قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والعشرون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والعشرون

واقفة امام سيد شداد في انتظار انتهائه من بعض الملفات التي عليه توقيعها فقد طلبني في مكتبه بعد انتهائي مع جراد وها انا هنا، اخيرا رفع بصره نحوي ثم قال بهدوء:
-افهم من هذا ان جراد قد وافق على الانضمام دون مشاكل؟
اومأت برأسي وانا اقول: -اجل
-هذا جيد
ثم عقد حاجبيه ونظر لي وهو يقول: -لنعود اذن للموضوع الذي انت هنا من اجله
لماذا اشعر بهذا التوتر، تابع قائلا: -يبدوا ان لديك مشكلة ايتها المقدم.

نظرت اليه بتساؤل فقال بضيق: -لقد لاحظت ان معظم مواقعك وافعالك في اغلب المعارك ما هي الا دفاعية واعني بذلك استخدامك لقواك
نظرت اليه بعدم فهم فأكمل: -وهذه هي المشكلة انت لا تتخذين الخطوة الهجومية الا مؤخرا جدا ليس هكذا دربتك ايتها المقدم
قلت مدافعة عن نفسي: -لكن بالفعل ان قواي دفاعية
-لا انت من جعلتها هكذا ثم ما دمت اصبحت قادرة على استدعاء التنين والاحتفاظ بوعيك بل وامره بالهجوم فيجب ان نطور هذا.

-وهذا يعني؟
-يعني انك ستخضعين لتدريب خاص لتطوير طريقة استخدامك لقواك وطبعا لتحكم بالتنين، سيقوم شاهين بتدريبك وسأشرف انا على هذا بنفسي
قلت بتزمر فأنا لا اريد اي تدريب: -لكن يمكنني ان اتدرب بنفسي و...
رفع احد حاجبيه وهو يقول: -هل ما اسمعه اعتراضا
قلت وانا ابتلع حنقي: -لا بالطبع لا.

قال ببرود: -اريد ان ارى النتائج في اقل من شهر سيكون تدريبك في الغابة المتواجدة خلف القلعة فلا يمكننا ان نخاطر باستدعائك للتنين هنا، ستبدأين غدا في تمام التاسعة مساء
قلت بدهشة: -مساء؟
-اجل بالطبع فشاهين لديه عمل وليس مثل احدهم بالمناسبة لقد تم مد ايقافك لشهر
صحت بزهول: -ماذا؟
نظر لي فأخفضت صوتي وقلت بخفوتك
-ام. لم. اقصد
تجاهلني تماما واكمل: -حتى تنتهي من تدريبك
قالها بعد ان قام من مكتبه مستعدا للرحيل.

فقلت: -حاضر سيدي
كان الان في طريقه الى الخروج من المكتب حين قال: -انت لا تنوين البقاء عندك للأبد اليس كذلك؟
قلت بحرج: -اجل
واتجهت نحو الباب وانا اقول: -اسمح لي
مررت بجواره حين شعرت بيده تمر بشعري وكأن مسا كهربيا اصابني انتفض جسدي فقال سيد شداد ببتسامة على وجهه:
-هذة ردة فعل مثيرة.

شعرت ان وجهي على وشك ان يحترق وانا انظر الى الارض غير قادرة على النظر اليه لكنه مد يده نحوي رافعا بها وجهي لتلاقي عيني عينيه بينما تحسس بيده الاخرى وجهي ثم انحنى على وجهي وهمس:
-انا غاضب يا كيسارا
فقلت بتلعثم: -م. ماذا فعلت؟
نظر لي ثم اقترب اكثر وقال: -لا اريد ابدا رؤيتك تنقادين لمشاعرك الى الحد الذي يصل الى ضم احدهم.

هنا تذكرت ما فعلت مع جراد واتسعت عيني فأنا بالطبع لم انظر الى الامر هكذا حاولت الرد لكن كل ما خرج مني كان كلاما غير مفهوما:
-. ل. م. ا. عني
هنا وضع اصبعه على شفتي مانعا اياي من الكلام وهو يهمس: -لا اريد سماع اعذار.

لم اعد استطيع التفكير في اي شيء من شدة الاحراج اعتقد اني احلم ايضا فلم يخطر ببالي ان سيد شداد قد يبالي بأمري يمكنني ان اعتبر اهتمامه علامة جيدة اليس كذلك، انا لا ارفع امالي كثيرا اليس كذلك؟، وعلى هذا القرب لم استطع ان اتمالك نفسي فلففت يدي حول صدر سيد شداد احتضنه لا ادري من اين اتت هذه الجرءه لكن لاطلما حلمت بأن افعل هذا لاطلما اردت ان اضمه وهمست بصوت منخفض وكأني اكلم نفسي:
-انا احبك انت وحدك.

شعرت بيده تربت على شعري ثم تستقر عند بداية عنقي محركة رأسي لتواجه وانحنى حتى كادت شفتانا ان تتلامس، فجأه سمعت طرقا على الباب فتوقف كل شيء وكأنه كان حلما بينما قال سيد شداد وهو يتجه نحو مكتبه:
-ادخل
فكان القادم شاهين الذي قال بمجرد ان دخل وهو ينظر الى اوراق بيده: -اعذرني سيد شداد لكن لدي اخبار هامة عن القلب و...

كان قد رفع بصره عن ما في يده ليفاجئ بوجودي فابتسمت بحرج بينما نقل هو بصره بيني وبين سيد شدا ثم قال ببطء:
-اسف سيدي لم ادرك ان كيسارا هنا...

((ماذا كانا يفعلان بالضبط ان وجه كيسارا احمر كالطماطم ثم هاهي واقفة كالبلهاء بالتأكيد لم يكن الكلام عن امر يخص العمل هكذا خطر لشاهين عندما دخل ان الغضب يتصاعد بداخله هو يعلم بالضبط ما الذي يشعر به تماما هو يغار شعر بالضيق لهذه الحقيقة افاق من شروده على صوت شداد يقول:
-يمكنك الذهاب الان يا كيسارا
فاسرت كيسارا نحو الباب لكن صوت شداد استوقفها قائلا: -لقد قمت بعمل جيد اليوم.

فازداد احمرار وجهها واسرعت بالخروج مما ضايق شاهين كثيرا لكنه حاول التناسي بقوله:
-سيدي لقد حدد بعض مخبرينا مكان القلب
فرد شداد بجدية: -اين؟
-في رودوس))
عدت الى غرفتي غير مصدقة لم فعلت كيف جاءتني الشجاعة لهذا تنهدت ووضعت يدي على صدري ونا اقول:
-علي ان اهدأ
ان ضربات قلبي في تسارع فألقيت بنفسي على الفراش مبتسمة في سعادة واغمضت عيني مستسلمة للنوم.

في مساء اليوم التالي توجهت الى الموقع الذي سيقابلني فيه شاهين لنبدأ التدريب، لنقل ان ما قيل لي انه تدريب لكن الحقيقة هي انه تعذيب ان شاهين كالكابوس يبدوا انه كان غاضبا من احدهم لأني شعرت انه على وشك قتلي في اكثر من مرة كما انه وبخني كثيرا وهذا هو اول يوم فقط لكن الامر لم يتوقف عند هذا لقد استمر للأسبوع الاول بأكمله على هذه الحال لم اعد انام الليل تقريبا فالتدريب ينتهي في الثالثة بعد منتصف الليل لقد اصبح الامر جحيما مع معاملة شاهين و...

-ااااااااااه
تأوهت وانا اقع ارضا بعد ان عدت من افكاري الى عالم الواقع لقد كان هذا هجوما مباغتا من شاهين، هذا يؤلم بشدة اظن اني جرحت نفسي، هذا هو، لقد فاض بي الكيل هذا ليس تدريبا على الاطلاق قلت بغضب وانا انهض:
-ماذا بك؟ هذا ليس تدريبا انك تفرغ غضبك في ثم انك تكاد تقتلني بهجماتك هذه، ليس ذنبي ان احدهم يغضبك.

قال وهو يقترب نحوي وانا اتراجع للخلف: -ليس ذنبك؟ بل انت السبب فيما يحدث انت من اوصلتني الى هذه الحاله
كان قد اصبح عاى قيد نصف متر مني بينما توقفت انا عن التراجع فقد اصطدمت بشجرة، قلت بتعجب:
-ماذا تعني؟ انت تتصرف بغرابة مؤخرا
-وانت السبب
كان الان امامي مباشرو فأكمل: -لماذا لا تنظرين الى؟ لم ناظريك دائما موجهين نحوه هو وهو فقط؟ ان الامر واضح كالشمس
-ما الذي تتحدث عنه؟
-انت تحبين سيد شداد اليس كذلك؟

اتسعت عيناي في دهشة هل الامر جلي الى هذه الدرجة واحمرت وجنتاي وانا اقول:
-ما الذي يعنيك في هذا؟
وضع يده على خدي وقال: -هذا بالضبط ما يغضبني
-ماذا؟
رفعت يدي ابعد يده عني لكنه امسكها بقوة وثبتني تجاه الحائط في خشونة فقلت بضعف:
-انا. انا لا افهم
نظر الى عيني مباشرة واقترب من وجهي وهو يقول: -كيف لا تفهمين والامر بهذا الوضوح؟
هنا اتسعت عيناي في زهول هو لا يعني، اعني لا يمكن اليس كذلك فقلت بصوت مرتجف:.

-شاهين انت لا يمكن ان ت...
لم اكمل فالنظرة التي في عينه كانت كافية بالاجابة، قال وهو يضغط على يدي اكثر:
-اجل انا اريدك كما تريدينه انت
لا هذا لا يحدث لا يمكن ان يحدث بهذه البساطة شاهين منجذب لي؟ انا؟ كيف ومتى حدث هذا؟ عموما لنعد الى هذه الورطة ماذا ينوي ان يفعل حاول ان اقاوم لكنه اقوى فقلت:
-اه لا شاهين لا تفعل ارجوك.

لكنه انحنى نحوي ماذا الان اعتقد اني على وشك البكاء لكنه توقف تماما وابتعد عني نظرت له في دهشة وتساؤل وانا امسك بمعصمي الذي تلون باللون الوردي من قبضته فقال:
-انت ترتجفين الهذه الدرجة انت خائفة مني؟
لم استطع الرد فقال بمرارة: -لم اكن انوي ايذائك لقد كنت فقط غاضبا
ثم احنى بصره الى الارض وتابع: -غاضبا من نفسي ومما رأيت البارحه.

ثم تلمس بيده وجهي فانتفضت فابتسم ابتسامة صفراء وقال: -انا اسف لم اقصد اخافتك الى هذا الحد يا كيسارا لكني لن استسلم فأنا اريدك وبشدة
لازلت عاجزة عن الكلام بينما اكمل هو: -خصوصا واني لا اظن ان سيد شداد يراك كما ترينه ابدا فعما قريب ستعرفين الحقيقة وما انت بالضبط وانا سأنتظر بفارغ الصبر ذلك اليوم لكن ذلك لا يعني ان حدثا كما حدث اليوم سيكون الاخير انما هو البداية فقط لتعلمي طبيعة مشاعري تجاهك.

عدت الى غرفتي هذا اليوم غير قادرة على النوم او التفكير في اي شيء اخر سوى احداث اليوم هل ما حدث حقيقة ولو كان كيف سأتعامل مع شاهين من الان؟ انه شخص عزيز عليه ولا اريد ان اخسره، حانت مني نظرة الى معصمي والى تلك العلامات الحمراء التي خلفتها يد شاهين وتلقائيا ارتجف جسدي كله معلنا عدم رغبته في تجربة ما حدث اليوم مجددا وابدا.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة