قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والعشرون

وقفت مكاني في هدوء والأطباء من حولي يركدون في كل اتجاه والكل في جلبة وصياح وبالطبع لا يعيرني احد اي اهتمام وهذا طبيعي فقد استيقظ جراد للتو من غيبوبته ماذا افعل انا هنا؟ لقد امرت بمتابعته وها انا هنا وبما اني موقفة عن العمل فأنا لم ارى سيد شداد وكذلك هيثم وشاهين وكمال كما اصبح لدي الكثير من الفراغ والذي اعطاني الفرصة لأفكر بالفعل في تصرفاتي وافعالي هل هي متهورة وحمقاء وكانت النتيجة اي نعم انها كذلك لكن هذا لا يعني انها لم تعطي نتيجة ما لكن الواضح ان كل تصرفاتي تخضع لعاطفتي بشكل مبالغ فيه وهذه المشكلة على ان اغير من هذا قليلا وان كنت لا ادري كيف؟..

عدت الى دنيا الواقع فوجدت احد الاطباء يقف امامي وهو يقول: -هل ستظلين عندك للأبد؟
لم ارد فقال: -اعني انه قد استيقظ وكل علامته الحيوية جيدة كما انه يتعافى سريعا الن تقابليه؟ اليست مهمتك متابعته؟
قلت بإحراج فها هو الطبيب نفسه يوجه لي ارشادات: -لقد كنت انتظر ان تهدأ الاوضاع
-وقد هدأت
زفرت بضيق وقلت: -كلارك هل لابد ان تكون سمج هكذا؟
ابتسم باستمتاع وقال: -انت تعلمين كم يمتعني مضايقتك.

ثم نظر الى ساعته وقال: -استطيع ان اوفر لك ربع ساعة من الان لأنه قد استيقظ للتو ولابد ان يرتاح
اومأت برأسي وانا انظر للطبيب بغيظ ثم تركته ودخلت غرفة جراد فوجدته مستلقيا على الفراش يحدق في الفراغ ولم يعر نفسه بالنظر لي حين دخلت فجلست على كرسي مجاور للفراش وقلت:
-جراد، هذه انا كيسارا
-...
-اسفة على ما حدث لم اتوقع ان هذا ما سيحدث اعلم اني كدت اقتلك لكن صدقني لم يكن عن قصد
-...

انه لا يرد ما الذي يعنيه هذا؟ لم لا يجيبني حاولت مرة اخرى: -اذن هل انت بخير الان؟

لم يرد ولم يلتفت لي فوقفت وانحنيت على الفراش محاولة دخول مجال بصره لكن بلا فائدة ما الذي يعنيه هذا؟ هل هو تأثير الصدمة؟ ام، لكن تلك النظرات الخاوية تقلقني اسرعت اضغط على ذر استدعاء الممرضين وعندما اتو قصصت عليهم ما حدث وبالطبع طردت من الغرفة فيبدوا انهم سيقومون بالفحوصات اخرى ولا يبدوا انها ستنتهي اليوم اذن سأعود غدا لنرى ما يمكن ان يكون قد استجد.

في الصباح التالي كان اول ما فعلته هو اني زرت كلارك في مكتبه داخل الادارة الطبية طرقت الباب ودخلت على الفور فنظر لي ثم قال:
-أكل هذا التلهف لرؤيتي؟
-كف عن المزاح قليلا واخبرني ما هي نتيجة الفحوصات؟ وكيف هو جراد الان؟
مط شفتيه ثم قال: -النتائج كلها واحده
-مما يعني؟
-اعني انها كلها سليمة هذا الفتى لا يعاني اي مشاكل في مراكز النطق ولا توجد اي اصابات في المخ
-اذن هل الامر نفسي؟
-ولا حتى هذا.

قلت وانا على وشك ان اجن: -اذن ماذا؟
قال في بساطة: -هو فقط لا يريد ان يتكلم وليس هذا فحسب بل هو ممتنع عن الاكل والشرب وهذا ما جعلنا نعاني البارحة حتى اصبحنا نحقنه بهما
-ماذا؟!
-كما سمعتي لست ادري لماذا لكنه يرفض الكلام البته
-هذا يعني انه سليم معافى
-اجل والان وقد حصلتي على ما تريدين يمكنك الخروج فلسنا جميعنا في اسبوعين ايقاف.

عقدت حاجباي وضغضت على اسناني لكي لا ارد كيف يقول مثل هذا الكلام في سنه هذه سأقتل هذا الرجل في يوم ما، استدرت راحلة وانا اعلم اين اتجه بالضبط دفعت باب غرفته ودخلت وجلست على الكرسي ثم تنهدت وقلت:
-اذن انت لا تريد الكلام، لقد كدت اموت قلقا البارحة وانت فقط لا تريد الكلام.

طبعا لا رد جميل جميل جدا نظرت اليه. تلك النظرة الخاوية تقلقني وامتناعه عن الطعام والشراب يقلقني اكثر لا يمكن، هو لا ينتوي، لا لا يا كيسارا تعقلي لا يمكن بعد برهة قلت:
-لكن لماذا؟ انا لا ارى سببا لم تفعله؟ ام انك لا تريد ان تعمل لصالح ابيس لهذه الدرجة؟

لا جواب كالعادة فقلت وانا اقف استعدادا للرحيل: -نحن لسنا كما تظن فأنا شخصيا سيسعدني ان تنضم الينا خصوصا وانا اعلم نوع المعامله التي تعاملون بها في جيش دراجوسان تحت قيادة هنري
ثم استدرت للرحيل...

جلست في غرفتي احدق في الحائط غير فاهمة لم يحدث لم تصبح الامور اصعب فأصعب؟ وليست من جهة واحدة بل من كل الجهات ثم ما الذي يمكن ان افعله انا الان كيف سأقنعه ان ينضم الينا بعد ما حدث ثم مذبحة سيرا لا يمكن ان تنسى تنهد في غضب ما الذي يمكن ان اففعله ليقتنع ثم لم وكلت انا بهذه المهمه الم يكن هيثم اكثر ملائمة مني ثم امتناعه عن الاكل و الشرب ما الذي يمكن ان يعنيه كل هذا؟ انا لا اجد سوى نتيجة واحدة تتكرر امامي طوال الوقت هذه الافعال لا تصدر عن شخص يريد الحياة بالتأكيد هذا ما ظننته لكن الامر لا يمكن ان يكون هكذا، اليس كذلك؟

فتحت عيناي فزعة وانا انتفض بقوة نظرت حولي وانا اشهق بقوة على استسلمت للنوم؟ متى؟ لكن ما هذا الذي اشعر به لماذا لا اكف عن الانتفاض انا، انا اتألم بل اختنق ما الذي يجري؟ لماذا اشعر اني على وشك ان افارق الحياه؟، افارق الحياه؟ لكن انا لا افعل؟ هذه الاضطربات ليست لي فلمن هي؟، هل يمكن؟ هببت واقفة رغم تلك الالم التي تعتصرني واسرعت نحو جناح العناية المركزة اقتحمت الغرفة وقد هالني ما رأيت لم يكن جراد على فراشه او في اي مكان في الغرفة اذن اين هو؟، لكنه لم يستعد قدرته على السير بعد فكيف؟ اهدئي يا كيسارا وركزي لقد عرفتي اين هو من قبل ويمكن ان تفعليها الان اغمضت عيني ووقفت في مكاني نعم اعتقد اني بدأت اشعر به فتحت عيني فجأه وانا اهتف:.

-يا الهي
هكذا اسرعت الى السطح وانا اعدوا اينوي حقا الانتحار وصلت الى السطح اخيرا وانا الهث وبمجرد ان رأيته واقفا فوق السور عدوت نحوه وانا اهتف:
-لن اتركك تفعلها
ضممته بقوة وجذبته الى ارض السطح مرة اخرى وانا اهتف: -اي حماقة تلك التي كنت على وشك ان ترتكبها
حاول دفعي وقال: -دعيني
لكنه في حالته هذه اضعف مني بكثير ثم ها هو قد تكلم اخيرا فقلت بغضب:
-بالطبع لن افعل هل تمزح معي؟ انا لن اتركك تقتل نفسك ابدا.

نظر لي بغضب وحقد وبأقصى ما استطاع دفعني وبدأ يحاول الوقوف في وهن فاعتدلت واتجهت نحوه ثم وبكل ما احمله من غضب صفعته وانا اصيح:.

-افق ما الذي تظن انك تفعله بموتك هنا؟ اهذا ما توصلت اليه؟ اهذه طريقتك للخلاص الن تحاول على الاقل الهرب حاول قاوم وماذا ان فشلت اهكذا تهدر حياتك؟ ما الذي استفدته انت؟ ثم لا تحكم علينا لمجرد ما حدث في الماضي اعلم انه اليم واني لا اجرؤ على ان اسألك ان تنساه لكن قادتنا تغيروا ونحن قد اختلفنا كثيرا، امعن النظر هذه ليست بلدي هؤلاء القوم ليسوا قومي ومع ذلك فأني على استعداد ان ابذل كل ما لدي لهذه البلد لقد تغيرت فما المشكلة ان تتغير انت؟ لست الوحيد الذي عانى من ابيس نحن كذلك نحن مثلك وكما نحتاجك ستحتاجنا.

وضعت يدي على وجهه ثم قلت: -لذا ارجوك اياك ان تفكر في الموت فأنا لن اقبله كحل ودعك مما اتفقنا عليه انا احررك منه بالكامل لذا ارجوك ارجوك لا تفعلها انت
هنا شعرت بسائل يتخلل بين يدي فنظرت الى جراد فوجدته يبكي لا ادري ما الذي يعنيه هذا لكنه بدأ يستكين وقد كف عن مقاومتي فأبعدت يدي عن وجهه في بطء ثم جلست امامه وقلت بصوت منخفض كأني اخشى ان اكسر هذا الصمت:
-ا. انت لن تفعلها؟

جاءتني الاجابة بصوت كالفحيح: -ماذا الان؟
نظرت اليه في تساؤل فأكمل: -انا لن اعمل لدى هذه الدولة ما حييت
تنهدت وقد شعرت اني خرجت من مشكلة الى اخرى لكن قُطع الصمت بصوت لم اتوقع صاحبه:
<<يمكنني ان احل انا هذه المشكلة>>
نظرت الى سيد شداد بزهول بتلقائية ابتعدت عن جراد بينما وقف جراد بصعوبة وهو ينظر الى سيد شداد في تحدي وقال:
-كيف؟

ابتسم سيد شداد وقال: -ماذا ان اخبرتك ان ابيس لم ترتكب المذبحة وانما لم يكن المنفذ الا دراجوسان بينما كل ما فعلته ابيس هو جمع الغنائم
قلت بدهشة فهذه اول مرة اسمع فيها هذا الكلام: -ماذا؟
بينما كان رد جراد: -وكيف لي ان اصدق هذا الكلام ثم ما السبب الذي يجعل دراجوسان تدمر سيرا هذا غير معقول.

-ربما بالنسبة لك لكن قس الاحداث معي في تلك الفترة بالذات كان في سيرا مقر اقوى الاحذاب الساسية التي تعارض طريقة حكام دراجوسان في ادارة البلاد اذن لابد من الخلاص منهم وليكونن تحذيرا لغيرهم من الاحزاب الضعيفة فيتراجعوا لكن كيف تفعلها والرأي العام لن يرحمهم وبالتأكيد سيلقي باللوم على حكامها كان في نفس الوقت الذي اعلنت فيه ابيس وجهتها الى دراجوسان وان يبدوأ الاحتلال بسيرا فهي على الحدود وها قد اتت الفرصة من حيث لم يدري احد ولعدم ثقة دراجوسان بتدمير الحزب بالكامل فقد قامت بتدمير البلد بنفسها ولم تنتظر ابيس لتفعل وهنا تأتي جيوش الغزو الابيسيه لتجد سيرا لقمة سائغة وتعلن انها صاحبة تلك المجزرة في نفس الوقت الذي يتوعد فيه حكام دراجوسان لأبيس بأنها لن تنجوا بفعلتها.

كنت انا اسمع هذا الكلام مندهشة وغير مصدقة وجراد على نفس الحال لكني قد رأيت في نظراته وكلامه التردد وهو يقول:
-ما من دليل على ما تقول؟
-وماذا ان جلبت لك الدليل ليتحدث امام عينيك ماذا ان جلبت لك المسؤل عما حدث بنفسة ليروي لك ما حدث؟، عندها لن يكون لديك اعتراض لأن تنضم الينا اوليس كذلك؟
تردد جراد للحظة ثم قال: -انا موافق.

فنظر لي سيد شداد واعطاني ورقة وقال: -قوديه الى حيث هنري وعندما ينتهي الامر فلتأتني فأنا اريدك
-حاضر
قلتها بضطراب وانا لا اشعر بالراحة.
سرنا بين تلك الغرف فهنا يستجوب الاسرى انا لا احب هذا المكان حين قابلني هيثم فقلت:
-اخيرا لقد كنت ابحث عنك
نظر الى ساعته وقال: -ان دوامي قد انتهى فماذا تريدين ثم الست موقوفة عن العمل؟
شعرت بالغيظ لم يعلم الكل اني موقوفة عن العمل؟ تنهدت وانا اقول: -اريد ان نقابل هنري.

نظر لي في دهشة ثم الى جراد من خلفي وقال: -فهمت. التصريح ايتها المقدم
فأعطيته الورقة فألقى عليها نظرة ثم اشار لكلينا قائلا: -اتبعاني
ففعلنا حتى وصلنا الى احدى الغرف فدخلناها وبمجرد ان دخلنا رأيت ان احد جدرانها ما هو الا زجاج يطل على غرفة اخرى بها يجلس هنري فأشار لنا هيثم بالدخول الى تلك الغرفة فتحركنا لكن هيثم اوقفني قائلا:
-انت موقوفة عن العمل
-ماذا انت تمزح
-لا مزاح هنا ايتها المقدم والان انتظري عندك.

ودخل الاثنين بينما راقبت انا ما يحدث دون ان اسمعه تكلم هنري وجراد لفترة ثم فجأه ودون سابق انذار انقض جراد على هنرى واخذ يكيل له اللكمات حتى استطاعوا السيطرة على الموقف اذن فقد كان سيد شداد محقا وها هو جراد قد تيقن مما حدث ان الامر لمؤلم بالتأكيد ثم ها هم يخرجون وامامي وقف جراد وهو يبدوا انه على وشك الانهيار قريبا كان ينظر لي صامتا فقلت مبتسمة وانا امد يدي لمصافحته قائلة:
-مرحبا بك معنا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة