قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والستون

هبطت صاعقة من البرق عند قدمي مباشرة مما جعلني ارتجف في خوف وتسارعت دقات قلبي حتى شعرت انه سيتوقف في حين تشبث بي راي في رعب محاولا حماية نفسه، وبعينين متسعتين نظرت الى سيد شداد الذي قال من بين اسنانه:
-كيسارا لا تتحديني
انه غاضب. غاضب جدا. مما قلت؟!، ما حدث الأن كان مجرد تحذير لكنه لا يتصور اني سأترك الصبي ليموت مهما كان السبب. حتى لو كان هو السبب، تراجعت للخلف وفي تصميم عنيد قلت:.

-انت تعلم اني لا اريد لكني سأفعل
عقد حاجبيه وهو يقول: -كيسارا هذه هي فرصتك الأخيرة
لكني لم اتزحزح لم تمض لحظة حتى ابرقت السماء لتهبط صاعقة اخرى لكني هذه المرة كنت مستعدة بالمجال لتمر الكهرباء على المجال مخللة اركانه فقلت بقلق:
-هذا شيء.
ان المجال لن يتحمل الكثير مثل تلك الصاعقة هذا وسيد شداد لم يكن جادا ومن خلفي قال راي في رعب:
-سيقتلكي ثم سيقتلني بعدك او معك.

قلت مطمئنة الفتى: -لا سيد شداد لن يقتلني، هو يحتاجني. هو فقط يحتاج الى وسائل اقوى في الإقناع
قال بغيظ: -كيسارا هذا ليس اقناع هذا الرجل سيقتلنا ويحتفل على جثثنا
تنهدت وانا افكر ان المجال يتهاوى مع كل صاعقة وسيد شداد يقترب يجب ان اجد حلا فقلت لراي:
-امسك يدي جيدا واسمعني اريدك ان تحول هذه الغمام الأسود حولنا الى دخان كثيف ولنعدو عند اشارتي
-حسنا.

بدأ الدخان يملأ الأجواء حتى جعل الرؤية عسيرة الى حد ما فأكدت على راي:
-راي لا تترك يدي مهما حدث فسأستخدم قواي لإخفائنا
اومأ برأسه فضغطت على يده واختفيت انا وهو ثم قلت الأن وخرجت من المجال اعدو وانا اشكل في كل مكان بالحديقة مجالات حامية لتضلل سيد شداد عني فقط لنأمل ان يقع فيها لكن لم اكد انتهي من التفكير حتى سمعت سيد شداد يقول:
-اتتوقعين اني سأبحث عنك؟ كيسارا لقد علمتك كل شيء لا يمكننك خداعي.

ثم انهمرت الصعقات في الحديقة كلها كأنها مطر فلم اجد مفرا غير الحركة من مكاني والإستعانة بالمجال مجددا، انه يهدف الى اخراجي اليه اذا ليس هناك خيار غير المواجهه فنظرت الى راي الذي قال بخوف:
-لا تخبريني هل سنموت؟
ابتسمت وقلت: -لا
وانحنيت عليه اقول: -راي مهما حدث لا تفزع انا لا اريدك ان تخافني فأنا لن اؤذيك مهما بدا الأمر بشعا فاعلم اني لن امسك بسوء وان هذه المعركة ليس الهدف منها القتل.

نظر لي في عدم فهم لكن ليس هناك وقت لأشرح اكثر فقد انقشع الضباب واصبحنا في مواجهة سيد شداد فاستقمت و. شعرت بفيضان الطاقة المعتاد يجري بعروقي وسمعت زأراته الغاضبة التي اتبعها ظهور التنين من خلفي، سمعت شهقة راي ومن بعيد سيد شداد يقول:
-اذن هكذا تريدينها
لا ادري ما تملكني لكني وجدت نفسي آمر التنين بالهجوم.
((كان الدوي عنيف الى درجة اصمت الأذان فهتف شاهين: -تراجعوا.

بينما هتف جراد: -ما الذي تفعله كيسارا؟ اتنوي قتلنا؟
بينما قال هيثم وهو يسعل: -المهم الا تفقد السيطرة وإلا فعلتها فعلا...
قاطعه صراخ شاهين محذرا: -هيثم، كمال ابتعدى ان الوضع يخرج عن السيطرة
قال كمال وهو يتراجع الى الخلف: -لكن قلب باراديس وسط كل هذا
نظروا الى التنين يشن هجوم اخر فقال شاهين: -لا يمكننا التدخل في هذا...

الجمت المفاجأه شداد فهو لك يتصور ان تهاجمه كيسارا بالتنين فعلا لكن ربما كان يجب ان يتوقع ذلك لانها لم تكن لتتركه ينتزع القلب تاركا الحاضن يموت لكن ماذا تعرف هي؟ ماذا تعرف لتفهم ضرورة هذه التضحيات لتفهم الخطر الحقيقي الذي لو سيوقفه قتل الفتى للحصول على القلب لقتل مائة فتى. الخطر الذي تسبب فيه هو والذي حتمت عليه الحياة ايقافه او الموت محاولا لأنه ما من احد سيغفر له النتيجة التي تسبب بها، لكنه ايضا لا يريد ان يخسرها هو يعلم انه من الجشع ان يأخذ اكثر مما اخذ بالفعل ان يطلب اكثر مما طلب بالفعل. هو لا يستحقها وهذا اكثر ما يغضبه منها لذلك كلما يدفعها لكنها تأبى الإستسلام. هو غاضب، غاضب للغايه بل يشعر بدمه يغلي ويعلم انه على وشك فقد السيطرة على نفسه والتي لم يفقدها منذ ذلك اليوم، عاد الى الواقع على الألم الذي شعر به في ذراعه فرأى الدم يسيل منها عندها فقد كل شيء.

ما رأه افراد الفرقة الخاصة في ذلك اليوم لن ينسوه ما حيوا فمن العدم امتلأ الهواء بدخان ورماد اسود جعل التنفس ثقيل وصعب سواد يجثم على الروح حتى ليكاد يقتلها خنقا وبدأ يتشكل من السواد والدخان مسخ عملاق رأو جميعا منه لفتة من قبل لكنهم اليوم يشهدوه كاملا بحضوره بقوته بتأثير جعل الشعر ينتصب والأنفاس ترتجف وتتوقف الدماء في العروق والشرايين وبأعيُن جاحظة ترقب الجميع ما يحدث في حين سألت كيسارا:.

-فقط ما هذا؟
وفي اللحظة التي حرك فيها شداد يده لذلك الوحش اظلمت الدنيا وتعالت صرخات كيسارا التي شعرت بجسدها يُسحق وسط ذلك السواد حتى لم تعد تششعر بشيء او ترى شيء فقد اتاها صوت من اعماقها يقول كفي عن اسري!، كفي عن كبحي!، واتحدي معي حتى احول الظلام الى نور، وكان هذا هو كل ما احتاجته كيسارا لتلبي نداء التنين ولتصغي لِمَ يريد بكامل وعيها، وتلاحم الطرفان.

الدمار والحطام، هذه كانت النتيجة لمعركة تضمن القلوب هكذا كانت وهكذا ستكون، )).

وقفت منهكة لا اعي ما يحدث حولي والرؤية ضبابية لكن ما اعلمه اني لم استطع المواصلة واني لم افقد السيطرة على التنين وكذلك على قواه مما جعلني اضعف اهون فلم يتحمل جسدي ما تلقاه التنين حتى لم اعد قادرة على استدعائه فاختفى ذلك الأخير تاركا اياي اعاني من الام ليست لي ومن جروح لا اراها وامامي سيد شداد وقد فقد صوابه لسبب ما. لم كل هذا الغضب؟ الهذه الدرجة اغضبه عصياني؟ فتراجعت حتى امسكت بكتفا راي الذي كان يرتجف كالورقة بينما اقترب سيد شداد نحونا وفي كل خطوة كان ذلك الشيء خلفه يعود لم بدأ منه، ضباب اسود، حاولت تكوين المجال وبصعوبة نجحت مع علمي التام انه لن يصمد لدقيقة ثم احتضنت راي وقلت بصوت واهن خافت:.

-ارجوك
تابع تقدمه حتى وصل الى المجال وحدق بي في صمت ثم قال: -لن اؤذيه فأرخي المجال
نظرت اليه في حذر فكرر: -اعد اني لن اؤذيه
فتنهدت وتراخت قواي ثم انهرت لكن قبل ان اصل الى الأرض التقطني سيد شداد بين يديه وحملني فأسندت رأسي الى صدره وهمست:
-ماذا حدث؟ لم. انت حقا غاضب؟
رفع بعض الخصل عن وجهي ثم قال: -ليس الأن انت تحتاجين الى الراحه.

نظرت اليه في صمت فهمس: -ليس هناك ما تقلقين عليه الأن يمكنك ان ترتاحي يا كيسارا
قلت بخفوت: -انا. خائفة. إن اغلقت عيني.
-لقد وعدتك اني لن امسه بسوء.
هززت رأسي ان لا وقلت: -ليس هو. بل انت. انا خائفة عليك انت
عقدت حاجبيه في عدم فهم لكني تابعت ووعي يتسرب مني وعيناي تنغلقان من تلقاء نفسيهما:
-انا اسفه. انا اسفه...
((هدأ جسد كيسارا بين يد شداد وحين اطمئن انها استكانت نظر الى راي وقال:.

-عليك ان تكون شاكرا فلولها لقتلعت قلبك الأن انا لن اؤذيك لكنك ستأتي معنا
افاق راي من دهشته واستجمع رباطة جأشه وهتف: -ماذا؟ انا لا اريد
-هذا ليس خيارا
ثم حرك ناظريه الى حيث وقف فريقه فأومأ برأسه لشاهين ليتعامل مع راي))
فتحت عيناي على صوت عال يقول: -كيسارا استيقظت. لقد ظننت انك تموتين فعلا
قلت بصعوبه: -، راي؟!

ورأيت وجهه يخترق مجال بصري معلنا عن نفسه فاعتدلت بصعوبة وانا اضع يدي على رأسي من شدة الصداع فأنا لست مصابة لكنها الام التنين فحاولت التحامل لأرى شاهين يقف بجواري يتفقدني وعلى وجهه الضيق والإنزعاج واضحين فنظرت حولي لأجد اننا في مقرنا في باراديس فنظرت متسألة ففتح شاهين فمه ليرد لكن راي سبقه بذلك قائلا:
-لقد جلبني شداد هنا لكني لن ارضخ من يظن نفسه؟ انه لا يدري مع من يتعامل.

فقال شاهين وهو يجز على شفتيه: -فالتحمد الله انه تركك حيا
ثم نظر لي وقال: -قد يكون سيد شداد وعد بألا يمسه بسوء لكن احدنا سيفعل صدقيني
-لماذا ماذا حدث؟
-فقط لا تقولي اني لم احذرك
قلت: -ان ماذا قرر سيد شداد؟
-سيأخذه معنا الى ابيس، وسنغادر غدا فحاكم باراديس يطردنا من البلاد حرفيا
-له كل الحق بعد ما سببناه من دمار
قال راي مبتسما: -لا تقلقي لقد اصلحت ما افسدتموه
رفعت حاجباي في دهشة وقلت: -كيف؟

-لست ادري لكن لطالما كان الأمر متعلق بباراديس اظن القلب يفعل ذلك من تلقاء نفسه
قال شاهين بنفس الضيق: -عموما من الأن فصاعدا هذا الصبي مسؤليتك المفترض ان هيثم قد شرح له كل شيء لذا هو على علم تام بما يحدث وان كنت اشك ان عقله استوعب كل ذلك، وملاحظة صغيرة ابعدي هذا القرد عن جراد لأن ذلك الأخير كان على وشك قتله فعلا
نظرت الى راي وقلت معاتبة: -ماذا فعلت؟
قال ببراءة: -لا شيء.

تنهدت ثم نظرت الى شاهين وقلت: -هل من شيء اخر؟
اومأ برأسه وقال: -سيد شداد يريدك بمجرد ان تستيقظي.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة