قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والستون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والستون

طرقت الباب ودخلت لأرى سيد شداد جالسا امام مكتب جانبي في الحجرة وقد ترك ما بيده واستدار بجسده امامي فرأيت كُم يده اليسرى مرتفع وبكتفه مضمد بالكامل، فخفق قلبي بقوة لمظهر الجرح و تذكرت على الفور كيف هاجمته بل واصبته كذلك، كيف غاب هذا عن ذهني؟ اني المتسببة في هذا. اشعر بالحماقة فكل ما اريده هو حمايته والدفاع عنه وتحقيق ما يريد إلا اني اجد نفسي افعل العكس تلقائيا. عقدت حاجباي في قلق لكني لم املك الشجاعة الكافية لأسأل مطمئنة عليه فهو لا يبدو سعيدا لرؤيتي على وجه الخصوص لكنه لاحظ نظراتي لكتفه فابتسم ببرود مما جعلني اقول بصوت خافت مختنق لا يكاد يُسمع:.

-ك. كتفك؟
كان هذا ما استطعت اخراجة وانا استجمع شتاتي فرغم كل ما حدث الا ان كوني المتسببة في جرح الرجل الذي احب. في جرح سيد شداد جعلني ذلك اشعر برغبة عارمة في البكاء وبأنفاسي تختنق، فرد على قائلا:
-من كان يتصور ان بإمكانك اصابتي يا كيسارا
كانت تلك الجملة كافية لأسأل على الفور: -ك. كيف هو الجرح؟
رفع احد حاجبيه وقال: -هل بالفعل تسألين؟
قلت بتلعثم وانا احاول التماسك: -أ. أ. أنا.

قاطعني قائلا بصرامة: -لقد عصيتي امري وتحديتني بل واستخدمت التنين في مهاجمتي يا كيسارا، ماذا تظنين اني يجب ان افعل بكي؟
صمت غير عالمة بما اجيب رغم علمي ان صمتي يزيده غضبا فقد تابع وصوته يتعالى:
-اجيبيني! مع الوقت انت تصبحين عائقا وتسببين من المشاكل ما يُأخرنا والوقت الذي املكه ليس بالكثير لقد اصحت عقبة لا ادري اين اضعها بالضبط او كيف اتعامل معها؟!

هذا يكفي لم اعد احتمل ان كان يظن اني لم الحظ فسأجعل الأمر علنا، هناك امر خطأ في كل هذا. نظرت الى سيد شداد وعقدت حاجباي وقلت بحيرة:
-لم انت غاضب؟
-لم انا غاضب؟! احقا تسألين؟ الم تسمعي حرفا مما قلت لتو ام انك اصبحت صماء؟
كررت بثقة اكبر: -ليس مما فعلت، انت تعلم اني كنت سأقوم بما فعلت لا يمكن ان تكون غاضبا من امر تعلم انه سيحدث، فأخبرني مما انت غاضب؟

صمت للحظة قبل ان يعقد يديه على صدره ويسأل: -ماذا تعنين يا كيسارا؟
-اعني ما فهمت. هذا ليس بسبب القلب او حتى عصياني لأوامرك هناك امر اخر يغضبك وانت لا تخبرني ما هو بل وتلومني عليه
قلتها في تحدي فأنا لن اتراجع ليس بعد ما حدث فأكملت: -لقد كنت جادا في مهاجمتي رغم اني لم افقد السيطرة على التنين ورغم قدرتك على ايقافي دون استدعاء ذلك الشيء الذي لا ادري ماهيته بالضبط لكنك. لكنك.

توقفت لأن النظرة التي رمقني بها سيد شداد جمدت الدم في عروقي وجعلتني افكر الف مرة قبل ان اكمل، قال بعد برهه وهو يضغط على كل حرف مما يقول:
-لو تحدثت إلى بهذه الطريقة مجددا ايتها المقدم فسأحرص على الا ينطق هذا اللسان مرة اخرى والأن اخرجي وعند عودتنا الى القلعة فسأتعامل مع عقابك بنفسي.

نظرت اليه بذهول وانا استوعب ما قال وكيف كان وقع الكلمات مؤلما حتى لأني شعرت بدموعي تلتهب في عيني لكني لن ابكي لن افعل ثم وجدت نفسي اقول تلقائيا:
-انت تعود لم كنت عليه من قبل لقد كان فيليب محقا بحثك عما تريد جعلك تتغير مجددا
ثم استدرت الى الباب وفتحته لكني توقفت وقلت وانا انظر الى سيد شداد قائلة:
-انا خائفة وانت تُخيفني اكثر.

ليس منك بل عليك، ثم خرجت من الغرفة والكثير من المشاعر تعتلج بداخلي لكن يغلبها الغضب والألم والخوف. الخوف مما هو قادم. مما حذرني منه مالك الساعة.
تجاهلت مشاعري تماما وانا الهو مع راي الذي لم يكف عن الأسئلة وتعليقاته المستفزة مذ خرجت من المكتب فأدركت لم يتجاهله الجميع هنا الطريف هنا ان راي لسبب ما انجذب الى كمال بسرعة مما دفع ذلك الأخير للإختفاء تماما حتى موعد رحيلنا من باراديس.

(( اسرع كريستوفر نحو حجرة الإجتماعات ليخبر ارايان بما وصلهم للتو فما يحمله لا يحتمل التأخير، طرق الباب على عجل ثم دخل وبخطوات سريعه اتجه نحو ارايان وانحنى على اذنه يهمس بأهمية الخبر فأوقفه ارايان ونظر الى وزرائه ثم قال بصوت قوي:
-لقد انتهى الإجتماع
فأسرع الجميع بالخروج فمن يريد اغضاب ارايان الفا وحين لم يصبح في الحجرة غيرهما نظر الى كريستوفر وقال:
-متى وصل هذا الخبر؟
-وصلنا حلا من باراديس يا سيدي.

اسند ارايان يده الى الطاولة الممتدة امامه ثم قال: -اتعني ان شداد قد حصل على قلب باراديس في لم يستطع عملاؤنا تحديد مكانه اصلا؟
ابتلع كريستوفر لعابه ريقه بصعوبة قبل ان يقول: -انه في حوزته الروزين يا سيدي.

ابتسم ارايان عندما ادرك ان كريستوفر يكاد يرتجف خوفا منه فقال: -لا تقلق يا كريستوفر انا لست غاضب ففي النهاية نحن نملك احد اهم قطع اللعبة وخطتنا الأساسيه تسير على مايرام لكننا بحاجة الى الروزين فطالما شداد يملكه سيظل قادرا على قلب الطاوله
هز كريستوفر رأسه مؤيدا فأكمل ارايان: -سأترك هذا لك، لنعد الى المهم هل تمت الصفقة على مايرام؟

اومأ كريستوفر برأسه وهو يقول: -اجل لقد تمت على اكمل وجه ولم يشعر احد بشيء
اتسعت ابتسامة ارايان بوحشية فهناك مفاجأه في انتظار شداد))
((ريوس-العاصمة-مكتب نائب الرئيس
تسلم النائب المظروف في تعجب مما يعنيه لكنه بالتأكيد مهم ليصل بتلك الطريقة وعليه الختم، فتحه وقرأ ما بداخله ليهب من مقعده ويقول:
-هذا لابد ان يصل الى الرياسة حالا. ))
((اورال-العاصمة-مبنى الوزارة.

طرق الملازم الباب ثم دخل الى حين سمع الإذن وادى التحية قبل ان يقول:
-لقد وصل هذا للتو يا سيدي
نظر اوراكل الى المظروف الذي وضعه الملازم على المكتب امامه ليرى الختم المميز فرفع احد حاجبيه متعجبا ثم امسك المظروف وفتحه وبعد برهة ابتسم وقال للملازم:
-اخبر سيكرتير الرئيس اني بحاجة الى زيارته في اقرب وقت ممكن
اومأ الملازم وادى التحية وانصرف في حين غمغم اوراكل: -انا سأشارك))
((دراجوسان-العاصمة-مكتب الرئاسة.

اسرع السيكرتير وخلفه وزير الدفاع يفتح الباب وقبل ان يتمكن الرئيس من قول اي شيء عن طريقة الإستدعاء او الدخول دفع اليه وزير الدفاع المظروف قائلا:
-سيدي لابد ان تقرأه الأن
وبجرد ان رأي الرئيس الختم فتح المظروف على الفور ليقول للوزير بمجرد ان انهاه:
-ارسل الرد فورا فنحن موافقون))
((انجلاند-العاصمة-مكتب رئيس الوزراء
نظر رئيس الوزوراء الى الختم قبل ان يقول لرئيس المخابرات الحربية: -اهذا ما اظنه.؟

اومأ رئيس المخابرات ايجابا وهو يقول: -والرد مطلوب فورا
-هذا خطير اتعلم ما يعنيه هذا؟
-اعلم لكنها فرصتنا الوحيدة وموقعنا ممتاز
رمقه رئيس الوزراء لفترة ثم قال: -من سيتحمل اعباء كل هذا ان وقع خطأ
-حتى مع هذا نحن فعلا لا يمكننا تفويت هذه الفرصة))
((هكس-العاصمة-مبنى وزارة الدفاع
-هذا المظروف تلقاه مكتب الرئاسة اليوم وقد اصروا ان يصل هنا على الفور.

قالها احد اللواءات الجالسين داخل القاعة فرد اخر: -لكن الأمر بحاجة الى دراسة وتأني
قال رئيس الأركان: -لهذا جمعتكم لكن الرد مطلوب على عجل فماذا تظنون؟ انا ارى ان نجازف بما لدينا الأن قبل ان نفقد كل شيء)).

وصلنا الى القلعة اخيرا فهذه الرحلة كانت سيئة بما يكفي فقد لاحظ الجميع تجهمي بعد محادثة سيد شداد وان كان هيثم الوحيد الذي ربما ادرك السبب فعلا لكنه قرر ان يتركني وشأني، من لم يفعل هو راي سأحتاج لتعليمه كيف يبقي فمه مغلقا لأكثر من ربع ساعة ان اردته ان يبقى حيا لوقت اطول، يبدو ان سيد شداد انشغل على الفور فلم يكد يخطو داخل القلعة حتى لاقه جندي بخبر ما ومن الواضح ان الأمر مهم لدرجة انهم لم ينتظروه يدخل وبطبيعة الحال تبعه شاهين وهيثم اما نحن فتوجه كل منا الى غرفته حيث يمكننا ان نرتاح من مهمتنا قليلا وهذه احد مميزات الرتب الصغيرة.

في طريقي الى غرفتي ومعي راي الذي لم يكف عن الإندهاش منذ جئنا فالواضح ان هذه هي اول مرة له في مكان بهذه الفخامة والحماية قائلا:
-هذا المكان مدهش!
-ليس الى هذه الدرجة صدقني، ستعتاده قريبا جدا
-وضخم جدا كيف لا تضلون طريقكم هنا
-لإننا لسنا بهذه الحماقة
صمت للحظات قبل ان يعود متسائلا: -اذن اين سأبقى انا؟
-لست ادري فعلا لكن حتى الأن انت معي...

قاطعني توقف احد الرتب امامي وخلفه جنديان وقال في احترام بعد ان ادى التحية:
-سيادة المقدم سنتولى امره من هنا
مشيرا الى راي عقدت حاجباي ونظرت الى راي ثم اعدت النظر الى الرجل امامي وقلت بشك:
-ماذا تعني بستتولى امره؟
اجاب ببرود: -لقد اُمرنا بنقله الى احدى الغرف بالطابق الثالث
قلت باستنكار: -الطابق الثالث!

الطابق الثالث يحتوي على اغلب الغرف التي نضع فيها المشتبه بهم تحت المراقبة التامة حتى يقابلهم هيثم ثم يتم ترحيلهم من القلعة ان لم يكن لم فائدة لتتم محاكمتهم. لذا انا لا افهم، قلت بغضب:
-من امر بهذا؟
قال الرجل: -لقد اخذنا امرا مباشر من الجنرال شاهين وقد امرنا ايضا بحجزك في غرفتك اذا ما حاولت منعنا
هتفت بدهشة: -ماذا؟! ماذا يحدث بالضبط؟

امسك احد الجنود بزراع راي الذي صاح وهو يجذب ذراعه دون جدوى: -اتركني ايها الأخرق.
ثم نظر لي وقال: -كيسارا ما الذي يعنيه هذا؟

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة