قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والخمسون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الخامس والخمسون

-انا كيسارا. كيسارا ارثميثكيرا. ح. حاملة التنين وحاضنة القلب. حاضنة الروزين
اتسعت عينا كريستوفر في دهشة غير مصدق بينما تصلب اريان بالكامل امامي اما انا فلم اعد استطيع ايقاف دموعي هذه كارثة، اخيرا استطاع كريستوفر التحدث فقال:
-يا الهي، حاملة التنين!
هنا تعالت ضحكات كاددت تهز اركان الغرفة من مجونها فنظرت الى اريان في خوف اذ اقترب مني وامسك بيده ذقني قائلا بإبتسامة مخيفة:.

-انت هي حاملة التنين؟، اجُن شداد ليتركك دون حراسة
ابعدت وجهي عنه بعنف لكن قبضته كانت اقوي حيث شعرت بأصابعه تعتصر ذقني بنما انحنى هو على حتى لامس شعره وجهي واحسست بأنفاسه وهو يقول:
-كيسارا ارثميثكيرا. لا تقصري من حياتك البائسة فأنا لن احتاج سوى القلب.

لست ادري لماذا لكني فجأه تغيرت الرؤيا الى اللون الأحمر الدامي وغمرني شعور رهيب بالألم. بالقسوة. بالغضب. لكن اشد ما سيطر على هو الغضب. غضب بلا حدود غضب غير بشري يكان يخنقني لقوته فارتجف جسدي ثم عادت مرة اخرى الى اريان.

((شعر بإرتجافها تحت يديه فاتسعت ابتسامته. هو لم يحظا بهذا القدر من المتعة منذ زمن طويل. هو لا يكاد يصدق ان الروزين بحزته بهذه البساطة بل وفي جسد فتاة ضعيفة لا تكاد تدرك ما تحمله من قوة. هي عار على القلب. ذلك الجسد الضعيف وتلك العين الدامعة لن تقاوم كثيرا وهو ينتزع القلب من صدرها هذا ان لم تقاوم اصلا. الروزين القلب الأثمن. هذه الفتاة لا يمكن ان تخرج من هنا حية.

تحسس وجهها بين يديه ثم حرك انامله للأسفل باتجاه عنقها حتى قبض عليه ليس بقوة لكنه كان كافيا لأن يتصلب جسدها كله في انتظار حركته القادمة ببطء اضيقت قبضته على عنقها شاعرا بدقات قلبها وهي تتسارع بجنون، ذلك القلب الذي يريد. وسيحصل عليه، اتسعت ابتسامته مستمتعا بألمها وشهقاتها المتواصلة في محاولة فاشلة للحصول على الهواء، لكنه لن يقتلها ليس قبل ان يستفيد بكل معلومة تملكها عما ينتويه شداد. شداد. انه لن يرتاح قبل ان يراه امامه منحنيا ذليلا وهو يطلب الرحمة قبل ان ينتزع قلبه بيديه، اطلق سراح عنقها وانحنى عليها وهو يقول:.

-حياتك بيدي من الأفضل لك ان تفهمي هذا
ابتعد عنها اريان وتراجع للخلف لكن نظرة لم يفارقها وهو يقول لكريستوفر الذي لا يزال تحت تأثير الصدمة فهو لم يتوقع للحظة ان تكون الفتاة بهذا القدر من الأهمية بل لم يكن ليحلم بأن تكون الحاملة:
-اسألها عن الصبي
اومأ كريستوفر ضاغطا على ذر ليظهر على الشاشة المقابلة لكيسارا هيثم مقيدا وجهه ملطخ بالدماء واثار التعذيب واضحة جلية عليه فشهقت وقالت:
-يا الهي.

فقال كريستوفر: -من هو؟ ))
هيثم! هيثم. ارتج جسدي بالبكاء لم اعد استطيع التحمل اكثر من ذلك لم اعد استطيع المقاومة اكثر قلت وسط دموعي:
-اللواء هيثم، الذراع اليسرى لسيد شداد. حامل لطفرة. و. و. واحد الفرسان الخمسة
نظرت الى وجه هيثم الدامي امامي على الشاشة وهمست لنفسي: -اسفة. انا اسفة
بينما رفع كريستوفر حاجبيه في اعجاب ثم ابتسم ساخرا: -اثنين من اهم واقوى الكيانات في ابيس يقعان بهذه السهولة.

قاطعه صوت رنين ولله الحمد فأسرع يجيب على المتصل لم اكن انا بالوعي الكافي لأسمع ما يقول لكن بمجرد ان انتهى نظر الى اريان وقال مشيرا يده اشارة لم افهمها:
-سيدي
فأومأ اريان واتجه نحو الباب واتبعه كريستوفر قائلا: -سأنقله الى هنا...

قبل ان يختفيا خلف الباب ويسود الصمت في الغرفة. تنهدت بقوة وانا افكر في هيثم اذن هو ايضا لم يستطع الفرار. لكن حسب ما رأيت فهو في حال اسوء مني بكثير. شعرت بالغضب والقلق عليه انه لا يزال اصغرنا. ان يتعرض لهذا النوع من التعذيب. رأسي يؤلمني بقوة وعيني اليسرى كذلك لكني احاول تجاهل الألم. احاول التركيز يجب ان اخرج من هنا لا ادري كيف لكن يجب ان اجد طريقة للإبتعاد عن يد اريان، اريان. هذا الرجل خطير. انه يعطيني شعور غريب كلما اقترب مني اشعر بالإهتياج وتلك الرؤيا التي رأيتها هل كنت اخرف؟ وعي لم يكن في احسن حالاته. ام اني رأيت شيئا بالفعل؟، ايا كان فهو مرعب مؤلم غاضب. غاضب جدا. غضب والم لا يمكن تصورهما...

فُتح باب الغرفة ودخل جنديان بينهما جسد هيثم الضئيل يبدو عليه الوهن الشديد ولا يكاد يسير فهتفت هيثم:
-هيثم!
رفع لي عينين زائغتين لا تكاد تريان وقال بصوت متحشرج خفيض: -كيسارا؟
قاده الجنديان الى كرسي اخر بالغرفة وكبلاه اليه ثم خرجا فقلت على الفور:
-ماذا فعل بك هؤلاء الحثالة؟
ابتسمامة باهته اخذت ترتسم على شفتيه قبل ان اتختفي وقد ادرك شيئا: -ايعني هذا انهم قد امسكوك. انت ايضا؟ هل خضعت. للإستجواب؟

اومأت برأسي لكنه لم يرد. ثم بعد برهة قال: -كيسارا؟
كأنه يتسائل عن وجودي. هنا توقف كل شيء وقلت بصوت راجف: -ه. هيثم الا تراني؟
-، ل. لا.
-يا الهي. يا الهي ماذا فعلوا بك؟ هيثم. هيثم؟
لا اجابة. لا حركة. سوى صوت انفاسه. لقد فقد وعيه! لا. لا. في هذه اللحظة الامتني عيني من جديد فقاومت الألم. هذا ليس وقته. يجب ان اجد طريقة للخروج من هنا ان حالة هيثم تحتاج رعاية طبية عاجلة.
((-يجب ان نفعل شيئا.

قالتها سفريا بعصبية فأجابها شاهين: -اجل لكن ماذا ونحن لا نعرف مكانهم. ولن نستطيع تحديده بإختراق نظامهم الأمني من هنا بدون هيثم
هتف جراد: -لكننا لن نقف مكتوفي الأيدي هكذا عاجزين عن فعل اي شيء ونحن لا ندري ما يحدث لهم
غمغم كمال: -حتى لو علمنا المكان سيحتاج الأمر الى تخطيط كي نقتحمه وهذا سأخذ الكثير من الوقت
قال شداد بعد ان ظل صامتا لفترة: -نحتاج الى قوانا.

نظر الى الجي سوريته ثم تابع: -الا تستطيع ذلك كما فعلت مع كيسارا؟
رد عليه القلب بجديه: -ليس هنا بل في المذبح. لا استطيع التخلص من تأثير ارض رودوس عليكم. لكني استطيع استخدام قوتي في اي مكان فيها.

فصمت الجميع لفترة شاعرين بالإحباط وبأن الفرص في انقاذ رفقائهم تقل بمرور الوقت. نظر اليهم الأيزن جي سورتيه. نظر الى وجوههم الى اليأس البادي على وجوه البعض والغضب والقلق الذي اعتصر قلوبهم. وتذكر الفتاة. حاملة الروزين. ربما يجب ان يعطيهم فرصة. ربما هم يستحقونها. :
-يمكنني نقلكم الى اي مكان فيها. في رودوس
قالت سفريا بإنفعال: -حقا!
-لكن يجب ان ارى المكان ان اعرفه قبل ان انقلكم اليه.

هنا قال شداد على الفور: -الا تزال كيسارا تحت تأثير لعنتك؟ الا يمكنك رؤية المكان من خلالها؟
نظر اليه القلب في ثبات قبل ان يقول: -اعتقد انه بإمكاني هذا. إن لم تقاومني
صمت الجميع هذا هو املهم الأخير والذي قد تدمره كيسارا دون ان تدري لكن لا مفر ليس امامهم سوى هذا الخيار وليدعوا ان تفهم كيسارا ما يريد القلب منها دون ان تدمر الإتصال بينها وبين القلب. )).

لازلنا في نفس الغرفة. ومازال هيثم فاقدا للوعي ولا يستجيب لندائي على الإطلاق. والألم في عيني اليسرى يتزايد بشكل لا مكن تجاهله لكني احاول المقاومة يجب ان اقاوم وإلا لن نخرج من هنا ابدا ان استسلمت انا ايضا. فقط لو يمكنني استخدام قوتي في هذه الغرفة لكن الأمر مستحيل لقد حاولت عدة مرات دون فائدة لقد صدق ارايان عندما قال ان هذه الغرفة تحتاج الى تدريب وتركيز شديد وانا لا املك هذين الأخيرين، مرة اخرى قاطع افكاري ذلك الصوت الذي لا تمله الأذان:.

-ركزي يا كيسارا.
نظرت الى كريستوفر بكراهية وهو يتابع استجوابي. توقف لبرهة وهو يحدق بي ثم قال:
-ما خطب عينك اليسرى؟ انها تلتمع من وقت لأخر بوهج اخضر؟
كنت قد تعلمت انه لا فائدة من المقاومة في الإجابة لذلك قلت: -انها اللعنة
-لعنة؟ ماذا تعنين؟
-لعنة القاها على الأيزن جي سورتيه
-لقد سمعت عن هذا من قبل اشاعات تداولها العامة تبعدهم عن الأثار
-انها حقيقة
-، هل تؤلم؟

صمت غير فاهمة للسؤال غير فاهمة ماذا يرمي من ورائة توجة بصري الى هيثم ثم اليه وقلت بغضب صائحة:
-ماذا تريد؟ اخبرني ماذا تريد مني؟ الم تستجوبني؟ لقد اخذت ما اردت فاتركني. لا يوجد ما قد افيدك به الأن من معلومات فاتركني
ابتسم وقال: -هذا صحيح لكن.

واعطى نظرة خاطفة الى هيثم ثم اكمل: -هذا الفتى اقوى منك بدنيا ومعنويا واذكى بكثير ورغم قواي سيجد ثغرات بين اسئلتي ليلتف حولها ووجودك هنا حين يستعيد وعيه وهو في اضعف حالته سيشكل عائقا وتهديدا. وهذا سيضعفه وسيجعله يجيب اسألتي.
انه يمزح؟ هل سيهدد هيثم بي؟ ان اعترف هيثم بشيء ستكون كارثة انه يعرف الكثير. الكثير جدا. ان اعترف فقد ضاعت ابيس. يجب ان اتصرف. يجب.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة