قصص و روايات - قصص رائعة :

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

رواية أسطورة أبيس للكاتبة تسنيم مصطفى الفصل الرابع والأربعون

بعد المرور بإجراءات التفتيش المعتادة في السفارة سمحوا لي اخيرا بالدخول الى المكتب، لترفع سفريا بصرها إلى فيشرق وجهها وقامت نحوي وعلى وجهها ابتسامة اوسع من المحيط الهادي على كل بعد اعتصرتني بين يديها قالت: -اجلسي، اجلسي.

فجلست وانا ابتسم كالبلهاء انا الأخرى لا ادري السبب لكن في كل مرة ارى فيها سفريا فإنها تزداد جمالا على جمال ربما لأني لست معتادة على رؤيتها عموما قلت: -لا تخبريني اني قاطعتك في امر مهم
قالت بعدم اهتمام: -لا مجرد امور روتينية، ثم فليذهب كل مهم الى الجحيم انه لمن النادر ان يتمكن المرء من رؤيتك
اتسعت ابتسامتي: -انظروا من تتكلم السفيرة نفسها!

ضحكت ثم قالت: -دعيني اخمن انت هنا لشيء ما فلا يوجد مجال ان يطلق شداد سراحك لمجرد زيارتي
قلت بغيظ: -على العكس اعتقد انه الان من بين جميع الأوقات سيتركني الى حيث القت
بدهشة ردت: -ماذا؟ لماذا؟
-انه مشغول حاليا مع سكرتيرته الجديدة انهما لا يفترقان
رفعت سفريا احد حاجبيها فقلت: -اعني اكثر من الازم انه يسمح لها بالكثير ويتغاضى عن الكثير وهذا غريب الا تظنين هذا؟

-لو ان هذا بالفعل يحدث وانت لا تهولين الموضوع فهو بالتأكيد غريب على شداد. شداد يتغاضى عن اخطاء. ههههه هذه مزحة، اكاد اقسم ان هذا الرجل يتصيدها لغيره انه يتمتع بذلك لا شك.
قلت بحنق: -هذا ما اعنيه اما معها فكأنه لا يرى اخطاء اصلا اكاد اجن
بخبث قالت: -ارى ان احدهم يغار هنا
هتفت: -ليت وحدي من يظن هذا بل هيثم كذلك.

-هيثم؟ هممم هذا مثير ربما في الأمر شيء ما بالفعل لكن هذا ليس ما جئتي لتناقشيني فيه على ما اعتقد
تقلص وجهي وانا اتذكر ما جئت لأجله فعلا فقلت: -بالطبع لا، لقد جئت هنا لأطلب منك امرا
-انت ام شداد؟
-، سيد شداد؟!
عقدت حاجبيها وقالت: -اعتقد انه كان لابد من ان اتوقع هذا بالطبع قام ببعثك انت لأنه يعلم اني سأرفض
صمت قليلا ثم قلت: -شيء مثل هذا.

-هل يعتقد اني متفرغة الى ما يريد فليحمد الله انك تعملين له والا لم اكن لأنفذ طلبا واحدا. ماذا يريد هذه المرة؟
اخذت نفسا عميقا وقلت بجدية: -اظن انك تعلمين شيء او اثنين عن القلوب السبع؟
رفعت حاجبيها ثم ابتسمت وقالت: -نعم لكن ليس الكثير فحكومتي لا تشارك مثل تلك المعلومات مع السفراء لكن اعتقد اني قرأت عدة اشياء عن القلوب بالتحديد عن قلب باراديس من الأترولوبرس.

تابعت: -ان ما يريده هو متعلق بكونك عالمة اثار ف...
قاطعتني: -لم لا يحتاجني احد كسفيرة ابدا، اكملي
فعلت دون ان اعلق: -نحن بحاجة لمعرفة مكان احد هذه القلوب بالذات قلب يدعى الأيزن جي سورتيه لقد اضقنا دائرة البحث الى انه في رودوس العاصمة بالتحديد اين بالضبط لا نعلم رغم محاولاتنا الا ان كل الحلول والطرق باءت بالفشل.

-لذا لجأ لي شداد طبعا فكبريائه لا يمكن ان يجعلني اول خيار له كل هذا جميل لكن ما الذي اجنيه انا؟
ابتسمت بحرج غير عالمة ما اقول فأكملت: -هو لا يتصور اني سأقوم بهذا بلا مقابل اليس كذلك؟ انا لا اقوم بالإعمال الخيرية
-بالتأكيد لا لكنه اخبرني انه سيستمع لم تريدين ان حصلتي على ما يريد
-وهو يتوقع ان اثق بهذا؟
قلت: -وهنا يأتي دوري الا تثقين بي؟

تنهدت في استسلام: -حسنا حسنا لكنه سيتلقى مني مكالمة بما اريد اخبريه انه ان وافق فسأتحرك مباشرة.

اومأت برأسي ثم نظرت الى ساعتي لأجد ان على العودة فلا يزال امامي الكثير من الأعمال فودعتها وعدت الى القلعة وفي طريقي الى مكتبي قابلت هيثم الذي بدا مرهقا وعندما سألته عن السبب اخبرني انهم يجدون صعوبة في السيطرة على سرجي ون هذا الأخير اصبح معضلة حقيقية فهو لا يستجيب للأستجواب وكذلك يحاول بلا ملل الهروب فأشفقت على حال هيثم المسكين واخيرا عدت الى مكتبي ودخلته لأجد مفاجأة تنتظرني نعم فخلف مكتبي كانت جريسوالدا واقفة تنظر لي كمن ضبط متلبسا بماذا؟ لا ادري لكني سأرها مذنبة في اي وقت قلت: -لابد من وجود سبب مقنع لوجودك هنا وانا لست في مكتبي.

ابتسمت وقالت: -اوه لقد كنت في انتظارك لكني مللت فقررت التجول حول المكان
ضيقت عيني على تفسيرها الذي لا يبدو مقنعا بالمرة لكني تحركت نحو المكتب وجلست مشيرة الى احد الكراسي وانا اقول: -وماذا تريدين بالضبط؟
-انه ليس بمهم فقط اردت الملفات المطلوبة اليوم
حدقت فيها لفترة في صمت ثم قلت: -ها هي.

قلت محركة بعض الملفات من فوق مكتبي فأخذتها سريعا ثم كادت ان تخرج قبل ان تقول: -اتعلمين منذ جئت هنا وانا اشعر بالفضول نحوك
-وهذا لماذا؟
-حسنا بدايتا انت هي المرأة الوحيدة هنا اعني لم وظفت هنا؟
-ليس لسبب بعينه فقط انا كغيري ممن يمتلكون طفرات
-لكن هناك الكثيرين فلماذا انت بالذات.

نظرت لها بتعجب لماذا تريد ان تعرف الى هذه الدرجة بالطبع لا يمكنني القول بأني احمل قلب الروزين فقلت: -هذه الإجابة ليست عندي بل عند من جندني الا تعتقدين هذا؟
هزت رأسها موافقة ثم خرجت غريب ومريب جدا. ماذا كنت تفعلين في مكتبي فعلا؟ فتح الباب مجددا...
-ماذا الأن؟ هل تذكرني الجميع اليوم؟
قلتها دون ان ارفع رأسي حين سمعت الصوت المميز يقول: -يبدو ان احدهم غير سعيد اليوم
قلت بدهشة: -شاهين؟ ماذا تفعل هنا؟

قال وهو يتصنع الألم: -الا يحق لي المجيء؟
-لا بالطبع كنت فقط اسأل عن السبب
-وماذا ان اخبرتك اني هنا لرؤيتك
-،!
توردت وجنتي وتسارعت ضربات قلبي ونظرت الى الأرض عاجزة عن الرد وحين امتلكت الشجاعة الكافية لرفع رأسي رأيت على شفتيه ابتسامة لم ارى احن منها، شاهين ارجوك. وكأنما قد سمع افكاري فقال وهو يقترب: -هل انت بخير؟
-أ. أجل
-لقد سمعت عن التطورات الأخيرة وان سيد شداد قد اخبرك عما نبحث وما انت بالضبط.

اومأت برأسي فقال: -الست غاضبة لأنه اخفى ذلك عنك؟
-كنت في البداية لكن الأن لا لقد تقبلت الأمر على ما هو عليه
ابتسم بمرارة وقال: -لازلت تعطينه الكثير من الفرص بينما لم تأبهي بإعطائي واحدة
لم ادر بما ارد فقلت وانا انظر الى المكتب وقد اصبح مثيرا فجأة: -شاهين...
شعرت بتلك اليد الدافئة تحيط وجهي وترفعه برفق لتلتقي عينانا وهمس: -الن تجيبيني؟
قلت بخفوت: -انت تعلم اني. لا استطيع.

-بل انت لا تريدين وكلانا يعلم اكثر ما يهم سيد شداد
ربما كان محقا، قال وقد تلامست جبهتانا هامسا: -فقط عامليني كمساوي له
ثم ابتعد وقبل ان يستدير راحلا قال: -انا سعيد انك بخير.
((نظر اليه في شك ثم قال: -أأنت متأكد؟
اومأ كريستوفر برأسه ثم ابتسم بثقة وبصوته الرنان قال: -تمام الثقة
فضحك من امامه ثم قال: -اذن فالعزيز شداد قد تحرك نحونا اثق في انك قد ضللته جيدا.

-بالطبع كما ان لدي المزيد يبدو ان احد سفراء هيفين ينوي زيارتنا لكن ليس بصفة رسمية
-وما الجديد؟
-تلك السفيرة بالذات هي سفيرة هيفين في ابيس
تلاعبت على شفتي الرجل ابتسامة وهو يقول: -انت لا تلمح...
-ربما و ربما لا
-راقبها لكن من بعيد ولا تتدخل في شؤنها لا نريد مشاكل مع هيفين الأن.
-سينفذ.
اسند الرجل وجهه الى يده: -هل وصلك جديد من عميلنا هناك؟
-لا لكننا نحاول.

قالها كريستوفر في شيء من التوتر فالتمعت ابتسامة وحشية على ثغر الرجل الجالس امامه: -يستحسن ان يأتي ما تشك فيه بنتيجة فربما تعتمد حياتك عليه يا دومينو.
ابتلع كريستوفر لعابه بصعوبة وهو يستأذن للخروج وقد شعر بالإرتياح لمجرد خروجه وعدم تواجده في نفس الحجرة مع رجل يحمل كل تلك الهيبة والهالة المرعبة فهو لم يكن مع اي احد بل مع من يمتلك السلطة المطلقة في رودوس نعم لقد كان للتو مع اريان. اريان الا. )).

وقفت خلف سيد شداد الذي كان يقف بدوره عند النافذة معطيا ظهره لي وهو يقول: -الى ما تلمحين بهذا؟
-انها مريبة لقد وجدتها في مكتبي تتفحصه ولقد ضبطها هيثم اكثر من مره وهي تجري اتصالات مثيرة للشك
-انت تعلمين ان ما تقولينه لا يكفي للإشتباه بأحد
-اعلم لكن.
قال بصرامة: -لتقديم مثل هذه الشكوك لابد ان يكون هناك دليل قاطع لذا لا تهدري وقتي ووقتك بما لا دخل لك به.

كنت الأن خلفه مباشرة وانا اتذكر ما قاله لي شاهين فوضعت يدي على ظهره ثم اتبعتها برأسي وقد شعرت بالدموع على وشك الفرار لقد اشتقت اليه بشدة لما لا يرى هذا؟ لم لا يرى كم احبه؟ لم لا ينظر لي؟ لماذا هو بعيد جدا مع انه امامي الامسه ويلامسني فتحت فمي لأقول: -سيد شداد...
لكني قوطعت قبل ان ابدأ.

الفصل التالي
جميع الفصول
روايات الكاتب
روايات مشابهة