قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والخمسون

تجمعت انظارنا الى سفريا وحين ادركت ما تعنيه قلت: -لا بأس يا سفريا انا...
قاطعتنب بحدة قائلة: -لا، لن اخرج من هنا إلا وانت ترين بتلك العين مرة اخرى
ابتسم القلب وقال: -انا اعتقد ان اللعنة كانت على بشري قبل ان تنتقل الى الروزين ذلك كان انت
اومأت برأسها وهي تقول: -اجل ما حدث كان خطأي انا وهي لا تستحق ان تدفع ثمنه
-وماذا ان لم اكسرها ما الذي قد تفعله بشرية؟

توقفت سفريا في حيرة غير عالمة بما تجيب كدت اتحدث لكنها قالت مرة اخرى:
-اي شيء سأفعل اي شيء
رفع حاجبيه وهو يكرر: -اي شيء؟
هنا تدخلت وقلت موجهة حديثي لسفريا: -ما هذا الهراء الذي تقولين؟ انا لن اقبل هذا!
ردت بعنف: -وكذلك انا
ثم وجهت حديثها الى الجي سوريتيه وقالت: -فماذا تريد؟
نظر الينا للحظة ثم تنهد وقال: -ليس هناك ما اريد، لقد رأيت شيئا لم اعتقد اني سأراه مجددا.

ثم نظر الى سفريا: -لقد اسأت الفهم انا لا اريد شيئا ولأني لم ارد شيئا من جنسك استعملت تلك اللعنة لإخافتهم وابعادهم عن هذا المكان انها لم تكن سوى وسيلة حماية وابعاد للبشر لا وسيلة تعذيب كما تظنين اما وقد حان الوقت لخروجي من هذا المكان فلا حاجة لي بها
ثم اقترب مني وقبل ان يتقدم اكثر قال شاهين بصوت هامس: -ان احدا قادم
فقال جراد: -ماذا؟
فأجاب هيثم: -اجل ان اسمعهم ان العدد كبير يجب ان نخرج من هنا.

فأشار لنا سيد شداد في صمت نحو المخرج فأسرعنا ومعنا القلب وفي صمت خرجنا من المكان لنجد ان الرودوسين قد احاطوا بالمخرج من جميع النواحي رائع استللت سيفي وكذلك فعل الباقون استعدادا لمواجه القوات المحيطة بنا من حسن حظنا انهم مسلحون بالسيوف ايضا ودون اي مقدمات انقضوا علينا لتبدأ معركة قصيرة هدفها امساكنا هذا ما لاحظته فهم يحاولون اصابتنا دون قتلنا حاولت حماية سفريا خلفي لكن مع كثرة العدو تحركت اكثر من مرة من مكاني وقد ادركت اني لا استطيع استخدام قوتي كما كان من قبل، كان القتال سريعا قصيرا لكنه كان عنيفا فمع كثرتهم وارهاقي بدأت حركتي تصبح ابطء وتركيزي ينخفض نظرت حولي لأرى ان سيد شداد والباقون قد ابتعدوا عن مجال الجنود الى حد ما يجب ان اسرع نحوهم فلوحت بالسيف واندفعت نحوهم احرك السيف يمينا ويسارا وبعد وهلة تراجعت قليلا لأتوقف فجأه وانظر خلفي بعينين متسعتين، انا محاطة انهم ملتفون حولي كالدائرة بدون اي فراغات حتى اني لا ارى شيئا غيرهم وقبل ان اتخذ اي ردة فعل شعرت بألم عنيف في رأسي قبل ان تسود الدنيا امام عيني.

افقت على الم في مفاصلي وببطء فتحت عيني لأغلقها على الفور بسبب الإضاءة ثم حاولت تحريك يدي لأحمي بها عيني من الضوء لكنها لم تتحرك ففتحت عيني مرة اخرى هذه المرة استطعت التأقلم على الضوء وكان اول ما رأيته هو رجل جالس امامي ينظر لي ادركت حينها اني جالسة على كرسي ومكبلة اليه حركت يداي بعنف دون فائدة فزمجرت في غضب وانا اتذكر انه تم امساكي اذن لابد ان هذا استجواب رائع هذه المرة الثانية التي يستجوبني فيها الرودوسين الى الرجل امامي في صمت منتظرة ما سيقول ولم يطل انتظاري قالها باللغة الأم لأبيس:.

-اجيبي عن الأسئلة ولن نستغرق الكثير من الوقت
نظرت اليه بسخرية وقلت بسخرية بالبراديسية: -انت تمزح صحيح؟
قال بهدوء: -نحن نعلم انك من ابيس فلا داعي لإستخدام البراديسية ثم لا تقلقي لدينا اسلابينا للحصول على الأجوبة
نظرت اليه باستخفاف وصمت فقال: -ما هو اسمك، رتبتك؟
صمتنا لفترة ثم قلت: -انت حقا لا تتصور ان تحصل على الإجابات بهذه البساطة اليس كذلك؟

ابتسم لبرهة ثم قال: -لا انا فقط اقوم بعملي الروتيني، لن اكرر مجددا ما هو اسمك؟ وما هي رتبتك؟ ومن كان معك في تلك المنطقة المحظورة؟
حاولت التفكير في رد مستفز فلم استطع لكنه عموما لم يدع لي فرطة لأفكر ارتطم ظهر كفه بوجهي بقوة جعلتني اشعر بأن رأسي سينفصل عن جسدي حركت رأسي نحوه وانا ابتلع دما فقد جرحت شفتي، ها قد بدأنا الإستجواب...
((دخل كريستوفر حجرة المراقبة وهو يقول: -الام توصلنا؟

اجابه المسؤل: -لا شيء، لم يدل احدهما بكلمة حتى الأن
قال كريستوفر: -لقد بدأ الإستجواب منذ ثلاث ساعات اليس كذلك؟
-اجل لكن التعذيب لا يجدي فائدة لم يتكلم احدهما بشيء لا الفتاة ولا الصبي.

ثم اشار الى احد الشاشات لتعرض امام كريستوفر صبي لم يتجاوز الخامسة عشر ملابسه غارقة في الدماء وجسده مليء بالكدمات بينما في الشاشة الأخرى عرض عليه فتاة في حال افضل قليلا لكن جسدها يعاني من بعض الجروح والضابط الذي يستجوبها يقبض على شعرها الأبيض يضغط على رأسها ليغرقها في حوض مليء بالماء وهي تقاوم بعنف ثم يخرجها ليسألها لكنها لا تجيب ليكرر فعلته عددا من المرات دقق كريستوفر النظر الى الفتاة لفترة قبل ان يتعرفها انها الفتاة التي اصطحبها شاهين معه في تلك الحفلة والتي اسرها سريجي من قبل فأسرع يقول:.

-هذه الفتاة اريدها
قال المسؤل بإرتباك: -المعذرة؟
رد كريستوفر بحزم: -انا اريد هذه الفتاة في الحجرة الحمراء في غضون ربع ساعة
نظر اليه المسؤل في دهشة مستنكرة لكنه قال: -سينفذ.

اما كريستوفر فأسرع خارجا يجب ان يخبر اريان بهذا، هذه الفتاة تحمل اهمية ما لا شك في ذلك وهو لم يكن يحلم بفرصة كهذه ان تأتي الى قدميه مباشرة فقط هو يتمنى ان يصيب حدسه هذه المرة وإلا فالعاقبة ستقع عليه ربما لا يستطيع اريان الفا التخلي عنه لقواه لكنه بالتأكيد قادر على جعل ما بقي من حياته جحيما، هذه الفتاة، ولو حالفه الحظ وكانت الفتاة ذات اهمية عالية فربما تجر شداد اليهم جرا ولهذا سيطرب اريان)).

دفعني الحارس في عنف للتقدم وهذا لم يكن سهلا نظرا لأني كنت معصوبة العينين ما فهمته انهم سينقلونني الى مكان اخر، اين بالضبط؟ لا ادري وهذا يرعبني بعض الشيء فماذا يريدون بعد الإستجواب لقد كاد الرجل يقتلني غرقا لازل بإمكانني الشعور بالماء في اذني كما ان صدري يؤلمني، الحمقى لندعوا فقط الا يكون هناك المزيد من التعذيب لأني اعتقد اني بحاجة الى استراحة قاطعني صوت الحارس وهو يضغط على كتفي ويقول:
-اجلسي.

شعرت بالكرسي خلفي فجلست حيث لم تترك لي قبضته خيار اخر، قيدني الى الكرسي ثم شعرت به يبتعد ثم صمت تام لفترة لا بأس بها لكني كنت متأكدة من وجود اخرين معي فبستطاعتي سماع صوت انفاسهم فجأة سمعت من يقول بهدوء:
-ارفع العصابة عن عينيها اريد ان ارى وجهها
كان صوتا عميقا قويا وما هي إلا ثوان وقد جذب احدهم العصابة عن عيني ليقع نظري على وجه مألوف يقول بصوت هو من اجمل ما سمعت:
-مرحبا. كيسارا؟

كريستوفر دومينو؟، بنفسه نائب رئيس رودوس!، هذه لن تكون جلسة عادية بالتأكيد ثم ابتعد ذلك عن مجال رؤيتي لأرى خلفه رجل طويل القامة مهيب المنظر يرتدي ثياب حرب حمراء وفضية، شعر احمر هو اقرب الى البني ثائر حول وجهه ومنسدل على كتفه بنعومة حتى اخر ظهره. وعندما وقع بصري على وجهه انتفض جسدي بقوة وتسارعت دقات قلبي بشدة بل وان معدل تنفسي ازداد عن الطبيعي. ماذا بي؟ ان الرؤية تصبح صعبة، اخذت نفسا عميقا وحاولت ان اهدأ ولحسن الحظ فقد نجحت، كان اول من تكلم هو كريستوفر وقال:.

-اذن يمكننا القول انك لست سكرتيرة
قلت مبحوح: -وانت كنت على علم بهذا منذ القاء الأول
هنا تدخل الرجل الأخر قائلا: -هذه هي؟
اجاب كريستوفر: -اجل سيدي
اقترب الرجل مني بشكل مخيف ونظر لي بطريقة اشعرتني بأنه لا ينظر الى بشر بل ما هو ادنى وضع يده على ذقني ممسكا وجهي بخشونة وانا اقاومه:
-اذن من انت؟
قلت وانا اشعر بالخوف لسبب ما: -بل من انت؟

ابتسم الرجل ابتسامة صفراء ثم تابع: -انا؟ انا اريان. اريان الفا، والأن الن تخبرينا من انت؟
اوه يا الهي هل قال ما اظن اني سمعته للتو انا اُستجوب من رئيس الدولة؟! لاحظ الإثنان ذهولي فابتسم كريستوفر وقال:
-يبدو انها لم تتوقع هذا
قلت بعد ان استجمعت شتاتي: -لا تتصور لمجرد كونك الرئيس فسأجيبك
نظر لي الرجل في ببرود وابتعد عني مشيرا الى كريستوفر بيده وهو يقول:
-وانا لم اتصور ان تفعلي.

أومأ كريستوفر برأسه وهو يقترب مني ويقول: -ارى ان الأساليب العادية لن تفلح معك لذلك لم تدع لي خيارا بإلا استخدم قواي
عقدت حاجباي في عدم فهم لكني قلت: -لا يمكن لقواك ان تفيدك في شيء نحن في بلدكم هذه!
-انت لم تلاحظي الغرفة التي انت بها ولم تم تغير موقعك
طبعا لم افهم ما علاقة الغرفة بهذا لكنه تابع: -هذه الغرفة تمنح القدرة على استخدام الطفرات
قلت بحده: -هذا مستحيل انا لا اشعر بقواي فيها.

قلتها ثم صمت على الفور غير مصدقة اني قد وقعت في هذا الخطأ الذي استغله اريان قائلا بإبتسامة مستفزة:
-اذن انت ممن يحملون الطفرات على كل حال هذه الغرفة تحتاج تدريب عال جدا لتستطيعي استخدام قواك بها
حدقت بهما في رعب وانا لا ادري ما نوع هذه القوى لكن الأمر لا يبشر بالخير اخيرا قال كريستوفر بصوته المميز:
-الأن اسمعيني جيدا من انت؟

فتحت فمي لأجيبه على الفور لكني توقفت عند اخر لحظة وبصعوبة شديده، كيف حدث هذا؟ انا اريد ان اخبره، اشعر بالحاجة العارمة لأخبره، احتاج لأن اخبره بالحقيقة. ماذا بي؟ فتحت فمي واغلقته عدة مرات وانا اقاوم نفسي بصعوبة واجز على اسناني بعنف والألم يعتصر جسدي من المقاومة قال اريان:
-لماذا لا تجيب؟
اجابه كريستوفر: -انها تقاوم. تقاوم بقوة.

فقال اريان بقسوة وصرامة: -وما وظيفتك اذن؟ اجعلها تتكلم يا دومينو انا احذرك
كنت الأن في حالة هلع اهذه هي قواه؟ هل سيقتلع مني المعلومات رغم ارادتي؟، عقد كريستوفر حاجبيه ومد يده يجذبني من شعري بقسوة سائلا:
-اجيبيني من انت؟

اصررت على اسناني بقوة حتى ادمعت عيناي وشعرت بأني سأكسرها لكن شفتاي تقاوماني هذا الصوت وهذه الرغبة الكاسحة في اخباره، يا الهي، يا الهي لا يمكن ان اخبره بالحقيقة هذه ستكون كارثة فهتفت:
-لا. ل. ا.
لكنه شدد قبضته حول شعري واعاد بقوة اكبر: -من انت؟
لم استطع منع نفسي لم استطع المقاومة قلت صارخة والدموع تهبط من عيني:
-انا كيسارا. كيسارا ارثميثكيرا. ح. حاملة التنين وحاضنة القلب. حاضنة الروزين.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة