فشعرت بالغضب والغيظ، قال سيد شداد:.

-اما الان فلنعد الى السبب إلى جعلني استدعيكي، هناك شحنة من الاسلحة ستخرج من القلعة اليوم الى الحدود الشرقية عادة ما كنا نستخدم عدد كبير للحراسة ولكن نظرا لأن المقاومة قد تم القضاء عليها فسنكتفي بكي لحراسة المركبة المحملة بالاسلحة مهمتك هي ايصالها سالمة
اديت التحية العسكرية مرة اخرى وانا اقول:
-حاضر سيدي
فنظر سيد شداد الى شاهين وقال:
-اذن سأترك الامر بين يديك
قلت بدهشة:.

- لكن سيدي الم تقل انكم ستكتفون بي لما سيأتي هو ايضا
نظر لي سيد شداد في استخفاف وهو يقول:
-ان شاهين لن يحرس المركبة معك لأن شاهين ربّان المركبة
هكذا اذن سيكون معي، هذه المهمة قد تنقلب الى كارثة، دفع إلى شاهين ملفاً كان يحمله وقال لي:
-هذا ملف المركبة وكذلك التخطيط المعماري لها فلتدرسيه جيدا حتى منتصف الليل فسنرحل عند اذ.

ثم استأذن للرحيل وغادر اما انا وقفت في حيرة هل ارحل ام ماذا كنت على وشك ان استأذن للرحيل لكن سيد شداد سألني:
-هل تذكرين كيف استدعيت التنين؟
-لا انا لا اذكر اي شيء عن هذا. اه. لكني اتذكر ان احدا قال لي انه سيحميني او شيء من هذا القبيل
عقد سيد شداد حاجبيه وقال:
-اذن فقد استيقظ بالفعل.

كنت انا اتأمله في صمت، مهما اكننت له من مشاعر اعلم جيدا انه لن يهتم لن يفكر في ابدا بالطبع هو يعلم اني احبه لكنه لم يلتفت لهذا يوما تنهدت، عدت الى الواقع على اثر صوت سيد شداد وهو يقول:
-لن تظلي هنا للأبد اليس كذلك؟
قلت بتلعثم:
-اه. اجل. سأذهب
لكنه استوقفني بقوله:
-وايضا لا تفكري في امور تافه.

ماذا كان يعني بهذه العبارة؟ لا تفكري في امور تافه مجرد تذكرها يزعجني لكن ما يزعجني اكثر هو ادراكه لما كنت افكر فيه في تلك اللحظه، اشعر بالغضب قليلا
<<هل ستظلين شاردة للأبد>>
التفت الى شاهين وانا اقف بإحترام ثم قلت:
-لم اكن شاردة على كلٍ هل سننطلق الان؟
كنت على متن المركبة الان، جاء رد شاهين كالصاعقة:
-عندما تكلمينني ايتها الملازم اظهري الاحترام خصوصا واني اعلى منك بكثير
فأجبته في استسلام:.

-حاضر ايها الجنرال
لكنه لم يكتف بهذا بل اقترب مني وقال:
-تعنين يا سيادة الجنرال
مستحيل انا لن اقولها ابدا ثم الم يتمادى بما فيه الكفاية قلت وانا اضغط على اسناني بقوة:
-ايها الجنرال تكفي
قال بسخرية:
-تكفي؟ انا من يحدد هذا وهي لا تكفي
لم اعد احتمل انه لا يطاق قلت بغضب:
-لن اقولها فلترح نفسك.

وتركته ورحلت ماذا به لما هو متغطرس هكذا؟ هل يظن انه لفضل مني؟ انا اكرهه على كل حال على ان اباشر مهمتي وهي تتلخص في عدم النوم ليلا والقيام بدورات تفتيشية لجميع ارجاء المركبة لذلك فلنبدأ، اخذت اتجول في كل ركن في المركبة بالطبع ليس هناك العديد من الجنود فقط اربعة بجانب طاقم المركبة وانا، حين انتهيت من دوريتي خرجت الى سقف المركبة واخذت اراقب المكان لوهلة وعندما اطمئننت الى انه ليس هناك ما يثير الشك فإذا بي اجد شاهين واقفا في احد الاركان وينظر الى السماء او هذا ما ظننته على الرجوع قبل ان نشتبك في الكلام معا لكني سمعته يقول:.

-حسنا اذن سأترك هذا الامر لك
ماذا؟ هل اكتشف وجودي؟ نظرت اليه لكنه لم يكن يكلمني انا بل يتحدث مع احدهم بواسطة تلك السماعة في اذنه وبعد لحظات من الصمت قال:
-اجل اريدك ان تتحرى عن هذا فالامر لا يريحني، شكرا يا هيثم
اذن فقد كان يحدث هيثم المذهل ان شخص مثله يمكنه شكر احدهم عموما يجب ان ارحل لأكمل ما كنت افعل عندما قال:
-اعلم انكِ هنا لا داعي للهرب.

التفت اليه والدهشة تعلوا وجهي كيف علم؟ لقد كان ظهره يواجهني طوال الوقت وهو لم يلتفت او ينظر خلفه فكيف؟ قال وهو يمر بي ويشير الى قدمي:
-انه صوت خطواتك عليك التحرك بخفة ان اردتي مفاجأة احدهم
ثم تعداني واكمل طريقه وهو يقول:
-لا تضيعي وقتك هنا ولتكملي دوريتك فنحن لا ندري ماذا قد يحدث وكلانا هنا فلايزال امامنا يومين كي نصل الى الحدود الشرقية.

وتركني ورحل هكذا، اشعر بالغيظ انا لم اكن اتكاسل او شيء من هذا القبيل، تركت المكان واتجهت الى حيث توجد شحنة الاسلحة وقمت بفحصها والتأكد من ان كل شيء بخير ثم تثائبت فأنا اشعر بنعاس شديد تثائبت مجددا وانا اقول لنفسي هذا يكفي لقد قمت بما عليّ الباقي على الجنود الاربعه واتجهت على الفور الى غرفتي لم تمر نصف ساعة الا وكنت في سبات عميق، استيقظت على صوت ضجيج نظرت الى الساعة انا لم انم سوى ساعتين فقط ماذا يحدث الان؟ خرجت من الغرفة واتجهت مسرعة الى الغرفة التي توجد بها الشحنة وخلال طريقي قابلني احد الجنود واسرع يقول:.

-سيادة الملازم ان سيادة الجنرال يريدك حالا في قمرة القيادة
لم ارد عليه واتجهت مسرعة الى حيث توجد قمرة القيادة طرقت الباب ثم دخلت وليتني لم افعل بمجرد ان وقع بصر شاهين عليّ قال بصوت مرتفع:
-و اخيرا انظروا من اتى
لم افهم هل حدث شيء ما؟ لما تحدث الاشياء وانا نائمة؟ لكنه اكمل وصوته يرتفع بالتدريج:
-ماذا كنت تفعلين البارحة بالضبط؟ الم تكن مهمتك الحراسة؟
قلت في محاولة للفهم:.

-ولقد فعلت بالفعل ثم لما انت غاضب هكذا؟
وكأنني قد فجرت قنبلة فقد صرخ بي قائلا:
-لما انا غاضب؟ هل تعلمين ما حدث في دوريتك لقد تم قطع الاتصال بيننا وبين القاعدة هناك ايضا من عبث بالرادار ولازلنا لا ندري اذا كان هناك المزيد ام لا؟ وتسألين لما انا غاضب؟
قلت مدافعة عن نفسي:
- لقد اديت دورتي على اكمل وجه ولم اتكاسل فيها
رد على ببرود:
-حقا؟ وماذا كنت تفعلين الى الان؟
قلت بتردد:.

-ماذا تعني؟ كنت نائمة، هذا بعد ان انهيت عملي بالطبع
-كنت نائمة؟، من اخبرك ان دوريتك انتهت؟ الا يجب ان تعطيني تقريرك عن الدورية؟
صمت لم ادر بما ارد فقد كان محقا كيف نسيت امرا كهذا انه امر بديهي احمر وجهي فهي ليست اول مهمة لي لقد مكثت في الجيش ستة اعوام، نظر لي شاهين في استحقار وقال:
-لست ادري لماذا هو مهتم بحقيرة مثلك.

! هل قال ما ظننته قاله للتوا؟ ان شياطين الغضب تتقافز امامي الان اعتقد اني ان تكلمت سأقدم على كارثة ثم هو اعلى مني رتبة قلت وانا احاول التحكم بغضبي:
-سأخذ هذا في عين الاعتبار ايها الجنرال
اشعر بالخذي امام هذا كل هؤلاء واشعر ايضا ان شاهين يستمتع بهذا لكنه اكمل:
-على كل ليس لدي الواقت الكافي لأضيغه عليكي، علينا ان نعرف ما حدث هنا وبسرعة.

بمجرد ان انتهى من جملته انطلقت صفارات الانذار في كل مكان بينما قال احد افراد الطاقم:
-سيادة الجنرال يوجد اختراق امني في الغرفة التي توجد بها الشحنة
-ماذا؟ كيف حدث هذا؟
كان شاهين مدهوشا لكنه تمالك امره سريعا وبدأ يصدر الاوامر هنا وهناك ثم توقف فجأه ونظر لي ثم قال:
-كيسارا لما اتيتي الى قمرة القيادة؟ كان من الطبيعي ان تتجهي مباشرة الى حيث الشحنة فلما اتيتي هنا؟
رددت بعفوية:.

-لقد اخبرني احد الجنود و، يا الهي
-ماذا؟
قلت وانا اتذكر ما حدث كيف لم الحظ:
-ام. لقد ارتكبت خطأ كبيرا قبل ان آتي الى هنا
قال بلهفة:
-ما هو؟
-لقد استيقظت لأني سمعت صوت ضجيج وبالفعل اول ما فعلته كان الاتجاه الى حيث الاسلحة لكن احد الجنود استوقفني وانا في طريقي الى هناك واخبرني انك تريدني مما يعني...
قاطعني قائلا:
-مما يعني انه كان متجها الى هناك بالفعل، هذه كارثة، انتما أأتيا معي.

قالها مشيرا الى جنديان واسرع بهما يعدوا نحو الغرفة المقصودة اما انا فكنت غاضبة من نفسي كيف لم الحظ شيئا من هذا؟ كيف عرف هذا الرجل مكاني ان لم يجدني في طريقة ثم اسرعت خلفهم حين تذكرت ان مهمتي هي حماية الشحنة حين وصلت الى المكان كان الجنود قد دخلوا الى الغرفة بالفعل اما شاهين فكان يقف على الباب وعلى وجهه امارات الغضب الشديد وعندما كدت افترب وقع بصري على شخص يتخفى بالجدار ويبدوا انه يصوب شيئا ما نحو شاهين. اه. لا. لا.

-شاهين احذر
وبأسرع ما عندي كونت مجالا مغناطيسيا لأحميه بينما اتخذت الرصاصة طريقها نحو المجال ولكنها لم تصطدم به بل بي انا، كنت قد اقتربت اكثر من الازم تأوهت وانا امسك ذراعي احاول منع الدم من الاندفاع اكثر من ذلك لكن سيلا من الرصاص انطلق ولا ادري من اين؟ لكني كنت محمية بقواي فقد اختفيت بالفعل وكونت مجالا كبيرا حولنا كان هذا عندما سمعت شاهين يهتف:
-ايها الحمقى ستندمون.

فجأه عم الظلام الحجرة ام يجب ان اقول ان الظلال هي من اظلمتها ان شاهين غاضب بالتأكيد هنا سمعت الصرخات تتعالى اجل كأن صاحبها يتمزق حيا ان شاهين يقتلهم بدأ المكان يهتز، سمعت شاهين يقول في جزل:
-فلتسمعوني المزيد من صرخاتكم
ايستمتع بما يفعل؟ انه مجنون لكن عندما بدأت المركبة كلها بالأرتجاج خرج صوت من خلفي تماما يقول:
-افعلها الان فلا مفر.

ما حدث بعد ذلك اني سمعت صوتاً كأنه سدادة من فلين تم نزعها ثم شممت رائحة غريبة و...
نهضت فزعة وانا انظر حولي في ترقب ثم تأوهت حين شعرت بألم في يدي نظرت اليها فوجدتها مضمدة بطريقة بدائية
<<لقد كان تأثير المنوم قويا عليك>>
شهقت من المفاجأة فقد ظننت اني وحدي والمكان كان مظلما الى حد ما فقلت:
-شاهين؟ ماذا حدث؟ واين نحن؟
رد على شاهين بهدوء:.

-لقد استخدموا غاز منوماً لقد كانت فرصتهم الوحيدة امامي لكن انت كنت على قدرة على جعل الامور اسوء
قلت بإستنكار:
-ماذا تعني لقد انقذت حياتك بل وان الرصاصة اصابتني انا
اجاب في استهزاء:
-هذا واجبك لا تقوليه كأنه شيء تمُنين عليّ به ثم انت من قام بعمل مجال مغناطيسي حول كل من كان في حجرة الاسلحة وقد كان احد الاعداء معنا وهو من استخدم الغاز لم يمكنني الهروب او حتى المقاومة بسبب المجال.

نظرت اليه ووجهي محتقن بشدة الا يعجبه شيء ابدا؟ لكني تجاوزت الامر وقلت وانا اتجه نحو باب الحجرة:
-على كل يجب ان نخرج من هنا
قلتها وانا اضع يدي على الباب محاولة تكوين مجال حوله في نفس اللحظة التي صرخ فيها شاهين قائلا:
-لا ابتعدي
جاءت متأخرة جدا لأنه في النفس اللحظة تعالت صرخاتي...

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة