قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والسبعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والسبعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والسبعون

راقبت نظراتهم الحائرة لي في صمت حتى قطعه راي في غضب: -ماذا اذن؟ الن تفعل شيئا؟
التفت اليه سيد شداد ورمقه ببرود دون ان يجيب فهتف راي: -انت السبب في هذا. انت السبب في كل هذا. انت هو الدافع لوجدها هنا، الن تفعل شيئا لإنقاذها؟
وضعت سفريا يدها على كتف راي وهي تقول: -اهدأ يا راي هذا لن يحل شيئا
لكنه دفع يدها عنه بعنف وتقدم نحو سيد شداد ونحوي رافعا يده مشيرا بها الى سيد شداد قائلا:.

-جد حلا وإلا فإني اقسم انك ستخسر اليوم اكثر مما تظن انك قد ربحت
اتبع جملته بنار تولدت من بين يديه في تحذير فتراجعت سفريا في خوف في حين ظل الباقون في اماكنهم منهم من ينظر الى شداد بشك بالفعل. فعقد سيد شداد حاجبيه ورفع ناظريه الى شاهين الذي اومأ بهدوء ثم رأيت يده اليسرى تتكور في قبضة قوية جعلت راي يشهق قبل ان ينظر الى شاهين ثم الى شداد صائحا:.

-اتستخدمه لشل حركتي؟ اتعتقد ان طفرة قادرة على ايقافي انا. القلب؟
قاطعه سيد شداد قائلا: -بل لجعلك تهدأ قليلا
وهذه كانت القشة التي قسمت ظهر البعير إذ صرخ راي وعيناه تلتمعان بلهيب احمر:
-اهدأ؟! هل جننت؟ انها لا تصدق انها في عالم الواقع وانت تريدني ان اهدأ؟
ثم رفع يده وقال: -انا لا احتاج الى ان اتحرك من مكاني لأريك اني لا امزح
اندفعت النيران من حول راي نحو سيد شداد الذي اوقفها بمجال يحميه قائلا في هدوء:.

-ما تفعله ليس سوى مضيعة للوقت
زادت كلماته من غضب راي الذي صرخ: -مضيعة للوقت؟ الا تفهم بدونها انت لا تملك شيئا حتى وإن حصلت على الأيزن تا تريال فقد دمر هو الشيئ الأهم لقد خسرت المهم هنا.
من بعيد امكنني سماع هيثم يهمس: -شاهين
فرد عليه شاهين: -لا اريد ان اؤذيه
فغمغم كمال: -لكن الفتى على وشك ان يفقد السيطرة
قاطعتهم سفريا: -حينها لن يكون شاهين هو من سيؤذي راي بل شداد لذا افعل شيئا.

لكن كل هذا لا يهمني. فقد انتهى كل شيئ بالفعل وكل هذا ما هو إلا خيال ودون وعي مني وجدت نفسي اهمس:
-لقد حصل على كل شيء بالفعل. فلماذا انا احلم؟
حينها اتسعت عينا سيد شداد للحظة قبل ان يختفي المجال الذي يحميه وهو ينظر لي قبل ان يجثو على الأرض بجواري.
((جثى شداد على ركبته امام كيسارا ونظر الى عينيها قائلا: -هو لم يحصل منك على شيء ابدا
رفعت حاجبيها وقالت: -بل فعل.

-ماذا لو اثبتك مخطئة؟ ماذا لو كان كل هذا محاكاة صنعها الأيزن تا تريال؟
امتلئت عيناها بالدموع وهي تقول: -اتمنى، لكنها ليست الحقيقة. انا.
ثم رفعت يدين مرتجفتين الى وجهه واكملت: -. انا لم اقابلك قط.
-انت مخطأه يا كيسارا. دعيني ادخل بلا مقاومة مرة اخرى
عقدت حاجبيها وقالت بحزن وخوف: -لا. ليس هناك فائدة. انا لا اريد المزيد من الألم. لا اريد.
اقترب شداد بوجهه منها هامسا: -انا لن ادعها تؤلم.

نظرت اليه في تردد. هي لا تريد ان تأمل. لا تريد ان تتحطم مرة اخرى رغم انها على ثقة انها لن تتحمل وستنهار بالتأكيد. لكن ومع كل هذا فهي لا تزال تتمنى ان يكون شداد محقا. فبمن تثق بشداد ام بأوركال؟
بتردد ممزوج بالخوف نظرت كيسارا الى شداد فوضع شداد كلتا يديه على وجهها وقال:
-هذا هو الخلل الذي سيقطع بين الحقيقة والخيال.

ثم اغمض عينيه مسترجعا بقواه كل ما عاشته في تلك الفترة وجاعلا ايها تشاهد ما يرى. شعر بصوت أنفاسها يعلوا وبدقات قلبها تتسارع وهي ترى كل هذا من جديد. ثم اخيرا شعر بسائل دافئ يهبط على يديه. لكنه تجاهل كل هذا حتى توقف امام جملة قالها لها اوركال
نعم فقد ابديت اليوم استجابة لترنيمة وانت تعلمين ماذا يعني هذا.

هز شداد رأسه نفيا وقال: -هذا هو الخلل في محاكاة القلب اوركال لم يحصل منك على شيء والترنيمة لم تفلح قط حتى استطعت استخدام قواك وانت لم تستخدميها قط في حوزته. انا علمتك كيف تستخدمين قواك. لقد قابلتني يا كيسارا. لقد كان هذا احد مخاوفك ان يستطيع استخدام الترنيمة وانت في حوزته فلم يدرك القلب ان هذا لم يحدث قط. اوركال لم يحصل منك على استجابة قط
لم تفارق عينها عينيه للحظة وهي تقول: -كيف؟ )).

اتسعت عيناي في ذهول ان ما يقوله صحيح. اعلم هذا. اعلمه جيدا ودون ارادة مني وجدت نفسي أأمل ان يكون صادقا فيما قال. نظرت اليه. الى سيد شداد. لا يمكن ان يكون كل هذا حلم اليس كذلك؟ لا يمكن ان يخدعني عقلي الى هذه الدرجة اليس كذلك؟ ماذا لو كان مخطأ؟ ماذا كنت قد جننت بالفعل؟ شعرت بيد سيد شداد تتحسس وجهي وقد رأى الشك في عيني فقال:
-هل نجح اوركال من قبل في استخدام الترنيمة وانت في حوزته؟

حركت رأسي ان لا فتابع: -ان الترنيمة لم تعمل إلا بعد ان استطعت استخدام قواك فهل علمك اوراكل كيف تستخدميها او حتى اخبرك بما هيتك فعلا؟
قلت بخفوت: -لا
سأل بحزم: -من علمك يا كيسارا؟
بارتجافة قلت: -أ. أنت
-هذا ليس تأليف عقلك هذه هي الحقيقة.

هذا صحيح اوراكل لم يخبرني ما انا وما الذي احمله لم يخبرني عن القلوب. ولم يخبرني عن اي شيء لقد ابقاني حبيسة لم يخرجني يوما قط. ان سيد شداد محق. فهل تم التلاعب بي فعلا؟ فقط لأتأكد اخذت نفسا عميقا وقلت لسيد شداد:
-اخبرني. اخبرني بشيء واحد فقط لا اعلمه ولا يمكنني تخيله يا شداد
ارتسمت ابتسامة واثقة على شفتيه وهو يقول: -اسمي ليس شداد بل لووج يا كيسارا.

صمت في دهشة فلم اتوقع هذه الإجابة. هذا امر لم اعلمه لأتخيله. بتردد قلت:
-ل. لووج؟ انا لم اعلم هذا
شعرت بالغرابة من الأسم. ولم اتخيله على سيد شداد. اذن فقد تلاعب بي التا تريال بالفعل لكن. لكن لماذا؟ :
-لماذا؟
-ليمنعني من استخدامك
تنهدت في استسلام. لقد عشت شهرين كاملين في كابوس! لو رأني اوركال الأن لمات ضحكا. اعتدل سيد شداد واقفا ثم قال:
-هل تصديقنني الأن؟

ببطء اومأت برأسي ولم استطع منع السعادة التي نمت بداخلي ان ما حدث كان تلاعبا من القلب كما لم استطع منع الخوف من ان اكون قد جننت بالفعل لكني مسحت دموعي واعتدلت واقفة انا الأخرى لأواجه الجمع الذي يحدق في بدهشة وذهول. حسنا هذا ليس بحلم. نظرة القلق في عيني سفريا بينما تلك الائمة في عيني راي و، :
-ما خطب جراد؟
يبدو ان السؤال كان مفاجئا لهم فقد اخذوا بعض الوقت قبل ان يجيب كمال:.

-لقد. هاجمه القلب على ما نظن، لسنا متأكدين بالضبط ماذا حدث
قلت بقلق: -هل هو بخير؟
فأجاب شاهين: -سيعيش. هل انت بخير يا كيسارا؟
ابتسمت قليلا وانا اتنهد: -لا انا مرهقة للغاية
تقدمت نحوي سفريا ثم دون سابق انذار اعتصرتني بين يديها قائلة: -سعيدة بعودتك الى هذا العالم
رددت هامسة: -وانا كذلك
ثم حين اطلقت سراحي وجدت من خلفها يقف راي في حذر وهو يقول: -كيسارا؟

اتسعت ابتسامتي حين وجدته يقترب ببطء قبل ان يتوقف عن الحركة في حذر من ردة فعلي فانحنيت نحوه واحتضنته بين يدي وانا اهمس في اذنه:
-لا بأس يا راي انا بخير الأن
ما لم اتوقعه هو احتضانه لي بقوة وهو يبكي فربت على رأسه وانا اتمتم ببعض الكلمات مطمئنة حين قاطعني صوت رخيم يقول:
-كيسارا. كيسارا. لقد اقلقتنا جميعا ها هنا
رفعت عيني لتقابل مالك الساعة: -لم اكن ادري انك تقلق ثم الم تتوقع الساعة شيئا من هذا؟

هز رأسه نفيا وقال: -القلب فاجأنا جميعا
رفت حاجباي وقد لاحظت: -ماذا حدث مع القلب اذن؟
صمت الجميع فجأه والتفتت ابصارهم الى سيد شداد فنظرت اليه انا الأخرى لكنه قابلني بالصمت فقال فيليب:
-لنقل ان شداد قد تكفل به وانه في حوزته.

رمقتهم في شك لكني ادركت انني لن احصل على اجابة اكثر تفصيلا فلم اتعمق في السؤال ادرت وجهي لهم اتطلع اليهم مرة اخرى. هذه هي الحقيقة يا كيسارا. لقد كان اوركال مجرد حلم بل كابوسا من صنع القلب. فقط اتمنى الا تُعاد هذه التجربة مرة اخرى.
فكرت للحظة لو لم يجد سيد شداد تلك الفجوة في محاكاة القلب فهل كنت سأظل معتقدة اني في حلم الى الأبد؟ هنا خطر في ذهني خاطر فسألت سيد شداد وقد كان بجواري:.

-لماذا لم تستخدم قواك لتمسح ذاكرتي عن ذلك الوهم الذي كنت فيه كان هذا ليكون حلا اسهل؟
صمت برهة ثم قال: -كان هذا هو حلي الأخير لكني لم ارد
رفعت احد حاجباي في تساؤل وقلت: -لماذا؟
رمقني في بمظرة سوداء ثم قال
-، اردت ان اعرف بمن تثقين وتصدقين فعلا بي ام بأوركال
تصلبت في دهشة وقبل ان استفسر اكثر كان قد تركني وتقدم.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة