قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والسبعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والسبعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والسبعون

استيقظت صارخة وانا ارتجف وصوت سفريا يتردد في اذني:
-اهدأي يا كيسارا.
بعد برهة استطعت رؤيتها اخيرا فتنهدت ووضعت يدي على جبهتي في تعب وارهاق فسألت: -كابوس اخر؟
أومأت برأسي فربتت على كتفي ثم قالت: -لا بأس نحن هنا
اجبت بكلام غير مفهوم وانا انظر للغرفة من حولي وتنهدت مرة اخرى ثم قلت: -هل اتى احد عملاء الفندق؟
-لا ليس هذه المرة
وضعت يداي على وجهي وانا اقول: -سيد شداد سيقتلني.

لم ارى الإبتسامة لكني استشعرتها في كلماتها: -لا لن يفعل.

كلما تذكرت اننا هنا بسببي يزداد شعروي بالذنب والغضب من نفسي. كان من المفترض ا نكون الأن في ابيس لكن بسببي لانزال في نووير فق قرر سيد شداد البقاء هنا حتى اتحسن. وقد اخبرته اكثر من مرة اني بخير لكنه لم يعرني اهتماما بل وقال حتى يصرح شاهين اني بخير بالفعل لن نتحرك المشكل هنا ان كلما طال وجودنا في مكان واحد كلما كان من السهل استهدافنا خصوصا ان كنا في فندق معروف لإننا لم نستطع الحصول على شقة بهذه السرعة وفي نفس الوقت قريبة من المطار الى حد ما. قاطعت سفريا افكاري قائلة: -هل انت بخير الأن؟

لست ادري كيف اجيب فأنا اشعر بعدم ارتياح وبتوتر شديد لكني لم ارد ان اقلقها فقلت: -اجل. امم كيف حال راي؟
اتسعت ابتسامة سفريا واجابت: -لا تقلقي هو بخير منذ ان افزعته صرختك في المرة الأولى وقد اعتداد على كوابيسك
-اذن الم يتحدث احد عن متى سنخرج من هنا؟
هزت رأسها نفيا فاستسلمت واخيرا قلت: -كم الساعة الأن؟
-الرابعة فجرا. مما يعني ان لديك المزيد من الوقت لتستريحي وهو ما يجب ان تفعليه الأن.

ثم تركتني وذهبت. اغمضت عيني لأنام فليس لدي ما افعله لكن النوم لم يأت للأسف كيف يأتي وانا متوترة هكذا.
((-انت بالفعل ستقوم بهذا
استوقفته هذه الجملة. لم توقف جسده فقط بل روحه وعقله ايضا. والتفت ببطء الى صاحب الجملة ليقول بهدوء حاول بصعوبة الحفاظ عليه: -دعنا لا نكرر هذا
صاح صاحب الجملة بغضب: -انت تعلم اني لن اتوقف.
صمت لحظة ثم قال: -لا يزال هناك فرصة
-لا، لا يوجد فرصة ليس في عالمنا.

قالها الأخر بغضب بدأ يطفو على سطح ملامحه ليأتيه الجواب الذي لم يرد سماعه: -هي اعطتك فرصة انت فقط تجاهلتها حتى لا تجد لنفسك عذر. هل تظن اني احمق لكي لا ارى هذا انت لم تدلي بكل المعلوم.
قاطعه الأخر صائحا: -هذا يكفي يا جراد لا اريد سماع المزيد
ثم ازاح جراد بعنف من امامه وقال: -فلن يغير ايا من هذا شيء
)).

شعرت بنسمة هواء جمدت الدم في عروقي فعقدت حاجباي. ربما من الأفضل ان اغلق النافذة وحين فتحت عيني لأفعل ما اعتزمت كدت اشهق في دهشة لكن يدا سريعة على فمي منعتني من هذا واستقرت تلك اليد حتى هدأت وحين رفعها صاحبها عن فمي صحت هامسة: -كمال؟!
وضع اصبعا على شفتيه لأصمت لكني تابعت هامسة وانا اضع يدي على قلبي: -هل جننت؟ لقد كدت اصاب بسكتة قلبية!
عقد حاجبيه بضيق واخيرا قال: -هلا صمتي.

لكني تجاهلته قائلة: -لم انت هنا؟
قال بغيظ مكتوم: -لو صمتي قليلا لعلمتي
فصمت ونظرت له متسائلة لكنه ظل صامتا، حتى طال الصمت. ما الأمر؟ هل يجد صعوبة في الحديث؟ فقررت ان اتحدث رغم كل شيء وقلت: -حسنا. هل انت على مايرام؟
رفع احد حاجبيه وسأل: -لما السؤال؟
ابتسمت قليلا وقلت: -انا بتوتر وحذر غير اعتياديين يا كمال، كان لابد ان افهم انه انت لكن في ظل هذه الظروف لم اتأكد إلا وانت هنا الأن.

ظهر شبح ابتسامة على شفتيه ثم قال: -لقد سمعتك تصرخين لذا قررت ان اطمئن عليك
هذا كان ليسعدني لو كان حقيقة لكن كلانا يعلم انها ليست المرة الأولى لذا من الواضح انه يجب ان اساعده ها هنا فقلت بخفوت: -كمال ما الذي يقلقك بالفعل؟
تنهد ثم اقترب من الفراش وقال: -لا شيء حقا فقط اردت ان اشكرك
رفعت حاجباي في دهشة: -م. ماذا؟
تابع متجاهلا اياي: -لقد اعطيتني شيئا لم يكن لدي من قبل والأن ارده لك وانا اعلم اني سأندم.

حسنا انا لا افهم شيئا لذا قلت: -هل من المفترض ان افهم ما يعنيه هذا؟
هز رأسه ان لا. هل يمزح؟ لكن ما اشعر به الان لا يبشر بالخير كمال قلق او متوتر من شيء ما لذا سألت مجددا:
-كمال ما الذي يقلقك حقا؟
تجاهل السؤال مجددا وقال: -فقط اردت ان اطمئن عليكي.
لم يقولها هكذا؟ هناك امر خطأ في كل هذا. اخيرا قررت ان اسأل ما خشيت ان اسأله منذ البداية:
-هل انت ذاهب الى مكان ما؟

اتسعت عيناه للحظة قبل ان يعود لهدوءه ويومأ برأسه فقلت: -متى ستعود؟
فجاءتني الإجابة كما كنت اخشاها: -انا لن اعود.

لم استطع اتخاذ اي رد فعل ففي هذه اللحظة بالضبط سمعنا صوت انفجار قوي يصم الأذان دفع بي الى الخلف وصطدمني بالجدار من خلفي وخلف اذني احسست بسائل دافئ يشق طريقه الى رقبتي. اخذت الحجرة تهتز بقوة بعدها بثوان رأيت السقف يتشقق ليهوى فوق رؤسنا. لم اكن سريعة بالقدر الكافي في تكوين المجال فشهقت برعب وادركت في ذلك الجزء من الثانيه اني سأموت لكن السقف لم يصطدم بنا بل توقف في مكانه وظل معلقا في الهواء. فنظرت الى جانبي لأرى كمال يحرك الكتل الإسمنتيه بعيدا عنا ورغم ذلك فقد استمرت الإنهيارات حتى اني ظننت انه لم يعد قادرا على المواكبه فقلت وانا اتحرك لأقف جواره مكونة المجال ليحمينا:.

-ما الذي يحدث بالضبط؟
رد بإقتضاب: -اعتقد انه انفجار في موضع ما من الفندق
رفعت احد حاجباي في تساؤل: -أأنت متأكد؟
-الهواء الذي تحمله الرياح ساخن هناك نار قريبة
لم يكد ينتهي حتى سمعنا الصرخات فانتفضت في ذعر ونظرت الى كمال الذي قال:
-اذهبي
-أأنت واثق انك ستستطيع وحدك؟
اومأ برأسه في صمت واخيرا قال: -هناك من يحتاجك.

شعرت بإرتجافة يدي وانا اهز رأسي قبل ان اعدو الى حيث الأصوات. ان الفندق ينهار تماما. يجب ان اخرج من هنا وخلال عدوي وجدت العديد من المقيمين في الفندق تحت الأنقاد موتى فهتفت:
-يا الهي!

وحين وصلت الى غرف التي يمكث فيها الباقون اكتشفت انها لم تعد موجودة وانا لا امزح لقد انطبق سقفها على ارضها كأنها لم تكن. هل يعني هذا اني اسير الأن على سقف احد الأدوار! كانت الحركة صعبة والأنقاد كثيرة والتراب جعل الرؤية مستحيلة. لكنني ظللت ابحث عن شاهين، هيثم، جراد، راي وسفريا. سفريا! ربما لن يتأذى الأخرون بهذه البساطة لكن هذا يعني الموت لسفريا. توترت اكثر وتسارعت دقات قلبي. حتى شعرت اني لا استطيع التنفس. اهدأي يا كيسارا. اهدأي. هي بخير فقط اكملي البحث.

((-استطيع الشعور بها بوضوح كيسارا بخير وتتحرك تحت الأنقاد المشكلة هي اني لا اشعر بكمال او جراد
قالها هيثم وهو يستدير ليواجه شداد الذي لم تعجبه الإجابة فقال شاهين:
-مما يعني ان علينا الإنتظار حتى تأتي فرق البحث فلا يمكننا استخدام قوانا الان وعناصر الشرطة موجودة إلا سيعلمون اننا المستهدفون من هذا الإنفجار
صاحت سفريا بغضب: -انا لا افهم، هذا الإنفجار قتل المئات ومازال يقتل كل هذا لقتلكم.

حرك شداد رأسه نحوها قائلا: -قتلنا، لقد اصبحت منا الأن
زمجرت في غيظ وهتفت: -هلا عدنا لم هو مهم لقد مات الكثير بسببكم
تجاهلها شداد وهو ينظر الى راي الذي يقف بعيدا عن كل هذا فقال بحده:
-ستكون بخير!

صمت الجميع في ذهول فلم يتوقع احد هذا الإنفعال الغير مبرر من شداد لكن اعصابه كانت على خيط رفيع ورؤية راي هكذا كادت تقطع هذا الخيط ففي يديه الأن مشكلة اكبر. كان اول من كسر الصمت هو هيثم قائلا لسفريا التي وتسمرت في مكانها:
-الهدف لم يكن قتلنا فإن اي من يعرف من نحن يعلم ان انفجارا كهذا لن يقتلنا.

وقبل ان تسأل عما يعني اكمل من خلفه شاهين: -بل وإن حتى العدد الكبير الذي قتل لم يكن إلا لإخفاء الهدف الرئيسي وراء هذا الهجوم هذا إن كانو يظوننا حمقى لم نخض حربا من قبل
عقدت سفريا حاجبها وقالت: -اذن ما الهدف فعلا؟
جاءت الإجابة قاسية من بين شفتي شداد: -اخراج الجاسوس)).

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة